التليُّف الكيسي

حسبBeryl J. Rosenstein, MD, Johns Hopkins University School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1442

التليُّف الكيسي مرضٌ وراثي يسبِّب قيام بعض الغدد بإنتاج مُفرَزات سميكة غير طبيعية، ممَّا يؤدِّي إلى ضَرَر الأنسجة والأعضاء، وخاصَّة في الرئتين والجهاز الهضمي.

  • ينجم التليُّفُ الكيسي عن تحورات جينية موروثة تسبِّب مُفرَزات سميكة ولزجة تسدّ الرئتين وغيرهما من الأعضاء.

  • وتشتمل الأَعرَاضُ النموذجية على انتفاخ البطن، والبراز الرخو، ونقص اكتساب الوزن، وكذلك السُّعال، والتنفُّس الوَزيزي، وعدوى الجهاز التنفُّسي المتكرِّرة طوالَ الحياة.

  • ويستندُ التَّشخيصُ إلى نتائج اختبار العرق أو الاختبارات الجينيَّة.

  • نصفُ الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض في الولايات المتّحدة بالغون.

  • تشتمل المُعالجَاتُ على المضادَّات الحيوية، ومُوسِّعات القصبات، وأدوية تمييع مُفرَزات الرئة (حالاَّت المخاط)، ومُعالجَات تنظيف مجرى الهواء في مشاكل الجهاز التنفُّسي، ومكمِّلات إنزيمات البنكرياس والفيتامينات لمشاكل الجهاز الهضمي، ودواء لتحسين وظيفة بروتين التليُّف الكيسي لدى الأشخاص الذين يعانون من تحورات جينية.

  • ويستفيد بعضُ الأشخاص من زرع الكبد و الرئة.

التليُّفُ الكيسي هو المرضُ الوراثي الأكثر شُيُوعًا الذي يؤدِّي إلى نقص متوسِّط العمر بين أصحاب العرق الأبيض.ففي الولايات المتحدة، يحدث المرضُ عند نَحو 1 من بين 3,300 من الرضَّع البيض وعند 1 من بين 15,300 من الرضع السُّود.يكون نادرًا عند الأشخاص من أصول آسيوية.وبما أنَّ التحسُّن في العلاجِ قد أمدَّ في متوسِّط العمر المتوقَّع لدى الأشخاص الذين يعانون من التليُّف الكيسي، لذلك فإنَّ حوالى نصف الأشخاص المُصابين بهذا المرض في الولايات المتّحدة هم من البالغين.كما أنَّ التليُّفَ الكيسي شائعٌ بينَ الفتيان والفتيات أيضًا.

التليُّفُ الكيسي: ليس مجرَّد مرض رئوي

يصيب التليُّفُ الكيسي الرئتين، وعددًا من الأعضاء الأخرى أيضًا.

في الرئتين، تؤدِّي مُفرَزات القصبات السَّميكة إلى سدِّ المَسالِك التنفسية الصَّغيرة، والتي تصبح مصابة بالعدوى والالتهاب.ومع تقدُّم المرض، تتثخَّن جدران القصبات، وتتملئ المشالك الهوائية بمُفرَزات مصابة بالعدوى، وتنكمس مناطق من الرئة، وتتضخَّم العُقَد اللِّمفِية.

أمَّا في الكبد، فتسدّ المفرَزات السَّميكة القنوات الصفراوية، ممَّا قد يؤدِّي إلى ضَرَر الكبد.وقد تظهر حصياتٌ في المرارة.

وأمَّا في البنكرياس، قد تسدُّ المفرَزاتُ السَّميكة الغُدَّة تمامًا، بحيث لا يمكن أن تصلَ الإنزيمات الهضمية إلى الأمعاء.وقد يقلّ إنتاجُ البنكرياس من الأنسولين، لذلك يحدث لدى بعض الأشخاص مرضُ السكَّري (في مرحلة المراهقة أو بعد البلوغ عادة).

وفي الأمعاء الدقيقة، يمكن أن ينجمَ عِلَّوص العقي (نوع من انسداد الأمعاء) عن المفرَزات السَّميكة، وقد يتطلَّب جراحةً في حديثي الولادة.

وتتأثَّر الأعضاءُ التناسلية بالتليُّف الكيسي بطرق مختلفة، ممَّا يؤدي إلى العُقم لدى الذكور عادة.

وتفرز الغددُ العرقية في الجلد سائلاً يحتوي على المزيد من الملح أكثر من المعتاد.

أسباب التليُّفُ الكيسي

الجينات غير الطبيعيَّة

يحدث التليُّفُ الكيسي عندما يرث الشخصُ نسختين مَعيبتين (تحورات) لجين معيَّن، واحدة من كلٍّ من الوالدين.ويُسمَّى هذا الجين منظِّم موصِّلية الغشاء في التليُّف الكيسي cystic fibrosis transmembrane conductance regulator (CFTR).هناك عدد من التحورات التي تصيب جينة CFTR.فمثلًا، يُسمَّى أكثرها شُيوعًا تحور F508del.يتحكّم جين CFTR في إنتاج البروتين الذي ينظِّم حركةَ الكلوريد والصوديوم (الملح) عبر أغشية الخلايا.تؤدي التحورات في الجين CFTR إلى خلل وظيفي في البروتين.عندما لا يعمل البروتين بشكل صحيح، تتعطَّل حركة الكلوريد والبيكربونات والصوديوم، ممَّا يؤدِّي إلى زيادة سماكة المُفرَزات في جميع أنحاء الجسم.

في جميع أنحاء العالم، يحمل نَحو 3 من 100 شخص أبيض نسخة مَعيبة واحدة من الجين CFTR.الأشخاصُ الذين لديهم نسخة واحدة مَعيبة هم حَملة، ولكنَّهم هم أنفسهم لا يُصابُون بالمرض.ويرث نَحو 3 من 10,000 شخص أبيض اثتنين من النُّسَخ المعيبة من الجينات، ويُصابون بالتليُّف الكيسي.

المُفرَزاتُ غير الطبيعيَّة

يُؤثِّر التليُّفُ الكيسي في عددٍ من الأعضاء في جميع أنحاء الجسم، وجميع الغدد التي تفرز السوائل نحو القنوات (الغدد الخارجيَّة الإفراز exocrine glands) تقريبًا.

الأعضاء الأكثر إصابة هي

  • الرئتان

  • البنكرياس

  • الأمعاء

  • الكبد والمَرارة

  • الأعضاء التناسليَّة

تكون الرئتان طبيعيتين عندَ الولادة، ولكن يمكن أن تَحدُثَ المشاكل في أيِّ وقت بعدَ ذلك عندما تبدأ المُفرَزات السميكة بسدِّ المَجاري الهوائية الصغيرة (السُّدادات المخاطيَّة).يؤدِّي الانسدادُ إلى حالاتٍ من العَدوَى الجُرثومِيَّة المزمنة والالتهاب الذي يسبِّب أضرارًا دائمة في القصبات (توسُّع القصبات).تجعل هذه المشاكلُ التنفُّس صعبًا على نحوٍ متزايد، وتقلِّل قدرةَ الرئتين على نقل الأكسجين إلى الدم.كما قد يحدث المرضى أيضًا التهابات بكتيرية متكرِّرة الجهاز التنفُّسي، تؤثِّر في الجيوب.

وفي البنكرياس، يؤدِّي انسدادُ القنوات إلى منع الإنزيمات الهضمية من الوصول إلى الأمعاء.ويؤدِّي نقصُ هذه الإنزيمات إلى ضعف امتصاص الدهون والبروتينات والفيتامينات (سوء الامتصاص).ويمكن أن يؤدي هذا الامتصاص الضعيف، بدوره، إلى نقص التغذية وسوء النموّ.وفي نهاية المطاف، يمكن أن يصبحَ البنكرياس متندِّبًا، ولا يعود يُنتِج ما يكفي من الأنسولين، لذلك يُصاب بعضُ الأشخاص بداء السكَّري.ولكنَّ نَحو 5 إلى 15٪ من الأشخاص الذين لديهم التليُّف الكيسي ويحملون تحورات معيّنة لا تحدث عندهم مشاكل في الجهاز الهضمي بسبب البنكرياس.

يمكن أن تصبحَ الأمعاء مسدودة بالمُفرَزات السَّميكة.وهذا الانسدادُ شائعٌ بعدَ الولادة مباشرة، لأن محتويات القناة الهضمية لدى الجنين (تُسمَّى العقي meconium) تكون سميكة بشكلٍ غير طبيعي.ويسمّى هذا الانسداد في الأمعاء الدقيقة عِلَّوص العِقي وفي الأمعاء الغليظة يسمى مُتلازمة سدادة العقي.وقد يكون لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين أيضًا مشاكلُ مع الإمساك وانسداد الأمعاء (مُتلازمة انسداد الأمعاء القاصية distal intestinal obstruction syndrome).

يمكن أن يُسدَّ الكبد والمرارة بالمُفرَزات السَّميكة، والتي يمكن أن تسبِّب تندّب الكبد (التليّف) في نهايةِ المَطاف.وقد تظهر حصيات في المرارة.

ويمكن أن تُسدَّ الأعضاء التناسلية بالمُفرَزات السَّميكة، ممَّا قد يسبِّب العُقم.يعاني جميع الرجال تقريبًا من العُقم، ولكنَّ العُقم هو أقل شُيُوعًا بكثير في النساء.

تفرز الغدد العرقيَّة سوائل تحتوي من الملح أكثر من المعتاد، ممَّا يزيد من خطر الجفاف.

أعراض التليُّف الكيسي

يمكن أن تختلفَ أعراضُ التليُّف الكيسي تبعًا لعمر الشخص.

الأطفالُ حديثو الولادة والأطفال الصِّغار

يعانى حوالى 10٪ من حديثي الولادة المصابين بالتليُّف الكيسي من عِلَّوص العِقي، والذي يسبِّب القيء، وانتفاخ البطن، وغياب التغوط.ويتضاعف عِلَّوصُ العِقي في بعض الأحيان بانثقاب الأمعاء، وهو حالة خطيرة تسبِّب العدوى والتهاب الصفاق (التهاب الأنسجة في بطانة تجويف البطن وأعضاء البطن)؛ وإذا لم تعالج، تحدث الصدمة والموت.يكون لدى بعض الأطفال حديثي الولادة التواء في الأمعاء على نفسه (انفتال)، أو تخلُّق غير مكتمل للأمعاء.والأطفال حديثو الولادة الذين يكون لديهم عّلوص العقي meconium ileus تظهر على الدوام تقريبًا أعراضٌ أخرى للتليُّف الكيسي.

والعرضُ الأوَّل للتليّف الكيسي في الرضيع الذي لم يُصَب بعِلَّوص العقي غالبًا ما يكون التأخّر في استعادة وزن الولادة، أو ضعف زيادة الوزن في 4 إلى 6 أسابيع من العمر.ويرجع هذا الضعف في زيادة الوزن إلى ضعف امتصاص المواد الغذائية المتعلقة بالكمِّياتِ غير الكافية لإنزيمات البنكرياس.يكون لدى الرضيع برازٌ زيتي متكرِّر، وغزير، ذو رائحة كريهة، وربما يحدث لديه انتفاخ (أو توسُّع) في البطن.وإذا بقيَ الأمرُ من دون علاج، فإنَّ زيادة الوزن لدى الرضّع والأطفال الأكبر سنًا تكون بطيئة على الرغم من الشهية الطبيعية أو الكبيرة.

الأطفالُ الأكبر سِنًّا والبالغون

ما لم يَجرِِ التَّشخيصُ من خلال فحص حديثي الولادة، يَجرِي أخذُ نَحو نصف الأطفال الذين يعانون من التليُّف الكيسي لأول مرَّة إلى الطبيب بسبب السعال المتكرِّر، والوَزيز التنفُّسي، والتهابات الجهاز التنفُّسي.وغالبًا ما يترافق السُّعال، وهو من الأَعرَاض الأكثر وضوحًا، مع التهوٌّع والقيء والنوم المضطرب.وقد يواجه الأطفالُ صعوبةً في التنفُّس، أو يعانون من الوزيز التنفُّسي، أو من كليهما.ومع تفاقم المرض، يُصاب الأطفالُ بنقص القدرة على ممارسة التمارين الرياضية، وغالبًا ما تحدث الالتهابات الرئوية أكثر، ويصبح الصدر على شكل برميل، وتؤدذِي عدم كفاية الأكسجين إلى تعجُّر الأصابع ( انظر التعجُّر Clubbing) وازرقاق سرير الأظافر.وقد تتشكَّل زوائد لحمية (سلائل) في الأنف.وقد تمتلئ الجيوبُ بمُفرَزاتٍ سَميكة، ممَّا يؤدِّي إلى التهابات الجيوب المزمنة أو المتكرِّرة.

ويمكن أن تحدث لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين نوباتٌ من الإمساك، أو يحدث لديهم انسداد متكرِّر، ومزمن في الأمعاء أحيَانًا.وتشتمل الأَعرَاضُ على تغيُّر في نمط البراز، وآلام ماغصة في البطن، ونقص في الشهية، وقيء أحيَانًا.الارتجاع المعدي هو أمرٌ شائع نسبيًا بينَ الأطفال والبالغين.

عندما يتعرَّق الطفلُ أو البالغ الذي يعاني من التليُّف الكيسي بشكل مفرط في الطقس الحار أو بسبب الحمَّى، قد يحدث التجفاف بسبب زيادة فقدان الملح والماء.قد يلاحظ الآباء تشكُّلَ بلورات الملح أو حتى طعم مالح على جلد طفلهم.

وكثيرًا ما يبطئ النمو عندَ المراهقين ويحدث تأخّر سن البلوغ.ومع تفاقم المرض، تصبح عدوى الرئة مشكلةً رئيسية.وتؤدِّي العدوى الرئوية المتكرّرة إلى تخرُّب تدريجي في الرئتين.

مُضَاعَفاتِ التليُّف الكيسي

يُذكَر أنَّ هناك العديد من مُضَاعَفاتِ التليُّف الكيسي؛

حيث قد يؤدي عدمُ كفاية امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون A و D و E و K إلى العمى الليلي، وقلَّة العظام (انخفاض كثافة العظام)، هشاشة العظام، وفقر الدم، واضطرابات النَّزف.قد تتبارز بطانة المستقيم من خلال فتحة الشرج عند الأطفال الرضع والدارجين غير المعالجين، وهي حالةٌ تسمَّى هبوط المستقيم.وفي حالاتٍ نادرة، قد يحدث لدى الرضَّع الذين يعانون من التليُّف الكيسي والذين تلقوا مستحضرات فول الصويا أو المستحضرات القليلة الحساسيَّة فقرُ الدَّم وتورّم الأطراف، لأنهم لا يمتصُّون ما يكفي من البروتين.

وتشتمل مُضَاعَفاتُ التليُّف الكيسي لدى المراهقين والبالغين على تمزق الأكياس الهوائيَّة الصغيرة في الرئة (الحويصلات الهوائية) نحوَ الحيِّز الجنبي (المسافة بين الرئة وجدار الصدر).وهذا التمزقُ يمكن أن يسمح بدخول الهواء نحو الحيِّز الجنبي (الاسترواح الصدري)، الذي يؤدِّي إلى انخماص الرئة.وتشتمل المُضَاعَفاتُ الأخرى على قصور القلب والنزف الضخم أو المتكرر في القصبات.

About 2% of children, 20% of adolescents, and up to 50% of adults with cystic fibrosis develop insulin-dependent diabetes because the scarred pancreas can no longer produce enough insulin.

ويمكن أن يؤدي انسدادُ القنوات الصفراوية بواسطة المُفرَزات السميكة إلى الاتهاب ، وفي نهاية المطاف إلى تندب الكبد (التليُّف أو التشمُّع الكبدي) في نَحو 3 إلى 4٪ من الأشخاص الذين يعانون من التليُّف الكيسي.وقد يزيد تليفُ الكبد (التشمُّع) من الضغط في الأوردة التي تدخل الكبد (ارتفاع ضغط الدَّم البابي)، ممَّا يؤدِّي إلى أوردة هشة متوسِّعة في الطرف السفلي من المريء (دوالي المريء)، يمكن أن تتمزَّق وتنزف بغزارة.

وفي جميع الأشخاص المصابين بالتليُّف الكيسي تقريبًا، تكون المرارةُ صغيرة، مليئة بالصفراء السَّميكة، ولا تعمل بشكل جيِّد.وفي حوالى 10٪ من الأشخاص تحدث حصيات في المرارة، ولكنَّ نسبة صغيرة فقط تظهر الأَعرَاض لديها.ونادرًا ما يحتاج الأمرُ إلى الإزالة الجراحيَّة للمرارة.

الأشخاصُ الذين يعانون من التليُّف الكيسي غالبًا ما يعانون من ضعف وظيفة الإنجاب.وكلّ الرجال تقريبًا يكون لديهم عدد قليل من الحيوانات المنوية أو غياب فيها (ممَّا يجعلهم عقيمين)، لأن أحدى قناتي الخصية (الأسهر) تكون قد نمَت بشكل غير طبيعي ومنعت مرورَ الحيوانات المنوية.أمَّا في النساء، فتكون مُفرَزات عنق الرحم سميكة جدًّا، ممَّا يَتسبَّب في انخفاض الخُصُوبَة إلى حدٍّ ما.ولكنَّ العديدَ من النساء اللواتي لديهن التليُّف الكيسي حملن وولدن.ترتبط نتائجُ الحمل لدى كل من الأم والوليد بالحالة الصحية للأم في أثناء الحمل؛ولكنَّ الوظيفة الجنسية لا تنخفض لدى الرجال أو النساء.

وقد تشتمل المُضَاعَفاتُ الأخرى على التهاب المفاصل، والألم المزمن ومشاكل في النوم وتوقف التنفس الانسدادي خلال النوم وحصى الكلى، ومرض الكلية، والاكتئاب، والقلق، وفقدان السمع الحسي العصبي، وطنين الأذن الناجم عن التعرض للأدوية التي تلحق الضرر بالأذنين (وخاصة الأمينوغليكوزيدات)، وزيادة خطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، والبنكرياس، والأمعاء.

تشخيص التليُّف الكيسي

  • اختبار التحرِّي عندَ حديثي الولادة

  • اختبار العَرق

  • الاختبارات الجينيَّة

  • تحري حَمَلة الجينات

  • اختباراتٌ أخرى

تحرِّي حديثي الولادة أو الولدان

تُجرَى اختبارات التحرِّي للتليف الكيسي على جميع المواليد الجدد في الولايات المتحدة؛حيث يجري جمع قطرة من الدَّم على قطعة من ورق الترشيح، ويَجرِي قياس مستوى التربسين (إنزيم هضمي من البنكرياس).إذا كان مستوى التربسين في الدَّم مرتفعًا، يخضع المواليد الجدد لاختبارات مؤكدة. تشتمل على اختبارات العرق أو الاختبارات الجينيَّة.معظم الحالات الجديدة من التليُّف الكيسي يَجرِي تحديدها الآن عن طريق اختبارات تحرِّي حديثي الولادة.

إذا لم يَجرِ تحرِّي الأطفال حديثي الولادة، فيكون تأكيدُ تشخيص التليُّف الكيسي عادة في مرحلة الرضاع أو الطفولة المبكِّرة، ولكن التليُّف الكيسي لا يكشف حتى المراهقة أو البلوغ المبكِّر في نَحو 10٪ من الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.

اختبارُ العَرَق

يُجرى اختبار العرق لدى الأطفال حديثي الولادة الذين لديهم اختبار تحرٍّ إيجابي، وعند الرضع والأطفال وكبار السن الذين لديهم أعراض تشير إلى التليُّف الكيسي.وهذا الاختبار، الذي يَجرِي على أساس العيادات الخارجية، يقيس كمية الملح في العرق.يُوضَع دواء بيلوكاربين pilocarpine على الجلد لتحفيز التعرّق، ويَجرِي وضع ورقة الترشيح أو أنابيب رفيعة على الجلد لجمع العَرَق؛ثم يَجرِي قياسُ تركيز الملح في العرق.ويؤكد تركيز الملح الأعلى من المعتاد تشخيصَ التليُّف الكيسي في الأشخاص الذين لديهم أعراضُه، أو الذين لديهم أشقاء مصابين بالتليُّف الكيسي.على الرغم من أنَّ نتائج هذا الاختبار صالحة في أي وقت بعد أن يصبح الوليد بعمر 48 ساعة، قد يكون جمع عَيِّنَة من العرق بما فيه الكفاية من حديثي الولادة الأصغر سنًا بعمر أقل من نَحو أسبوعين صعبًا.

الاختباراتُ الجينيَّة

يمكن أن تساعد الاختباراتُ الوراثية للجين غير الطبيعي CFTR على تشخيص التليُّف الكيسي في الوليد الذي لديه اختبار تحرٍّ إيجابي، أو في الشخص الذي يظهر واحدًا أو أكثر من الأَعرَاض النموذجية، أو لديه شقيق مصاب بالتليُّف الكيسي.إن العثورُ على اثنين من جيناتِ التليُّف الكيسي غير الطبيعية (التحورات) ينسجم مع تشخيصِ التليُّف الكيسي.ولكن، لا يزال هناك حاجة إلى اختبار إيجابي للعرق لتأكيد التَّشخيص.وبالإضافة إلى ذلك، وبما أنَّ الاختبارات الوراثيَّة النموذجيَّة لا تبحث عن كلّ الطفرات التي تمثِّل أكثر من 2,000 طفرة من تحورات التليُّف الكيسي المختلفة، لا يضمن عدم الكشف عن اثنين من التحورات أنَّ الشخص غير مصاب بالتليُّف الكيسي (على الرغم من أن فرصة وجود التليُّف الكيسي منخفضة جدًا).يمكن تشخيصُ المرض قبل الولادة عن طريق إجراء اختبار الجينات على الجنين باستخدام عيِّنات من الزغابات المشيميَّة أو فحص السَّائِل الأمنيوسي.

قد يكون من الصعب تصنيفُ بعض الرضع الذين لديهم اختبار تحرّ لحديثي الولادة إيجابي للتليّف الكيسي، حتى بعدَ اختبارات العرق والاختبارات الجينية.وهؤلاء هم الرضَّع الذين ليس لديهم أعراض ذات صلة بالتليُّف الكيسي، ونتائج اختبارات العرق لديهم هي في ما بين المجالات الإيجابية والسلبية، مع تحور جيني واحد فقط للتليُّف الكيسي أو من دونه.ويقوم الأطباءُ بتشخيص هذه المجموعة على أنها مصابة بالمُتلازمة الاستقلابية ذات الصلة بالجين CFTR CFTR-related metabolic syndrome، ويُسمّى ذلك أيضًا التشخيص غير الحاسم الإيجابي بتحرّي التليف الكيسي cystic fibrosis screen positive, inconclusive diagnosis (CFSPID).على الرغم من أنَّ معظمَ هؤلاء الرضَّع يبقون بحالة صحِّية، لكن في وقتٍ لاحق في الحياة تظهر لدى حوالى 10% منهم أعراض معيَّنة للتليُّف الكيسي، ويتأكَّد التَّشخيص.وبذلك، ينبغي مراقبة جميع هؤلاء الأطفال بانتظام في مركز الرعاية للتليُّف الكيسي.

تظهر عند بعض الأشخاص، البالغين عادةً، أعراض تؤثر في عضو واحد فقط، وغالبًا مع نتيجة متوسطة لاختبار العرق، ومن دون حدوث التحورين المسبّبتين للتليف الكيسي.فمثلًا ، قد تؤثر الأَعرَاضُ في البنكرياس فقط (ممَّا يؤدِّي إلى: التهاب البنكرياس)، أو الرئتين (مما يؤدي إلى توسّع القصبات)، أو الأعضاء التناسلية الذكرية (مما يؤدي إلى العقم).ويجري تشخيصُهم باضطرابٍ مرتبطٍ بالجين CFTR.

اختباراتُ الحَمَلة Carrier testing

يمكن أن تُجرَى اختباراتُ الحملة للأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا آباء، أو يبحثون عن الرعاية قبلَ الولادة.وعلى وجه الخصوص، قد يرغب أقاربُ شخصٍ مصاب بالتليُّف الكيسي في معرفة ما إذا كانوا أكثرَ عرضة لخطر إصابة أطفالهم بالمرض، وينبغي أن يقدَّم لهم اختبارات جينية مع إسداء المشورة.تؤخذ عَيِّنَة من الدَّم للمساعدة في تحديد ما إذا كان لدى الشخصُ جين معيب للتليُّف الكيسي (تحور).

وما لم يكن لدى الوالدين المحتملين تحورًا واحدًا على الأقل، فإنَّ أطفالهما لن يحدث لديهم تليّف كيسي.إذا كان كلا الوالدين يحملان جينة تليف كيسي معيبة، كل حمل لديه فرصة 25٪ لإنتاج طفل مع التليُّف الكيسي، فرصة 50٪ لإنتاج الطفل الذي هو الناقل، وفرصة 25٪ لإنتاج طفل مع عدم وجود عيب جينات التليُّف الكيسي.

اختباراتٌ أخرى

بما أنَّ التليُّفَ الكيسي يمكن أن يُؤثِّر في العديد من الأعضاء، قد تكون الاختباراتُ الأخرى مفيدة.وعادة ما تكون مستوياتُ إنزيمات البنكرياس منخفضة، ولذلك قد يكشف تحليل براز الشخص عن مستوياتٍ منخفضة أو لا يمكن كشفها للإنزيم الهضمي إلاستاز (يفرز من قبل البنكرياس)، ومستوياتٍ عالية من الدهون.

يتم إجراءُ اختبارات الدَّم لتحديد ما إذا كان الأنسولين يَجرِي تقليل إفراز ومستويات السكر في الدَّم مرتفعة.كما تُجرَى اختبارات دموية لتحرّي مشاكل الكبد، وقياس مستويات الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.

يأخذ الأطباء عادة عيِّنات من من الحلق أو القشع من الرئتين، ويزرعونها لتحديد البكتيريا في القصبات، والمساعدة على تحديد أيّ المضادَّات الحيوية قد تكون هناك حاجة إليها.

قد تظهر اختبارات وظائف الرئة أن التنفُّسَ مضطرب، كما تعدُّ مؤشِّرات جيدة على مدى كفاءة الرئتين.تُجرى هذه الاختباراتُ عدة مرات في السنة ، وكلما حدث تراجع في صحة الشخص.

قد تكون صور الصدر بالأشعَّة السِّينية والتصوير المقطعي المحوسَب للصدر مفيدين لتوثيق عدوى الرئة ومدى الضَّرَر الرئوي.ويُجرَى التصويرُ المقطعي للجيوب لدى الأشخاص الذين لديهم أعراض جيوب مهمَّة، لاسيَّما إذا كان لديهم زوائد أنفية أو يجري النظر في إجراء الجراحة للجيوب.

مآل التليف الكيسي

تختلف شدةُ التليُّف الكيسي اختلافًا كبيرًا من شخصٍ لآخر، بغضِّ النظر عن العمر.ويتم تحديدُ شدة إلى حدٍّ كبير من خلال مدى تأثُّر الرئتين.في الولايات المتحدة، من المُتوقَّع أن يعيش الأشخاص المصابون بالتليُّف الكيسي الذين وُلِدوا في العام 2019 إلى حَوالى 48 عامًا.وقد تحسَّن توقّع البقاء على قيد الحياة لفترة أطول باطِّراد على مدى السنوات الخمسين الماضية، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الأشخاص جرى تشخيصهم في وقت مبكر، ولأنَّ المُعالجَاتِ يمكن الآن أن تؤدِّي إلى تأجيل بعضِ التغيُّرات التي تحدث في الرئتين.ويكون البقاءُ على قيد الحياة على المدى الطويل أفضلَ بكثير في الأشخاص الذين لا تظهر لديهم مشاكل البنكرياس.

ولكنَّ التدهورَ أمرٌ لا مفر منه، ممَّا يؤدِّي إلى فقدان وظائف الرئة والوفاة في نهايةِ المَطاف.المرضى الذين يعانون من التليُّف الكيسي عادةً يموتون بفشل الجهاز التنفُّسي بعدَ سنوات عديدة من تدهور الوظيفة الرئويَّة.ولكن، يموت عددٌ قليل بقصور القلب، أو الداء الكبدي، أو النزف في المسالك الهوائية، أو مُضَاعَفات الجراحة، لما في ذلك زرع الرئتين أو الكبد.ولكن، على الرغم من مشاكلهم العديدة، فإنَّ الأشخاصَ المصابين بالتليُّف الكيسي غالبًا ما يذهبون إلى المدرسة أو يعملون حتى وقت قصير من الوفاة.

علاج التليف الكيسي

  • التطعيمات الروتينيَّة

  • المضادَّات الحيوية، والأدوية المستنشقة لتمييع مُفرَزات مجرى الهواء، وتقنيات تنظيف المجرى الهوائي من المفرزات

  • الأدوية التي تساعد على منع القصبات من التضيّق (موسِّعات القصبات)، والستيرويدات القشرية أحيَانًا

  • مكمِّلات إنزيمات البنكرياس والفيتامينات

  • النظام الغذائي عالي السُّعرات الحرارية

  • عند الأشخاص الذين توجد لديهم تحورات معينة، معدلات CFTR

يجب أن يكونَ لدى الشخص المصاب بالتليُّف الكيسي برنامج شامل للعلاج من قبل طبيب من ذوي الخبرة في رعاية التليُّف الكيسي، وهو طبيبُ أطفال أو طبيب باطني عادة، إلى جانب فريق من الأطباء والممرِّضات واختصاصي التغذية والمعالج التنفُّسي أو الفيزيائي، وفي الحالات المثالية اختصاصي اجتماعي، ومستشار في علم الوراثة، وصيدلاني، واختصاصي الصحة النفسية.وتشتمل أهدافُ العلاج على الوقاية والعلاج على المدى الطويل من مشاكل الرئة والهضم، وغيرها من المُضَاعَفات، والحفاظ على التغذية الجيِّدة، وتشجيع النَّشاط البدني.

ويحتاج الأطفالُ الذين يعانون من التليُّف الكيسي إلى الدعم النفسي والاجتماعي، لأنهم قد يكونون غيرَ قادرين على المشاركة في أنشطة الطفولة الطبيعيَّة، وقد يشعرون بالعزلة.يقع الكثيرُ من عبء مُعالَجَة الطفل المصاب بالتليُّف الكيسي على عاتق الوالدين اللذين يجب أن يتلقَّيا المعلوماتِ الكافية والتدريب والدعم حتى يتمكَّنا من فهم الاضطراب وأسباب العلاج.

كما يحتاج المراهقون إلى التوجيه والتعليم في أثناء انتقالهم إلى الاستقلال، والبدء بتحمُّل المسؤولية عن رعاية أنفسهم.

ويحتاج البالغون إلى الدعم في أثناء تعاملهم مع القضايا المتعلِّقة بالعمل والعلاقات والتأمين الصحِّي وتدهور الصحَّة.

مُعالجَاتُ الرئتين

يركِّز علاجُ مشاكل الرئة على

  • الوِقاية من انسداد مجرى الهواء

  • ضبط العدوى

ويجب أن يتلقَّى الشخصُ كلَّ التطعيمات الروتينية، وخاصة بالنسبة لحالات العدوى التي قد تسبِّب مشاكلَ في الجهاز التنفُّسي مثل المستدميّة النزليَّة ، والأنفلونزا والحصبة، والسعال الديكي، والمكوَّرات الرئوية، والحماق.ينبغي الحصول على لقاح كوفيد-19 بناءً على التوصيات الحالية من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

يجري البدءُ بتقنيات تنظيف المجاري الهوائية، والتي تشتمل على التصربف بالوضعَة، وقرع الصدر، والنقر باليد على جدار الصدر، وتشجيع السعال ( انظر المُعالجةُ الفيزيائية للصدر)، عندما يَجرِي تشخيصُ التليُّف الكيسي لأوَّل مرَّة.ويمكن لأولياء أمور الأطفال الصغار تعلّم هذه التقنيات، وتنفيذها في المنزل كل يوم.كما يمكن للأطفال الأكبر سنًا والبالغين تنفيذ تقنيات تنظيف مجرى الهواء بشكل مستقلّ، باستخدام أجهزة التنفُّس الخاصَّة، أو سترة الضغط أو الصدر التي تعطي اهتزازات عالية التواتر، أو مناورات خاصَّة بالتنفّس.ويمكن أن تساعد التمارينُ الرياضية، التي يجري القيام بها بانتظام، على الحفاظ على القصبات خالية من المخاط أيضًا.

موسِّعات القصبات هي الأدوية التي تساعد على منع القصبات من التضيّق.ويأخذ المرضى موسِّعات القصبات عن طريق الاستنشاق عادة.قد يحتاج الأشخاصُ، الذين يعانون من مشاكل شديدة في الرئة ومستوى منخفض من الأكسجين في الدَّم، إلى مُعالَجَة بالأكسجين التكميلي.وبشكلٍ عام، الأشخاص الذين يعانون من فشل الجهاز التنفُّسي المزمن لا يستفيدون من استخدام جهاز التنفُّس الصناعي (آلة التنفُّس).ولكنَّ الفترات القصيرة من التهوية الميكانيكية في المستشفى قد تفيد في أثناء العدوى الحادَّة، أو بعد إجراء العمليات الجراحية، أو في أثناء انتظار عملية زرع الرئة.

الأدوية التي تساعد على ترقيق المخاط السميك في المجاري التنفسية، مثل ألفا دورناز dornase alfa أو محلول ملحي مفرط التوتر (محلول ملحي شديد التركيز)، تُستخدم على نطاق واسع.يجري استعمال هذه الأدوية عن طريق الاستنشاق.إنها تجعل من السهل إخراج البلغم بالسعال، وتحسين وظائف الرئة؛ ويمكن أيضًا أن تقلل من وتيرة عدوى الجهاز التنفُّسي الخطيرة.

يمكن أن تخفِّف الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون أو ديكساميثازون، الذي يُعطَى عن طريق الفم، الأَعرَاضَ عند الرضَّع الذين يعانون من التهاب القصبات الشديد، وفي الأشخاص الذين لديهم تضيُّق في القصبات لم يستجب لموسِّعات القصبات، والأشخاص الذين لديهم حساسية رئويَّة كردٍّ فعل على نوع من الفطريَّات (داء الرشاشيات القصبي الرئوي التحسُّسي allergic bronchopulmonary aspergillosis).كما تجرِي معالجةُ داء الرشاشيات القصبي الرئوي التحسُّسي Allergic bronchopulmonary aspergillosis بدواء مضاد للفطريات يُعطى عن طريق الفم، أو عن طريق الوريد، أو كليهما.

ويستخدم ايبوبروفين المُضادَّ للالتهاب غير الستيرويديNSAID، لإبطاء تدهور وظيفة الرئة أحيانًا.

من الضروري استعمال أدوية لعلاج الالتهاب المزمن في الجيوب (التهاب الجيوب) لأن هذه المشكلة شائعة جدًا.تنطوي الخيارات العلاجية على دفق محلول ملحي عبر الأنف، واستنشاق ألفا دورناز إلى الأنف باستخدام جهاز للاستنشاق، وغسل الجيوب الأنفية والجيوب بالمضادات الحيوية.يوصى باستعمال رذاذ أنفي يحتوي على ستيرويد قشريّ لعلاج التهاب وتورم الأغشية المخاطية للأنف (التهاب الأنف التحسسي).

المضاداتُ الحيوية

يجب أن تبدأ المضادَّاتُ الحيوية في أقرب وقت ممكن لعلاج التهاباتِ الجهاز التنفُّسي.في أوَّل علامة على عدوى الجهاز التنفُّسي، يَجرِي جمعُ عَيِّنَة من البلغم بالسعال أو مسحة من عَيِّنَة من الجزء الخلفي من الحلق واللوزتين واختبارها، بحيث يمكن تحديدُ الكائن المسبِّب للعدوى، ويمكن للطبيب أن يختار الأدويةَ التي تسيطر عليه على الأرجح.ومن الشائع أن توجدَ العنقوديَّة الذهبيَّة Staphylococcus aureus، بما في ذلك السُّلالات المقاومة للميثيسيلين أو السلالات الحساسة للميثيسيلين ، وأنواع الزوائف Pseudomonas عادة.يمكن إعطاءُ العديد من المضادَّات الحيوية المختلفة عن طريق الفم لعلاج الالتهابات بالعنقوديَّة.لعلاج عدوى الزائفة، يُعطى الأشخاص الشكل المستنشق لتوبراميسين، أو أزتريونام، أو كوليستين لمدة 4 أسابيع.

ولكن، إذا كانت العدوى شَديدة، قد تكون هناك حاجة إلى المضادَّاتِ الحيوية التي تُعطَى عن طريق الوريد.وفي هذا العلاج، يَجرِي الجمعُ بين الأمينوغليكوزيد توبراميسين (أو أميكاسين أحيانًا) مع مضاد حيوي آخر يستهدف الزائفة بشكل نوعي.وتشتمل هذه المضادَّاتُ الحيوية الأخرى على السيفالوسبورينات، والبنسلينات، والفلوروكينولونات، والمونوباكتامات.وهذا العلاجُ غالبًا ما يتطلب الاستشفاء (المعالجة في المستشفى)، ولكن جزءًا منه يمكن أن يُعطَى في المنزل.

قد يساعد أخذُ الشكل الرذاذي من توبراميسين أو أزتريونام لفترة طويلة، كل شهرين عادة لفترة طويلة، وأخذ شكل فموي باستمرار من المضادِّ الحيوي أزيثروميسين 3 مرَّات كلَّ أسبوع أيضًا، على ضبط تكرار عدوى الزوائف Pseudomonas وإبطاء تراجع وظائف الرئة.

مُعدِّلات CFTR

مُعدِّلات CFTR هي أدوية تُؤخذ عن طريق الفم بشكلٍ مزمن، وتُحسِّن وظيفة البروتين المعيب الذي تُنتجه التحورات في الجين CFTR.

هناك أربعة مُعدِّلات أو توليفات من CFTR للأشخاص الذين لديهم تحورات محددة: الإيفاكافتور واللوماكافتور/الإيفاكافتور والإليكسكافتور/التيسافاكتور/الإيفاكافتوريمكن استخدام هذه الأدوية لعلاج حوالى 90٪ من الأشخاص الذين يعانون من التليُّف الكيسي.يُعطي الأطباء هذه الأدوية للأشخاص استنادًا إلى عُمرهم والتحورات لديهم.

Ivacaftorالإيفاكافتور يُعطَى للأشخاص الذين يبلغون من العمر 4 أشهر أو أكثر ولديهم نسخة واحدة على الأقل من تحور التليُّف الكيسي النوعي.

ويوصى بمزيج من اللوماكافتور والإيفاكافتور للأشخاص الذين لديهم التليُّف الكيسي، وهم بسنّ سنتين من العمر أو أكثر، ولديهم نسختان من تحور F508del.

يمكن إعطاء توليفة من تيسافاكتور وإيفاكافتور للأشخاص الذين يبلغون من العمر 6 سنوات وأكثر والذين يحملون نسختين من تحور F508del أو تحورات محددة أخرى.

يمكن إعطاء توليفة من إليكسكافتور وتيسافاكتور وإيفاكافتور للأشخاص الذين يبلغون من العمر 6 سنوات أو أكثر والذين يحملون نسخة واحدة على الأقل من تحور F508del أو نسخة واحدة من تحورات نادرة معينة.

يمكن لمُعدِّلات CFTR أن تُحسِّن من وظيفة الرئة، ووظيفة البنكرياس، وجودة الحياة، وتزيد الوزن، وتقلل تركيز الملح في العرق، وتكرار حالات عدوى الرئة والحاجة للتنويم في المشفى.على الرغم من أن جميعَ هذه الأدوية يمكن أن تكون مفيدة، إلا أن دواء إيفاكافتور ivacaftor وتوليفة إليكسكافتور tezacaftor وإيفاكافتور ivacaftor فقط يُعدّان من العلاجات الفعالة للغاية.

يعمل الأطباءُ على تطوير أدوية من شأنها أن تفيد الأشخاص الذين لديهم تحورات أخرى تسبِّب التليُّف الكيسي.

الحقنُ الشرجيَّة ومليِّنات البراز

يمكن معالجةُ الأطفال حديثي الولادة الذين لديهم انسدادٌ في الأمعاء بمحاليل حقن شرجية خاصَّة، ولكن غالبًا ما يتطلَّبون عملية جراحية.

أمَّا الأطفالُ الأكبر سنًا والبالغون الذين لديهم إمساك أو انسداد أمعاء جزئي فيمكن معالجتُهم بمليِّنات البراز، والحقن الشرجية، والمحاليل الخاصَّة التي تُعطَى عن طريق الفم أو عن طريق أنبوب بلاستيكي مرن صغير (أنبوب أنفي معدي) يجري تمريرُه من خلال الأنف أو الفم إلى المعدة.

النظامُ الغذائي والمكمِّلات الغذائيَّة

يجب أن يوفِّرَ النظامُ الغذائي ما يكفي من السعرات الحرارية والبروتين للنموِّ الطبيعي.وبما أنَّ الهضمَ والامتصاص يمكن أن يكونا غيرَ طبيعيين، حتى عندما يَجرِي استخدامُ مكمِّلات إنزيمات البنكرياس، فإنَّ معظم الأطفال يكونون بحاجة إلى استهلاك 30 إلى 50٪ من السُّعرات الحرارية زيادةً على الكمِّية الموصى بها عادة لضمان النموِّ الكافي.ويجب أن تكونَ نسبة الدهون طبيعية إلى عالية.يمكن أن توفِّر المكمِّلات الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية السعراتِ الحراريةَ الإضافية للأطفال والكبار.

وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون امتصاصَ ما يكفي من المغذِّيات من الطَّعَام قد يحتاجون إلى تغذية تكميلية من خلال أنبوب يُدخَل في المعدة أو الأمعاء الدقيقة.

يجب أن يأخذ المرضى الذين يعانون من التليُّف الكيسي ضعفي المعتاد من المقدار اليومي الموصى به من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (A، D، E، K) في مستحضرات خاصة يَجرِي امتصاصُها بسهولة أكبر.

وقد تكون الأدويةُ التي تحفِّز الشهية مفيدة.عندما يمارس الأشخاص التمارين، أو يكون لديهم حمى، أو يتعرِّضون للطقس الحارّ، يجب عليهم زيادة كمِّية السوائل والملح.

مكمِّلاتُ إنزيمات البنكرياس

بالنسبة للأشخاص الذين أُصيب البنكرياس لديهم بالتليُّف الكيسي، يجب أن يأخذوا كبسولات من مكمِّلات إنزيمات البنكرياس مع جميع الوجبات العاديَّة والوجبات الخفيفَة.بالنسبة للرضَّع، يفتح الآباء الكبسولات ويخلطون محتويات الطعام الحمضي مثل التفاح بحيث لا يذوب الطلاء الخاص على مكمِّلات إنزيمات البنكرياس قبلَ الوصول إلى الأمعاء.وفي بعض الأشخاص، يمكن أن تحسِّنَ الأدويَة التي تقلِّل من حمض المعدة، مثل مثبِّطات الهيستامين 2 أو مثبِّطات مضخَّة البروتون، فعاليةَ إنزيمات البنكرياس.وقد تفيد مستحضراتٌ الحليب الخاصة، التي تحتوي على البروتين والدهون التي يسهل هضمها، الرضَّعَ الذين يعانون من مشاكل البنكرياس وضعف النمو.

الأنسُولين

يحتاج المرضى، الذين يعانون من التليُّفِ الكيسي ولديهم داء السكَّري، إلى أخذ حقن الأنسولين.أمَّا العقاقيرُ عن طريق الفم لمرض السكّري فهي ليست العلاجَ المناسب.

وبالإضافة إلى الأنسولين، يشتمل التدبيرُ على الإرشاد التغذوي، وبرنامج التدبير الذاتي لمرض السكّري، ومراقبة المُضَاعَفات العينية والكلويَّة.كما يحتاج الأشخاص أيضًا إلى المشورة الخاصَّة بالتغذية، لأن التوصيات الغذائية القياسيَّة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكّري فقط أو التليُّف الكيسي فقط ليست كافية.

الجِراحَة

في بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجةٌ لعملية جراحية لعلاج الرئة المنخمصة، أو عدوى الجيوب المزمنة، أو عدوى المزمنة الشديدة المقتصرة على منطقةٍ واحدة من الرئة، أو النزف من الأوعية الدموية في المريء، أو داء المرارة، أو انسداد الأمعاء.ويمكن مُعالَجَةُ النزف الكتلي أو المتكرِّر في الرئة عن طريق إجراء يُسمَّى الإصمام embolization، والذي يمنع الشريانَ من النَّزف.

وقد كان زرعُ الكبد ناجحًا لدى الأشخاص الذين لديهم نزف ناجم عن دوالي المريء أو الضَرَر الكبدي الشديد.

لقد أصبح زرع الرئة المزدوج للداء الرئوي الشديد أكثرَ روتينية وأكثر نجاحًا، مع توفُّر الخبرة وتحسُّن التقنيَّات.بالنسبة للبالغين الذين يعانون من التليُّف الكيسي، يكون متوسط البقاء على قيد الحياة بعد عملية زرع الرئة المزدوجة حوالى 9 سنوات.

المُعالجَاتُ الأخرى

يُعطَى المرضى الذين لديهم قصور في القلب أَدوِيَة (مدرَّات البول) للحدِّ من كمية السوائل التي يحتفظون بها؛حيث تفيد مدرَّاتُ البول عن طريق زيادة كمية الماء التي يمكن للكلى التخلّص منها من الجسم.كما يجب على المرضى الحدّ أيضًا من تناولهم لملح الطعام والأطعمة المالحَة.

قد يحسِّن حقن هرمون النمو البشري وظيفة الرئة، ويؤدي إلى زيادة الطول والوزن، والحدّ من معدّل الحاجة إلى الاستشفاء.ولكنَّ هذا الدواء مكلف ومُزعِج، لذلك لا يصفه الأطباء عادة.

وقد يحتاج بعضُ الأشخاص ذوي مستويات الأكسجين المنخفضة في دمهم إلى أكسجين تكميلي، يعطى من خلال أنبوب أنفي ذي شقين (قنيَّة) عادة.تجري معالجةُ بعض الأشخاص بقناع مُحكَم ومناسب يُوضَع على الأنف أو الأنف والفم.ويجري إعطاءُ مزيج من الأكسجين والهواء تحت الضغط من خِلال القناع.ويمكن أن تساعدَ هذه التقنية، التي تُدعَى ضغط مجرى الهواء الإيجابي ثنائي المستوى(BiPAP) أو الضغط الهوائي الإيجابي المستمرّ(CPAP)، الأشخاص على الحفاظ على مستويات الأكسجين الطبيعية في أثناء نومهم.

مسائل نهاية الحياة

يكون الأشخاصُ الذين لديهم تليُّف كيسي، وأفراد أسرهم، في حاجة إلى إجراء مناقشات مع الطبيب وفريق الرعاية حولَ توقّعاتهم وأنواع العلاج الذي يريدون الحصولَ عليها.وهذه المناقشاتُ ذات أهمّية خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تزداد وظائفُ الرئة سوءًا لديهم.المرضى بحاجة إلى أن يكون مستعدّين لما هو قادم، ومعرفة ما هي المُعالجَات التي يمكن القيام به لإطالة العمر.في التليُّف الكيسي المتقدِّم، يكون الأشخاص وأسرهم بحاجةٍ لمناقشة المنافع المحتملة وأعباء زرع الرئة.

ويجب على الأطبَّاء إعطاء الأشخاص الذين لديهم هذا المرض المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ خيارات الرعاية؛ كما ينبغي أن يساعدوهم على تحديد كيفية ومتى قبول الموت، وكيف يتحدَّثون عن الموت.يكون معظمُ الأشخاص، الذين يواجهون نهاية الحياة بسبب التليُّف الكيسي، من المراهقين الكبار أو البالغين المسؤولين، وعادة ما يكونوا قادرين على اتِّخاذ الخيارات الخاصَّة بهم.

عندما لا تعود المُعالجَاتُ المكثَّفة مفيدة، قد يبدأ الأطباءُ بإعطاء الأشخاص المُعالجَات التي تهدف إلى تخفيف الأَعرَاض فقط (تُدعى الرعاية التلطيفيَّة).ويبذل المرضى عادة أفضلَ ما لديهم عندما يتخذون مثل هذه القرارات للحصول على الرعاية في نهاية الحياة، قبل فترة طويلة من الحاجة إلى ذلك.وتعدُّ هذه المناقشاتُ المبكرة مهمّة جدًّا، لأنه في وقتٍ لاحق، غالبًا ما يمنع المرضُ الأشخاص من إيضاح رغباتهم.وتُسمَّى عمليةُ اتخاذ القرارات مسبقًا، للحصول على الرعاية في نهاية الحياة، التخطيط للرعاية المسبقة.وينبغي أن ينطوي هذا التخطيطُ على تنفيذ الوثائق القانونية المناسبة التي تعكس رغباتِ الشخص فيما يتعلَّق بالرعاية في نهاية الحياة.

للمَزيد من المعلومات

نورد فيما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي يمكن أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أنّ دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. مؤسسة التليف الكيسي: موردٌ يُوفِّرُ معلوماتٍ عن خيارات المُعالَجة المتاحة، وتطوير الأدوية، والأبحاث، وخدمات دعم المجتمع

  2. مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): التوصيات الحالية بشأن لقاح كوفيد-19

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID