تليُّف الكبد

حسبJesse M. Civan, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته شعبان 1443

التليُّف هو تشكُّل كمية كبيرة بشكل غير طبيعي من النَّسيج النَّدبي في الكبد،وهو يحدث عندما يحاول الكبد إصلاح واستبدال الخلايا المُتضرِّرة،

  • ويمكن للكثير من الحالات أن تُلحق الضَّرر بالكبد.

  • لا يتسبَّبُ التليُّف في حدِّ ذاته في ظهور أيَّة أعراض، ولكنَّ يُمكن أن يُؤدِّي التَّندُّب الشديد إلى تشمع الكبد، الذي يمكن أن يُسبِّب أعراضًا.

  • يستطيع الأطباء تشخيص التليف وتقدير شدَّته استنادًا إلى نتائج الاختبارات الدَّمويَّة والفحوصات التصويريَّة غالبًا، ولكن من الضروري إجراء خزعة الكبد في بعض الأحيان.

  • تنطوي المعالجة على تصحيح الحالة الكامنة عند الإمكان.

لا يُعدُّ تليُّف وتشمُّع الكبد اضطرابان نوعيَّان،بل هُما نتيجة أسبابٍ أخرى لتضرُّر الكبد.

يحدث التلُّيف عندما يتضرَّر الكبد بشكل متكرِّرٍ أو مستمر،وبعد تعرُّضه إلى مُجرَّد إصابة واحدة، حتَّى إن كانت شديدةً (مثلما هِيَ الحال مع التهاب الكبد الحاد)، يقوم الكبد بإصلاح نفسه عادةً من خلال صنع خلايا كبديَّة جديدة وربطها بشبكة النسيج الضام (بنية داخلية)، وهِيَ تبقى عندما تموت خلايا الكبد.ولكن، إذا تكرَّرت الإصابة أو استمرَّت (مثلما يحدُث في التهاب الكبد المُزمن)، تُحاوِلُ خلايا الكبد إصلاح الضرر، ولكن ينجُم عن هذه المُحاولات نسيج ندبيّ (تليُّف)،ويمكن أن يحدث التليُّف بسرعة أكبر عندما ينجم عن انسدادٍ في القنوات الصفراويَّة.

يَحِلُّ النسيج المُتندِّب محل خلايا الكبد، إلَّا أنَّه وخلافًا لخلايا الكبد، فإنَّه لا يقوم بأيَّة وظيفة،ويستطيع النسيج المُتندِّب أن يُشوَّه البنية الداخلية للكبد ويُؤثِّر في ترويته الدموية ممَّا يُقلل من حصول خلاياه على ما يكفي من الدم،ومن دُون كمية كافية من الدم، تمُوت هذه الخلايا ويتشَّكل المزيد من النسيج المتندب.كما يزداد ضغط الدَّم في الوريد الذي ينقل الدَّم من المِعَى إلى الكبد (الوريد البابي)، وهي حالةٌ تسمَّى فرط ضغط الدَّم البابي.

يمكن الشفاء من التليُّف في بعض الأحيان إذا تعرَّف الأطباءُ إلى السبب وعالجوه فورًا،ولكن، بعد مرور أشهر أو سنوات من الضَّرر المتكرِّر أو المستمر، يصبح التليُّف منتشرًا ودائمًا،ويستطيعُ النسيج المُتندِّب أن يُشكِّل أشرطة في أنحاء الكبد، ممَّا يدمِّر البنية الداخلية للكبد ويُضعِف قدرته على تجديد نفسه والقيام بوظيفته،ويسمَّى مثل هذا التندُّب الشديد بتشمُّع الكبد.

أسباب تليف الكبد

تستطيعُ اضطرابات وأدوية مُختلفة أن تُلحق الضَّرر بالكبد بشكل متكرِّرٍ أو مستمرٍّ، وبالتالي تُسبِّب التَّليُّف (انظر جدول بعض الحالات والأدوية التي يمكن أن تسبب تليف الكبد).

تنطوي الأَسبَاب الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة على

يحدث الكبد الدهني غير الكحولي عادةً عند الأشخاص الذين لديهم وزن زائد للجسم أو أشخاص السكري أو مُقدِّمات السكري أو لديهم مستويات مرتفعة للدهون والكولسترول في الدَّم.غالبًا ما يُشار إلى هذه التوليفة من عوامل خطر داء الكبد الدهني على أنها المُتلازمة الاستقلابيَّة metabolic syndrome،وعلى مدى السنوات الأخيرة، أصبحت المتلازمة الاستقلابية التي تؤدي إلى الكبد الدهني غير الكحولي شائعةً بشكل متزايد في الولايات المتحدة.يكُون التهاب الكبد الفيروسي B سبب شائع في جميع أنحاء العالم (انظر جَدول فيروسات التهاب الكبد)،ولا يُعرف سبب التَّليُّف في بعض الأحيان.

الجدول

أعراض تليف الكبد

لا يُسبب التَّليُّف بحدِّ ذاته أعراضًا،وقد تنجُم الأعراض عن الاضطراب الذي يُسبب التليُّف،وأيضًا، إذا استفحلَ التليُّف، قد يحدث تشمُّع الكبد.يمكن أن يُسبب تشمُّع الكبد مُضاعفات (مثل فرط ضغط الدَّم البابي) تُسبب بدورها أعراضًا.

تشخيص تليف الكبد

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات دمويَّة أو فحوصات تصويرية أو كلاهما في بعض الأحيان

  • خزعة كبديَّة في بعض الأحيان

يشتبه الأطبَّاء بالتليُّف عندما يكون لدى الأشخاص اضطراب أو يأخذون دواءً يُمكن أن يُسبب التليفَ، أو عندما تُشيرُ اختبارات دمويَّة لتقييم الكبد بشكل روتيني إلى تضرُّر الكبد أو إلى وجود خللٍ في وظائفه.ثم تُجرى اختبارات لتأكيد التَّشخيص، وفي حال كان التليف موجودًا، تُحرى اختبارات لتحديد شدَّته.يمكن أن تنطوي هذه الاختبارات على الفحوصات التصويرية والاختبارات الدَّمويَّة وخزعة الكبد، وأحيانًا فحوصات تصويرية متخصصة لتحديد درجة تيبُّس الكبد.

لا تتحرَّى فحوصات تصويرية، مثل تخطيط الصدى والتصوير المقطعي المُحوسَب والتصوير بالرنين المغناطيسي، عن التليف مُبكرًا أو التليف الذي استفحل بشكلٍ متوسِّط،ولكنَّ قد تُظهِرُ هذه الاختبارات التَّشوُّهات التي يمكن أن تترافق مع تشمُّع الكبد وفرط ضغط الدَّم البابي (مثل تضخُّم الطحال أو الدَّوالي).

يمكن لتوليفات معيَّنة من الاختبارات الدَّمويَّة أن تُميِّز بين مستويين من التليُّف:

  • غير موجود أو خفيف

  • متوسِّط إلى شديد

لا يمكن لهذه الاختبارات أن تُميِّز بشكلٍ موثوقٍ بين درجات التليُّف المتوسِّط أو الشديد.تُساعِدُ شدَّة التليُّف على الإشارة إلى المآل عند المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن.

تُعدُّ خزعة الكبد الطريقة الأكثر موثوقية للتحرِّي عن التليُّف وتحديد مرحلته (أي كميَّته)، وللتعرف إلى الاضطراب الذي يُسببه.كثيرًا ما يُجرى الاختزاع لتأكيد التَّشخيص، ولتحديد سبب الاضطراب الكبدي، وتحديد مرحلة التليُّف أو وجود تشمُّع الكبد، وكذلك لتقييم الاستجابة للمعالجة.نظرًا إلى أنَّ خزعة الكبد هِيَ إجراء باضِع ويُمكن أن تُسبب مضاعفات، قد يقوم الأطبَّاء أوَّلًا باختباراتٍ دمويَّة واختبارات تصويرية لتحديد مستوى التَّليُّف، ثمَّ يُقررون الحاجة إلى اختزاع الكبد.يعتمد الأطباء بشكل متزايد على بعض الفحوصات التصويرية المتخصِّصة كبدائل غير باضعة للخزعة.

يمكن أن تُحدِّد الفحوصات التصويرية المتخصصة مدى تيبُّس الكبد،وكلَّما كان نسيج الكبد أكثر تيبسًا، يميلُ التليُّف إلى أن يكون أكثر شدَّةً.تستخدِمُ هذه الفحوصات (تخطيط المرونة العابر، وتخطيط المرونة بالرنين المغناطيسي، والتصوير بقوَّة الدفعة للإشعاع السمعيّ acoustic radiation force impulse imaging) موجات صوتيَّة تُطبَّق على البطن لتحديد مدى تيبُّس نسيج الكبد.وخلافا لخزعة الكبد، تكون هذه الاختبارات غير باضعة، وبالتالي فلها بعض الميِّزات.يجري استعمال تخطيط المرونة العابر وتخطيط المرونة بالرنين المغناطيسي عند الأشخاص المصابين باضطرابات كبدية متنوعة لتشخيص التليُّف وتحديد مرحلته.بالإضافة إلى ذلك، يستخدم هذان الاختباران لتقدير كمية الدهون في الكبد عند المصابين بداء الكبد الدهنيّ.يمكن للتصوير بالأمواج فوق الصوتية التقليدي أن يكون غير موثوق لأن النتائج تعتمد على مهارة الشخص الذي يقوم بهذا الإجراء.وفي المقابل، تُقدم نتائج اختبارات التصوير المتخصصة هذه بالأرقام، مما يسمح بالتقييم الموضوعي لها.

علاج تليف الكبد

يُركِّز الأطباء على مُعالَجَة السبب، وهِي تؤدي غالبًا إلى إيقاف أو إبطاء حدوث المزيد من التندُّب في الكبد، وتؤدي إلى تحسُّن في بعض الأحيان.يمكن أن تنطوي مثل هذه المعالجة على ما يلي:

لا يتوفَّر دواءٌ يعمل على إيقاف تشكُّل النسيج المُتندِّب بشكلٍ فعَّالٍ وآمنٍ،ولكن، لا تزال الأدوية التي يُحتمل أنها تُقلِّلُ من التَّليُّف قيدَ الدراسة حاليًا.يمكن لمادة سيليمارين، الموجودة في نبتة الشوك (milk thistle)، أو القهوة أن تساعد على حماية الكبد من التليُّف، ولكن الأدلة ليست كافية للتوصية بأي من العلاجين.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID