يتنفس الشخص العادي الذي يمارس نشاطات معتدلة حوالي 22,000 نفس يوميًا، مما يعني تعرضًا مستمرًا للهواء المحيط.يحتوي الهواء أحيانًا على جزيئات وغازات يحتمل أن تكون ضارة.تتوضَّع الجسيمات الأكبر، مثل الغبار والسخام والعفن والفطريَّات والبكتيريا والفيروسات، على مجرى الهواء والسطوح السنخيَّة، حيث يمتلك الجهاز التنفُّسي آليَّات دفاعيَّة لتنظيف وحماية نفسه.فلا تستطيع سوى الجزيئات الصغيرة للغاية فقط، أي التي يكون قطرها أقلّ من 3 إلى 5 ميكرون (3/1000 إلى 5/1000 من الملليمتر، أو حوالي 2/10000 من البوصة) أن تخترقَ الرئة العميقة.
وتعدُّ الأهداب، وهي بروزاتٌ عضليَّة صغيرة شبيهة بالشعرات على الخلايا التي تبطِّن مجرى الهواء، واحدةً من آليَّات الدفاع في الجهاز التنفُّسي.وتغطي المَسالِك الهَوائيَّة أو التنفُّسية طبقةٌ سائلة من المخاط تحرِّكها الأهدابُ.
وهذه الطبقةُ المخاطيَّة تحتجز العَوامِلَ الممرِضة (الكائنات الحيَّة الدقيقة التي يحتمل أن تكونَ معدية) وغيرها من الجسيمات، وتمنعها من الوصول إلى الرئتين.
وتضرب هذه العضلات الصغيرة (الأهداب) أكثر من 1000 مرَّة في الدقيقة، ممَّا يؤدِّي إلى تحريك المخاط الذي يبطِّن الرغامى إلى الأعلى لمسافة 0.5 إلى 1 سنتيمتر في الدقيقة (0.197 إلى 0.4 إنش في الدقيقة).وتُطرَد العَوامِلُ الممرضة والجسيمات، المحتجزَة على طبقة المخاط، بالسُّعال، أو تُحرَّك إلى الفم ويجري ابتلاعُها.
وتعدُّ البلاعم السنخيَّة، وهي نوعٌ من خلايا الدَّم البيضاء، على سطح الحويصلات الهوائية آليةَ دفاع أخرى للرئتين.وبسبب متطلَّبات تبادل الغازات، لا تكون الحويصلاتُ أو الأسناخ الهوائية محميَّة بالمخاط والأهداب - فالمخاط سميك جدًّا، وسوف يبطئ حركةَ الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.وبدلاً من ذلك، تتجه البلاعمُ السنخيَّة نحوَ الجسيمات المترسِّبة، وترتبط بها، وتبتلعها، وتقتل أيَّ أشكال حيَّة منها، وتهضمها.وعندما تتعرَّض الرئتان لتهديداتٍ خطيرة، يمكن أن تُستَنفَر خلايا دم بيضاء إضافية في الدورة الدموية، وخاصَّة العَدِلات، للمساعدة على هضم وقتل مسبِّبات الأمراض (العَوامِل الممرضة).فعلى سَبيل المثال، عندما يستنشق الشخصُ قدرًا كبيرًا من الغُبار أو يكافح عدوى في الجهاز التنفُّسي، يَجرِي إنتاجُ المزيد من البلاعم، مع استنفار العَدِلات.
(انظر أيضًا لمحة عامة عن الجهاز التنفُّسي).
