الهذيَان

حسبJuebin Huang, MD, PhD, Department of Neurology, University of Mississippi Medical Center
تمت مراجعته رجب 1444

الهذيانُ هو اضطراب مفاجئ ومتقلِّب في الوظيفة الذهنية، ويُمكن الشفاء منه عادةً،وهُوَ يتسِم بعدم القدرة على الانتباه والتَوَهان وعدم القدرة على التفكير بوضوح وبتقلبات في مستوى اليقظة (الوعي).

  • هناك العديد من الاضطرابات، والأدوية، والعقاقير الترويحية، والسموم التي تُسبب الهذيان؛

  • ويقوم الأطباء بتشخيصه استنادًا إلى الأعراض ونتائج الفحص السريري، ويستخدمون اختبارات الدم والبول والفحوصات التصويرية للتعرف إلى السبب.

  • يُمكن الشفاء من هذا الاضطراب عادةً عن طريق التصحيح الفوري أو مُعالَجَة الحالة التي تُسببه.

(انظر لمحة عامة عن الهذيان والخرف أيضًا)

الهذيان هو حالة ذهنية غير طبيعية وليس مرضًا،وعلى الرغم من أن المصطلح له تعريف طبي نوعيّ، فإنه غالبًا ما يُستخدم لوصف أي نوع من التَّخليط الذهنِي.

على الرغم من أنَّ كلًا من الهذيان والخرف يُؤثِّران في التفكير، إلَّا أنهما مختلفان.

  • حيثُ يؤثر الهذيان في الانتباهِ بشكلٍ رئيسي، بينما يؤثر الخرف في الذاكرة بشكلٍ رئيسيّ.

  • يبدأ الهذيان فجأة، وغالبًا ما تكون له نقطة بداية محددة،بينما يبدأ الخرف تدريجيًا وليست له نقطة بداية محددة عادةً (انظر جدول مقارنة الهذيان والخرف).

الهذيانُ ليس طبيعيًا على الإطلاق، وغالبًا ما يُشير إلى مشكلة تكون خطيرة عادةً وظهرت حديثًا، خُصوصًا عندَ كبار السن.يحتاجُ مَرضى الهذيان إلى رعايةٍ طبية فورية؛وإذا جَرَى التعرُّف إلى سبب الهذيان ومعالجته بسرعة، فيمكن الشفاء منه عادةً،

ونظرًا إلى أنَّ الهذيان حالة مؤقتة، فإنه يصعُب تحديد عدد الأشخاص المُصابين به.يُصيبُ الهذيان ما يتراوح بين 15 إلى 50% من الأشخاص في المستشفيات.

قد يحدث الهذيان في أي عمر، ولكنه أكثر شُيُوعًا بين كبار السن،وهو شائعٌ بين المُقيمين في دُور العجزة.عندما يحدُث الهذيان عند اليافعين، فعادةً ما يكون سببه تعاطي أحد العقاقير (سواءً الموصوفة، أو التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية، والترويحية) أو اضطراب يُشكل تهديدًا للحياة.

ما هو التَّخليطُ الذهنِي؟

يعني التَّخليطُ الذهنِي أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين، ولكن يستخدِمُ الأطباء المصطلح لوصف الأشخاص الذين لا يستطيعون معالجة المعلومات بشكل طبيعي.

لا يستطيع المصابين بالتخليط الذهني القيام بالأمور التالية:

  • مُتابعة محادثة

  • الإجابة على أسئلة بشكلٍ مناسب

  • استيعاب أين هم موجِودون

  • إصدار أحكام مهمةً جدًّا تُؤثِّر في السلامة

  • تذكُّر حقائق مهمة

هُناك العديد من الأَسبَاب المختلفة للتخليط الذهنيّ، بما فيها استخدام عقاقير مُعينة (سواءً كانت موصوفة، أو من الممكن صرفها بدون وصفة طبية، أو ترويحية)، ومجموعة واسعة من الاضطرابات.على الرغم من أنَّ الهذيان والخرف مختلفان بشكلٍ كبيرٍ، إلا أن كليهما يُسببانِ التَّخليط الذهنِي؛

وعندما يُصابُ الشخص بالتخليط الذهني، يُحاولُ الأطباءُ تحديد السبب، أهو الهذيان أم الخرف بالتحديد.

إذا حدث التَّخليط الذهنِي أو تفاقم فجأةً، قد يكون السبب هو الهذيان،وفي مثل هذه الحالات، تكون هناك حاجة إلى الرعاية الطبية بشكلٍ مباشرٍ، لأنَّ الهذيانَ قد ينجُم عن اضطراب خطير،كما أن مُعالَجَة السبب بمجرد التعرُّف إليه يمكن أن تؤدي إلى الشفاءِ من الهذيان غالباً.

إذا كانَ التَّخليطُ الذهنِي يحدث ببطء، فقد يكون السببُ هو الخرف؛وتكونُ هناك حاجة إلى الرعايةِ الطبية ولكن ليس بشكلٍ مُلحٍّ،وقد تبطئ المعالجة من التراجع في الوظائف الذهنية لدى المصابين بالخرف، ولكنها غير فعالة في إيقاف هذا التراجع عادةً.

أسباب الهذيان

يُمكن أن يُؤدي ظهور أو تفاقم العديد من الاضطرابات إلى الهذيان،ويمكن أن يُصاب أي شخص بالهذيان عندما يكون شخصًا بشكلٍ شديد، أو عندما يأخذ أدوية تؤثّر في وظائف الدماغ (الأدوية أو العقاقير نفسية المفعول).

بشكلٍ عام، تنطوي الأَسبَاب الأكثر شيوعًا للهذيان على:

تنطوي الأَسبَابُ الأخرى على الإقامة في المستشفى والجراحة والسحب أو الامتناع عن دواء ما جرى أخذه لفترةٍ طويلةٍ، واضطرابات معيَّنة والسموم.غالبًا ما يتطور الهذيان في أثناء الإقامة في المستشفى عند الأشخاص الذين يعانون من الخرف.

يمكن أن ينجم الهذيان عن حالات أقل شدّة عندَ كبار السن وعند الأشخاص الذين تعرضوا إلى السكتة أو أشخاص الخرف أو داء باركنسون، أو تلف الدماغ بسبب حالة أخرى.وتنطوي الحالات الأقل شدَّة التي يُمكن أن تُحرِّضَ الهذيان على:

  • الأمراض البسيطة (مثل عدوى السبيل البولي)

  • الإمسَاك الشديد

  • الألم

  • استخدام قثطار المثانة (أنبوب رقيق يُستخدم لتصريف البول من المثانة)

  • التَجفاف

  • الحرمان من النوم لفتراتٍ طويلة

  • الحرمان الحسّي (بما في ذلك العزلة الاجتماعية أو عدم إمكانية تأمين النظارات و مُعينات السمع)

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، لا يمكن التعرف إلى سبب الهذيان.

الإقامة في المستشفى (الاستشفاء)

يُمكن أن يُسهِم تواجد المريض في بيئةٍ غير مألوفة، مثل المستشفى، خُصوصًا في وحدة العناية المركزة (ICU)، في الهذيان أو تحرضه،

وفي وحدات العناية المركزة، يَجرِي عزل الأشخاص في غرفة لا تحتوي على نوافذ أو ساعات عادةً،وهكذا يتعرض الأشخاص إلى الحرمان من التحفيز الحسي الطبيعي، ويمكن أن يُصابوا بالتوهان.تحدث عرقلة للنوم من قِبل الموظفين الذين يوقظون الأشخاص في أثناء الليل لمراقبتهم ومعالجتهم، وعن طريق الأصوات العالية لأجهزة المراقبة، وأجهزة الاتصال الداخلي والأصوات في الممرات وأصوات الإنذار.وعلاوةً على ذلك، يعاني معظم الأشخاص في وحدات العناية المركزة من اضطراباتٍ خطيرة وقد تجري مُعالجتهم بأدويةٍ يُمكن أن تُحرِّض الهذيان.

قد يحدُث لدى المرضى في وحدات العناية المركزة نوبات صرعيَّة لا تسبب الاختلاجات (تسمى نوبات لااختلاجية)،ويُمكن أن تُسبب هذه الاختلاجات الهذيان، ولكن قد لا يَجرِي التعرف إلى النوبات الصرعية لأنها لا تسبب الاختلاجات أو الأعراض النموذجية الأخرى للنوبات الصرعية؛وإذا لم يَجرِ التعرف إلى النوبات الصرعية، فقد لا تجري مُعالجتها بشكلٍ مناسب وفوري.

الجراحَة

الهذيان شائعٌ جدًا بعد الجراحةِ أيضًا، وربما بسبب الشدَّة التي تُسببها وأدوية التخدير المُستخدمة في أثنائها ومُسكنات الألم المستخدمة من بعدها.

كما قد يحدث الهذيان أيضًا عندما لا يتمكن الأشخاص الذين هم على وشك الخضوع إلى جراحةٍ من أخذ مادة كانوا يستخدمونها، مثل أحد الأدوية الترويحية أو الكحول أو التبغ؛وعندما يتوقف الأشخاص عن استخدام مثل هذه المواد، قد تظهر لديهم أعراض السَّحب، ومن ضمنها الهذيان.

تعاطي المُخدرات

يُعد استخدام الأدوية والعقاقير الترفيهية السبب الأكثر شيوعًا للهذيان والقابل للعكس.فبالنسبة إلى الأشخاص اليافعين، يُعَدّ تعاطي العقاقير الترويحية والانسمام الكحولي الحاد من الأَسبَاب الشائعة.وبالنسبة إلى كبار السن، تكونُ الأدوية التي يصفها الأطباءُ هي السبب عادةً.

تؤثر الأدوية نفسية المفعول في الخلايا العصبية في الدماغ بشكلٍ مباشر، وتُسبب الهذيان أحيانًا،وهي تنطوي على الآتي:

كما أنَّ هناك العديد من الأدوية الأخرى التي يُمكن أن تُسبب الهذيان أيضًا؛وفيما يلي بعض الأمثلة:

  • الأدوية ذات التأثيرات المضادة للكولين، بما فيها العديد من مضادات الهيستامين التي تُباع من دُون وصفةٍ طبيةٍ

  • الأمفيتامينات amphetamines والكوكايين cocaine، وهي من المنبهات

  • السيميتيدين cimetidine

  • الأدوية التي تخفض ضغط الدَّم (خافضات ضغط الدَّم، بما فيها حاصرات بيتا)

  • الستيرويدات القشرية corticosteroids

  • الديجوكسين وبعض الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج اضطرابات القلب

  • ليفودوبا levodopa

  • مُرخيات العضلات

سَحب الدواء Drug withdrawal

يُمكن أن ينجم الهذيان أيضًا عن التوقف المفاجئ عن أخذ دواء أو عقار اعتاد الشخص على استخدامه لفترة طويلة، مثل أحد المُهدِّئات (البنزوديازيبين أو الباربيتورات)، أو مُسكن للألم أفيونيّ المفعُول.

من الشائع أن يحدث الهذيان عند الأشخاص المصابين باضطراب استعمال الكحول الذين يتوقفون فجأة عن شرب الكحول (يسمى الهَذَيان الارتعاشي)، وعند مستخدمي الهيروين الذين يتوقفون فجأةً عن تعاطيه.

الاضطرابات

يمكن أن تُؤثِّر المستويات غير الطبيعية للكهارل electrolytes في الدم، مثل الكالسيوم أو الصوديوم أو المغنيزيوم، في النشاط الاستقلابي للخلايا العصبية وتؤدي إلى الهذيان،وقد تنجم مستويات الكهارل غير الطبيعية عن استخدام مدر للبول أو التجفاف أو اضطرابات مثل الفشل الكلوي وسرطان واسع الانتشار.

تُسبب المستويات المرتفعة جدًا من السكر في الدَّم (فَرط سُكَّرِ الدَّمِ) أو المنخفضة (نَقص سُكَّرِ الدَّمِ) الهذيان عادةً.

يُسبب (قُصورُ الدَّرَقِيَّة) الهذيانَ مع التلكُّؤ (الخمول lethargy)،ويُسبب (فَرطُ الدَّرَقِيَّة) الهذيانَ مع فرطِ النشاط.

إذا حدث فشل الكبد أو الفشل الكلوي ولم يجر تشخيص أي منهما، يمكن أن يسبب الدواء الذي يأخذه الشخصُ لفترة طويلة الهذيانَ، حتى إن لم يُسبب أية مشاكل في السابق.وبالنسبةِ إلى هذه الاضطرابات، لا يقوم الكبد أو الكلى بمعالجة الأدوية والتخلص منها بشكلٍ طبيعي.ونتيجة لذلك، قد تتراكم الأدوية في الدَّم وتصل إلى الدماغ، ممَّا يَتسبَّب في الهذيان.

بالنسبة إلى الأشخاص اليافعين، (بمجرد أن يجري استبعاد العقاقير والكحول)، يكون سبب الهذيان عادةً هُو:

بالنسبة إلى الأشخاص من كبار السن، يكون السبب غالبًا هُوَ:

ويُمكن أن تُؤثِّر مثل هذه العدوى في الدِّماغ بشكلٍ مباشر.

يمكن أن يؤدي الاعتِلاَل الدِماغِي الفِيرنيكِيّ Wernicke encephalopathy، والذي ينجم عن نقص شديد في فيتامين باء من نوع الثيامين، إلى حدوث التَّخليط الذهنِي والهذيان،وإذا لم تجر مُعالجة الاعتِلاَل الدِماغِي الفِيرنيكِيّ، يُمكن أن يُسبب ضررًا شديدًا في الدماغ أو غيبوبة أو الوفاة.

يُمكن أن تُسبب بعض الاضطرابات (مثل السكتة أو أورام الدماغ أو خراجات الدماغ)، أعراض الهذيان عن طريق إلحاق الضرر بالدماغ مباشرةً.

قد يكون الهذيان العَرض الأوَّل عند كبار السن المصابين بعدوى فيروسية، مثل كوفيد-19.

السُّموم

بالنسبة إلى الأشخاص اليافعين، يُعَدّ تناول السموم، مثل الكُحُول المُحَمِّر rubbing alcohol أو مانع التجمُّد antifreeze، سببًا شائعًا للهذيان.

أضواء على الشيخوخة: الهذيان

يُعدُّ الهذيانُ أكثر شُيوعاً عند كبار السنّ؛وهُو سببٌ شائع لأن يطلب أفرادُ عائلة الأشخاص كبار السن المُساعدةَ من الطبيب في المُستشفى،حيث تتراوح نسبة كبار السن الذين يتعرضون إلى الهذيان في وقتٍ ما في أثناء الإقامة في المستشفى بين 15 إلى 50% تقريبًا.

الأسباب

بالنسبة إلى كِبَار السنّ، يمكن أن ينجُم الهذيان عن أيَّة حالة تسبب الهذيان عند الأشخاص اليافعين،ولكن يمكن أن ينجم أيضًا عن حالات أقل شدّة، مثل:

تجعلُ تغيُّرات مُعيَّنة مرتبطة بالعمر كبارَ السن أكثر عرضة للإصابة بالهذيان؛وتنطَوي هذه التغيُّرات عَلى:

  • زيادة الحساسية للأدوية أو العقاقير

  • تغيّراتُ في الدماغ

  • وجود حالات تزيد من خطر الهذيان

العقاقير: يكون كبار السن أكثر حساسية للعديد من الأدوية والعقاقير.وبالنسبة إلى هذه الشريحة من الأشخاص، تُعدُّ الأدوية التي تؤثِّر في طريقة عمل الدماغ، مثل المهدئات، السببَ الأكثر شُيُوعًا للهذيان،ولكن، قد تسبب الأدوية التي لا تؤثِّر في الحالة العادية في وظيفة الدماغ، بما فيها العديد من الأدوية التي تُباع من دُون وصفة طبية (خُصوصًا مضادَّات الهيستامين)، الهذيانَ أيضًا.يكون كبار السن أكثر حساسية للتأثيرات المُضادَّة للكُولين والموجودة في العديد من هذه الأدوية.ويُعدُّ التَّخليط الذهنِي أحد هذه التأثيرات.

التغيرات المرتبطة بالعمر في الدماغ: يحدث الهذيان في كثير من الأحيان عند كبار السن، ويعود هذا جزئيًا إلى أنَّ بعض التغيرات المرتبطة بالعمر في الدماغ تجعلهم أكثر عرضة للإصابة؛فعلى سبيل المثال، يميلُ كبارُ السن إلى أن يكون لديهم خلايا دماغية أقل ومستويات منخفضة من الأسيتيل كولين acetylcholine، وهوَ مادة تُمكِّنُ خلايا الدماغ من التواصل مع بعضها بعضًا.يُمكن أن تُؤدِّي أيَّة شدَّة (بسبب دواء أو اضطراب أو حالة) تُسبب المزيد من انخفاض مستوى الأستيل كولين، إلى أن يُصبحَ من الصعب على الدماغ القيام بوظائفه،ولذلك بالنسبة إلى كبار السنّ، تكون مثل هذه الأنواع من الشدَّة أكثر ميلاً بشكلٍ خاص لأن تُسبب الهذيانَ.

حالات أُخرى: يكون كبار السن أكثر ميلاً أيضًا لأن تكون لديهم حالات أخرى تجعلهم أكثر عرضةً للهذيان، مثل:

  • السكتة الدماغية

  • الخَرَف

  • مَرض الشلل الرعاش (داء باركنسون)

  • اضطرابات أخرى تسبب التَنَكُّس العصبي

  • استخدام ثلاثة أدوية أو أكثر

  • التجفاف

  • نقصُ التَّغذية

  • عدم الحركة

غالبًا ما يكون الهذيان أول علامة تُشير إلى اضطرابٍ آخر، ويكون خطيرًا في بعض الأحيان.على سبيل المثال، قد يكون العرض الأول عند كبار السن المصابين بكوفيد-19 هو الهذيان، مع عدم وجود أية أعراض أخرى لكوفيد-19 أحيانًا.

الأعراض

يميلُ الهذيان إلى أن يستمرّ لفترة أطول عند كبار السن.

قد يكون من الصعب التعرف إلى التخليطِ الذهني عند كبار السنّ، وهُوَ العرض الأكثر وُضوحًا.قد يحدث الهياج عند اليافعين الذي يُعانون من الهذيان، ولكن يميل كبار السن إلى أن يًصبحوا هادئين ومنعزلين؛وفي مثل هذه الحالات، يكون التعرف إلى الهذيان أكثر صعوبة.

كما تزيد الإصابة بالهذيان أيضًا من خطر بقاء كبار السن المصابين بكوفيد-19 في وحدة العناية المركزة (ICU)، أو الذهاب إلى مرفق إعادة التأهيل بعد خروجهم من المستشفى، أو الوفاة.

إذا حدث السلوك الذهاني عندَ كبارِ السن، فإنه يشيرُ إلى الهذيان أو الخرف عادةً،ومن النادر أن يبدأ الذهان الناجم عن اضطراب نفسي في أثناء الشيخوخة؛

ويكون كبار السن أكثر ميلاً لأن يُعانوا من الخرف، مما يجعل من الصعب التعرف إلى الهذيان.ويُسبب الخرف والهذيان معاً التخليطَ الذهنيّ.يحاول الأطباء التفريق بين الخرف والهذيان عن طريق تحديد مدى سرعة الإصابة بالتَّخليط الذهنِي وكيف كانت الوظيفة الذهنية للشخص في السابق،كما يطرح الأطباءُ أيضًا سلسلة من الأسئلة على الشخص بحيث تنطوي على تقييمٍ لمختلف جوانب التفكير (فحص الحالة الذهنية).يقوم الأطباءُ عادةً بمُعالَجة الأشخاص الذين تتفاقم الوظائف الذهنية لديهم فجأة، حتى وإن كانوا مُصابينَ بالخرف، وذلك كما لو أنَّهم مُصابون بالهذيان حتى يثبُت خلاف ذلك.تزيد الإصابة بالخرف من خطر الإصابة بالهذيان، ويُصاب البعض بالاضطرابين معًا.

العلاج

يُمكن أن يُسببَ الهذيانُ والاستشفاء الذي يتطلبه عادةً العديدَ من المشاكل الأخرى، مثل نقص التغذية والتجفاف وقرحات الضغط؛وقد تكون لهذه المشاكل عواقب خطيرة عند كبار السن؛ولذلك، يمكن أن يستفيد كبار السنّ من المُعالجة التي يُشرف عليها فريق متعدد الاختصاصات، وينطوي هذا الفريق على طبيب واختصاصي العلاج الطبيعي واختصاصي العلاج المهنيّ وممرضات وعاملين اجتماعيين.

الوقاية

للمساعدة على الوقاية من الهذيان عند كبار السن في أثناء الإقامة في المستشفى، يستطيع أفراد العائلة طلب المساعدة من موظفي المستشفى وذلك عن طريق القيام بما يلي:

  • تشجيع الشخص على التحرّك بانتظام

  • وضع ساعة وتقويم في غرفة المريض

  • التقليل من عرقلة نوم المريض والضوضاء في أثناء الليل

  • التأكد من أن الشخص يأكل ويشرب بشكلٍ كافٍ

يستطيعُ أفراد العائلة زيارة الشخص والتحدث معه، ومن ثَمّ المساعدة على أن يبقى في حالة اهتداء.قد يكون المصابين بالهذيان خائفين، ويُمكن أن يكون للصوت المألوف لأحد أفراد الأسرة تأثيرٌ مُطمئنٌ.

أعراض الهذيان

يبدأ الهذيان فجاةً ويستفحلُ خلال ساعاتٍ أو أيام عادةً؛وتختلف تصرفات المصابين بالهذيان ولكنها تشبه تقريبًا تصرفات الشخص الذي يُصبِح في حالة تسمم بالسُّكر أكثر وبشكلٍ مستفحل.

السمة المميزة للهذيان هي:

  • عدم القدرة على الانتباه،

حيث لا يستطيع المصابين بالهذيان التركيز، وذلك يواجهون مشكلة في معالجة المعلومات الجديدة، ولا يمكنهم تذكر الأحداث الأخيرة،وبذلك لا يفهمون ما يدُور من حولهم،ويُصبِحون تائهين.قد يكون التَّخليط الذهنِي المفاجئ حول الوقت، وغالبًا حول المكان (أين يتواجد المرضى) علامةً مبكرة للهذيان؛وإذا كان الهذيان شديدًا، قد لا يعرف الأشخاص من يكونون أو من يكون الآخرون،ويُصبح تفكيرهم مشوشًا ويلقون الكلام على عواهنه، ويُصبح حديثهم غير مترابط أحيانًا.

قد يتقلَّب مستوى الإدراك لدى مرضى الهذيان،أي أنَّهم قد يكونون في حالة تأهب بشكلٍ مفرطٍ في لحظة، ثم يصبحون في حالة نعاس وتلكُّؤ في لحظةٍ أُخرى؛وغالبًا ما تتغير الأعراض الأخرى في غضون دقائق أيضًا، وتميل إلى التفاقم في أثناء المساء (ظاهرة تسمَّى متلازمة الغروب sundowning).

غالبًا ما يتململ المصابين بالهذيان في أثناء النوم أو تنعكس دورة النوم والاستيقاظ لديهم، بحيث ينامون في أثناء النهار ويبقون مستيقظين في الليل.

قد يكون لدى الأشخاص هلاوس بصرية مخيفة وغريبة، حيث يرون أشياء وأشخاصًا غير موجودين؛ويحدث الزور paranoia (مشاعر لا مُبرر لها من التعرض للاضطهاد أو الظلم) عند بعض الأشخاص أو تكون لديهم توهُّمَات (معتقدات خاطئة تنطوي عادةً على سوء فهم التصورات أو الخبرات).

قد تتغير الشخصية والمزاج،ويصبح بعض الأشخاص هادئين جدًّا ومنعزلين بحيث لا يُلاحظ أحد أنَّهم يُعانون من الهذيان،بينما يُصبِحُ آخرون سريعي الانفعال ومهتاجين ومتململين، وقد يزرعون المكان جيئةً وذهابًا.يكون المرضى الذين يُصابون بالهذيان من بعد أخذ مهدئات أكثر ميلاً لأن تُصيبهم حالة من النعاس الشديد، والعزلة الاجتماعية.بالنسبة إلى المرضى الذين أخذوا الأمفيتامينات أو الذين توقفوا عن أخذ المهدئات، قد يصبحون عدوانيين ولديهم فرط في النشاط؛ويحدث تناوُب بين نوعي السُّلُوك عند بعض الأشخاص.

يمكن أن يستمر الهذيانُ لساعات أو أيام أو حتى لفترة أطول، وذلك استنادًا إلى الشدة والسبب؛وإذا لم يَجرِ التعرف إلى سبب الهذيان وعلاجه بسرعة، فقد تزداد لدى الأشخاص حالة النعاس الشديد وعدم الاستجابة، مما يتطلب تحفيزًا قويًا لاستثارتهم (حالة تسمى الذهول stupor)،وقد يؤدي الذهول إلى الغيبوبة أو الوفاة.

هل تعلم...

  • يُشيرُ السلوك الذُهاني الذي يبدأ في سن متأخرة إلى الهذيان أو الخرف عادةً.

تشخيص الهذيان

  • تقييم الطبيب

  • اختبار الحالة الذهنية

  • اختبارات الدم والبول والفحوص التصويرية للتحرّي عن الأَسبَاب المحتملة

يشتبه الأطباء في الهذيان استنادًا إلى الأعراض، خُصوصًا عندما لا يستطيع الأشخاص الانتباه وعندما تتقلب قدرتهم على الانتباه من لحظةٍ إلى أخرى؛ولكن، قد يكون من الصعب التعرف إلى الهذيان الخَفيف،وقد لا يتعرف الأطباءُ إلى الهذيان عند الأشخاص الذين يقيمون في المستشفى.

يجري إدخال معظم الأشخاص الذي يُشتبه في إصابتهم بالهذيان إلى المستشفى لتقييم حالاتهم والحيلولة دُون أن يُسببوا إصابات لأنفسهم أو للآخرين،ويمكن القيام بالإجراءات التَّشخيصية بسرعة وأمان في المستشفى، ويمكن مُعالجة أية اضطرابات يجري التحري عنها بشكلٍ سريعٍ.

نظرًا إلى أنَّ الهذيان قد يكون ناجمًا عن اضطرابٍ خطير يُمكن أن يقضي على حياة المريض بسرعة، يحاولُ الأطباءُ التعرف إلى السببِ في أسرعِ وقتٍ مُمكن،حيثُ أن مُعالَجَة السبب بمجرد التعرف إليه يُمكن أن تؤدي إلى الشفاء من الهذيان.

يحاولُ الأطباءُ في البداية التفريق بين الهذيان والاضطرابات الأخرى التي تؤثر في الوظيفة الذهنية؛ويقومُ الأطباء بهذا من خلال جمع أكبر قدر ممكنٍ من المعلومات حول التاريخ الطبي للشخص، وعن طريق إجراء الفَحص السَّريري، وعن طريق الاختبارات.

التَّاريخُ الطبِّي

يسأل الأطباءُ الأصدقاءَ أو أفراد العائلة أو غيرهم من الأشخاص الذين هم على معرفة بوضع الشخص عن معلوماتٍ حوله، وذلك لأن المصابين بالهذيان لا يمكنهم الإجابة عن هذه الأسئلة عادةً،وتنطوي الأسئلة على ما يلي:

  • كيف بدأ التَّخليط الذهنِي (فجأةً أو تدريجيًا)

  • مدى سرعة استفحاله

  • كيف كانت تبدو الصحة البدنية والذهنية للشخص

  • ما هي العقاقير (بما فيها الكحول والعقاقير الترويحية، خُصوصًا إذا كان الشخص أصغر سنًا) والمكملات الغذائية (بما في ذلك الأعشاب الطبية) التي يستخدمها الشخص

  • ما إذا كانت هناك أية أدوية بدأ المريض باستخدامها أو توقّف عن استخدامها مؤخرًا

كما قد يجري أيضًا الحصول على معلومات من السجلات الطبية أو الشرطة أو الموظفين في قسم الطوارئ، أو عن طريق الأدلة مثل علب الحبوب ووثائق معيَّنة،حيثُ يُمكن أن تُشيرُ الوثائق مثل دفتر الشيكات أو الرسائل الحديثة أو الإشعارات بالفواتير غير المدفوعة أو المواعيد الفائتة إلى حدوث تغيير في الوظيفة الذهنية.

إذا كان الهذيان مصحوبًا بالهياج أو الهلاوس أو التوهمات أو الزور، فينبغي تفريقه عن الذُهان الذي يحدُث بسبب اضطرابٍ نفسي، مثل العِلَّة الهَوَسِيَّة الاكتِئابِيَّة manic-depressive illness أو الفصام.في الحالة العادية، لا يحدث تخليط ذهني أو فقدان للذاكرة عند المصابين بالذُهان الناجم عن اضطرابٍ نفسي، ولا يتغير مستوى الوعي لديهم.يُشيرُ السلوك الذُهاني الذي يبدأ في سن متأخرة إلى الهذيان أو الخرف عادةً.

الجدول

الفحصُ السريري

في أثناء الفَحص السَّريري، يتحرَّى الأطباء عن علامات لاضطرابات يُمكن أن تُسبب الهذيان، مثل حالات العدوى والتجفاف؛كما يقومون بفحص عصبيّ أيضًا.

اختبار الحالة الذهنية

يخضع المرضى الذين قد يكونونَ مُصابينَ بالهذيان إلى اختبار الحالة الذهنية،وفي البِداية، تُطرح عليهم أسئلة لتحديد ما إذا كانت المشكلة الرئيسية هي عدم القدرة على الانتباه؛فعلى سبيل المثال، يقوم الأطباءُ بقراءة قائمة قصيرة أمامهم ويطلبون منهم تكرارُها،وينبغي على الأطباء تحديد ما إذا كان الأشخاص يُسجِّلون ما يُقرأ لهم،فمرضى الهذيان لا يُمكنهم فعل ذلك.كما ينطوي اختبار الحالة الذهنية على أسئلة ومهام أخرى أيضًا، مثل اختبار الذاكرة القصيرة المدى والطويلة المدى وتسمية الأشياء وكتابة الجمل ونسخ الأشكال.قد يُعاني المصابين بالهذيان من التخليط الذهني أو الهياج أو العزلة بشكلٍ شديد بحيث يصعب عليهم الاستجابة إلى هذا الاختبار.

الاختبارات

يجري أخذ وتحليل عينات من الدَّم والبول عادةً للتحري عن اضطرابات يعتقدُ الأطباءُ أنها قد تُسبب الهذيان؛فعلى سبيل المثال، تُعدّ المشاكل في الكهارل ومستويات سكر الدم واضطرابات الكبد والكلى من الأَسبَاب الشائعة للهذيان؛ولذلك يقوم الأطباءُ بإجراء اختبارات للدم لقياس مستويات الكهارل وسكَّر الدم ولتقييم وظائف الكبد والكليتين عادةً.وإذا اشتبه الأطباءُ في اضطراب الغُدَّة الدرقية، قد يستخدمون اختبارات لتقييم وظيفة هذه الغدَّة؛أو إذا كان الأطباء يشتبهون في أن بعض الأدوية قد تكون السبب، فقد يقومون باختبارات لقياس مستويات الدواء في الدم.ويمكن أن تساعد هذه الاختبارات على تحديد ما إذا كانت المستويات مرتفعة بما يكفي ليكون لها تأثيرات ضارة، وما إذا أخذ الشخصُ جرعةُ زائدة.

قد يستخدم الأطباء الاستنبات cultures للتحري عن حالات العدوى.وقد يستخدمون تصوير الصدر بالأشعَّة السِّينية لتحديد ما إذا كان الالتهاب الرئوي هو السبب في الهذيان، خصوصًا عند كبار السن الذين يتنفسون بسرعة، وما إذا كان لديهم حُمَّى أو سعال أو لم يكُن لديهم.

يستخدِمُ الأطباءُ التصوير المقطعي المُحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ عادةً،

ويقومون أحيانًا باختبارٍ يسجل النشاط الكهربائي للدماغ (تخطيط كهربية الدماغ electroencephalography) لتحديد ما إذا كان الهذيان ناجمًا عن اضطراب صرعيّ.

قَد يجري استخدام تخطيط كَهربيَّة القلب وقياس التأكسج النبضي (باستخدام مجسّ يقيسُ مستويات الأكسجين في الدم)، وتصوير الصدر بالأشعَّة السِّينية لتقييم وظائف القلب والرئتين.

بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم حُمَّى أو صُداع، قد يستخدم الأطباء البزل القطنيّ للحصول على عينة من السَّائِل الشوكي للتحليل،حيثُ يُساعد مثل هذا التحليل الأطباء على استبعادِ العدوى أو النزف حول الدماغ والحبل الشوكي كأسباب محتملة.

علاج الهذيان

  • مُعالَجة السبب

  • تدابير عامَّة

  • تدابير لضبط الهياج

يجري إدخال معظم المصابين بالهذيان إلى المستشفى؛ولكن عندما يمكن تصحيح سبب الهذيان بسهولة (على سبيل المثال، عندما يكون السبب هو انخفاض مستوى السكر في الدم)، تجري مراقبة الأشخاص لفترة قصيرة في قسم الطوارئ، ويمكنهم بعد ذلك العودة إلى منازلهم.

معالجة السبب

حالما يجري التعرف إلى السبب، يقوم الأطباءُ بتصحيحه أو معالجته على الفور؛فعلى سبيل المثال، يُعالج الأطباء العدوى بالمضادَّات الحيوية ويُعالجون التَجفافٌ بالسوائل والكهارل التي تُعطى عن طريق الوريد، ويُعالجون الهذيان الناجم عن التوقف عن شرب الكحول بالبنزوديازيبينات (بالإضافة إلى تدابير لمساعدة الأشخاص على عدم العودة لشُرب الكحول مَرَّةً أخرى).

تُساعد المعالجة الفورية للاضطراب الذي يُسبب الهذيان على الوقاية من الضررِ الدائم في الدماغ، وقد تُؤدي إلى شفاء كاملٍ عادةً.

يجري إيقاف أية أدوية قد تكون السبب في تفاقم الهذيان إذا كان ذلك ممكنًا.

التدابيرُ العامة

التدابير العامة مهمةٌ أيضًا،

حيث يقوم الأطباء بتأمين بيئة هادئةٍ ومريحة قدر الإمكان،وينبغي أن تكون مضاءة جيدًا لتمكين الأشخاص من التعرف إلى الأشياء والأشخاص في غرفتهم ومكان تواجدهم.يمكن أن يُساعد وضع ساعة وتقويم وصور عائلية في الغرفة على الاهتداء،وفي كلِ فرصة، ينبغي على الموظفين وأفراد الأسرة طمأنة الأشخاص وتذكيرهم بالوقتِ والمكان.ينبغي شرح الإجراءات قبل تنفيذها وبعد الانتهاء منها.ينبغي تمكين المرضى الذين يحتاجون إلى نظارات أو مُعينات للسمع من الحصول عليها.

يكون المصابين بالهذيان عرضة للعديد من المشاكل، بما فيها التجفاف ونقص التغذية وسلس البول والسقوط وقرحات الضغط؛وتحتاج الوقاية من هذه المشاكل إلى رعاية دقيقة،وهكذا قد يستفيد الأشخاص وخُصوصًا كبار السن من المعالجة التي يُشرف عليها فريق متعدد الاختصاصات، وينطوي هذا الفريق على طبيب واختصاصي العلاج الطبيعي واختصاصي العلاج المهنيّ وممرضات وعاملين اجتماعيين.

تَدبيرُ الهياج

قد يتسبب المرضى الذين لديهم هياج شديد أو هلاوس بإصابة أنفسهم أو الأشخاص الذين يقدمون الرعاية إليهم؛ويمكن أن تُساعد التدابير التالية على الوقاية من مثل هذه الإصابات:

  • تشجيع أفراد العائلة على البقاء مع الشخص.

  • وضع الشخص في غرفة بالقرب من قسم الممرضات.

  • قد يُؤمِّنُ المستشفی مُرافقًا يبقى مع الشخص.

  • تُبسّط الخطة العلاجية الدوائية للشخص بقدر الإمكان.

  • لا يجري استخدام أجهزة مثل الخطوط الوريدية أو قثاطر المثانة أو الأربطة (القيود) المُبطَّنة إن أمكن، وذلك لأنها يمكن أن تزيد من التشويش عند الشخص وتُضايقه، مما يزيد من خطر الإصابة،

ولكن في بعض الأحيان وفي أثناء فترة الإقامة في المستشفى، ينبغي استخدام مثل هذه الأربطة، وذلك لمنع الشخص من سحب الخطوط الوريدية ووقايته من السقوط على سبيل المثال.يجري تطبيق الأربطة أو القيود بعناية من قبل أحد الموظفين المدربين على استخدامها، وتجري إزالتها على فتراتٍ منتظمة، ويجري التوقف عن استخدامها في أقرب وقتٍ ممكن لأنها يمكن أن تُزعج الشخص وتُفاقم من الهياج.

يجري استخدام أدوية لضبط الهياج فقط من بعد أن تكون جميع التدابير الأخرى غير فعالة،ويجري عادةً استخدام نوعين من الأدوية لضبط الهياج، ولكن لا يُعدُّ أي منهما مثاليًا:

  • يجري استخدام الأدوية المُضادَّة للذهان في مُعظَم الأحيان.ولكنها قد تطيل فترة الهياج أو تفاقمه، ويكون لبعض هذه الأدوية تأثيرات مضادة للكُولين، بما في ذلك التخليط الذهني وتغيُّم الرؤية والإمساك وجفاف الفم وخفَّة الرأس و صعوبة البدء والاستمرار في التبوُّل وضعف في ضبط عملية التبول.يكون لمُضادَّات الذهان الحديثة، مثل ريسبيريدون risperidone وأولانزابين olanzapine والكويتيابين quetiapine، تأثيرات جانبية أقل من مضادَّات الذهان القديمة، مثل هالوبيريدول haloperidol؛ولكن إذا جرى استخدامها لفترة طويلة، فقد تُسبب الأدوية الحديثة زيادة في الوزن ومستويات غير طبيعية من الشحوم فرط شحوم الدم)، وزيادة خطر السكري من النوع الثاني.بالنسبة إلى كبار السن الذين لديهم ذهان وخرف، قد تزيدُ هذه الأدوية من خطر السكتة والوفاة.

  • يجري استخدام البنزوديازيبينات (وهي نوع من المهدئات)، مثل لورازيبام، عندما يكون الهذيان ناجمًا عن السحب عن مهدئ أو الكحُول،ولا تستخدم البنزوديازيبينات لعلاج الهذيان الناجم عن حالات أخرى، وذلك لأنها يمكن أن تُفاقم من التخليط الذهني أو النعاس أو كليهما عند الأشخاص،

ولذلك يكون الأطباء حذرين عند وصفِ هذه الأدوية، خُصوصًا لكبار السن.ويستخدمونَ أقل جرعة ممكنة ويوقفون الدواء في أقرب وقت ممكن.

مآل الهذيان

يتعافى معظمُ المصابين بالهذيان بشكلٍ كاملٍ إذا جَرَى التعرف إلى الحالة التي تُسببه ومُعالجتها بسرعة،وأي تأخير يقلل من فرص التعافي الكامل؛وحتى عندما تجري مُعالَجَة الهذيان، قد تستمر بعض الأَعرَاض لأسابيع أو أشهر عديدة، ويمكن أن يحدث تحسُّن، ولكن ببطء.بالنسبة إلى بَعض الأشخاص، يستفحل الهذيان ويُصبح خللاً مزمنًا في وظائف الدماغ، ويُشبه الخرف.

يكون المصابين بالهذيان المقيمون في المستشفى أكثر ميلاً لأن تحدث لديهم مُضَاعَفات في المستشفى (بما فيها الوفاة)، وذلك بالمقارنة مع المصابين الذين لا يُعانون من الهذيان؛وتقضي نسبة تتراوح بين نحو 35 إلى 40% من المصابين بالهذيان نحبهم في أثناء إقامتهم في المستشفى خلال عامٍ واحدٍ، ولكن يكون سبب الوفاة اضطرابًا آخر خطيرًا غالبًا، وليس الهذيان نفسه.

بالنسبة إلى المصابين بالهذيان الذين يقيمون في المُستشفى، وخُصوصًا كبار السنّ، تكون فترة إقامتهم أطول وتكاليف معالجتهم أعلى، ويحتاجون إلى فترةٍ أطول للتعافي من بعد مغادرة المستشفى.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID