الفحصُ العصبي

حسبMichael C. Levin, MD, College of Medicine, University of Saskatchewan
تمت مراجعته ذو القعدة 1442

عندما يُشتبه بوجود اضطراب عصبي، يقوم الأطباءُ عادةً بتقييم جميع أجهزة الجسم في أثناء الفحص السريري، لكنّهم يركزون على الجهاز العصبي.يشتمل فحصُ الجهاز العصبي - الفحص العصبي - على تقييم ما يلي:

يمكن للأطباء تقييم بعض المناطق بشكلٍ أكثر دقة من غيرها بحسب نمط الاضطراب الذي يُشتبه به.

كما يُساعد الفحصُ العصبي على تحديد سبب خلل الوظيفة العضلية (مثل الضعف أو الشلل)، لأنَّ التَّقلُّصَ العضلي الطبيعي يعتمد على التنبيه بالعصب (انظر الشكل استخدام الدماغ لتحريك العضل).

يختلف الفحصُ العصبي عن الفحص النفسي الذي يُركِّزُ على سلوك الشخص؛إلَّا أنَّه يوجد تداخلٌ بين الفحصين إلى حدٍّ ما، لأنَّ شذوذات الدماغ يمكن أن تُسبب سلوكُا غيرَ طبيعيٍّ.فقد يكون السُّلُوكُ الشاذ دليلًا على وجود مشكلة جسدية في الدماغ.

الحالةُ العقليَّة أو الذهنيَّة

يقوم الأطباء بتقييم ما يلي:

  • الانتباه

  • الاهتداء إلى الوقت والمكان والأشخاص

  • الذَّاكرة

  • القدرات المختلفة مثل التفكير بطريقة مُجرَّدة، واتباع الأوامر، واستخدام اللغة، وحلُّ مسائل الرياضيات

  • المزاج

يقوم تقييمُ الحالة الذهنية على سلسلة من الأسئلة والمهام، مثل تسمية الأشياء وتذكّر القوائم القصيرة وكتابة الجمل ونسخ الأشكال.يتمُّ تسجيل إجابات الشخص، وتُقيّم للتأكد من دقتها.وإذا أخبر الشخصُ عن شعوره بالاكتئاب، فإنَّ الأطباء يستفسرون عن وجود أيَّة أفكار عن الانتحار.

الجدول

الأَعصابُ القِحفِيَّة

يوجد 12 زوجًا من الأَعصابِ القِحفِيَّة التي تصل الدماغ بالعينين والأذنين والأنف والوجه واللسان والحلق والرقبة وأعلى الكتفين وبعض الأعضاء الداخلية (انظر جدول مشاهدة الأعصاب القحفية).يعتمد عدد الأعصاب التي يختبرها الأطباء على نوع الاضطراب الذي يشتبهون فيه.فمثلًا، لا يجري عادةً اختبار العصب القحفي الأول (عصب الشَّم) عند الاشتباه بوجود اضطراب في العضلات، ولكن يُختبَر عندَ الأشخاص الذين يتعافون من رضوض خطيرة في الرأس (لأنَّ حاسَّة الشَّمَّ تُفقَد غالبًا).

قد يتضرَّر العصبُ القحفي في أيِّ موضعٍ منه نتيجة أيٍّ ممَّا يلي:

  • الإصابة

  • ضُعف جريان الدَّم

  • اضطراب المناعة الذاتية

  • الورم

  • العدوى

يمكن تحديدُ الموضع الدقيق للضرر غالبًا من خلال اختبار وظائف عصب قحفي معين.

الأعصابُ الحركيَّة

تحمل الأعصابُ الحركية إشاراتٍ من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات الإرادِيَّة (العضلات التي يتحكَّم بها الجهد الواعي)، مثل عضلات الذراعين والساقين.قد يشير ضعفُ العضلات أو شللها إلى وجود ضرر في أي ممّا يلي:

يتحرَّى الأطباءُ عن وجود شذوذاتٍ مثل ما يلي:

  • نقص حجم العضلات (الهُزال أو الضُّمور)

  • ازدياد حجم العضلات

  • الرُّعاش (رجفان نظمي لجزء من الجسم) وحركات عضلية أخرى غير مقصودة (لاإرادية)

  • نَفضان العضلات

  • زيادة في تَوَتُّر العَضَلَة (شُناج أو تيبُّس) أو انخفاض في المقوّية العضلية

  • الضُّعف، لاسيَّما في أجزاء الجسم المُصابة (نموذج الضُّعف)

  • فقدان البراعة (القدرة على استخدام اليدين بمهارة وخفّة)

يفحص الطبيبُ العضلات من حيث الحجمُ والحركات غير الطبيعيَّة والتوتر والقوة والبراعة.

تغيُّر في حجم العضلة

تتضاءل العضلاتُ (تضمر) عندما تتضرَّر هي أو الأعصاب التي تُعصِّبها، أو عندما لا تُستخدَم العضلات لأشهرٍ لأسبابٍ أخرى (مثل استخدام الجبس).

قد يزداد حجمُ العضلة (تتضخَّم)، لأنها تعمل بجِدٍّ أكبر لتعويض ضُعف عضلة أخرى.ويمكن أن تظهرَ العضلاتُ بحجمٍ زائد عندما تُستبدل أنسجتها الطبيعية بنسيجٍ غير طبيعي، مثلما يحدث في الدَّاء النشواني وبعض الاضطرابات العضلية الموروثة (مثل الحثل العضلي من نمط دوشين).يزيد النسيجُ غير الطبيعي من الحجم الظاهر للعضلات، ولكنَّه لا يزيد من قوتها

الحركاتُ اللاإرادية

يمكن أن تتحرك العضلاتُ من دون أن يتعمَّد الشخص تحريكها (لا إراديًا).فيما يلي أمثلةٌ على الحركات اللاإرادية:

  • الارتجافات أو التقلُّصات الحزمية Fasciculations هي نفضات عضلية صغيرة ودقيقة، قد تبدو كتموُّجاتٍ تحت الجلد.يمكن أن تشير التلقصات الحزمية إلى تضرُّر العصب في العضلة المصابة.

  • يشير الرَّمَع العضلي Myoclonus إلى الاهتزاز المفاجئ (تقلصات) في عضلة أو في مجموعة من العضلات، مثل عضلات اليد أو الذراع أو الساق،حيثُ تتحرك العضلات كما لو كان الشخص قد تعرَّض للتو لصدمةٍ كهربائية.يمكن أن يحدثَ الرَّمع العضلي بشكلٍ طبيعي، حيث يمكن أن يحدث خلال استغراق الشخص في النَّوم، أو قد يكون ناجمًا عن اضطراب يُصيبُ الحبل الشوكي أو الدماغ.

  • العَرَّاتTics هي حركاتٌ لاإرادية بلا هدف ومكرّرة وغير إيقاعية، مثل طرف العينين أو هزَّة الرأس.كما تنطوي العَرَّاتُ غالبًا على أصواتٍ أو كلماتٍ غير إرادية ومفاجئة، ومتكررة غالبًا.

  • الزَّفن الشِّقي Hemiballismus ينطوي عادةً على الاندفاع اللاإرادي المفاجئ لذراعٍ أو ساقٍ واحدة.

  • يشير الرَّقَص Chorea إلى حركات لاإرادية مضطربة سريعة التي تبدأ في أحد أجزاء الجسم، وغالبًا ما تنتقل فجأة وبشكلٍ غير متوقع إلى جزء آخر.

  • الكَنَع Athetosis يُشير إلى حركات لاإراديَّة ملتوية بطيئة ومستمرَّة.

  • ويشير خللُ التوتّر العضلي إلى تقلصات عضلية لاإرادية طويلة الأمد (مُستديمة) قد تُجبر الأشخاص على اتِّخاذ وضعيَّاتٍ غير طبيعيَّة ومؤلمة في بعض الأحيان.

ويمكن أن تشير الحركاتُ اللاإرادية إلى وجود ضرر في مناطق الدماغ (العقد القاعديَّة basal ganglia) التي تتحكَّم في التناسق الحركي.

تَوتُّرُ العضلات (المقوّية العضلية) Muscle tone

لتقييم توتّر العضلات، يطلب الأطباءُ من الشخص في البداية أن يُريح عضلات الطرف بشكلٍ كامل؛ثم يقوم الأطباءُ بتحريك طرف الشخص لمعرفة مدى مقاومة العضلة المسترخية بشكلٍ لاإرادي للحركة - ويُسمَّى ذلك توتّر العضلة.تشير طريقة ردَّة فعل العضلات عندَ تحريكها إلى الأسباب المحتملة، وفقًا لما يلي:

يمكن أن تستمرَّ الرَّخاوة لفترة قصيرة بعد حدوث الإصابة التي تُسبِّبُ الشلل، مثل إصابة الحبل الشوكي.عندَ حدوث الرخاوة بسبب هذا النوع من إصابة الحبل الشوكي، يزداد توتر العضلة تدريجيًا على الأغلب خلال أيام إلى أسابيع، ممّا يؤدي في النهاية إلى حدوث الشُنَاج spasticity.

وإذا كان الأشخاصُ خائفين أو مُشوَّشين في أثناء الفحص، فقد لا يتمكّنون من إرخاء العضلات.وفي مثل هذه الحالات، قد يختلف توترُ العضلة، ممَّا يجعل من الصعب على الأطباء تقييمها.

قوّة العضلات

يقوم الأطباءُ باختبار قوة العضلات من خلال الطلب من الشخص الدفع أو السحب مقابل مقاومة أو القيام بمناورات تتطلّب قوة، مثل المشي على الكعبين وأطراف الأصابع أو الوقوف من بعد الجلوس على الكرسي؛ثم يقوم الأطباء بعد ذلك بتقدير قوة العضلات من خلال مقياس أو معدل يتراوح بين 0 (لا يوجد تقلص للعضلة) إلى 5 (القوة الكاملة).

يكون ضعفُ العضلات واضحًا في بعض الأحيان عندما يستخدم الشخص أحد الطرفين أكثر من الآخر.فمثلًا، قد يلوح الشخص أَيمَنِيُّ اليَد في الغالب بيده اليسرى في أثناء المحادثة.وقد يقلُّ تأرجحُ الذراع الضعيفة في أثناء المشي أو تنخفض إلى الأسفل عند إبقاء الذراعين مرفوعتين وإغلاق العينين.

يمكن لمعرفة أجزاء الجسم الضعيفة (نمط الضعف) أن يُساعدَ الأطباء على تحديد المشكلة، كما في الحالات التالية:

  • الكتفان والوركان أضعف من اليدين والقدمين: قد يكون السببُ اضطرابًا يُصيبُ العضلات (اعتلال عضلي).تميل الاعتلالات العضلية إلى إصابة العضلات الأكبر حجمًا أوَّلاً.ويمكن أن يجد المرضى صعوبة في رفع ذراعهم لتمشيط شعرهم أو صعود السلالم أو الوقوف بعد الجلوس.

  • اليدان والقدمان أضعف من الكتفين، والذراعين، والفخذين: غالبًا ما تكون المشكلة هي اعتلال الأعصاب المتعدد (خلل وظيفي في العديد من الأعصاب المحيطية في جميع أنحاء الجسم).تميل حالات اعتلال الأعصاب المُتعدِّد إلى التأثير في الأعصاب الأكثر طولًا في البداية (الأعصاب المتجهة إلى اليدين والقدمين).قد يعاني الأشخاص من قبضة يد ضعيفة ومشاكل في حركات الأصابع الدقيقة (البراعة).قد يواجه الأشخاص صعوبة في ربط أزرار القميص، أو فتح دبوس الأمان (الشكالة)، أو ربط الأحذية.

  • الضعف الذي يقتصر على جانب واحد من الجسم: يشتبه الأطباء في اضطراب يُصيبُ الجانب الآخر من الدماغ، مثل السكتة الدماغية.

  • الضعف الذي يحدث تحت مستوى معين من الجسم: قد يكون السبب هو اضطراب في النخاع الشوكي.على سبيل المثال، تؤدي إصابة جزء من النخاع الفقري في الصدر (العمود الفقري الصدري) إلى حدوث شلل في الساقين فقط دون الذراعين.ويؤدي حدوثُ إصابة في الرقبة أو فوقها إلى شلل في الأطراف الأربعة.

كما قد يحدث ضعفُ العضلات بأشكالٍ أخرى، مثلما يلي:

  • يقتصر حدوثُ الضُّعف على منطقة واحدة صغيرة نسبيًّا: يُشير هذا النوع من الضعف إلى تضرُّر أحد الأعصاب المحيطية أو عددٍ قليلٍ منها.وفي مثل هذه الحالات، قد يُؤدي الضُّعف إلى إضعاف البراعة أيضًا.

  • يصبح الضعفُ واضحًا عندما تُصاب العضلات التي تُستخدَم دائمًا للقيام بنفس النشاط بهذا الضعف بشكلٍ أسرع من المعتاد؛فمثلًا، يشعر الأشخاصُ الذين يستخدمون المطرقة بالضَّعف بمجرَّد استعمالهم لها عدةً دقائق.ويمكن أن يُسبِّب الوهن العضلي الوبيل هذا النوع من الضُّعف

الأعصابُ الحِسِّيَّة

تحمل الأعصابُ الحسِّية معلومات من الجسم إلى الدماغ حولَ أشياء مثل اللمس والألم والحرارة والبرودة (درجة الحرارة) والاهتزاز ووضعية أجزاء الجسم وأشكال الأشياء.ويمكن اختبار كلٍّ من هذه الحواس.يمكن أن تشيرَ الأحاسيسُ الشاذة أو نقص إدراك الأحاسيس إلى ضررٍ في أحد الأعصاب الحسية أو في الحبل الشوكي أو أجزاء مُعيَّنة من الدماغ.

تُنقل المعلوماتُ من مناطق محددة من سطح الجسم تدعى قَطَّاعات جِلدِيّة dermatomes إلى موضعٍ معين (مستوى) في الحبل الشوكي، ثم إلى الدماغ.وبذلك، قد يتمكّن الأطباءُ من تحديد مستوى الضرر الذي يصيب الحبل الشوكي، من خلال تحديد المناطق التي يكون فيها الإحساس غير طبيعي أو مفقود.

القطاعات الجلدية

ينقسم سطح الجلد إلى مناطق محددة، يُسمى كل منها بالقطاع الجلدي.والقطاع الجلدي هو منطقة الجلد التي تأتي جميع أعصابها الحسية من جذر عصب شوكي واحد.تحمل الأعصاب الحسية معلومات عن أشياء مثل اللمس، والألم، ودرجة الحرارة، والاهتزاز من الجلد إلى الحبل الشوكي.

تتميز جذور العمود الفقري بأنها زوجية، يُعصب كل فرع أحد جانبي الجسم.هناك 31 زوجًا من الأعصاب الشوكية:

  • 8 أزواج من جذور الأعصاب الحسية لسبع فقرات رقبية.

  • كل واحدة من الفقرات الصدرية الاثني عشر، والفقرات القطنية الخمس، والفقرات العجزية الخمس تمتلك زوجًا واحدًا من جذور الأعصاب الشوكية.

  • بالإضافة إلى ذلك، يوجد في نهاية الحبل الشوكي زوج من جذور الأعصاب العصعصية، التي تغذي مساحة صغيرة من الجلد حول عظم الذيل (العصعص).

إن كل جذر من هذه الجذور العصبية يكون مسؤولاً عن قطاع جلدي محدد.

تُنقَل المعلومات الحِسيَّة من قَطَّاعٍ جِلدِيٍّ مُحدَّدٍ بالألياف العصبية الحسية إلى جذر العصب الشوكي لفقرة معينة؛فمثلًا، تُنقَل المعلوماتُ الحِسيَّة من قطاع من الجلد على طول الجزء الخلفي من الفخذ، بواسطة الألياف العصبية الحسية، إلى جذر العصب الفِقرَي العَجُزِي الثاني (S2).

يُختبَر الإحساس في الجلد.يركِّز الأطباء عادةًً على المنطقة التي يشعر فيها الشخصُ بالاخدرار أو بالنخز أو بالألم.وينطوي أفضل اختبار لفحص نقص الإحساس على لمس جلد الوجه والجسم وجميع الأطراف الأربعة بدبوس وجسم غير حاد "كليل" (مثل رأس دبوس المشبك) لمعرفة ما إذا كان بإمكان الشخص أن يشعر بها، ويصف الفرق بين الحادّ وغير الحاد (الكليل).يختبر الأطباء جانبي الجسموإذا اكتشفوا نقصَ الإحساس في منطقة معينة، يقومون باختبار المناطق المجاورة لتقدير مدى فقدانه.تُمكِّنهم هذه الطريقةُ من تحديد موضع الشذوذ في الدماغ أو الحبل الشوكي أو الجهاز العصبي المحيطي.

يُجرى اختبار اللمس اللَّطيف (الخفيف) باستخدام مسحة قطنيَّة.

يتمُّ اختبار الإحساس بدرجة الحرارة (القدرة على الشعور بالحرارة والبرودة) باستخدام الشوكة الرَّنَّانة (لفحص السَّمع)؛حيث تكون كِلا الشوكتين باردتين، لذا يقوم الفاحصُ بتدفئة إحديهما قليلًا عن طريق فركها؛ثم يُلمَس جلد الشخص باستخدام كِلا الشوكتين.

يُجرى اختبارُ الشعور بالاهتزاز باستخدام الشوكة الرنانة أيضًا،حيثُ يُطرق على الشوكة بلطفٍ لجعلها تهتز،ثمّ تُوضَع على مفصل الإصبع لمعرفة ما إذا كان الشخصُ يشعر بالاهتزاز ومدة شعوره بذلك.

ولإجراء اختبار حاسة الوضعيَّة، يقوم الأطباء بتحريك إصبع يد الشخص أو إصبع قدمه نحو الأعلى أو الأسفل، ويُطلبون من الشخص وصف الوضعية دون مشاهدتها.

وتُختبَر القدرة على تحديد شكل جسم ما من خلال وضع شيءٍ مألوف، مثل مفتاح أو دبوس مشبك، في يد الشخص، ويُطلب منه التَّعرُّف إليه دون مشاهدته.أو قد يَخُطُّ الأطباء أحرفًا أو أرقامًا على راحةِ يد الشخص، ويُطلَبون منه التَّعرُّف إليها؛فإذا لم يتمكّن الشخص من معرفتها، فمن المحتمل أن تكون قشرة الدماغ (الطبقة الخارجية من الدماغ، الجزء الأكبر من الدماغ) قد تضرَّرت.يقوم هذا الجزءُ من الدماغ بتجميع المعلومات الحِسِّيَّة القادمة من مصادر مختلفة وتفسيرها.

المُنعكسَات Reflexes

المُنعَكَس هو ردَّة فعلٍ تلقائيَّة تجاه مُحفِّز أو منبِّه،مثل حدوث نفضات في الساق عند النقر بلطفٍ على الوتر أسفل الرضفة بمطرقة مطاطية صغيرة.لا ينطوي المسارُ الذي يتبعه المنعكس (القَوس الانعِكاسِيَّة) على الدماغ بشكلٍ مباشر.يتكوَّن المسارُ من العصب الحسي إلى الحبل الشوكي، ثمَّ الوصلات العصبية في الحبل الشوكي، فالأعصاب الحركيَّة التي تعود إلى العضلة.

يفحص الأطباء المنعكسات لتحديد ما إذا كانت جميعُ أجزاء هذا المسار تقوم بوظائفها.وأكثر اختبارات المنعكسات شيوعًا هو اختبار منعكس نفضة الركبة والمنعكسات المماثلة في المرفق والكاحل.

يمكن أن يساعدَ المنعكسُ الأخمصي plantar reflex الأطباءَ على تشخيص الشذوذات في المسارات العصبية المساهمة في التحكم الإرادي بالعضلات.ويُختبَر بالطرق الثابت على الحافَّة الخارجيَّة لباطن القدم بمفتاح أو شيٍء آخر يسبب إزعاجًا خفيفًا.تنحني أصابع القدم إلى الأسفل عادةً، باستثناء الرضع الذين يبلغون 6 أشهر أو أقلّ.بينما يُشير ارتفاعُ إصبع القدم الكبير إلى الأعلى، وفرد الأصابع الأخرى للخارج، إلى وجود خلل في الدماغ أو الحبل الشوكي.

ويمكن أن يوفر اختبارُ المنعكسات الأخرى معلوماتٍ مهمّة؛فمثلًا، يعلم الأطباء مدى إصابة شخصٍ في حالة الغيبوبة من خلال ملاحظة ما يلي:

  • حدوث تقبُّض في الحدقتين عند تسليط الضوء عليهما (المنعكس الضوئي الحدقي pupillary light reflex)

  • ما إذا كانت العينان تطرفان عندما تُلمس القرنية (منعكس قرنوي)

  • طريقة حركة العينين عندما يلف الشخصُ رأسه أو عندما يُدفع الماء في قناة الأذن (الاختبار الحروري caloric testing)

  • ما إذا كان الشخصُ يتهوَّع (كأنه على وشك التقيُّؤ) عند لمس الجزء الخلفي من الحلق، باستخدام خافض اللسان (المنعكس البلعومي gag reflex) على سبيل المثال

كما يتحرَّى الأطبَّاء ما إذا كانت فتحة الشرج تنكمش (تنقبض) عندما يجري لمسها بشكل خفيف (تُسمى غمزة الشرج).وإذا كان هذا المنعكسُ موجودًا عند شخصٍ مصابٍ بالشلل بعد إصابة الحبل الشوكي، فقد تكون الإصابة غير مكتملة، وتكون فرصة الشفاء أفضل ممّا لو كان المنعكس غير موجود.

القوس الانعكاسيَّة: من دون تدخُّل الدماغ

القوس الانعكاسيَّة هي المسار الذي يتبعه منعكس عصبي، مثل منعكس نفضة الركبة.

  1. يُحفِّز النقر على الركبة المستقبلات الحِسِّيَّة، ممَّا يؤدي إلى توليد إشارة عصبية.

  2. تنتقل الإشارةُ على طول العصب إلى الحبل الشوكي.

  3. في الحبل الشوكي، تنتقل الإشارة من العصب الحسي إلى أحد الأعصاب الحركية.

  4. يرسل العصب الحركي إشارة إلى عضلةٍ في الفخذ.

  5. وتتقلَّص العضلة، ممَّا يُسبِّبُ نفضة أسفل الساق نحو الأعلى.يحدث المنعكسُ كاملًا دون مشاركة الدماغ.

التناسُقُ والتوازن والمِشية

يتطلب التناسق والمشي (المِشية) تكامل الإشارات الصادرة من الأعصاب الحسية والحركية بواسطة الدماغ والحبل الشوكي.

لإجراء اختبار المشي، يطلب الأطباء من الشخص المشي بشكلٍ طبيعي وفي خط مستقيم، ووضع قدمه أمام الآخرى.قد تساعد هذه الشذوذات على تحديد الجزء المُرجَّح إصابته من الجهاز العصبي؛فعلى سبيل المثال، إذا قام الشخص بخطوات واسعة وغير ثابتة (رنح ataxia)، قد يكون المخيخ متضررًا أو مضطرب الوظيفة.تنجم اضطراباتُ التناسُق عن خلل وظيفي في المخيخ، وهو جزء من الدماغ ينسق الحركات الإرادية ويضبط التوازن،

ولإجراء اختبار التناسُق، قد يطلب الأطباءُ من الشخص استعمال السبابة للوصول إلى إصبع الطبيب ولمسه، ثم لمس أنف الشخص نفسه، ثم تكرار هذه الحركات بسرعة.قد يُطلب من الشخص أداء هذه الحركات أوَّلًا بينما تكون عيناه مفتوحتين، ثمَّ عندما تكونان مغلقتين.

ويَجرى اختِبارُ رومبرغ Romberg لاختبار حاسّة الوضعية؛حيثُ يقفُ الشخصُ بشكلٍ مستقيم ويجعل كِلا القدمين قريبتين جدًا من بعضهما بعضًا دون أن يفقد توازنه؛ثم يَجرِي إغلاق العينين.إذا فُقِد التوازن، فذلك يعني عدم وصول المعلومات المتعلّقة بالوضعية من الساقين إلى الدماغ، بسبب إصابة الأعصاب أو الحبل الشوكي عادةً.ولكن ، قد تنجم الشذوذاتُ أيضًا عن خلل وظيفي في المخيخ أو في نظام التوازن في الأذن الداخلية أو اتصالاتها مع الدماغ

الجهازُ العصبي المستقلّ (اللاإرادي)

يُنظِّم الجهاز العصبي التلقائي (اللاإرادي) عمليات الجسم الداخلية التي لا تتطلَّب جهدًا واعيًا، مثل ضغط الدَّم ومُعدَّل ضربات القلب والتَّنفس وتنظيم درجة الحرارة من خلال التَّعرُّق أو الارتعاش.قد يُؤدي وجودُ خلل في هذا النظام إلى حدوث مشاكل مثل:

قد يقوم الأطباء بمجموعة متنوّعة من الاختبارات، مثل:

  • قياس ضغط الدَّم ومُعدَّل ضربات القلب عندما يكون الشخصُ في وضعيَّة الاستلقاء والجلوس والوقوف

  • فحص الحدقة للتَّحرِّي عن ردَّات الفعل غير الطبيعية أو عدم الاستجابة للتغيّرات في الضوء

  • إجراء اختبارات التَّعرُّق

  • استئصال وفحص عينة صغيرة من الجلد (خزعة الجلد بالمقراض skin punch biopsy)، لمعرفة ما إذا كان عدد النهايات العصبية قد انخفض، مثلما يحدث في بعض اعتلالات الأعصاب المتعدِّدة التي تُصيبُ الأعصابَ الصغيرة، بما فيها الأعصابُ اللاإرادية أو المستقلَّة

جريانُ الدَّم إلى الدماغ

يُؤدِّي التضيُّق الشديد في الشرايين المؤدية إلى الدماغ إلى تراجع التدفق الدموي وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.يكون الخطرُ أكبرَ عند كبار السن، أو الذين يدخنون السجائر، أو المُصابين بارتفاع ضغط الدَّم، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول، أو داء السكّري، أو اضطرابات الشرايين أو القلب.

لتحري مشاكل الجريان الدموية نحو الدماغ، يضع الأطباءُ السماعة على الرقبة (فوق الشريان السباتي)، ويستمعون إلى جريان الدَّم المضطرب من خلال الشريان المتضيِّق أو المتعرِّج (يطلق على صوت جريان الدَّم المضطرب تسمية اللَّغط bruit).ولكنّ أفضلَ طريقة لتشخيص اضطرابات الشرايين هي اللجوء إلى اختبار تصويري، مثل تَخطيط الصَّدَى، أو تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA)، أو التصوير المقطعي المحوسب للأوعية (CTA)، أو تصوير الأوعية الدماغية.

ويمكن قياسُ ضغط الدَّم في الذراعين للتَّحرِّي عن وجود انسدادات في الشرايين الكبيرة التي تتفرَّع من الأبهر.يُسبِّب هذا الانسداد السكتة الدماغية في بعض الأحيان.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID