لمحة عامة عن عيوب القلب

حسبLee B. Beerman, MD, Children's Hospital of Pittsburgh of the University of Pittsburgh School of Medicine
تمت مراجعته رمضان 1444

يُولَد طفلٌ واحد من أصل كلِّ 100 طفل وهو مصابٌ بعيبٍ خِلقيٍّ في القلب.تكون بعضُ الإصابات شديدة، ولكنَّ الكثير منها ليس شديدًا.يمكن أن تنطوي العيوب على وجود تشكُّلٍ شاذ في جدران القلب أو الصِّمامات أو الأوعية الدَّمويَّة التي تدخل أو تغادر القلب.

  • تختلف أعراض العيوب الخلقية في القلب باختلاف العمر.قد يعاني الرُّضَّع من صعوبة في التنفُّس، أو سوء تغذية، أو تعرق أو زيادة معدل التنفُّس في أثناء الرضاعة، أو تغيُّر لون الشفتين أو الجلد (زرقة)، أو تهيُّج غير مألوف، أو فشل في زيادة الوزن.قد يتعب الأطفال الصغار بسهولة في أثناء النشاط أو يكون لديهم ضربات قلب سريعة.قد يكون لدى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين تراجع في تحمُّل النشاط، أو ألم صدري في أثناء ممارسة النشاط، أو الإحساس بنبضات القلب (الخفقان)، أو دوخة ، أو إغماء.

  • في أثناء الفحص، قد يلاحظ الطبيب لونًا غير طبيعي للجلد، و/أو نبضات غير طبيعية في الجزء الأيسر من الصدر، و/أو خفقات أو أصواتًا أخرى غير طبيعية، و/أو تسرّع معدَّل ضربات القلب، و/أو تنفسًا سريعًا أو مُجهَدًا، و/أو ضَعفًا في النبض، و/أو تضخُّمًا في الكبد.

  • يساعد تصوير القلب بتخطيط الصدى على تحديد جميع عيوب القلب تقريبًا.

  • يشمل العلاجُ جراحة القلب المفتوح للعيوب الشديدة، أو استخدام قِثطار ذي بالون عند طرفه لفتح أو توسيع الصمامات أو الأوعية الدموية، أو استخدام جهاز يجري وضعه عن طريق القِثطار لإغلاق بعض الثقوب أو الأوعية الدموية الزائدة، أو الأدوية.

يُعدّ الصمام الأبهري ثنائي الشرفات أكثر أنواع العيوب الخلقية شيوعًا في القلب.الصمام الأبهري هو الصمام الذي يفتح مع كل نبضة قلب للسماح بتدفق الدَّم من القلب إلى الجسم.يتكوَّن الصِّمام الأبهري الطبيعي من ثلاث شرفات أو وُريقات.يتكون الصمام ثنائي الشرفات من شُرَفتين فقط بدلًا من ثلاث.لا يُسبب الصمام الأبهري ثنائي الشرفتين مشاكل في الرضاعة أو الطفولة عادةً، لذلك قد لا يُشخَّص حتى يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ.أكثر عيوب القلب شُيُوعًا التي يجري تشخيصها في مرحلة الرضاعة والطفولة هي: عيوب الحاجز الأذيني والبطني (ثقوب بين حجرات القلب).

هل تعلم...

  • يُولَد طفلٌ واحد من أصل كلِّ 100 طفل وهو مصابٌ بعيبٍ خِلقيٍّ في القلب.

تشريح القلب

ينقسم القلب إلى جانبين (الأيمن والأيسر)، وينقسم كل جانب إلى حجرتين (الأذين والبطين).يكون الأذينان والبطينان على كلا الجانبين مفصولين عن بعضهما البعض بواسطة الصمامات.

على الجانب الأيمن من القلب

  • يدخل الدم من الوريد الأجوف (أكبر وريد في الجسم) ويتدفق إلى الأذين الأيمن

  • ثم يتدفق من خلال الصمام ثلاثي الشرفات إلى البطين الأيمن.

  • ثم يتدفق خارج القلب عبر الصمام الرئوي إلى الشريان الرئوي.

  • يقوم الشريان الرئوي بتوصيل الدم إلى الرئتين (حيث يلتقط الدم الأكسجين ويتخلص من ثاني أكسيد الكربون)

على الجانب الأيسر من القلب

  • يدخل الدم الغني بالأكسجين بالدم من الوريد الرئوي ويتدفق إلى الأذين الأيسر

  • ثم يتدفق من خلال الصمام المترالي إلى البطين الأيسر.

  • ثم يتدفق خارج القلب عبر الصمام الأبهري إلى الأبهر (أكبر شريان في الجسم)

  • ينتقل الدَّم عبر الجسم، عبر الشرايين أولاً ، ثم عبر الأوردة ، ومن ثم عبر الوريد الأجوف (ويعود إلى القلب)

(انظر أيضًا نظرة عن قُرب إلى القلب وتأثيراتُ الشيخوخة في القلب وأوعية الدم.)

الدورة الدموية الطبيعية للجنين

يكون جريان الدَّم عند الجنين مختلفًا عنه عند الأطفال والبالغين.

عند الأطفال والبالغين، يمرُّ الدَّم العائد إلى القلب من الجسم (الدَّم الأزرق من الأوردة الذي يكون فقيرًا بالأكسجين) عبر الأذين الأيمن، ثم من خلال البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي الذي يُدخله إلى الرئتين.في الرئتين، يلتقط الدم الأكسجين من الجيوب الهوائية في الرئتين (الحويصلات) ويحرر أيضًا ثاني أكسيد الكربون (انظر تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون).يعود هذا الدم الغني بالأكسجين والذي يبدو باللون الأحمر من الرئتين إلى الأذين الأيسر والبطين الأيسر، ومن هناك يجري ضخه من القلب إلى الجسم من خلال شريان كبير يسمى الشريان الأَبهَر ثم عبر شرايين أصغر.

عند الجنين، يختلف المسار الذي يدور من خلاله الدم عبر القلب والرئتين.ونظرًا إلى أنَّ الجنين داخل الرحم، فإنَّه لا يتعرَّض للهواء، وتنخمص رئتاه وتمتلآن بالسائل الأمنيوسي (السائل داخل الرحم في أثناء الحمل).وبما أن الجنين لا يتنفس الهواء في أثناء وجوده في الرحم فإن دم الجنين يحصل على الأكسجين من خلال المشيمة.يتدفق دم الأم الغني بالأكسجين عبر الأوعية الدموية في الرحم.لا يتدفق دم الأم بشكل مباشر إلى الجنين.فقط الأكسجين الموجود في دم الأم هو ما يصل إلى دم الجنين في المشيمة، ثم يعبر إلى الجنين من خلال الأوعية الدموية في الحبل السري.

قبل الولادة، يتجاوز الكثير من الدم القادم عبر الأوردة (الدم الوريدي) إلى الجانب الأيمن من القلب الرئةَ، وينتقل من خلال مجازتين قصيرتين للوصول إلى جسم الجنين.وهاتان المجازتان القصيرتان هما:

  • الثقبة البيضوية foramen ovale، ثقب بين الحجرتين العلويتين للقلب، أي الأذين الأيمن والأذين الأيسر

  • القناة الشريانية ductus arteriosus، وهي وعاء دموي يربط بين الشريانين الكبيرين الخارجين من القلب، وهما الشريان الرئوي والشريان الأبهر

بالنسبة إلى الجنين، يتلقى الدمُ الوريدي الواصل إلى القلب الأكسجين من المشيمة.يمكن توصيل هذا الدم المؤكسج إلى الجسم من خلال الثقبة البيضوية والقناة الشريانية، متجاوزًا إلى حد كبير الرئتين غير الوظيفيتين.يتغير نمط الدوران هذا بعد الولادة مباشرةً.حيث إنَّه، وفي أثناء المرور عبر قناة الولادة، ينضغط السائل ويخرج من رئتي المولود.ومع أول نفس لحديث الولادة، تمتلئ الرئتان بالهواء الذي يجلب الأكسجين.عندما يجري قطع الحبل السري، لا تعود المشيمة (ومن ثم الدوران لدى الأم) مرتبطة بالدوران لدى الوليد، ويأتي كل الأُكسِجين لحديث الولادة عبر الرئتين.وبذلك تزول الحاجة إلى وجود الثقبة البيضية والقناة الشريانية، حيث تُغلقان عادةً خلال الأيام أو الأسابيع الأولى من الحياة، مما يجعل الدورة الدموية لحديثي الولادة مماثلة للبالغين.لكنَّ الثقبة البيضوية (تسمى الثقبة البيضوية السَّالكة) لا تُغلَق في بعض الأحيان، إلَّا أنَّها لا تتسبَّبُ في حدوث أيَّة مشاكل صحيَّة عادة.

الدَّورانُ الطبيعي عندَ الجنين

يختلف جريانُ الدَّم عبر قلب الجنين مقارنةً بجريانه عند الأطفال والبالغين؛حيث إنَّ الدَّم يلتقط الأُكسِجين في الرئتين عند الأطفال والبالغين.لا يتعرض الجنين للهواء.حيث إنه داخل الرحم، ورئتاه منخمصتان وممتلئتان بالسائل الأمنيوسي.وبما أن الجنين لا يتنفس الهواء، يحصل دم الجنين على الأكسجين الذي يمر من الأوعية الدموية للأم إلى المشيمة.يمر دم الجنين الغني بالأكسجين الموجود في المشيمة عبر الأوعية الدموية في الحبل السري ويدخل إلى قلب الجنين.تكون كمية الدم التي تمر عبر الرئتين صغيرة.تتجاوز بقية الدم الرئتين من خلال التدفق عبر طريقين مختصرين (تحويلتين):

  • الثقبة البيضوية، وهي ثقبة موجودة بين الأذينين الأيمن والأيسر

  • القناة الشريانية، وهي وعاء دموي يصل بين الشريان الرئوي والشريان الأبهر

في الحالة الطبيعية، ينغلق هذان الطريقان المختصران بعد الولادة بوقتٍ قصير.

أنواع عيوب القلب

الطرق التي تسبب بها عيوب القلب تغيرات في تدفق الدم الطبيعي إلى الرئتين والجسم هي

  • تحويل تدفق الدَّم (تدفق الدم من خلال فتحات لا تكون جزءًا من الدورة الدموية الطبيعية)

  • إعادة توجيه الجريان الدموي (يتدفق الدم من خلال أوعية مرتبة بشكل مختلف عن الدوران الطبيعي)

  • إعاقة جريان الدَّم، كما يحدث عند وجود عيب في أحد صمامات القلب أو في الأوعية الدموية.

تحويل جريان الدَّم

يتمُّ تصنيف تحويل جريان الدَّم كما يلي عادةً

  • من اليمين إلى اليسار

  • من اليسار إلى اليمين

ينطوي التحويلُ من اليمين إلى اليسار على مزج الدَّم الفقير بالأكسجين من الجانب الأيمن من القلب مع الدَّم الغني بالأكسجين من الجانب الأيسر من القلب الذي يَجرِي ضخُّه إلى أنسجة الجسم.كلّما ازدادت كمية الدَّم التي تفتقر إلى الأكسجين (والتي تكون زرقاء)، والتي تجري إلى الجسم، بدا الجسم مائلًا للون الأزرق، وخاصةً الشفتان واللسان والجلد وسرير الأظافر.تتسم العديد من العيوب القلبية بتغير لون الجلد إلى الأزرق (يسمى الزرقة).يُشير الازرقاق الى عدم وصول كميَّة كافية من الدَّم الغني بالأكسجين إلى الأنسجة التي تحتاجه.يمكن للعديد من العيوب الخلقية في القلب أن تسبَّبُ التحويل من اليمين إلى اليسار وبالتالي الزرقة، ولكن العيب الأكثر شيوعًا هو رباعيَّة فالو.

ينطوي التحويل من اليسار إلى اليمينعلى مزج الدم الغني بالأكسجين، والذي يجري ضخه تحت ضغوط عالية من الجانب الأيسر من القلب، مع الدم الفقير بالأكسجين الذي يجري ضخه من الجانب الأيمن من القلب عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين.ويؤدي التحويلُ من اليسار إلى اليمين إلى جعل الدورة الدموية غير فعالة، ويزيد من كمية الدم الجاري إلى الرئتين، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى ارتفاع الضغط في الشريان الرئوي.ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الجريان الغزير والضغط العالي إلى تضرُّر الأوعية الدموية في الرئتين وإلى إجهاد كلاً من الجانب الأيسر والأيمن من القلب، مما يتسبَّب في أن تصبح العضلة القلبية ضعيفة وغير وظيفية (فشل القلب—انظر الشكل الفشل القلبي: مشاكل الضخ والملء).من الأمثلة على الاضطرابات التي يحدث فيها التحوُّل من اليسار إلى اليمين نجد عيوب الحاجز البطيني، وعيوب الحاجز الأذيني، والقناة الشريانية السالكة، وعيوب الحاجز الأذيني البطيني.

إعادة توجيه جريان الدَّم

في تبادل مواقع الشرايين الكبيرة، يجري عكس الوصلات الطبيعية للشريان الأبهر والشريان الرئوي إلى القلب.يتصل الأبهر، الذي يُغذِّي الجسم، بالبطين الأيمن عوضًا عن البطين الأيسر، والشريان الرئوي الذي يُغذِّي الرئتين، بالبطين الأيسر عوضًا عن البطين الأيمن.ونتيجة لذلك، يَجرِي توزيع الدَّم الفقير بالاكسجين على الجسم، ويَجرِي توزيع الدَّم الغني بالأكسجين بين الرئتين والقلب وليس بقية الجسم.لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأُكسِجين، وتحدث زُرقة شديدة في غضون دقائق من الولادة.

إعاقة جريان الدَّم

يمكن أن تحدث انسدادات في صمامات القلب أو في الأوعية الدموية التي تخرج من القلب؛وقد تحدث إعاقة لجريان الدَّم

  • إلى الرئتين بسبب تضيُّق الصمام الرئوي أو تضيُّق الشريان الرئوي نفسه

  • من خلال الشريان الأبهر إلى الجسم بسبب (تضيق الصمام الأبهري) أو وجود انسداد داخل الشريان الأبهر نفسه (تضيُّق الأبهر)

  • إلى القلب بسبب تضيُّق الصمام ثلاثي الشُّرَف (على الجانب الأيمن من القلب) أو الصمام المترالي (على الجانب الأيسر من القلب)

ويمكن أن تؤدي إعاقة جريان الدَّم إلى فشل القلب.لا يعني فشل القلب أن القلب قد توقف عن الخفقان، وهو مختلف عن النوبة القلبية.ففشل القلب يعني أنَّ القلب غير قادر على ضخ الدَّم بشكلٍ طبيعي.ونتيجةً لذلك، قد يعود الدَّم من الجانب الأيسر من القلب إلى الرئتين وقد يعود الدَّم من الجانب الأيمن إلى الجسم، ممَّا يَتسبَّب في تضخُّم الكبد أو تورُّم الساقين.كما قد يحدث فشل القلب عندما يضخ القلب بضعف شديد (على سبيل المثال عندما يولد الطفل بعضلة قلبية ضعيفة).

أسباب العيوب القلبية

تُسهم العوامل البيئية والوراثية في حدوث العيوب الخلقية في القلب.

تتضمن العوامل البيئية بعض الاضطرابات التي تعاني منها الأم أو تتطور لديها في أثناء الحمل وبعض الأدوية التي تناولتها.تتضمن الاضطرابات التي قد تزيد من خطر إصابة الطفل الرضيع بعيب خلقي في القلب كلاً من داء السكري، والحصبة الألمانيَّة، والذئبة الحمامية الجهازية.يمكن لبعض الأدوية أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة، بما في ذلك الليثيوم، والأيزوتريتينوين، والأدوية المضادة للاختلاجات.

تتضمن العَوامِل الوراثيَّة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعيوب الخلقية في القلب بعض الشذوذات الصبغية، وخاصة مُتلازمة داون، وتثلث الصبغي 13، وتثلث الصبغي 18، ومُتلازمة تيرنر.يمكن لاضطرابات وراثيَّة أخرى، مثل مُتلازمة دي جورج، ومُتلازمة مارفان، ,ومتلازمة وليامز، ومُتلازمة نونان أن تُسبِّبُ عيوبًا خِلقيَّة في عدَّة أعضاء، بما فيها القلب.تكون النساء اللواتي تزيد أعمارهنّ عن 35 عامًا أكثر عرضًة لإنجاب طفل مُصاب بتشوهات صبغية.وحتى في غياب الشذوذات الصبغية، يبدو أنَّ تقدم الأم في العمر هو عامل خطورة مستقل للإصابة بالعيوب الخلقية في القلب.كما قد يُسهم تقدُّم الآباء بالعمر في حدوث عيوب خلقية في القلب.

عندما يكون لدى العائلة طفل واحد لديه عيب في القلب، فإن خطر حدوث عيب خلقي في القلب في حمل لاحق يعتمد على نوع العيب القلبي، وما إذا كان هناك شذوذ صبغي محدد.يجب على البالغين الذين ولدوا بعيب في القلب أن يخضعوا إلى اختبارات لتحري شذوذات الصبغيات وأن يجتمعوا مع استشاري علوم جينات لمساعدتهما على تحديد خطر إنجاب طفل مصاب بعيب في القلب.

أعراض العيوب القلبية

يؤدي وجودُ عيوب في القلب أحيانًا إلى ظهور بعض الأعراض أو عدم ظهور أيَّة أعراض، ولا يمكن اكتشافها حتى في أثناء الفَحص السَّريري للطفل.لا تتسبَّب بعضُ العيوب الخفيفة في ظهور أعراض إلَّا في وقتٍ لاحقٍ في الحياة.ومن الجيِّد أنَّ معظمَ عيوب القلب الخطيرة عند الأطفال يمكن اكتشافها بناءً على الأعراض التي لاحظها الأبوان والشذوذات التي لوحظت في أثناء فحص الطبيب.

ونظرًا لأهميَّة الدورة الطبيعية للدم الغني بالأكسجين بخصوص النمو والتطور والنشاط الطبيعي، فقد لا يحدث عند الرُّضَّع والأطفال الذين يعانون من عيوب في القلب نموٌ أو زيادةٌ في الوزن بشكلٍ طبيعي.وقد يواجهون صعوبة في الرضاعة أو قد يتعبون بسرعة في أثناء ممارستهم الأنشطة البدنيَّة.

وفي الحالات الأكثر شِدَّة، قد يكون التنفسُ مُجهِدًا أو قد تحدُث ازرقاق في لون الجلد.قد لا يتمكن الأطفالُ الأكبر سنًا، الذين يعانون من عيوب في القلب، من مواكبة أقرانهم في أثناء ممارسة التمارين الرياضية؛ أو قد يعانون من ضيق في النَّفَس أو الإغماء أو ألمٍ في الصدر، خاصة في أثناء التمرين أو الجهد.

يؤدي جريانُ الدَّم غير الطبيعي عبر القلب عادةً إلى إصدار أصواتٍ غير طبيعيَّة (نفخة قلبية) يمكن سماعُها من خلال سماعة الطبيب.كثيرًا ما يكون من السهل على الطبيب سماع النفخات القلبية الخطيرة.ولكنّ الغالبية العظمى من نفخات القلب التي تحدث خلال مرحلة الطفولة لا تنجم عن عيوبٍ في القلب وليست علامة على أيَّة مشكلة.تُسمَّى النفخات التي لا تنجُم عن مرضٍ قلبي بالنفخات البريئة أو النفخات الوظيفية.

يؤدي فشل القلب إلى جعل ضربات القلب سريعة، ويتسبَّب غالبًا في تجمُّع سائلٍ في الرئتين أو الكبد.يمكن أن يؤدي تجمُّع السائل إلى صعوبة التنفس في أثناء تناول الطعام، وتسرع وتيرة التنفس، وإصدار صوت شخير في أثناء التنفُّس، وأصوات خراخر في الرئتين، وتضخُّم في الكبد، وتورم الساقين.

تزيد بعض العيوب القلبية (مثل ثقبة في الأذين) من خطر تشكل جلطة دموية على الجانب الأيمن من القلب ومرورها عبر العيب إلى الجانب الأيسر من القلب ومن ثم خروجها إلى الجسم حيث قد تسد أحد الشرايين في الدماغ، مما يؤدي إلى سكتة دماغية.ولكن هذه الجلطات الدموية تكون نادرة في سن الطفولة.

هل تعلم...

  • لا تنجم الغالبية العظمى من نفخات القلب التي تحدث خلال مرحلة الطفولة عن عيوبٍ في القلب، ولا تشير إلى أيَّة مشاكل.

مُتلازمة آيزنمينغر

تحدث متلازمة آيزنمنغر عندما لا يجري تصحيح تحويلة كبيرة من اليسار إلى اليمين في وقت مبكر من الحياة، مما يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه في الأوعية الدموية في الرئتين.يؤدي هذا الضرر في نهاية المطاف إلى عكس التحويلة لتصبح من اليمين إلى اليسار.

ينطوي تحويل الدم من اليسار إلى اليمينعلى مزج الدم الغني بالأكسجين، والذي يجري ضخه من الجانب الأيسر من القلب، مع الدم الفقير بالأكسجين الذي يجري ضخه من خلال الشريان الرئوي إلى الرئتين.ويؤدي التحويلُ من اليسار إلى اليمين إلى جعل الدورة الدموية غير فعالة، ويزيد من كمية الدم الجاري إلى الرئتين.ومع مرور الوقت، يؤدي هذا التدفق الدموي الزائد إلى إلحاق الضرر بالأوعية الدموية في الرئة، مما يؤدي إلى زيادة سماكة جدران الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي.قد يحدث ذلك ببطء، على مدى عدة عقود كما هي الحال في عيب الحاجز الأذيني، أو بسرعة كما هي الحال في الجذع الشرياني المستديم.

في نهاية المطاف، يمكن أن تصبح مقاومة تدفق الدم من شرايين الرئة المتضررة والمتسمكة في الرئتين عالية جدًا بحيث ينعكس تدفق الدَّم من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من القلب.يُدعَى هذا التدفق غير الطبيعي للدم بمتلازمة آيزنمينغر.قد تُسبب متلازمة آيزنمينغر إجهاد الجانب الأيمن من القلب، مما يتسبَّب في حدوث فشل القلب .تتضمن المُضَاعَفات الأخرى زيادة التغير اللوني نحو الأزرق (الزرقة)، وزيادة سماكة الدَّم بشكلٍ غير طبيعي، والنزف من الرئتين، والسكتات الدماغية.

تشتمل الاضطرابات التي قد تؤدي إلى مُتلازمة آيزنمينغر على:

ونظرًا إلى أنَّ العيوب الخلقية في القلب تُشَخّص وتُعالج على الفور عادةً، فقد أصبحت متلازمة آيزنمينغر أقل شُيُوعًا.

تنطوي الأَعرَاض على ازرقاق لون الجلد، وتوسع وتورم أظافر اليد أو القدم (تعجّر)، والإغماء، وضيق التنفُّس في أثناء النشاط، والإرهاق، والألم الصدري.وقد تظهر أعراضٌ أخرى، حسب العيب القلبي المُسبب لمتلازمة آيزنمينغر.

إذا اشتبه الأطباء بمُتلازمة آيزنمينغر، يُجرَى تخطيط كهربية القلب، وتخطيط صدى القلب، وقثطرة قلبية بهدف توفير المزيد من المعلومات حول وظيفة لقلب.كما يُجري الأطباء فحوصات مخبرية لتحديد الشذوذات الناجمة عن نقص الأكسجين.

على الرغم من وجود بعض المُداخلات أو الأدوية التي يمكن أن تؤخر التفاقم الطبيعي لهذه الحالة، يُعد زرع القلب والرئة هو العلاج الوحيد الحاسم لمتلازمة آيزنمنغر.ولذلك، فمن المهم اكتشاف العيوب الخلقية في القلب وتصحيحها في أقرب وقت ممكن.

تشخيص عيوب القلب

  • قبل الولادة، التصوير بتخطيط الصدى

  • تخطيط كهربية القلب

  • الأشعَّة السِّينية للصدر

  • تخطيط صَدى القلب Echocardiography

  • قَثطَرة القلب

يمكن تشخيص العديد من العيوب القلبية قبل الولادة باستعمال تخطيط صدى القلب (التصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب)إذا جَرَى تشخيصُ عيب قلبي أو اشتُبه به من قبل طبيب التوليد، فغالبًا ما تجرِي إحالة الأم لإجراء فحص خاص بتخطيط الصدى يسمى تخطيط صدى القلب الجنيني.ويُتيحُ هذا الإجراء الحصول على فحص تفصيلي لقلب الجنين.عندما يَجرِي تأكيد وجود عيب خطير في القلب، يمكن وضع خطط للرعاية المثلى للمولود بعد الولادة مباشرة.

في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، يجري فحص حديثي الولادة للتَّحرِّي عن عيوب القلب عندما يكونون بعمر يوم واحد أو يومين.يُجرى الفحص باستخدام مقياس التأكسج النبضي (اختبار غير مؤلم يتفحَّص مستويات الأكسجين في الدَّم باستخدام مستشعر يوضع على الجلد).يُشتبه بعيوب القلب التي لا يجري اكتشافها قبل الولادة أو بعدها مباشرة عند حديثي الولادة أو الأطفال الصغار عندما تحدُث الأعراض، أو عند سماع الطبيب لنفخات قلبية غير طبيعية من خلال سمَّاعته، أو عند تمييز علامات أخرى تدل على وجود مشكلة قلبيَّة.

ينطوي تشخيصُ عيوب القلب عند الأطفال على استعمال نفس التقنيات المستخدمة في تشخيص مشاكل القلب عند البالغين.غالبًا ما يشتبه الأطباء بالعيب الخلقي بعد طرح أسئلة خاصة على العائلة وإجراء الفَحص السَّريري.ثم يقومون بإجراء تخطيط صدى القلب (ECG)، وتصوير الصدر بالأشعة السينية.

يمكن لتخطيط صدى القلب أن يُشخص جميع العيوب النَّوعيَّة تقريبًا.قد يُستعمل التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب والتصوير المقطعي المحوسب للقلب للحصول على تفاصيل تشريحية مهمة لبعض عيوب القلب أو الأوعية الدموية.يمكن للقثطرة القلبية أن توفر المزيد من التفاصيل عن الشذوذ ويمكن استعمالها في علاج بعض العيوب القلبية أيضًا.

علاج عيوب القلب

  • جراحة القلب المفتوح

  • إجراءات قَثطَرة القلب

  • الأدوية

  • الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO) وأجهزة مساعدة البطين (VADs)

  • زراعة القلب في حالاتٍ نادرة

الرِّعاية الفوريَّة

يُعدُّ فشلُ القلب أو الازرقاق الذي يحدث في الأسبوع الأول من الحياة حالة طبية طارئة.يقوم الأطباءُ غالبًا بإدخال أنبوب رفيع (قثطار) في الوريد عندَ الوليد داخل الحبل السري، لجعل إعطاء الأدوية أسهل وأسرع.تُعطى الأدوية عن طريق الوريد لخفض عبء عمل القلب ولتحسين كمية الأكسجين التي يمكن إيصالها إلى الجسم.بالنسبة إلى حديثي الولادة، يمكن للبروستاغلاندينات أن تكون منقذة للحياة في بعض عيوب القلب الحرجة التي تتطلب بقاء القناة الشريانية مفتوحة.كما قد يحتاج حديثو الولادة إلى جهاز التنفس الاصطناعي لمساعدتهم على التنفس.عندَ وجود عيوبٍ معينة، يُعطى حديثو الولادة الأكسجين أيضًا في بعض الأحيان.

جراحة القلب المفتوح

يمكن إصلاحٌ الكثير من عيوب القلب الخطيرة بفعالية عند إجراء جراحة القلب المفتوح.ويختلف توقيت العملية باختلاف نوع العيب وأعراضه وشدَّته.ولكن، يجب أن يخضع الأطفال الذين يعانون من أعراض شديدة ناجمة عن عيبٍ في القلب لعملية جراحية خلال الأيام أو الأسابيع الأولى من الحياة.

قد يكون إصلاح بعض عيوب القلب المعقدة صعبًا جدًا في الأسابيع القليلة الأولى، وقد يكون من الضروري القيام بإجراء غير مفتوح للقلب لتأمين استقرار حالة الرضيع وتأخير الحاجة لإجراء عملية تصحيحية أكبر.من الأمثلة على هذا النوع من العمليات، إجراء تحويلة بين الشريان الأبهر والشريان الرئوي.

قَثطَرة القلب

القثطرة القلبية cardiac catheterization هي إجراء يجري فيه تمرير أنبوب رفيع (قثطار catheter) إلى وريد أو شريان في المنطقة الإربية (أعلى الفخذ) وصولًا إلى القلب بهدف التشخيص أو العلاج.كما تُستخدم مقاربات أخرى للقلب أحيانًا، بما في ذلك الوريد أو الشريان السُري (نسبة إلى سّرّة البطن) عند حديثي الولادة.

بمكن في بعض الأحيان توسيعُ البُنى المتضيّقة عن طريق تمرير قثطَارٍ إلى المنطقة المتضيّقة في القلب.يجري نفخ البالون المتصل بالقثطار لتوسيع التضيق الذي يكون عادةً في أحد الصِّمامات (إجراء يُسمى رَأب الصِّمام بالبالون) أو في أحد الأوعية الدموية (رأب الوعاء بالبالون).يمكن القيامُ بهذه الإجراءات البالونية بدلًا من جراحة القلب المفتوح، أو قد تؤخر الحاجة إلى جراحة القلب المفتوح.

عند بعض الأطفال حديثي الولادة، مثل الذين يُعانون من تبادل مواقع الشرايين الكبيرة، يمكن القيام بإجراء يُسمى فَغر الحاجِزِ الأُذَينِيِّ بالبَالون balloon atrial septostomy في أثناء قَثطَرة القلب.وفي هذه الحالة، يُستخدم بالون لتوسيع الثقبة البيضوية (ثقب بين الحُجرتين العلويتين للقلب) للمساعدة على تحسين جريان الأكسجين إلى الجسم.يُجرى هذا العمل لتحقيق الاستقرار عند الطفل قبل جراحة القلب المفتوح عادةً.

كما يمكن استخدام القثطرة القلبية لإغلاق القناة الشريانية السالكة أو بعض الثقوب في القلب (عدد من عيوب الحاجز الأذيني وبعض عيوب الحاجز البطيني) عن طريق إدخال سِدادَة أو جهاز آخر متخصص من خلال القثطار.لا تترك القثطرة القلبية ندبة كبيرة على الجلد، وغالبًا ما تكون فترة التعافي أقصر منها بعد الجراحة المفتوحة.

الأدوية

في حال حدوث إعاقة شديدة لجريان الدم إلى الجسم أو الى الرئتين عند حديث الولادة، يمكن استعمال زمرة دوائية تسمى البروستاغلاندينات للحفاظ على القناة الشريانية مفتوحة، وهو ما قد يكون منقذًا للحياة.

تنطوي الأدوية الأخرى التي من الشائع استعمالها عند الأطفال الذين يعانون من عيوب في القلب على

  • مُدر للبول، مثل فوروسيميد furosemide، والذي يساعد على طرح السوائل الزائدة من الجسم والرئتين

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، مثل كابتوبريل captopril أو إنالابريل enalapril أو ليزينوبريل lisinopril (الذي يُرخي الأوعية الدموية ويساعد القلب على الضخ بسهولة أكبر)

  • ديجوكسين، الذي يساعد القلب على الضخ بقوة أكبر إلى حدٍّ ما

  • ميلرينون Milrinone، دواء قوي يُعطى عن طريق الوريد لتحفيز القلب على الخفقان بقوةٍ أكبر، ويُرخي الأوعية الدموية الضيقة

أجهزة لدعم عمل القلب

قد تُستعمل أجهزة ميكانيكية لدعم القلب عند الأطفال المصابين بفشلٍ شديدٍ في القلب ولا يستجيبون للأدوية.تحتوي هذه الأجهزة على مضخة تساعد على إرسال كمية كافية من الدم إلى الرئتين وإلى الجسم عندما يكون القلب غيرَ قادر على الضخ بشكلٍ فعال.ويمكن استخدامها لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر للسماح لقلب الطفل بالتعافي من عدوى فيروسية أو من جراحة كبرى للقلب المفتوح أو للمساعدة على استقرار حالة الطفل حتى يمكن إجراء عملية زرع قلب.

في الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO)، يجري تمرير دم الطفل من خلال جهاز يضيف الأكسجين ويزيل ثاني أكسيد الكربون ثم يضخ ذلك الدم إلى جسم الطفل.

يمكن إدخالُ بعض الأجهزة، المسماة أجهزة مساعدة البطين (VADs) إلى الجسم.يضخُّ الجهاز المساعدة للبطين VAD الدم من القلب إلى أنحاء الجسم.يسمح هذا الجهاز بدعم الدورة الدموية لفترة أطول من الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO).

زرع القلب

في حالات نادرة، وعندما تفشل المعالجات الأخرى، تُجرى زراعة للقلب.ولكن، يحد نقص عدد قلوب المتبرعين من توفُّر هذا الإجراء.

التدبير طويل الأمد

يحتاج الأطفال الذين لديهم عضلة قلب ضعيفة أو مشاكل في الصمام المتبقي بعد الجراحة إلى علاج طويل الأمد بالأدوية وتغيير نظامهم الغذائي (مثل الحدّ من تناول الملح واستعمال حليب اصطناعي غني بالسُّعرات الحراريَّة في كميَّة صغيرة نسبيًّا من السائل).تؤدي هذه المُعالجَات إلى الحدِّ من عبء عمل القلب.

يحتاج بعضُ الأطفال الذين لديهم عيوب كبيرة في القلب أو الذين خضعوا لعمليات جراحية لإصلاح عيوبهم في القلب إلى أن يستعملوا المضادات الحيوية قبل زيارة طبيب الأسنان، وقبل بعض العمليات الجراحية (مثل جراحة الجهاز التنفسي). يتمُّ استعمال هذه المضادَّات الحيوية للوقاية من حدُوث حالات عدوى قلبيَّة خطيرة تُسمَّى التِهاب الشَّغاف.تستخدم هذه المضادَّات الحيوية لمنع حدُوث حالات عدوى قلبيَّة خطيرة، والتي تُدعى التِهابُ الشَّغاف.ولكن، لا يحتاج معظم الأطفال المصابين بعيوب قلبية لهذه المضادات الحيوية، سواءً خضعوا لجراحة أم لم يخضعوا لها.ولكن، ينبغي على جميع الأطفال المصابين بعيوب في القلب أن يعتنوا بصحة أسنانهم ولثتهم لتقليل خطر انتشار العدوى إلى قلوبهم.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. الرابطة الأمريكية للقلب: عيوب القلب الشائعة: يقدم لمحة عامة للآباء ومقدمي الرعاية حول العيوب الخلقية الشائعة في القلب

  2. الرابطة الأمريكية للقلب: التهاب الشغاف العدوائي: يقدم لمحة عامة للآباء ومقدمي الرعاية حول التهاب الشغاف العدوائي، بما في ذلك موجز لاستخدام المضادات الحيوية

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID