التصويرُ بالرنين المغناطيسي

حسبMehmet Kocak, MD, Rush University Medical Center
تمت مراجعته شعبان 1442

في التصوير بالرنين المغناطيسي magnetic resonance imaging-MRI، يَجرِي استخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات لاسلكية عالية التردّد لإنتاج صور مفصَّلة للغاية.ولا يستخدم التصويرُ بالرنين المغناطيسي الأشعَّةَ السِّينية، وهو آمن جدًّا عادة.(انظر أيضًا لمحة عن اختبارات التصوير).

إجراءُ التصوير بالرنين المغناطيسي

بالنسبة إلى التصويرِ بالرنين المغناطيسي، يستلقي الشخصُ على طاولة متحرِّكة يَجرِي نحريكُها نحوَ الداخل الضيِّق لماسِح أنبوبي كبير ينتج مجالاً مغناطيسيًا قويًّا.لا تكون البروتونات (أجزاء ذات شحنة موجبة في الذرة) في الأنسجة في أي ترتيب معيَّن عادة.ولكن، عندما تُحاط البروتونات بمجال مغناطيسي قوي، كما هي الحالُ في الماسح بالرنين المغناطيسي، فإنها تتطابق أو تتراصف مع المجال المغناطيسي.وبعد ذلك، يصدر الماسح نبضة من الموجات الراديوية، والتي تفرِّق البروتونات مؤقتًا.وباصطفاف البروتونات مع المجال المغناطيسي مَرَّةً أخرى، فإنها تطلق الطاقة (تُدعى الإشارات).وتختلف قوةُ الإشارة حسب الأنسجة.يسجِّل ماسح الرنين المغناطيسي هذه الإشارات.ويُستخدَم الكمبيوتر لتحليل الإشارات وإنتاج الصور.

يمكن للفاحِصين تغيير كيفية ظهور الأنسجة المختلفة بالمسح عن طريق تغيير نبضات الموجات الراديوية، وقوة واتجاه المجال المغناطيسي، وعوامل أخرى؛فعلى سَبيل المثال، الأنسجة الدهنية تبدو داكنة على أحد أنواع المسح، وفاتحة على نوع آخر.توفِّر هذه الصورُ المختلفة معلوماتٍ تكميلية، لذلك يَجرِي الحصولُ على أكثر من واحدة في كثير من الأحيان.

يمكن حقنُ عامل التباين الذي يحتوي على غادولينيوم (عامل تباين ممغنط) في الوريد أو المفصل.تؤدِّي عواملُ الغادولينيوم إلى تغيير المجال المغناطيسي بطريقة تجعل الصورَ أكثرَ وضوحًا.

قبلَ الاختبار، يقوم الأشخاصُ بإزالة معظم أو كل ملابسهم، ويُعطون ثوبًا لا يوجد فيه أزرار، أو أقفال، أو سوستة، أو غيرها من المعادن.كما يجب تركُ جميع الأجسام المعدنية (مثل المفاتيح والمجوهرات والهواتف المحمولة) وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تتأثرَ بالمجال المغناطيسي (مثل بطاقات الائتمان والساعات) خارجَ غرفة المسح بالرنين المغناطيسي.ويجب أن يستلقي المرضى من دون حركة أيضًا عندما يَجرِي التقاط الصور، وربَّما يُضطرون إلى حبس النفس في بعض الأحيان.وبما أنَّ الماسح يُحدِث ضجيجًا بصوتٍ عال، قد يَجرِي إعطاء الأشخاص سماعات الرأس أو سدادات للأذن.قد يستغرق الفحصُ من 20 إلى 60 دقيقة.وبعدَ الاختبار، يمكن للأشخاص استئناف أنشطتهم المعتادة على الفور.

استخداماتُ التصوير بالرنين المغناطيسي

يفضَّل التصويرُ بالرنين المغنطيسي على التصوير المقطعي المحوسب عندما يحتاج الأطباء إلى مزيد من التفاصيل حول الأنسجة الرخوة، مثل تصوير التشوّهات والشذوذات في الدماغ والحبل الشوكي والعضلات والكبد.ويعدُّ التصوير بالرنين المغناطيسي مفيدًا بشكل خاص لتحديد الأورام في هذه الأنسجة.

كما يستخدم التصويرُ بالرنين المغناطيسي أيضًا للقيام بما يلي:

  • قياس بعض الجزيئات في الدماغ، والتي تميِّز بين ورم في الدِّمَاغ وخراج الدماغ

  • تحديد التشوّهات في الأعضاء التناسلية للأنثى، والكسور في الورك والحوض

  • مساعدة الأطباء على تقييم الشذوذات المفصلية (مثل التمزُّقات في الأربطة أو الغضاريف في الركبة) وحالات الالتواء

  • مساعدة الأطباء على تقييم النزف والعدوى

يستخدم التصويرُ بالرنين المغناطيسي أيضًا عندما تكون مخاطر التصوير المقطعي المحوسَب عالية؛فعلى سَبيل المثال، قد يفضّل التصوير بالرنين المغناطيسي للأشخاص الذين لديهم رد فعل على عوامل التباين اليودية المستخدمة في التصويرُ المقطعي المحوسَب وللنساء الحوامل (لأن الإشعاع يمكن أن يسبب مشاكل في الجنين).

يساعد التصويرُ بالرنين المغناطيسي، الذي يُجرَى بعدَ حقن العامل الظليل "غادولينيوم" في الوريد، الأطباءَ على تقييم الالتهاب والأورام والأوعيَة الدموية.كما يساعد حقنُ هذا العامل في المفصل الأطباءَ على الحصول على صورة أوضح للتشوّهات أو الشذوذات المفصلية، خاصَّة إذا كانت معقدة (كما في الإصابات).

ضروب أو أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي

التصويرُ بالرنين المغناطيسي الوظيفي

تقوم هذه التقنيةُ بكشف التغيّرات الاستقلابية أو الاستقلابية التي تحدث عندما يكون الدماغ نشطًا.وهكذا، فإنه يمكن أن يُظهِر أيَّ المناطق الدماغية النشيطة عندما يقوم شخص بمهمة محدَّدة، مثل القراءة أو الكتابة أو التذكّر، أو الحساب، أو تحريك طرف.يمكن استخدام التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي الوظيفي في الأبحاث والأوساط السريرية، على سبيل المثال، للتخطيط لجراحة الصرع في الدماغ.

تصويرُ التروية بالرنين المغناطيسي Perfusion MRI

في هذه التقنية أو الطريقة، يمكن للأطباء تقدير تدفق الدَّم في منطقة معيَّنة.يمكن أن تكونَ هذه المعلوماتُ مفيدة خلال السكتة الدماغية لتحديد ما إذا كان تدفق الدَّم إلى أجزاء من الدماغ منخفضًا.كما يمكن أيضًا أن تستخدم لتحديد المناطق التي تحدث فيها زيادة تدفق الدَّم - على سبيل المثال، في الأورام.

تصويرُ الانتشار بالرنين المغناطيسي

تكشف هذه التقنية التغيّرات في حركة الماء في الخلايا التي لا تعمل بشكل طبيعي.ويجري استخدامُه بشكلٍ رَئيسيَ لكشف السكتة الدماغية في وقت مبكِّر.كما أنه يستخدم لكشف بعض اضطرابات الدماغ، وتحديد ما إذا كانت الأورام قد انتشرت إلى الدماغ.أمَّا استخدامُ هذه التقنية لتصوير مناطق غير الدماغ فمحدود.وغالبًا ما يقترن تصوير الانتشار بالرنين المغنطيسي مع تقنيات أخرى لتقييم الأورام، لاسيَّما في الدماغ.

التنظيرُ الطيفي بالرنين المغناطيسي Magnetic resonance spectroscopy

تَستخدِم هذه التقنية موجات الراديو التي تنبعث بشكل مستمر تقريبًا بدلاً من النبضات، كما هي الحالُ في التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي.يُستخدَم التنظيرُ الطيفي بالرنين المغناطيسي للكشف عن اضطرابات الدماغ، مثل الاضطرابات الصرعية وداء ألزهايمر وأورام الدماغ والخُراجات.ويمكن أن يميِّز بين الحطام الميت داخل الخراج، والخلايا المتضاعفة داخل الورم.

وتستخدم هذه التقنية أيضًًا لتقييم الاضطرابات الاستقلابية في العضلات والجهاز العصبي.

تصويرُ الأوعيَة بالرنين المغناطيسي (MRA)

يمكن أن يوفِر تصويرُ الأوعيَة بالرنين المغناطيسي، مثل تصوير الأوعيَة التقليدي وتصوير الأوعيَة المقطعي المحوسب، صورًا مفصلة للأوعيَة الدموية.ولكنَّه أكثر أمانًا وأسهل إجراء، على الرغم من أنَّه أكثرُ تكلفة.في كثير من الأحيان، يمكن إجراءُ تصوير الأوعيَة بالرنين المغناطيسي دون حقن عامل تباين؛

فتصويرُ الأوعيَة بالرنين المغناطيسي يمكن أن يظهر تدفق الدَّم من خلال الشرايين والأوردة، أو تدفق الدَّم فقط في اتجاه واحد، وبذلك يظهر الشرايين فقط أو الأوردة فقط.وكما هي الحالُ في تصوير الأوعيَة المقطعية، يَجرِي استخدام جهاز كمبيوتر لإزالة مرتسم جميع الأنسجة، باستثناء الأوعيَة الدموية، من الصورة.

وفي كثير من الأحيان، يَجرِي حقنُ عامل التباين غادولينيوم في أحد الأوردة لتحديد حواف الأوعيَة الدموية.ويقوم الفاحصُ بتوقيت المسح بدقَّة، بحيث يَجرِي التقاطُ الصور عندما يتركَّز غادولينيوم في الأوعيَة الدموية التي يجري تقييمها.

يُستخدَم تصويرُ الأوعيَة بالرنين المغناطيسي لتقييم الأوعيَة الدموية في الدماغ والقلب وأعضاء البطن والذراعين والساقين.يجري استخدامًه لكشف ما يلي:

  • أُمَّهات الدَّم الأبهرية

  • تسلُّخ الأبهر Aortic dissection

  • الشَّرايين المتضيِّقة في الأطراف

  • جلطات الدَّم في الأوردة في الأطراف والحوض

  • تدفق الدَّم إلى الأورام

  • الأورام التي تؤثِّر في الأوعيَة الدموية أو تصيبها

التصويرُ الوريدي بالرنين المغناطيسي Magnetic resonance venography

يشير هذا المصطلحُ على وجه التحديد إلى تصوير الأوردة بالرنين المغناطيسي .وكثيرًا ما يستخدم لكشف تجلط الدَّم في الوريد الذي يحمل الدَّم بعيدًا عن الدماغ (التخثّر الوريدي الدماغي)، ورصد تأثير العلاج في هذا الاضطراب.

تّصويرُ السطوح بالصَّدى Echo planar imaging

تنتج هذه التقنية فائقة السرعة سلسلة من الصور في ثوان؛ويمكن استخدامُها لتصوير الدماغ والقلب والبطن.وبما أن تّصويرَ السطوح بالصَّدى سريع، لا تشوِّش الحركة من قبل الشخص الذي يجري فحصُه الصورَ كثيرًا.كما يمكن أن توفّر هذه التقنية معلوماتٍ عن كيفية عمل الأنسجة أيضًا.

ولكنها تتطلَّب معدَّات خاصة، وهي أكثر عرضة لتشويه بعض البنى من التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي بسبب طبيعة هذه التقنية.

عيوبُ التصوير بالرنين المغناطيسي

يعدّ الوقتُ اللازم للتصوير بالرنين المغناطيسي أطولَ من ذلك اللازم للتصوير المقطعي المحوسب.كما أنَّ التصويرَ بالرنين المغنطيسي أيضًا لا يكون متاحًا على الفور عادة مقارنة بالتصوير المقطعي المحوسب.وهكذا، قد يكون التصويرُ المقطعي المحوسَب أفضلَ في حالات الطوارئ، مثل الإصابات الخطيرة والسكتة الدماغية.والتصوير بالرنين المغناطيسي هو أكثر تكلفة من التصوير المقطعي المحوسَب أيضًا.

وتشتمل العيوبُ الأخرى على

  • رُهاب الأَماكِن المُغلَقَة Claustrophobia، وصعوبة في التلاؤم داخل الماسح للتَّصوير بالرنين المغناطيسي أحيَانًا، لأنّ المساحة صغيرة ومطوَّقة أو محصورة

  • تأثيرات المجال المغناطيسي في الأجهزة المعدنية المزروعة في الجسم

  • ردود الفعل تجاه عامل التباين (المادَّة الظليلة)

المَشاكلُ المتعلِّقة بالحيِّز الصغير المغلق

يكون الحيِّز في الماسح الضوئي بالرنين المغناطيسي صغيرًا ومغلقًا، ممَّا يجعل بعض الأشخاص يشعرون بما يشبه الاختناق، حتى بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم قلق حولَ الأماكن المحصورة عادة.يعاني بعضُ الأشخاص من السمنة المفرطة، ولذلك يكون لديهم صعوبة في التلاؤم داخل الماسح.

ولذلك، بعضُ الماسحات في التصوير بالرنين المغناطيسي (تسمَّى الماسحات المفتوحة للتَّصوير بالرنين المغناطيسي) لديها جانب مفتوح وحيِّز داخلي أكبر.وفي هذه الحالات، قد يشعر الأشخاص بانحباس أقلّ، والمصابون بالسمنة قد تناسبهم هذه الأجهزة.قد تكون الصورُ المنتجة في الماسحات الضوئية التصوير بالرنين المغناطيسي مفتوحة أدنى من تلك التي تنتجها الماسحات الضوئية المغلقة اعتمادا على قوة المغناطيس، ولكن لا يزال يمكن استخدامها لتشخيص.

الأشخاصُ الذين يشعرون بالقلق حول التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن يعطوا الأدوية المُضادَّة للقلق، مثل ألبرازولام أو لورازيبام، قبل 15 إلى 30 دقيقة من المسح.

تأثيراتُ المَجال المغناطيسي

لا يستخدم التصويرُ بالرنين المغناطيسي عادة إذا كان الأشخاص لديهم:

  • بعض المواد (مثل الشظايا) في أجزاء محدَّدة من الجسم، وخاصَّة في العين

  • الأجهزة المزروعة التي يمكن أن تتأثَّر بالمجالات المغناطيسية القويَّة

وتشتمل هذه الأجهزةُ على بعض أجهزة تنظيم ضربات القلب (النواظم)، ومزيلات رجفان القلب، وزروع قوقعة الأذن، والمقاطع المعدنية المغناطيسية التي تُستخدَم لعلاج أُمَّهات الدَّم.يمكن أن يؤدي المجالُ المغنطيسي المستخدم في التصوير بالرنين المغناطيسي إلى تحريك الجهاز المزروع أو ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث خلل.ويكون الجهازُ أكثرَ عرضة للتأثر إذا جَرَى زرعه في غضون 6 أسابيع سابقة (لأنَّ النسيج الندبي، والذي يمكن أن يساعد على الاحتفاظ بالجهاز في مكانه، لا يكون قد تشكَّل بعد).كما أنَّ هذه الأجهزةَ يمكن أن تشوِّه صورَ التصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا.

ولكنَّ بعضَ الأجهزة، مثل زرعات الأسنان الشائعة، أو الورك الاصطناعي، أو القضبان التي تستخدم لتقويم العمود الفقري، لا تتأثر بالرنين المغناطيسي.

قبلَ إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، يجب على الأشخاص الذين لديهم أي أجهزة مزروعة إخبار طبيبهم، حيث يستطيع تحديد ما إذا كان التصوير آمنًا.

المجال المغناطيسي للتَّصوير بالرنين المغناطيسي قوي جدًّا، ويعمل دائمًا.وهكذا، إذا كان جسمٌ معدني ما (مثل خزان الأكسجين أو القطب الوريدي) بالقرب من مدخل غرفة المسح، قد يَجرِي سحب الجسم إلى الماسح بسرعة عالية.ولذلك، فالشخصُ الذي يجري تقييمه قد يتعرَّض للإصابة، وقد يكون فصل الجسم عن المغناطيس صعبًا.

ردودُ الفعل تجاه عامل التباين في التصوير بالرنين المغناطيسي

يمكن أن تسبِّب عَوامِلُ التباين بالغادولينيوم الصُّدَاع والغثيان والألم والإحساس بالبرد في موقع الحقن، وتشوِّيه المَذاق، وتؤدذِي إلى الدوخة.

وهذه العَوامِل أقلّ احتمالاً بكثير للتسبّب في ردود فعل شديدة من عوامل التباين اليودية المستخدّمة في التصوير الوعائي التقليدي والمقطعي.

ومع ذلك، يمكن أن يحدُثَ التليّف الجهازي الكلوي المنشأ - اضطراب شَديد يهدِّد الحياة، عندما يَجرِي استخدامُ عَوامِل الغادولينيوم في الأشخاص الذين لديهم بالفعل مشاكلُ في الكلى شديدة أو الذين يخضعون للغَسل الكلوي.في التليّف الجهازي الكلوي المنشأ، يتثخَّن الجلد والنسيج الضام والأعضاء.وقد تظهر بقعٌ حمراء أو داكنة على الجلد، وقد يشعر المريضُ بضيق الجلد، وتصبح الحركة صعبة ومحدَّدة، وقد تتعطل وظيفة الأعضاء.ولمنع حدوث هذا الاضطراب، يقوم الأطباءُ بما يلي:

  • تحديد مدى كفاءة وظيفة الكلى، عن طريق فحص السجلّ الطبي للشخص والقيام باختبارات للدَّم والبول

  • استخدام الغادولينيوم عندَ الضرورة فقط؛ وعندما يكون ذلك ضروريًا، تُستخدَم أقلّ جرعة وأسلم عامل ممكن

  • التفكير في اختبارات التصوير الأخرى لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الكلى الشَّديدة

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID