التهابُ الدماغ

حسبJohn E. Greenlee, MD, University of Utah Health
تمت مراجعته شعبان 1443

التهابُ الدماغ هو التهابٌ يُصيبُ الدماغ ويحدث عندما يتعرَّض الدماغ لعدوى فيروسيَّة مباشرة، أو عندما يُحرِّضُ فيروسٌ أو لقاحٌ أو أيِّ شيءٍ آخر الالتهابَ.ويمكن أن تنطوي الحالة على الحبل الشوكي أيضًا، ممَّا يؤدي إلى حدوث اضطرابٍ يُسمَّى التِهاب الدِّماغِ والنُّخاع encephalomyelitis.

  • قد يُعاني المرضى من الحُمَّى أو الصُّدَاع أو الاختلاجات، وقد يشعرون بالنعاس أو الاخدرار أو التخليط الذهني.

  • يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس مع البَزل القطنيّ spinal tap عادةً.

  • تنطوي المعالجة على تخفيف الأعراض، واستخدام الأدوية المضادة للفيروسات أحيانًا.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن حالات عدوى الدماغ).

يكون التهاب الدماغ أكثر شيوعًا بسبب فيروسات، مثل الهربس البسيط herpes simplex أو الهربس النطاقي herpes zoster أو الفَيروس المُضَخِّم للخَلاَيا cytomegalovirus أو فيروس غرب النيل West Nile virus.ويمكن أن يحدثَ التهاب الدماغ بالطرائق التالية:

  • فيروس يُصيب الدماغ بالعدوى بشكلٍ مباشر.

  • يُصبِحُ فيروس تسبَّب في حدوث عدوى سابقة مُنشطًا، ويؤدِّي إلى إلحاق ضرر مباشر بالدِّماغ.

  • يُحرِّضُ فيروسٌ أو لقاح ردَّة فعلٍ تجعل الجهاز المناعي يهاجم نُسجَ الدِّماغ (تفاعل مناعي ذاتي).

تسببُ البكتيريا التهابَ الدماغ في بعض الأحيان، وعادةً كجزءٍ من التهاب السحايا البكتيريّ (يُسمَّى التهاب السَّحايا والدماغ).

كما يُمكن تُسبب الأوَالِي، مثل الأميبات amebas، أي الأوالي التي تُسبب داء المقوسات (عند المصابين بالإيدز)، وتلك التي تُسبِّب الملاريا، عدوى في الدِّماغ وتُؤدي إلى التهاب الدماغ أيضًا.

تؤدي عدوى في الدَّماغ أو لقاح أو سرطان أو أيِّ اضطراب آخر إلى تحريض ردَّة فعل مناعيَّة مُضلِّلة في بعض الأحيان، ممَّا يجعل الجهاز المناعي يهاجم الخلايا الطبيعية في الدماغ (ردَّة فعل مناعة ذاتِيّة).ونتيجةً لذلك، يُصبِحُ الدماغُ ملتهبًا.إذا جرى تحريضه من قبل عَدوى، يُسمَّى الاضطراب التِهاب الدِّماغ التَّالي للعَدوَى postinfectious encephalitis.تحدثُ حالات عدوى الدماغ الناجمة عن ردة فعل المناعة الذاتية عند المصابين بالسرطان أحيانًا، ويُسمَّى الاضطراب هُنا التهاب الدماغ بالأباعد الورمية paraneoplastic encephalitis.

أنواع التهاب الدماغ

يمكن أن تحدث حالات العدوى التي يُمكن أن تسبب التهاب الدماغ مباشرةً عند وجود أوبئة، أو كحالات معزولة (بشكلٍ فُراديّ) في بعض الأحيان.

التهابُ الدماغ الوبائي Epidemic encephalitis

في الولايات المتحدة، تنجم أكثر أنواع التهاب الدماغ الوبائي شيوعًا عن أحد الأَسبَاب التالية:

الفيروسات المنقولة بالمفصليات هي فيروسات تنتقل إلى البشر من خلال لدغات المَفصِليات، وعادةً ما تكون البعوض أو البراغيث أو القُراد.(arbovirus هو اختصار لفيروس محمول على كائن حيّ مفصلي).تنتقل الفيروسات إلى المَفصِليات عندما تلدغ المَفصِليات حيوانات أو أشخاصًا مصابين بالعدوى.تحمل الكثير من أصناف الحيوانات الأليفة والطيور هذه الفيروسات.

تحدُث الأوبئة بين الأشخاص بشكلٍ دوريّ فقط، أي عندما تزداد أعداد البعوض أو الحيوانات المصابة بالعدوى.تميل الأوبئة إلى الحدوث عندما تقوم المَفصِليات، مثل البعوض والقراد، باللسع وذلك في أثناء الطقس الدَّافئ عادةً.تنتشر العدوى من المَفصِليات إلى الشخص، وليس من شخصٍ إلى آخر.

يمكن أن يُسبب الكثير من الفيروسات المنقولة بالمفصليات التهابَ الدماغ.تُسمى الأنواع المختلفة من التهاب الدِّماغ التي تنجُم استنادًا إلى المكان الذي جرى فيه اكتشاف الفيروس أو الأصناف الحيوانية التي تحمله عادةً.

ينشر البعوضُ في الولايات المتحدة عدّة أنواع من التهاب الدماغ، بما في ذلك:

  • التهاب الدماغ من نمط لاكروس، وهو ينجم عن العدوى بفيروس لاكروس (يسمّى فيروس كاليفورنيا).وهو أكثر شُيوعًا في الغرب الأوسط، ولكن يمكن أن يحدثَ في أي مكان في البلاد.والتهاب الدماغ هذا مسؤول عن معظم الحالات التي تحدث عند الأطفال.تكون كثير من الحالات خفيفةً وغير مُشخَّصة.يموت أقلُّ من 1٪ من الأشخاص المصابين بالعدوى بسببها.

  • يحدثالتِهابُ الدِّماغِ الخَيلِيُّ الشَّرقِيّ في شرقي الولايات المتحدة بالدرجة الأولى،وحدثت حالات قليلة في منطقة البحيرات الكبرى.يُصيبُ التِهابُ الدِّماغِ الخَيلِيُّ الشَّرقِيّ الأطفال الصغار والأشخاص في عُمرٍ أكبر من 55 عامًا بشكلٍ رئيسي؛وبالنسبة إلى الصغار الذين تقلُّ أعمارهم عن عامٍ، يُمكن أن يُسبب أعراضًا شديدة وضررًا دائمًا في الأعصاب أو الدماغ.ويُتوفَّى أكثر من نصف الأشخاص المصابين بالعدوى.

  • حدث التِهاب الدِّماغِ النِّيلِي الغَربِيّ في أوروبا وأفريقيا لمرة واحدةٍ فقط، وظهر أولًا في منطقة مدينة نيويورك في عام 1999،وانتشرت عدوى هذا الالتهاب في أنحاء الولايات المتحدة.يمكن أن تُصاب أصناف عديدة من الطيور بعدوى الفيروس عندما تتعرض إلى لسعات البعوض المُصاب بالعدوى.يُصيب هذا النوع من التهاب الدماغ كبارَ السن بشكلٍ رئيسي.كما يُسبب هذا الفيروس عدوى خفيفةً أكثر تُسمّى حمى غرب النيل West Nile fever أيضًا، وهِيَ تُعدُّ أكثرَ شيوعًا.يحدث التِهابُ الدِّماغِ النِّيلِيُّ الغَربِيّ عند أقل من 1٪ من الأشخاص الذين يصابون بحمى غرب النيل.يتوفَّى نَحو 9٪ من الأشخاص المصابين بالتِهابِ الدِّماغِ النِّيلِيّ الغَربِيّ،أمّا الذين يُعانون فقط من حمَّى غرب النيل، فإنَّهم يتعافون بشكل كامل عادةً.

  • يحدُث التهاب الدماغ السانت لويسي في المناطق الحضرية في الولايات الوسطى والشرقية الجنوبية للولايات المتحدة غالبًا، ولكن أيضًا في الولايات الغربية.تكون العدوى أكثر شُيُوعًا في فصل الصيف، وهي أكثر ميلًا لأن تُصيب الدماغ عند كبار السن.حدثت الأوبئة كلَّ 10 سنوات تقريبًا، ولكنَّها نادرة الحدوث حاليًّا.

  • يمكن أن يحدث التِهابُ الدِّماغِ الخَيلِيُّ الغَربِيّ في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولكن لأسبابٍ غير معروفة، اختفى إلى حدٍ كبير منذ عام 1988؛ويمكن أن يُصيبُ جميع الفئات العمرية، ولكنه يكون أكثر شدَّةً وأكثر ميلًا لأن يؤثر في الدماغ عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامٍ واحد.

تنتشر أنواع قليلة من التهاب الدماغ عن طريق القراد.وهي تنطوي على:

  • التِهاب الدِّماغِ المَنقُول بالقُرَاد، وهُوَ يحدث في شمال آسيا وروسيا وأوروبا.تؤدي العدوى إلى مرض خفيفٍ شبيه بالأنفلونزا عادةً، وهُوَ يزول في غضون بضعة أيام، ولكن تظهر عندَ بعض الأشخاص، عادةً عند الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر، أعراضٌ أكثر شِدَّة.ونظرًا إلى أنَّ الكثير من حالات العدوى تحدث في أوروبا وروسيا، فإنَّ اللقاح متوفِّرٌ في تلك المناطق.

  • تحدث العدوى بفيروس بواسان بشكلٍ رئيسي في كندا وفي منطقة البحيرات الكبرى وشمال شرقي الولايات المتحدة.كما سبب فيروس بواسان حالات من التهاب الدماغ في روسيا أيضًا.يكون هذا الفيروس مشابهًا للفيروس المُسبِّب لالتِهاب الدِّماغِ المَنقُول بالقُرَاد في أوروبا.تُسببُ العدوى بفيروس بواسان أعراضًا خفيفةً أو لا تُسبب أعراضًا عادةً،ولكن، يمكن للعدوى أن تُسبب التهابًا دماغيًا شديدًا مع صُداع أو تقيُّؤ أو اختلاجات أو ضعف في التنسيق أو مشاكل في الكلام أو غيبوبة أيضًا.يتوفَّى نَحو 10٪ من المصابين بالتِهابِ الدِّماغِ الشديد.ينتشر فيروس بواسان بواسطة قُراد الأيل الذي ينقُل عدوى داء لايم أيضًا.بالنسبة إلى داء لايم، ينبغي أن تتمسَّك حشرة القراد بالجلد لمدة 24 إلى 48 ساعةً حتى تنشر المرض،وفي المُقابل، قد تنتقل عَدوى فيروس بواسان إذا تمسَّكت حشرة قراد مُصابة بالعدوى بالجلد لمدَّة لا تتعدَّى 15 دقيقةً.إنّ اللقاح الفعال ضد التهاب الدماغ الذي ينتقل عن طريق القراد في أوروبا وروسيا غير فعال ضد فيروس بواسان.

  • تحدث حُمَّى قُرادِ كولورادو في مناطق غرب الولايات المتحدة وكندا التي يتراوح ارتفاعها بين حوالى 1219 إلى 3048 متر فوق مستوى سطح البحر.وتسبب حمى قراد كولورادو مَرضًا يشبه الأنفلونزا.وفي بعض الأحيان، يحدث لدى أشخاص حمى قراد كولورادو التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.نادرًا ما تُسبب حمى قراد كولورادو الوفاة.من النَّادر أن تنتقل العدوى عن طريق نقل الدَّم.

كانت الفيروسات الكثيرة التي تُسبب التهاب الدماغ موجودة في أماكن محدودة في العالم فقط، ولكن تنتشر حاليًا، وربما بسبب ازدياد السفر.وتنطوي هذه الفيروساتُ على:

  • فَيرُوسُ تشيكونغونيا Chikungunya virus

  • فيروسُ التِهابِ الدِّماغِ اليابانيِّ

  • التِهابُ الدِّماغِ الخَيلِيُّ الفِنزَويلِيّ

  • فيروس زيكا

وتنتشر جميع هذه الفيروسات عن طريق البعوض.

اكتُشِفَ فيروس تشيكونغونيا لأول مرة في أفريقيا، ولكنه انتشر إلى جنوب شرقي آسيا والهند والصين وبعض أجزاء من أوروبا، ومنطقة البحر الكاريبي ووسط وجنوب وشمال أمريكا.يتحسَّن معظمُ الأشخاص الذين يُصابونَ بمرض تشيكونغونيا خلال أسبوع.ومع ذلك، يمكن أن يؤدي مرض تشيكونغونيا إلى الإصابة بالتهاب دماغي شديد وحتَّى الوفاة، خُصوصًا عند الرضع والأشخاص في عُمرٍ أكبر من 65 عامًا.

يُعدُّ فيروس التهاب الدماغ الياباني سببًا شائعًا لالتهاب الدماغ في آسيا وغرب المُحيط الهادئ.في الولايات المتحدة، يحدث التهاب الدِّماغ الياباني فقط عندَ المُسافرين الذين اكتسبول الفيروس في مناطق من العالم يكون الفيروس شائعًا فيها.

يحدث التِهابُ الدِّماغِ الخَيلِيُّ الفِنزَويلِيّ بشكلٍ رئيسي في أجزاء من أمريكا الجنوبية والوسطى.تسبَّبَ فيروسُ التِهاب الدِّماغِ الخَيلِيّ الفِنزَويلِيّ في حدوث وباء التهاب الدماغ في تكساس في عام 1971، لكنه نادرًا ما يُسبب التهاب الدماغ في الولايات المتحدة حاليًّا.وهو يحدث بشكل رئيسي عندَ المسافرين العائدين من مناطق يشيعُ فيها الفيروس.

اِكتُشِفَ فيروس زيكا لأول مرة في غابة زيكا في أوغندا، ثم انتشر إلى جزر جنوبي المحيط الهادئ، ثم إلى أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى والكاريبي والمكسيك وفلوريدا.يمكن أن تُسبِّبَ العدوى بفيروس زيكا الحمى وأوجاع المَفاصِل والعضلات، وصداعًا وطفحًا جلديًّا بارزًا أحمرَ اللون.كما يُمكن أن تُسبِّبَ العدوى بفيروس زيكا في أثناء فترة الحمل صِغَر رأس الجنين وضررًا شديدًا في دماغ الجنين.

التهابُ الدماغ الفُرَادِيّ Sporadic encephalitis

في الولايات المتحدة، يكون السبب الأكثر شُيُوعًا لالتهاب الدماغ الفيروسي الفُرادي هو فيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وهو نفس الفيروس الذي يُسبب قرحات الزكام.يحدث هذا الالتهابُ الدماغي في أي وقت من السنة، وكثيرًا ما يكون مميتًا إذا لم تجرِ مُعالجته.

يُعدُّ داء الكلب سببًا مهمًّا لالتهاب الدماغ في البلدان النامية وما زال يُسبب حالات قليلة من التهاب الدماغ في الولايات المتحدة.

يُسبِّبُ فَيروسُ العَوَزِ المَناعِيِّ البَشَرِيّ (HIV) عدوى دماغية بطيئة النمو، مما يؤدي إلى اعتلال دماغي مرتبط بفيروس العوز المناعي البشري (ويسمى أيضًا الخرف المرتبط بفيروس العَوَز المَناعِيِّ البَشَرِيّ أو خرف الإيدز).

إعادة تنشيط عَدوى سابِقَة

يمكن أن ينجم التهاب الدماغ عن إعادة تنشيط فيروس، مثل:

يمكن أن تحدثَ إعادة التنشيط بعد فترة طويلة من إصابة الأشخاص بالعدوى.كما يمكن أن تتسبَّبَ العدوى التي عاد نشاطها إلى إلحاق ضررٍ كبيرٍ بالدِّماغ.

التهابُ الدماغ المناعي الذاتي Autoimmune encephalitis

بعدَ الإصابة بحالات عدوى فيروسية أو أخذ لقاحات معينة، يهاجم جِهَاز المَناعَة في الجسم أحيانًا طبقات النسيج الذي يُغلِّفُ الألياف العصبية (يُسمى الغِمد المَيَالِينيّ) في الدماغ والحبل الشوكي - ردة فعل مناعية ذاتية.ويحدث الهجوم لأن البروتينات في الميالين تشبه تلك الموجودة في الفيروس.ونتيجة لذلك، يصبح النقل العصبي شديد البُطء.ويُشبه الاضطراب الناتج المُسمَّى التِهاب الدِّماغ والنُّخاع المُنتَثِر الحادالتصلُّب المتعدِّد، باستثناء أنَّ الأعراض لا تظهر وتختفي كما يحدث في التصلُّب المتعدِّد.تنطوي الفيروسات التي تُمارس تُمارس دورًا في معظم الأحيان على الفيروسات المعوية و فيروس إبشتاين بار وفيروسالتهاب الكبد A أو فيروس التهاب الكبد B، وفيروس العوز المناعي البشري (HIV) وفيروسات الأنفلونزا.وقبلَ انتشار لقاح الأطفال، كانت الفيروسات المُسبِّبة للحصبة والحصبة الألمانية والحُماق والنُكاف من الأَسبَاب الشائعة لحدوث التِهاب الدِّماغ والنُّخاعِ المُنتَثِر الحادّ.كما يمكن أن يحدث هذا النوع من التهاب الدماغ عند الأشخاص المصابين بالسرطان أو اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى.

كما قد يحدث التهاب الدماغ المناعي الذّأتي أيضًا إذا كان الجهاز المناعي ينتج أضدَّادً تهاجم البروتينات على سطح الخلايا العصبية التي تسمى مستقبلات ميثيل ن أسبارتات د (MNDA).ويسمى التهاب الدماغ الناجم بالتهاب الدماغ بأضداد مستقبلات NMDA.تُشير بعض الأدلة إلى أن التهاب الدماغ بأضداد مستقبلات NMDA هو أحد أنواع التهاب الدماغ الأكثر شيوعًا مما كان يُعتقد سابقًا.وهو يحدث في بعض الأحيان بعد الإصابة بالتهاب الدماغ بسبب فيروس الهربس البسيط، حتى عندما يُعالج التهاب الدماغ بنجاح.

التهاب الدماغ المرتبط بكوفيد-19

في حالات نادرة، يتطور لدى المصابين بكوفيد-19 ما يبدو أنه التهاب دماغ.ينجم كوفيد-19 عن المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة بفيروس كورونا (SARS-CoV-2)، والتي جرى التعرف إليها حديثًا.قد ينجُم هذا الالتهاب الدماغي عن الفيروس الذي يدخل ويؤثر في الدماغ.ولكن قد يكون أيضًا حالة مناعة ذاتية أو ناجمًا بشكل جزئي عن ردة فعل مناعية ذاتية.

أعراض التهاب الدماغ

قبل أن تبدأ أعراض التهاب الدماغ بالظهور، يمكن أن يعاني الأشخاص من أعراضٍ في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان أو التقيُّؤ أو الإسهال أو ألَم البَطن؛أو قد يشعرون كما لو أنَّهم اُصيبوا بالزُّكام أو الأنفلونزا مع السُّعال والحمى والتهاب الحلق وسيلان الأنف وتضخُّم الغدد اللمفيَّة وأوجاع في العضلات.

تنطوي أعراضُ التهاب الدِّماغ على:

  • الحُمَّى

  • الصُّداع

  • تغيُّرات في الشخصية أو التَّخليط الذهنِي

  • الاختلاجات

  • الشلل أو الاخدرار

  • النعاس التي يمكن أن يتفاقم إلى غيبوبة ووفاة

قد يتقيأ المرضى ويكون لديهم تيبُّس في الرقبة، ولكن هذه الأعراض تميل إلى أن تكون أقل شيوعًا وأقل شدةً من الأعراض التي يُسبِّبُها التهاب السحايا.

يؤدي التهاب الدماغ النَّاجم عن فيروس الهربس البسيط إلى الصُّدَاع وحدوث حمى وظهور أعرَاض تُشبه الأنفلونزا في البداية.كما يعاني المرضى أيضًا من الاختلاجات التي يصاحبها شم روائح غريبة (مثل البيض الفاسد) في بعض الأحيان، أو ارتجاعات حيّة أو انفعالات جيَّاشة مفاجئة.مع استفحال التهاب الدماغ، يُصابُ الأشخاص بالتَّخليط الذهنِي ويواجهون صعوبةً في التحدث والتذكر وتتكرَّر الاختلاجات، ثم ينتهي بهم المطاف إلى الغيبوبة.

يمكن أن يسبب لاعتلال الدماغ المرتبط بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري تغيُّرات في الشخصية بشكلٍ تدريجي مع حدوث مشاكل في التنسيق والإصابة بالخرف.

إذا تأثَّر الحبل الشوكي، قد يحدث خدرٌ وضعفٌ في أجزاء من الجسم،وتختلف الأجزاء المُتأثِّرة استنادًا إلى أيَّة أجزاء من من الحبل تأثَّرت (انظر الشكل أين يتعرَّض الحبل الشوكي إلى الضرر؟).إذا كانت العدوى شديدة، قد يفقد الأشخاص الإحساس ويصابون بالشلل ولا يتمكَّنون من ضبط عملتي التبوُّل والتغوُّط.

قد يستغرق التعافي من التهاب الدماغ الفيروسي وقتًا طويلاً؛ولا يتعافى بعض الأشخاص بشكلٍ كامل.ويستنِدُ احتمال الوفاة إلى السَّبب ومدى سرعة معالجة العدوى.

هل تعلم...

  • بعدَ فترة طويلة من الإصابة بالحصبة أو الحُماق، يمكن أن يعود نشاط الفيروس وأن يتسبَّبَ في حدوث التهابٍ في الدماغ.

تشخيص التهاب الدماغ

  • التصوير بالرنين المغناطيسي

  • البَزل القطنيّ

يشتبه الأطباء في التهاب الدماغ استنادًا إلى الأَعرَاض، خُصوصًا إذا كان الوباء يستفحِلُ.يستخدم الأطباءُ التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والبَزل القطنيّ عادةً.

يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يكشف أحيانًا عن الشذوذات في مناطق معينة من الدماغ.قد تساعد هذه الشذوذات على تأكيد تشخيص التهاب الدماغ و/أو تحديد الفيروس الذي يسبب التهاب الدماغ.وإذا لم يكن التَّصوير بالرنين المغناطيسي متوفرًا، يمكن إجراء التَّصوير المقطعي المُحوسَب (CT)،يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب مساعدة الأطباء على استبعاد الاضطرابات التي يمكن أن تُسبب أعراضًا مشابهة (مثل السكتة الدماغية وورم الدماغ).كما يمكن لهذه الاختبارات التحري عن المشاكل التي يمكن أن تجعل إجراء البزل النخاعي خطيرًا.

يُجرى البَزل القطنيّ للحصول على عَيِّنَة من السَّائِل النخاعي الذي يجري عبر النسج (السحايا) التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي.يحتوي السَّائِل النخاعي عادةً على عدد قليل جدًا من كريَّات الدّم البيضاء،ولكن، عندما يلتهب الدماغ والسحايا، يزداد عدد الكريات البيضاء في السَّائِل النخاعي.

ولتحديد الفيروس الذي يُسبِّبُ الالتهاب الدماغي، يقوم الأطباء بسحب عينات من الدَّم والسائل النخاعي واختبارها للتَّحرِّي عن أضداد للفيروس عندما يكون الشخص شخصًا، ثمَّ عندما يتعافى.وفي بعض الأحيان، تُستخدم تقنيات لاستنبات الفيروسات في السَّائِل النخاعي حتى يمكن التعرُّف إليها بسهولةٍ أكبر.ويمكن استنبات بعض الفيروسات المعوية (مثل التي يمكن أن تسبب أمراضًا شبيهة بشلل الأطفال)، ولكن لا يمكن استنبات معظم الفيروسات الأخرى.

تُستخدم تقنية التفاعل التسلسلي للبُوليميِراز (PCR) للتعرُّف إلى الكثير من الفيروسات التي يمكن أن تُسبِّبَ التهاب الدماغ.ويُستخدم التفاعل التسلسلي للبُوليميِراز (PCR)، الذي يَنتج الكثير من النُسخ الجينية، للتَّحرِّي عن المادة الوراثيَّة لهذه الفيروسات في عينة من السَّائِل النخاعي.يَصعُبُ اكتشاف فيروس الهربس البسيط بواسطة التفاعل التسلسلي للبُوليميِراز (PCR) بشكلٍ سريع، لذلك تبدأ المعالجة مباشرةً عادةً إذا رأى الأطباءُ أنَّ السبب هو فيروس الهربس البسيط.تُعدُّ المعالجة الفوريَّة ضروريَّة، لأن الأسباب التي أدَّت إلى حدوث التهاب الدماغ مُدمِّرة، وفي حالة عدم معالجتها، تتسبَّبُ في حدوث الوفاة عادةً.ويمكن أن تساعد المعالجة الفوريَّة على التقليل من شدة الأَعرَاض والوقاية من الوفاة.

وفي حالاتٍ نادرة، يجري أخذ عيِّنةٍ من نسيجِ الدماغ وتفحصها تحت المجهر (خزعة) لتحديد ما إذا كان السبب هُوَ فيروس الهربس البسيط أو مكروبٌ آخر.

وفي بعض الأحيان، لا يجري تحديد أيِّ فيروس أو بكتيريا أو أيِّ سببٍ آخر للعدوى حتى بعد إجراء اختباراتٍ مُكثَّفة.وفي مثل هذه الحالات، قد يكون السبب هو المناعة الذاتيَّة أو التهاب الدماغ المرتبط بالسرطان (الأباعد الورمية)، لأنَّه لا يمكن للاختبارات أن تؤكِّد الإصابة بتلك الاضطرابات دائمًا.

علاج التهاب الدماغ

  • استنادًا إلى السبب المحتمل، يجري استعمال دواء مُضادٍّ للفَيروسَات أو مُضاد حَيَوي أو ستيرويدات قشريَّة أو أدوية أخرى

  • اتخاذ تدابير لتخفيف شدَّة الأعراض، وعند الضرورة، توفير دعم للحياة

إذا تعذَّر استبعاد فيروس الهربس البسيط والفَيروس النُّطَاقِي الحُماقِي، ينبغي استعمال دواء الأسيكلوفير acyclovir المضاد للفيروسات،حيث يكون الأسيكلوفير فعالًا ضدَّ فيروسات الهربس البسيط والهربس النطاقي.ويمكن معالجة فيروس التهاب الدماغ بالفيروس المضخم للخلايا بدواء غانسيكلوفير ganciclovir المضاد للفيروسات.دواء فوسكارنت Foscarnet هو بديلٌ يمكن استعماله وحده أو مع غانسيكلوفير.كما يجري في بعض الأحيان استعمال العديد من المضادَّات الحيوية أيضًا عندما يكون السبب بكتيريا.

وبالنسبة لاعتلال الدماغ المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري، يساعد إعطاء توليفةٍ من الأدوية المُستَعملة في معالجة عدوى فيروس العوز المناعي البشري (أدوية مضادة للفيروس القهقري)، على تحسين أداء الجهاز المناعي وتأخير تقدُّم استفحال ومضاعفاتها، بما في ذلك الخرف.

يُعالج التهابُ الدماغ المناعي الذاتي عادةً عن طريق:

  • الستيرويدات القشريَّة Corticosteroids (بريدنيزون prednisone أو ميثيل بريدنيزولون methylprednisolone)

  • تبادل البلازما Plasma exchange، ممَّا يزيل الأضداد الشَّاذَّة من الدَّم، أو إعطاء الغلُوبُولين المناعي (الأضدَّاد التي يجري الحُصول عليها من دم الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة طبيعي) عن طريق الوريد

بالنسبة للفيروسات الأخرى ومعظم الأَسبَاب الأخرى، فلا تتوفر مُعالَجَة نوعيَّة.تنطوي المعالجة عادةً على تخفيف شدَّة الأعراض (مثل الاختلاجات والحمى)، وتوفير دعم الحياة عند الضرورة (مثل استخدام أنبوب التنفس) إلى أن تزُول العدوى، وذلك في غضون أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID