المُعالجة الشعاعيَّة للسرطان

حسبRobert Peter Gale, MD, PhD, DSC(hc), Imperial College London
تمت مراجعته صفر 1444

الإشعاعُ هو أحد أشكال الطاقة الشديدة المتولِّدة عن مادة مشعة، مثل الكوبالت، أو من خلال معدّات متخصصة، مثل مُسَرِّع الجُّسيمات الذرية (الخَطِّيَّة).

يُدمِّر الإشعاعُ بشكلٍ تفضيليٍّ الخلايا التي تنقسم بسرعة والخلايا التي تواجه صعوبة في إصلاح حمضها النووي الوراثي.تنقسم الخلايا السرطانية أكثر من الخلايا الطبيعية في كثير من الأحيان، ولا يمكن إصلاحُ الأضرار التي تلحق بها غالبًا نتيجة الإشعاع.وبذلك، تكون الخلايا السَّرطانيَّة أكثرُ عُرضةً للتَّدمير بواسطة الإشعاع من الخلايا الخلايا الطبيعيَّة.ومع ذلك، تختلف الخلايا السرطانية في سهولة تدميرها بالإشعاع؛حيث تكون بعض الخلايا شديدة المقاومة، ولا يمكن معالجتها بفعالية بواسطة الإشعاع.

(انظر أيضًا مبادئ معالجة السرطان).

أنواعُ المُعالجة الشعاعيَّة

الشكل الأكثر شيوعًا للعلاج الإشعاعي المُستخدَم في مُعالَجَة السَّرَطان

  • التشعيع بحزمة خارجية

وهناك شكل آخر من المُعالجةُ الشعاعيَّة هو

  • التشعيع الداخلي Internal radiation

كما يمكن أيضًا ربط مواد مشعة ببروتينات تسمى الأجسام المُضادَّة أحادية النسيلة monoclonal antibodies، وهي تقوم بالتَّحرِّي عن الخلايا السرطانية وتلتصق بها.تتركّز المادةُ المشعة المرتبطة بالجسم المضاد عندَ الخلايا السرطانية وتُدَمِّرها.

المُعالجة الشعاعيَّة الخارجية

في المُعالجة الشعاعيَّة، توجه حزمةٌ من الأشعة غاما أو الأشعَّة السِّينية، أو جسيمات ألفا، أو الإلكترونات نحو السرطانَ.الجراحة الشعاعية Radiosurgery هي أحد أنواع المُعالجَة الشعاعيَّة التي تُستخدَم فيها أشعَّة مُركَّزة جدًّا.

يوجد عددٌ من أنواع للعلاج الإشعاعي بالحزمة الخارجية.

  • ويُسمَّى هذا الأسلوبُ المُعالجَةَ الشعاعيَّة المُكيَّفة ثلاثيَّة الأبعاد three-dimensional conformal radiation therapy.

  • المُعالجة الشعاعيَّة ذات الشدّة المُعدّلة Intensity-modulated radiation therapy (IMRT)

  • المُعالجة الشعاعيَّة الموجّهة بالصورة Image-guided radiation therapy (IGRT)

  • المُعالجة المقطعية Tomotherapy

  • الجراحة الشعاعية التجسيميّة

  • المُعالجة الشعاعيَّة التجسيميَّة للجسم stereotactic body therapy

  • إشعاع حزمة البروتون Proton beam radiation

  • المُعالجة الشعاعيَّة بحزمة إلكترونيَّة Electron beam radiation therapy

تتركَّز جميعُ أنواع التشعيع الخارجيَّة على منطقة أو عضو مُعيَّن في الجسم المحتوي على السرطان.لتجنّب تعرّض الأنسجة الطبيعية بشكل مفرط، يُستخدَم عدد من مسارات الحزم، وتجري حماية الأنسجة المحيطة قدرَ الإمكان.

تسمح المُعالجة الشعاعيَّة المُطابِقة ثلاثية الأبعاد للأطباء بتطبيق حزمة شعاعية دقيقة يمكن تشكيلها على محيط الورم.

تستخدم المُعالجَة الشعاعيَّة المُعدَّلة بالشِدَّة عددًا من الأجهزة لتشكيل الحزمة الشعاعية، وتطبيق جرعة من الإشعاع.ونظرًا إلى أنَّ الكثيرَ من الأجهزة تُشكِّلُ حزمة الإشعاع ، يمكن للأطباء ضبط كمية الإشعاع التي تصل إلى مناطق محددة من الورم بشكل أكثر دقة ، مما يسمح بمزيد من الحماية للنسيج السليم القريب.

في المُعالجة الشعاعيَّة الموجّهة بالصورة، تُجرى دراسات تصويرية، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، خلال هذه المعالجة.تسمح هذه الصورُ للأطباء باكتشاف التغيّرات في حجم أو موضع الورم في أثناء العلاج، كما تسمح لهم بتعديل وضعية الشخص أو الجرعة الإشعاعية في أثناء العلاج.

المُعالجة المقطعية Tomotherapy هي توليفة من العلاج الموجَّه بالصور والمُعالجة الشعاعيَّة ذات الشدّة المُعدّلة IMRT.تستَعملُ المُعالجة المقطعية من خلال جهازٍ يجمع بين جهاز التصوير المقطعي المحوسب CT والمُعجِّل الخطيّ linear accelerator.يمكن لهذه الآلة الحصول على صور مفصلة للغاية للورم عند الشخص، مما يسمح باستهداف حزمة الإشعاع بشكل دقيق جدًا.

تُستخدَم الجراحة الشعاعية التجسيميّة لتطبيق جرعات عالية جدًا من الأشعة على الأورام الصغيرة جدًا.ويمكن استخدامها فقط في الأورام الصغيرة التي تكون حوافها واضحة جدًا، لذلك غالبًا ما تستخدم للأورام في الدماغ والحبل الشوكي.تتطلب الجراحة الإشعاعية التجسيمية أن يكونَ الشخص في وضعية دقيقة جدًا في أثناء العلاج، لذلك يجري استخدام إطارات خاصة للرأس وأجهزة توضيع أخرى.

تستخدم المُعالجة الشعاعيَّة اللمسيَّة التجسيميَّة stereotactic body therapy مناطق معالجة أصغر (مجالات الإشعاع) وجرعات أعلى من المُعالجَة الشعاعيَّة مقارنة بالمُعالجة الشعاعيَّة المُكيّفة ثلاثية الأبعاد.وهي تُستخدَم لمُعالجة الأورام الصغيرة التي تتوضع خارج الدماغ والحبل الشوكي.

يُعالج التشعيع بحزمة بروتونية، الذي يمكن أن يركّز على منطقة محددة جدًا، بشكلٍ فعَّالٍ بعضَ أنواع السرطان في المناطق التي يكون فيها تضرُّر الأنسجة الطبيعية مصدرَ قلقٍ شديد، مثل العين، أو الدماغ، أو البروستات، أو الحبل الشوكي.

المُعالجَة الشعاعيَّة الإلكترونية يستخدم لعلاج الأورام القريبة من سطح الجسم مثل سرطانات الجلد.

يختلف اختيارُ التقنيَّة أو الطريقة غالبًا باختلاف موضع الورم.

يُستَعملُ العلاجُ الإشعاعي بحزمة خارجية على شكل سلسلة من الجرعات المُقسَّمة بالتساوي، خلال فترة طويلة من الزمن.يزيد استعمالُ هذه الطريقة من التَّأثيرات المميتة للإشعاع على الخلايا السرطانية، مع خفض التأثيرات السامّة في الخلايا الطبيعية.تنقص التأثيراتُ السامة لأنَّه يمكن للخلايا الطبيعية إصلاح نفسها بسرعة بين الجرعات، في حين تعجز الخلايا السرطانية عن إصلاح نفسها.يتلقَّى الشخص جرعاتٍ يوميَّةً من الإشعاع خلال فترة تمتدُّ من 6-8 أسابيع عادةً.لضمان معالجة المنطقة نفسها في كلِّ مرَّة، يُوضَّع الشخص بشكلٍ دقيقٍ باستخدام قوالب رغويَّة أو أجهزة أخرى.

التشعيع الداخلي Internal radiation

وفي استراتيجيات المُعالجَة الشعاعيَّة الأخرى، يمكن حقن مادة مشعة في الوريد تنتقل إلى السرطان (مثل اليود المُشِع الذي يستخدم في مُعالَجَة سرطان الغُدَّة الدرقية).في بعض الأحيان، تُلصَق المادَّة المُشعَّة بآفة أضداد وحيدة النسيلة (جسم مضاد يجري تصنيعه في المختبر) وهو مصمم للارتباط بالخلايا السرطانية مباشرةً.وفي تقنية أخرى، قد يبتلع الأشخاص المادة المشعة.

تستخدم المعالجة الكَثبيَّة brachytherapy كريات صغيرة (بذور) من المواد المشعة تُوضَع مباشرة على السرطان (مثل، البالَّاديوم المُشِع المستخدَم في سرطان البروستات).توفِّر هذه الغرساتُ إشعاعًا شديدًا للسرطان مع وصول كميَّة زهيدة منه إلى الأنسجة المحيطة.تحتوي الزَّرعات على مواد مُشِعَّة قصيرة العمر، يتوقَّف انبعاث الإشعاع منها بعد فترةٍ من الزمن.

استخداماتُ المُعالجة الشعاعيَّة

تمارس المُعالجَة الشعاعيَّة دورًا رئيسيًا في معالجة الكثير من السَّرطانات، بما في ذلك لِمفومَةُ هُودجكين والمرحلة المُبكِّرة من اللِمفُومة اللَاهودجكينيَّة وسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والعنق والوَرَم المَنَوِيّ (سرطان الخصية) وسرطان البروستات والمراحل المبكرة من سرطان الثدي وبعض الأشكال من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة والوَرَم الأَرومِي النُّخاعِيّ (ورم الدِّماغ أو الحبل الشوكي).بالنسبة للمرحلة المبكِّرة من سرطانات الرُّغامى (الحنجرة) والبروستات، يكون مُعدَّل الشفاء من هذه الحالات متساويًّا عندَ استعمال المُعالجَة الشعاعيَّة أو الجراحة.وفي بعض الأحيان، يجري الجمعُ بين المُعالجَة الشعاعيَّة وأشكال العلاج الأخرى.يؤدي استعمالُ أنواع معينة من عقاقير المُعالجة الكِيميائيَّة، مثل سيسبلاتين، إلى تعزيز فعالية المُعالجة الشعاعيَّة؛ ويمكن إعطاء هذه العقاقير مع المُعالجَات الشعاعية.

يمكن أن تقلَلَ المُعالجةُ الشعاعيَّة من الأعراض عندما يكون الشفاء غير ممكن، كما هي الحال في النقائل العظمية في الورم النِّقوي المتعدِّد والأورام المؤلمة عند الأشخاص المُصابين بسرطان مُتقدِّم في الرئة والمريء والرأس والعنق والمعدة.يمكن للمُعالجة الشعاعيَّة أن تُخفِّفَ الأَعرَاض الناجمة عن انتقال السرطان إلى العظام أو الدماغ من خلال تسبُّبها في حدوث انكماشٍ مؤقَّت في الأورام.

التأثيراتُ الجانبية للمعالجة الشعاعيَّة

يمكن للإشعاع أن يُلحقَ الضَّرر بالأنسجة الطبيعيَّة المجاورة للورم.تختلف شدَّة الآثار الجانبيَّة باختلاف مساحة المنطقة التي تتعرَّض للمعالجة الشعاعيَّة، وقوَّة الجرعة المُستَعمَلة، ومدى قُرب الورم من الأنسجة الحسَّاسة.الأنسجة الحسّاسة هي تلك التي تنقسم فيها الخلايا بسرعة عادةً، مثل الجلد ونقي العظام وبُصيلات الشعر وبطانة الفم والمريء والأمعاء.كما يمكن للإشعاع أن يُلحِق الضَّرر بالمَبيضين أو بالخُصيَتين.يحاول الأطباءُ استعمال المعالجة الشعاعيَّة بشكلٍ دقيق تفاديًا لإلحاق الضرر بالخلايا الطبيعيَّة.

تعتمد الآثارُ الجانبية على المنطقة التي تتلقَّى الإشعاع، وقد تشتمل على:

  • التَّعَب

  • قرحات الفم

  • مشاكل الجلد (مثل الاحمرار والحكَّة والتقشُّر)

  • البلع المؤلم

  • التهاب الرئة (الالتهاب الرئوي)

  • التهاب الكبد

  • مشاكل في الجهاز الهضمي (مثل الغثيان ونَقص الشَّهية والقَيْء والإسهال)

  • المشاكل البولية (مثل زيادة التواتر والحرقة في أثناء التَّبوُّل)

  • كما قد يحدث انخفاضٌ في تراكيز خلايا الدَّم، ممَّا يؤدِّي إلى الإصابة بفقر الدَّم (الذي يُسبِّبُ التعبَ والضعف) وسهولة التَّكدُّم أو النَّزف وخطر الإصابة بحالات عدوى.

يؤدي استعمالُ الأشعَّة في معالجة سرطانات الرأس والعنق غالبًا إلى إلحاق الضَّرر بالجلد المغطي لتلك المنطقة، بالإضافة إلى بطانة الفم والحلق.يحاول الأطباءُ تحديدَ هذه الأَعرَاض ومعالجتها في أقرب وقت ممكن حتى يظل الشخص مرتاحًا للاستمرار في تلقِّي العلاج؛فمثلًا، يمكن استعمالُ مجموعة متنوعة من الأدوية التي تعمل على خفض شدَّة الإسهال الناجم عن المُعالجَة الشعاعيَّة للبطن.

قد تزيد المُعالجة الشعاعيَّة من خطر الإصابة بسرطانات أخرى بعد سنوات من مُعالَجَة السرطان الأوَّلي.ويختلف الخطرُ باختلاف عمر الشخص عند معالجته، و باختلاف الجزء من الجسم المُتعرِّض للإشعاع.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID