داء كرون

(التِهابُ الوَرَمِيٌّ الحُبَيبِيّ؛ التِهابُ اللَّفائفي الوَرَمِيٌّ الحُبَيبِيّ؛ التِهابُ الأمعاء النَّاحي)

حسبAaron E. Walfish, MD, Mount Sinai Medical Center;
Rafael Antonio Ching Companioni, MD, HCA Florida Gulf Coast Hospital
تمت مراجعته جمادى الثانية 1443

داء كرون Crohn disease هو داء معوي التهابي inflammatory bowel disease حيث يُصيب الالتهاب المزمن عادةً الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة أو كليهما، ويمكن أن يُصيبَ أيَّ جزءٍ من السَّبيل الهضمي.

  • رغم أنَّ السبب الدقيق لحدوثه مازال مجهولًا، إلَّا أنَّ إثارة جهاز المناعة بشكلٍ غير مناسب قد تؤدي إلى الإصابة بداء كرون.

  • تشتمل الأَعرَاض النموذجية على الإسهال المزمن (الذي يكون في بعض الأحيان دمويًّا) وألم بطني ماغص والحمَّى ونَقص الشَّهية والوَزن.

  • يعتمد التَّشخيص على تنظير القولون والتنظير بكبسولة الفيديو واختبارات التصوير مثل التَّصوير بالأشعَّة السِّينية بعد حقن الباريوم أو التصوير المقطعي المُحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

  • لا يوجد شفاء من داء كرون.

  • تهدفُ المعالجة إلى تخفيف شدَّة الأَعرَاض وخفض شدَّة الالتهاب، ويحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج الجراحي.

(انظر أيضًا نظرة عامة على داء الأمعاء الالتهابي).

في العقود القليلة الماضية، أصبح داء كرون أكثر شُيُوعًا في جميع أنحاء العالم.إلَّا أنَّه أكثر شُيُوعًا بين سكَّان شمال أوروبا والأشخاص من أصولٍ أنغلوساكسونية.تكون نسبة الإصابة بهذا الدَّاء متساوية بين الجنسين تقريبًا، وهو ينتقل وراثيًّا على الأغلب، ويبدو أنَّه أكثر شُيُوعًا بين اليهود الأشكناز.يُصاب معظم الأشخاص بداء كرون قبل سن 30 عامًا، حيث يحدث عادةً بين سن 14 - 24 عامًا.وقد بدأت هجمة المرض الأولى عند بعض الأشخاص بين سن 50- 70 عامًا.

ومن الشَّائع حدوث داء كرون في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) وفي الأمعاء الغليظة، ولكنه يمكن أن يحدث في أيِّ جزءٍ من السبيل الهضمي، بدءًا من الفم إلى الشَّرج وحتى في الجلد المحيط بالشَّرج.يُشار إلى التهاب اللفائفي بـ ileitis.وعندما يُصاب القولون بداء كرون يُسمَّى عندها بالتهاب القولون الكروني Crohn colitis.إصابات داء كرون

  • الأمعاء الدقيقة وحدها (35٪ من الأشخاص)

  • الأمعاء الغليظة وحدها (20٪ من الأشخاص)

  • الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة (45٪ من الأشخاص)

لا يُصيبُ داء كرون المستقيم عادةً، وذلك خلافًا لالتهاب القولون التقرحي الذي يُصيب المستقيم بشكلٍ دائم.إلَّا أنَّه من الطبيعي حدوث حالات عدوى وظهور مضاعفاتٍ أخرى في محيط الشَّرج.قد يصيب الدَّاء بعض أجزاء القناة المِعَويَّة مع ترك أجزاء طبيعية (تسمى مناطق التَّخطِّي) بين المناطق المصابة.يُصيب داء كرون كامل ثخانة الأمعاء عادةً عندما يكون نشيطًا.

تحديد موضع الأمعاء الدقيقة والغليظة

مازال سبب حدوث داء كرون غير معروف بشكلٍ مؤكَّد، إلَّا أنَّ الكثير من الباحثين يعتقدون بأنَّ خللًا وظيفيًّا في جهاز المناعة يؤدي إلى حدوث ردَّة فعلٍ مفرطة لعوامل بيئيَّة أو غذائيَّة أو مُعدِيَة.قد يكون عند بعض الأشخاص استعدادٌ وراثيٌّ لهذا الخلل الوظيفي في الجهاز المناعي.ويبدو أنَّ تدخين السجائر يُسهم في حدوث داء كرون وفي تهييج اضطراباته الدَّورية (نوبات أو هجمات).وقد تزيد وسائل منع الحمل الفمويَّة من خطر داء كرون.

ولأسبابٍ غير واضحة، قد يكون الأشخاصُ الذين حالتهم الاجتماعية والاقتصادية مرتفعة مُعرَّضين لخطرٍ متزايد للإصابة بداء كرون.

وتشير الكثير من التقارير إلى أنَّ الأشخاص الذين اعتمدت تغذيتهم على الإرضاع الطبيعي في مرحلة الطفولة قد يكونون محميين من الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي.

أعراض داء كرون

تنطوي الأَعرَاض الأكثر شيوعًا لداء كرون على ما يلي:

  • ألم بطني ماغص

  • الإسهال المزمن (الذي يكون دمويًّا في بعض الأحيان عندما تكون إصابة الأمعاء الغليظة شديدة)

  • حُمَّى

  • نَقص الشَّهية

  • نقص الوَزن

قد تستمرُّ أعراض داء كرون لعدة أيام أو أسابيع ويمكن أن تزول من تلقاء نفسها.يُعدُّ الشفاء الكامل والدائم بعد حدوث هجمة واحدة من الحالات الشديدة النُّدرة.تحدث هبات لداء كرون بشكلٍ دائمٍ تقريبًا بفواصل زمنيَّة غير منتظمة خلال حياة الشخص.يمكن أن تكون الهبات خفيفة أو شديدة، قصيرة أو طويلة.قد تؤدي الهجمات الشديدة إلى الشُّعور بألمٍ شديدٍ ومستمرٍّ وحُمَّى وتجفاف.

مازال سبب حدوث وزوال الأعراض والعَوامِل المُهيِّجة لحدوث هجمات جديدة أو المُحدِّدة لشدَّتها مجهولًا.يميل الالتهاب المتكرر إلى الظهور في نفس المنطقة من الأمعاء.كما قد يظهر أيضًا قريبًا من مناطق الاستئصال الجراحي للأجزاء المتضررة.

لا يُعدُّ ألم البطن والإسهال من الأعراض الرئيسيَّة عند الأطفال غالبًا، وقد لا يظهرا أبدًا.فقد يكون ظهور الأَعرَاض الرئيسية بطيئًا، مثل التهاب المَفاصِل (التهاب المَفاصِل) أو الحُمَّى أو الشُّعور بالضَّعف والتعب النَّاجمين عن فقر الدَّم.

مُضَاعَفات داء كرون

تشتمل مُضَاعَفات داء كرون على ما يلي:

يُعدُّ تَضَخُّمُ القَولُونِ السُّمِّيّ (تَوَسُّعُ القَولُونِ الحادّ) من المضاعفات النادرة التي يمكن أن تحدث عندما تُصاب الأمعاء الغليظة (القولون) بداء كرون.حيث تتوقَّف التقلُّصات الطبيعيَّة للأمعاء الغليظة التي تتوسَّع، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث التهاب الصِّفاق في بعض الأحيان.قد يحتاج المرضى إلى الجراحة.

يمكن أن يتسبَّب التَّندُّب النَّاجم عن الالتهاب المزمن في حدوث انسدادٍ مِعَوي.ويمكن أن تؤدي القرحة العميقة التي تثقب جدار الأمعاء إلى تشكُّل خُراجات أو نواسير مفتوحة أو ثقوب.قد تصلُ النَّواسير بين جزأين مختلفين من الأمعاء.كما يمكن أن تصلُ النواسير بين الأمعاء والمثانة أو بين الأمعاء وسطح الجلد، وخصوصًا في محيط الشرج.يُعدُّ تشكُّل النَّواسير بدءًا من الأمعاء الدَّقيقة من الحالات الشائعة، إلَّا أنَّه من النَّادر أن يتسبَّب بتشكُّل فتحاتٍ (ثقوب) واسعة.ويُعدُّ حدوث شقوقٍ في جلد الشرج من الحالات الشائعة.

ومن الشَّائع حدوث نزفٍ من المستقيم عندما تكون إصابة الأمعاء الغليظة بداء كرون شديدةً.يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون (سرطان الأمعاء الغليظة) عند الأشخاص المصابين بداء كرون بعد مرور سنوات على إصابتهم.يعاني حَوالى ثلث الأشخاص المصابين بداء كرون من مشاكل حول الشرج، وخصوصًا النَّواسير والشُّقوق في بطانة الغشاء المخاطي للشرج.

قد تؤدي الإصابة بداء كرون إلى حدوث مُضَاعَفاتٍ في أجزاءٍ أخرى من الجسم.وتنطوي هذه المُضَاعَفات على:

عندما يتسبَّب داء كرون بتهيُّج الأعراض الهضميَّة، فإنَّ الشخص قد يُعاني أيضًا ممَّا يلي:

حتى عندما لا يتسبب داء كرون في ظهور أعراض الجهاز الهضمي، فقد تستمرُّ معاناة الشَّخص من جميع الأعراض التالية دون وجود علاقة بالدَّاء المعوي:

تشخيص داء كرون

  • اختبارات للدَّم والبراز

  • اختبارات التصوير

  • تنظير القولون

قد يشتبه الطبيب بوجود إصابةٍ بداء كرون عند الشخص الذي يعاني من مغصٍ مُتكرِّر في البطن والإسهال، وخصوصًا إذا كان للشخص تاريخ عائلي لداء كرون أو تاريخ من المشاكل في محيط الشرج.قد تنطوي الأدلَّة الأخرى لوضع التشخيص على حدوث التهابٍ في المَفاصِل أو العينين أو الجلد أو توقُّف نموُّ الطفل.ويمكن أن يشعر الطبيب بوجود كتلةٍ أو امتلاءٍ في الجزء السفلي من البطن، والذي يكون على الجانب الأيمن غالبًا.

اختبارات الدَّم والبراز

لا يتوفَّر اختبارٌ مخبريٌّ يُحدِّد وجود إصابةٍ بداء كرون بشكلٍ خاص، إلَّا أنَّ اختبارات الدَّم قد تُظهر وجود فقرٍ في الدَّم وحدوث ارتفاعٍ غير طبيعي في عدد خلايا الدَّم البيضاء وانخفاض مستويات ألبومين البروتين، ومؤشرات أخرى لوجود التهاب، مثل ارتفاع سرعة تثفُّل الكريات الحمر أو مستوى بروتين سي التَّفاعلي.وقد يقوم الطبيب باختبارات للكبد.

ويمكن أن يُوصي الطبيب بجمع عيِّنات البراز عند وجود إسهال لاستبعاد الإصابة بحالات عدوى معوية.

اختبارات التصوير

تُجرى اختبارات التصوير المقطعي المحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن وذلك للأشخاص الذين يُعانون من آلام شديدةٍ في البطن ومن الألم عند جَسِّه.قد يُظهر التَّصوير المقطعي المُحوسَب أو التَّصوير بالرنين المغناطيسي وجود انسداد أو خُراجات أو نواسير، وأسباب أخرى محتملة لالتهاب البطن (مثل التهاب الزَّائدة).

ويمكن للأشخاص الذين عانوا من تكرُّر الأعراض خلال فترة زمنيَّة معيَّنة أن يخضعوا للتصوير بالأشعَّة السينيَّة للمعدة والأمعاء الدَّقيقة بعد شرب سائل الباريوم (يطلق عليه التصوير المَعدي المِعوي على التسلسل) أو التَّصوير بالأشعَّة السينيَّة بعد استعمال حقنة شرجية تحتوي على الباريوم (تُسمَّى حقنة الباريوم).وتنطوي الإجراءات الأحدث على التصوير المقطعي المحوسَب للأمعاء أو تخطيط حركة الأمعاء بالرَّنين المغناطيسي.كما يمكن استعمال طريقة أخرى لتقييم الأمعاء الدَّقيقة وذلك بالتَّنظير بكبسولة الفيديو.

تنظير القولون

يمكن للأشخاص الذين يُعانون من ألمٍ بسيطٍ ومن إسهالٍ شديدٍ أن يخضعوا لتنظير القولون (فحص الأمعاء الغليظة باستعمال أنبوب مشاهدة مرن) وللاختزاع (استئصال عَيِّنَة نسيجيَّة للفحص المجهري).إذا كانت الإصابة بداء كرون مُقتصرة على الأمعاء الدَّقيقة، فلن يُفيد تنظير القولون في اكتشافه مالم يصل المنظار إلى الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة حيث يحدث الالتهاب في معظم الأحيان.

قرحة في سياق الإصابة بداء كرون
إخفاء التفاصيل
تُظهر هذه الصورة قرحة صغيرة (اتجاه السهم) في الأمعاء ناجمة عن الإصابة بداء كرون.
جرى استخدام الصورة بعد موافقة أصحابها Drs.Aaron E.Walfish and Rafael A.Ching Companioni.

مآل داء كرون

لا يتوفَّر علاجٌ معروفٌ لداء كرون الذي يتَّصف بحدوث هجمات مُتقطِّعة للأعراض.يمكن أن تكون الهجمات خفيفة أو شديدة، قليلة أو مُتكرِّرة.يؤدي استعمال العلاج المناسب إلى استمرار الحياة المُنتِجة لمعظم الأشخاص المُصابين بداء كرون.ولكن يُعاني حَوالى 10% من المصابين بداء كرون من العجز نتيجة المرض ومضاعفاته.

علاج داء كرون

  • الأدوية المُضادَّة للإسهال

  • الأمينوساليسيلات

  • الستيرويدات القشرية

  • الأدوية المُعدِّلة المناعيَّة

  • العَوامِل الحيويَّة

  • المضادَّات الحيوية

  • النُّظُم الغذائيَّة

  • الجراحة في بعض الأحيان

تساعد الكثير من علاجات داء كرون على خفض شدَّة الالتهاب وتخفيف الأعراض.

التَّدبير العام

يمكن أن تنخفض شدَّة المغص والإسهال من خلال استعمال لوبيراميد أو الأدوية التي تُوقف التَّشنُّجات في البطن (قبل وجبات الطعام عادةً).يساعد استعمال مستحضرات الميثيل سيليلولوز أو السيليوم في بعض الأحيان على منع تهيُّج الشرج من خلال جعل البراز أكثر تماسكًا.يجب أن يتجنَّب الأشخاص تناول الألياف خلال الهجمات أو عند معاناتهم من انسداد معوي.

من الضروري القيام بالتدابير الروتينية للحفاظ على الصحة ولاسيَّما اللقاحات وفحص السرطان.

الأدوية المُضادَّة للإسهال

تشتمل هذه الأدوية التي قد تُخفِّفُ شدَّة المغص والإسهال على ديفينوكسيلات ولوبراميد وصَبغة الأفيون المُزال الرَّائحة والكوديين.تُستَعمل هذه الأدوية عن طريق الفم ويُفضَّل قبل وجبات الطعام.

الأمينوساليسيلات

الأمينوساليسيلات هي مجموعة دوائيَّة تُستَعمل في معالجة الالتهاب النَّاجم عن الدَّاء المعوي الالتهابي.ينتمي سولفاسالازين والأدوية المرتبطة به مثل ميسالامين وأولسالازين وبالسالازيد إلى مجموعة الأمينوساليسيلات.يمكن لهذه الأدوية تثبيط الأَعرَاض عند ظهورها وخفض شدَّة الالتهاب، ولاسيَّما في الأمعاء الغليظة.تُستَعمل هذه الأدوية عن طريق الفم عادةً.يتوفَّر الميسالامين على شكل تحاميل أو حقن شرجيَّة أيضًا.ليس للأمينوساليسيلات تأثيرٌ جيِّدٌ في تخفيف شدَّة الهجمات.

الستيرويدات القشريَّة

يمكن للستيرويدات القشريَّة، مثل ميثيل بريدنيزولون، التي تُعطى عن طريق الوريد أن تُخفِّض بشكلٍ كبيرٍ من شدَّة الحمَّى والإسهال، وأن تُخفِّفَ ألم البطن والألم بالجس، وأن تُحسِّن الشهيَّة والعافية عند الأشخاص المنومين في المستشفى.إلَّا أنَّ الاستعمال طويل الأمد للستيرويدات القشريَّة يؤدي إلى ظهور تأثيرات جانبيَّة ( انظر الستيرويدات القشريَّة: الاستعمالات والآثار الجانبية).حيث تُستَعمل جرعاتٌ مرتفعةٌ في البداية لتخفيف شدَّة الالتهابات والأعراض الرئيسيَّة النَّاجمة عن الهجمات المفاجئة.ثم يَجرِي إنقاص الجرعة ويُوقَف استعمال الدواء في أقرب وقتٍ ممكن.

ويوجد ستيرويد قشري آخر يؤدي استعماله إلى حدوث تأثيرات جانبيَّة أقل من بريدنيزون وهو بوديسونيد، إلَّا أنَّ فعاليَّته قد لا تكون بنفس السرعة وهو لا يمنع حدوث الانتكاسات بعد ستَّة أشهر عادةً.يمكن إعطاء بوديسونيد عن طريق الفم أو كحقنة شرجيَّة.

وكما هيَ الحال مع الستيرويدات القشريَّة التي تُستَعملُ عن طريق الفم، فإنَّه يَجرِي خفض جرعة الستيرويدات القشريَّة التي تُستَعملُ على شكل حقنةٍ شرجيَّة أو رغوة (مثل الهيدروكورتيزون) وتُوقَفُ تدريجيًّا.

وينبغي عند تفاقم شدَّة المرض إدخال الشخص إلى المستشفى وإعطاؤه الستيرويدات القشريَّة عن طريق الوريد.

يُوصي الأطباء باستعمال مكملات فيتامين D والكالسيوم لجميع الأشخاص الذين يستعملون الستيرويدات القشريَّة.

الأدوية المُعدِّلة المناعيَّة

أزاثيوبرين وميركابتوبورين هما من الأدوية التي تحدُّ من فعاليَّة الجهاز المناعي.يكون لهذه الأدوية تأثيرٌ فعَّال عند الأشخاص المصابين بداء كرون والذين لم يستفيدوا من استعمال أدويةٍ أخرى، حيث تكون فعَّالةً بشكل خاص للمحافظة على فتراتٍ طويلةٍ من الهَدأَة (فترات خالية من الأعراض).يؤدي استعمالها إلى حدوث تحسُّنٍ كبيرٍ في الحالة العامة للشخص وتقليل الحاجة إلى استعمال الستيرويدات القشرية وإلى شفاء النَّاسور غالبًا.إلَّا أنَّ فوائد استعمال هذه الأدوية لا تظهر إلَّا بعد مرور 1- 3 أشهر من بدء استعمالها الذي قد يكون له تأثيرات جانبيَّةً خطيرة.

التَّأثيرات الجانبية الأكثر شُيُوعًا لاستعمال الآزوثيوبرين والميركابتوبورين هي الغثيان والتقيؤ والشعور العام بالمرض (التَّوعُّك).يراقب الطبيب بدقََّةٍ ظهور التأثيرات الجانبية الأخرى مثل ردَّات الفعل التَّحسُّسيَّة وتثبيط نقيِّ العظام (يُراقَب من خلال القياس المنتظم لأعداد خلايا الدَّم البيضاء) والتهاب البنكرياس وحدوث مشاكل في الكبد في بعض الأحيان.يكون لدى الأشخاص الذين يستعملون هذه الأدوية خطرٌ متزايدٌ للإصابة باللمفومة والتي هي سرطان خلايا الدَّم البيضاء وبعض أنواع سرطان الجلد (تُراقَب من خلال إجراء فحوصٍ روتينيَّة للجلد).

تكون اختبارات الدَّم التي تكتشف الاختلافات في أحد الإنزيمات التي تَستقلِبُ الآزوثيوبرين و ميركابتوبورين و التي تقيس المستويات المُستَقلبة بشكلٍ مباشر مفيدةً للطبيب غالبًا وذلك لتأكيد سلامة وفعاليَّة الجرعات الدَّوائيَّة.

يُستَعملُ ميثوتريكساتعن طريق الحقن أو يؤخذ عن طريق الفم مرَّةً واحدة في الأسبوع، وغالبًا ما يستفيد الأشخاص الذين لا يستجيبون أو الذين لا يستطيعون تحمُّل الستيرويدات القشريَّة أو الآزوثيوبرين أو الميركابتوبورين.تشتمل التأثيرات الجانبية على الغثيان والتقيؤ وتساقط الشَّعر ومشاكل في الكبد والفشل الكلوي وفي حالاتٍ نادرة مشاكل رئويَّة.كما قد يحدث انخفاضٌ في عدد خلايا الدَّم البيضاء، وبالتالي يكون الأشخاص الذين يستعملون الميثوتريكسات عُرضةً للإصابة بالعدوى.يُعدُّ الميثوتريكسات من العوامل المُشوِّهة للجنين (خطير على الجنين)، وبالتالي يجب عدم استعماله خلال فترة الحمل.يجب على النساء والرجال الذين يستعملون الميثوتريكسات أن يتأكدوا من استعمال الشريكة الأنثى وسيلة منع حمل فعَّالة مثل لولب رحمي (جهاز داخِلَ الرَّحْم) أو زُرعة مانعة للحمل أو مانع حمل فموي.يُنصَح بعدم استعمال الطرق الأقل فعالية لمنع الحمل، مثل الواقيات الذكرية ومبيدات النطاف والأغشية الحاجزة وأغطية عنق الرحم والامتناع الدوري.يصف الأطباء حمض الفوليك لتقليل التأثيرات الجانبية للميثوتريكسات.

يُستَعملُ سيكلوسبورين عن طريق الحقن في جرعاتٍ مرتفعة.قد يساعد هذا الدواء على شفاء الناسور النَّاجم عن داء كرون، ولكن لا يمكن استعماله بأمان لفترة زمنيَّة طويلة بسبب تأثيراته الجانبية مثل مشاكل الكِلى وحالات العدوى والاختِلاجَات.

يُستَعمل تاكروليموسعن طريق الفم.قد يساعد هذا الدَّواء على شفاء النَّاسور النَّاجم عن داء كرون.وتكون تأثيراته الجانبية مماثلة لتلك التي يُسبِّبها سيكلوسبورين.

العَوامِل الحيويَّة

إنفليكسيماب المُشتَق من الأجسام المُضادَّة وحيدة النسيلة لعامل نخر الورم (يُسمَّى مثبِّط عامل نخر الورم)، هو مُعدِّل آخر لعمل الجهاز المناعي.يُستَعمل إنفليكسيماب من خلال تسريبه وريديًّا في سلسلةٍ من الجرعات.يمكن استعمال هذا الدواء في معالجة حالات داء كرون المتوسِّطة إلى الشديدة والتي لم تستجب للأدوية الأخرى وفي معالجة الأشخاص المصابين بالنَّاسور وللمحافظة على الاستجابة عندما يَصعُبُ ضبط المرض.

وتنطوي التَّأثيرات الجانبية التي قد تحدث عند استعمال إنفليكسيماب على تفاقم العدوى الجرثوميَّة غير المضبوطة حاليًّا وإعادة تنشيط داء السل أو التهاب الكبد B وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.تحدث لدى بعض الأشخاص ردَّات فعلٍ مثل الحُمَّى أو القشعريرة أو الغثيان أو الصُّداع أو الحِّكَّة أو الطَّفح الجلدي في أثناء التَّسريب (تسمى ردَّات فعل التَّسريب).ينبغي قبل بدء العلاج باستعمال إنفليكسيماب (أو غيره من مُثبِّطات عامل نخر الورم مثل أداليموماب و سيرتوليزوماب) إجراء اختبارٍ للتَّحرِّي عن حالات العدوى بالسِّلِّ أو بالتهاب الكبد B.

أداليموماب هو دواءٌ مرتبطٌ بإنفليكسيماب ويُركِّز على تنظيم الجهاز المناعي أيضًا.يُستَعملُ أداليموماب على شكل سلسلةٍ من الحقن تحت الجلد (حقن تحت الجلد) وبذلك فهو لا يُسبِّب حدوث ردَّات الفعل المُحتملة للأَدوِيَة التي تُسرَّب عن طريق الوريد مثل إنفليكسيماب.يكون استعمال أداليموماب مفيدًا بشكلٍ خاص للأشخاص غير القادرين على تحمُّل استعمال إنفليكسيماب أو الذين لا تحدث عندهم استجابة لاستعماله.قد يُعاني الأشخاص من ألمٍ وحِكَّةٍ في موضع الحقن.

يجري استعمال سيرتوليزوماب شهريًّا على شكل حقنٍ جلديَّةٍ تحت الجلد.يماثل هذا الدواء إنفليكسيماب و أداليموماب في طريقة عمله ويُسبِّبُ نفس تأثيراتها الجَّانبيَّة.

يُستَعمل فيدوليزوماب وناتاليزوماب في معالجة الحالات المتوسِّطة إلى الشديدة من داء كرون أو التي لم تستجب لاستعمال مثبِّطات عامل نخر الورم أو الأدوية المُعدِّلة للمناعة الأخرى أو عند الأشخاص غير القادرين على تحمُّل هذه الأدوية.أخطر التَّأثيرات الجانبية التي تسبِّبها هذه الأدوية هي العدوى.يقتصر استعمال ناتاليزوماب حاليًّا من خلال اتِّباعٍ برنامجٍ مُحدَّد لأنه يزيد من خطر الإصابة بعدوى دماغيَّة قاتلة تُسمَّى اعتِلالُ بَيضاءِ الدِّماغِ العَديدُ البَؤَرِ المُتَرَقِّي.يكون لفيدوليزوماب نفس مخاطر التَّسبُّب بعدوى اعتِلالُ بَيضاءِ الدِّماغِ العَديدُ البَؤَرِ المُتَرَقِّي لأنه ينتمي إلى نفس التَّصنيف الدَّوائي لناتاليزوماب.

أوستيكينوماب هو نوع آخر من العوامل البيولوجية.تعطى الجرعة الأولى عن طريق الوريد ثم عن طريق الحقن تحت الجلد كل 8 أسابيع.تشتمل التأثيرات الجانبية على التفاعلات في موقع الحقن (الألم، الاحمرار، التورم)، والأعراض الشبيهة بالزكام، والقشعريرة، والصداع.

الجدول

المضادَّات الحيويَّة واسعة الطيف والبروبيوتيكس

تُوصَف المضادَّات الحيويَّة الفعَّالة في مكافحة أنواعٍ كثيرةٍ من الجراثيم غالبًا.يُعدُّ ميترانيدازول المضادَّ الحيويَّ الأكثر شُيُوعًا في معالجة الخُراجات والناسور المُحيط بالشرج.كما قد يساعد ميترونيدازول على تخفيف الأَعرَاض غير المُعدية لداء كرون، مثل الإسهال ومغص البطن.إلَّا أنَّ استعمال ميترونيدازول لفترة زمنيَّة طويلة قد يُلحق الضَّرر بالأعصاب، ممَّا يؤدي إلى الإحساس بشعور يشبه نخز الدَّبابيس والإبر في الذراعين والساقين.يزول هذا التأثير الجانبيُّ عند إيقاف استعمال الدواء عادةً، إلَّا أنَّه من الشائع حدوث انتكاسات لداء كرون بعد التَّوقف عن استعماله.

ينبغي أن يتجنَّبَ الأشخاص استهلاك المشروبات الكحولية أو المنتجات المحتوية على البروبيلين غليكول خلال فترة استعمال ميترونيدازول وينبغي الاستمرار في تجنُّب هذه المواد لمدة 3 أيام على الأقل بعد الانتهاء من استعمال الميترونيدازول.

يمكن لبعض المضادَّات الحيوية الأخرى، مثل سيبروفلوكساسين أو ليفوفلوكساسين، أن تُستَعمل بدلًا من ميترونيدازول أو بالتَّزامن معه.كما يُستَعملُ ريفاكسيمين ( مُضادّ حَيَويّ غير قابل للامتصاص) في مُعالَجَة داء كرون النَّشِط في بعض الأحيان.

توجد بعض الجراثيم بشكلٍ طبيعيٍّ في الجسم وتعمل على تعزيز نمو الجراثيم الجيِّدة (البروبيوتيكس).قد يكون للاستعمال اليومي للبروبيوتيكس، مثل الجراثيم المُلبِّنة (توجد في الزبادي عادةً) تأثيرًا في منع حدوث التهاب الجراب (التهاب في المستودع الذي جرى تشكيله في أثناء الاستئصال الجراحي للأمعاء الغليظة والمستقيم).

النُّظُم الغذائية

رغم ادِّعاء بعض الأشخاص بأنَّ اتِّباعهم لأنظمة غذائيَّة مُعيَّنة قد ساعدهم على تحسين إصابتهم بداء الأمعاء الالتهابي، إلَّا أنَّ اتِّباع الأنظمة الغذائيَّة لم يُظهِر تأثيرًا خلال التجارب السريريَّة.قد يساعد العلاج التغذوي الأطفالَ على النمو أكثر مما يمكن أن يحدث لو لم يُستَعمل هذا العلاج، وخصوصًا عند استعماله ليلًا بواسطة أنبوب التَّغذية.تُستَعملُ المغذِّيات المركَّزة عن طريق الوريد في بعض الأحيان لتعويض سوء امتصاص المواد الغذائية التي تُعدُّ نموذجيَّةً لداء كرون.

الجراحة

يحتاج معظم الأشخاص المصابين بداء كرون إلى الخضوع لجراحةٍ في إحدى مراحل مرضهم.ذلك أنَّه من الضروري إجراء جراحةٍ عند وجود انسدادٍ في الأمعاء أو عند تعذُّر شفاء الخراجات أو النَّواسير.قد يؤدي إجراء جراحةٍ لاستئصال الأجزاء المريضة من الأمعاء إلى تخفيف الأعراض إلى أجلٍ غير مُسمَّى، ولكنَّه لا يُشفي من المرض.يميل داء كرون إلى العودة مجدَّدًا من خلال إصابته للأمعاء المُتبقيَّة، رغم أنَّ الكثير من العلاجات الدَّوائيَّة التي يبدأ استعمالها بعد الجراحة تحُدُّ من حدوث ذلك.

ومن الضروري إجراء جراحةٍ أخرى لحوالى نصف الأشخاص الذين خضعوا لجراحة في نهاية المطاف.وبالتالي، لا تُجرى الجراحة إلَّا عند ظهور مضاعفات مُعيَّنة أو عند فشل استعمال المعالجة الدَّوائيَّة.وقد ثَبُتَ أنَّ معظم الأشخاص الذين خضعوا لعمليةٍ جراحيَّة يُلاحظون حدوث تحسُّن في نوعيَّة حياتهم مقارنةً بنوعيِّتها قبل العملية.

يوصي الأطبَّاء بالإقلاع عن التدخين لأنَّه يزيد من خطر عودة الإصابة، وخصوصًا عند النِّساء.

التدبير العام

يمكن إدخال الأشخاص الذين يعانون من درجةٍ مُتقدِّمة من الإصابة إلى المستشفى وإعطائهم السوائل الوريدية لاستعادة سوائل الجسم (الترطيب) والحفاظ عليها.وقد يحتاج بعض الأشخاص الذين يُعانون من نزفٍ شديدٍ في المستقيم إلى نقل الدَّم.كما قد يحتاج الأشخاص المصابون بفقر دمٍ مزمنٍ إلى استعمال مكملات الحديد الفمويَّة أو الوريديَّة.

شِدَّة الأَعرَاض

يُعدُّ الميسالامين هو الخيارَ العلاجيَّ الأوَّل الذي ينبغي أن يستعمله الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ خفيفة إلى متوسِّطة عادةً.يُوصي بعض الأطباء باستعمال المضادَّات الحيويَّة بدلًا من ميسالامين أو باستعمال المضادَّات الحيويَّة عند الأشخاص الذين لا يُفيدهم استعمال الميسالامين.

بينما تُستَعملُ الستيرويدات القشريَّة (مثل بريدنيزون أو بوديزونيد) عن طريق الفم أو الوريد لفترات قصيرة من الزمن عند الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ متوسِّطة إلى شديدة.

ويحتاج الأشخاص الذين لا يُفيدهم استعمال الستيرويدات القشريَّة إلى استعمال أدويةٍ أخرى مثل آزوثيوبرين، أو ميركابتوبورين، أو ميثوتريكسات، أو إنفليكسيماب، أو أداليموماب، أو سيتوليزوماب، أو فيدوليزوماب، أو أوستيكينوماب.ويمكن استعمال توليفةٍ من هذه الأدوية.يكون استعمال هذه الأدوية مفيدًا لمعظم الأشخاص.

ويقوم الأطباء بإجراء شفطٍ أنفيٍّ مَعِديٍّ وتسريب السوائل عن طريق الوريد للأشخاص الذين يُعانون من انسداد.ولإجراء الشفط الأنفي المَعِدي، يَجرِي تمرير أنبوب من خلال الأنف إلى المعدة أو الأمعاء الدقيقة، ثمَّ يُجرى الشَّفط لتخفيف تَورُّم البطن (تمدُّد).

وتُستَعمل السوائل والمضادَّات الحيوية عن طريق الوريد في المستشفى عند الأشخاص الذين عانوا من أعراضٍ مفاجئة أو الذين لديهم خراجويقوم الأطباء بتصريف محتويات الخراج جراحيًّا أو من خلال إدخال إبرة تحت الجلد وسحب السوائل.

النَّواسير

يُعالَجُ الأشخاص المصابون بناسورٍ في محيط الشرج (نواسير في محيط الشَّرج) باستعمال ميترونيدازول وسيبروفلوكساسين.فإذا فشل استعمال هذه الأدوية لمدَّةٍ تتراوح بين 3-4 أسابيع، فقد يُوصى باستعمال أزاثيوبرين أو ميركابتوبورين أو العَوامِل الحيويَّة.ويمكن استعمال سيكلوسبورين كبديل، ولكنَّ النَّواسير تعود للتَّشكُّل ثانيةً بعد المعالجة.وقد يُفيد استعمال تاكروليموس على شفاء النَّواسير الناجمة عن داء كرون.ويمكن أن يحتاج الأشخاص إلى الخضوع لجراحة حاسمة وذلك لمنع عودة تشكُّل النَّواسير.

نُظُم الصيانة

للمساعدة على عدم ظهور الأعراض (أي الحفاظ على الهَدأَة)، يمكن أن يستمرَّ الأشخاص الذين تقتصر حاجتهم على استعمال الأمينوساليسيلات أو المضادَّات الحيوية للوصول إلى الهَدأَة في استعمالها.ويحتاج الأشخاص الذين عُولجوا باستعمال مشاركة دوائية مثل آزوثيوبرين، و/أو ميركابتوبورين، و/أو ميثوتريكسات، و/أو إنفليكسيماب، و/أو أداليموماب، و/أو سيرتوليزوماب، و/أو فيدوليزوماب، و/أو أوستيكينوماب إلى الاستمرار في استعمالها للحفاظ على الهَدأَة.ويجب أن يقوم الأشخاص الذين يستعملون الستيرويدات القشريَّة بإنقاص جرعاتهم بشكلٍ تدريجي.وللحفاظ على الهَدأَة، فإنَّهم قد يحتاجون إلى استعمال تَوليفَةٍ من الأدوية السابقة.

ويقوم الأطبَّاء خلال فترة الهَدأَة بمراقبة أعراض الأشخاص وإجراء الاختبارات الدَّمويَّة.وليس من الضروري إجرء صور الأشعَّة السِّينية أو تنظير القولون (باستثناء الأشخاص الذين أُصيبوا بداء كرون لمدة 7 أو 8 سنوات أو أكثر) بشكلٍ روتيني.

للمزيد من المعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. المؤسسة الأمريكية لداء كرون والتهاب القولون: معلومات عامة عن داء كرون والتهاب القولون التقرحي، بما في ذلك الحصول على خدمات الدعم

  2. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK)—Crohn's Disease: معلومات عامة عن أمراض الكلى، بما في ذلك الاكتشافات البحثية والإحصائيات وبرامج صحة المجتمع والتواصل

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID