استعمال الأدوية خلال الحمل

حسبRavindu Gunatilake, MD, Valley Perinatal Services;
Avinash S. Patil, MD, University of Arizona College of Medicine
تمت مراجعته جمادى الثانية 1442 | المعدل ربيع الأول 1443

تستعمل أكثر من 50٪ من النساء الحوامل الأدوية المصروفة بوصفة طبية أو غير الموصوفة أو الأدوية الإجتماعية (مثل التبغ والكحول) أو الأدوية غير المشروعة في وقتٍ ما خلال الحمل؛ واستعمالُ الأدوية خلال الحمل آخذٌ في ازدياد.وبشكل عام، يجب تجنّب استعمال الأدوية خلال الحمل إلَّا عند الضرورة القصوى، لأنَّه يمكن للكثير منها إلحاق الضرر بالجنين.ينجم ما نسبته أقل من 2 - 3٪ من العيوب الخِلقيَّة عن استعمال الأدوية لعلاج اضطرابٍ أو عَرض.

يكون استعمالُ الأدوية ضروريًّا لصحّة الحامل والجنين في بعض الأحيان.وفي هذه الحالات، يجب على المرأة التحدّث إلى طبيبها أو مع مُقدِّم رعايةٍ صحيَّة آخر عن مخاطر استعمال الدواء ومنافعه.يجب على المرأة الحامل وقبل استعمال أيِّ دواء (بما فيها الأدوية غير الموصوفة) أو مكمّل غذائي (بما فيها الأعشاب الطبية)، أن تستشيرَ مُقدِّم الرعاية الصحية.قد يوصي مُقدِّم الرعاية الصحية بأن تستعملَ المرأة بعض الفيتامينات والمعادن خلال الحمل.

تصل الأدوية التي تستعملها المرأة الحامل إلى الجنين من خلال عبور المشيمة بشكلٍ رئيسي، وهو الطريق نفسه الذي يمرُّ من خلاله الأكسجين والمواد المغذية اللازمة لنمو الجنين وتخلّقه.ولكن، حتى الأدوية التي لا تعبر المشيمة قد تلحق الضرر بالجنين من خلال التأثير في الرحم أو المشيمة.

يمكن أن تؤثر الأدوية التي تستعملها المرأة الحامل خلال الحمل في الجنين بعدة طرائق:

  • يمكنها التأثير مباشرة في الجنين، ممَّا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالجنين أو إلى تخلّقه بشكل غير طبيعي (ممّا يؤدي إلى عيوب خِلقية) أو إلى وفاته.

  • يمكنها إحداثُ تغييرٍ في وظيفة المشيمة عادةً من خلال التَّسبُّب في تضيُّق الأوعية الدَّموية، ومن ثَمّ خفض إمدادات الأُكسِجين والمواد المغذية إلى الجنين من الأم.وتكون النتيجة أحيَانًا طفلًا ناقص الوزن ومتخلِّف.

  • يمكن أن تتسبَّبَ في تقلص عضلات الرحم بقوة، ممَّا يؤدي إلى إصابة الجنين بطريقة غير مباشرة من خلال خفض إمدادات الدَّم أو تحريض المخاض وحدوث الولادة قبلَ أوانها.

  • كما يمكنها التأثير في الجنين بشكلٍ غير مباشر؛فعلى سبيل المثال، قد تحدُّ الأدوية التي تُخفِّضُ ضغط الدَّم عند الأم من جريان الدَّم إلى المشيمة، وبذلك تُخفِّض إمدادات الأكسجين والمواد المغذية إلى الجنين.

كيف تعبر الأدويةُ المشيمةَ

تكون بعضُ أوعية الجنين الدَّموية مُحتواة ضمن نتوءات دقيقة تشبه الشعر (زغابات) في المشيمة التي تمتد إلى جدار الرحم.يمرُّ دم الأم عبر الحيِّز المحيط بالزغابات (الحيِّز بين الزغابات).يقتصر الفاصل بين دم الأمِّ في الحيِّز بين الزغابات ودم الجنين في الزغابات على غشاء رقيق (الغشاء المشيمي).يمكن للأدوية الموجودة في دم الأم عبور هذا الغشاء إلى الأوعية الدموية في الزغابات والمرور من خلال الحبل السري إلى الجنين.

تستنِدُ طريقة تأثير الدواء في الجنين إلى

  • مرحلة نخلّقه

  • قوة وجرعة الدواء

  • نفوذية المشيمة (مدى سهولة مرور المواد عبرها)

  • التركيبة الجينية للأم، مما يؤثر في مقدار الدواء الفعال والمتاح

  • عوامل أخرى مرتبطة بالأم (على سبيل المثال، إذا كانت الأم تتقيأ، فقد لا يمتص الكثير من الدواء، لذلك يتعرّض الجنين إلى كمية أقلّ منه)

الجدول

حتى وقت قريب، قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بتصنيف الأدوية إلى خمس فئات وفقًا لدرجة الخطر الذي تشكّله على الجنين إذا استُخْدمت خلال الحمل.تُصنّف الأدوية ما بين قليلة الخطر إلى شديدة السمية يجب تجنّب استعمالها عندَ النساء الحوامل، لأنَّها تسبب تشوُّهات خِلقيَّة شديدة.من الأمثلة على ذلك (دواء شديد السمّية) الثاليدوميد thalidomide thalidomide.يسبَّب هذا الدواءُ نقصًا شديدًا في تخلّق الذراعين والساقين، وعيوبًا في الأمعاء والقلب والأوعية الدَّمويَّة عندَ أطفال النساء اللواتي يستعملنَ الدواء خلال الحمل.

استند نظام تصنيف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إلى حدٍّ كبير إلى المعلومات المستقاة من الدراسات على الحيوانات، التي لا تنطبق على البشر غالبًا.تُسبِّبُ بعضُ الأدوية (مثل مِكْليزين meclizine) حدوث تشوّهات خِلقية عند الحيوانات، ولكن لم تُشاهَد التأثيرات نفسها عندَ البشر.إن تناول مِكْليزين للغثيان والتقيُّؤ في أثناء الحمل لا يبدو أنه يزيد من خطر ولادة صغيرٍ بعيب خلقيّ.لم يستند نظام التصنيف كثيرًا إلى دراسات جيّدة التصميم لدى النساء الحوامل، وذلك لأن ما أُجريَ منها قليل.وهكذا، كان من الصعب تطبيق نظام التصنيف في حالات محدّدة.

وبسبب هذه المشكلة، ألغت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فئات الخطر الخمسة.وبدلًا من ذلك، تشترط هيئة الغذاء والدواء حاليًا أن تشتمل بطاقة تعريف الدواء على معلومات حول مخاطر تناول كل دواء في أثناء الحمل.تتضمن هذه المعلومات ما يلي:

  • مخاطر أخذ الدواء في أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية

  • الأدلة التي حدَّدت هذه المخاطر

  • معلومات تساعد ممارسي الرعاية الصحّية على تحديد ما إذا كان ينبغي استخدام الدواء خلال الحمل، وعلى شرح مخاطره ومنافعه للمرأة

يتبع ممارسو الرعاية الصحية عادةً قاعدةً عامّةً:

  • لا يفكّرون في إعطاء المرأة الحامل دواءً لعلاج الاضطراب إلّا عندما تفوق المنفعة المحتملة المخاطرَ المعروفة.

يمكن الاستعاضة باستعمال دواءٍ أكثر أمانًا غالبًا بدلًا عن دواء يُحتَمل أن يتسبَّب في حدوث ضررٍ خلال الحمل.للوقاية من الجلطات الدَّموية، يُفضَّل استعمال الهيبارين كمضاد للتخثر بدلًا من الوارفارين.تتوفر الكثير من المضادات الحيويَّة الآمنة، مثل البنسلين، لعلاج حالات العدوى.

قد يكون لبعض الأدوية تأثيراتٌ بعدَ التوقُّف عن استعمالها؛فمثلًا، يجري تخزين إيزوتريتينوين isotretinoin، وهو دواءٌ يُستَعملُ في معالجة اضطرابات الجلد، في الدُّهون تحت الجلد ويجري تحريرُه ببطء.يمكن أن يتسبَّبَ إيزوتريتينوين في حدوث تشوُّهاتٍ خِلقيَّة إذا أصبحت المرأة حاملًا في غضون أسبوعين من التوقُّف عن استعماله.لذلك، تُنصَحُ النساء بالانتظار مدةً تتراوح بين 3 - 4 أسابيع على الأقلّ بعد التوقف عن استعمال الدواء وقبل حدوث الحمل.

الجدول

اللقاحات في أثناء الحمل

يكون التمنيع فعَّالًا عندَ النساء الحوامل كما هي الحال في غير الحوامل.

لا تُعطَى اللقاحات المصنوعة من فيروسٍ حي (مثل لقاحات الحصبة الألمانية و لقاح جدري الماء) للنساء الحوامل أو اللواتي يمكن أن يَكُنَّ حوامل.

يقتصر إعطاء اللقاحات الأخرى (مثل اللقاحات المُضادَّة للكوليرا، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B، والطاعون، والكَلَب، والكزاز، والتيفوئيد) للحوامل إذا كُنَّ مُعرَّضاتٍ لخطرٍ كبيرٍ للإصابة بإحدى حالات العدوى السابقة بشكلٍ خاص وإذا كان خطر التأثيرات الجانبية المرتبط باللقاحات منخفضًا.

ولكن، ينبغي أن تحصل جميعُ النساء الحوامل اللواتي في الثلث الثاني أو الثالث خلال موسم الأنفلونزا على اللقاح المضاد لفيروس الإنفلونزا.

يجب على جميع النساء الحوامل أخذ لقاح الكزاز والخناق والسعال الديكي ما بين 27-36 أسبوعًا من كلّ حمل.يقي هذا اللقاح من السعال الديكي (الشاهوق)

توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بإعطاء لقاح كوفيد-19 لجميع الأشخاص بعمر 5 سنوات أو أكثر، بما في ذلك النساء الحوامل، أو اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية، أو يحاولن الحمل الآن، أو قد يصبحن حوامل في المستقبل.تتزايد الأدلة حول سلامة وفعالية تطعيم كوفيد-19 خلال فترة الحمل.تُشيرُ هذه البيانات إلى أنَّ فوائد الحصول على لقاح كوفيد-19 تفوق أيَّ مخاطر معروفة أو محتملة للتطعيم في أثناء الحمل.(انظر أيضًا مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC: لقاحات كوفيد-19 في أثناء الحمل أو الإرضاع.)

أدوية تُستَعمَل لمعالجة اضطرابات القلب والأوعية خلال الحمل

قد يكون من الضروري استعمال أدويةٍ لخفض ضغط الدَّم المرتفع (الأدوية الخافضة للضغط) عندَ النساء الحوامل اللواتي يُعانين من ارتفاع ضغط الدَّم قبلَ حدوث الحمل أو اللواتي أُصبنَ به خلال الحمل.تزيد الإصابة بأيِّ نوعٍ من أنواع ارتفاع ضغط الدَّم من خطر حدوث مشاكل للمرأة (مثل مُقدمات الانسمام الحملي) والجنين (انظر صفحة ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل).ولكن، يمكن لخافضات ضغط الدَّم أن تَحُدَّ بشكلٍ ملحوظٍ من جريان الدَّم إلى المشيمة إذا ما انخفض ضغطُ الدَّم بسرعةٍ كبيرةٍ عندَ النساء الحوامل.لذلك تجري مراقبةُ النساء الحوامل اللواتي عليهِنَّ استعمال هذه الأدوية بشكلٍ دقيق.

هناك عدة أنواع من خافضات ضغط الدم، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) ومدرّات البول الثيازيدية، لا تُعطى للنساء الحوامل عادة.يمكن أن تُسبِّبَ هذه الأدوية مشاكلَ خطيرة عندَ الجنين، مثل تضرُّر الكلى ونقص النُّمو قبل الولادة (تعوُّق النمو) وحدوث عيوب خِلقيَّة.كما ينبغي تجنّب استعمال سبيرونولاكتون عندَ النساء الحوامل أيضًا.قد يُسبب هذا الدواءُ ظهور الخصائص الأنثوية (التأنيث) في الجنين الذكري.

يعبر الديجوكسين Digoxin، الذي يُستَعملُ في معالجة فشل القلب وبعض اضطرابات نظم القلب، المشيمةَ بسهولة.ولكن عندَ استعمال الجرعات المعتادة، يكون الديجوكسين له تأثيرٌ طفيفٌ عادةً في الجنين قبل أو بعدَ الولادة.

مضادَّاتُ الاكتئاب في أثناء الحمل

من الشائع استعمالُ مضادَّات الاكتئاب Antidepressants، لاسيّما مثبِّطات استِرداد السَّيروتونين الانتقائية selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) مثل الباروكستين paroxetine، خلال الحمل عادةً.يُعدُّ الاستعمال شائعًا، لأن نَحو 7 -23٪ من النساء الحوامل يُعانينَ من الاكتئاب.بالنسبة للنساء الحوامل، تفوقُ مَنَافِعُ مُعالَجَة الاكتئاب مخاطرَه عادةً.

يبدو أنَّ الباروكستين يزيد من خطر عيوب القلب الخِلقيَّة.لذلك إذا ما استعملت المرأة الحامل الباروكستين، فيجب إجراء تخطيط صدى القلب لتقييم قلب الجنين.ولكن لا تزيد كل أنواع مثبِّطات استِرداد السَّيروتونين الانتقائية من هذا الخطر؛

إذا كانت المرأةُ الحامل تستعمل مضادَّات الاكتئاب، فقد يُعاني المولود من أعراض انسحابٍ بعدَ الولادة (مثل التهيّج والارتعاش).ولمنع ظهور هذه الأعراض، قد يُخفِّض الأطباء جرعة مضادات الاكتئاب بشكلٍ تدريجي خلال الثلث الثالث من الحمل، ويوقفون استعمالها قبل ولادة الطفل.ولكن، إذا كانت المرأة تعاني من علامات خطيرةٍ للاكتئاب أو إذا تفاقمت الأعراض مع إنقاص الجرعة، يجب أن يستمرَّ استعمال مضادات الاكتئاب.يمكن أن يؤدي الاكتئاب خلال الحمل إلى اكتئاب ما بعد الولادة، الذي ينطوي على تغيرٍ خطيرٍ في المزاج يحتاج إلى معالجة.

المضادات الفيروسية في أثناء الحمل

جرى استخدام بعض الأدوية المُضادَّة للفيروسات (مثل زيدوفودين وريتونافير في علاج عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري HIV) بأمان في أثناء الحمل لسنوات عديدة.ولكن، يمكن لبعض الأدوية المضادة للفيروسات أن تسبب مشاكل لدى الجنين.على سبيل المثال، تشير بعض الأدلة إلى أن إعطاء بعض أدوية فيروس العوز المناعي البشري HIV مع مشاركة من الأدوية المضادة للفيروسات في أثناء الثلث الأول من الحمل، فقد يترافق ذلك مع زيادة خطر الشفة المشقوقة والحنك.

إذا أُصيبت المرأة الحامل بعدوى كوفيد-19، فينبغي على الفريق العلاجي مناقشة المخاطر والفوائد بالنسبة لها ومن ثمَّ تقرير ما إذا كان ينبغي استخدام ريمديسيفير في علاج كوفيد-19.بشكلٍ عام، يوصي الخبراء بأن المخاوف النظرية حول سلامة عقار ريميديسيفير في أثناء فترة الحمل لا ينبغي أن تمنع استخدامه عند النساء الحوامل.هناك القليل من البيانات حول تأثيرات عقار ريمديسيفير على الجنين.

إذا أُصيبت المرأة الحامل بالأنفلونزا، فينبغي عليها طلب العلاج بأسرع وقت ممكن، لأن علاج الأنفلونزا في غضون 48 ساعة من بدء الأعراض يكون أكثر فعالية.ومع ذلك، فإن العلاج في أي مرحلة من العدوى يقلل من خطر حدوث مضاعفات شديدة.لم تُجر دراسات مصممة بشكل جيد على كل من زاناميفير وأوسيلتاميفير عند النساء الحوامل.ولكن، تشير العديد من الدراسات التي تعتمد على المراقبة إلى أن علاج النساء الحوامل باستخدام زاناميفير أو أوسكيلاميفير لا يزيد من خطر التأثيرات الضارة.لا تتوفر سوى معلومات قليلة أو معدومة حول استخدام أدوية الأنفلونزا الأخرى في أثناء الحمل.

يبدو أن عقار أسيكلوفير، الذي يؤخذ عن طريق الفم أو يطبق على الجلد، آمن في أثناء الحمل.

الأدوية الاجتماعية في أثناء الحمل

تدخين السجائر (التبغ) خلال الحمل

رغم أنَّ تدخينَ السجائر يضرُّ بالنساء الحوامل والجنين، إلّا أنَّ نسبة النساء المدخّنات اللواتي يمكنهنَّ الإقلاع عن التدخين خلال الحمل لا تتجاوز 20%.

التأثير الأكثر ثباتًا للتدخين على الجنين في أثناء الحمل هو

كلما ازداد تدخين المرأة خلال الحمل، ازدادت فرصة نقص وزن الطفل.يكون متوسط وزن مواليد النساء اللواتي يُدَخِّنَّ خلال الحمل أقلّ بحوالي 6 أونصة مقارنةً بوزن الأطفال المولودين لنساءٍ غير مُدخِّنات.

تُعدُّ العيوبُ الخِلقية في القلب والدماغ والوجه أكثر شيوعًا بين أطفال المُدخِّنات مقارنةً بالعيوب الموجودة عندَ أطفال غير المُدخِّنات.

كما قد يزداد خطرُ حدوث ما يلي أيضًا:

وبالإضافة إلى ذلك، يعاني أطفالُ النساء اللواتي يُدخِّنَّ من حالات قصور طفيفة، ولكن قابلة للقياس، في النمو الجسدي والفكري والسلوكي.ويُعتقد أنَّ هذه الآثار ناجمةٌ عن أحادي أكسيد الكربون والنيكوتين.قد يحُدُّ أحادي أكسيد الكربون من إمدادات الأُكسِجين إلى أنسجة الجسم.يُنبِّه النيكوتين تحرير هرمونات تُقلِّص الأوعية التي تغذي الرحم والمشيمة بالدَّم، لذلك تصل كميةٌ أقل من الأكسجين والمُغذِّيات إلى الجنين.

ونتيجةً للتأثيرات الضارة المحتملة للتدخين خلال الحمل، يجب على النساء الحوامل بذلَ أقصى جهدٍ لتجنّبه في أثناء الحمل، بما في ذلك مناقشة الاستراتيجيات مع الطبيب.

كما يجب على النساء الحوامل تجنُّب التَّعرُّض للتدخين السلبي لأنه قد يضر الجنين بشكلٍ مماثل.

الكحولُ في أثناء الحمل

يُعدُّ تناول الكحول خلال الحمل السببَ المعروفَ الرئيسيَّ للعيوبِ الخِلقيَّة.وبما أنَّ كمية الكحول المطلوبة للتَّسبُّب في متلازمة الكحول الجنينية غير معروفة، تُنصَح النساء الحوامل بالامتناع عن تناول أيَّة كحوليات بانتظامٍ أو بشراهة.ويُعدُّ التجنُّبُ الكامل لتناول الكحول أكثرُ أمانًا.

يزداد خطرُ حدوث الإسقاط بنسبة الضعفين تقريبًا عند النساء اللواتي يتناولنَ أيَّ نوعٍ من أنواع الكحول خلال فترة الحمل، وخصوصًا إذا كُنَّ يتناولنه بشراهة.

يكون الوزنُ عند الولادة للأطفال المولودين لنساء يتناولنَ الكحول بانتظام خلال الحمل أقلَّ بكثيرٍ من المُعدَّل الطبيعي غالبًا.يبلغ متوسّط الوزن عند الولادة حوالى 2 كغ للأطفال الذي تعرَّضوا لكميات كبيرة من الكحول، مقارنةً بحوالي 3.5 كغ لجميع الأطفال.قد لا ينمو حديثو الولادة لنساء كُنَّ يشربنَ خلال الحمل، ومن المرجح أكثر أن يتوفُّوا بعد الولادة بوقتٍ قصير.

تُعدُّ مُتَلاَزِمَةُ الجَنينِ الكُحولِيّ إحدى أخطر عواقب تناول الكحول خلال الحمل.يمكن أن يؤدي التناول الشَّره من الكحول لأكثر من ثلاث مرَّات يوميًّا إلى حدوث هذه المتلازمة.ويحدث ذلك في ولادتين تقريبًا من كلِّ ألف ولادةٍ لمولودٍ حي.وتنطوي هذه المتلازمة على:

قد يعاني الرضّع أو الأطفال لنساء تناولنَ الكحول خلال الحمل من مشاكل سلوكيَّة شديدة، مثل السلوك المعادية للمجتمع واضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة.يمكن أن تحدث هذه المشاكل حتى عندما لا يكون عندَ الطفل أيَّة عيوب خِلقية جسدية واضحة.

هل تعلم...

  • السبب الرئيسي المعروف للعيوب الخلقية هو شرب الكحول في أثناء الحمل.

الكافيين خلال الحمل

ما يزال الضرر الذي يمكن أن يُلحقه تناول الكافيين بالجنين خلال الحمل غيرَ واضح.يبدو أنّ الأدلة تُشير إلى أنَّ تناول الكافيين بكمياتٍ صغيرة (مثل كوبٍ واحدٍ من القهوة يوميًّا) خلال الحمل يُشكِّل خطرًا بسيطًا أو لا يُشكِّل أيَّ خطرٍ على الجنين؛

فالكافيين الذي تحتويه القهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية والشوكولاتة وبعض الأدوية، هو منبّه يعبر المشيمة بسهولةٍ إلى الجنين.

تشير بعضُ الأدلَّة إلى أنَّ تناول أكثر من سبعة أكواب من القهوة يوميًّا قد يزيد من خطر حدوث الإملاص أو الولادة المبكّرة أو ولادة مولود ناقص الوزن أو حدوث الإسقاط.

يوصي بعضُ الخبراء بالحدِّ من تناول القهوة وتناول المشروبات منزوعة الكافيين بقدر الإمكان.

الأسبارتام خلال الحمل

يبدو أنَّ تناول الأسبرتام، المُحلِّي الصناعي، آمنٌ خلال الحمل عندما يكون تناوله بكميات صغيرة، مثل الكميات المُستَعملة في الأحجام المعتادة من الأطعمة والمشروبات المُحَلَّاة صناعيًا؛فعلى سبيل المثال، ينبغي للنساء الحوامل شرب أقل من 1 لتر (حوالى 3 علب) من المياه الغازيَّة قليلة السعرات الحرارية في اليوم،

كما ينبغي على النساء الحوامل اللواتي يُعانين من بيلة الفينيل كيتون phenylketonuria، وهو اضطراب غير مألوف، الامتناع بشكلٍ كاملٍ عن تناول الأسبارتام.

الأدوية المحظورة خلال الحمل

يمكن أن يتسبَّبَ تعاطي المخدرات (خصوصًا المواد الأفيونية opioids) خلال الحمل في ظهور مضاعفاتٍ وحدوث مشاكل خطيرة في الجنين المتتخلّق والمولود.بالنسبة للنساء الحوامل، يزيد حقن المخدرات من خطر حدوث حالات عدوى يمكن أن تؤثر في الجنين أو تنتقل إليه.وتنطوي حالات العدوى هذه على التهاب الكبد وعدوى فيروس العوز المناعي البشري HIV (بما فيها مُتلازمة العَوَزِ المَناعِيِّ المُكتَسَب).كما أنَّ استعمالَ النساء الحوامل للمخدرات يُرجِّح حدوث نقصٍ في نموِّ الجنين، وتصبح الولادات المبكرة أكثرَ شيوعًا.

الأمفيتامينات خلال الحمل

قد يتسبَّبُ استعمال الأمفيتامينات amphetamines خلال الحمل في حدوث عيوب خِلقية، وخصوصًا في القلب، وربما نقص في النمو قبل الولادة.

أملاح الاستحمام في أثناء الحمل

تشير أملاح الاستحمام bath salts إلى مجموعة من العقاقير المُصمَّمة والمصنوعة من مواد مختلفة تشبه الأمفيتامين.يُلاحَظ أنَّ نسبة النساء الحوامل اللواتي يستعملنَ هذه العقاقير في ازديادٍ مستمرّ.

قد تتسبَّب هذه العقاقير في تضيُّق الأوعية الدَّمويَّة عندَ الجنين، ممَّا يَحُدُّ من كمية الأكسجين التي يحصل عليها.

تزيد هذه العقاقير من خطر العدوى أيضًا.

الكوكايين في أثناء الحمل

قد يؤدي أخذ الكوكايين في أثناء الحمل إلى تضيّق الأوعية الدموية التي تحمل الدَّم إلى الرحم والمشيمة؛فتصل كمية أقلّ من الأكسجين والمواد المغذية إلى الجنين.

يزداد عندَ الحوامل اللواتي يستعملن الكوكايين بانتظام خطر ما يلي:

ولكنَّ دورَ الكوكايين في حدوث تلك المشاكل ما زال غيرَ مؤكَّد؛فمثلًا، قد يكون السبب عوامل خطر أخرى شائعة عند النساء اللواتي يستعملنَ الكوكايين.وتنطوي هذه العواملُ على تدخين السجائر واستعمال المخدِّرات الأخرى ونقص الرعاية السابقة للولادة والفقر.

المُهلوِسات في أثناء الحمل

قد تزيدُ المُهلوِسات hallucinogens من خطر المشاكل التالية:

  • الإسقَاط

  • المخاض والولادة المبكرين

  • متلازمة السحب عندَ الجنين أو المولود حديث الولادة

وتشتمل المُهلوِسات على MDMA (ميثيلين ديوكسي ميتامفيتامين) ورويبنول، وكيتامين، وميثامفيتامين، وثُنائِيُّ إيثيلاميد حَمضِ الليسرجيك.

الماريجوانا (الحشيش) خلال الحمل

ما يزال التأثير الضار لاستعمال الحشيش marijuana خلال الحمل غير واضح.يمكن للمكوِّن الرئيسي في الحشيش، وهو رُباعِي هيدروكانابينول tetrahydrocannabinol أن يعبر المشيمة، وبذلك قد يؤثِّرُ في الجنين.ولكن، يبدو أنَّ استخدامَ كمّية صغيرة من الماريجوانا لا يزيد من خطر حدوث العيوب الخِلقية أو يُبطِئ نموّ الجنين.

لا يؤدّي الحشيش إلى حدوث مشاكل سلوكيَّة عند حديثي الولادة ما لم يجرِ استعماله بشكلٍ مفرطٍ خلال الحمل.

الأفيونيَّات في أثناء الحمل

يجري استخدَام المُسكِّنَات الأفيونية opioids للتخفيف من الألم، ولكنها تُسبب أيضًا إحساسًا مبالغًا فيه بالعافية؛ وإذا جرى استخدامها كثيرًا، يمكن أن تُسبّب الاعتمادَ والإدمان.

تعبر المواد الأفيونية، مثل الهيروين heroin والميثادون methadone والمورفين morphine، المشيمة بسهولة.وباذلك، قد يصبح الجنين مدمنًا عليها ويمكن أن تظهر أعراض الانسحاب بعد 6 ساعات إلى 8 أيام من حدوث الولادة .ولكن، نادرًا ما يؤدي استعمالُ المواد الأفيونية إلى حدوث عيوب خِلقيَّة.

يزيد استعمال المواد الأفيونية خلال الحمل من خطر حدوث مضاعفات خلال هذه المرحلة، مثل:

من المُرجَّح أن يكونَ أطفال مُستعمِلات الهيروين صغيري الحجم.

الأدوية المُستَعملة في أثناء المخاض والولادة

تعبرُ الأدوية المستعملة لتخفيف الألأم خلال الحمل (مثل المخدّرات الموضعية والمواد الأفيونيَّة) المشيمةَ عادةً، ويمكن أن تؤثر في المولود الجديد؛فمثلًا، يمكنها أن تضعف محاولة المولود التنفُّس.لذلك، عندَ الحاجة إلى هذه الأدوية في أثناء المخاض، فإنَّها تُستَعملُ بأصغر جرعاتٍ فعَّالة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID