التصلُّب المتعدِّد (MS)

حسبMichael C. Levin, MD, College of Medicine, University of Saskatchewan
تمت مراجعته شوّال 1444

بالنسبة إلى التصلُّب المتعدِّد، يحدث ضرر أو تخريب في بقع من الميالين (المادة التي تغلِّفُ معظم الألياف العصبية) والألياف العصبية التحتية في الدماغ والأعصاب البصرية والحبل الشوكي.

  • لا يُعرف السبب، ولكنَّه قد ينطوي على هجوم الجهاز المناعي على نسج الجسم (تَفاعُلٌ مَناعِيٌّ ذاتِيّ).

  • بالنسبة إلى معظم المصابين بالتصلب المتعدد، تحدث فتراتٌ تكون فيها الصحة جيدَّة نسبيًا عادة ويتبعها نوباتٍ من تفاقم الأعراض؛ ولكن مع مرور الزمن، يتفاقم التصلب المتعدد تدريجيًا.

  • قد يُعاني المرضى من مشاكل في الرؤية وأحاسيس غير طبيعية، وقد تكون الحركات ضعيفة وخرقاء.

  • يشخص الأطباء التصلب المتعدد استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري والتصوير بالرنين المغناطيسي عادةً.

  • تنطوي المعالجة على استعمال الستيرويدات القشريَّة والأدوية التي تحُول دُون أن يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغمد المياليني، والأدوية التي تُخفِّفُ الأَعرَاض.

  • لا يتأثَّر مَدى العُمر مالم يكن الاضطراب شديدًا للغاية.

يُشيرُ مصطلح "التصلُّب المتعدِّد" إلى الكثير من مناطق التَّندُّب (التَّصلُّب) الناجمة عن تخرُّب النُّسج التي تُغلِّف الأعصاب (الغمد المياليني) في الدماغ والحبل الشوكي.ويُسمَّى هذا التَّخريب زوال الميالين.كما يلحقُ الضَّرر بالألياف العصبية التي تُرسل الرسائل (المحاور العصبية axons) في بعض الأحيان أيضًا.ومع مرور الزمن، قد ينكمش حجم الدماغ نتيجة تخرُّب المحاور العصبية.

يُعاني حوالى 2.8 مليون شخص من التصلب المتعدد حول العالم، ويَجرِي تشخيص نَحو 107 آلاف شخص بالتصلب المتعدد في كل عام.

يبدأ التصلُّب المتعدِّد في مُعظم الأحيان بين عُمر 20 و40 عامًا، ولكن يمكن أن يبدأ في أي وقت بين عُمر 15 و60 عامًا،وهو أكثر شُيُوعًا بين النساء إلى حدٍّ ما،وهُوَ غير شائع عندَ الأطفال.

يمرُّ معظم المصابين بالتصلب المتعدد بفترات من الصِّحَّة جيدة نسبيًّا (الهدأة)، تتبعها فترات من تفاقم الأَعرَاض (النوبات أو الانتكاسات)،ويمكن أن تكون الانتكاسات خفيفة أو تُسبب الضعفَ.يكون التَّعافي في أثناء فترة الهدأة جيدًا، ولكن غير مكتمل غالباً،وبذلك، يتفاقم الاضطراب ببطء مع مرور الزمن.

أسباب التصلُّب المتعدِّد

لا يُعرف سبب التصلب المتعدد، ولكن يُبيِّنُ تفسيرٌ مُحتَملٌ أن الناس يتعرضون في وقت مبكر من الحياة لفيروس (ربما فيروس الهربس أو فيروس قهقريّ)، أو مادة غير معروفة تُحرِّضُ بطريقة ما الجهاز المناعي لمهاجمة نُسج الجسم (تَفاعُل مَناعِيّ ذاتِيّ).يُؤدِّي التَفاعُل المَناعِيّ الذاتِيّ إلى التهاب ممَّا يُلحق الضَّررَ بالغمد المياليني والألياف العصبية التحتية.

ويبدو أنَّ الجينات تُمارِسُ دورًا في التصلُّب المتعدِّد؛فمثلًا، تزيد إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء (أخ أو أخت) بالتصلُّب المتعدِّد من خطر الإصابة بالدَّاء عدَّة أضعاف.كما قد يكُون التصلب المتعدد أكثر ميلًا أيضًا عند الأشخاص الذين لديهم واصِمات وراثية معينة على سطح الخلايا،وعادةً تساعد هذه الواصِمات (تُسمَّى مُستضدات الكريات البيضاء البشرية) الجسمَ على تمييز ذاته عن الأجسلم الغريبة، وبالتالي معرفة المواد التي يُهاجمها.

كما تُمارِسُ البيئة دورًا في الإصابة بالتَّصلُّب المُتعدِّد أيضًا؛فالمكان الذي يقضي فيه الأشخاص السنوات الخمسة عشر الأولى من حياتهم، يؤثر في فرصة إصابتهم بالتصلُّب المتعدِّد.ويحدث الاضطراب على النَّحو الآتي:

  • عندَ نحو شخص واحد من كلِّ 2,000 شخص يترعرعون في مناخٍ معتدل

  • عند شخص فقط من نحو 10,000 شخص يترعرعون في مناخٍ استوائي

  • أقلُّ شُيُوعًا بكثيرٍ عند الأشخاص الذين يترعرعون بالقرب من خط الاستواء

قد يكون لهذه الاختلافات ارتباطٌ بمستويات فيتامين D،فعندما يتعرَّض الجلد لأشعة الشمس، يُشكِّل الجسم فيتامين D،وبذلك، قد يكون للأشخاص الذين يترعرعون في المناخ المعتدل مستويات أقل من فيتامين D.يكون الأشخاص الذين لديهم مستوىً منخفض من فيتامين D أكثرَ ميلًا للإصابة بالتَّصلُّب المتعدِّد؛كما أنَّ أشخاص هذا الاضطراب الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين D، تبدو الأعراض لديهم أكثر تكرارًا وأسوأ أيضًا.ولكنَّ من غير المعروف كيف قد يُؤمِّنُ فيتامين D الوَقاية ضدّ الاضطراب.

لا يُغيِّرُ المكان الذي يُمضي فيه الشخص حياته في مراحل لاحقة، وبغض النظر عن المناخ فيه، من فُرص إصابته بالتصلُّب المُتعدِّد.

يبدو أن العدوى السابقة بفيروس إبشتاين بار (الذي يُسبب داء كثرة الوحيدات) تزيد من خطر الإصابة بالتصلب المتعدد.

كما يبدو أنَّ تدخين السجائر يزيد من فُرص الإصابة بالتصلب المتعدد أيضًا،ولا يُعرَف السبب.

هل تعلم...

  • يزيد قضاء السنوات الخمسة عشر الأولى من الحياة في مناخٍ معتدل (بدلًا من أن يكُون استوائيًا) من خطر الإصابة بالتصلُّب المتعدِّد.

  • لا يحتاج ثلاثة أرباع المصابين بالتصلُّب المتعدِّد إلى كرسي متحرك على الإطلاق.

أعراض التصلب المتعدد

تختلف أَعرَاضُ التصلب المتعدد اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر ومن وقتٍ لآخر عند نفس الشخص، وذلك بحسب الألياف العصبية التي تعرَّضت لزوال الميالين عنها:

  • إذا تعرَّضت الألياف العصبية التي تحمل معلومات حسية إلى زوال الميالين، تحدث مشاكل مرتبطة بالأحاسيس (الأعراض الحِسِّيَّة).

  • إذا تعرَّضت الألياف العصبية التي تحمل إشارات للعضلات إلى زوال الميالين، تحدث مشاكل في الحركة (الأعراض الحركيَّة).

أنماط التصلُّب المتعدِّد

يمكن للتَّصلُّب المتعدِّد أن يتفاقم ويتراجع بشكلٍ غير متوقع؛إلَّا أنَّه توجد عدّة أنماط نموذجية للأَعرَاض:

  • النمط النَّاكس والمهاود: حيث تتبع فترات الانتكاسات (عندما تتفاقم الأَعرَاض) فترات من الهدأة (عندما تخف الأَعرَاض أو لا تتفاقم)،وقد تستغرق فترات الهدأة أشهرًا أو سنوات.ويمكن أن تحدثَ الانتكاسات بشكلٍ تلقائي، أو قد تُحرضها عدوى مثل الأنفلونزا.

  • النمط المُتفاقِم الأولي: يستفحل المرض بشكلٍ تدريجي من دون حدوث فترات هدأة أو انتكاسات واضحة، على الرغم من أنَّه قد تحدث فترات مستقرة مؤقتًا للأعراض ومن دون أن يتفاقم المرض في أثنائها.

  • النمط المُتفاقِم الثانوي: يبدأ هذا النمط مع انتكاسات يتبعها فترات من الهدأة (النمط النَّاكس والمهاود)، يليها تفاقُم تدريجي للمرض.

  • النمط المُتفاقِم الناكس: يتفاقمُ المرض بشكلٍ تدريجي، ولكنَّ تحدث انتكاسات تتخلل فترة التفاقُم.هذا النمطُ نادِرٌ،

في المتوسِّط، يكون لدى الأشخاص انتكاسة واحدة تقريبًا كلَّ عامين، عند عدم المعالجة، ولكنَّ تكرار حدوثها يكون مختلفًا بشكلٍ كبير.

الأَعرَاضُ المُبكِّرة للتَّصلُّب المُتعدِّد

تبدأ أعراضٌ مُبهمة لزوال الميالين في الدماغ أحيانًا قبل وقتٍ طويل من تشخيص الاضطراب.وأكثر الأَعرَاض المبكرة شُيُوعًا هي التالية:

  • الشعور بالنَّخز والاخدرار والألم والحرقة والحِكَّة في الذراعين أو الساقين أو الجذع أو الوجه، وفي بعض الأحيان تتراجع حاسَّة اللَّمس

  • فقدان القوة أو المهارة في ساقٍ أو يدٍ، ممَّا يجعلهما متيبستان.

  • مشاكل في الرؤية

قد تصبح الرؤية مُعتِمةً أو مُتغيِّمة.بشكلٍ رئيسي، يفقد الأشخاص القدرة على الرؤية عند النظر إلى الأمام (الرؤية المركزية).تتأثَّر الرؤية المحيطَّيَّة (الجانبيَّة) بشكلٍ أقل.كما قد يُعاني المصابين بالتصلُّب المتعدِّد من المشاكل الآتية في الرؤية أيضًا:

  • شَلَل العَينِ بَينَ النَّوى Internuclear ophthalmoplegia: تتضرَّر الألياف العصبية التي تُنسق حركة العينين عندما تتحرَّكان بشكلٍ أفقي (النظر من جانب إلى آخر).لا يمكن أن تدورَ إحدى العينين نحو الداخل، مما يؤدي إلى حدوث رؤية مزدوجة عندَ النظر نحو الجانب المُقابل للعين المتأثرة.قد تتحرك العين السليمة بشكل لا إرادي، وتتحرك بسرعة وبشكلٍ متكرِّر في اتجاه واحد، ثم تنزاح ببطءٍ نحو الخلف (وهو عَرَضٌ يُسمى الرَّأرأة nystagmus).

  • التهاب العصب البصري optic neuritis: قد تُفقد الرؤية جزئيًا في عين واحدة، ويحدث الألم عند تحرُّك العين.

قد يتأثر المشي والتوازُن.من الشائع حدوث الدوخة والدوار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التعب.

قد تؤدي الحرارة الزائدة، مثل الطقس الحار أو الاستحمام بماء ساخن أو الحمَّى، إلى تفاقم الأعراض بشكلٍ مؤقَّت.

عندما يتأثر الجزءُ الخلفيُ من الحبل الشوكي في العنق، فإن ثني الرقبة إلى الأمام قد يتسبَّبُ في حدوث صدمة كهربائية أو إحساس بالنخز ينتشر إلى أسفل الظهر أو الساقين معًا، أو أسفل إحدى الذراعين أو أسفل أحد جانبي الجسم (ردَّة فعلٍ تُسمَّى علامة ليرميت Lhermitte).لا يستمرُّ هذا الإحساس سوى لحظةٍ عادةً، ويزول عندما يقوم المريض بتعديل وضعية العنق لتصبح مستقيمةً،وغالبًا يشعر المريض بهذا الإحساس طالما بقيت عنقه محنية للأمام.

الأَعرَاض المتأخِّرة للتصلّب المتعدِّد

مع استفحال التصلب المتعدد، قد تُصبح الحركات مرتعشة وغير منتظمة وغير فعالة.وقد يُصاب المرضى بالشلل جزئيًّا أو كليًّا.كما يمكن أن تنقبض العضلات الضعيفة بشكلٍ غير إرادي (يُسمى ذلك الشُّناج)، ممَّا يُسبِّب في تشنّجات مؤلمة في بعض الأحيان.وقد يُؤثِّرُ ضُعف العضلات والشُّناج في المشي، ممَّا يجعله مستحيلاً في نهاية المطاف، حتى مع استخدام مشَّاية أو جهاز مساعد آخر،ويُصبِحُ بعض الأشخاص مُلازمين للكرسي المتحرِّك.قَد يُصابَ المرضى الذين لا يستطيعون المشي بهشاشة لهشاشة أو ترقق العظام osteoporosis (نقص كثافة العظام).

وقد يُصبح الكلام بطيئًا ومتداخلًا ومتردِّدًا.

قد يصبح المصابين بالتصلب المتعدد عاجزين عن ضبط ردَّات الفعل الانفعاليَّة، وقد يضحكون أو يبكون بشكلٍ غير لائق.يكُون الاكتئاب شائعًا، وقد يحدث ضعف خفيف في التفكير.

غالبًا ما يؤثر التصلُّب المتعدِّد في الأعصاب التي تضبطُ التبوُّل أو التَّبرُّز،ونتيجة لذلك، يُعاني معظم المصابين بالتصلُّب المتعدِّد من مشاكل في التبول، مثل ما يلي:

  • التبول المتكرر والإلحاحيّ

  • التبول اللاإرادي (سلس البول)

  • صُعوبة في البدء بعملية التبوُّل

  • عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كاملٍ (احتباس البول)

يُمكن أن يُصبِح البول المُحتَبِس مرتعاً للبكتيريا، ممَّا يجعلُ عدوى السبيل البولي أكثر ميلًا للحدوث.

كما قد يحدث إمساك عند المرضى أيضًا، أو سلس البراز أحيانًا.

وفي حالاتٍ نادرة، يحدث الخرف في مرحلةٍ مُتقدِّمة من الاضطراب.

وإذا أصبحت حالات الانتكاس أكثر تواترًا، فإنَّ شدَّة العجز تزداد عند الأشخاص لتصبح دائمةً في بعض الأحيان.

الجدول

تشخيص التصلب المتعدد

  • تقييم الطبيب

  • التصوير بالرنين المغناطيسي

  • اختبارات إضافية في بعض الأحيان

نظرًا لتفاوت الأعراض بشكلٍ كبير، قد لا يُميِّزُ الأطباء الاضطراب في مراحله المبكرة.يشتبه الأطباء بالتصلُّب المتعدِّد عند اليافعين الذين يُصابونَ فجأةً بتغيُّم الرؤية، أو الرؤية المزدوجة، أو بمشاكل في الحركة وتكون لديهم أحاسيس غير طبيعية في أجزاء مختلفة وغير مرتبطة من الجسم.وتدعم الأعراض المتقلِّبَة ونمط الانتكاسات والهدآت التشخيصَ.يجب أن يصف المرضى بوضوح جميع الأعراض التي يعانون منها لطبيبهم، خُصوصًا إذا كانت الأعراض غير موجودة عند زيارة الطبيب.

عندما يشتبهُ الأطباءُ في التصلُّب المتعدِّد، فإنَّهم يُجرون تقييمًا شاملًا للجهاز العصبي (فحص عصبي) في أثناء الفَحص السَّريري،ويقومون بتفحص الجزء الخلفي من العين (الشَّبَكِيَّة) باستخدام منظار العين ophthalmoscope.قد يكون القرص البصري (البقعة التي يرتبط فيها العصب البصري بالشبكية) باهتًا بشكلٍ غير طبيعي، ممَّا يُشير إلى تلف العصب البصري.

يُعدُّ اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أفضل فحص تصويري للتَّحرِّي عن التصلُّب المتعدِّد؛فهو يكتشف مناطق زوال الميالين في الدماغ والحبل الشوكي عادةً.ولكن، لا يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي تحديد ما إذا كان زوال الميالين موجودًا منذ فترة طويلة ومستقرًا أو إذا كان حديثًا جدًا ولا يزال يستفحل،ولا يستطيع التصوير بالرنين المغناطيسيّ تحديد ما إذا كانت المعالجة الفورية مطلوبةً.ولذلك قد يقوم الأطباءُ بحقن للأطباء حقن الغادولينيوم gadolinium (عامل تبايُن مُمَغطَس paramagnetic)، في مجرى الدَّم ويستخدمون التصوير بالرنين المغناطيسيّ من جديد.يساعد الغادولينيوم على تمييز مناطق زوال الميالين الحديثة من المناطق التي حدثت فيها إزالة للميالين منذ زمنٍ طويل.تُساعد هذه المعلومات الأطباءَ على وضع خطة للمُعالَجة.

في بعض الأحيان يجري التحري عن إزالة الميالين عند إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لسببٍ آخر، وذلك قبل أن يُسبب التصلُّب المتعدِّد أية أعراض.

الاختبارات الإضافية

قد يكون تشخيصُ التصلب المتعدد واضحًا استنادًا إلى الأعراض الحاليَّة وتاريخ الانتكاسات والهدآت، وإلى الفحص السريري والتصوير بالرنين المغناطيسي.وإذا تعذَّر وضع التَّشخيص، يستخدِمُ الأطباءُ اختبارات أُخرى للحصول على معلومات إضافية:

  • البَزل القطنيّ: تُسحَبُ عَيِّنَة من السَّائِل النخاعي ويجري تحليلها.قد يكون محتوى السائل من البروتين أعلى من المستوى الطبيعي.وقد يكون تركيزُ الأضدَّاد مرتفعًا، ويجري التحري عن نمطٍ مُعيَّنٍ من الأضدَّاد (يُسمَّى الشرائط قليلة النسائل oligoclonal banding) عند معظم المصابين بالتصلُّب المتعدِّد.

  • ردَّات فعلٍ مُستثارة: بالنسبة إلى هذا الاختبار، تُستخدَمُ مُنبِّهات حسيَّة، مثل الأضواء الوامضة، لتنشيط مناطق معيّنة من الدماغ، ويجري تسجيل ردَّات فعل أو استجابات الدماغ الكهربائية.بالنسبة إلى المصابين بالتصلُّب المتعدِّد، قد تكون استجابة الدماغ للمُنبِّه بطيئة، وذلك لأنَّ الألياف العصبية التي زال عنها الميالين لا تستطيع توصيل الإشارات العصبية بشكلٍ طبيعيّ.كما يستطيع هذا الاختبار أيضًا التحري ضرر خفيف في العصب البصري ولا يُسبب الأعراضَ.

تستطيعُ الاختبارات الأخرى أن تساعد الأطباء على تمييز التصلُّب المتعدِّد عن الاضطرابات التي تُسبِّبُ أعراضًا مشابهة، مثل الإيدز، والخَزَل السُفلِي التَشَنُّجِيّ المداري، والتهاب الأوعية الدَّموية، والتهاب المَفاصِل في العنق، ومُتلازمة غيلان-باريه، والرَّنح الوراثي، والذئبة، وداء لايم، وتمزّق القرص الشوكيّ، ومرض الزهري، وكيسة في الحبل الشوكي (تكهُّف النخاع).فمثلًا، قد تُجرى الاختبارات الدَّمويَّة لاستبعاد داء لايم ومرض الزهري ومُتلازمة العَوَزِ المَناعِيِّ المُكتَسَب والخَزَل السُفلِي التَشَنُّجِيّ المداري والذئبة؛ ويمكن أن تُساعد الفحوصات التصويريَّة على استبعاد التهاب المَفاصِل في العنق وتمزُّق أحد الأقراص الشوكية وتكهُّف النُخاع.

قد يُجرى قياس جسم مضاد نوعي لطيف اضطراب التهابُ النخاع والعصب البصري للتفريق بينه وبين التصلُّب المتعدِّد.

علاج التصلب المتعدد

  • الستيرويدات القشريَّة

  • الأدوية التي تحُول دون مهاجمة الجهاز المناعي أغماد الميالين

  • تدابير لضبط الأعراض

لا تُوجد مُعالجة فعالة بشكلٍ منتظم للتصلب المتعدد.

الستيرويداتُ القشريَّة

بالنسبة إلى النوبة الحادَّة، تكون الستيرويدات القشرية أكثر الأدوية المستخدمة شيوعًا،ومن المُحتَمل أنها تعملُ من خلال كبح الجهاز المناعي؛تُعطى الستيرويدات القشرية لفتراتٍ قصيرة لتخفيف الأَعرَاض الفورية (مثل ضعف الرؤية أو القوة أو التنسيق)، وذلك إذا كانت الأَعرَاض تُؤثِّرُ في الأداء؛فمثلًا، يمكن أخذ بريدنيزون prednisone عن طريق الفم أو يمكن إعطاء ميثيل بريدنيزولون methylprednisolone عن طريق الوريد.رغم أنَّ الستيرويدات القشريَّة قد تُقصِّر من فترات الانتكاسات وتعمل على إبطاء استفحال التصلُّب المتعدِّد، إلا أنَّها لا توقف استفحاله.

من النادر استخدام الستيرويدات القشريَّة لفترةٍ طويلة، وذلك لأن لها الكثير من التأثيرات الجانبية، مثل زيادة الاستعداد للإصابة بالعدوى وبداء السكّري واكتساب الوزن والتعب وهشاشة أو ترقق العظام والقرحات.يجري البدء باستخدام الستيرويدات القشريَّة وإيقافها حسب الحاجة.

أدوية للمساعدة على ضبط الجهاز المناعي

يجري عادةً استخدام أدوية تُساعد على الحيلولة دُون مهاجمة الجِهاز المَناعيّ الأغماد الميالينية،وتُساعد هذه الأدوية على التقليل من عدد الانتكاسات في المستقبل.وهي تنطوي على:

  • حُقن بيتا-إنترفيرونInterferon-beta التي تُقلِّلُ من تكرار الانتكاسات، وقد تُساعد على تأخير الإعاقة.

  • قد يكون لحقن أسيتات الغلاتيرامر فوائد مماثلة مع المصابين بالتصلُّب المتعدِّد الخفيف في وقت مبكر منه.

  • الناتاليزوماب هُوَ جسم مُضاد أحادي النسيلة يُعطى كتسريب وريديّ لمرةٍ واحدةٍ في الشهر،وهو فعَّالٌ أكثر من أدوية أخرى في التقليل من عدد من الانتكاسات والوقاية من حدوث المزيد من الضَّرر في الدماغ.لكن قد يزيد الناتاليزوماب من خطرالإصابة بعدوى نادرة وقاتلة في الدماغ والحبل الشوكي (اعتِلال بَيضاء الدِّماغِ العَديد البَؤَر المُتَرَقِّي progressive multifocal leukoencephalopathy).

  • قد يجري استخدَام فينغوليمود، وأوزانيمود، وبونيسيمود، وسيبونيمود، وتيريفلونوميد، وكلادريبين، وثُنائيّ ميثيل الفومارات، ومونوميثيل الفومارات، وديروكسيميل الفومارات، لمُعالَجة التصلُّب المتعدِّد الذي يحدث في أنماط إنتكاسيَّة.يمكن أخذ هذه الأدوية عن طريق الفم.كما يزيد استخدام دواء فينغوليمود، وثُنائيّ ميثيل الفومارات، وأحادي ميثيل الفومارات، وديروكسيميل الفومارات من خطر الإصابة باعتِلال بَيضاء الدِّماغ العَديد البَؤَر المُتَرَقِّي أيضًا، على الرغم من أنَّ الخطر يكون أقل بكثير عند استخدام الناتاليزوماب.

  • الداكليزومابDaclizumab هو ضد أُحادِيُّ النَّسِيلَة يُستخدم في معالجة التصلُّب المتعدِّد الذي يحدث بأنماط انتكاسيَّة أو أنماط أولية مستفحلة،ويُعطى كتسريبٍ وريديّ كل 6 أشهُر.يمكن أن يُسبِّب الداكليزوماب تفاعلات التسريب، والتي قد تنطوي على الطفح الجلدي والحكَّة وصعوبة التنفُّس وتورم الحلق والدوخة وانخفاض ضغط الدَّم وتسرُّع معدَّل ضربات القلب.

  • ودواء أليمتوزوماب (المُستخدم لعلاج اِبيِضَاض الدَّم) هُوَ جسم مضاد أحادي النسيلة أيضًا، وهو فعَّال في مُعالَجَة التصلُّب المتعدِّد الذي يحدث في أنماط انتكاسيَّة (النمط الانتكاسي-المهاود والنمط الانتكاسي التفاقمي)،ويُعطَى عن طريق الوريد.ولكنه يزيدُ من خطر اضطرابات المناعة الذاتية الخطيرة وبعض أنواع السرطان.ونتيجة لذلك، يُستخدم أليمتوزوماب فقط عادةً عندما تكون المُعالجة باثنين أو أكثر من الأدوية الأخرى غير فعَّالة.

  • يُستخدم أوفتوموماب لعلاج الأشكال الناكسة من التصلب المتعدد والتصلب المتعدد الذي يتفاقم على نحو سريع.يُعطى حقنًا تحت الجلد.يمكن تدريب المصابين بالتصلب المتعدد على أخذ الحقن بأنفسهم.

  • كما يُستخدم أوبلتوكسيماب أيضًا لعلاج الأشكال الناكسة من التصلب المتعدد والتصلُّب المتعدِّد الذي يتفاقم على نحو سريع.ويُعطَى عن طريق الوريد.يزيد أوبلتوكسيماب من قابلية الشخص للإصابة بالعدوى (مثل عدوى السبيل البولي، وحالات عدوى الجهاز التنفُّسي العلوي، عدوى فيروس الهربس) لأنه يثبط الجهاز المناعي.

  • يمكن أن يُخفِّض دواء الميتوكسانترون، وهو أحد أدوية المُعالجة الكِيميائيَّة، من وتيرة الانتكاسات ويعمل على إبطاء استفحال الاضطراب.يُستخدَم الميتوكسانترون فقط عندما لا تكون الأدوية الأخرى فعَّالةً، ويُعطى عادةً لمدة عامين فقط، وذلك لأنه يُمكن أن يُؤدِّي إلى ضرر في القلب في نهاية المطاف.

  • يُفيد أحيانًا الغلُوبُولين المناعي الذي يُعطى عن طريق الوريد لمرة في الشهر، وذلك عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعَّالة.يتكون الغلوبولين المناعي من أجسام مُضادَّة أُخذت من دم أشخاص لديهم جهاز مناعيّ طبيعي.

بالنسبة إلى الأدوية التي تزيد من خطر اعتلال بيضاء الدماغ المتعدد البؤر المُتَرَقِّي (ناتاليزوماب وفينجوليمود فنغوليمود وثنائي ميثيل فومارات)، فهي تستخدم فقط من قبل أطباء تلقَّوا تدريبًا خاصًا.كما ينبغي أيضًا تفحُّص يُفحص الأشخاص الذين يستخدمونها من وقتٍ لآخر للتَّحرِّي عن علاماتٍ اعتِلال بَيضاء الدِّماغِ العَديد البَؤَرِ المُتَرَقِّي.تُجرى اختباراتٌ دمويَّة بشكلٍ دوريّ للتَّحرِّي عن فيروس جي سي JC الذي يُسبِّبُ اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر المُتَرَقِّي.إذا أُصِيبَ الشخص الذي يأخذ ناتاليزوماب باعتِلال بَيضاء الدِّماغ العَديد البَؤَر المُتَرَقِّي، فيمكن إجراء تبادل البلازما لإزالة الدواء بسرعة.

المُعالجَات الأخرى

يُوصي بعض الخبراء بتبادل البلازما في حالات الانتكاسات الشديدة التي لا تضبطها الستيرويدات القشريَّة،ولكن لم يَجرِِ تحديد مَنَافِع تبادُل البلازما.وفي هذه المعالجة، يُسحب الدم وتُزالُ الأضدَّاد غير الطبيعية منه، ثمَّ تجري إعادة الدّم إلى الشخص .

قد يكُون زرع الخلايا الجذعية الذي يُجرى في مراكز متخصصة في زراعة الخلايا الجذعيَّة، مفيدًا إلى حد ما مع الأمراض الشديدة التي يصعب علاجها.

ضبط الأَعرَاض

يمكن استعمال أدوية أخرى لتخفيف أعراض نوعيَّة للتصلب المتعدد أو ضبطها:

  • تشنجات العضلات: المُرخيات العضليَّة مثل باكلوفين baclofen أو تيزانيدين tizanidine

  • مشاكل المشي: الدافامبريدين، يؤخذ عن طريق الفم لتحسين المشي

  • الألم النَّاجم عن شذوذات في الأعصاب: الأدوية المضادة للاختلاجات، (مثل غابابنتين، أو بريغابالين، أو كاربامازيبين)، أو أحيَانًا مضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (مثل أميتريبتيلين)

  • الرُعاش: يُعطى كلونازيبام أو غابابنتين، أو يوصى بالإحالة إلى اختصاصي خبير في حقن ذيفان الوشيقة في الحالات الشديدة (ديفان بكتيري يُستعمل لشل العضلات أو علاج التجعدات)

  • التعب: أمانتادين (يستخدم لعلاج داء باركنسون)، أو في أحيان أقل، الأدوية المستخدمة لعلاج النعاس المفرط (مثل مودافينيل، أو أرمودافينيل، أو أمفيتامين)

  • الاكتئاب: مضادَّات الاكتئاب، مثل سيرترالين sertraline أو أميتريبتيلين amitriptyline، وتقديم المشورة، أو كليهما

  • سلس البول: يمكن استعمال أوكسي بوتنين، أو تامسولوسين، أو دواء آخر للسلس، وذلك استنادًا إلى نوع السلس.

  • الإمساك: مُليِّنات البراز أو المُسهِلات بانتظام

يستطيعُ مرضى احتباس البول تعلُّم قثطرة أنفسهم، ومن ثَمَّ تفريغ مثاناتهم.

التدابير العامة

يستطيعُ المصابين بالتصلُّب المتعدِّد الحفاظ على أسلوب حياة نشيط غالبًا، رغم أنَّهم قد يتعبون بسهولة وقد لا يتمكنون من مواكبة جدولٍ زمنيٍّ متطلِّب.من المفيد استخدام التشجيع وإعادة الطمأنة.

تَقلل التمارين المنتظمة، مثل ركوب الدراجة الثابتة أو المشي أو السباحة أو التمطيط من الشُّناج، وتُساعد على الحفاظ على صحَّة القلب والأوعية والعضلات والصحة النفسية.

يمكن أن يُساعدَ العلاج الطبيعيّ على المحافظة على التوازن والقدرة على المشي وعلى مجال الحركة، ويمكن ان يقلل من الشُّنَاج والضعف.ويجب على المرضى المشي وحدهم، أي من دون مساعدة، لأطول فترة ممكنة،فالقيام بهذا يُحسِّن نوعية حياتهم، ويساعد على الوقاية من حدوث الاكتئاب.

يُمكن الحصول على فائدةٍ من خلال تجنُّب درجات الحرارة المرتفعة، مثلًا، عن طريق تفادي الاستحمام بماء ساخن، لأنَّ الحرارة يمكن أن تُفاقمَ الأعراض.ينبغي على المرضى الذين يدخنون التوقف عن التدخين.

نظرًا إلى أنَّ الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د يكونون أكثر ميلًا للإصابة بشكلٍ أكثر شدَّة من التصلب المتعدد، وإلى أنَّ أخذ هذا الفيتامين قد يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة أو ترقق العظام، فإنَّ الأطبَّاء ينصحونه عادةً بأخذ مكمّلات فيتامين فيتامين د.تجري دراسة ما إذا كانت مُكملات فيتامين D يُمكن أن تُساعد على إبطاء استفحال التصلب المتعدد.

قد يُصاب المرضى الذين يصبحون ضعفاء أو غير قادرين على التَّحرُّك بسهولة بقرحات الضغط، لذلك ينبغي عليهم وعلى مُقدِّمي الرِّعاية أن أخذ المزيد من الرعاية للوقاية من القرحات.

وإذا كان الأشخاص عاجزين، يستطيع اختصاصيو العلاج المهنيّ والطبيعيّ والعلاج بالكلام المساعدة على إعادة التأهيل؛حيث يمكنهم مساعدة الأشخاص على تعلُّم طريقة قيامهم بوظائفهم رغم الإعاقة النَّاجمة عن التصلب المتعدد.يستطيعُ الاختصاصيون الاجتماعيون تقديم النصح والمساعدة على ترتيب الخدمات والمعدات اللازمة.

مآل التصلب المتعدد

تختلف تأثيراتُ التصلُّب المتعدِّد ومدى سرعة تفاقمه بشكلٍ كبيرٍ وغير متوقّع.ويمكن أن تستمرّ حالات الهدأة لمدة تصل إلى 10 سنوات أو أكثر.ولكن، قد يُصبح بعض الأشخاص عاجزين بسرعة، مثل الرجال الذين يُصابون بالاضطراب في أثناء منتصف العمر والذين يتعرضون لنوباتٍ متكررة؛إلَّا أنَّ نَحو 75٪ من المصابين بالتصلُّب المتعدِّد لا يحتاجون نهائيًا إلى استخدام الكرسي المتحرك، ولا تتعطَّل نشاطات حوالى 40% من المصابين ب.

قد يجعل تدخين السجائر المرضَ يتفاقمُ بشكلٍ أسرَع،

وما لم يكن التصلب المتعدد شديدًا جدًا، فإنَّ مدى الحياة لا يتأثر عادة.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. الجمعية الأمريكية للتصلب المتعدد MSAA: يوفر هذا الموقع معلومات عامة عن التصلُّب المتعدِّد (بما في ذلك الأَعرَاض، والتَّشخيص، والعلاج)، وعن إدارة الوصفات الطبية، وعن التعايش مع الاضطراب (بما في ذلك روابط لأشخاصٍ آخرين مصابين به، ومدونات، وتطبيق يساعد على تدبير التصلب المتعدد).

  2. الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد: يوفر هذا الموقع معلومات عامة عن التصلُّب المتعدِّد (بما في ذلك الأَعرَاض، والتَّشخيص، والعلاج)، ونصائح (للنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والصحة النفسية)، وروابط للموارد والدعم.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID