الفشلُ التنفسي هو حالة يصبح فيها مستوى الأكسجين في الدَّم منخفضًا بشكلٍ خطيرٍ، أو يصبح مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم مرتفعًا بشكلٍ خطير.
قد تؤدي الحالاتُ التي تسُدُّ المسالك الهوائية وتَضُرُّ بأنسجة الرئة، وتضعف العضلات التي تضبط التنفس أو تَحُدُّ من القدرة على التَّنفُّس، إلى حدوث الفشل التنفسي.
يمكن أن يُعاني الأشخاصُ من ضيقٍ شديدٍ في النَّفَس، ويميل لونُ جلودهم إلى الزُّرقة، ويُصابون بالتَّخليط الذهني أو النُّعاس.
يستخدم الأطباءُ مشعر الإصبع (قياس التأكسُج النبضي) للتَّحرِّي عن مستويات الأكسجين المنخفضة، واختبارات الدم لكشف مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة في الدَّم.
ويُعطَى الأكسجين.
يحتاج الأشخاص في بعض الأحيان إلى مساعدة من جهاز للتنفس (تهوية ميكانيكية) إلى حين علاج المشكلة المستبطنة.
الفشلُ التنفُّسي الحادّ هو حالة طبية طارئة يُمكن أن تنجُم عن:
داء رئوي طويل الأمد يتفاقم بشكلٍ مفاجئ
داء رئوي شديد يحدث بشكل مفاجئ عندَ الأشخاص الأصحاء نوعًا ما
ومن الأمثلة على أمراض الرئة التي تحدث فجأة مُتلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
الفشلُ التنفُّسي المزمن هو مشكلة تنفسية مستمرة يمكن أن تنجم عن داء رئوي طويل الأمد، مثل الداء الرئوي الانسدادي المزمن (داء الانسداد الرئوي المزمن).
أسبابُ الفشل التنفسي
يمكن لأي حالة تقريبًا تؤثّر في التنفُّس أو في الرئتين أن تؤدي إلى حدوث فشل الجهاز التنفُّسي.يمكن أن يحدثَ الفشلُ التنفُّسي بطريقتين:
يصبح مستوى الأكسجين في الدَّم شديد الانخفاض (الفشل التنفسي بنقص الأكسجة hypoxemic respiratory failure).
يصبح مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدَّم مرتفعًا جدًّا (الفشل التنفُّسي بفرط كربون الدم hypercarbic respiratory failure).
في بعض الأحيان، يكون لدى الأشخاص مستوياتٌ منخفضة من الأكسجين ومرتفعة من ثاني أكسيد الكربون معًا.
نقصُ مستوى الأكسجين (فشل تنفسي نقص الأكسجة)
السببُ الشائع للفشل التنفسي بنقص الأكسجة هو اضطراب في أنسجة الرئة، مثل مُتلازمة الضائقة التنفسية الحادّة أو الالتهاب الرئوي الشديد، أو السوائل الزائدة في الرئتين (مثلًا، بسبب فشل القلب أو الفشل الكلوي)، أو تندّب الرئة.تُؤدِّي هذه الشذوذاتُ إلى تعطيل القدرة المعتادة لأنسجة الرئة على أخذ الأكسجين من الهواء.
يمكن أن يحدثَ الفشل التنفسي بفرط كربون الدم إذا أصبح الجريان الدَّموي عبر الرئتين غيرَ طبيعي، مثلما يحدث في الانصمام الرئوي.لا يؤدي هذا الاضطرابُ إلى منع دخول وخروج الهواء من الرئتين، ولكن دون جريان الدَّم إلى جزء من الرئتين فإنَّه لا يجري أخذُ الأُكسِجين بشكلٍ سليم من الهواء.
ارتفاعُ مستوى ثاني أكسيد الكربون (الفشل التنفُّسي بفرط كربون الدم)
بالنسبة إلى الفشل التنفُّسي بفرط كربون الدم، يكون مستوى ثاني أكسيد الكربون مرتفعًا جدًّا عادةً، لأنَّ شيئًا ما يمنع الشخص من التنفُّس بشكلٍ طبيعي.تنطوي الأسبابُ الشائعة لمثل هذه الحالات على ما يلي:
انخفاض مستويات الهرمون الدرقي (قصور الغُدَّة الدرقية)
التهدئة بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية أو الكحول
انسداد أو تضيُّق المسالك الهوائية
إصَابة في الوريد
الضرر الذي يلحق بالعظام والأنسجة حولَ الرئتين
ضعف العضلات التي تنفخ أو تمدِّد الرئتين عادةً
يحُدَّ قصورُ الغُدَّة الدرقية أو انقطاع النَّفَس النومي وفرط جرعات الأفيونيّات أو الكحول من المنعكس اللاشعوري الذي يدفع الأشخاصَ للتنفس.يمكن أن ينجم انسدادُ أو تضيُّق المسالك الهوائية عن اضطرابات (مثل الرَّبو وداء الانسداد الرئوي المزمن)، وكذلك الأجسام الغريبة المستنشقة.يمكن لإصابة في الصدر أو الرئتين، بالإضافة إلى ضعف عضلات الصدر (على سبيل المثال، عند الأشخاص الذين يعانون من الوهن العضلي الوبيل، أو مُتلازمة غيلان باريه، أو التصلب الجانبي الضموري [ALS])، أن تثبط التنفُّس وتُسبب الفشل التنفُّسي بفرط كربون الدم.
كما قد يكون مستوى الأكسجين منخفضًا عندَ الأشخاص الذين لا يتنفَّسون بشكلٍ كافٍ ، ولكن لا يُعَدُّ لديهم فشل تنفُّسي بنقص التأكسج إذا لم يكن لديهم اضطرابٌ في نسيج الرئة أيضًا.
تميل المستويات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون إلى أن تجعل الدَّم أكثر حموضة وتؤدي إلى شذوذات في كيمياء الجسم.
هل تعلم؟
|
أعراض الفشل التنفسي
غالبًا ما يتسبّب الفشلُ التنفُّسي بنقص الأكسجة والفشل التنفُّسي بفرط كربون الدم في ظهور أعراضٍ مشابهة.يُعاني المرضى من ضيق النفس الشديد عادة.انخفاض مستويات الأكسجين في الدَّم أن يُسبب ضيقًا في النَّفس، ويؤدي إلى تلوُّن الجلد بلونٍ مائلٍ إلى الأزرق (الزرقة) عند الأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة، أما عند الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة فيظهر تلون رمادي أو أبيض في الفم، وحول العينين، وتحت الأظافر.ويؤدي انخفاضُ مستويات الأكسجين وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون وزيادة حموضة الدَّم إلى التخليط الذهني والنعاس.
وإذا كانت القدرةُ على التنفس طبيعية، يحاول الجسمُ التخلُّصَ من ثاني أكسيد الكربون عن طريق التنفّس العميق والسريع.ولكن، إذا عجزت الرئتان عن العمل بشكلٍ طبيعي، فإنَّ نمطَ التنفُّس هذا قد لا يكون مفيدًا.وفي النهاية، يحدث خللٌ وظيفي في المخ والقلب، ممّا يؤدي إلى النعاس (إلى درجة فقدان الوعي في بعض الأحيان) ونظم غير طبيعي للقلب (اضطراب نظم القلب)، وتؤدي كلتا الحالتين إلى حدوث الوفاة.
تختلف بعضُ أعراض الفشل التنفسي باختلاف السبب.إذا كان الحافز للتنفُّس غير طبيعي (على سبيل المثال، بعد تناول جرعة زائدة من الكحول أو المهدّئات)، فقد يشعر الأشخاصُ بالنعاس الشديد، ويتنفَّسون ببطء شديد، وينزلقون شيئًا فشيئًا إلى الغيبوبة.قد ينقطع نَفسُ الطفل المصاب بانسدادٍ في المسالك الهوائيَّة بسبب استنشاق (أو شفط) جسمٍ أجنبيٍّ (مثل عملة معدنية أو دمية) بشكلٍ مفاجئ، ويصارع من أجل التَّنفُّس.
تشخيص الفشل التنفسي
قياسات كمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدَّم
التصوير بالأشعَّة السِّينية للصدر وغيره من الاختبارات لتحديد السبب
قد يشتبه الطبيب بفشل الجهاز التنفُّسي بسبب الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري.
يمكن قياسُ مستوى لأكسجين في الدَّم دون أخذ عَيِّنَة من الدَّم، وذلك باستخدام جهاز استشعار يُوضَع على الإصبع أو على شحمة الأذن - وهو إجراء يسمّى قياس التأكسج النبضي.
يجري تأكيدُ التَّشخيص بعدَ القيام باختبار دموي لعينة مسحوبةٍ من الشريان تُظهِرُ نتيجته وجود انخفاض خطير في مستوى الأكسجين أو ارتفاع خطير في مستوى ثاني أكسيد الكربون.
تُجرى الأشعَّة السِّينية للصدر وغيره من الاختبارات لتحديد سبب الفشل التنفُّسي عادةً.
علاج الفشل التنفسي
أكسجين إضافي
التهوية الميكانيكية
معالجة السبب
يُعالج الأشخاصُ المُصابون بفشلٍ حاد في الجهاز التنفُّسي في وحدة الرِّعاية المُركَّزة (ICU).
يُعطى الأكسجين الإضافي لتصحيح أي نقص في الأكسجين عندَ الأشخاص الذين يعانون من فشل تنفسي.يمكن إعطاءُ الأكسجين باستخدام قطع بلاستيكية صغيرة توضع في الأنف (القنية الأنفية) أو باستخدام قناع الوجه، اعتمادًا على كمية الأكسجين التي يحتاجها الأشخاص.يُعطى الأكسجين في البداية بكمية أكبر من المطلوب عادةً، ولكن يمكن تعديلُ كمية الأكسجين في وقت لاحق.
تعمل التهويةُ الميكانيكية على تصحيح مشكلة تهوية الرئتين (وتقلل من مستويات ثاني أكسيد الكربون) عندَ الأشخاص الذين يعانون من الفشل التنفُّسي بفرط كربون الدم.في التهوية الميكانيكية ، تُستخدم آلة (جهاز التهوية ventilator) للمساعدة على دخول الهواء والخروج من الرئتين.يجري ضخ الهواء تحت ضغط الجهاز من خلال قناع الوجه (التهوية بالضغط الإيجابي غير الباضع) أو جهاز آخر أو من خلال أنبوب يوضع في الرغامى (التهوية بالضغط الإيجابي الباضع).
غالبًا ما يقوم الأطباءُ بتجربة الطرائق غير الباضعة في البداية، ولكن قد تكون التهوية الميكانيكية الباضعة ضرورية ما لم يشف الفشل التنفُّسي بسرعة بالمعالجة غير الباضعة.يُعالج معظمُ المصابين بالفشل التنفُّسي بالأكسجين التكميلي وبنوعٍ من التهوية الميكانيكية.
يجب معالجةُ الاضطراب الكامن المُسبِّب للفشل التنفُّسي؛فمثلًا، تُستَعملُ المضادَّاتُ الحيوية لمكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن العدوى البكتيرية، وتُستعمل مُوسِّعات القصبات عند الأشخاص المُصابين بالربو لفتح المَسالِك الهوائيَّة.ويمكن إعطاءُ أدوية أخرى لخفض شدَّة الالتهاب أو لمعالجة الجلطات الدَّمويَّة.
