لمحة عامة عن الدَّاء المِعَوي الالتهابي

حسبAaron E. Walfish, MD, Mount Sinai Medical Center;
Rafael Antonio Ching Companioni, MD, HCA Florida Gulf Coast Hospital
تمت مراجعته جمادى الثانية 1443

تصبح الأمعاء ملتهبة عند الإصابة بالأمراض المعويَّة الالتهابيَّة والتي تؤدي غالبًا إلى معاودة الشعور بألمٍ في البطن والإسهال.

النوعان الرئيسيَّان من الدَّاء المعوي الالتهابي هما:

يوجد تشابهٌ كبيرٌ بين هذين المرضين ويَصعبُ التمييز بينهما في بعض الأحيان،إلَّا أنَّه توجد الكثير من الفوارق.فمثلًا، يمكن أن تحدث الإصابة بداء كرون في أيِّ جزءٍ من السبيل الهضمي تقريبًا، في حين تقتصر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي على الأمعاء الغليظة عادةً.

يكون سبب الإصابة بالدَّاء المعوي الالتهابي غير معروف، ولكن تُشيرُ الأدلة إلى أنَّ البكتيريا المعويَّة الطبيعية تُهيِّج حدوث رِدَّة فعل مناعيَّة بشكل غير مناسب عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.

يُصيب الدَّاء المعوي الالتهابي جميع الفئات العُمريَّة ولكنَّه يبدأ عادةً قبل سن 30 عامًا، حيث يبدأ بين سن 14 إلى 24 عامًا عادةً.وقد بدأت هجمة المرض الأولى عند بعض الأشخاص بين سن 50 إلى 70 عامًا.يُعدُّ الدَّاء المعوي الالتهابي المرض الأكثر شُيُوعًا بين سكَّان شمال أوروبا والأشخاص الذين من أصولٍ أنغلوسكسونيَّة، وتكون النسبة أكبر بما يتراوح بين 2 إلى 4 مرات بين اليهود الأشكناز مقارنةً بأصحاب البشرة البيضاء من غير اليهود الذين يعيشون في نفس المنطقة.تتساوى نسبة إصابة الجنسين بهذا الدَّاء.تتراوح نسبة زيادة خطر تعرُّض الأقارب من الدرجة الأولى (الأم أو الأب أو الأخت أو الأخ) للأشخاص المصابين بالدَّاء المعوي الالتهابي للإصابة بهذا المرض بين 4 إلى 20 ضعفًا.يميل داء كرون للانتقال وراثيًّا بشكلٍ أكبر بكثير من ميل التهاب القولون التَّقرُّحي لذلك.

أعراض الداء المعوي الالتهابي

تختلف أعراض الدَّاء المعوي الالتهابي باختلاف جزء الأمعاء المُصاب وما إذا كان الشخص مصابًا بداء كرون أو بالتهاب القولون التَّقرُّحي.يُعاني الأشخاص المصابون بداء كرون من الإسهال المزمن وألَم البَطن عادةً.بينما يُعاني الأشخاص المصابون بالتهاب القولون التَّقرُّحي عادةً من نوباتٍ مُتقطِّعة من ألم البطن والإسهال المُدمَّى.وفي المرضين معًا، قد يحدث نقصٌ في وزن الأشخاص الذين يعانون من الإسهال منذ فترة طويلة ويُصابون بنقص التغذية.

يمكن أن يُصيبَ الدَّاء المعوي الالتهابي في بعض الأحيان أجزاءً أخرى من الجسم مثل المَفاصِل والعيون والفم والكبد والمرارة والجلد.كما يزيد هذا الدَّاء من خطر الإصابة بالسَّرطان في المناطق المُصابة من الأمعاء.

هل تعلم...

  • يزيد الداء المعوي الالتهابي من خطر السرطان في المناطق المصابة من الأمعاء.

تشخيصُ الداء المعوي الالتهابي

  • اختبارات الدَّم والبراز

  • التنظير الدَّاخلي مع أخذ خزعة نسيجيَّة

يستدعي وضع الطبيب لتشخيص الدَّاء المعوي الالتهابي أن يبدأ أوَّلًا باستبعاد الأَسبَاب المُحتملة الأخرى للالتهاب.فمثلًا، قد تؤدِّي العدوى الطُّفيليَّة أو الجرثوميَّة إلى حدوث التهاب.لذلك يُوصي الطبيب بإجراء عدَّة اختبارات.

حيث يجري تحليل عيِّنات البراز للتَّحرِّي عن وجود عدوى جرثوميَّة أو طفيليَّة (المُكتسبة خلال السفر مثلًا)، بما فيها نوعٌ من العدوى الجرثوميَّة (عدوى المطثيَّة العسيرة [كانت تُسمى سابقًا Clostridium difficile]) التي يمكن أن تنجم عن استعمال المضادَّات الحيويَّة.

كما يمكن إجراء اختبارٍ للتَّحرِّي عن العدوى المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي من المستقيم، مثل داء السَّيَلان وعدوى فيروس الهربس و العدوى المُتدثِّريَّة.

ويمكن استئصال عيِّنات نسيجيَّة من بطانة السبيل الهضمي في أثناء إجراء التنظير الداخلي (فحص السبيل الهضمي باستعمال أنبوب مشاهدة) وفحصها تحت المجهر للتَّحرِّي عن أدلة على أسبابٍ أخرى لالتهاب القولون أو التهاب الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي).ويسمى استئصال وفحص النسيج هذا بالاختزاع biopsy.

كما يأخذ الأطباء بعين الاعتبار الاضطرابات الأخرى التي تُسبِّب أعراضًا مشابهة في البطن مثل مُتلازمة القولون المُتهيِّج والتهاب القولون الإقفاري (الذي يُصيب الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 50 عامًا غالبًا) ومتلازمات سوء الامتصاص والدَّاء البطني وبعض الاضطرابات عند النساء.وقد يُجري الطبيب دراساتٍ تصويريَّة للبطن، مثل التصويربالأشعَّة السينيَّة أو التصوير المقطعي المُحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك لاستبعاد وجود اضطراباتٍ أخرى.ويمكن أن يُجري الطبيب تنظيرًا داخليًّا بالكبسولة الفيديويَّة لتقييم حالة الأمعاء عند الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض داء كرون.

علاج الداء المعوي الالتهابي

  • الأدوية

  • الجراحة في بعض الأحيان

  • النظام الغذائي وتدبير الشِّدَّة النَّفسيَّة

على الرغم من أنه لا يوجد شفاء من داء الأمعاء الالتهابي، إلَّا أنَّه يوجد الكثير من الأدوية (انظر الجدول الأدوية التي تُخفِّض شدَّة التهاب الأمعاء النَّاجم عن داء كرون والجدول الأدوية التي تحدُّ من حدوث التهاب الأمعاء النَّاجم عن التهاب القولون التَّقرُّحي) مثل مجموعة الأمينوسالسيلات والستيرويدات القشريَّة وأدوية التَّعديل المناعي والعَوامِل الحيويَّة والمضادَّات الحيويَّة، التي يمكنها المساعدة على خفض شدَّة الالتهاب وتخفيف أعراضه.

ويحتاج الأشخاص الذين يُعانون بشدَّةٍ من هذا الدَّاء إلى استعمال العلاج الجراحي في بعض الأحيان.

النظام الغذائي وتدبير الشِّدَّة النَّفسيَّة

يهتمُّ معظم الأشخاص مع أسرهم بالنظام الغذائي وتدبير الشِّدَّة النَّفسيَّة.فرغم ادِّعاء بعض الأشخاص بفائدة اتِّباع أنظمة غذائيَّة مُعيَّنة في تخفيف المعاناة من الدَّاء المعوي الالتهابي، بما فيها الحدُّ من تناول الكربوهيدرات القاسية، إلَّا أنَّ اتِّباع الأنظمة الغذائيَّة لم يُظِهر فعاليَّة في التَّجارب السريريَّة.يُوصي الأطبَّاء في بعض الأحيان باتِّباع أساليب لتدبير الشِّدَّة النَّفسيَّة وذلك لمساعدة الأشخاص على التعامل مع الشِّدَّة النَّفسيَّة النَّاجمة عن الإصابة بالأمراض المزمنة.

الحفاظ على الصحة

يُعرِّض داء الأمعاء الالتهابي الأشخاصَ إلى خطرٍ متزايد للإصابة بحالات عدوى واضطرابات معيَّنة بسبب مرضهم الكامن أو سوء التغذية أو استعمال الأدوية المُعدِّلة للمناعة.يمكن أن تساعد اللقاحات والاختبارات التَّشخيصيَّة والتحريات على تقليل المخاطر.

هناك حاجة إلى أخد لقاح الأنفلونزا كل عام للمُساعدة على الوقاية منها.يساعد لقاح المُكوَّرات الرِّئويَّة على الوقاية من العدوى الجُّرثوميَّة الناجمة عن العِقديَّة الرِّئويَّة Streptococcus pneumoniae.يجب على الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر أخذ لقاح الهربس النطاقي.ينبغي على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والمصابين بالداء المعوي الالتهابي الحصول على اللقاح بعد استشارة أطباءهم بخصوص ما إذا كان ينبغي أن يحصلوا عليه.ينبغي إعطاء لقاح الهربس النطاقي قبل بدء الأشخاص بتناول الأدوية المعدلة للمناعة عندما يكون ذلك ممكنًا.كما ينبغي أن يتلقَّى الأشخاص بشكلٍ روتينًي لقاحات الكزاز - الخناق والتهاب الكبد A والتهاب الكبد B وفيروس الورم الحليمي البشري إذا كان ذلك مناسبًا.لقاحات كوفيد -19 التي تُستخدم الحمض النووي المرسال mRNA، مثل تلك المُصنَّعة من قِبَل شركة فايزر-بايونتك ومُودرنا، حيث يُنصح بها للأشخاص الذين يعانون من الداء المعوي الالتهابي، بما في ذلك أولئك الذين يأخذون الأدوية المُعدِّلة للمناعة.

يجب على النساء المصابات بهذا الاضطراب واللواتيلا يأخذن الأدوية المُعدِّلة للمناعة أن يخضعنَ لتحرٍّ عن سرطان عنق الرحم باستعمال اختبار بابانيكولاو (Papanicolaou) كلَّ 3 سنوات.ينبغي على النساء المصابات بداء الأمعاء الالتهابي واللواتي يستعملنَ الأدوية المُعدِّلة للمناعة إجراء اختبار لطاخة بابانيكولاو سنويًّا.

يجب على الأشخاص المصابين بداء الأمعاء الالتهابي والذين يستعملون أو يخططون لاستعمال عامل حيويّ أو دواء مُعدِّلٍ للمناعة أن يتحرُّوا عن سرطان الجلد سنويًّا وأن يُطبِّقوا مستحضرات الوقاية من الشمس وأن يرتدوا ملابس واقية.

يجب أن يخضع الأشخاص المُعرَّضين لخطر نقص كثافة العظام (هشاشة أو تخلخل العظام) لفحص قياس امتصاص الأشعة السينية المزدوجة الطاقة dual-energy x-ray absorptiometry (DXA) scan.

للمزيد من المعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. مؤسسة داء كرون والتهاب القولون الأمريكية: معلومات عامة عن داء كرون والتهاب القولون التقرحي، بما في ذلك الحصول على خدمات الدعم

  2. المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى - داء كرون:: معلومات عامة عن أمراض الكلى، بما في ذلك الاكتشافات البحثية والإحصائيات وبرامج صحة المجتمع والتواصل

  3. المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى - داء كرون: معلومات عامة عن التهاب القولون التقرحي، بما في ذلك معلومات الأبحاث والتجارب السريرية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID