الدَّاء النَّشوَاني

حسبJohn L. Berk, MD, Amyloidosis Center, Boston University Medical Center;
Vaishali Sanchorawala, MD, Boston University School of Medicine and Boston Medical Center
تمت مراجعته شوّال 1444

الدَّاءُ النَّشوانيّ هو مرضٌ نادرٌ تُشكِّلُ فيه بروتينات مطويَّة بشكل غير طبيعي مجموعات تُسمى اللييفات النشوانيَّة تتراكمُ في نُسجٍ وأعضاء مُختلفة، وتُؤدِّي أحيانًا إلى خلل وظيفيّ في الأعضاء وفشل الأعضاء والوفاة.

  • تستنِدُ أعراض وشدة الداء النَّشواني إلى الأعضاء الحيويَّة التي أصابها هذا الدَّاء،

  • ويُوضَع التَّشخيص عن طريق أخذ عَيِّنَة من النَّسيج (خزعة) وتفحصها تحت المجهر.

  • هناك العديد من أشكال الداء النشواني، ويحتاج التعرُّف إلى شكله وسببه إلى اختبارات أخرى.

  • تستنِدُ المُعالَجة إلى نوع الدَّاء النشوانيّ.

أسباب الداء النشواني

البروتينات هي سلاسل جزيئية طويلة تنثني بشكل معين.يُعد الشكل الدقيق حاسمًا في كيفية عمل كل بروتين.تنطوي جميعُ أنواع الداء النشواني على بروتينٍ ينطوي بشكلٍ غير طبيعي.تتجمَّع البروتينات المطويَّة بشكل غير طبيعي مع بعضها بعضًا، وتتراكَم في نُسج الجسم المُختلفة بشكل ترسبات نشوانية.تتكون هذه الرواسب من لييفات نشوانية، والتي تحتوي على ألياف بروتينية غير طبيعية لا يمكن تفكيكها بسهولة من قبل الجسم.تتداخل هذه الرواسب مع الوظيفة الطبيعية للعضو في مكان وجودها.يجري إنتاجُ جميع هذه البروتينات في داخل الجسم، ولا تأتي من النظام الغذائيّ الذي يتبعه الشخص.تكون بعض البروتينات النشوانية نسخًا طافرة من البروتينات الطبيعية.بينما يكون بعضها الآخر بروتينات طبيعيَّة ولكنها ببساطة ذات ميل لتصبح مطويةً بشكلٍ غير طبيعيّ.يجري إنتاج بعض البروتينات في أمراض أخرى مختلفة (مثل السل أو التهاب المَفاصِل الروماتويدي).

أشكَال الداء النشواني

قد تكون الترسُّبَات النَّشوانيَّة:

  • جِهازية: تنتشر في جميع أنحاء الجسم

  • موضعية: تُؤثِّرُ في عضو واحد أو نسيج واحدٍ فقط

وتَستنِدُ شدة المرض إلى العضو المتأثِّر بالترسُّبات النشوانيَّة.

الدَّاء النَّشوانيّ الجهازيّ

يُمكن تَصنيفُ الدَّاء النشوانيّ الجهازيّ إلى 4 مَجموعاتٍ رئيسيَّة:

  • يحدث الدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ (الداء النشواني ذُو السلسة الخفيفة) عندما تُؤدِّي تشوُّهات في الخلايا البلازميَّة (نوع من الخلايا المناعية التي تصنع الأجسام المضادة) إلى أن تُنتِج هذه الخلايا كميات زائدة من بروتينات الأجسام المضادَّة غير الطبيعية والتي تُسمَّى السلاسل الخفيفة.كما يُعاني بعضُ المصابين بالدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ أو الأوَّلي أيضًا من سرطان الخلايا البلازميَّة (الورم النِّقوي المتعدِّد).وتتَراوح نسبةُ المصابين بالورم النِّقوي المتعدِّد الذين يُصابُون بالدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ بين حوالى 10 إلى 20% فقط.تنطوي المواضع النموذجية لتراكم البروتين النشوانيّ في الدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ على الجلد والقلب والكُلَى والأعصاب واللسان والأمعَاء والكبِد والطحال وأوعِية الدَّم.

  • الدَّاء النشوانيّ الثانويّ، وهو قد يحدُث كاستِجابةٍ لأمراض مُختلفة تُؤدِّي إلى عدوى مستمرَّة أو التهاب (مثل السلّ tuberculosis والتهاب المفاصل الروماتويدي وحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية)، وأنواع مُعيَّنة من السَّرطان.وغالبًا ما يُؤدِّي الدَّاء النشوانيّ الثانويّ إلى مرض الكُلى، على الرغم من أنَّه قد يُصيب أعضاء أخرى أيضًا.

  • الدَّاء النشوانيّ العائليّ، وهو مجموعة من الأمراض الوراثيَّة النادرة التي تُسبِّبُ أعراضًا في سنّ ما بعدَ البلوغ.يحدُث العيب في إنتاج البروتين النشوانيّ بسبب طفراتٍ وراثيَّةٍ في بروتينات مُحدَّدة في الدَّم،وتُشكِّلُ هذه البروتينات الطافرة لُيَيفاتٍ نشوانية تستهدف الكُلَى أو الأعصاب أو القلب عادةً.يُعدُّ البروتين الرابط للتيروكسين الطافر، وهُو بروتين يُنتِجه الكبد، السبب الأكثر شُيُوعًا للداء النشوانيّ العائليّ.

  • يُؤثِّرُ الدَّاء النشوانيّ ذو البروتين الرابط للتيروكسين الطبيعي النَّمَط أو ATTRwt، وكان يُسمَّى سابقًا الداء النشوانيّ الجهازيّ الشيخُوخي senile systemic amyloidosis، في القلبِ عادة،ويُعدُّ أكثر شُيُوعًا عند الرِّجال بالمُقارَنة مع النِّساء.ينجُم الدَّاء النشوانيّ ذو البروتين الرابط للتيروكسين الطبيعي النَّمَط عن طيٍّ غير طبيعيّ للبروتين الرابط للتيروكسين بشكله الطبيعيّ، وليس عندما يكون طافرًا.ولا يُعرف السبب في تراكُم البروتين النشوانيّ في القلب.

الدَّاء النشواني الموضعيّ

يحدُث الداء النشواني الموضعي عندما يترسَّب البروتين النشوانيّ في أعضاء أو نُسج مُحدَّدة؛فعلى سبيل المثال، يتراكم البروتين النشوانيّ في الدِّماغ عند أشخاص داء ألزهايمَر ويُعتَقدُ أنَّه يُمارِس دوراً في التسبُّب بهذا الداء،كما قد تتشكَّل أيضًا الترسُّبَات النشوانية الموضعيَّة في الجلد أو السبيل الهضميّ أو المسَالك الهوائيَّة أو المَثانة.

أعراض الداء النشواني

يُمكن أن يُؤدِّي تراكُم كميات كبيرة من الترسُّبَات النشوانيَّة إلى خلل الوظائف الطبيعيَّة للعديد من الأعضَاء،وتكون الأعراض قليلةً عند بعض الأشخاص، بينما يُصَاب آخرون بمرضٍ شديدٍ يُهدِّدُ الحياة.تنطوي الأَعرَاض الشائعة للداء النشواني على التَّعَب ونقص وزن الجسم،وتستنِدُ الأعراض الأخرى إلى المكان الذي تشكَّلت فيه ترسُّبات البروتين النَّشوانيّ.

عندما تتشكَّل الترسُّبات في القلب، قد يُعاني الأشخاص من اضطراب نظم القلب أو فشل القلب، ممَّا قد يُؤدِّي إلى ضيقِ النَّفس أو الضعف أو الإغماء.

وعندما تتشكَّل الترسُّبات في الأعصاب، قد يُعاني الأشخاص من شُعور بالنخز أو الاخدرار في أصابِع اليَد أو القدَم أو من الدَّوخة عند الوُقوف.أمَّا عندما تتشكَّل الترسُّبات في الكُلى، فقد يُعاني الأشخاص من تورُّم (وذمة) في القدَمين والساقينِ، وفي البطن أحيانًا.

ولكن، عندما يحدث الداء النشوواني في الجلد، تُصبِح سُهولة التكدُّم شائعةً، ويُمكن ان يحدُث هذا حول العينين أحيانًا،كما يتضخَّم اللسان أحيانًا (ضَخامة اللسان macroglossia).

الجدول

تشخيص الداء النشواني

  • خزعة

يصعُّب على الأطباء التعرُّف إلى الدَّاء النَّشوانيّ أحيانًا، لأنَّه يُسبِّبُ العديد من المشاكل المُختلِفة، وتكون الكثير من هذه المشاكل ناجمة عن أمراض أخرى.يشتبِه الأطباء بهذا الدَّاء عندما تظهر على الأشخاص أعراض في أعضاء مُتعدِّدة في الجسم، أو إن كانوا يُعانُون من فشل غير مُفسَّر في القلب أو الكلى أو الكبد.ولا تُعدُّ ضَخامة اللسان من الأعراض الشائعة، ولكنَّها تُشيرُ إلى الدَّاء النَّشوانيّ عندما تحدُث.قد تُشيرُ مشاكل القلب أو الأعصاب إلى الدَّاء النَّشوانيّ العائليّ AF إذا كان العديد من أفرَاد العائلة يُعانُون منها،بينما تُشيرُ أعراض القلب غير المُفسَّرَة عند الرجال كبار السنّ إلى الدَّاء النشوانيّ ذي البروتين الرابط للتيروكسين الطبيعي النَّمَط ATTRwt.

يُوضَع التَّشخيص بشكلٍ عام عن طريق اختبار كمية صغيرة من دُهون البطن التي يَجرِي الحصول عليها بواسطة إبرة يجري إدخالها في البطن (خزعة الوسادة الدهنيَّة).كما يستطيعُ الأطباء القيام بالخزعة عن طريق أخذ عَيِّنَة من النَّسيج من جزء الجسم الذي أُصيبَ بالدَّاء النَّشوانيّ، مثل القلب أو الكُلى أو الكبد، ومن ثمَّ تفحُّصها تحت المجهر باستخدام مُلوِّنات خاصَّة.

بعد أن يجري تشخيص الإصابة بالدَّاء النَّشوانيّ، يقُوم الأطباء بفُحوصاتٍ أخرى لتحديد نوع الدَّاء والتعرُّف إلى أيَّة اضطرابات قد تكُون السببَ في الحالة،كما قد يقومُون أيضًا بفُحوصات لمعرفة ما هي الأعضاء التي أُصيبت بالدَّاء النَّشوانيّ.

علاج الداء النشواني

  • المُعالجة الكِيميائيَّة بالنسبة إلى الدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ،

  • ومُعالَجة المرض الكامن بالنسبة إلى الدَّاء النشوانيّ الثانويّ،

  • أدوية تُثبِّتُ البروتين الرابط للتيروكسين بالنسبة إلى الدَّاء النَّشواني النَّاجم عن ترسُّبات لهذا البروتين.

  • زراعة الأعضاء في بعض الأحيان

يُمكن أن تُؤدِّي المُعالجة الهادفة إلى التقليل من أعرَاض ومُضاعفات الدَّاء النَّشوانيّ أو ضبطها إلى تحسين نوعيَّة الحَياة عند أشخاص جميع أشكال هذا الدَّاء.كما يُمكن لِمُعالجَات محددة تهدُف إلى إبطاء أو إيقاف تَشكُّل البروتين النشوانيّ أن تكون مفيدةً في أنواع محددة من الدَّاء النَّشوانيّ.

فبالنسبة إلى أشخاص الدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ، يُمكن أن تُساعد المُعالجة الكِيميائيَّة بدواء ميلفالان، أو بورتيزوميب، أو ليناليدوميد، وأحيانًا بزراعة الخلايا الجذعيَّة المُحيطيَّة، على بقاء المرض محصُورًا في نقيّ العظام، وتحُول دُون استفحال ترسُّبات البروتين النشوانيّ.يُمكن استخدام المُعالجَة الشعاعيَّة لدى الأشخاص الذين يكون الدَّاء النَّشوانيّ الرئيسيّ موجودًا لديهم في منطقةٍ واحدةٍ فقط (مرض موضعيّ).

بالنسبة إلى الدَّاء النشوانيّ الثانويّ، يُمكن أن تُؤدِّي مُعالَجَة المرض الكامِن إلى التقليلِ من ترسُّبات البروتين النشوانيّ،وبالنسبة إلى الدَّاء النشوانيّ الثانويّ الذي ينجُم تحديدًا عن حُمَّى البحر الأبيض المتوسِّط العائليَّة، يكُون كولشيسين فعَّالاً جدًا.

بالنسبة إلى الدَّاء النَّشوانيّ النَّاجم عن ترسُّبات البروتين الرَّابط للتيروكسين، تستطيع أدوية مثل ديفلونيسال وتافاميديس أن تُثبِّت البروتين الرابط للتيروكسين (تمنعه من تشكيل لُيَيفات نشوانيَّة)، ومن ثم إبطاء استفحال النوع الوراثي والطبيعي للداء النشواني الناجم عن البروتين الرابط للتيروكسين.يُمكن أن تُحسِّن المُعالجَات الجينيَّة التي تُقلِّلُ من إنتاج البروتين الرَّابط للتيروكسين (مثل باتيسيران، وإنوتيرسين، وفوتريسيران) من تأثيرات الجهاز العصبي للمرض الوراثي.

كما ساعدت زراعة الأعضاء (مثل الكُلى أو القلب) على إطالة الحياة عند بعض الأشخاص الذين يُعانون من فشل في الأعضاء بسبب الدَّاء النَّشوانيّ.

في الدَّاء النشوانيّ العائليّ الناجم عن البروتين الرابط للتيروكسين، قد تُجرى زراعة الكبد.حيث يُمكن أن تُؤدِّي زراعة الكبد إلى إبطَاء استفحال المرض، لأنَّ الكبدَ هُو المكان الذي يجري فيه إنتاج البروتين الطَّافر؛ومن اللافت للنَّظر أنَّه نظرًا إلى عدم وجود ما يكفي من أعضاء المُتبرِّعين، تجري أحيانًا زراعة الكبد المُستأصَل من شخصٍ يُعاني من الدَّاء النَّشوانيّ العائليّ الناجم عن البروتين الرابط للتيروكسين عند أشخاص يُعانون من أمراض الكبد القاتلة، مثل تشمُّع الكبد أو سَرطان الكبد،وتُسمَّى هذه الأنواع من زراعة الأعضاء "زراعة الدُّومينو domino transplant"، وهي مُمكنة لأنَّ الكبد الذي يجري استئصاله من شخص يُعاني من الدَّاء النَّشوانيّ العائليّ الناجم عن البروتين الرابط للتيروكسين، تكون وظائفه طبيعية.على الرغم من أن الأشخاص الذين يتلقون الكبد من شخص يُعاني من الدَّاء النَّشوانيّ العائليّ الناجم عن البروتين الرابط للتيروكسين قد يُصابون أنفسهم بالدَّاء النشوانيّ في نهاية المَطاف، يُمكن أن تُنقِذ الزراعة حياتهم على المدى القصير.

مآل الداء النشواني

يَستنِدُ التَّشخيص إلى نوعِ الدَّاء النَّشوانيّ والعضو الذي أصيب بهذا الدَّاء،ويكون هذا الداء في أكثر أشكاله خُطورةً عندما يكون القلب هُو العضو الذي تأثَّر بتراكم البروتين النشواني، حيث يُمكن أن يُصبِح المآل سيئًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID