إلتهاب الجيوب

حسبMarvin P. Fried, MD, Montefiore Medical Center, The University Hospital of Albert Einstein College of Medicine
تمت المراجعة من قبلLawrence R. Lustig, MD, Columbia University Medical Center and New York Presbyterian Hospital
تمت مراجعته ذو الحجة 1446 | المعدل محرّم 1447
v796290_ar

ينجم التهاب الجيوب في معظم الأحيان عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، وقد ينجم أيضًا عن ردة فعل تحسسية.

  • الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الجيوب هي الألم العفوي، والألم بالجس، والاحتقان الأنفي، والصُّدَاع.

  • غالبًا ما يحدث التهاب الجيوب بالتزامن مع التهاب الأنف

  • يستند التَّشخيص على الأَعرَاض، وقد تستدعي بعض الحالات إجراء التصوير المقطعي المحوسب أو اختبارات التصوير الأخرى.

  • يُعالج التهاب الجيوب ذو المنشأ البكتيري بالمضادَّات الحيوية.

يُعد التهاب الجيوب واحدًا من الحالات الطبية الأكثر شُيُوعًا.قد يحدث التهاب الجيوب في أي من المجموعات الأربع من الجيوب: الفكية العلوية، أو الغربالية، أو الجبهية، أو الوتدية.غالبًا ما يترافق التهاب الجيوب مع التهاب الممرات الأنفية (التهاب الأنف)، ويشير بعض الأطباء إلى هذه الحالة باسم التهاب الأنف والجيوب.يمكن لالتهاب الجيوب أن يكون حادًا (قصير الأجل) أو مزمنًا (طويل الأجل).

التهاب الجيوب الحاد

يكون التهاب الجيوب حادًا إذا جَرَى علاجه بشكل كامل في أقل من 4 أسابيع.غالبًا ما ينجم التهاب الجيوب الحاد عن عدوى فيروسية عند الأشخاص الذين يتمتعون بجهازٍ مناعيٍ سليم.قد ينجم التهاب الجيوب الحاد على نحو أقل شيوعًا عن عدوى بكتيرية.ينبغي الاشتباه بذلك عند الأشخاص الذين تستمر أعراضهم لمدة 10 أيام بعد ظهورها الأولي.

غالبًا ما تتطور العدوى بعد انسداد فوهات الجيوب بشيء ما.ينجم هذا الانسداد عادةً عن عدوى فيروسية في المَسالِك التنفُّسية العليا، مثل الزكام الشائع.في سياق الإصابة بالزكام، تميل الأغشية المخاطية المتورمة في تجويف الأنف إلى إغلاق فوهات الجيوب.يجري امتصاص الهواء الموجود في الجيوب في مجرى الدم، فيتراجع الضغط داخل الجيوب، ممَّا يسبِّب الألم وسحب السوائل باتجاه الجيوب.تُعد هذه السوائل وسطًا خصبًا لنمو البكتيريا.تدخل كريات الدَّم البيضاء والمزيد من السوائل إلى الجيوب لمُكافحَة البكتيريا.يزيد هذا التدفق من الإحساس بالضغط في الوجه ويسبب المزيد من الألم.

كما تُسبب الحساسية تورم الغشاء المخاطي، الذي يسد فوهات الجيوب.من جهةٍ أخرى، يكون الأشخاص الذين يعانون من انحراف في الوتيرة (الحاجز الأنفي) أكثر عرضة لانسداد الجيوب.

تحديد موقع الجيوب

الجيوب هي تجاويف جوفاء توجد في العظام المحيطة بالأنف.يتوضع الجيبان الجبهيان تمامًا فوق الحاجبين.في حين يتوضع الجيبان الفكيان العلويان في عظام الوجنة.وتتوضع مجموعتان من الجيوب الغربالية على كل من جانبي التجويف الأنفي.يتوضع الجيبان الوتديان (لا يظهران) خلف الجيوب الغربالية.

التهاب الجيوب المزمن

يُعد التهاب الجيوب مزمنًا إذا استمرت الإصابة به لأكثر من 12 أسبوعًا.يصيب التهاب الجيوب المزمن حوالي 9% من سكان العالم سنويًا.لا تزال الأَسبَاب الدقيقة لالتهاب الجيوب المزمن مجهولة، لكن الحالة تنطوي على العَوامِل التي تسبب التهابًا مزمنًا.تشمل تلك العَوامِل: الحساسية المزمنة، والسلائل الأنفية، والتعرض للمهيجات البيئية (مثل جزيئات التلوث المحمولة جوًا، ودخان التبغ).في كثير من الأحيان يكون لدى الشخص تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الجيوب، كما يبدو بأن الاستعداد الوراثي يمارس دورًا في الإصابة.قد ينجم الالتهاب في بعض الأحيان عن عدوى بكتيرية أو عدوى فطرية، مما يزيد من سوء الأعراض.قد ينجم التهاب الجيوب المزمن في الفك العلوي عن خراج في أحد الأسنان العلوية انتشر إلى الجيب الذي يقع فوقه.

كما قد يكون التهاب الجيوب تحت حاد (يستمر ما بين 30 إلى 90 يومًا) أو متكررًا (تحدث الإصابة الحادة بالمرض بمعدل 4 مرات أو أكثر في السنة الواحدة).

أعراض التهاب الجيوب

يُسبب التهاب الجيوب الحاد والمزمن أعراضًا متشابهة، بما في ذلك:

  • خروج مفرزات قيحية من الأنف، ذات لون أصفر أو أخضر

  • الصداع

  • ضغط وألم في الوجه

  • احتقان الأنف وانسداده

  • ألم بالجس وتورم الجلد فوق الجيوب المتضررة

  • تدني القدرة على الشم (hyposmia)

  • انبعاث رائحة كريهة من الفم

  • السعال المنتج للقشع (وخاصة في أثناء الليل)

قد تساعد بعض الأَعرَاض على تحديد الجيب المصاب

  • يُسبب التهاب الجيوب في الفك العلوي الألم على الخدين أسفل العينين، وألم الأسنان، والصُّدَاع.

  • يُسبب التهاب الجيوب الجبهية الصُّدَاع على الجبين.

  • يُسبب التهاب الجيوب الغربالية الألم وراء وبين العينين، وسيلان الدموع، والصُّدَاع (غالبا ما يوصف بأنه قاسم) على الجبين.

  • يُسبب التهاب الجيوب الوتدي ألمًا غير واضح الحدود، قد يشعر به المريض في الجبهة أو مؤخرة الرأس.

قد يشعر الشخص أيضًا بالوهن العام.يمكن أن يُصاب المريض أيضًا بالحمى والقشعريرة، إلا أن وجود تلك الأعراض قد يشير إلى أن العدوى قد تجاوزت حدود الجيوب.غالبًا ما يكون الألم أشد في سياق الإصابة بالتهاب الجيوب الحاد.في بعض الأحيان يزداد الصداع والألم الوجهي عند الاستلقاء أو الانحناء إلى الأمام.

مُضَاعَفات التهاب الجيوب

يُعد انتشار العدوى البكتيرية الاختلاط الرئيسي لالتهاب الجيوب.قد تنتشر العدوى إلى الأنسجة حول العين (انظر مدخل إلى اضطرابات الحجاج) وتسبب تغيرات في الرؤية أو تورمًا حول العين.

وفي حالات أقل شيوعًا، يمكن أن تنتشر العدوى لتصيب العين ذاتها، ممَّا يَتسبَّب في ألم في العين ومشاكل في الرؤية.

وفي كثير من الأحيان، قد تنتشر العدوى إلى الأنسجة المحيطة بالدماغ (التهاب السحايا)، مما يؤدي إلى صداع شديد وتخليط ذهنِي.ينبغي أن يخضع المرضى الذين يعانون من هذه الأَعرَاض إلى فحص مباشر من قبل الطبيب في أقرب وقت ممكن.

تشخيص التهاب الجيوب

  • تقييم الطبيب

  • التَّصوير المقطعي المُحوسَب في بعض الأحيان

  • في بعض الأحيان، تنظير المجاري الأنفية وتنظير الجيوب الداخلي

  • اختِبارات الدم في بعض الأحيان

يستند الطبيب في وضع التَّشخيص إلى الأَعرَاض النموذجية.يساعد التصوير المقطعي المحوسب (CT) على تحديد مدى وشدة التهاب الجيوب، ويُجرى بشكل رئيسي عندما تظهر لدى الشخص أعراض مُضَاعَفات (مثل احمرار أو جحوظ العين)، أو عندما يكون الشخص مصابًا بالتهاب مزمن في الجيوب.إذا كان الشخص مُصابًا بالتهاب الجيوب في الفك العلوي، فقد يُجري الطبيب تصويرًا للأسنان بالأشعَّة السِّينية لتحري وجود خراج في أحد الأسنان.يقوم الطبيب أحيَانًا بإدخال منظار رفيع في الأنف لتفقد فتحات الجيوب والحصول على عينات من السوائل للزرع المخبري.يمكن إجراء ذلك في عيادة الطبيب تحت التخدير الموضعي.ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب المتكرر الخضوع لاختبارات الحساسية على عينة من الدم أو الجلد تجاه العوامل البيئية (مثل حبوب الطلع، ووبر الحيوانات، وعث الغبار) لمعرفة ما إذا كانت مشاكلهم ناجمة عن الحساسية.إذا استمر التهاب الجيوب على الرغم من العلاج بالمضادات الحيوية، فقد يفحص الأطباء الجهاز المناعي للشخص عن طريق اختبار أجسام مضادة نوعية لاستبعاد العوز المناعي.قد تستدعي الحاجة إجراء فحوصات إضافية لاستبعاد حالات أخرى مثل خلل الحركة الهدبية الأولي أو التليف الكيسي.

في بعض الأحيان تُكتَشف دلائل الإصابة بالتهاب الجيوب المزمن بالمصادفة على صور الأشعة المقطعية للرأس المُجراة لأسبابٍ أخرى (على سبيل المثال، عند الأشخاص الذين يتوجهون إلى قسم الطوارئ بسبب صداع أو إصابة خفيفة في الرأس).

قد يشتبه الطبيب بالتهاب الجيوب عند الأطفال إذا استمر خروج المفرزات من الأنف لأكثر من عشرة أيام، بالتزامن مع الإرهاق الشديد والسعال.قد يعاني المريض من ألم أو انزعاج في الوجه.تكون الحمى غير شائعة.عند فحص الأنف، يشاهد الطبيب مفرزات قيحية.يمكن للتصوير المقطعي المحوسب أن يؤكد التَّشخيص، ولكن بسبب المخاوف من خطر التعرض للإشعاع، فلا يُجرى التصوير الشعاعي إلا عند الأطفال الذين يعانون من التهاب الجيوب المزمن الذي لم تجدِ المضادَّات الحيوية نفعًا في علاجه، أو الذي يترافق مع علامات على حدوث المُضَاعَفات.

علاج التهاب الجيوب

  • علاج لتحسين التصريف الجيبي

  • البخاخات الأنفية الدوائية

  • المضادَّات الحيوية في بعض الأحيان

  • عندما لا تكون المضادات الحيوية فعالة، تُجرى الجراحة

تهدف مُعالَجَة التهاب الجيوب الحاد إلى تحسين التصريف الجيبي ومعالجة العدوى.يمكن لاستنشاق البخار الساخن، وتطبيق القطع القماشية الرطبة على الجيوب المصابة، وتناول المشروبات الساخنة أن تساعد على تخفيف تورم الأغشية المخاطية وتعزيز التصريف من الجيوب.كما يمكن استخدام محلول ملحي يُضخّ عبر الأنف بواسطة أنبوب (غسل أنفي)، مما يساعد على تخفيف الأَعرَاض.

ويمكن أيضًا استخدام بخاخات الأنف، مثل فينيليفرين أو أوكسيمتازولين، لفترة محدودة، حيث تساعد على تقليص حجم الأغشية المخاطية المتورمة.قد تفاقم الاحتقان عند استخدامها لأكثر من 3 أيام.أما الأدوية الفموية المماثلة، مثل السودوإيفيدرين، فقد لا تكون بنفس الفعالية وينبغي تجنبها.يمكن للبخاخات الأنفية الستيرويدية أن تساعد أيضًا على تخفيف الأَعرَاض، ولكنها تحتاج 15 يومًا على الأقل كي تأتي بمفعولها.

قد تساعد بعض أنواع مضادات الهيستامين، مثل فيكسوفينادين، وسيتريزين، ولوراتادين، على تخفيف الأعراض.

المضادَّات الحيوية

بالنسبة لالتهاب الجيوب الحاد الشديد (الذي تستمر أعراضه 3 أيام أو أكثر، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية أو أكثر، والألم الشديد) أو المستمر (الذي تستمر أعراضه 10 أيام أو أكثر) فتُعطى المضادَّات الحيوية مثل أموكسيسيلين المعزز بالكلافولانيك أسيد، أو دوكسيسايكلين.لم يعد يوصى باستخدام أزيثروميسين، أو سيفالوسبورينات، أو ترايميثوبريم/سلفاميثوكسازول بسبب مقاومة البكتيريا لهذه المضادات الحيوية.

تُوصف المضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب المزمن لفترة أطول من الزمن، تمتد عادة 4-6 أسابيع.يُفضل دوكسيسايكلين عند البالغين، بينما يُفضل أموكسيسيلين/كلافولانات (أموكسيسيلين/حمض الكلافولانيك) عند الأطفال.

إذا لم تُجدِ المضادَّات الحيوية نفعاً، فيمكن إجراء عملية جراحية إما لغسل الجيوب والحصول على عينات للزرع المخبري، أو لتحسين التصريف من الجيوب، مما يساعد على شفاء الالتهاب.كما قد يحتاج انسداد الأنف الذي يتداخل مع التصريف إلى إجراء عملية جراحية أيضًا.

عدوى الجيوب الفطرية

يمكن لأنواع عديدة من الفطريات التي تتواجد طبيعيًا عادة في الوسط المحيط أن تكون موجودة في الأنف والجيوب عند معظم الأشخاص الأصحاء.ولكن، يمكن للفطور في بعض الحالات أن تُسبب التهابًا صريحًا في الأنف والجيوب.

الكريّات الفطريَّة

الكريات الفطرية هي حالات من فرط تكاثر فطريات Aspergillus عند الأشخاص الأصحاء.

تتضمن أَعرَاضها الألم في الجيوب، والإحساس بالضغط فيها، واحتقان الأنف، وخروج المفرزات.

تستدعي الحالة إجراء عملية جراحية لفتح الجيوب المتضررة وإزالة التراكمات الفطرية.

التهاب الجيوب الفطري العُدواني

التهاب الجيوب الفطري الغازي هو اضطراب خطير جدًا قد ينتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم.وهو يحدث في معظم الأحيان عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي بسبب المُعالجة الكِيميائيَّة، أو بسبب أمراض مثل داء السكَّري غير المسيطر عليه، أو ابيضاض الدم، أو الأورام اللمفية، أو الورم النِّقوي المتعدِّد، أو فيروس عوز المناعة البشري في مراحله المتأخرة.يكون الأشخاص الخاضعون للعلاج المثبط للمناعة، مثل العلاج بالستيرويدات والعلاج الكيميائي، معرضين بشكل كبير لهذه الحالة.

وتشمل الأَعرَاض الألم والحمى وخروج القيح من الأنف.قد تنتشر الفطور إلى التجويف الحجاجي، ممَّا يؤدي إلى انتفاخ العين المتضررة (الجحوظ) ومن ثم العمى.

يستند الطبيب في تشخيصه إلى نتائج فحص الخزعة (استئصال عَيِّنَة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر).

تُعالج الحالة بالجراحة والمضادات الحيوية والأدوية المُضادَّة للفطريات التي تُعطى عن طريق الوريد.يجب على الطبيب السيطرة على الحالة المستبطنة، وتنشيط الجِهاز المَناعيّ الضعيف، لأن هذا العدوى قد تُفضي إلى الوفاة.

التهاب الجيوب الفطري التحسسي

التهاب الجيوب الفطري التحسسي هو التهاب مزمن في الجيوب تُسبب فيه الفطريات ردة فعل تحسُّسية تتميز باحتقان أنفي واضح وتشكل سلائل أنفية وجيبية.

تسد السلائل منخري الأنف وفوهات الجيوب وتسبب التهابًا مزمنًا.

وعادة ما تكون الجراحة ضرورية لإعادة فتح فوهات الجيوب وإزالة التراكمات الفطرية.كما تستدعي الحالة أيضًا علاجًا طويل الأجل بالستيرويدات (تُسمى أحيانًا بالغلوكوكورتيكويدات أو الستيرويدات القشرية)، والمضادَّات الحيوية، وأحيانًا الأدوية المُضادَّة للفطريات التي تُطبق بشكل موضعي على المنطقة المصابة أو تؤخذ عن طريق الفم.تحد هذه الأدوية من الالتهاب وتقضي على الفطريات.ولكن من المرجح جدًّا أن تنكس الحالة، حتى بعد العلاج طويل الأمد.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID