الخَرَف

(اضطراب إدراكي عصبي كبير)

حسبJuebin Huang, MD, PhD, Department of Neurology, University of Mississippi Medical Center
تمت مراجعته رجب 1444

الخرفُ هو تدهور بطيء وتدريجي في الوظائف الذهنية، بما فيها الذاكرة والتفكير والمحاكمة والقدرة على التعلم؛

  • وتنطوي الأعراضُ عادةً على ضعف الذاكرة ومشاكل في استخدام اللغة والقيام بالنشاطات وتغيُراتٍ في الشخصية والتَوَهان والسلوك التخريبي أو غير الملائم.

  • تستفحلُ الأَعرَاضُ بحيث لا يستطيعُ الأشخاص الأداء، مما يجعلهم يعتمدون على الآخرين بشكلٍ كاملٍ.

  • يضعُ الأطباء التشخيصَ استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائجِ الفَحص السَّريري واختبارات الحالة الذهنية؛

  • وتُستخدَم اختبارات الدَّم والفحوص التصويرية لتحديد السبب.

  • تُركِّزُ المُعالجة على الحفاظ على الوظيفة الذهنية لأطول فترة ممكنة وتقديم الدعم للشخص عند تدهور هذه الوظيفة.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الهذيان والخرف)

يحدث الخرف بشكلٍ أساسي عند الأشخاص في عمرٍ أكبر من 65 عامًا؛وهُوَ يُعدُّ، خُصوصًا عندما ينطوي على السلوك التخريبي الذي غالبًا ما يترافق معه، السبب في إقامة أكثر من 50% من المرضى في دُور رعاية المسنّين؛ولكن يُعدُّ الخرف اضطرابًا وليس جزءًا من الشيخوخةِ الطبيعية.لا يحدث الخرف عند العديد من المُسنِّين في عمرٍ أكبر من 100 عام،

وهُوَ يختلف عن الهذيان الذي يتَّسِمُ بعدم القدرة على الانتباه والتَوَهان وعدم القدرة على التفكير بوضوح والتقلبات في مستوى اليقظة.

  • يؤثر الخرفُ في الذاكرة بشكلٍ رئيسيّ، بينما يؤثر الهذيان في الانتباه بشكلٍ رئيسي؛

  • ويبدأ الخرفُ تدريجيًا وليس له نقطة بداية محددة عادةً،بينما يبدأ الهذيان فجأةً وغالبًا ما تكون له نقطة بداية محددة.

تُؤدِّي التغيرات في الدماغ المرتبطة بالعمر (تسمى أيضًا ضعف الذاكرة المترافق مع التقدم في العمر) إلى بعض الضعف في الذاكرة على المدى القصير وإلى البطء في القدرةِ على التعلم.ويُصبحُ استرجاع الذكريات أبطأ.وعلى العكس من الخرف، تحدثُ هذه التغيرات بشكلٍ طبيعي مع التقدم في السن ولا تؤثر في القدرة على الأداء والقيام بالمهام اليومية؛ولا يكُون مثل هذا الضعف في الذاكرة عند كبار السن علامةً تُشير بالضرورة إلى الخرف أو داء ألزهايمر المبكر.إلَّا أنَّ الأَعرَاض المُبكِّرة للخرف متشابهة جدًّا.

يُؤدِّي الاضطراب الخفيف في الإدراك إلى ضعفٍ أكبر في الذاكرة بالمُقارنة مع ضعف الذاكرة المترافق مع التقدم في العمر؛كما قد تضعف أيضًا القدرة على استخدامِ اللغة والتفكير واتخاذ الأحكام الجيدة؛ولكنه، مثل ضعف الذاكرة المترافق مع التقدم في العمر، لا يُؤثِّرُ في القدرة على الأداء أو القيام بالمهام اليومية.يحدث الخرفُ خلال 3 سنوات عند ما يصل إلى نصف عدد المصابين بالاضطراب الخفيف في الإدراك.

يُشير التدهور المعرفي الذاتي إلى التراجع المستمر في الوظيفة الذهنيَّة الذي يلاحظه الشخص المصاب دون أن يمكن التعرُّف إليه من خلال الاختبارات المعياريَّة للخلل المعرفي البسيط.حيث يكون أداء الأشخاص الذين يعانون من التدهور المعرفي طبيعيًا في مثل هذه الاختبارات.ولكن، يكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالاعتلال الإدراكي البسيط والخرف.

يُعدُّ الخرف تراجعًا أكثر خطورة في القدرة الذهنية، وهو يتفاقم مع مرور الزمن؛وقد يكون من الطبيعي أن يضع كبار السن الأشياء في غير موضعها أو ينسون التفاصيل، ولكن قد ينسى المصابين بالخرف أحداثًا برمتها؛ويُواجه المصابين بالخرف صعوبةً في القيام بالمهام اليومية العادية مثل قيادة السيارة والطهي وتولِّي الأمور المالية.

الخرف المتفاقم بسرعة هي مجموعة من أنواع الخرف تتفاقم بشكل أسرع من أنواع الخرف الأخرى.يحدث بشكل نمطي في غضون سنة إلى سنتين.يكون العرض الأكثر وضوحًا لهذه الحالات من الخرف هو تراجع الوظيفة الذهنية بسرعة.تُفقد الذاكرة.يواجه الأشخاص صعوبة في استخدام اللغةكما يعانون أيضًا من صعوبة في التخطيط وحل المشاكل والتعامل مع المهمات المعقدة (مثل التعامل مع حسابٍ مصرفيّ) وإتخاذ الحكم الجيد (يُسمَّى الوظيفة التنفيذية)

تشتمل الأعراض الأخرى للخرف المتفاقم بسرعة على السلوك التخريبي، وتغيرات الشخصية، واضطرابات المزاج، والذهان، ومشاكل النوم، ومشاكل المشي.قد تتبدل مستويات اليقظة والانتباه.وقد ترتجف أطرافهم أو ترتعش بشكل لا إرادي.السبب الأكثر شيوعًا للخرف المتفاقم بسرعة هو الإصابة بمرض بريوني.وتشمل الأَسبَاب الشائعة الأخرى التهاب الدماغ المناعي الذاتي والتهاب الدماغ الأباعد الورمي.في بعض الأحيان قد تتفاقم أنواع أخرى من الخرف بوتيرة أسرع من الاعتيادي.وهي تنطوي على بعض حالات داء ألزهايمر، والخرف المصحوب بأجسام ليوي، والخرف الجبهي الصدغي، والخرف الناجم عن أسباب يمكن علاجها.

قَد يُشبهُ الاكتِئاب الخرفَ، خُصوصًا عند كبار السن، ولكن يمكن التمييز بينهما غالبًا؛فعلى سبيل المثال، قد تكون كمية الأكل والنوم قليلةً عند المصابين بالاكتئاب؛ولكن يكون الأكل والنوم طبيعيين عند المصابين بالخرف عادةً إلى أن يصل الاضطراب إلى مرحلة متقدمة.قد يشتكي المصابين بالاكتئاب بمرارةٍ من ضعف الذاكرة، لكنهم نادرًا ما ينسون أحداثاً مهمةً أو مسائل شخصية مهمة؛وعلى عكس ذلك، يفتقر المصابين بالخرف إلى إدراك الضعف في قدراتهم الذهنية، وغالبًا ما ينكرون أنَّ لديهم ضعفًا في الذاكرة.كما أن المصابين بالاكتئاب يستعيدونَ وظائفهم الذهنية من بعد مُعالجة الاكتئاب أيضًا،ولكنّ يُعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب والخرف؛وبالنسبة إلى هذه الشريحة من الأشخاص، قد تؤدي معالجة الاكتئاب إلى تحسين الوظيفة الذهنية، ولكن لا تستعيدها بشكلٍ كاملٍ.

بالنسبة إلى بعض أنواع الخرف (مثل داء ألزهايمر)، يكُون مستوى الأسيتيل كولين في الدماغ منخفضًا؛والأسيتيل كولين هو ناقل عصبي كيميائي يُساعدُ الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها بعضًا؛وهو يمارس دورًا في الذاكرة والتعلم والتركيز، ويساعد على ضبطِ وظائف العديد من الأعضاء.تحدث تغييرات أُخرى في الدماغِ، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت تُسبب الخرف أو تنجُم عنه.

هل تعلم...

  • الخرَف هُوَ اضطرابٌ وليس جزءًا من الشيخوخة الطبيعية،

  • وهو لا يحدث عند العديد من المُسنِّين في عمرٍ أكبر من 100 عام.

أسباب الخرف

عادةً ما يحدُث الخرف كاضطراب في الدماغ من دون سببٍ آخر (يسمى اضطرابًا أوليًا في الدماغ)، ولكن يمكن أن ينجم عن عدد من الاضطرابات.

الأَسبَابُ الشائعة للخرف

من الشائع جدًّا أن يكون الخرف

ويحدث هذا الداء عند نحو 60 إلى 80% من كبار السن الذين يعانون من الخرف.

تنطوي الأنواعُ الشائعة الأخرى من الخرف على:

قد يُصابُ المرضى بأكثر من واحد من أنواع الخرف هذه (اضطراب يسمى الخرف المختلط mixed dementia).النوع الأكثر شيوعًا من الخرف المختلط هو داء ألزهايمر، بالإضافة إلى الخرف والاعتلال المعرفي الوعائي

اضطراباتٌ أُخرى يمكن أن تُسبِّب الخرف

تنطوي الاضطراباتُ التي يمكن أن تُسبب الخرف على الآتي:

الأسباب العكوسة أو القابلة للعلاج لحالات الخرف

لا يمكن الشفاء من معظم الحالات التي تُسبب الخرف، ولكن يمكن معالجة بعضها، وقد تُسمَّى الحالة حينئذ الخرف القابل للشفاء.(يستخدمُ بعض الخبراء مصطلحَ الخرف فقط مع الحالات التي تستفحل ولا يمكن الشفاء منها، ويستخدمونَ مصطلحات مثل الاعتِلاَل الدِماغِيّ أو ضعف الإدراك عندما قد يكون الخرف قابلاً للشفاء بشكل جزئيّ).يُمكن أن تشفي المعالجةُ من هذه الأنواع من الخرف غالبًا إذا لم يتضرر الدماغ إلى حد كبيرٍ؛ولكن، إذا كان الضرر في الدماغ كبيرًا، فلا تستطيع المعالجة الشفاء منه، ولكن يمكنها الوقاية من حدوث ضرر جديد.

تنطوي الحالاتُ التي تُسبب الخرف غير القابل للشفاء على الآتي:

يحدث الوَرَم الدَّمَوِي تَحتَ الجافِيَة (تراكم للدَّم بين الطبقات الخارجية والوسطى للنسيج الذي يُغطي الدماغ) عندما يتمزَّق وعاء دموي أو أكثر، بسبب إصابةٍ في الرأس عادةً؛وقد تكون هذه الإصاباتُ طفيفةً، وقد لا يجري التعرُف إليها.يمكن للأورام الدَّموية تحت الجافية أن تُسبب تراجعًا بطيئًا في الوظيفة الذهنية وقد تُساعد المعالجة على الشفاء منه.

الاضطراباتُ الأخرى

يمكن للعديد من الاضطرابات أن تُفاقم أعراض الخرف،وهي تتضمن على اضطرابات المناعة الذاتية، والسكّري، والتهاب القصبات المزمن، والنُفَاخ الرئويّ، وحالات العدوى، والاضطراب المزمن في الكلى، واضطرابات الكبد، وفشل القلب.

الأدوية

يمكن للعديد من الأدوية أن تسبب أعراضَ الخرف أو تفاقمها بشكلٍ مؤقتٍ.يمكن شراءُ بعض هذه الأدوية من دون وصفةٍ طبية.ومن الأمثلة الشائعة لهذه الأدوية المهدئات، وأدوية الزكام، والأدوية المُضادَّة للقلق، وبعض مضادَّات الاكتئاب.

كما قد يؤدي شربُ الكحول وإن كان بكمياتٍ متوسطة، إلى تفاقم الخرف أيضًا، ويوصي معظم الخبراء بأن يتوقف المصابين بالخرف عن شرب الكحول.كما يمكن للعقاقير الترويحية أن تسبب تفاقم الخرف.

أعراض الخرف

استفحَال أو تفاقم أعراض الخرف

تتدهور الوظيفة الذهنية عند المصابين بالخرف على مدى فترة تتراوح بين سنتين إلى 10 سنوات عادةً؛ولكن يستفحلُ الخرفُ بمعدلاتٍ مختلفة استنادًا إلى السبب:

كما يختلف معدلُ استفحال الخرف بين شخص وآخر أيضًا؛وعندَ الرجوع إلى سرعة تفاقم الخرف في أثناء العام السابق، يستطيع الأطباء غالبًا الحصولَ على مؤشرٍ حول ما سيحدث في العام القادم.قد تتفاقم الأعراضُ عندما يجري نقل المصابين بالخرف إلى دار لرعاية المسنّين أو مؤسَّسةٍ طبية أخرى، وذلك لأن المصابين بالخرف يواجهون صعوبة في التعلم وتذكر القواعد والإجراءات الروتينية الجديدة.

قد تُؤدِّي مشاكل، مثل الألم وضيق النَّفس واحتباس البول والإمساك، إلى الهذيانَ مع التخليط الذهني الذي يتفاقم بسرعة عند المصابين بالخرف،وإذا جَرَى تصحيح هذه المشاكل، يعودُ الأشخاص عادةً إلى مستوى الأداء الذي كانوا عليه قبل حدوث المشكلة.

أعراضُ الخرف العامة

تُعدُّ أعراض معظم أنواع الخرف متشابهة؛وبشكلٍ عام، يُسبب الخرف المشاكل الآتية:

  • ضعف الذاكرة

  • مشاكل في استخدام اللغة

  • تغيّرات في الشخصية

  • تَوهان

  • مشاكل عند القيام بالمهمات اليومية المعتادة

  • السلوك التخريبي أو غير اللائق

على الرغم من أن الأعراض تختلف عند حدوثها، إلَّا أن تصنيفها كأعراض مبكرة أو متوسطة أو متأخرة يُساعدُ الأشخاص وأفراد العائلة وغيرهم من مقدمي الرعاية على معرفة شيء ممَّا يمكن توقُّعه.

قد تحدُث التغيّرات في الشخصية والسلوك التخريبي (اضطرابات السلوك) في وقتٍ مبكر أو متأخر؛وتحدث نوبات صرعية عند بعض المصابين بالخرف، ويُمكن أن تحدث أيضًا في أية مرحلة من هذا المرض.

أعراض الخرف المبكّرة

تميل الأعراض المبكرة للخرَف لأن تكون خفيفة.

نظرًا إلى أنَّ الخرف يبدأ ببطء ويتفاقم مع مرور الزمن عادةً، فقد لا يُمكن التعرف إليه في البداية،

وتنطوي واحدة من أولى الوظائف الذهنية التي تتراجع بشكلٍ ملحوظ على

  • الذاكرة، خُصوصًا بالنسبةِ للأحداث الأخيرة؛

وإضافةً إلى ذلك، يُواجه المصابين بالخرف صعوبةً أكثر في القيام بالأمور الآتية عادةً:

  • العثور على الكلمة الصحيحة واستخدامها

  • فهم اللغة

  • التفكير بشكلٍ تجريديّ، كما هي الحال عند التعامل مع الأرقام

  • القيام بالعديد من المهمات اليومية، مثل الاهتداء إلى المكان الذي يوجدون فيه وتذكر أين وضعوا الأشياء

  • استخدام المحاكمة الجيدة

قد تكون الانفعالات قابلة للتغيير، ولا يمكن التنبؤ بها وتتحول بسرعة من السعادة إلى الحزن؛

كما تُعدُّ التغيرات في الشخصية شائعة أيضًا،حيثُ قد يلاحظ أفراد العائلة سلوكًا غير اعتيادي.

يعملُ بعضُ المصابين بالخرف على إخفاء حالات النقص لديهم بشكلٍ جيد؛حيثُ يتبعون سلوكًا روتينيًا في المنزل، ويتجنبونَ النشاطات المعقدة مثل التحقق من الحساب في دفتر الشيكات والقراءة والعمل.قد يصبح المرضى الذين لا يقومون بتعديل حياتهم محبطينَ بسبب عدم قدرتهم على القيام بالمهمات اليومية،وقد ينسون القيام بمهمات مهمَّة أو قد يقومون بها بشكلٍ غير صحيح؛فعلى سبيل المثال، قد ينسونَ دفعَ الفواتير أو إطفاء الأضواء أو الموقد.

وفي مرحلةٍ مبكرةٍ من الخرف، قد يكون الأشخاص قادرين على مواصلة القيادة، ولكن قد يُصبحونَ مرتبكينَ في الازدحام ويتوهون بسهولةٍ أكبر.

أعراضُ الخرف المتوسِّطة

مع تفاقم الخرف، تتفاقم المشاكل الموجودة وتتوسع، مما يجعل الأمور الأتية صعبةً أو مستحيلة:

  • تعلُّم وتذكّر المعلومات الجديدة

  • تذكر أحداث من الماضي أحيانًا

  • القيام بمهمات الرعاية الذاتية اليومية، مثل الاستحمام وتناول الطعام وارتداء الملابس والذهاب إلى المرحاض

  • التعرّف إلى الأشخاصِ والأشياء

  • تتبُّع الوقت ومعرفة أين هم

  • فهم ما يرونه ويسمعونه (مما يؤدي إلى التَّخليط الذهنِي)

  • ضبط السلوك

غالبًا ما يتوهُ المرضى،فقد لا يتمكنون من العثور على غرف نومهم أو الحمام،ويمكنهم المشي ولكنهم يكونون أكثر ميلاً للسقوط،

بالنسبة إلى نحو 10٪ من الأشخاص، يؤدي هذا التَّخليط إلى أعراض الذهان، مثل الهلاوس، أو التوهّمات (اعتقادات مزيفة تنطوي عادةً على تفسير خاطئ للمفاهيم أو التجارب)، أو الزوَر (مشاعر لا مبرر لها من الاضطهاد).

مع استفحال الخرف، تصبح قيادة السيارة أكثر صعوبة لأنها تتطلب اتخاذ قرارات سريعة وتنسيق العديد من المهارات اليدوية،وقد لا يتذكر المرضى إلى أين هم ذاهبون.

قد تُصبِح السمات الشخصية مبالغة فيها بشكلٍ أكثر،حيثُ يُصبح المرضى، الذين كانوا يهتمون بالمال دائمًا، مهووسين فيه؛كما يُصبح المرضى، الذين كانوا يشعرون بالقلق غالباً، قلقينَ بشكلٍ مستمرّ.يُصبح بعض الأشخاص مهتاجين أو قلقين أو أنانيين أو غير مرنين أو من السهل إغضابهم،بينما يُصبح بعض آخر أكثر سلبية أو خالين من التعابير أو مكتئبين أو متردِّدين أو انعزاليين؛وإذا جَرَى ذكر التغيُرات في شخصيتهم أو وظائفهم الذهنية، قد يُصبح المصابين بالخرف عدائيين أو مهتاجين.

وتكُون نماذج النوم غير طبيعية غالبًا،حيث ينعم معظم المصابين بالخرف بكمية مناسبة من النوم، ولكنهم يقضون وقتًا أقل في النوم العميق؛ونتيجةً لذلك، قد يُصبحون متململين في أثناء الليل،كما قد يتعرضون أيضًا إلى مشاكل السقوط أو في البقاء نائمين.إذا لم يمارس الأشخاص التمارين بشكلٍ كافٍ أو لم يشاركوا في العديد من النشاطات، فقد ينامون أكثر من اللازم في أثناء النهار،ثم لا ينامون بشكلٍ جيدٍ في أثناء الليل.

اضطراباتُ السُّلُوك َعند مرضى الخرف

نظرًا إلى أنَّ الأشخاص يكونون أقل قدرة على ضبط سلوكهم، فإنهم يتصرفون أحيانًا بشكلٍ غير لائق أو مُعرقل (على سبيل المثال، عن طريق الصراخ أو رمي الأشياء أو الضرب أو التجول من غير وجهة)،وتسمى هذه التصرفات اضطرابات السُّلُوك.

تُسهِمُ تأثيرات عديدة للخرف في هذه التصرفات:

  • نظرًا إلى أن الأشخاص المصابين بالخرف ينسون قواعد السلوك اللائق، فقد يتصرفون بطرائق غير ملائمة اجتماعيًا.فعندما يكون الجو حارًا، قد يخلعونَ ملابسهم في الأماكن العامة؛وعندما يكونون مهتاجين جنسيًا، قد يمارسون العادة السرية في الأماكن العامة أو يستخدمون لغة غير محتشمة أو بذيئة، أو يُبدون رغبةً في ممارسةِ الجنس.

  • نظرًا لأنهم يُواجهون صعوبةً في فهم ما يرونه ويسمعونه، فإنهم قد يُسيؤون تفسير عرض للمساعدة ويرونه تهديدًا، وقد يتهجمون على صاحب العرض.فعلى سبيل المثال، عندما يحاول شخصٌ ما مساعدتهم على خلع ملابسهم، فإنهم قد يفسرونَ ذلك على أنه اعتداء ويحاولونَ حماية أنفسهم، وأحيَانًا عن طريق ضرب الشخص.

  • نظرًا إلى أنَّ الذاكرةَ على المدى القصير تكون ضعيفةً عند مرضى الخرف، لا يمكنهم تذكر ما يُقالُ لهم أو ما فعلوه؛ويقومون بتكرار الأسئلة والمحادثات، ويطالبون بأن يكونوا محط انتباه مستمر أو يطلبون أشياء (مثل الوجبات) سبق لهم أن حصلوا عليها،وقد يُصبحون مُهتاجين ومنزعجين عندما لا يحصلون على ما يطلبونه.

  • نظرًا إلى أنَّ مرضى الخرف لا يستطيعون التعبير عن احتياجاتهم بوضوح أو على الإطلاق، فقد يصرخون عندما يعانون من الألم أو يتجولونَ هائمين عندما يشعرون بالوحدة أو بالخوف.وقد يتجولون ويصرخون أو يطلبون المساعدة عندما لا يستطيعون النوم.

يستنِدُ ما إذا كان سلوك معين يُعَدّ تخريبيًا إلى عددٍ من العَوامِل، بما في ذلك مدى تحمل مقدم الرعاية ونوع الحالة التي يعيش فيها الشخص المصاب بالخرف؛إذا كان الشخصُ يعيش في بيئة آمنة (مع أقفال وأجهزة إنذار على جميع الأبواب والمداخل)، قد يُمكن تحمُّل أن يهيم الشخص على وجهه؛ولكن، إذا كان الشخص مُقيمًا في دار رعاية أو مستشفى، قد يكون التجوال غير محتَمل لأنه يزعج النزلاءَ الآخرين أو يُؤثِّرُ في عمل المؤسسة.قد يتحمَّل مقدمو الرعاية السُّلُوك التخريبي في أثناء النهار بشكلٍ أفضل من المساء.

أعراضُ الخرف المتأخِّرة (الشديدة)

في نهاية المطاف، يصبح المصابين بالخرف غير قادرين على متابعة المحادثات، ويصبحون غير قادرين على الكلام.ويحدث فقدان كاملٍ للذاكرة المتعلقة بالأحداث الأخيرة والماضية،وقد لا يتعرّفون إلى أفراد العائلة المقربين أو حتى إلى وجوههم في المرآةِ.

عندما يستفحلُ الخرف، يفقدُ قدرته على الأداء بشكلٍ كاملٍ تقريبًا،ويُؤثِّرُ الخرف المستفحل في القدرة على ضبط العضلات،فلا يستطيع المرضى المشي أو إطعام أنفسهم أو القيام بأية مهام يومية أخرى.ويصبحون معتمدين على الآخرين بشكلٍ كاملٍ، وفي نهاية المطاف لا يستطيعون النهوض من السرير.

وفي آخر الأمر، قد يواجه الأشخاص صعوبة في بلع الطعام من دون الاختناق.تزيدُ هذه المشاكل من خطر نقص التغذية والالتهاب الرئوي (غالبًا بسبب استنشاق المفرزات أو الجزيئات من الفم)، وقرحات الضغط (لأنهم لا يستطيعون التحرك).

تنجُم الوفاة عن عَدوى غالبًا، مثل الالتهاب الرئوي.

تشخيصُ الخرف

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات الحالة الذهنية

  • اختبارات عصبية نفسية أحيانًا

  • اختبارات الدَّم وفُحوصات تصويرية لاستبعاد أسباب

يُعدُّ النسيان أول علامة على الخرف يُلاحظها أفراد الأسرة أو الأطباء عادةً.

التاريخُ الطبِّي

يستطيعُ الأطباءُ وغيرهم من ممارسي الرعاية الصحية تشخيص الخرف عادةً عن طريق طرح سلسلة من الأسئلة على الشخص وأفراد الأسرة، مثل ما يأتي:

  • ما هو عمر الشخص؟

  • هل عانى أي من أفراد العائلة من الخرف أو أنواع أخرى من الخلل في الوظيفة الذهنية (التاريخ العائلي)؟

  • متى وكيف بدأت الأَعرَاض؟

  • ما مدى سرعة تفاقم الأَعرَاض؟

  • كيف تغيَّر الشخص (على سبيل المثال، هل تخلى عن هواياته ونشاطاته)؟

  • ما هي الاضطراباتُ الأخرى التي يعاني منها الشخص؟

  • ما هي الأدوية التي يأخذها الشخص (لأنه يُمكن أن تُسبب أدوية معينة أعراضَ الخرف)؟

  • هل كان الشخصُ مكتئبًا أو حزينًا، خُصوصًا إذا كان متقدمًا في السنّ؟

اختبارات الوظيفة الذهنية

يخضع الشخص إلى اختبار الحالة الذهنية أيضًا، وينطوي هذا الاختبار على أسئلة ومهام بسيطة، مثل تسمية أشياء وتذكُّر قوائم قصيرة و كتابة جمل ونسخ أشكال.لاختبار الذاكرة، قد يقرأ الأطباءُ قائمة من ثلاثة أشياء، وينتظرون لمدة 5 دقائق، ثم يطلبون من الشخص إدراجها في قائمة،ولا يستطيع المصابين بالخرف تذكر هذه الأشياء عادةً.

يحتاج الأطباء أحيانًا إلى إجراء اختبارات أكثر تفصيلاً (تسمى الاختبارات العصبية النفسية)، وذلك لتوضيح درجة الضعف أو لتحديد ما إذا كان لدى الشخصُ تراجع فعليّ في الوظيفة الذهنية.ويُغطي هذا الاختبار جميع المناطق الرئيسية للوظيفة الذهنية، بما في ذلك المزاج، ويستغرق من ساعة إلى ثلاث ساعات عادةً؛ويُساعد هذا الاختبارُ الأطباءَ على التفريق بين الخرف وضعف الذاكرة المرتبط بالتقدّم بالعمر والضعف الخفيف في الإدراك والاكتئاب.

مع توفر معلومات حول الأعراض عند الشخصِ والتاريخ العائلي ونتائج اختبارات الحالة الذهنية، يستطيعُ الأطباءُ تشخيص الخرف عادةً،

واستنادًا إلى هذه المعلومات، يستطيع الأطباءُ أيضًا استبعاد الهذيان كسبب للأعراض عادةً (انظر جدول مقارنة الهذيان والخرف).والقيام بذلك أمرٌ ضروري، لأن الهذيان وعلى العكس من الخرف، يمكن الشفاء منه عادةً إذا جرت معالجته فوراً.

تنطوي النتائجُ التي تُشيرُ إلى الخرف على الآتي:

  • يواجه المرضى مشاكل في التفكير والسلوك تُؤثِّرُ في القيام بالمهمات اليومية.

  • تفاقمت هذه المشاكل بشكلٍ تدريجي، مما يجعل القيام بالمهمات اليومية أكثر صعوبة.

  • لا يُعاني المرضى من الهذيان أو اضطرابٍ نفسي يمكن أن يُسببا المشاكل.

بالإضافة إلى ذلك، يكون لدى الأشخاص اثنتان على الأقل من المشاكل التالية:

  • صعوبة في تعلم المعلومات الجديدة وتذكّرها

  • صعوبة في استخدام اللغة

  • صعوبة في فهم موقع الأشياء والتعرّف إلى الأشياء والوجوه وفهم كيفية ارتباط أجزاء شي واحدٍ مع بعضها بعضًا

  • صعوبة في التخطيط وحل المشاكل والتعامل مع المهمات المعقدة (مثل التعامل مع حسابٍ بنكيّ) وإتخاذ الحكم الجيد (الوظيفة التنفيذية)

  • تغيّرات في الشخصية أو السُّلُوك أو التصرف

الفحصُ السَّريري

يقُوم الأطباء بفحص سريري ينطوي على فحص عصبي عادةً، وذلك لتحديد ما إذا كانت اضطرابات أخرى موجودةً،ويتحرَّى الأطباءُ عن اضطراباتٍ قابلة للمُعالَجة قَد تكون سببًا للخرف أو تُسهم فيه، أو يجري الخلط بينها وبين الخرف؛

كما يُحددُ الأطباءُ ما إذا كان هناك اضطراب بدني آخر أو اضطراب نفسي غير مرتبطين (مثل الفصام) موجودين أيضًا، وذلك لأن مُعالجة هذه الاضطرابات قد تحسن الحالة العامة لأشخاص الخرف.

اختباراتٌ أخرى

يقوم الأطباء باختبارات الدَّم،وهي تنطوي عادةً على قياس مستويات الهرمونات الدرقية في الدَّم للتحقق من اضطرابات الغُدَّة الدرقية، ومستويات فيتامين B12 للتحقق من نقصٍ فيه.

إذا اشتبه الأطباءُ بأن سبب الخرف هو عَدوى تؤثر في الدماغ (مثل الزهري العصبي)، أو داء البريونات، يقُومون بالبزل القطنيّ عادةً.

يُجرى التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي في أثناء التقييم الأولي للخرف.يمكن لاختبارات التصوير تلك التعرف إلى المشاكل التي يمكن أن تُسبب الخرف (مثل ورمٍ في الدماغ ومَوَه الرَّأسِ السَّوِي الضَّغط normal-pressure hydrocephalus ووَرَم دمَوِيّ تَحتَ الجافِيَة والسكتة

ويستخدمون أحيانًا التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو التصوير المقطعي المحوسب بالإصدار الوحيد الفوتون، وذلك للمُساعدة على التعرف إلى أنواعٍ مختلفة من الخرف، مثل داء ألزهايمر والخرف الجبهي الصدغي والخرف المصحوب بأجسام ليوي،تستخدم اختبارات التصوير هذه مواد مشعة لإنتاج الصور.

ولكن، يُمكن أحيانًا تأكيد سبب الخرف بشكلٍ قاطعٍ فقط عندما تجري إزالة عَيِّنَة من نسيج الدِّمَاغ وتفحصها تحت المجهر؛ويُستخدَم هذا الإجراء أحيانًا بعد الوفاة في أثناء تشريح الجثة.

علاجالخرف

  • تدبير الحالات التي قد تُسبب الخرف أو تفاقمه

  • تدابير السلامة والدعم

  • الأدوية التي قد تحسّن الوظيفة الذهنية

  • العناية من مُقدميّ الرعاية

  • قرارات نهاية الحياة

بالنسبة إلى معظم أمراض الخرف، لا يمكن لأية معالجة أن تسترجع الوظيفة الذهنية؛ولكن يمكن لمُعالَجَة الاضطرابات التي تُسبب الخرف أو تفاقمه أن تؤدي أحيانًا إلى إيقاف الخرف أو عكسه.وتشمل هذه الاضطرابات كلاً من قصور الغدة الدرقية، والورم الدَّموي تحت الجافية، واستسقاء الدماغ ذي الضغط الطبيعي، وعوز الفيتامين B12.عندما تحدث مثل هذه الاضطرابات عند الأشخاص الذين يعانون مسبقًا من الخرف، فإن معالجتها تؤدي أحيانًا إلى إبطاء التدهور العقلي.بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من الخرف والاكتئاب، قد تكون مُضادات الاكتئاب (مثل سيرترالين والباروكسيتين) والمشورة مفيدةً، بشكلٍ مؤقَّت على الأقل.بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشربون كميات مفرطة من الكحول ومصابين بالخرف، يؤدي الامتناع عن شرب الكحول إلى تحسن طويل الأمد أحيانًا.يجري إيقاف الأدوية التي قد تجعل الخرف يتفاقم إن أمكن، مثل المهدئات والأدوية التي تؤثر في وظائف الدماغ.بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية، فقد يكون استبدال هرمون الغدة الدرقية فعالاً.

وتجري مُعالَجة الألم وأية اضطراباتٍ أو مشاكلَ صحية أخرى (مثل عدوى السبيل البولي أو الإمساك)، وذلك سواء أكانت مرتبطة بالخرف أم لا،وقد تُساعدُ مثل هذه المعالجة على الحفاظ على الأداء الوظيفي لدى المصابين بالخرف.

يمكن أن يكون إنشاء بيئة آمنة وداعمة مفيدًا بشكل ملحوظ ، كما يمكن أن يستفيد المرضى من أدويةٍ معيَّنة لفترةٍ من الزمن.ينبغي على الشخص المصاب بالخرف وأفراد عائلته ومقدمي الرعاية الآخرين وممارسي الرعاية الصحية ذوي العلاقة مناقشة واتخاذ قرارات بشأن أفضل استراتيجية لهذا الشخص.

تدابيرُ السَّلامة

تُعدُّ السلامة من الأمور المهمَّة،وتستطيع الممرضة الزائرة أو اختصاصي العلاج المهني أو العلاج الطبيعي تقييم السلامة في منزلِ المريض والتوصية بإحداث تغييرات مفيدة؛فعلى سبيل المثال، عندما يكون الضوء خافتًا، يكون المصابين بالخرفِ أكثر ميلاً لإساءة تفسير ما يرونه، لذلك ينبغي أن تكون الإضاءة ساطعة نسبيًا،كما قد يكون من المفيد أيضًا ترك إضاءة ليلية أو تركيب مصابيح ذات استشعار للحركة؛ويُمكن أن تُساعد هذه التغيرات على الوِقاية من الحوادث (خصوصًا السقوط)، وعلى أن يقوم الأشخاص بوظائفهم بشكلٍ أفضل.

قد يقوم الأطباء بتقييم كفاءة المصابين بالخرف في تنفيذ المهام في حالات محددة، كما هي الحال عند إعداد الطعام أو قيادة السيارة.إذا كانت المهارات ضعيفة، فقد تكون هناك حاجة إلى تدابير للسلامة، مثل إخفاء السكاكين أو وضع مفاتيح السيارة بعيدةً عن متناولهم.

التَّدابيرُ الداعمَة

يكُون أداء المرضى الذين يعانون من خرف يتراوح بين الخفيف إلى المتوسط في الشكل الأفضل عندما يكونون في بيئة مألوفة، ويُمكنهم البقاء في المنزل عادةً،

وبشكلٍ عام، ينبغي أن تكون البيئة مُضاءةً وتبعث على البهجة وآمنةً ومستقرةً وتنطوي على بعض التحفيز، مثل وجود مذياع أو تلفاز.ينبغي أن تكون البيئة مصممةً لتُساعد المرضى على الاهتداء؛فعلى سبيل المثال، تُمكِّنُ النوافذُ الأشخاص من معرفة الوقت في النهار.

يُساعد وضع بنى في المكان وإنشاء روتين المصابين بالخرف على البقاء في حالة اهتداء ويمنحهم شعورًا بالأمان والاستقرار،وينبغي شرح أي تغيير في البيئة المحيطة أو في الروتين أو في مقدمي الرعاية للأشخاص بوضوح وبساطة.قبل كُل إجراء أو تفاعل، ينبغي إخبار المرضى بما سيحدث، مثل الاستحمام أو تقديم وجبة؛ويُمكن أن يُساعد أخذ الوقت الكافي للشرح على الوقاية من حدوث شجار.

يُساعِدُ اتباع روتين يومي لمهمَّات مثل الاستحمام والأكل والنوم المصابين بالخرف على التذكر؛وقد يُساعدهم اتباع روتين منتظم لموعد النوم على النوم بشكلٍ أفضل.

يُمكن أن تُساعد النشاطات الأُخرى المجدولة على أساسٍ منتظم الأشخاص على الشعور بالاستقلالية، وأن هناك حاجة إليها من خلال تركيز انتباههم على مهمَّات ممتعة أو مفيدة.كما يُمكن أن تُساعد مثل هذه النشاطات على التخفيف من الاكتئاب أيضًا.تُعدُّ النشاطات المتعلقة باهتمامات الأشخاص قبل إصابتهم بالخرف من الخيارات الجيدة،كما ينبغي أن تكون النشاطات ممتعة وتوفر بعض التحفيز، ولكن ليس الكثير من الخيارات التي تنطوي على التحدِّي.

يُساعد النشاطُ البدني على التخفيفِ من الشدَّة والإحباط، وبذلك يمكن أن يساعد على الوقايةِ من مشاكل النوم والسُّلُوك التخريبي، مثل الهيجان والتجوُّل من غير وجهة؛كما يُساعد أيضًا على تحسين التوازن (وبذلك قد يُساعد على الوقاية من السقوط)، ويعمل على الحفاظ على صحة القلب والرئتين.

يُساعد الاستمرار في النشاط الذهني، بما في ذلك الهوايات والاهتمام بالأحداث الجارية والقراءة، على إبقاء الأشخاص متيقظين ومهتمين في الحياة.ينبغي تقسيم النشاطات إلى أجزاء صغيرة أو تبسيطها مع تفاقم الخرف.

كما ينبغي تجنب التحفيز المفرط، ولكن لا ينبغي أن يكون الأشخاص معزولين اجتماعيًا.

تُشجِّعُ الزيارات المتكررة من قبل الطاقم الطبي والأشخاص المألوفين الأشخاص على البقاء اجتماعيين.

قد يحدث بعض التحسن إذا:

  • جرى تبسيط الروتين اليومي.

  • كانت التوقعات لأشخاص الخرف واقعية.

  • جرى تمكينهم من الحفاظِ على بعض الشعور بالكرامة واحترام الذات.

قد يحتاجُ المرضى إلى مُساعدة إضافية،حيثُ يُمكن أن يحصل أفراد العائلة على قائمة بالخدمات المتوفرة من ممارسي الرعاية الصحية أو من الخدمات الاجتماعية أو البشرية، أو من الإنترنت (من خلال موقع Eldercare Locator).قَد تنطوي الخدمات على التدبير المنزلي والرعاية قصيرة الأمد والوجبات التي يجري إحضارها إلى المنزل وبرامج الرعاية النهارية والنشاطات المصممة لأشخاص الخرف،ويمكن ترتيب رعاية على مدار الساعة ولكنها مكلفة.تُقدِّمُ جمعية ألزهايمر Alzheimer’s Association برنامجًا للعودة الآمنة،يدعُو هذا البرنامج إلى استنفار شبكة دعم المجتمع التي يمكن أن تساعد على إعادة الأشخاص إلى مقدمي الرعاية لديهم أو أحد أفراد الأسرة.

يُعدُّ التخطيط للمستقبل أمرًا ضروريًا، لأن الخرف هُوَ اضطراب يستفحل عادةً؛وقبل أن يحتاج الشخص المصاب بالخرفِ وبفترةٍ طويلة إلى نقله إلى بيئة داعمة ومنظمة بشكلٍ أكثر، ينبغي على أفراد العائلة التخطيط لهذه الخطوة وتقييم خيارات الرعاية طويلة الأجل؛وينطوي مثل هذا التخطيط عادةً على جهود الطبيب والعامل الاجتماعي والممرضات والمُحامي، ولكن تقع معظم المسؤولية على عاتق أفراد الأسرة.تنطوي القرارات المتعلقة بنقل الشخص المصاب بالخرف إلى بيئة داعمة ومنظمة بشكلٍ أكثرعلى الموازنة بين الرغبة في الحفاظ على سلامة الشخص والرغبة في الحفاظ على شعوره بالاستقلالية لأطول فترة ممكنة.تستنِدُ مثل هذه القرارات إلى العديد من العَوامِل ، مثل ما يلي:

  • شدّة الخرف

  • إلى أية درجة يكون سلوك الشخص تخريبيًا

  • البيئة المنزلية

  • وجُود أفراد العائلة ومقدمي الرعاية

  • الموارد المالية

  • وجود اضطرابات ومشاكل بدنية أخرى غير متعلقة بالخرف

هناك بعض مرافق الرعاية الطويلة الأجل، بما في ذلك مرافق الرعاية الدائمة assisted living facility ودور العجزة، التي تكون متخصصة في رعاية المصابين بالخرف،ويجري تدريب الموظفين على فهمِ كيف يفكر ويتصرف المصابين بالخرف وكيف يستجيبون إليهم،وتتبع هذه المرافق إجراءات روتينية تجعل المقيمين يشعرون بالأمان وتُقدِّم إليهم نشاطات مناسبة تساعدهم على الشعورِ بالإنتاجية وأن لهم دورًا في الحياة.تحتوي مُعظَمُ المرافق على أدوات السلامة المناسبة؛فعلى سبيل المثال، يَجرِي وضع لافتات لمساعدة المرضى على الاهتداء إلى المكان، ويجري وضع أقفال أو أجهزة أنذار على أبواب معيَّنة لوقايتهم من التجولِ من غير وجهة.إذا لم تكن إحدى المرافق مزودة بهذه الأدوات أو غيرها من أدوات السلامة، سيكون نقل الشخص الذي تحدث له مشكلة سلوكية إلى مرفق يوفر هذه الأدوات حلاً أفضل بالمقارنة مع استخدام أدوية لضبط السلوك عادةً.

تتفاقم الحالة عند بعض المصابين بالخرف عندما يجري نقلهم من المنزل إلى مرفق للرعاية طويلة الأجل؛ولكن، بعد وقتٍ قصير، يتأقلمُ مُعظمُ الأشخاص ويتحسن الأداء لديهم في هذه البيئة الأكثر دعمًا.

إنشاءُ بيئة مفيدة لمرضى الخرف

يمكن أن يستفيد المصابين بالخرف من بيئة تكون على النحو الآتي:

  • آمنةً: حيث تكون هناك حاجة إلى تدابير سلامة إضافية عادةً؛فعلى سبيل المثال، يمكن وضع لافتات كبيرة كتنبيهات للسلامة (مثل "تذكر أن تقوم بإيقاف تشغيل الموقد")، أو يمكن تركيب موقِّتَات على الأفران أو المعدات الكهربائية.قد يُساعد إخفاء مفاتيح السيارة على الوقاية من الحوادث، ويمكن أن يُساعد وضع الأجهزة الكاشفة على الأبواب على الوقاية من التجول من غير وجهة،وإذا كان التجول من غير وجهة مشكلةً، سيكون ارتداء سوار تعريف أو قلادة مفيدًا.

  • مألوفةً: حيث يكون أداء المصابين بالخرف أفضل في بيئة مألوفةٍ عادةً،حيث يُمكن أن يكون الانتقال إلى منزل أو مدينة جديدة أو إعادة ترتيب الأثاث أو حتى إعادة الطلاء، من الأمور المُعرقِلة.

  • مستقرةً: يمكن أن يُؤدِّي إنشاء روتين منتظم للاستحمام والأكل والنوم والنشاطات الأخرى إلى حُصول المصابين بالخرف على شعورٍ بالاستقرار؛كما يُمكن أن يكونَ التواصل المنتظم مع نفس الأشخاص مفيدًا أيضًا.

  • موضوعةً وفق خطَّة للمساعدة على الاهتداء: يُمكن أن يُساعد وضع مفكرة يومية كبيرة وساعة ذات أرقام كبيرة ومذياع وتوفير إضاءة جيدة للغرف واستخدام إضاءة ليلية المرضى على الاهتداءِ.كما يمكن أن يقوم أفراد الأسرة أو مقدمو الرعاية بتعليقاتٍ متكررة أيضًا تُذكر المصابين بالخرف بمكانهم وما يدُور حولهم.

الأدويَة التي قد تحسِّن الوظيفة الذهنية

يُستخدم دونيبيزيل Donepezil وغالانتامين galantamine وريفاستيغمين rivastigmine وميمانتين memantine لعلاج داء ألزهايمر والخرف المصحوب بأجسام ليوي.كما يُمكن استخدام ريفاستغمين لعلاج الخرف المرتبط بداء باركنسون Parkinson أيضًا.

دونيبيزيل Donepezil وغالانتامين galantamine وريفاستيغمين rivastigmine هي مثبطات الكولين إستيراز cholinesterase،وهيَ تُثبط أستيل كولين إستيراز acetylcholinesterase، وهو إنزيم يُفكِّكُ الأسيتيل كولين acetylcholine،ولذلك تُساعد هذه الأدوية على زيادة مستوى الأسيتيل كولين الذي يُساعد الخلايا العصبية على التواصل.قد تعمل هذه الأدوية على تحسين الوظيفة الذهنية مؤقتًا لدى المصابين بالخرف، ولكنها لا تؤدي إلى إبطاء استفحال الاضطراب.وهي مفيدةً بشكلٍ أكثر مع الخرف المبكر، ولكن تختلف فعاليتها بشكلٍ ملحوظ من شخصٍ إلى آخر؛حيث لا يستفيد منها حوالى ثلث الأشخاص؛وتتحسَّن حالات حَوالى الثلث قليلًا لبضعة أشهر؛أما البقية فيتحسنونَ بشكلٍ ملحوظٍ لفترةٍ أطول، ولكن يستفحل الخرف في نهاية المطاف.

إذا كان أحد مثبطات الكولين إستيراز غير فعال أو لهُ تأثيرات جانبية، فينبغي تجربة واحد آخر؛أما إذا لم يكن أي منها فعالاً أو كانت هناك تأثيرات جانبية لجميعها، فينبغي إيقاف هذا النوع من الدواء.تنطوي التأثيراتُ الجانبية الأكثر شُيُوعًا على الغثيان والتقيؤ ونَقص الوَزن وألَم البَطن أو المغص.من النادر أن يجري استخدام تاكرين Tacrine، وهو أول مثبط لإنزيم الكولين إستيراز، لمُعالجة الخرف، وذلك لأنه يُمكن أن يُسبب ضررًا في الكبد.

قد يُحسن الميمانتين Memantine، وهو من مناهضات ن-ميثيل-د-أسبرتات، الوظيفةَ الذهنية عند المصابين بالخرف الذي يتراوَح بين المتوسط إلى الشديد؛وهو يعمل بشكلٍ مختلفٍ عن مثبطات الكولين إستيريز وقد يجري استخدامه معها،وقد يكون استخدام توليفة منهما أكثر فعالية من استخدام كل واحد منهما على حدة.

الأدوية التي تُساعد على ضبط السُّلُوك التخريبي

إذا حدث سلوكٌ تخريبيّ، يجري استخدام أدوية أحيانًا.ولكن، يكون الضبط الأفضل لهذا السلوك في استخدام استراتيجيات لا تنطوي على الأدوية، وتكون مخصصة استنادًا إلى حالة كل شخص؛وتُستخدم الأدوية فقط عندما تكون الاستراتيجيات الأخرى، مثل التغيرات في البيئة، غير فعالة وعندما يكون استخدام الأدوية ضروريًا لإبقاء الشخص المصاب بالخرف أو الآخرين في أمان.

وتشتمل هذه الحالاتُ على ما يلي:

  • الأدوية المُضادَّة للذهان: غالبًا ما تُستخدم هذه الأدوية لضبط حالات الهياج والانفعالات الشديدة التي قد تترافق مع الخرف المستفحل.ولكن تميل الأدوية المضادة للذهان إلى أن تكون فعالة فقط عند الأشخاص الذين لديهم هلاوس، أو توهمات، أو زَور (سلوك ذهاني) بالإضافة إلى الخرف.كما يمكن أن يكون لهذه الأدوية تأثيرات جانبية خطيرة أيضًا، مثل النعاس والارتعاش وتفاقم التخليط الذهني.بينما يكون للأدوية المُضادَّة للذهان الأحدث (مثل أريبيبرازول، وأولانزابين، وريسبيريدون، وكيتيابين)، تأثيرات جانبية أقلّ.ولكن إذا استُخدِمت هذه الأدوية لفترةٍ طويلة، فقد تزيدُ من مستويات السكر في الدَّم (اضطراب يسمى فرط سكر الدم)، ومن مستويات الشحوم (اضطراب يُسمَّى فرط شحميات الدَّم)، وتزيدُ من خطر السكري من النوع الثاني.بالنسبة إلى كبار السن الذين لديهم سلوك ذهاني وخرف، قد تزيدُ الأدوية الأحدث من مضادات الذهان من خطر السكتة والوفاة.ينبغي استخدام الأدوية المُضادَّة للذهان فقط عندما يترافق الخرف مع السلوك الذهاني.

  • الأدوية المضادة للاختلاجات: قد تُستخدَم هذه الأدوية التي تُستخدم أيضًا لضبط النوبات الصرعية، لضبط الانفعالات الشديدة والعنيفة.وهي تنطوي على الكاربامازيبين carbamazepine وغابابنتين gabapentin وفالبروات valproate.

الأدوية الأخرى

المهدئات تُستخدَم هذه الأدوية (بما فيها البنزوديازيبينات benzodiazepines مثل لورازيبام lorazepam) لفترةٍ قصيرة أحيانًا للتخفيف من القلق المرتبط بحدث مُعيَّن، ولكن لا يُنصح بمثل هذه المُعالجة على المدى الطويل.

مضادَّات الاكتئاب: (تنطوي عادةً على مثبطات استرداد السيروتين الانتقائيَّة)، وهِيَ تُستخدَم فقط عندما يُعاني المصابين بالخرف من الاكتئاب أيضًا،

وإذا جَرَى استخدام أدوية، ينبغي على أفراد العائلة التحدث مع الطبيب بشكل دوري حول ما إذا كانت الأدوية مفيدةً بالفعل.

المكمّلاتُ الغذائية

هناك العديد من المُكملات الغذائية التي جرى اختبار فعاليتها مع مرضى الخرف، ولكن بيَّنت النتائج أنَّ فعاليتها في مُعالجة هذا الاضطراب كانت بسيطة بشكلٍ عام؛وهي تنطوي على الليسيثين lecithin وميسيلاتس إرغولويد ergoloid mesylates وسيكلانديلات cyclandelate.يجري تسويق خُلاصة عشبة الجنكة ذات الفصين Ginkgo biloba، وهي مكمل غذائي، على أنَّها تُعزز الذاكرة،ولكن لم تُبيِّن الدراسات أية فائدة من أخذ الجنكة؛ وعندما يجري استخدامها في جرعات عالية، قد يكون لها تأثيرات جانبية.

تكون مكملات فيتامين B12 فعَّالةً فقط لدى الأشخاص الذين لديهم نقص فيتامين B12.

قبل استخدام أية مكملات غذائية، ينبغي على الأشخاص التحدث مع الطبيب.

الرعاية المُوجَّهة لمُقدِّمي الرعاية

تُعدُّ رعاية المصابين بالخرف أمرًا مرهقًا ومتطلبًا، وقد يصاب مقدمو الرعاية بالاكتئاب والإرهاق، وغالبًا ما يتجاهلون صحتهم النفسية والجسدية.

يمكن أن تكُون التدابير التالية مفيدةً لمُقدِّمي الرعاية:

  • تعلم كيفية تلبية احتياجات المصابين بالخرف بشكلٍ فعال، وما الذي يمكن توقعه منهم: يمكن أن يحصل مقدِّمُو الرعاية على هذه المعلومات من الممرضات والعاملين الاجتماعيين والمُنظمَات والمواد المنشورة والمُتوفرة على شبكة الإنترنت.

  • طلب المساعدة عند الحاجة: یستطيع مقدِّمُو الرعایة التحدث إلی العاملين الاجتماعیین (بما في ذلك من يعملون في المستشفيات المحلية) حول المصادر المناسبة للمُساعدة، مثل برامج الرعایة النهارية والزيارات من قبل الممرضات اللواتي يقدمن الرعاية في المنازل، والمساعدة على التدبير المنزلي بدوامٍ جزئيّ أو كامل والمُساعدة على رعاية المسنين على مدار الساعة.كما يمكن أن تكونَ مجموعات الاستشارة والدعم مفيدةً أيضًا.

  • رعاية الذات: يحتاجُ مقدمو الرعاية إلى تذكر الاعتناء بأنفسهم،ولا ينبغي أن يتخلَّوا عن أصدقائهم وهواياتهم ونشاطاتهم.

تقديم الرعاية لمقدّمي الرعاية

تُعدُّ رعاية المصابين بالخرف أمرًا مرهقًا ومتطلبًا، وقد يصاب مقدمو الرعاية بالاكتئاب والإرهاق، وغالبًا ما يتجاهلون صحتهم النفسية والجسدية.

يمكن أن تكُون التدابير التالية مفيدةً لمُقدِّمي الرعاية:

  • تعلّم كيفية تلبية احتياجات المصابين بالخرف بشكل فعال، وما الذي يتوقع منهم: علی سبیل المثال، يحتاج مقدمو الرعاية إلى معرفة أن التوبيخ حول ارتكاب الأخطاء أو عدم التذكر قد لا ينجم عنه سوى تفاقُم السلوك،وتُساعد هذه المعرفة على الوقاية من الضائقةِ غير الضرورية.كما يستطيع مقدِّمُو الرعاية أن يتعلَّموا أيضًا كيفية الاستجابة للسلوك التخريبي، ومن ثَمّ تهدئة الشخص بشكلٍ أسرع والوقاية من هذا السلوك أحيانًا.

    يمكن الحصولُ على معلوماتٍ حول ما ينبغي القيام به على أساسٍ يومي من الممرضات والعاملين الاجتماعيين والمنظمات، بالإضافة إلى المواد المنشورة والموجودة على شبكة الانترنت.

  • طلب المساعدة عند الحاجة إليها: غالبًا ما يُمكن التخفيف من أعباء رعاية مرضى الخرف على مدار الساعة، وذلك استنادًا إلى السلوك والقدرات المحددة للشخص وإلى الأسرة وموارد المجتمع.تستطيع الوكالات الاجتماعية بما فيها قسمُ الخدمات الاجتماعية في المستشفيات المحلية المساعدة على تحديدِ مصادر المساعدة المناسبة،

    وتنطوي الخياراتُ على برامج الرعاية النهارية والزيارات من قبل الممرضات اللواتي يقدمن الرعاية في المنازل والمساعدة على التدبير المنزلي بدوامٍ جزئيّ أو كامل والمُساعدة على رعاية المسنين على مدار الساعة.قد تكون خدمات النقل وتقديم الوجبات متوفرةً،وقد تكون الرعاية بدوامٍ كامل مكلفةً جدًّا، ولكن تُغطِّي العديد من برامج التأمين بعض التكاليف.

    وقد يستفيد مقدمو الرعاية من مجموعاتِ المشورة والدعم.

  • رعاية الذات: يحتاجُ مقدمو الرعاية إلى تذكر الاعتناء بأنفسهم؛فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الانخراط في النشاط البدني إلى تحسين المزاج فضلاً عن الصحة،ولا ينبغي أن يتخلَّوا عن أصدقائهم وهواياتهم ونشاطاتهم.

مسائل نهاية الحياة

قبل أن يصبح المصابين بالخرف عاجزين بشكلٍ كبيرٍ، ينبغي اتخاذ القرارات حول الرعاية الطبية، وينبغي إجراء ترتيبات مالية وقانونية،وتسمى هذه الترتيبات التوجيهات المُسبَقة.ينبغي على المرضى تعيين شخص مخول قانونيًا لاتخاذ قرارات المُعالجة نيابةً عنهم (وكيل الرعاية الصحية)، ومناقشة رغبات الرعاية الصحية مع هذا الشخص والطبيب (انظر الشؤون القانونية والأخلاقية).فعلى سبيل المثال، ينبغي على المصابين بالخرف في مرحلته المبكِّرة أن يقرروا ما إذا كانوا يرغبون في الإطعام الاصطناعيّ artificial feeding أو المضادات الحيوية لمُعالجة العدوى (مثل الالتهاب الرئوي) عندما يكون الخرف مستفحلاً جدًا.ومن الأفضل مناقشة هذه المسائل مع جميع المعنيين بالأمر وقبل فترةٍ من أن تصبح القرارات ضروريةً.

مع تفاقم الخرف، تميلُ المُعالَجة إلى أن تكون موجهةً نحو الحفاظِ على راحة الشخص بدلًا من محاولة إطالة حياته؛وغالباً ما تُؤدِّي طرائق المُعالجة المُكثَّفة، مثل الإطعام الاصطناعي، إلى زيادة الانزعاج عند المرضى؛

وعلى النقيض من ذلك، يُمكن أن تُخفف طرائق المعالجة الأقل شدَّةً من الانزعاج؛وتنطوي هذه المُعالَجات على:

  • ضبط الألم بشكلٍ كافٍ

  • العناية بالجلد (للوقاية من قرحات الضغط)

  • الرعاية التمريضية الجيدة

تكُون الرعاية التمريضية مفيدةً أكثر عندما يُقدمها أحد مقدمي الرعاية (أو قلة منهم) بحيث يُكوِّنُ علاقةً متينةً مع المريض؛كما قد يستفيد المرضى من سماعِ أصوات مريحة ومُطمئنة وموسيقى مُهدِّئة.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. رابطة داء ألزهايمر: يوفر هذا الموقع معلومات عن داء ألزهايمر، بما في ذلك الإحصائيات، والأسباب، وعوامل الخطر، والأعراض.بالإضافة إلى مصادر للحصول على الدعم، بما في ذلك معلومات حول الرعاية اليومية للمصابين بداء ألزهايمر، والعناية بمقدم الرعاية، ومجموعات الدعم.

  2. جمعية داء ألزهايمر: دليل عن الخرف (بما في ذلك خمسة أشياء هامة ينبغي معرفتها)، ودليل لمقدمي الرعاية، ومعلومات حول أنواع الخرف، والأعراض، والتشخيص، والمُعالجَات، وعوامل الخطر، والوقاية.

  3. Dementia.org: يوفر معلومات حول أسباب، وأعراض، وعلاجات، ومراحل الخرف.

  4. Health Direct: سلسلة فيديوهات حول الخرف: معلومات عامة عن الخرف، وتوصيات حول العلامات التحذيرية للخرف، والعلاج،والأبحاث، ورعاية الشخص المصاب بالخرف.كما توفر روابط لمقالات حول مواضيع مماثلة.

  5. صفحة معلومات المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة المُصاحبة للخرف: معلومات حول العلاجات والمآل، وروابط لتجارب سريرية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID