اختبارات الاضطرابات العضليَّة الهيكليَّة

حسبAlexandra Villa-Forte, MD, MPH, Cleveland Clinic
تمت مراجعته شوّال 1443

يمكن للطبيب في كثيرٍ من الأحيان وضع تشخيص الاضطراب العَضَلِي الهَيكلِيّ بناءً على التاريخ الطبي، ونتائج الفَحص السَّريري.يكون من الضروري في بعض الأحيان إجراء فحوص مخبريَّة، أو اختبارات التصوير، أو الإجراءات التشخيصيَّة الأُخرى لمساعدة الطبيب على وضع التَّشخيص أو تأكيده.

الاختباراتُ المعمليَّة

اختبار مختبري

تكون الفحوصُ المخبريَّة مفيدةً غالبًا في وضع تشخيص الاضطرابات العَضَلِيٌّة الهَيكلِيّة؛فعلى سبيل المثال، سُرعَة تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر ESR هي اختبار يقيس السرعة التي تترسَّب بها خلايا الدم الحمراء في قاع أنبوب اختبار يحتوي على الدَّم.تزداد سرعةُ تثفّل الكريات الحمر في حال وجود الالتهاب.ولكن، بسبب حدوث الالتهاب في الكثير من الحالات، فإنَّ الاقتصار على إجراء فحص سُرعَة تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر ESR لا يؤكّد تشخيصَ المرض.

كما يمكن إجراءُ فحص مستوى كيناز الكرياتِين creatine kinase (وهو إنزيم عضلي طبيعي يتسرَّب ومن ثم يتحرَّر في مجرى الدَّم عند تضرُّر العضلات).تزداد مستوياتُ كيناز الكرياتِين عندَ وجود تخريب مستمرّ للعضلات على نطاق واسع.

وفي حالة التهاب المَفاصِل الروماتويدي، يكون إجراء اختبار دموي للتَّحرِّي عن العامل الروماتويدي rheumatoid factor أو أضداد ببتيدات السيترولين الحلقيّة anti-cyclic citrullinated peptide مفيدًا لوضع التشخيص.

وفي الذئبة الحمامية المجموعيَّة (الذئبة الحمراء أو الذئبة)، تُساعد الفحوصُ الدَّمويَّة على اكتشاف الأضداد المناعية الذاتية (الأجسام المضادة الذاتية autoantibodies)، مثل أَضَدَاد النَّوَى antinuclear antibodies والأجسام المضادة لحمض الديوكسي ريبونكلييك ذي الطاقَين DNA (struded deoxyribonucleic acid) (الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين)؛ على وضع التَّشخيص.

ويمكن إجراءُ اختبار دموي لتحديد الأشخاص الذين يحملون جينًًا مُعيَّنًا (مستضد الكريات البيض البشري "ب 27" HLA-B27).يكون الأشخاصُ الذين يحملون هذا الجين أكثرَ عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الفقاريspondyloarthropathy، وهو مجموعة من الاضطرابات التي يمكن أن تُسبب التهابًا في الظهر والمَفاصِل الأخرى، بالإضافة إلى أعراضٍ أخرى، مثل ألم العين والاحمرار والطفح الجلدي.

كما تكون بعضُ الفحوص المخبريَّة مفيدةً غالبًا في المساعدة على مراقبة تقدُّم المعالجة؛فمثلًا، يمكن أن يكون فحص سُرعَة تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر ESR مفيدًا بشكلٍ خاصٍ في المساعدة على مراقبة تقدُّم معالجة التهاب المَفاصِل الروماتويدي أو أَلَمُ العَضَلات الرُّوماتزميّ.ويُشير انخفاضُ سُرعَة تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر إلى أنَّ المعالجة تعمل على الحدِّ من شِدَّة الالتهاب.

اختباراتُ التَّصوير

يمكن أن تساعد الأنواع المختلفة من اختبارات التصوير الأطباءَ على وضع تشخيص الاضطرابات العضلية الهيكلية.

التصوير بالأشعة السينية

يُجرى تصويربالأشعَّة السِّينية في البداية عادةً.تُعدُّ أكثر أهمّية للكشف عن التشوهات في العظام ويجري استعمالها لتقييم مناطق العظام المؤلمة أو المشوهة أو المشتبه فيهاويمكن أن تُساعد الأشعَّة السِّينية في كثير من الأحيان على تشخيص الكسور، والأورام، والإصابات وحالات العدوى والتَّشوُّهات (مثل خلل التنسُّج النّمائي في الورك).كما تُفيدُ الأشعَّة السِّينية في بعض الأحيان في إظهار التغيّرات التي تؤكِّد أن َّالشخص مُصابٌ بنوعٍ معيَّنٍ من التهاب المَفاصِل (مثل التهاب المَفاصِل الروماتويدي أو خشونة العظام).لا تظهر في صور الأشعَّة السِّينية الأنسجة الرَّخوة، مثل العضلات أو الأَجِربَة أو الأربطة أو الأوتار أو الأعصاب.

وللمساعدة على تحديد ما إذا كان المَفصِل قد تضرَّرَ بسبب الإصابة، قد يُجري الطبيبُ أشعَّةً سينيَّةً عادية (من دون إجهاد للناحية) أو يُجريها عندما يكون المَفصِل تحت الضغط النَّاجم عن وضعيَّات معينة (أشعَّة سينية على الجهد stress x-ray).

تصوير المَفصِلِ Arthrography هو إجراءٌ يستعملُ الأشعَّة السِّينية، حيثُ يَجرِي فيه حقن صبغةٍ ظَليلةٌ للأشعَّة في الحيِّز المَفصِلي لتحديد البُنى، مثل الأربطة داخل المَفصِل.يمكن اللجوء إلى تَصوير المَفصِلِ لمشاهدة الأربطة المُمزَّقة والغضاريف المُفتَّتة في المَفصِل.ولكن، يُفضّل حاليًا استعمال التصوير بالرنين المغناطيسي بشكلٍ عام بدلًا من تَصوير المَفصِلِ.

تَفرُّسُ العظام Bone Scanning

تَفَرُّس العظام (أحد أنواع المسح بالنوكليدات المُشعَّة) هو إجراءٌ تصويري يُستخدَم في بعض الأحيان لتشخيص الكسر، لاسيَّما عند فشل الاختبارات الأخرى في تشخيص الكسر، مثل الأشعَّة السِّينية البسيطة أو التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي.ينطوي تَفَرُّسُ العظام على استخدام مادة مشعّة (التكنيشيوم 99m الموسوم بالبيروفوسفات) تمتصها العظام الملتئمة.كما يمكن تنفيذُ الإجراء عندَ الاشتباه في وجود عدوى في العظام أو ورم ٍانتشر من سرطانٍ في مكان آخر من الجسم.

ورغم أن تَفَرُّس العظم قد يُظهِر وجود مشكلةٍ فيه،إلا أنه قد لا يُظهر ما إذا كانت المشكلة هي الكسر أم الورم أم العدوى.تُعطى المادة المشعة عبر الوريد، ويُكشَف عنها بواسطة جهاز تَفَرُّسٌ العظام الذي يُشكّل صورة للعظم يمكن مشاهدتها على شاشة الكمبيوتر.

CT = التَّصوير المقطعي المُحوسَب؛ MRI = التَّصوير بالرنين المغناطيسي.

يُوفِّرالتَّصوير المقطعي المُحوسَب(CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) تفاصيل أكثر بكثير من الأشعة السينية التقليدية ويمكن إجراؤها لتحديد مدى الضرر وموقعه الدقيق.كما يمكن استعمالُ هذه الفحوص للكشف عن الكسور غير المرئية في صور الأشعة السينية.

يعدُّ التصويرُ بالرنين المغناطيسي مفيدًا جدًا لتصوير العضلات والأربطة والأوتار.يمكن إجراءُ التصوير بالرنين المغناطيسي عند الشكّ بأنَّ سبب الألم هو وجود مُشكلة خطيرة في الأنسجة الرخوة (مثل، تمزُّق في رباط أو وتر رئيسي أو تضرُّر بُنى مُهمَّة داخل مفصل الركبة).

يكون التصويرُ المقطعي المُحوسَب مُفيدًا إذا لم يُوصَ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أو إذا لم يكن متوفرًا.يؤدي استعمال التصوير المقطعي المحوسب إلى تعريض الأشخاص للإشعاع المُؤيَّن ionizing radiation (انظر مخاطر الإشعاع في التصوير الطبي).ولكن، يُوفِّر التَّصوير المقطعي المُحوَسب أفضل الصور للعظام؛إلَّا أنَّ التصويرَ بالرنين المغناطيسي أفضل من التصوير المقطعي المحوسب لتصوير بعض الشذوذات العظمية، مثل الكسور الصغيرة في الورك والحوض.تكون المدّة الزمنيَّة التي يقضيها الشخص عند إجراء التصوير المقطعي المحوسب أقلّ بكثير من التصوير بالرنين المغناطيسي.وتكون تكلفة التصوير بالرنين المغناطيسي أكبرَ من تكلفة التَّصوير المقطعي المُحوسَب؛ وباستثناء استخدام الوحدات المفتوحة الجانب، يشعر الكثير من الأشخاص بالاختناق داخل وحدة التصوير بالرنين المغناطيسي.

قياسُ امتصاص الأشعة السِّينية المزدوج الطاقة

يُعدُّ قياسُ امتصاص الأشعة السِّينية المزدوج الطاقة Dual-energy x-ray absorptiometry (DXA) الطريقةَ الأكثر دقة لتقييم كثافة العظام، وهو أمرٌ ضروريٌ عند فحص أو تشخيص قِلَّة العَظم osteopenia أو هشاشة العَظم osteoporosis .كما يُستخدَم قياسُ امتصاص الأشعة السِّينية المزدوج الطاقة للتنبؤ بخطر الإصابة بالكسر، ويمكن أن يكونَ مفيدًا لمراقبة الاستجابة للمعالجة أيضًا.يعدّ هذا الاختبار سريعًا وغيرَ مؤلمٍ، ويشتمل على استعمال كمية زهيدةٍ من الإشعاع.

ولإجراء هذا الفحص، تُستَعملُ الأشعَّة السِّينية لفحص كثافة العظام في أسفل العمود الفقري أو الورك أو الرسغ أو في كامل الجسم.تكون قياساتُ كثافة العظم شديدة الدِّقَّة في هذه المواضع.عندَ فحص الأشخاص للتَّحرِّي عن هشاشة العَظم osteoporosis، يُفضِّلُ الأطباء الحصول على قياسات الجزء السفلي من العمود الفقري والورك.وللمساعدة في تمييز هشاشة العَظم (السبب الأكثر شُيُوعًا في نتائج المسح بقياس امتصاص الأشعة السِّينية المزدوج الطاقة غير الطبيعية) عن اضطرابات العظام الأخرى، قد يحتاج الأطباء إلى الأخذ بعين الأعتبار أعراض الشخص والحالات الطبيَّة واستعمال الأدوية وبعض نتائج تحاليل الدَّم أو البول، وكذلك نتائج قياس امتصاص الأشعة السِّينية المزدوج الطاقة.

التصوير بتخطيط الصدى

يزداد الاعتمادُ على التصوير بتخطيط الصَّدى أكثر فأكثر في تشخيص الشذوذات والتهاب المَفاصِل ومحيطها وتمزُّقات الأوتار أو التهابها.كما يُستخدم التصوير بتخطيط الصَّدى كمرشدٍ عندَ الحاجة إلى إدخال إبرة لوضعها داخل المَفصِل (على سبيل المثال، حقن دواء أو سحب سائلٍ من المَفصِل).وكبديل عن التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، يكون التصوير بتخطيط الصَّدى أقل تكلفة؛ وخلافًا للتصوير المقطعي، لا ينطوي على التعرّض للإشعاع.

الإجراءَاتُ التشخيصيَّة الأخرى

توجد حاجة لإجراءاتٍ واختباراتٍ أخرى في بعض الأحيان لمساعدة الأطباء على تشخيص الاضطرابات العضلية الهيكلية.

تَنظيرُ المَفصِل Arthroscopy

التنظيرُ المَفصِلي هو إجراء يُدخل به منظار بَصَرِيٌّ ليفِيّ (بقطر قلم رصاص) في حيز المَفصِل، ممَّا يُتيح للطبيب رؤية الجزء الدَّاخلي من المَفصِل، وعرض الصورة على شاشة جهاز المراقبة.يكون شق الجلد صغيرًا جدًّا.ويكون هذا الإجراء في المستشفى أو في مركزٍ جراحي؛حيثُ يُطبّق على الشخص تخدير موضعيّ أو شوكيّ أو عامّ أو توليفة من هذه الأنواع.

يمكن للأطباء خلال تنظير المَفصِل استئصال قطعةٍ من النَّسيج (مثل غضروف المَفصِل أو المحفظة المفصليَّة) لتحليلها (خزعة)، وتُجرى الجراحة عند الضرورة لتصحيح الحالة.تتضمن الاضطرابات الشائعة التي تظهر في أثناء تنظير المفصل على

  • التهاب بطانة الغشاء الزليلي للمفصل (التهاب الزليل)

  • تمزق الرباط، أو الوتر، أو الغضروف

  • قطع منفصلة من العظم أو الغضروف

تُصيب هذه الحالات الذين يُعانون من التهاب المَفاصِل أو إصابات مفصليَّة سابقة، بالإضافة إلى الرياضيين.يمكن إصلاحُ معظم هذه الحالات أو استئصالها في أثناء تنظير المَفصِل.يوجد احتمالٌ بسيطٌ لأن يُصابَ المفصل بالعدوى عند القيام بهذا الإجراء.

تكون فترة التَّعافي من الجِراحَة بمِنظارِ المَفصِل أقصر بكثير من فترة التَّعافي من الجراحة التقليدية.ولا يحتاجُ معظمُ الأشخاص إلى المبيت في المستشفى.

شفط أو رشف المفصل (بزل المفصل)

يُستخدم شفط المَفصِل لتشخيص بعض مشاكل المَفاصِل؛فمثلًا، تُعَدُّ هذه الطريقة هي الطريقة الأكثر مباشرةً ودقةً لتحديد ما إذا كان الألم والتورم المَفصِلي ناجمًا عن عدوى أو عن التهاب مفصلي مرتبط بالبلورات (مثل النقرس gout).

وللقيام بهذا الإجراء، يقوم الطبيب أولًا بحقن مُخدِّرٍ لتخدير المنطقة؛ثم يقوم بإدخال إبرة أكبر في حيز المَفصِل (يُسترشَد أحيانًا بتخطيط الصَّدى)، ثم يُخرجُ (يشفطُ) سائل المَفصِل (السَّائِل الزَّليلي synovial fluid) ويفحصه تحت المجهر.يسحبُ الطبيبُ أكبر قدرٍ ممكنٍ من السائل، ويلاحظ لونه ونقاءَه.كما تُجرى فحوصٌ أخرى على السَّائِل، مثل تعداد كريَّات الدّم البيض والزراعة.

يمكن للطبيب في كثير من الأحيان وضع التشخيص بعدَ تحليل السائل؛فمثلًا، يمكن أن تحتوي عَيِّنَة السائل على بكتيريا، ممَّا يُؤكِّد تشخيص العدوى،أو قد تحتوي على بلُّوراتٍ مُعيَّنة؛فمثلًا، يُؤكِّد اكتشاف بلورات حمض البول تشخيصَ النقرس، كما أنَّ اكتشاف بلورات بيروفوسفات الكالسيوم ثنائي الهيدرات يؤكِّد تشخيص التهاب المفاصل ببيروفوسفات الكالسيوم النِقرِس الكاذِب .

يكون هذا الإجراء في عيادَة الطَّبيب أو قسم الطوارئ عادةً، ويكون سريعًا وسهلًا وغير مؤلم نسبيًّا عادةً.ويعدّ خطرُ إصابة المفصل بالعدوى ضئيلًا.

اختباراتُ الأعصاب والعضلات

تُساعد دراساتُ التوصيل العصبي على تحديد ما إذا كانت الأعصاب التي تُعصِّبُ العضلات تعمل بشكلٍ طبيعي.ويُعدُّ تَخطيطُ كَهرَبِيَّةِ العَضَل، الذي يُجرى عادةً بالتَّزامن مع دراسات التوصيل العصبي، بمنزلة اختبار تُسَجَّل فيه الإشارات الكهربائية في العضلات للمساعدة على تحديد مدى جودة الإشارات القادمة من الأعصاب إلى الوصلات بين الأعصاب والعضلات (المَوصِل العَصَبِيّ العَضَلِي neuromuscular junction)، ومن هناك إلى العضلات.

تساعد دراساتُ التوصيل العصبي مع تخطيط كهربية العضل على تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة في المقام الأول في

تُفيدُ دراساتُ التوصيل العصبي بشكل خاص في تشخيص اضطرابات الأعصاب المحيطيَّة، مثل مُتَلاَزِمَة النَّفَقِ الرُّسُغِيّ وشلل العصب الزندي ulnar nerve palsy.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID