النوبات الإقفارية العابرة

حسبJi Y. Chong, MD, Weill Cornell Medical College
تمت مراجعته ذو القعدة 1444

النوبة الإقفارية العابرة (نوبة نقص التروية العابرة) هي اضطراب في وظيفة الدماغ يستمر عادة لأقل من 1 ساعة، وينجم عن انسداد مؤقَّت في أحد الشرايين المغذية للدماغ.

  • إن أسباب وأعراض النوبة الإقفارية العابرة هي نفس أسباب وأعراض السكتة الدماغية الإقفارية.

  • وتختلف النوبة الإقفارية العابرة عن السكتات الدماغية الإقفارية في أن الأَعرَاض تتعافى من تلقاء نفسها في غضون ساعة واحدة دون أن تترك ضررًا دائمًا في الدماغ.

  • تشير الأَعرَاض إلى تَّشخيص الحالة، كما يَجرِي تصوير الدماغ لتأكيد التشخيص.

  • تُجرى اختبارات التصوير الأخرى، واختبارات الدَّم لتحديد سبب النوبة الإقفارية العابرة.

  • تساعد السيطرة على كل من ضغط الدم، ومستويات الكولستيرول، ومستويات السكر في الدَّم، بالإضافة إلى التوقف عن التدخين على الوقاية من النوبات الإقفارية العابرة.

  • تُستخدم الأدوية التي تجعل الدم أقل عرضة للتجلط، وأحيانًا الجراحة (استئصال باطنة الشريان السباتي) أو رأب الوعاء بالإضافة إلى الدعامات لتقليل مخاطر السكتة الدماغية بعد النوبة الإقفارية العابرة.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن السكتة الدماغية والسكتة الدماغية الإقفارية.)

يمكن للنوبة الإقفارية العابرة أن تكون علامة تحذيرية على اقتراب حدوث سكتة دماغية.يزداد خطر السكتات الدماغية كثيرًا عند المرضى الذين يتعرضون لنوبات إقفارية عابرة وذلك بالمقارنة مع المرضى الذين لم يتعرضوا للنوبة الإقفارية العابرة.يكون الخطر أعظميًا في غضون 24 -48 ساعة بعد النوبة الإقفارية العابرة.من شأن التعرف على النوبة الإقفارية العابرة وتحديد أسبابها ومعالجتها أن يساعدا على الوقاية من السكتة الدماغية.

تكون النوبات الإقفارية العابرة أكثر شُيُوعًا بين الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن.

تختلف النوبات الإقفارية العابرة عن السكتات الدماغية الإقفارية في أن الأولى لا تُسبب ضررًا دائمًا في الدِّمَاغ.ولهذا السبب، فإن أعراض النوبة الإقفارية العابرة تتعافى بشكل كامل وسريع، ولا تُسبب تموتًا في خلايا الدماغ، أو تسبب تموتًا محدودًا فقط بحيث لا يمكن مشاهدته عند تصوير الدماغ أو إجراء الفحص العصبي.

أسباب النوبات الإقفارية العابرة

غالبًا ما تكون أسباب النوبات الإقفارية العابرة هي نفس أسباب السكتات الدماغية الإقفارية.تحدث معظم النوبات الإقفارية العابرة عندما تنفصل قطعة من خثرة دموية (خثرة) أو مواد دهنية (عصيدة شريانية أو لويحة) من القلب أو من جدار الشريان (عادة في الرقبة)، وتنتقل عن طريق الدَّم ( تصبح صمة)، وتنحشر في الشريان الذي يغذي الدماغ.

إذا كانت الشرايين المؤدية إلى الدماغ متضيقة أصلًا (كما هيَ الحال عند أشخاص تصلب الشرايين)، فيمكن لحالات أخرى أن تُسبب أعراضًا مشابهة لأعراض النوبات الإقفارية العابرة.وتشمل هذه الحالات انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بشكل كبير (كما هيَ الحال في الاضطرابات الرئوية)، والنقص الحاد في تعداد كريات الدَّم الحمراء (فقر الدم)، والتسمم بأحادي أكسيد الكربون، وتسمّك الدم (كما هيَ الحال في كثرة الكريات الحمر)، والانخفاض الشديد في ضغط الدَّم.

عوامل الخطر

كما أنَّ عوامل الخطر النوبات الإقفارية العابرة هي نفسها عوامل خطر السكتة الدماغية الإقفارية.

يمكن ضبطُ بعض عوامل الخطر هذه أو تعديلها إلى حدٍّ ما - على سبيل المثال، عن طريق مُعالَجَة الاضطراب الذي يزيد من الخطر.

تنطوي عوامِلُ الخطر الرئيسيَّة القابلة للتعديل للنوبة الإقفارية العابرة على:

وتنطوي عواملُ الخطر التي لا يمكن تعديلها على:

  • إصابة سابقة بالسكتة الدماغية

  • الذكورة

  • كبار السن

  • وجود أقارب أصيبوا سابقًا بسكتة دماغية

أعراض النوبات الإقفارية العابرة

تحدث أعراض النوبات الإقفارية العابرة بشكل مفاجئ.وتتشابه مع أعراض السكتات الدماغية الإقفارية ولكنها تكون مؤقَّتة وقابلة للعكس.وعادة ما تستمر من 2 إلى 30 دقيقة، ثم تتعافى تمامًا.

قد يعاني المرضى من عدة نوبات إقفارية عابرة في يوم واحد، أو 2-3 نوبات على مدى عدة سنوات.

وقد تشتمل الأَعرَاضُ على:

  • الضعف المفاجئ أو الشلل على جانب واحد من الجسم (مثل نصف الوجه أو ذراع أو ساق واحدة، أو جانب واحد بأكمله)

  • فقدان مفاجئ للإحساس، أو الشعور بأحاسيس غير طبيعية على جانب واحد من الجسم

  • صعوبة مفاجئة في التَّحدُّث (مثل التلعثم في الكلام)

  • تشوش ذهني مفاجئ، مع صعوبة في فهم الكلام

  • تغيم رؤية مفاجئ، أو تشوش وفقدان الرؤية، وخاصة في عين واحدة

  • الدَّوخة المفاجئة أو فقدان التوازن والتنسيق

تشخيصُ النوبات الإقفارية العابرة

  • زوال سريع للأعراض

  • التصوير المقطعيّ المُحوسَب، والتصوير بالرَّنين المغناطيسي في حال توفره

  • اختبارات لتحديد السبب

ينبغي على المرضى الذين يعانون من أعراض مفاجئة مشابهة لأعراض السكتة الدماغية طلب الرعاية الطبية الفورية، حتى وإن تعافت الأعراض من تلقاء ذاتها.إذ تشير هذه الأعراض غالبًا إلى الإصابة بنوبة إقفارية عابرة.ولكن يمكن للاضطرابات الأخرى، مثل الاختلاجات، والأورام الدماغية، وصداع الشقيقة، وهبوط مستوى السكر في الدم، أن تُسبب أعراضًا مشابهة، وبالتالي فإنه من الضروري إجراء فحوص إضافية للتأكد من سبب الأعراض.

يشتبه الأطباء في النوبة الإقفارية العابرة إذا ظهرت أعراض السكتة الدماغية وتعافت في غضون ساعة واحدة.قد يعجز الأطباء عن التفريق بين السكتة الدماغية والنوبة الإقفارية العابرة قبل تعافي الأعراض.يقوم الطبيب بتقييم الشخص المصاب بأعراض السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة بشكل فوري.غالبًا ما يجري قبول المصابين بالنوبات الإقفارية العابرة في المستشفى، على الأقل لفترة قصيرة ريثما تجرى لهم الاختبارات ولعلاجهم بسرعة في حال حدوث سكتة دماغية بعد النوبة الإقفارية العابرة.يكون خطر السكتة أعظميًا في غضون 24 -48 ساعة بعد النوبة الإقفارية العابرة.

يتحقق الطبيب من عوامل الخطر للإصابة بالسكتة الدماغية عن طريق توجيه بعض الأسئلة للشخص، ومراجعة تاريخه الطبي، وإجراء بعض الفحوص الدموية.

تُجرى بعض اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، للتحقق من أية أدلة على وجود السكتة الدماغية، أو النَّزف، أو الأورام الدماغية.يمكن لنوع متخصص من الرنين المغناطيسي، ويُطلق عليه اسم الرنين المغناطيسي الموزّن بعامل الانتشار أن يُظهر وجود مساحات متضررة من نسيج الدماغ ولا تقوم بوظيفتها.غالبًا ما يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي الموزَّن بعامل الانتشار أن يساعد الأطباءَ على التفريق بين النوبة الإقفارية العابرة والسكتة الدماغية الإقفارية.ولكن التصوير بالرنين المغناطيسي الموزّن بعامل الانتشار لا يتوفر دائمًا.

تُجرى الاختبارات لتحديد سبب النوبة الإقفارية العابرة.قد تنطوي الاختبارات على:

تساعد اختبارات التصوير الأخرى على تحديد ما إذا كان ثمة شريان مسدود في الدماغ، وأي الشرايين هو المسدود، ونسبة الانسداد فيه.توفر اختبارات التصوير صورًا للشرايين التي تحمل الدم عبر الرقبة إلى الدماغ (الشريان السباتي الباطن والشرايين الفقرية) والشرايين الدماغية (مثل الشرايين المخية).يتضمن ذلك تخطيط الصدى الدوبلري (يستخدم لتقييم الجريان الدموي في الشرايين)، وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي، وتصوير الأوعية المقطعي المحوسب (يُجرى التصوير المقطعي المحوسب بعد حقن عامل تباين في الوريد).

هل تعلم...

  • حتى لو تعافت أعراض السكتة الدماغية في غضون بضع دقائق، فيجب على الشخص الذهاب إلى قسم الطوارئ فورًا.

علاج النوبات الإقفارية العابرة

  • السيطرة على عوامل خطر النوبات الإقفارية العابرة

  • الأدوية التي تجعل الدَّم أقل قابلية للتخثر

  • الجراحة أحيانًا أو رأب الوعاء الدَّعميّ

تهدف معالجة النوبة الإقفارية العابرة إلى الوقاية من السكتة الدماغية.وهي نفس المعالجة بعد الإصابة بالسكتة الدماغية.

الخطوة الأولى في الوقاية من السكتة الدماغية هي السيطرة على عوامل الخطر الرئيسية لذلك، وهي:

الأدوية

قد يُعطى المريض دواءً لجعل الدَّم أقل قابلية للتخثر (دواء مضاد للصفيحات أو مضاد للتخثر).

من شأن تناول أدوية مضادة للصفيحات، مثل الأسبرين، أو مشاركة دوائية بين جرعة منخفضة من الأسبرين مع الديبيريدامول، أو الكلوبيدوغريل بمفرده، أو المشاركة بين الكلوبيدوغريل والأسبرين، أن يقلل من احتمال أن تشكل الخثرات المسببة للنوبات الإقفارية العابرة والسكتات الدماغية الإقفارية.تساعد مضادات الصُّفَيحات على جعل الصفيحات الدموية أقل قابلية للتجمع وتشكيل الخثرات.(والصُّفَيحات الدَّمويَّة هي جسيمات صغيرة تشبه الخلايا، وهي تسبح الدَّم وتساعد على تخثره كاستجابة لوجود ضرر في أحد الأوعية الدموية).

يبدو أن تناول كلوبيدوغريل مع الأسبرين قد يقلل من خطر السكتات الدماغية في المستقبل أكثر من تناول الأسبرين وحده، ولكن فقط في الأشهر الثلاثة الأولى بعد السكتة الدماغية.وبعد ذلك، لا يكون للمشاركة أيَّة فائدة إضافية على الأسبرين وحده.بالإضافة إلى ذلك، فإن استعمال المشاركة الدوائية كلوبيدوغريل مع الأسبرين تزيد من خطر النَّزف بشكل ضئيل.

إذا سببت خثرة دموية حدوث نوبة إقفارية عابرة، تُعطى مضادات التخثر، مثل الوارفارين، لجعل الدم أقل قابلية للتخثر.وقد ظهرت أجيال جديدة من مضادات التخثر مثل دابيغاتران، و أبيكسابان، و ريفاروكسيبان، وتستخدم في كثير من الأحيان كبديل عن الوارفارين.تكون مضادَّات التخثُّر الأحدث هذه أكثر ملاءمة للاستخدام، لأنها، على العكس من الوارفارين، لا تحتاج إلى مراقبة منتظمة بالاختبارات الدموية لتحديد كم من الوقت يستغرق تخثر الدم.كما أنها لا تتأثر أيضًا بتناول الطعام، ومن غير المحتمل أن تتفاعل مع أدوية أخرى.ولكن لمضادَّات التخثُّر الجديدة بعض المساوئ.يجب أخذ دابيغاتران dabigatran وأبيكسابان apixaban مرتين في اليوم.(يُستعمل الوارفارين مرة واحدة في اليوم).كما ينبغي أيضًا عدم تفويت أي جرعة من الأدوية الأحدث حتى تكون هذه الأدوية فعَّالة، وهذه الأدوية تكون أكثر تكلفة بشكل لا يستهان به من الوارفارين.

الجراحة

يساعد تحديد مدى التضيق في الشرايين السباتية على تقييم خطر السكتة الدماغية أو خطر النوبات الإقفارية اللاحقة، وبالتالي تحديد الحاجة لمزيد من العلاج.إذا وجد الطبيب أن الشخص من ذوي الخطر المرتفع (على سبيل المثال إذا كان الشريان السباتي متضيقًا بنسبة 70% على الأقل)، فينبغي إجراء عملية جراحية لتوسيع الشريان (تُدعى استئصال باطنة الشريان السباتي) وذلك للتقليل من خطر السكتة الدماغية .عادةً ما ينطوي استئصال باطنة الشريان السباتي على إزالة الترسبات الدهنية (العصائد أو اللويحات) الناجمة عن تصلب الشرايين والخثرات في الشريان السباتي الباطن.يمكن لاستئصال باطنة الشريان السباتي أن يحفز الإصابة بالسكتة الدماغية لأن العملية قد تؤدي إلى إزاحة أو خلخلة خثرات أخرى أو غيرها من المواد التي يمكن أن تنتقل من خلال مجرى الدَّم وتسد شريانًا في موضع آخر.بعد العملية، يكون خطر السكتة الدماغية أدنى لعدة سنوات مما هو عليه عند استخدام الأدوية.يمكن لهذا الإجراء أن يؤدي إلى نوبة قلبية لأن الأشخاص الذين يخضعون له غالبًا ما تكون لديهم عوامل خطر للإصابة بداء الشرايين التاجية.

رأب الأوعية ووضع الدعامات

إذا كان الشخص لا يتمتع بصحة كافية لإجراء عملية جراحية، فتُستخدم القَثطَرة مع الدعامات (انظر الشكل فهم المداخلة التاجية عن طريق الجلد (PCI)).لهذا الإجراء، يَجرِي إدخال قَثطَرة مزودة ببالون في طرفها إلى داخل الشريان المتضيق.ثم يَجرِي نفخ البالون لعدة ثوان لتوسيع الشريان.للحفاظ على الشريان مفتوحًا، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مصنوع من شبكة سلكية (دعامة stent) في الشريان.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID