التِهاب الشَّغاف العدوائيّ

حسبGuy P. Armstrong, MD, Waitemata District Health Board and Waitemata Cardiology, Auckland
تمت مراجعته ذو الحجة 1443

التهاب الشغاف العدوائيّ infective endocarditis هُو عدوى في بِطانة القلب (شِغاف القلب) وفي صِمَامات القلب عادةً أيضًا،

  • وهُوَ يحدث عندما تدخُل بكتيريا مجرى الدَّم، وتنتقلُ إلى صمامات القلب التي تعرَّضت إلى إصابةٍ في السَّابِق وتلتصق بها.

  • يبدأ التهابُ الشغاف البكتيريّ الحاد فجاةً على شكل حُمَّى شديدة وتسرُّع في نبضات القلب وتعب وضرر سريعٍ وشاملٍ في صِمَام القلب عادةً.

  • يُسبب التهاب الشغاف البكتيري تحت الحاد أعراضًا بشكلٍ تدريجي، مثل التَّعب والحُمَّى الخفيفة وتسرُّع نبضات القلب بشكلٍ مُتوسِّطٍ ونقص الوزن والتعرُّق وانخفاض تعداد كريات الدَّم الحمراء.

  • يستخدِمُ الأطباءُ تخطيط صدى القلب للتحرِّي عن صَّمامات القلب التي أصابها الضَّرر، ويستخدمون استنباتات الدَّم للتعرُّف إلى المكروبات التي تُسبِّبُ التهاب الشغاف العدوائيّ.

  • يحتاجُ المرضى الذين لديهم صِمَامات قلب اصطناعيَّة، أو يُعانون من عُيوب خلقيَّة مُعيَّنة في القلب، إلى أخذ مُضادَّات حيويَّةٍ للوِقاية من التهاب الشَّغَاف قبل أن يخضعوا إلى إجراءات سنيَّةٍ أو جراحيَّة مُعيَّنة.

  • يجري إعطاء جرعات عالية من المُضادات الحيويَّة عن طريق الوريد، ولكن يحتاج إصلاح أو استبدَال صِمَامات القلب التي أصابها الضرر إلى الجراحة أحيانًا.

يُصِيبُ التهاب الشغاف العدوائيّ الرجالَ أكثر من النساء بمرَّتين وفي جميع الأعمار،ويكون أكثَر شُيُوعًا بين كبار السن.يكون الأشخاص الذين يتعاطون العقاقير غير المشروعة عن طريق الوريد، أو الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي، أو لديهم صمام قلبي اصطناعي، أو لديهم جهاز يُوضع داخل القلب (مثل الناظمة القلبية أو مزيل الرجفان ومقوم النظم القابل للزرع) أكثر عرضة للخطر.

يُشيرُ التهاب الشغاف العدوائيّ بشكلٍ خاص إلى عدوى في بِطانة القلب، ولكن عادة ما تُصيب هذه العدوى صمامات القلب أيضًا وأيَّة مناطق ذات وصلاتٍ غير طبيعيَّة بين حُجيرات القلب أو أوعيته الدمويَّة (عيوب القلب الخلقيَّة).هناك شكلان لالتهاب الشغاف العدوائيّ، وهما:

  • التهاب الشغاف العدوائيّ الحادّ، وهو يحدُث فجاةً وقد يُشكِّلُ تهديدًا لحياة المريض خلال أيَّام.

  • التهاب الشغاف العدوائيّ تحت الحادّ (يُسمَّى أيضًا التهاب الشغاف البكتيريّ تحت الحاد)، وهو يحدُث تدريجيًا وبشكلٍ مُخاتل خلال فترةٍ تتراوح بين أسابيع إلى عدَّة أشهُر، ولكن يُمكن أن يُشكِّل تهديدًا لحياة المريض أيضًا.

التهابُ الشغاف في الصِمَامات الاصطناعيَّة هو التهاب شغاف عدوائيّ حاد في صِمَام للقلب جرى استبداله (صِمَام اصطناعيّ).

كما يُمكن أن يكُون التِهاب الشَّغَاف غيرَ عدوائيّ noninfective.بالنِّسبة إلى التهاب الشغاف غير العدوائيّ، تتشكَّل جلطات الدَّم التي لا تحتوي على مِكروبات على صِمَامات القلب وشِغاف القلب المُجاوِر،ويُؤدِّي التهابُ الشغاف غير العدوائيّ إلى التِهاب الشَّغَاف العدوائيّ أحيانًا، وذلك لأنَّ المكروبات تستطيع الالتصاق والنمو في داخل جلطات الدَّم الليفيَّة.

بالنسبة إلى التِهاب الشَّغَاف العدوائيّ وغير العدوائيّ معًا، يُمكن أن تنفصِل تراكمات جلطات الدَّم (والبكتيريا في التهاب الشَّغَاف العدوائيّ) وتنفصل عن جدار القلب (تُصبِحُ صمَّات emboli)، وتنتقل عبر مجرى الدَّم وتسدُّ أحدَ الشَّرايين،وقد يُسبب هذا الانسداد السكتة الدماغية أو ضررًا في الطحال أو الكلى أو أعضاء أخرى.

أسباب التهاب الشغاف العدوائيّ

تستطيع البكتيريا (أو الفطور في حالاتٍ قليلةٍ) التي دخلت مجرى الدَّم أن تستقرّ على صمامات القلب وتُصِيب شغاف القلب بالعدوى في بعض الأحيان،وتكون الصماماتُ غير الطبيعيَّة أو المُتضرِّرة أو البديلة (الاصطناعية) أكثر عرضة للعدوى، بالمُقارنةِ مع الصِمَامات الطبيعيَّة.تُصِيبُ البكتيريا التي تسبِّب التهاب الشغاف البكتيريّ تحت الحادّ الصِمَاماتَ غير الطبيعيَّة أو المُتضرِّرة أو الاصطناعيَّة بالعدوى في جميع الحالات تقريبًا،ولكن، يُمكن أن تُصاب الصمامات الطبيعيَّة بالعدوى من بكتيريا عدوانيَّة، خُصوصًا إذا كانت كمية البكتيريا كبيرةً.

وعلى الرغم من أن البكتيريا لا توجد في الدم عادةً، يُمكن أن تُؤدِّي إصابة في الجلد او في بطانة الفم أو اللثَّة (حتى الإصابة الناجمة عن نشاط طبيعيّ مثل المضغ أو تنظيف الأسنان بالفرشاة) إلى تمكُّن عدد صغير من البكتيريا من دُخول مجرى الدَّم.وقد يُؤدِّيالتهاب اللثة gingivitis مع العدوى، وحالات العدوى الجلدية البسيطة والعدوى في أي مكان آخر في الجسم، إلى دُخول البكتيريا إلى مجرى الدَّم.

كما قد تُؤدِّي إجراحات جراحيَّة وسنِّية وطبية مُعيَّنة إلى دُخول البكتيريا إلى مجرى الدَّم أيضًا.في حالاتٍ نادرةٍ، تدخُل البكتيريا إلى القلب في أثناء جراحة القلب المفتوح أو جراحة استبدال صِمَام القلب.بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم صمامات طبيعية في القلب، لا يحدُث ضرر عادةً، وتعمل كُريات الدَّم البيضاء واستجابات الجهاز المناعي على القضاء على هذه البكتيريا بسرعة،ولكن، قد تُؤدِّي صمامات القلب المتضررة إلى تجمُّع البكتيريا عليها، وتستقرّ على شِغاف القلب، وتبدأ بالتكاثُر.

يُؤدِّي الإنتان، وهو عدوى شديدة في الدَّم، إلى دُخول عددٍ كبيرٍ من البكتيريا إلى مجرى الدَّم،وعندما يكون عدد البكتيريا في مجرى الدَّم كبيرًا بما فيه الكفاية، يُمكن أن يحدث التهاب الشَّغَاف حتى عند الأشخاص الذين لديهم صمامات قلب طبيعيَّة.

التِهابُ الشَّغَافِ
إخفاء التفاصيل
في التهاب الشغاف العدوائيّ، يمكن للعدوى أن تصيب بطانة القلب، وصمامات القلب، وأيَّة مناطق ذات وصلاتٍ غير طبيعيَّة بين حُجيرات القلب أو أوعيته الدمويَّة (عيوب القلب الخلقيَّة).تُظهر الصورة في الجهة العلوية اليمنى صمامًا متراليًا طبيعيًا، يمنع تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر.تُظهر الصورة في الجهة السفلية اليمنى تنبّتات (بكتيريا مترافقة مع جلطات دموية صغيرة) على طيات الصمام المترالي، وهو ما يتفق مع التهاب الشغاف العدوائي.تتداخل التنبّتات والالتهاب في الصمام مع وظيفة الصمام العادية ويمكن أن تسمح بمرور الدم بشكل غير طبيعي من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر.

إذا كان سببُ التهاب الشغاف العدوائيّ هُو حقنة من العقاقير المحظُورة أو الاستخدام الطويل للخُطوط الوريديَّة (يستخدمها الأطباء أحيانًا لإعطاء علاجات عن طريق الوريد وعلى المدى الطويل للأشخاص الذين يُعانون من حالاتٍ صحيةٍ خطيرةٍ)، ستُصيب العدوى الصِمَام ثلاثيّ الشُّرَف tricuspid valve (الذي يفتح من الأُذين الأيمن إلى البُطين الأيمن) في أغلب الأحيان.وفي معظم الحالات الأخرى من التهاب الشغاف، تحدُث عدوى في الصِمَام المتراليّ أو الصِمَام الأبهريّ.

نظرة من الداخل لالتهاب الشغاف العدوائيّ

تُظهر هذه الصورة المقطعيَّة العرضية التنبُّتات (تراكمات البكتيريا وجلطات الدَّم) على صمامات القلب الأربعة.

عوامل خطر التهاب الشغاف العدوائي

تكُون الزيادة الأكبر في خطر الإصابة بالتهاب الشغاف عند الأشخاص الذين:

يُواجه الأشخاصُ، الذين يتعاطون العقاقير المحظورة عن طريق الحقن، زيادةً في خطر التهاب الشغاف، وذلك لانَّهم على الأرجح يحقنون البكتيريا مُباشرةً في مجرى الدَّم عبر الإبر المُلوَّثة والمَحاقِن أو محاليل تلك العقاقير المحظورة،

كما يُواجه المرضى الذين لديهم صمام قلب مُستبدل زِيادةً في خطر التهاب الشَّغَاف أيضًا؛ويكون خطرُ التهاب الشغاف العدوائيّ كبيرًا بالنسبة إليهم في أثناء العام الأول من جراحة صمام القلب،وينخفِضُ هذا الخطرُ بعد العام الأوَّل، ولكنه يبقى أعلى من المُعتاد بعض الشيء؛

تنطوي عوامِلُ الخطر الأخرى لالتهاب الشغاف العدوائيّ على:

العيوبُ الخلقية هي عوامل خطر عند الأطفال والبالغين اليافعين.

كما يُعدُّ الضررُ الذي يحدُث للقلب بسبب حُمَّى الرُّوماتيزم، في أثناء الطفولة (مرض القلب الرُّوماتيزميّ rheumatic heart disease)، من عوامل الخطر أيضًا،وقد أصبحت حُمَّى الرُّوماتيزم عامل خطر أقلّ شُيوعًا في البلدان التي تتوفَّر فيها المُضادات الحيويَّة بشكلٍ واسعٍ،وفي مثل هذه البلدان، تُعدُّ حُمَّى الرُّوماتيزم عاملَ خطر لدى الأشخاص الذين لم يستفيدوا من المُضادَّات الحيويَّة في أثناء طُفولتهم (مثل المُهاجرين).

ومن عوامل الخطر بالنسبة إلى كبار السنّ هُو تنكُّس صمامات القلب، مثل الصمام المتراليّ المَرن (الذي يفتح من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر) أو رواسب الكالسيوم على الصِمَام الأبهريّ (الذي يفتح من البطين الأيسر إلى الأبهر).

أعراض التهاب الشغاف العدوائي

يبدأ التهابُ الشغاف البكتيري الحاد فجأةً بحمَّى شديدة (102 إلى 104 درجة فهرنهايت او 38.9 إلى 40 درجة مئويَّة) عادةً، وبتسرُّع في نبض القلب (أكثر من 100 ضربة في الدَّقيقة)، وتعب وضرر سريع وواسع في صِمَام القلب يُسبب أعراض فشل القلب.

قَد يُسبِّبُ التهاب الشغاف البكتيريّ تحت الحاد مثل هذه الأعراض كالتعب والحمى الخفيفة (99 إلى 101 درجة فهرنهايت أو 37.2 إلى 38.3 درجة مئويَّة)، وتسرُّع متوسِّط في نبض القلب ونقص في الوزن وتعرُّق وانخفاض تعداد كريات الدَّم الحمراء (فقر الدَّم).ويُمكن أن تكون هذه الأَعرَاض مُخاتلةً، وقد تظهر لأشهُر قبل أن يُؤدِّي التهاب الشغاف إلى انسِداد شريانٍ أو إلى الضرر في صمامات القلب، وبذلك يُصبِحُ التشخيص واضحًا بالنسبة إلى الطبيب.

في كل من التهاب الشغاف الجرثومي الحاد ودون الحاد ، قد تُصبِحُ الشرايين مسدودةً إذا انفصلت تجمُّعات البكتيريا وجلطات الدَّم على الصمامات (تُسمَّى التنبُّتات vegetations)، وأصبحت صِمَّات emboli، وانتقلت عبر مجرى الدَّم إلى أجزاء أخرى من الجسم، ثُمَّ استقرَّت في شريانٍ ما وأدَّت إلى انسِداده.يُمكن أن يُؤدِّي الانسِداد إلى نتائج خطيرة أحيانًا،حيث يُمكن أن يُسبِّب انسداد شريان إلى الدِّماغ السَّكتة، ويُمكن أن يُسبِّب انسِداد شريانٍ إلى القلب نوبة قلبية.كما يمكن أن تُسبِّب الصمَّات عدوى في المنطقة التي تستقرّ فيها أو تسدّ الأوعية الدموية الصغيرة وتُؤدِّي إلى ضررٍ في الأعضاء أيضًا.وتنطوي الأعضاء التي تتعرَّض إلى الضرر عادةً على الرئتينِ والكُلى والطّحال والدِّماغ.وغالبًا ما تنتقل الصمَّاتُ إلى الجلد ومُؤخرة العين (الشبكيَّة retina) أيضًا،وقد تَحدُثَ مجموعات من القيح (خرَّاجات) في قاعدة صمامات القلب المصابة أو في أي مكان تستقرّ فيه الصمَّات.

وقد تصبح صِمَامات القلب مثقوبةً وتبدأ بالتسريب (تُسبِّبُ القَلَس أو القُصور regurgitation) خلال بضعة أيَّام.وتحدث صدمة عند بعض الأشخاص، وتتوقَّف الكلى وأعضاء أخرى عن العمل (حالة تُسمَّى الصدمة الإنتانيَّة septic shock).يُمكن أن تُضعِف العدوى في الشرايين جدرانَ الشريان، وتُؤدِّي إلى انتباجها أو تمزُّقها،كما يُمكن أن يُشكِّل التمزُّق تهديدًا لحياة المريضِ، خُصوصاً إذا حدثَ في الدِّماغ أو قريبًا من القلبِ.

قد تنطوي الأَعرَاضُ الأخرى لالتهاب الشَّغَاف البكتيري الحاد وتحت الحاد على:

  • قَشعريرة

  • ألم المفاصل

  • شُحوب pallor

  • عُقيدات مؤلمة تحت الجلد

  • تَخليط ذهنيّ

قد تظهر بُقع حمراء صغيرة تشبه النمش على الجلد وفي بياض العينين،وقد تظهر خطوط صغيرة بلون أحمر (تُسمَّى النُّزوف الشظويَّة splinter hemorrhages) تحت أظافر أصابع اليد،وتنجُم هذه البُقع والخُطوط عن صمات صغيرة جدًا انفصلت عن صمامات القلب.قد تُؤدِّي الصمَّات الأكبر إلى ألمٍ في المعِدة أو دمٍ في البول أو ألم أو خَدرٍ في ذِراع أو ساقٍ بالإضافة إلى نوبة قلبيَّة أو سكتة.وقد تحدُثَ نفخات قلبيَّة heart murmurs، أو قد تتغيَّر نفخة قلبية موجودة سابقًا،وَقد يتضخَّم الطحال.

علامات التهاب الشغاف العدوائي
التهاب الشغاف العدوائي (أعراض جلدية)
التهاب الشغاف العدوائي (أعراض جلدية)
يمكن ملاحظة بقع مُحمرّة على راحة الكف وأصابع اليد عند الأشخاص المُصابين بالتهاب الشغاف العدوائي.

© Springer Science+Business Media

التهاب الشغاف العدوائي (أعراض عينية)
التهاب الشغاف العدوائي (أعراض عينية)
يمُكن ملاحظة بُقع مُحمرّة في بياض العين عند الأشخاص المصابين بالتهاب الشغاف العدوائي.

© Springer Science+Business Media

التهاب الشغاف العدوائي (نزوف شظوية)
التهاب الشغاف العدوائي (نزوف شظوية)
يمكن مشاهدة خطوط حمراء تحت أظافر أصابع اليد عند الأشخاص المصابين بالتهابا الشغاف العدوائي.

جرى استخدام الصورة بعد موافقة أصحابها CDC/Dr. Thomas F.Sellers via the Centers for Disease Control and Prevention Public Health Image Library.

قَد يكونَ التِهاب الشغاف في صمام قلبي اصطناعي عَدوى حادَّة أو تحت حادَّة،وبالمقارنة مع العدوى في صمام طبيعي، تكُون العدوى في صمامٍ مُستَبدَل أكثر ميلاً لأن تنتشرَ إلى عضلة القلب عندَ قاعِدة الصِمَام، ويُمكن أن تُضعِف مِن اتِّصال الصِمَام بالقلب؛كما أنَّه من المُحتَمل أن يتأثَّر جِهاز التوصيل الكهربائيّ للقلب، ويُسببُ تباطُؤَ نبض القلب، ممَّا قد يُؤدِّي إلى فقدان مُفاجئ للوعي أو حتى الوفاة.

تشخيص التهاب الشغاف العدوائي

  • تخطيط صدى القلب

  • استنبات الدم

نظرًا إلى أنَّ العديد من الأعراض تكون غامضةً وعامَّةً، قد يُواجه الأطباءُ صُعوبة في التشخيص،ويجري إدخالُ الأشخاص الذين يُشتبه في أنَّ لديهم التهاب الشغاف العدوائيّ الحادّ أو تحت الحاد إلى المستشفى فورًا للتشخيصِ والمُعالجة عادةً.

وقد يشتبه الأطباء في التهاب الشغاف عند الأشخاص الذين يُعانون من حمى ومن دُون مصدرٍ واضِحٍ للعدوى، خُصوصًا إذا كانت لديهم:

  • أعراض مميزة مثل البقع المحمرَّة على أصابيع اليدين أو بياض العينين

  • اضطراب في صِمَام للقلب

  • صَمام قلبي مُستبدل

  • خضعوا مُؤخرًا إلى إجراءاتٍ جراحية أو سنِّية أو طبية مُعيَّنة

  • حقنوا أنفسهم بعقاقير محظورة

تُساعِدُ الإصابة بنفخة قلبيَّة أو التغيُّر في نفخة قلبية موجودة سابقًا على دعم التشخيص أكثر؛

وللمُساعدة على وَضع التَّشخيص، يستخدِمُ الأطباء عادةً تخطيط صَدى القلب ويأخذون عيِّناتٍ من الدَّم لتفحُّصها بحثًا عن وُجود البكتيريا.ويجري عادةً أخذ 3 عيِّنات أو أكثر في أوقاتٍ مُختلفةٍ في نفسِ اليوم.قد تتعرَّف اختبارات الدَّم هذه (استنبات الدم) إلى البكتيريا المُحدَّدة التي تُسبِّب المرض، وإلى أفضل المُضادَّات الحيويَّة التي سَتُستخدم ضدَّها.وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يُعانون من تشوُّهات أو مشاكل في القلب، يقوم الأطباء باختبار للدَّم حول البكتيريا قبل إعطائهم المضادَّات الحيوية.

يُمكن أن يُقدِّمَ تخطيط صدى القلب الذي يَستخدِمُ الأمواج فوق الصوتية صُورًا تُظهِرُ تنبُّتات صِمَام القلب والضرر الذي أصاب القلب.يستخدِمُ الأطباء تخطيط صدى القلب بطريق الصَّدر transthoracic echocardiography عادةً (إجراء يجري فيه وَضع مسبار الأمواج فوق الصوتية على صدر المريض).وإذا لم يُؤدِّ هذا الإجراءُ إلى حُصول الطبيب على معلومات كافية، قد يَخضع الشخص إلى تخطيط صدى القلب عبر المريء transesophageal echocardiography (إجراء يَجرِي فيه تمرير مسبار الأمواج فوق الصوتية عبر الحلق إلى داخل المريء وخلف القلب مُباشرةً).وتخطيط صدى القلب عبر المريء هو أكثر دقة، ويتحرَّى عن الترسُّبات البكتيرية الأصغر، ولكنَّه إجراء باضِع وذُو تكلفة مُرتفعة.

يستخدم الأطباء التصوير المقطعي المُحوسَب في بعض الأحيان عندما لا يحصلون على معلوماتٍ كافية من خلال إجراء تخطيط صدى القلب عبر المريء.قد يُستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) من أجل تشخيص التهاب الشغاف العدوائي لصمامات القلب الاصطناعية وغيرها من الأجهزة الموضوعة في القلب.

في بَعض الأحيان، لايُمكن استنبات البكتيريا من عيِّنات الدَّم،وقد يحتاج استنبات بكتيريا مُعيَّنة إلى تقنيَّات خاصَّة، أو أنَّ الشخص ربما أخذ مُضادَّات حيويَّة لم تُؤدِّ إلى الشفاء من العدوى ولكنها خفَّضت من عدد البكتيريا بحيث أصبحَت غير قابلة للتحرِّي عنها.وهُناك تفسير آخر مُحتَمل ينطوي على أن الشخص ليس لديه التهاب في الشغاف، ولكن لديه اضطراب آخر، مثل ورم في القلب أو التهاب الشغاف غير العدوائي، مما يُسبِّبُ أعراضًا تُشبِهُ إلى حدٍّ كبيرٍ أعراض التهاب الشَّغَاف.

مآل التهاب الشغاف العدوائي

إذا لم تجرِ مُعالجة التهاب الشغاف العدوائيّ، تَبقى حياة المريض مهدَّدة دائمًا،وعندما يحصل الشخصُ على المُعالجة، يستنِدُ خطر الوفاة إلى بعض العوامِل، مثل عُمر الشخص ومدَّة العدوى ووُجود صمام مُستبدل ونوع المُتعضِّي أو المكروب المُسبِّب للعدوى وكمية الضَّرر الذي أصاب صمامات القلب؛ولكن يتمكَّن مُعظمُ الأشخاص من النجاة باستخدام المُعالجة المُكثَّفة بالمُضادَّات الحيويَّة.

الوقاية من التهاب الشغاف العدوائي

كتدبيرٍ وقائي، يُعطَى الأشخاص الذين يُواجِهون زيادةً في خطرِ التهاب الشغاف العدوائيّ مُضادَّات حيويَّة قبل خُضوعهم إلى إجراءات جراحيَّة وسنيَّة وطبيَّة مُعيَّنة،وتنطوي هذه الشريحة على المرضى اذلين يواجهون زيادةً في الخطر على من لديهم:

  • صِمَامات مُستَبدَلة

  • بَعض العيوب الخلقية في القلب

  • قلب مزروع يَحتوي على صمام غير طبيعي

  • حالة سابِقة لالتهاب الشغاف العدوائيّ

ولذلك، يحتاج الجراحون وأطباء الأسنان وغيرهم من مُمارسي الرعاية الصحيَّة إلى معرفة ما إذا كان لدى الشخص مثل عوامل الخطر هذه.ولا يَحتاجُ المرضى الذي لديهم فقط صِمَام غير طبيعي للقلب إلى أخذ المُضادَّات الحيويَّة.

الجدول

علاج التهاب الشغاف العدوائي

  • المضادَّات الحيوية التي تُعطى عن طريق الوريد

  • جِراحة القلب أحيانًا

تتكوَّن المُعالجة من شوطٍ من المُضادَّات الحيوية لأسبُوعين على الأقلّ عادةً، ولغاية 8 أسابيع غالبًا، ويجري أخذ هذه المُضادات الحيوية عَن طريق الوريد وبجرعاتٍ كبيرةٍ.تبدأ المُعالجةُ بالمضادَّات الحيوية في المستشفى في مُعظم الأحيان، ولكن قد يَجرِي الانتهاء منها في المنزل بمُساعدة ممرضِّةٍ منزليَّة.قد يكُون بعض الأشخاص المصابين بأنواع معينة من العدوى قادرين على الانتقال إلى استخدام المضادَّات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم بعد فترة من المُعالجة عبر الوريد.

ولكن، لا تُؤدِّي المضادَّات الحيوية وحدها إلى الشفاء من العدوى دائمًا، خُصوصًا إذا كان الصِمَام هو الذي جَرى استبداله،وينطوي أحدُ الأسباب على أن البكتيريا التي تُسبِّب التهاب الشغاف عند شخص لديه صِمَام مُستبدَل تكونُ مُقاومةً للمُضادَّات الحيويَّة.نظرًا إلى أنَّه يجري استخدام المضادَّات الحيوية قبل جِراحة استبدال صمام القلب للوِقايةِ من العَدوَى، فمن المُحتَمل أن تُصبِح أيَّة بكتيريا تتمكَّن من البقاء من بعد هذه المُعالجة وتُسبِّبُ العدوى مُقاومةً للمضادَّات الحيويَّة.وهُناك سببُ آخر وهو أنَّه من الصعب بشكلٍ عام الشفاء مِن العدوى في مادَّة اصطناعيَّة مزروعة بالمُقارنة مع العدوى في نسيجٍ بشريّ.

وقد تكون هناك حاجة إلى جراحة القلب لإصلاح أو استبدال الصمامات المُتضرِّرة وإزالة التنبُّتات أو تصريف القيح من الخراجات، وذلك إذا كانت المُضادات الحيوية غير فعَّالة أو إذا كان هناك تسرُّب ملحُوظ من الصِمَام (قصور) أو كان هناك عَيب خلقي يصِلُ إحدى حجيرات القلب بأخرى.

عادةً ما تكُون هناك حاجة إلى مُعالجة سنيَّة للتخلُّص من أية مصادر للعدوى بسبب أمراض الفم أو اللثة.كما يقوم الأطباء عادةً بإزالة أية أجهزة (مثل القثاطر) قد تكون مصدرًا للعدوى أيضًا.

قد يستخدم الأطباء سلسلة من فُحوصات تخطيط صدى القلب للتأكد من أن المنطقة المصابة بعدوى في تناقص،كما قد يقومون بتخطيط صدى القلب في نهاية العلاج للحصول على سجل لمظهر صمامات القلب أيضًا، وذلك لأن التهاب الشغاف العدوائي قد يعود.وبسبب خطر عودة الحالة، هناك حاجة إلى رعاية مستمرة للأسنان ونظافة جيِّدة للجلد (لمنع أية بكتيريا من دخول الجسم من خلال القرحات أو الجروح).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID