لمحةٌ عامةٌ عن أمراض الرئة البيئية

حسبAbigail R. Lara, MD, University of Colorado
تمت مراجعته رمضان 1441

تنجُم أمراض الرئة البيئية عَن استنشاق جزيئاتٍ ضارة أو رذاذ أو أبخرة أو غازات، ويحدث هذا الأمر عندما يكون الأشخاص يعملون عادةً.إذا كان مرض الرئة يعود إلى جزيئاتٍ جرى استنشاقها، غالبا ما يستخدم مصطلح تَغَبُّرُ الرِّئَة،

ويستند المكان الذي تتموضع فيه مادة مستنشقة في داخل المسالك الهوائية أو الرئتين ونوع المرض الذي يُصيب الرئة إلى حجم ونوع الجزيئات التي جرى استنشاقها.قد تُحتَجز الجزيئات الكبيرة في الأنف أو المسالك الهوائية الكبيرة، ولكن قد تصل الجزيئات الصغيرة جدًّا إلى الرئتين،وهناك، تذوب بعض الجزيئات وقد يجري امتصاصها في مجرى الدم.تجري إزالة معظم الجزيئات الصلبة التي لا تذوب بواسطة دفاعات الجسم.

لدى الجسم وسائل كثيرة للتخلص من الجزيئات المستنشقة (انظر أيضًا آليات الدِّفاع لدى الجهاز التنفُّسي).في المسالك الهوائية، تتراكم المُفرزات (المُخاط) فوق الجزيئات وتُغطيها بحيث يُمكن إخراجها مع السعال بسهولةٍ أكثر.بالإضافة إلى ذلك، يكون لدى خلايا بطانة المَسالِك الهَوائيَّة شعيرات صغيرة جداً تسمى الأهداب، وهي بارزة في المَسالِك الهَوائيَّة ويُمكنها كَنس الجزيئات المُستنشقة نحو الأعلى وإلى خارج الرئة.في الحويصلات الهوائية الصغيرة للرئتين (الأسناخ alveoli)، تقوم خلايا كانِسة خاصة scavenger (البلاعم macrophages) ببلع معظم الجزيئات وتجعلها غير مؤذية.

هناك أنواع عديدة ومختلفة من الجزيئات التي يمكن أن تُسبب الضررَ للرئتين،وبعضها عضوي، أي أنها مصنوعة من مواد تحتوي على الكربون وهي جزء من كائنات الحية (مثل غبار الحبوب أو غبار القطن أو وَبَغ الحيوان animal dander)،وبعضها غير عضوي، أي أنها تأتي عادة من مصادر غير حية، مثل الفلزات أو المعادن (على سبيل المثال، الأسبست asbestos أو السيليكا).

خطر أمراض الرئة البيئية

تنتج أنواع مختلفة من الجزيئات تفاعُلات مختلفة في الجسم.ويمكن أن تسبب بعض الجزيئات، مثل وَبَغ الحيوان، تفاعلات تحسسية، مثل الأعراض التي تُشبه حمَّى القشّ أو نوعٍ من أنواع الربو.تسبب الجزيئات الأخرى ضرراً ليس عن طريق تحريض تفاعلات تحسسية، ولكن من خلال كونها سمِّية لخلايا المَسالِك الهَوائيَّة والحويصلات الهوائية في الرئة.قد تُسبب بعض الجزيئات، مثل غبار الكوارتز quartz dust والأسبست، تخرشاً مزمناً يُمكن أن يؤدي إلى تندب نسيج الرئة (التليف الرئوي).يُمكن أن تُسبب ُجزيئات سمِّية مُعيَّنة، مثل الأسبستس، سرطانَ الرئة، خُصوصاً عند المدخنين، أو سرطان بطانة الصدر والرئة (سرطان الظهارة المتوسطة)، بغض النظر عن تاريخ التدخين عند الشخص.

يستنِدُ النوع المُحدَّد لأمراض الرئة البيئية إلى البيئة التي تعرَّض إليها الشخص:

بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم مُسبقًا أمراض رئوية، مثل الداء الرئوي الانسدادي المزمن أو الربو، قد يُؤدي التعرض للمواد في البيئة إلى تفاقم الأعراض حتى إن كانت المادة نفسها لا تسبب مرضَ الرئة.

الجدول

أعراض أمراض الرئة البيئية

تميلُ أمراض الرئة البيئية إلى أن تُسبب أعراضاً مشابهة لأعراض العديد من اضطرابات الرئة الأخرى، مثل صعوبة التنفُّس وأحيَانًا السعال أو ألم الصدر.بالنسبة لبعض الاضطرابات (على سبيل المثال، تغبُّر الرئة عند عمال الفحم)، قد لا تحدث الأَعرَاض مباشرةً، وقد تظهر على مدى أشهر إلى سنوات.قَد تُؤدِّي أمراض الرئة البيئية التي تُسبب تضيقاً في الرئتين والمسالك الهوائية عندما يتنفس الشخص الهواء الذي يحتوي على مهيجات ومواد أخرى (تسمى الحالة فرط تفاعلية مجرى الهواء airway hyperreactivity)، إلى صعوبة في التنفُّس تكون مفاجئة مع أزيز تنفسي، وبالنسبة إلى المصابين بالرَّبو أو الدَّاء الرئوي الانسدادي المُزمن، قد تُسبب نوبات (سَورات exacerbations) لهذين الاضطرابين.

تزيدُ اضطرابات الرئة البيئية التي تسبب مشاكل متكررة ومزمنة من خطر الإصابة بالاضطرابات الرئوية المزمنة (مثل الداء الرئوي الانسدادي المزمن أو الاضطرابات الرئوية الخلالية)، وتُضعفُ وظائف الرئة بشكل دائم.تسبب بعض اضطرابات الرئة البيئية أعراضًا ومُضَاعَفات أخرى.

تشخيص أمراض الرئة البيئية

  • اختبارات وظائف الرئة.

  • الفحوصات التصويرية.

يجري استخدَام أدوات تشخيص خاصَّة للتعرف إلى أمراض الرئة البيئية.وكخطوة أولى في التقييم، يسأل الطبيب عن مجال العمل والنشاطات الأخرى التي قد تترافق مع التعرض لمهيجات الرئة.يجري استخدام اختبارات وظائف الرئة والفحوصات التصويرية، مثل تصوير الصدَّر بالأشعَّة والتصوير المقطعي المُحوسَب، في مُعظَم الحالات.

الوقاية من أمراض الرئة البيئية

تنطوي الوقاية من أمراض الرئة المهنية والبيئية، خُصوصًا في مكان العمل، على خطوات للحد من التعرض، بما في ذلك:

  • الضوابط الإدارية، مثل التقليل من عدد الأشخاص الذين يتعرضون إلى مهيجات الرئة.

  • الضوابط الهندسية، مثل استخدام نُظم التهوية والمُلحَقات وإجراءات التنظيف الآمنة.

  • استبدال المنتج، مثل استخدام مواد أكثر أمانا.

  • مُعدَّات الوقاية، مثل استخدام أجهزة التنفُّس وأقنعة الغبار ومعدات أخرى.

  • الضوابط التعليمية، مثل تعليم العمال حول المخاطر وكيفية الحدّ من التعرُّض.

توفر أجهزة التنفُّس والتدابير الأخرى بعض الوقاية فعلياً؛ غير أن الوقاية قد لا تكون كاملة وهي تختلف من شخص لشخص آخر.تحتاج أجهزة التنفس إلى التحقُّق منها مرة واحدة في السنة لضمان مُلاءمتها بشكل صحيح.كما أنه لا يستطيع جميع الأشخاص استخدام التدابير الوقاية أيضًاً،فعلى سبيل المثال، قد تحد أجهزة التنفُّس من قدرة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في القلب أو الرئة على أداء مهامهم الوظيفية.

يُشجِّعُ الأطباءُ الأشخاصَ الذين قد يتعرضون إلى مواد يُمكنها أن تسبب الضرر في الرئتين على أن يخضعوا إلى فحوصات التحري بشكلٍ منتظمٍ حتى يمكن التعرف إلى الاضطرابات في أقرب وقت ممكن.تستنِدُ فحوصات التحري المحددة وتواترها إلى المواد التي تعرض إليها الشخص.يُمكن أن تنطوي فحوصات التحري على الفحوصات السريرية وقياس التنفُّس للشخص باستخدام مقياس التنفُّس وقياس نسبة الأكسجين في الدَّم.ويمكن أيضًا تصوير الرئة باستخدام الأشعَّة السِّينية للصدر أو التصوير المقطعي المحوسب .

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID