النِّقرِس

حسبBrian F. Mandell, MD, PhD, Cleveland Clinic Lerner College of Medicine at Case Western Reserve University
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

النقرسُ Gout هو اضطراب تترسَّب فيه بلورات حمض البول أو اليُوريك وتتجمَّع في المَفاصِل بسبب ارتفاع مستوياته في الدَّم (فرط يُوريك الدَّم hyperuricemia).تؤدي تجمُّعات البلورات إلى حدوث نوبات (هجمات) التهابية مؤلمة في المَفاصِل وحولها.

  • يمكن أن يؤدِّي تجمُّع بلُّورات حمض اليُوريك وبشكلٍ متقطع إلى حدوث ألم والتهاب شديدين في المَفصِل أو الأنسجة.

  • يُشخِّص الأطباء النقرس عندما يُعثر على بلورات حمض اليوريك ضمن عينة السائل التي أُخذت من مفصل ملتهب.

  • يُعالج الأطباءُ نوبات النقرس الحاد باستعمال أدوية تُقلل من الالتهاب وتسكن الألم.

  • يحتاج معظم المصابين بالنقرس إلى أخذ أدوية تقلل من مستويات حمض اليوريك في الدم، لمدى الحياة عادةً.

  • مع مرور الوقت، تتراجع ترسُّبات حمض اليوريك، ولا تعاود النوبات الحدوث.

من الشائع حدوث الإصابة بالنقرس بين الرجال أكثر من النساء.يحدث النقرسُ عادةً في منتصف العمر عند الرجال وبعد انقطاع الطمث عند النساء.من النَّادر أن يحدثَ النقرسُ عندَ الشباب، ولكنه يكون أكثرَ شِدَّة غالبًا عند الأشخاص الذين يُصابون به قبل سنِّ الثلاثين.

ينجم النقرس عن ارتفاع مستويات حمض البول في الدَّم، وهي حالة تُسمى فَرط حَمضِ بول الدَّم وغالبًا ما تسري في العائلات.تحدث المستويات المرتفعة من حمض اليوريك في الدَّم عندما يتراجع إطراح الكُلى منها، أو عندما يُنتِج الجسمُ الكثيرَ منها.على الرغم من أن بعض الأطعمة تحتوي على مستوى عالٍ من البيورينات (المركبات الكيميائية التي تُشكِّل حمض اليوريك عند استقلابها)، فإنَّ معظم حمض اليوريك في الدَّم لا يأتي من النظام الغذائي.

تميلُ المستوياتُ الدَّمويَّة لحمض البول إلى الارتفاع أيضًا عند المُصابين بالمُتلازمة الاستقلابيَّة.تتميز هذه المُتلازمة بوجود خصر كبير (بسبب زيادة الدُّهون في البطن) وارتفاع ضغط الدَّم ومقاومة تأثيرات الأنسولين (تُسمي مُقاومة الأنسولين) أو ارتفاع مستويات السكّر في الدَّم ومستويات غير طبيعية من الكوليسترول والدُّهون الأخرى في الدَّم.

أسباب النقرس

حمض اليُوريك هو مُنتَج ثانوي لتفكيك الأحماض النووية (حمض الريبونوكليك RNA) و (حمض الديوكسي ريبونوكلييك DNA) في الخلايا.يكون موجودًا بكميات صغيرة في الدَّم، لأنَّ الجسم يفكك الخلايا باستمرار ويُشكل خلايا جديدة.كما يقوم الجسم بتحويل موادٍ في الأطعمة تُسمَّى البيورينات purines إلى حمض اليوريك بشكلٍ سريع.والبيورينات هي لَبِنات بناء الحمض النووي الريبي RNA والحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين DNA.يجري تخليص الدم من حمض اليوريك بشكلٍ رئيسي من خلال الكُلى، وبدرجة أقل من خلال الجهاز المعدي المعوي.

يحدث الارتفاعُ غير الطبيعي في مستويات حمض اليُوريك في الدَّم بسبب ما يلي:

  • في معظم الأحيان، نتيجة تراجع إطراح حمض اليوريك عبر الكلى أو الجهاز المعدي المعوي

  • في بعض الأحيان، نتيجة استهلاك الكثير من الطعام الغني بالبيورين، مثل المحار أو اللحوم الحمراء و/أو الكحول، وخاصة البيرة

  • في حالات نادرة، نتيجة إنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك

في أغلب الأحيان، يصبح مستوى حمض اليُوريك في الدَّم مرتفعًا بشكلٍ غير طبيعي عندما لا تستطيع الكلى طرحَ ما يكفي منه في البول، حتى وإن كانت الكلى تعمل خلاف ذلك بصورة طبيعية.يُحدَّدُ هذا السبب عن طريق جينات الشَّخص عادةً.قد يؤدي وجود نسبة مرتفعة من حمض اليُوريك في الدَّم إلى تكوين بلورات حمض البول وترسُبها في المَفاصِل وحولها.

تشمل الحالاتُ التي يمكن أن تُضعف قدرة الكلى على طرح حمض اليُوريك أيضًا

يمكن أن يؤدّي استهلاكُ الكثير من الطعام الغني بالبورينات (مثل المحار، واللحوم الحمراء، والكبد، والكلى، وسمك الأنشوجة، والهليون، وشوربة اللحم consommé، وسمك الرنكة، ومرق وحساء اللحم، والفطر، والمحار، والسردين، والخبز الحلو) إلى زيادة مستوى حمض اليُوريك في الدَّم.ولكن اتباعَ نظام غذائي دقيق منخفض البورين يُخفِّض مستوى حمض اليُوريك بمقدار بسيط فقط ونادرًا ما يكون علاجًا كافيًا للأشخاص المصابين بالنقرس.وفي الماضي، وعندما كانت اللحوم والأسماك نادرة، كان داء النقرس يُعدُّ من أمراض الأغنياء.

يمكن أن يؤدي الجمع بين نظام غذائي غني بالبورين والكحول (خاصة البيرة) أو السوائل التي تحتوي على شراب الذرة الغني بالفركتوز إلى تفاقم الأمور، لأنَّه يمكن لجميع هذه المشروبات أن تزيد من إنتاج حمض اليُوريك وتتداخل في طرحه عن طريق الكلى.

ولأسبابٍ غير معروفة، لا يحدث النقرس عند جميع الذين لديهم مستويات مرتفعة بشكل غير طبيعي من حمض اليوريك في الدم.

عواملُ خطر الإصابة بالنِّقرِس

  • البيرة (بما في ذلك البيرة غير الكحولية) والخمور

  • الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على شراب الذرة الغني بالفركتوز

  • بعض الأطعمة الغنية بالبيورين (وخاصة سمك الأنشوجة، والهليون، وحساء الكونسومية، وسمك الرنكة، ومرق وحساء اللحم، والفطر، والمحار، وجميع لحوم الأعضاء، والسردين، والخبز الحلو، واللحوم الحمراء، والدجاج، والمحار، حيث تساهم جميها في زيادة مستويات حمض اليوريك)

  • نقص تناول مشتقَّات الحليب

  • بعض أنواع السرطانات واضطرابات الدَّم (مثل اللمفومة، واللُوكِيميَا، وفَقر الدَّمِ الانحِلالِيّ)

  • بعض الأدوية (مثل المُدرَّات الثيازيديَّة وسيكلوسبورين، وبيرازيناميد، وإيثامبوتول، وحمض النيكوتينيك)

  • التَّسمُّم بالرصاص

  • السُمنة

  • الصدفيَّة

  • المُعالجة الشعاعيَّة

  • العلاج الكيميائي للسرطان

  • داء الكلى المزمن

  • شذوذات مُعيَّنة نادرة للإنزيمات

  • المَخمَصَة (التَّجويع)

تُؤدي المستوياتُ المرتفعة من حمض اليُوريك في الدَّم غالبًا إلى ارتفاع مستوياته في المَفاصِل.وقد تؤدي هذه الحالة بعدَ ذلك إلى تشكيل بلورات حمض اليُوريك في أنسجة المَفصِل وفي السائل الذي داخله، الذي يُسمى السائل الزليلي.

يُصيبُ النقرسُ مَفاصِل القدمين غالبًا، لاسيَّما عند قاعدة إصبع القدم الكبير.يُسمَّى التَّورُّم والألم والاحمرار في إصبع القدم الكبير بسبب النقرس بنقرس إبهام القدم (podagra).كما أن النقرس يُصيبُ مناطق أخرى عادةً، مثل الكاحل، ومُشط القَدَم، والركبة، والمعصم، والمرفق.يميل النقرس إلى أن يحدث في المناطق الأكثر برودة، لأنَّ بلورات حمض اليُوريك تتشكّل بسرعةٍ أكبر في المناطق الباردة أكثر من المناطق الدافئة.وفي حالاتٍ نادرة، يُصيبُ النقرس مفاصلَ الجزء الأكثر دفئًا من الجسم مثل الجزء المركزي من الجسم كالعمود الفقري أو الوركين أو الكتفين.

يمكن أن تحدثَ نوبات شديدة مفاجئة من النقرس تسمى التِهاب المَفصِلِ النِّقرِسِيّ الحَادّ، دون سابق إنذار.وقد يكون سببُ تحريضها:

  • إصابة

  • مرضًا، مثل الالتهاب الرئوي أو حالة عدوى أخرى

  • عملية جراحية

  • يمكن للبَدء بالمعالجة باستعمال أدوية معيّنة (مثل مدرات البول، وألوبورينول allopurinol، و فيبوكسوستات febuxostat، وبروبينسيد probenecid، ونيتروغلسرين nitroglycerin، وخصوصًا النتروغليسرين الذي يُستَعمَل عبر الوريد الذي يحتوي على الكحول) أن يُغير من مستوى حمض اليُوريك في الدَّم بشكلٍ مفاجئ

  • استهلاك كميات كبيرة من الكحول أو من الأطعمة الغنية بالبورين

أعراض النقرس

في أثناء الهجمة، يحدث بشكل نمطي ألمٌ شديدٌ ومفاجئ في واحد أو أكثر من المَفاصِل، خلال الليل غالبًا.ويُصبح الألم متفاقمًا بشكلٍ تدريجيٍّ، وغالبًا ما يكون مبرِّحًا، لاسيَّما عند تحريك المَفصِل أو لمسه.

يُصبح المَفصِل ملتهبًا - يتورَّم ويُصبح دافئًا، وقد يبدو الجلد فوق المَفصِل بلونٍ أحمر أو أرجواني، مشدودًا ولامِعًا.

تتضمَّن الأعراضُ الأخرى للنوبات في بعض الأحيان على

  • الحُمّى

  • تسرع مُعدَّل ضربات القلب (تسرُّع القلب tachycardia)

  • شعور عام بالمرض

  • قشعريرة (في حالاتٍ نادرة جدًا)

تحدث النوبات القليلة الأولى عادةً في مفصلٍ واحدٍ فقط، وتستمر لبضعة أيام وحتى أسبوع.

تزول الأعراض تدريجيًا وتعود وظيفة المفصل، ولا تظهر أيُّ أعراض حتى النَّوبة التالية.ولكنَّ، إذا تفاقم النقرس، فإن النَّوبات غير المعالَجة تميل للاستمرار لمدَّةٍ آطول، والحدوث بشكلٍ متكرِّر، والتأثير في عدَّة مفاصل.يمكن أن يؤدي عدم معالجة النوبات إلى استمرار النَّوبات اللاحقة لمدة تصل إلى 3 أسابيع.

الشخص الذي يعاني من هجمة ولديه حُمَّى تزيد عن 101° فهرنهايت (38.3° درجة مئوية)، أو قشعريرة ارتجافية، أو أيَّة أعراض شديدة أخرى (مثل الوهن، أو التقيؤ، أو الطفح الجلدي، أو أي ضيق في التنفُّس)، فينبغي أن يتصل بالطبيب أو يذهب إلى قسم الطوارئ، لأنَّ هذه الأَعرَاض قد تكون ناجمةً أيضًا عن عدوى المَفصِل أو عن مشكلة مختلفة تمامًا.

وبعدَ تكرُّر النوبات، يُمكن أن يُصبح النقرس شديدًا ومستمرًّا، وقد يؤدي إلى حدوث تشوُّهٍ دائم في المَفصِل.

ومع مرور الوقت، تُصبح حركة المَفصِل مقيدة تدريجيًا بسبب الضرر الناجم عن ترسُّبات بلورات حمض اليُوريك في المَفاصِل والأوتار.

التُّوَف Tophi

تترسّب كتل صلبة من بلورات حمض اليُوريك (التُوَف tophi) أولًا في بطانة المَفصِل (الزليلي synovial) أو الغضروف أو في العظم بالقرب من المَفاصِل، ومن ثَمَّ تحت الجلد حول المَفاصِل.كما يمكن أن تظهرَ التُّوف في الكلى وأعضاءٍ أخُرى وتحت الجلد على الأذنين.وهي تظهرعادةً في أصابع اليدين، واليدين، والقدمين، ووتر أخيل Achilles tendon في مؤخرة أسفل الساق، أو حول المرفقين.

تكون التُّوَف Tophi غيرَ مؤلمة عادةً، ولكن يمكن أن تُصبح ملتهبة ومؤلمة.

وإذا لم تُعالج، يمكن للتُّوف الموجودة في المفاصل أو في محيطها أن تنفجر وتُفرز كُتلًا طباشيرية من بلورات حمض اليُوريك عبر الجلد، وقد تتُسبَّبُ في حدوث تشوُّهات وخشونة في المفاصل في النهاية.

مُضَاعَفاتُ النقرس

قد تتطور حصيات كلوية لدى المصابين بالنقرس (تَحَصّ بَولِيّ) مكوَّنة من الكالسيوم وأحيانًا حمض اليُوريك.يمكن أن تُغلقَ الحَصيَاتُ السَّبيل البوليَّ مُسبِّبةً ألمًا مُبرِّحًا، ويؤدي إهمال علاجها إلى حدوث عدوى وتضرُّر الكلى.

عندَ المُصابين بالنقرس وكذلك باضطرابٍ آخر يُلحِقُ الضَّرر بالكلى (مثل داء السكّري أو ارتفاع ضغط الدَّم)، يَحُدُّ الضَّعف الشديد في وظائف الكلى من طرح حمض اليُوريك، ويجعل النقرس وأضراره المَفصِلية تتفاقم بشكلٍ تدريجي.

يزيد النقرس المترافق بالضرر المفصلي المزمن من خطر الإصابة بخشونة العظام (الفُصال العظمي).

ومن الشَّائع حدوثُ داء الشريان التَّاجي والمتلازمة الاستقلابيَّة عند الأشخاص المُصابينَ بالنقرس.

تشخيص النقرس

  • الفحص المجهري لسائل المَفصِل للتحري عن بلورات حمض اليوريك

  • في بعض الأحيان يُجرى التصويرُ بالأشعَّة السِّينية أو بتَخطيطُ الصَّدَى أو التصوير المقطعي المحوسب الخاص

يشتبه الأطباءُ بالنقرس اعتمادًا على أعراضه المُميَّزة وفحص المَفاصِل المُتضرِّرة.تساعد العواملُ التالية على وضع تَّشخيص النقرس:

  • نِقرِسُ إِبهَامِ القَدَم Podagra (تورّم مفاجئ وألم واحمرار إصبع القدم الكبير)

  • التهاب مُشط القَدَم المتكرر

  • تاريخ من النَّوبات السابقة التي بدأت فجأة وزالت تلقائيًّا

يكون عندَ الكثير من المُصابين بالنقرس مستوى مرتفع من حمض اليُوريك في الدَّم؛ولكن، قد يكون مستوى حمض اليُوريك طبيعيًّا، لاسيَّما خلال الهجمة الحادَّة.تكون مستويات حمض اليوريك في الدم مرتفعة لدى الكثير من الأشخاص، ولكنهم لا يعانون من أعراض النقرس، وبالتالي فإن الاختبار الدموي بمفرده غير كافٍ لوضع التشخيص.

يجري تأكيدُ تشخيص النقرس عادةً عند كشف بلورات حمض اليُوريك في عينة من التوفَة أو في سائل المَفصِل المسحوب بواسطة إبرة (رشف المَفصِل)، حيث تُشاهَدُ تحت مُجهِرٍ خاص ذي ضَوءٍ مُستَقطَب.

يمكن أن تُظهِرَ صور الأشعَّة السِّينية الضَّرر الذي لحقَ بالمَفاصِل ووجود التوف.كما قد يقوم الأطباء بإجراء تصوير بتخطيط الصَّدى أو التصوير المقطعي المحوسب الخاص لواحد أو أكثر من المفاصل المصابة للتَّحرِّي عن ترسُّبات حمض اليُوريك.

قد يُشبه النقرس الأنواع الأخرى من التهاب المَفاصِل، وقد يجري تشخيصه بشكل خاطئ أحيانًا.

مآل النقرس

يساعد تشخيص النقرس المبكر، والعلاج المستمر لمدى الحياة على أن يعيش معظم الأشخاص حياةً طبيعيَّة.بالنسبة لكثيرٍ من الأشخاص الذين يعانون من حالة متقدِّمة من المرض، يمكن أن يؤدي الانخفاض الكبير في مستويات حمض اليُوريك في الدَّم إلى انصارف التُّوف وتحسين وظيفة المفصل.

يكون النقرس أكثر شدّة عادةً عند الأشخاص الذين تظهر أعراضهم الأولية قبل سن 30 عامًا.ربما تُسهم المُتلازمة الاستقلابيَّة ومرض الشِّريان التاجي في حدوث وفاة مبكرة عندَ المصابين بالنقرس.

لا يتحسَّن بعضُ الأشخاص بشكلٍ كافٍ رغم معالجتهم.يمكن أن تشتملَ الأَسبَاب على الفشل في استعمال الأدوية وفقًا للوصفة الطبية، واستعمال جرعةٍ قليلة جدًا من الدواء، والإصابة باضطراب استعمال الكحول.

علاج النقرس

  • استخدام الأدوية لتخفيف شدَّة الألم والورم النَّاجمين عن الالتهاب

  • الراحة، وتثبيت حركة المَفصِل المؤلم باستخدام جبيرة، وتطبيق الثلج

  • تغييرات في النظام الغذائي وإنقاص الوزن لخفض مستويات حمض اليُوريك والمساعدة لتفادي حدوث المزيد من النوبات

  • استعمال الأدوية التي تمنع حدوث النوبات من خلال الوقاية من حدوث الالتهاب الناجم عن البلورات

  • الأدوية التي تُخفِّض مستويات حمض اليوريك وتحلّ البلورات (الطريقة الأكثر فعَّالية لعلاج النقرس والتخلص من الهجمات، ولكنها تستغرق وقتًا لحلّ جميع الترسبات)

توجد ثلاثة أهداف لمعالجة النقرس:

  • تسكين آلام النوبات الحادة

  • منع حدوث المزيد من النوبات

  • السيطرة على النقرس على المدى الطويل لمنع ترسب حمض اليوريك في الأنسجة والتخلص من المخزون الفائض من حمض اليوريك في الجسم عن طريق خفض مستويات حمض اليوريك في الدم.

تخفيفُ شدَّة نوبات النِّقرس الحادَّة

يكون استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة فعَّالًا غالبًا في تخفيف شدَّة ألم المَفصِل وتورُّمه في أثناء نوبة النقرس.قد يكون من الضروري في بعض الأحيان استعمال مسكنات ألم إضافية لضبط الألم.

ينبغي أن يستمرَّ العلاج باستعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية عدةَ أيام بعدَ زوال الألم والالتهاب للوقاية من ظهورهما مَرَّةً أخرى (حالة تسمى الانتكاس).ترتبط مخاوف استخدام هذه الأدوية بتهيُّج المعدة، والتفاعلات مع المميعات الدموية، والانخفاض المؤقَّت في وظائف الكلى.

يُعدُّ الكولشيسين العلاجَ التقليدي، ولكنه لم يَعُد العلاجَ الأكثر شيوعًا كخطوة علاجيَّة أولى للنوبة.عند بعض الأشخاص، يبدأ ألم المَفصِل بالزوال بعد 12-24 ساعة من المعالجة باستعمال الكولشيسين، ويزول أحيانًا في غضون 3-7 أيام.يُستَعملُ دواء كولشيسين على شكل حبَّتين عادةً في أقرب وقتٍ ممكن بعد بدء ظهور أعراض النوبة.ويجري أخذ حبة ثالثة بعد ذلك بساعة واحدة.يستمرّ هذا العلاج في اليوم التالي من خلال أخذ حبة واحدة يوميًا أو مرتين يوميًا لمدة 7-10 أيام.يمكن للكولشيسين أن يُسبب الإسهال وفي حالات نادرة انخفاض تعداد كريات الم.

في بعض الأحيان تُستعمل الستيرويدات القشريَّة، مثل بريدنيزون، للحدِّ من شِدَّة التهاب المَفصِل (بما في ذلك التَّورُّم) في بعض الأحيان عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل الأدوية الأخرى.

وإذا اقتصرت الإصابة على مفصلٍ أو مفصلين، يمكن حقن أحد الستيرويدات القشريَّة، مثل تيبيوتات البردنيزولون بالإضافة إلى حقن مخدر في المفصل الملتهب.

وكما هي الحال عندَ العلاج بمضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة والكولشيسين، ينبغي الاستمرار في الاستعمال الفموي لهذه المُضادَّات لبضعة أيام بعد أن تتوقف الهجمات بشكلٍ كامل لمنع حدوث انتكاس.

وتُستَعمل توليفاتٌ من هذه الأدوية في بعض الأحيان.

وإذا كان الأشخاص لا يتحمَّلونَ استعمال الستيرويدات القشريَّة، أو الكولشيسين colchicine، أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة، فيمكنهم استعمال أدوية خاصة تُثبِّط الجهاز المناعي والجهاز الالتهابي (مثل الحقن اليومية لعقار آناكينارا anakinra).

عند وجود مشاكل كامنة، مثل مرض الكلى المزمن أو داء القرحة الهضميَّة أو إذا كان الشخص يستعمل أدوية معينة (مثل الأدوية المضادة للتخثر)، فقد لا تُستعمل بعض العلاجات الاعتيادية للنقرس أو قد يتطلب الأمر تعديلها.

بالإضافة إلى الأدوية، يمكن استخدام الراحة، والتثبيت باستخدام جبيرة، وتطبيق الثلج لخفض شدَّة الألم.

الوقايَة من المزيد من نوبات النِّقرِس

قد يكون من الضروري استعمال أدوية المُعالجة اليومية الوقائية عند الذين يُعانون من نوبات متكررِّة وشديدة.يمكن استعمالُ الكولشيسين يوميًا للوقاية من حدوث نوبات أو للحدِّ من تكرارها بشكلٍ كبير.كما يُمكن للاستعمال اليومي لمضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية أن يُوفِّرَ الوقاية من حدوث نوبات.تساعد هذه الأدوية على منع البلّورات من التَّسبُّب في الالتهاب الذي يؤدي إلى النوبات.إلَّا أنَّ استعمال الكولشيسين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد يؤدي إلى ظهور بعض الآثار الجانبية ولا يقي من الترسبات المفرطة لحمض اليوريك في داخل وحول المفاصل.

على الرغم من أن الدواء مطلوب بشكل دائم تقريبًا، يمكن للتدابير التالية أن تساعد على الوقاية من المزيد من هجمات النقرس:

  • تجنّب المشروبات الكحولية (مثل البيرة والمشروبات الكحولية) والبيرة غير الكحولية

  • تناول كميات أصغر من الأطعمة الغنية بالبورين

  • استبدال مشتقَّات الألبان قليلة الدَّسم بأغذية أخرى

  • إنقاص الوَزن

  • تغيير الأدوية التي تسبّب ارتفاع مستويات حمض اليُوريك في الدَّم

يكون لدى معظمُ المُصابينَ بالنقرس الأوَّلي زيادة في الوزن.ومع خسارتهم للوزن تدريجيًا، غالبًا ما تنخفض المستويات الدموية لحمض اليوريك، ولكنها لا تكون كافية لحل ترسبات حمض اليوريك.

يمكن أن يتعرَّض المُصابونَ بالنقرس، الذين يستعملون مُدِرًّا للبول لعلاج ارتفاع ضغط الدَّم، إلى نوبات أقلّ إذا استعملوا لوسارتان losartan أو دواء مشابهًا بدلاً من مدر للبول للسيطرة على ضغط الدَّم؛إلَّا أنَّ الوقاية من النَّوبات من خلال الانتقال من مدرٍ للبول إلى اللوسارتان أو دواء آخر لعلاج ارتفاع ضغط الدم لا يمنع أو يشفى من الضرر الموجود في المَفصِل النَّاجم عن بلورات حمض البول، لأنَّ البلورات لا تزال في المَفاصِل بين نوبات النقرس.كما قد يكون لهذه الأدوية البديلة تأثيراتٌ جانبيََّّة.والأهم من ذلك، قد تكون مدرات البول ضرورية لضبط ضغط الدَّم والوقاية من السكتات الدماغية أو النوبات القلبية.

خفضُ مستويات حمض اليُوريك في الدَّم

يُؤدي ارتفاعُ مستوى حمض اليُوريك في الدَّم إلى حدوث مشاكل عند المُصابينَ بالنقرس، وقد يزيدُ من خطر الإصابة بأمراض الكلى عند غير المصابين به.يُساعد خفضُ مستوى حمض اليُوريك في الدَّم على إذابة ترسُّباته في الأنسجة ويمنع حدوث الهجمات بمرور الوقت.

يشتمل المصابون بالنقرس، الذين يحتاجونَ بشكلٍ خاصٍ إلى خفض مستوى حمض اليُوريك في دمهم، على أولئك الذين يُعانون ممَّا يلي:

  • نوبات متكرّرة وشديدة (أكثر من نوبتين سنويًّا) أو استمرار الحاجة لاستعمال الكولشيسين، أو أحد مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة، أو كليهما

  • التوف Tophi الذي يُعثر عليه عند الفحص

  • حصيات حمض اليُوريك الكلويَّة

  • الحالات التي تُعقد من استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية أو الستيرويدات القشريَّة (مثل مرض القرحة الهضميَّة، والسكري، والعلاج بمضادات التخثر (مميعات الدم)، وداء الكلى المزمن).

يجب أن يعرفَ الأشخاصُ الذين يستعملون أدوية لخفض مستوى حمض البول في الدَّم مستواه عندهم، مثلما ينبغي أن يعرف المُصابون بارتفاع ضغط الدَّم قيمة ضغط الدَّم عندهم.الهدفُ من العلاج الدوائي هو خفض المستوى إلى أقلّ من 6 ميليغرامات لكل في 100 مل من الدَّم (0.4 ميلي مول في اللتر).تؤدي المحافظة على مستوى أقل من 6 [0.4] إلى توقُّف ترسُّب حمض اليُوريك في المَفاصِل وفي الأنسجة الرخوة، وسوف تنحلُّ التَّرسُّبات الموجودة في النهاية، على الرغم من أنه قد يستغرق بضع سنين.تنكمش معظم التوف الموجودة على الأذنين أو اليدين أو القدمين ببطء عندما يُحافظ على مستوى حمض اليُوريك عند حدود أقل من 6 ميليغرامات لكل 100 مل (0.4 ميلي مول في اللتر).

يمكن للأدوية خفض مستويات حمض اليُوريك في الدَّم من خلال خفض إنتاج الجسم له أو زيادة طرحه في البول.كلما انخفض مستوى حمض اليوريك في الدَّم، كلما ازدادت سرعة انحلال الرواسب.عندما تبدأ الرواسب بالانحلال (تتحرك)، فقد تتحرر بلورات وتسبب نوبات تحريك (mobilization flares).تُعدُّ هذه الهجمات علامةً على أنَّ الأدوية فعَّالة وبالتالي لا ينبغي إيقافها.قد تُستخدم هذه الأدوية لفترة طويلة أو مدى الحياة.

يُستَعملُ الألّوبورينول غالبًا لخفض مستوى حمض اليوريك في الدَّم؛حيث يمنع هذا الدواء إنتاجه في الجسم.ولكن، يمكن للألوبورينول أن يُزعج المعدة، ويمكنه أن يُسبِّبَ طفحًا جلديًا في بعض الأحيان، وأن يُخفِّض عدد كُريات الدَّم البيض أو أن يُلحق الضَّرر بالكبد أو يُسبِّبَ التهابًا في الأوعية الدَّمويَّة.يمكن للألوبورينول، شأنه شأن جميع الأدوية الخافضة لحمض اليوريك، أن يُحفِّزَ حدوث نوبات حادَّة عند بداية استعماله (هجمة تحريك).نتيجةً لإمكانيَّة قيام جرعة منخفضة من الكولشيسين أو من مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة بالحَدِّ من هذا الخطر، فإنَّه يجري عادةً استعمال أحد هذه الأدوية مع بداية استعمال الألّوبيورينول (أو فيبوكسوستات) ويستمرُّ لحوالى 6 أشهر أو لفترة أطول إذا استمرت النوبات أو كانت التوف موجودة.

فيبوكسوستات هو دواء آخر يُخفضِّ مستويات حمض اليُوريك في الدّم.ويكون مفيدًا بشكل خاص عند المرضى الذين لا يستطيعون استعمال الألّوبورينول أو الذين لم يستفيدوا من استعماله.وكما هي الحال مع الألوبورينول، يمكن أن تحدث النوبات مع بداية انخفاض مستوى حمض اليُوريك في الدَّم.

بيغلوتيكاز هو دواء متخصص يُستخدم لخفض المستويات الدموية لحمض البول بشكل كبير عند المصابين بالنقرس.يُستَعملُ عن طريق التسريب الوريدي كل أسبوعين، ويستعمل بشكلٍ رئيسيٍّ عندَ الذين يعانون من النقرس الذي لم يُعالَج بنجاح بالعلاجات الأخرى.ينبغي عدم استعمال بيغلوتيكاز بالتَّزامن مع أدوية أخرى خافضة لمستويات حمض اليُوريك في الدَّم.إذا استجاب الأشخاص لبيغلوتيكاز، فقد تبدأ الترسبات بالانحلال سريعًا، بما في ذلك التوف، وتصبح أقل وضوحًا على مدى أشهر.إلَّا أنَّ الكثير من الأشخاص تتطور لديهم أجسام مُضادَّة تمنع هذا الدواء من الاستمرار في العمل.قد يُعطي الأطباءُ الأدوية الكابتة للمناعة للوقاية من حدوث ذلك.

كما يمكن استعمال الأدوية المُحَفِّزُة لبِيلَةِ حَمضِ اليُوريك Uricosuric (الأدوية التي تزيد طرح حمض اليُوريك في البول) لخفض مستوياته في الدَّم عند الذين تكون الكلى سليمة لديهم.يُستَعمل بروبنيسيد، وهو دواء محفز لبيلة حمض اليوريك (uricosuric drug)، مرتين يوميًّا وقد يُستعمل مع ألّوبيورينول allopurinol أو فيبوكسوستات febuxostat.

يمكن للأسبرين أن يثبط تأثيرات بروبنيسيد، ولكن ينبغي الاستمرار بالجرعات المنخفضة التي تحمي القلب (81 ميليغرامًا يوميًّا)، لأنَّ مرض الشِّريان التاجي يشكل خطرًا معتبرًا عند المُصابين بالنقرس.قد تزيد الجرعات المنخفضة من الأسبرين بدرجة قليلة جدًا من مستويات حمض اليُوريك في الدَّم (فرط يُوريك الدَّم)، ولكن ذلك لا يُعد مشكلة عمومًا.وبالمثل، يمكن لهيدروكلوروثيازيد أن يزيد بشكل طفيف من مستوى حمض اليوريك في الدم، ولكن إذا كان فعالاً في خفض ضغط الدم فينبغي الاستمرار باستعماله بشكلٍ عام في حين تُستخدم أدوية أخرى لخفض مستوى حمض اليوريك في الدم.

يُؤدِّي استعمال دواء لوسارتان الخافض لضغط الدَّم ودواء فينوفيبرات الخافض للشحوم الثلاثيَّة إلى طرح حمض اليُوريك في البول.يمكن لهذه الأدوية أن تخفض مستوى حمض اليُوريك بشكل طفيف عند الذين يستعملونها لأسبابٍ أخرى.

نوبات التحريك

يمكن لأيِّ معالجة تُخفِّض مستويات حمض اليُوريك في الدَّم أن تحفِّز حدوث نوبة حادَّة (هجمة تحريك mobilization flare-up).ومن المرجَّح أن تبدأ نوبات التَّحريك بشكلٍ خاصٍ بعد بَدء استعمال الدواء الذي يُخفض مستويات حمض اليوريك في الدم مباشرةً.قد تكون نوبة التحريك علامة على أنَّ الدواء يعمل بشكلٍ جيدٍ لخفض مستويات حمض اليُوريك.

يجب على الأشخاص خلال نوبة التَّحريك الاستمرار في استعمال الأدوية التي تُنقصُ مستوى حمض اليُوريك.

يمكن استعمال جرعة منخفضة من الكولشيسين أو من مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة NSAID لبضعة أشهر بعد البدء باستخدام الدواء لخفض مستوى حمض اليوريك والمساعدة على الوقاية من نوبات التحريك.

الجدول
quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID