الإقلاع عن التدخين

يُوصَى باستراتيجيات سلوكية للإقلاع عن التدخين،وتركز الاستراتيجيات السلوكية على الآتي:

• جعل البيئة التي نعيش ضمنها خالية من التدخين (على سبيل المثال، التخلص من جميع السجائر ومنافض السجائر والولاعات، وتجنب الأماكن التي يشتري منها الأشخاص السجائر أو يُدخنون فيها عادة)

• التعرُّف إلى الإشارات أو الأمور التي تُمهِّدُ إلى التدخين والتي تحدُث في أثناء النشاطات اليوميَّة (مثل المُحادثات الهاتفية أو فترات الاستراحة أو الوَجبات أو النشاط الجنسيّ أوالمَلل أو مشاكل المرور أو حالات الإحباط الأخرى، بالإضافة إلى اللحظات الأولى للاستيقاظ).

• بعد التعرُّف إلى إشارةٍ للتدخين، العمل على تغيير السلوك الذي يُحرِّض على هذه الإشارة (مثل المشي بدلًا من أخذ استراحة)، أو اللجوء إلى نشاط بديلٍ عن التدخين (مثل مصّ قطعة حلوى أو مضغ عود أسنان أو وضع قطعة ثلج في الفم أو فعل أشياء لمجرد العبث أو مضغ علكة أو حلّ أحجيات مثل الكلمات المتقاطعة).

• الانخراط في أنشطة ممتعة وجهود مُجزية للبقاء من دون تدخين (مثل الاستماع إلى الموسيقى والتحدث مع الأصدقاء ووضع المال المدخر في إناء مُخصص له)

وتنطوي الاستراتيجيات الأخرى الموصى بها على الانخراط في النشاطات البدنية والتنفس العميق وتقنيات الاسترخاء، بالإضافة إلى شرب الماء وتناول الوجبات الخفيفة منخفضة السعرات الحرارية والأطعمة الغنية بالألياف.قد يرغب الأشخاص في تجنب شرب الكحول أو تعاطي الماريجوانا، وذلك لأنَّ المادتين معًا يُمكنهما أن تُضعفان مُؤقتاً من عزيمة الشخص على الامتناع عن التدخين.

يُعدُّ اختيار تاريخ الإقلاع عن التَّدخين مُفيدًا جدًّا،وقد يَجرِي اختيار تاريخ الإقلاع عن التَّدخين بشكلٍ اعتباطيّ أو استنادًا إلى مُناسبةٍ خاصَّة (مثل يوم عطلة أو ذكرى سنويَّة).لا يُعدُّ تحديد موعد نهائيّ للامتِناع عن التدخين في وقت يمرُّ الشخص فيه بأوقاتٍ عصيبة جيداً (مثل الموعد النهائي لدفع ضريبةٍ ما).إذا كان الأشخاص الآخرون في المنزل يدخنون أيضًا، من المهم جعل المنزل خاليًا من التدخين.

يُعدُّ الامتناع عن التَّدخين بشكلٍ فوريّ ونهائيّ (cold turkey) أفضل من التقليل تدريجيًا من عدد السجائر التي يجري تدخينها،حيث قد يقُوم الأشخاص الذين يُدخِّنون عدداً أقلّ من السجائر بالاستنشاق بعمقٍ أكثر أو يدخنون إلى الفلتر لا شُعورياً، وبذلك يحصلون على نفس كمية النيكوتين التي اعتادوا عليها في السابق.

يُعدُّ العلاج التعويضيّ بالنيكوتين (NRT) ودواء البوبروبيون والفارينيسيلين من المُعالجات المدعُومة بالأدوية جميعًا، وهِيَ تساعد على التقليل من الانزعاج من سحب النيكوتين، ممَّا يسمح للأشخاص بالتركيز على الجوانب السلوكية للإقلاع عن التدخين.

يتوفَّر العلاج التعويضيّ بالنيكوتين في مجموعة متنوعة من التركيبات الدوائية، بما في ذلك اللصاقة والعلكة وأقراص المصّ lozenge وجهاز الاستنشاق ورذاذ الأنف.وجميع هذه الوسائل تُوفِّرُ النيكوتين إلى الدماغ ولكن من دون السهولة التي يحصل فيها الأمر عند تدخين سيجارة.تزيد السرعة التي يصل فيها الدواء إلى الدماغ من احتمال إدمانه.وبالتالي، فإن عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص يصبحون معتمدين على منتجات التعويض عن النيكوتين.يمكن شراء اللصاقة والعلكة وأقراص المصّ من دون وصفة طبية؛ ويتوفر رذاذ الأنف وجهاز الاستنشاق في الولايات المتحدة بموجب وصفة طبية فقط.تُعدُّ التوليفة التعويضية عن النيكوتين والتي تجمع عادةً بين لصاقة النيكوتين مديدة المفعول مع تركيبة بمفعول أقصر (العلكة أو أقراص المصّ أو جهازالاستنشاق أو رذاذ الأنف)، استراتيجيةً فعَّالة بشكل خاص، وهِيَ تزيد من فُرص الإقلاع عن التَّدخين على المدى الطويل إلى أكثر من الضعف.

تنطوي مُنتجات الاستعاضة عن النيكوتين على بعض التحذيرات مثل:

• ينبغي على مرضى اضطرابات الفكّ (المفصل الفكِّي الصدغيّ temporomandibular) عدم استخدام علكة المضغ.

• ينبغي على المرضى الذين لديهم حساسيَّة جلدية شديدة عدم استخدام اللصاقة.

• قد يكون لهذه المُنتَجات تأثيرات ضارَّة بالنسبة إلى الحوامل.

• ينبغي على المرضى الذين تعرَّضوا إلى نوبات القلب مُؤخَّراً أو يُعانون من اضطرابات مُعيَّنة في الأوعية الدَّمويَّة، استشارة الطبيب قبل استخدام واحدةٍ من هذه المُنتَجات.

البوبروبيون هو مضاد للاكتئاب يُعطى بوصفة طبية، وقد وجد أنه يساعد على الإقلاع عن التدخين عند المدخنين الذين يعانون من الاكتئاب أو لا يُعانون منه،ويمكن استخدام دواء بوبروبيون ضمن توليفةٍ مع مُنتج للاستعاضة عن النيكوتين،ويكون مُعدَّل النجاح عند استخدامهما مع بعضهماً بعضًا أعلى من استخدام كل واحدٍ منهما على حدة.تكُون نتائج هذين الدواءين معًا هي الأفضل عند استخدامهما مع برنامج تعديل السُّلوك behavior modification program.ينبغي على الأشخاص الذين يواجهون خطر الاختلاجات عدم استخدام البوبروبيون.

كما قد بيَّن استخدام النورتريبتيلين nortriptyline، وهو مُضاد آخر للاكتئاب، أنَّه يُساعد على الامتناع عن التدخين أيضًا.كما ينبغي على الأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب ويُحاوِلون الإقلاع عن التدخين، الحُصول على استشارةٍ أيضًا.

يُساعِدُ دواء فارينكلين، وهُوَ دواءٌ آخر يصفه الأطباء، على التقليل من التَّوق الشديد وأعراض السَّحب، ويجعل الشعور بالثواب عند التدخين أقل، ويزيد من النجاح مع الإقلاع عن التدخين على المدى الطويل.يَعمل دواء فارينكلين بطريقتين:

• يُؤدِّي إلى كبح جزئيٍّ للمستقبلات الدماغية التي تتأثَّر بالنيكوتين، ممَّا يُخفِّف من أعراض السحب.

• يمنع النيكوتين من الالتصاق بالمستقبلات، بحيث يجد الشخص الذي يدخِّن سيجارة في أثناء تناول الفارينكلين أن شعوره بالثواب أصبح أقلّ عند فعل هذا النشاط.

ولكن بشكلٍ عام، لا يجري استخدام مُنتجات الاستِعاضة عن النيكوتين وفارينيكلين في نفس الوقت.

يتعرَّض بعض الأشخاص الذين يأخذون بوبروبيون SR أو فارينيسيلين إلى تأثيرات جانبية خطيرة في الجهاز العصبي أو في السلوك، مثل العدوانية والهياج والمزاج المكتئب وغير ذلك من المشاكل السلوكية والأفكار الانتحارية ومحاولة الانتحار أو الانتحار فعليًا.ينبغيعلى أي شخص يعاني من أية من هذه التأثيرات التوقف عن أخذ الدواء على الفور وإبلاغ مقدم الرعاية الصحية الذي يُتابع حالته.

يُستخدَم سيتيسين، وهو واحد من أقدم الأدوية للإقلاع عن التدخين، في أوروبا الشرقية على نطاقٍ واسعٍ، ولكنَّه غير متوفِّر في الولايات المتحدة.تشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ السيتيسين فعَّال مثله مثل أدوية الاستعاضة عن النيكوتين.ونظرًا إلى أنَّ تكلفة إنتاج السيتيسين بسيطة، يجري اعتباره كمعالجة مُتاحة للاستخدام في جميع أنحاء العالم من أجل الإقلاع عن التدخين.

يجري أخذ أدوية الاستعاضة عن النيكوتين وغيرها من أدوية الإقلاع عن التدخين (بوبروبيون وفارينيسيلين) لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعًا عادةً، وقد يستغرق بعضها وقتًا أطول للمساعدة على الوقاية من الانتكاس أو الرجوع إلى التدخين.

في الوقت الحاضر، لا يُنصَح باستخدام أدوية الإقلاع عن التَّدخين ومُنتجات الاستعاضة عن النيكوتين مع الشرائح التالية:

• الحوامِل المُدخِّنات، إلا إذا كانت التدابير السلوكية غير فعَّالة معهنَّ.

• المُدخِّنين الذين يُدخِّنون أقلّ من 10 سجائر في اليوم (التَّدخين الخفيف)

• المراهقين (تحت سن 18 عامًا)، باستثناء المُدخِّنين الذين يُحتملُ أنهم يُدخِّنون بشكلٍ شرهٍ ومُنتظَم.

• مُستخدمي التبغ عديم الرائحة (لأن فعاليته غير مؤكدة)

ينبغي على المراهقين الذين يُدخنون بشراهة وبشكلٍ منتظمٍ والنساء الحوامل اللواتي كانت التدابير السُّلُوكية غير فعَّالة معهنَّ، أن يستشيروا الطبيب لمناقشة أدوية الإقلاع عن التدخين واستخدام منتج الاستعاضة عن النيكوتين.بشكل عام، ينبغي على جميع الأشخاص التحدث مع مزودي الرعاية الصحية حول الأدوية المختلفة المتاحة لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين، وتحديد ما هي الأفضل بالنسبة لهم.كما ينبغي عليهم أيضًا التأكد من قراءة النشرات المرفقة في داخل العبوات والتي تأتي مع جميع منتجات الإقلاع عن التدخين.

قد يجري أحيانًا أخذ السجائر الإلكترونية في الاعتبار بالنسبة إلى استخدامها في برامج الإقلاع عن التدخين، على الرغم من أن الأدلة على فعاليتها ليست قوية.كما أنَّ هناك أيضًا قلق من ناحية أنَّه نظرًا إلى أنَّ النيكُوتين المُستنشق من بعض أشكال السجائر الإلكترونية يجري توصيله إلى الدماغ بنفس سرعة توصيل النيكوتين من السجائر، قد يبقى الأشخاص مدمنين على نحو مُمائل.

ينبغي على الآباء عدم السماح بالتدخين في المنزل ونقل توقعاتهم إلى أطفالهم بأن يبقوا من غير المدخِّنين.

تُشبه الطريقة التي تقوم على الاستشارة أو طلب النصح الطريقةَ المُستخدمة مع البالغين، ولكن لا يجري إعطاء الأطفال والمراهقين أدويةًَ الإقلاع عن التَّدخين غالبًا.