الإسهال عند الأطفال

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

يُعدُّ الإسهال من المشاكل الشائعة بكثرة عند الأطفال (انظر أيضًا الإسهال عند البالغين).الإسهال هو حالات تبرُّز مُتكرِّرة لبراز مائي أو رخو يختلف عن النَّمط الطبيعي عند الطفل.يحتوي الإسهال في بعض الأحيان على الدَّم أو المُخاط.قد يكون من الصعب تمييز الإسهال الخفيف نظرًا لاختلاف عدد مرَّات التَّبرُّز وتماسك البراز باختلاف العمر والنَّظام الغذائي عند الأطفال الأصحَّاء.فمثلًا، يكون براز الرُّضَّع الذين يعتمدون في تغذيتهم على الإرضاع الطبيعي ولم يتناولوا طعامًا صلبًا على الأغلب برازًا رخوا مُتكرِّر الحدوث ويُعدُّ طبيعيًّا.قد تشير الزيادة المفاجئة في عدد مرَّات التَّبرُّز ورخاوة البراز إلى إصابة أولئك الرُّضَّع بالإسهال.إلَّا أنَّ استمرار البراز المائيِّ لمدَّة تتجاوز 24 ساعة لا يُعدُّ طبيعيًّا.

يمكن أن يحدث نقصٌ في شهيَّة الأطفال المصابين بالإسهال مع معاناتهم من القيء ونَقص الوَزن أو حدوث حُمَّى.إذا كان الإسهال شديدًا أو استمرَّ لفترة طويلة، فمن المرجَّح أن يفقد الأطفال كمية كبيرة من سائل الجسم (التجفاف).يمكن أن يُصاب الرُّضَّع والأطفال الصغار بالتَّجفاف بسرعةٍ أكبر خلال أقل من يوم في بعض الأحيان.قد يتسبَّب التَّجفاف الشديد في حدوث اختلاجاتٍ وضررٍ في الدِّماغ والوفاة.

يتسبَّبُ الإسهال في حدوث 1.5 إلى 2.5 مليون حالة وفاة سنويًّا حول العالم.وفي الولايات المُتَّحدة، يُشكِّل الإسهال حوالى 9٪ من حالات دخول المستشفى للأطفال دون سنِّ الخامسة.

أسباب الإسهال عند الأطفال

تعتمد الأَسبَاب المحتملة للإسهال على ما إذا كان يستمرُّ أقل من أسبوعين (حاد) أو أكثر من أسبوعين (مزمن).تكون معظم حالات الإسهال حادَّةً.

الأسباب الشَّائعة

ينجم الإسهال الحاد عادةً عن الأسباب التَّالية:

ينجم التهاب المعدة والأمعاء عن العدوى بفيروسٍ عادةً، ولكنَّه قد يكونَ ناجمًا عن العدوى ببكتيريا أو طفيلي.

يُشيرُ مصطلح التَّسمُّم الغذائي عادةً إلى الإسهال أو القيء أو كليهما والنَّاجم عن تناول الطعام المُلوَّث بالسُّموم التي تنتجها بعض الجراثيم، مثل المُكوَّرات العُنقوديَّة staphylococci أوالمِطَثِّيَّات clostridia.

يمكن لبعض المضادَّات الحيويَّة أن تُغيِّر أنواع وعدد الجراثيم في الأمعاء.ونتيجةً لذلك، يمكن أن يحدث الإسهال.يؤدي استعمال المضادَّات الحيويَّة في بعض الأحيان إلى إتاحة فرصة تكاثر بكتيريا خطيرة بشكلٍ خاص، مثل المطثية العسيرة Clostridioides difficile (التي كانت تُسمى سابقًا Clostridium difficile)حيث تقوم المطثية العسيرة بتحرير السُّموم التي يمكن أن تُسبِّبَ التهاب بطانة الأمعاء الغليظة (التهاب القولون - انظر التهاب القولونالمُحدَثبالمطثية العسيرة).

ويحدث الإسهال المزمن نتيجة الأسباب التَّالية عادةً:

الأَسبَاب الأقلُّ شيوعًا

يمكن أن ينجم الإسهال الحاد أيضًا عن اضطراباتٍ أشدَّ خطورة مثل التهاب الزَّائدة والانغلاف ومُتَلاَزِمَةُ انحِلاَلِ الدَّمِ-اليوريميَّة (اختلاط لأنواع مُعيَّنة من العدوى الجرثوميَّة).ترتبط هذه الاضطرابات الخطيرة عادةً مع أعراضٍ أخرى مُثيرةً للقلق إلى جانب الإسهال، مثل آلام شديدة أو تورُّم شديد في البطن والبراز المُدمَّى والحُمَّى والظُّهور بمظهر غير جيِّد.

كما قد ينجمُ الإسهال المزمن عن الاضطرابات التي ثؤثِّر في امتصاص الطَّعَام (اضطرابات سوء الامتصاص)، مثل التَّليُّف الكيسي، وضعف الجهاز المناعي (بسبب اضطراب مثل مُتلازمةُ العَوَزِ المَناعِيِّ المُكتَسَب (الإيدز) أو استعمال أدوية معينة).

ينجم الإسهال عن الإمساك في بعض الأحيان.فعندما يتجمَّع البراز المُتصلِّب في المستقيم، يمكن للبراز الرَّخو أن يتسرَّب من محيطه إلى الملابس الدَّاخلية للطفل.

تقييم الإسهال عند الأطفال

العَلامات التَّحذيريَّة

تكون بعض الأَعرَاض مدعاةً للقلق.وهي تشتمل على ما يلي:

  • علامات التَّجفاف، مثل نقص التَّبُّول والخمول أو الفتور والبكاء من دون دموع والعطش الشديد وجفاف الفم

  • المظهر غير الجيِّد

  • الحُمَّى الشَّديدة

  • الدَّم في البراز

  • ألمٌ في البطن وشعورٌ بإيلامٍ شديد عند لمسه

  • النَّزف في الجلد (يبدو على شكل نقاطٍ صغيرة أرجوانيَّة مُحمرَّة [نَمَشات] أو بُقَع [فُرفُرِيَّة])

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب تقييم الأطفال الذين ظهرت عندهم أيُّ علامات تحذير من قبل الطبيب مباشرةً، كما هيَ الحال عند الأطفال الذين تعرَّضوا لأكثر من 3 أو 4 نوبات من الإسهال ولا يشربون أو يشربون القليل جدًا من السوائل.

أمَّا إذا لم يكن لدى الأطفال علاماتٍ تحذيريَّة ويشربون ويتبوَّلون بشكلٍ طبيعي، فيجب الاتِّصال بالطبيب إذا استمرَّ الإسهال لمدة يومين أو أكثر أو عند حدوث أكثر من 6- 8 نوباتٍ من الإسهال يوميًّا.إذا كان الإسهال خفيفًا، فليس من الضَّروري مراجعة الطبيب.يجب على الطبيب فحص الأطفال الذين عانوا من الإسهال لمدة 14 يومًا أو أكثر.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن الأعراض وعن التَّاريخ الطِّبِّي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.تُشير نتائج دراستهم للتاريخ الطبِّي والفَحص السَّريري غالبًا إلى السَّبب وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها ( انظر جدول: بعض أسباب وسمات الإسهال).

ويستفسر الأطبَّاء عن صفات البراز وعن تكرار حدوثه وعن مدَّة حدوثه، وعمَّا إذا كان الطفل يُعاني من أعراضٍ أخرى، مثل الحُمَّى أو القيء أو ألمٍ في البطن.

كما يستفسر الأطبَّاء عن الأَسبَاب المحتملة، مثل النظام الغذائي واستعمال المضادَّات الحيويَّة وتناول الطَّعَام الذي قد يكون مُلوَّثًا والاختلاط الحديث مع الحيوانات والسفر الحديث.

يُجرى الفَحص السَّريريُّ للتَّحرِّي عن أعراض التَّجفاف والاضطرابات التي يمكن أن تُسبِّبَ الإسهال.يتمُّ فحص البطن للتَّحرِّي عن التَّورُّم وعن الشعور بالألم عند الجس.كما يقوم الأطباء بتقييم نُموِّ الطِّفل.

الجدول

الاختبارات

إذا استمرَّ الإسهال لمدَّةٍ أقل من أسبوعين ولم تظهر علامات التَّحذير، يكون السَّبب على الأرجح هو التهاب المعدة والأمعاء النَّاجم عن العدوى بفيروس، وليس من الضَّروري إجراء اختباراتٍ عادةً.ولكن، إذا اشتبه الأطبَّاء في سببٍ آخر، فيتِمُّ إجراء اختباراتٍ للتَّحقُّق من ذلك.

تُجرى الاختبارات عادةً عند وجود علامات تحذيريَّة عند الأطفال.فإذا ظهرت عندهم علامات التَّجفاف، يتمُّ إجراء اختباراتٍ دمويَّةٍ لقياس مستويات الكهارل (الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمعادن الأخرى الضَّروريَّة للمحافظة على توازن السوائل في الجسم).وعند وجود علامات التَّحذير الأخرى، قد تنطوي الاختبارات على اختبار تعداد خلايا الدَّم الكامل واختبارات البول وفحص وتحليل البراز والأشعَّة السِّينية للبطن أو توليفة من هذه الاختبارات.

علاج الإسهال عند الأطفال

تتمُّ معالجة الأسباب النَّوعيَّة التي أدَّت إلى حدوث الإسهال.فمثلًا، ينبغي استبعاد الغلوتين من النِّظام الغذائي الذي يتَّبعه الأطفال المُصابون بالدَّاء البطني.يُوقَفُ استعمال المضادَّات الحيويَّة التي تُسبِّبُ الإسهال إذا أوصى الطبيب بذلك.يُشفى التهاب المعدة والأمعاء النَّاجم عن عدوى بفيروس دون معالجة عادةً.

يُوصى بعدم استعمال أدوية إيقاف الإسهال، مثل لوبراميد loperamide، عند الرُّضَّع والأطفال الصغار.

التَّجفاف

تُركِّز المعالجة على تعويض السوائل من خلال إعطاء السوائل والكهارل، لأنَّ المحذور الرَّئيسي عند الأطفال هو التَّجفاف ( انظر أيضًا التَّجفاف عند الأطفال).تتمُّ معالجة معظم الأطفال المُصابين بالإسهال بنجاحٍ من خلال استعمال السوائل عن طريق الفم.لا تُعطى السوائل عن طريق الوريد إلا للأطفال الذين لا يشربون، أو الذين يتقيؤون بشدة، أو يُعانون من التَّجفاف الشديد.تُستَعملُ محاليل تعويض السَّوائل الفمويَّة المُحتوية على نسبٍ متوازنةٍ بشكلٍ صحيحٍ من الكربوهيدرات والصُّوديوم.في الولايات المتحدة، تتوفَّر هذه المحاليل على نطاقٍ واسعٍ دون وصفةٍ طبيَّة في الصَّيدليَّات ومعظم المتاجر الكبيرة. تحتوي المشروبات الرِّياضيَّة والمشروبات الغازيَّة والعصائر والمشروبات المُماثلة على كميَّةٍ زهيدةٍ من الصُّوديوم وعلى الكثير من الكربوهيدرات وينبغي عدم شربها.

وإذا كان الأطفال يُعانون من القيء أيضًا، فيَتمُّ إعطاء كميَّات صغيرة وبشكلٍ مُتكرِّر من السوائل في البداية.حيث تُعطى ملعقة صغيرة (5 مل) كلَّ 5 دقائق عادةً.فإذا تمكَّن الأطفال من الاحتفاظ بهذه الكميَّة دون حدوث القيء فإنَّه تجري زيادة الكميَّة المُتناوَلة تدريجيًّا.وإذا كان الطفل لا يتقيَّأ، فليس من الضَّروري أن تكون الكمية الأوَّليَّة من السائل محدودة.يستطيع معظم الأطفال شربُ ما يكفي من السوائل عن طريق الفم مع الصَّبر والتَّشجيع وذلك لتجنُّب الحاجة إلى تسريبها عن طريق الوريد.ولكن، قد يحتاج الأطفال المُصابون بالتَّجفاف الشديد إلى تسريب سوائل عن طريق الوريد.

النِّظام الغذائي

يجب أن يخضع الأطفال لنظامٍ غذائيٍّ مناسبٍ لأعمارهم بمجرَّد أن بتناولوا كميَّة كافية من السَّوائل دون حدوث قيء.قد يستأنف الرُّضَّع رضاعة حليب الأمِّ أو الحليب الاصطناعي.

تختلف المعالجة باختلاف السبب عند الأطفال المُصابين بالإسهال المزمن، ولكنَّ توفير التَّغذية الكافية والمحافظة عليها ومراقبة حدوث نقصٍ محتملٍ في الفيتامينات أو المعادن يكون شديدَ الأهميَّة.

النقاط الرَّئيسيَّة

  • يُعدُّ الإسهال من الحالات الشَّائعة عند الأطفال.

  • كما أنَّ التهاب المعدة والأمعاء النَّاجم عادةً عن العدوى بفيروسٍ يكون السببَ الأكثرَ شُيُوعًا للإسهال.

  • يجب تقييم الأطفال من قبل الطبيب إذا كانت لديهم أيُّ علامة تحذير (مثل علامات التَّجفاف أو الشُّعور بألم شديد في البطن أو الحُّمَّى أو ظهور دمٍ أو قيحٍ في البراز).

  • من النَّادر أن تكون الاختبارات ضروريًّةً عند استمرار الإسهال لمدَّةٍ أقلَّ من أسبوعين.

  • من المُرجَّح أن يحدث التَّجفاف إذا كان الإسهال شديدًا أو إذا استمرَّ لمدَّةٍ طويلة.

  • يُعدُّ إعطاء السَّوائل عن طريق الفم علاجًا فعَّالًا للتَّجفاف عند معظم الأطفال.

  • يُوصى بعدم استعمال أدوية إيقاف الإسهال، مثل لوبراميد، عند الرُّضَّع والأطفال الصغار.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID