الأنفلونزا

حسبBrenda L. Tesini, MD, University of Rochester School of Medicine and Dentistry
تمت مراجعته رمضان 1443

الأنفلونزا (النَّزلَةُ الوافِدَة) هي عدوى فيروسية في الرئتين والمسالك الهوائية بأحد فيروسات الأنفلونزا.وهي تُسبِّبُ الحُمَّى، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والسُّعال، والصُّداع، وأوجاع العضلات، وشعورًا عامًا بالمرض (التَّوعُّك).

  • ينتشر الفيروس من خلال استنشاق قطيرات رذاذ ناجمة عن سعال أو عطاس شخصٍ مصاب بالعدوى، أو من خلال التعرّض المباشر لمفرزات أنف شخصٍ مصابٍ بالعدوى.

  • تبدأ الأنفلونزا غالبًا بحدوث قشعريرة، تتلوها حُمَّى، وألم عضلي، وصداع، والتهاب في الحلق، وسعال، وسيلان في الأنف، وشعور عام بالمرض.

  • غالبًا ما يَجرِي تشخيص الأنفلونزا استنادًا إلى الأعراض.

  • يُعدُّ التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا الطريقة الأفضل للوقاية من الأنفلونزا.

  • يمكن لإجراءات مثل الاستراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتجنُّب بذل المجهود أن تساعد على التعافي، وكذلك الأمر بالنسبة لاستعمال مسكنات الألم، ومزيلات الاحتقان، وأحيانًا الأدوية المضادَّة للفيروسات.

تختلف الإنفلونزا بشكلٍ واضح عن الزُّكام الشائع.حيثُ إنَّها تنجم عن فيروس مختلف، وتؤدي إلى ظهور أعراض أكثرَ شِدَّة.كما أنَّ الأنفلونزا تُصيبُ خلايا أكثرَ عمقًا في السبيل التنفُّسي.

انتقال العدوى بالأنفلونزا

ينتشر فيروس الأنفلونزا عن طريق:

  • استنشاق رذاذ السعال أو العطاس المنتشر من شخص مصاب بالعدوى

  • التعرّض المباشر لمفرزات أنف شخص مصابٍ بالعدوى

  • استخدام الأدوات المنزلية التي كان يستخدمها شخصٌ مصابٌ بالعدوى، أو الأدوات التي لامست مفرزاته

سلالات الأنفلونزا وأنواعها

توجد ثلاثة أنواع من فيروس الأنفلونزا:

  • النوع A

  • النوع B

  • النوع C

هناك العديد من السلالات الفرعية ضمن فيروسات الأنفلونزا A و B، ولكنّها جميعًا تسبِّبُ مرضًا مماثلًا.تنجم الأنفلونزا الموسمية الاعتيادية عن العديد من سلالات الأنفلونزا المختلفة.ولكن، لا يُسبِّبُ النوع C عدوى الأنفلونزا النموذجية.

يُسبِّبُ النوع A معظم حالات الأنفلونزا (أكثر من 70% من الحالات في الموسم التقليدي)، وتنجم معظم الحالات الأخرى عن النوع B.تحدُث الأنفلونزا من النوع C بتواتر أقل، وبشكلٍ رئيسي عند الأطفال.

تتغيَّر سلالة فيروس الأنفلونزا المسببة للفاشية بشكلٍ طفيفٍ دائمًا، لذلك فإنَّ فيروسَ الأنفلونزا في كلَّ عامٍ يختلف قليلًا عن العام السابق.ويكون تغيُّرها كافيًا لأن تفقد اللقاحات السابقة فعاليَّتها غالبًا.

تُسمَّى سلالات الأنفلونزا من النوع A بناءً على نسخٍ نوعية لاثنين من البروتينات الموجودة على سطح الفيروس.البروتينان هما H (مختصر راصَّة دَمَوِيَّة hemagglutinin) و N (مختصر نيورامينيداز neuraminidase).هناك 18 بروتين H مختلف و 11 بروتين N.وهكذا، يمكن تسمية إحدى سلالات الأنفلونزا A, H1N1.كانت سلالة H1N1 مسؤولةً عما يسمى بجائحة أنفلونزا الخنازير في الفترة بين عامي 2009-2010.(الجائحة هي وباء ينتشر في أنحاء العالم).وفي الآونة الأخيرة، كانت سلالات H3N2 مسؤولة عن معظم حالات العدوى في الولايات المتحدة.

يمكن لاسم السلالة أن يدل على نوعها والمكان الذي ظهرت فيه لأول مرة غالبًا (مثل أنفلونزا هونغ كونغ)، أو على الحيوان (مثل أنفلونزا الخنازير)، والسنة التي تمَّ اكتشافها فيها.

أوبئة الأنفلونزا وجائحاتُها

في وباء الأنفلونزا، يُصابُ الكثير من الاشخاص بالمرض خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.تحدث حالات تفشِّي الأنفلونزا على نطاقٍ واسعٍ في كل عام وفي جميع أنحاء العالم، وذلك في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء في المناخات المعتدلة (تسمى الأوبئة الموسمية).وقد تحدث أوبئة الأنفلونزا على موجتين:

  • أولاً، عند تلاميذ المدارس والأشخاص الذين يعيشون معهم

  • ثانيًا، عند الأشخاص الملازمين للمنزل غالبًا أو الذين يعيشون في مرافق الرعاية الطويلة الأجل، ومعظمهم من كبار السن

في كل وباء، تكون سلالة واحدة من فيروس الأنفلونزا مسؤولة عن المرض.

يُشير مصطلح جائحة الأنفلونزا إلى فاشية المرض التي تنتشر في منطقة كبيرة عبر القارات عادةً، و في أنحاء العالم في بعض الأحيان.لم تحدث سوى 6 جائحات أنفلونزا رئيسيَّة منذ عام 1889.يكون حدوث جائحة الأنفلونزا مثيرًا للقلق، لأنَّها لا تحدُث عادةً إلَّا عند حدوث تغير أكبر من التغير الاعتيادي في سلالة فيروس الأنفلونزا.عندما يحدث مثل هذا التغير الكبير، فقد تًُصيبُ تلك السلالة من الأنفلونزا عددًا أكبر من الأشخاص، وتُسبِّبُ مرضًا أكثرَ شِدَّة.كما يزداد خطرُ حدوث الوفاة.على الرغم من أنَّ أحدًا لا يستطيع تأكيد ذلك، إلا أن العلماء يعتقدون أنَّ جائحة الأنفلونزا عام 1918 قد أدَّت إلى وفاة 30-50 مليون شخص في أنحاء العالم، منهم حوالى 675,000 في الولايات المتحدة.

في الفترة بين عامي 2009-2010، حدث وباء بسلالة H1N1 من فيروس الأنفلونزا (انظر أنواع وسلالات الأنفلونزا) وانتشرت على نطاق واسع بحيث جرى اعتبارها جائحة.تحتوي هذه السلالة على توليفةٍ من جينات فيروسات أنفلونزا الخنازير، وأنفلونزا الطيور، والأنفلونزا البشرية.وبما أنَّ التقارير الأولى ركَّزت على مُكوِّن الخنازير، فقد جرت الإشارة إليها إعلاميًا باسم "أنفلونزا الخنازير"، على الرغم من أنَّ العدوى بها لم تنتقل مباشرة من الخنازير.تنتقل العدوى بفيروس هذه الأنفلونزا من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، وذلك مثل الأنفلونزا العادية.

أعراض الأنفلونزا

تبدأ اعراض الأنفلونزا بعد يوم إلى أربعة أيام من التقاط العدوى، ويمكن أن تبدأ فجأة.تكون القشعريرة أو الإحساس بالبرودة أوَّلَ إشارةٍ غالبًا.من الشَّائع حدوث الحُمَّى خلال الأيام القليلة الأولى، والتي تصل إلى حوالى 39 درجة مئوية في بعض الأحيان.يشعر الكثيرُ من الأشخاص بالتوعك الشديد، والضُّعف، والتَّعب، مما يضطرهم للبقاء في الفراش لأيام.يُعاني المرضى من آلامٍ وأوجاعٍ في أنحاء الجسم، ولاسيَّما في الظهر والساقين.يكون الصداع شديدًا غالبًا، مع الشعور بوجعٍ حول وخلف العينين.ويمكن أن يؤدي الضوء السَّاطع إلى تفاقم الصُّداع.

في البداية قد تكون الأعراض التنفسية خفيفةً نسبيًّا.وقد تشتمل هذه الأعراضُ على حدوث حكة في الحلق، وشعورٍ بالحُرقة في الصدر، وسعالٍ جافٍّ، وسيلان الأنف.يمكن أن يُصبح السعالُ شديدًا مع خروج البلغم (القشع).

وقد يكون الجلد دافئًا ومتورِّدًا، ولاسيَّما الوجه.يمكن أن يحدث احمرارٌ في الفم والحلق، وقد تدمع العينان، ويمكن أن يُصبح بياض العينين مُحمرًّا.وقد يُعاني المرضى من الغثيان والتقيؤ، وخصوصًا الأطفال.ويفقد بعض الأشخاص حاسة الشم لبضعة أيام أو أسابيع.وفي حالاتٍ نادرة، يكون هذا الفقدان دائمًا.

تزول معظم الأعراض بعد يومين أو ثلاثة أيام.ولكن الحُمَّى تستمرُّ مدةً تصل إلى خمسة أيام في بعض الأحيان.وقد يستمرُّ السُّعال، والضُّعف، والتَّعرُّق، والشعور بالتَّعب لعدة أيام أو أسابيع في بعض الأحيان.يمكن أن يستغرق الشفاء الكامل من التهيُّج الخفيف في المسالك الهوائيَّة (والذي قد يؤدي إلى تدني مدة أو شدّة التمارين التي يمكن للشخص القيام بها) أو الأزيز البسيط لفترة تتراوح بين 6-8 أسابيع.

المُضَاعَفات

الاختلاط الأكثر شُيُوعًا للأنفلونزا هو

في الالتهاب الرئوي الفيروسي، ينتقل فيروس الأنفلونزا إلى الرئتين.يمكن للأشخاص المصابين بالتهاب رئوي فيروسي أن يُصابوا أيضًا بالتهاب رئوي بكتيري، وقد يحدث ذلك عندما تهاجم البكتيريا (مثل المكورات الرئوية أو المكورات العنقودية) دفاعات الشخص الضعيفة.وعندَ الإصابة بإحداها، قد يتفاقم السعال عند الأشخاص مع المعاناة من صعوبةٍ في التنفس، وحمى ناكسة أو مستمرة، وامتزاج البلغم بالدَّم أو القيح في بعض الأحيان.

تشتمل فئات المرضى المُعرَّضين لخطر كبير للإصابة بمضاعفات الأنفلونزا والوفاة بسببها على

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات؛ ويواجه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين خطرًا مرتفعًا بشكل خاص

  • البالغين فوق سن 65 عامًا

  • المصابين باضطراباتٍ مزمنة (لاسيَّما التي تًُصيبُ القلب، أو الرئتين، أو الكلى، أو الكبد، أو الجهاز المناعي) أو السكري

  • المصابين بحالات شديدة من البدانة (عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم BMI 40 أو أكثر)

  • النساء في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل وحتى أسبوعين بعد الولادة

  • المصابين باضطراباتٍ تزيد من خطر الاختناق بمفرزات الفم، مثل السكتة الدماغية، أو غيرها من الاضطرابات العصبيَّة التي تُسبِّبَ الضُّعف، والاضطرابات الاختلاجية

تشخيص عدوى الأنفلونزا

  • تقييم الطبيب

  • اختبار عيناتٍ من الدَّم أو مُفرَزات السبيل التنفُّسي في بعض الأحيان

  • تصوير الصَّدر بالأشعة السينية وقياس مستويات الأُكسِجين في الدَّم في بعض الأحيان

ونظرًا لأنَّ معظم الأشخاص يكونون على درايةٍ بأعراض الأنفلونزا، وبما أنَّها تحدث بشكل أوبئة، فإنها غالبًا ما تُشخّص بشكلٍ صحيح من قِبَل الشخص نفسه أو أفراد أسرته.تساعد شدة الأعراض ووجود ارتفاع في درجة الحرارة وأوجاع في الجسم على التمييز بين الأنفلونزا والزكام، لاسيَّما عند حدوث المرض في أثناء تفشي الأنفلونزا.تزداد صعوبة تشخيص عدوى الأنفلونزا من خلال الأعراض بشكل صحيح عند عدم وجود فاشية للعدوى.

يمكن لاختبار عيِّناتٍ من مُفرَزات السبيل التنفُّسي أن تساعد على تحري فيروس الأنفلونزا.وقد تساعد الاختبارات الدَّمويَّة على تحديد شدة إصابة الشخص بالعدوى.تُجرى هذه الاختبارات بشكلٍ رئيسيٍّ عندما يبدو على الشخص المرض الشديد، أو عندما يشتبه الطبيب بسبب آخر للأعراض.يمكن إجراءُ بعض الاختبارات في عيادة الطبيب.

إذا اشتبه الطبيب بحُدوث الالتهاب الرئوي، فإنَّه يقوم بتصوير الصدر بالأشعَّة السِّينية، وقياس مستويات الأكسجين في الدَّم باستخدام جهاز استشعار يوضع على الإصبع (قِياسُ التَّأَكسُج النبضي).

الوقاية من عدوى الأنفلونزا

تشتمل إجراءات الوقاية على:

  • الحصول على اللقاح بشكل سنوي بدءًا من عمر ستَّة أشهر أو أكثر (مع وجود استثناءات نادرة)

  • استخدام الأدوية المُضادَّة للفيروسات في بعض الأحيان

تُعدُّ الوقاية ضروريَّةً للجميع، وخصوصًا للعاملين في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يواجهون خطرًا كبيرًا للإصابة بمضاعفات الأنفلونزا.

هل تعلم...

  • يجب على جميع الأشخاص بعمر 6 أشهر وأكثر أن يحصلوا على لقاح الأنفلونزا سنويًّا، مع وجود استثناءات نادرة.

لقاحات الأنفلونزا

يُعد اللقاح السنوي أفضل طريقة لتجنّب الإصابة بالأنفلونزا.

يوجد نوعان رئيسيَّان من لقاح الأنفلونزا:

  • اللقاح الذي يُستَعملُ عن طريق الحقن، والذي يحتوي على فيروس الأنفلونزا غير النشط (المُعَطّل) أو على أجزاء من الفيروس

  • اللقاح الذي يتمُّ استنشاقه كرذاذ أنفي، والذي يحتوي على فيروسات ضعيفة (مُوَهَّنة)

يمكن استعمال اللقاح غير النشط عن طريق الحقن لجميع الأشخاص بدءًا من عمر 6 أشهر أو أكثر، بما في ذلك النساء الحوامل.يتوفر لقاح الأنفلونزا غير النشط بجرعة أعلى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.ينبغي عدم استعمال اللقاح المُعطّل عند

  • الأشخاص الذين تحدث عندهم ردَّة فعل تحسُّسيَّة شديدة لأيِّ من لقاحات الأنفلونزا أو لأحد مُكَوِّناتها

يقتصر استعمال لقاح الفيروس الحي، الذي يؤخذ عن طريق الاستنشاق على الأشخاص الأصِحَّاء الذين تتراوح أعمارهم بين 2-49 عامًا.ولكن، يجب عدمُ استعماله عند

  • الأشخاص الذين تحدث عندهم ردَّة فعل تحسُّسيَّة شديدة لأيِّ لقاحٍ للأنفلونزا أو لأحد مُكَوِّناته

  • النساء الحوامل

  • الأشخاص الذين يعانون من ضُعفٍ في الجهاز المناعي (مثل المُصابين بمُتلازمة العَوَزِ المَناعِيِّ المُكتَسَب أو الذين يستعملون الأدوية التي تثبِّط الجِهاز المَناعيّ)، وفي بعض الحالات، الأشخاص الذين يعيشون معهم

  • الأطفال أو المراهقون الذين يتناولون الأسبرين على المدى الطويل

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-4 سنوات ويعانون من الربو أو تعرضوا لنوبات أزيز أو ربو في آخر 12 شهرًا

  • الأشخاص الذين استعملوا مضادَّات الفيروسات لعلاج الأنفلونزا في اليومين الماضيين

لم يوصَ باستخدام لقاح الفيروس الحي الذي يؤخذ عن طريق الاستنشاق في موسمي الأنفلونزا 2016-2017 و 2018-2019، وذلك بسبب المخاوف من تكون فعاليته أقل من فعالية لقاح الفيروس المعطل.إلَّا أنَّه جرى إعادة تشكيل لقاح الفيروس الحيّ الذي يؤخذ عن طريق الاستنشاق، ويُوصَى به حاليًا على قدم المساواة مع لقاح الفيروس المُعطّل.يوصي بعض الخبراء باستخدام لقاح الفيروس المُعطَّل عند لأطفال ريثما تُجرى المزيد من الدراسات حول لقاح الفيروس الحيّ الجديد.

عادةً ما يؤجل الأطباء إعطاء كِلا اللقاحين للأشخاص الذين يكونون أشخاص في وقت التلقيح.

بعد وباء أنفلونزا الخنازير عام 1976، والذي حصل فيه ملايين الأشخاص على لقاح الأنفلونزا، ارتفع معدل الإصابات باضطراب عصبي يُسمَّى متلازمة غيلان-باريه.اعتقد الأطباء في ذلك الوقت أن اللقاح تَسبَّبَ في حدوث متلازمة غيلان-باريه، لكن المزيد من الأدلة الحديثة أثارت الشكوك حول هذا الارتباط.ولكن بهدف تجنب أية مخاطر، يتوخى الأطباء الحذر عند إعطاء لقاح أنفلونزا آخر لأيِّ شخص أُصيبَ بمُتلازمة غيلان - باريه في غضون الأسابيع الستة قبل استعمال لقاح الأنفلونزا.في مثل هذه الحالات، يوازن الطبيب والشخص بين خطر الإصابة بالأنفلونزا وخطر الإصابة بمتلازمة غيان-باريه.

قد يواجه الأشخاص الذين يُعانون من حساسية من البيض ردَّة فعلٍ تحسسيَّة شديدة للقاح الأنفلونزا، لأنَّ اللقاح يُصنّع من فيروساتٍ نمت في البيض.ولذلك، فإنَّ الأطباء يتبعون الإرشادات التالية عند إعطاء لقاح الأنفلونزا للأشخاص الذين لديهم حساسية من البيض:

  • إذا كان رد الفعل الوحيد الذي يحدث عند تناول البيض هو الطفح الجلدي (الشرى)، فيمكن للشخص الحصول على لقاح الأنفلونزا.

  • إذا كانت تحدث لدى الشخص ردات فعل شديدة تجاه البيض (أي أعراض أخرى غير الشرى)، فيمكنه الحصول على لقاح الأنفلونزا شريطة أن يُعطَى في مركز طبي (مثل عيادة الطبيب أو المستشفى أو العيادة)، وأن يشرف على عملية إعطاء اللقاح مقدم رعاية صحية قادر على تمييز ردات الفعل التحسسية الشديدة وعلاجها.تنطوي هذه التأثيرات الجانبيَّة للبيض على تورُّمٍ تحت الجلد (وذمة وعائية)، وصعوبة في التنفُّس (ضائقة تنفُّسية)، وخفَّة في الرأس، وتقيُّؤ متكرِّر، وردات فعل تتطلب إعطاء حقنة إبينفرين أو غيرها من العلاجات الإٍسعافية.

  • إذا عانى الشخص من رد فعل تحسُّسي شديد (تأق anaphylaxis) بعد استعماله لقاح الأنفلونزا، فلن يُعطَى لقاح الأنفلونزا مرَّةً أخرى.

كما يتوفَّر لقاحان لا يحتويان على البيض: أحدهما يمكن استخدامه عند الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عامًا أو أكثر، والأخر يمكن استخدامه عند الأشخاص الذين يبلغون من العمر 4 سنوات أو أكثر.

تحمي لقاحات الأنفلونزا عادة ضد ثلاثة أو أربعة سلالات مختلفة من فيروس الأنفلونزا.تتغيَّر سلالات الفيروس المسببة لفاشيات الأنفلونزا بشكل سنوي.ولذلك يجري تطوير لقاحاتٍ مختلفة كل سنة لمواكبة التغيُّرات الحاصلة في الفيروس.يحاول الخبراء التنبؤ بسلالة الفيروس التي سوف تنتشر كلَّ سنة بناء على سلالة الفيروس التي سادت خلال موسم الأنفلونزا السابق، والسلالة التي تُسبِّبُ المرض في أجزاء أخرى من العالم.عندما تتطابق البروتينات H و N الموجودة في اللقاح مع تلك الموجودة في سلالات الأنفلونزا المُسبِّبة للوباء الحالي، فإنَّ اللقاح يُخفِّض معدل الإصابة بالعدوى بنسبة تتراوح بين 70-90٪ عند البالغين الأصِحَّاء.

يكون اللقاح أقل قدرة على وقاية المسنين الذين يعيشون في مرافق الرعاية الطويلة الأجل، ولكنه يقلل من حدوث مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والوفاة.وبما أن قوة الجهاز المناعي تتراجع مع التقدم في السن، فقد جرى تصميم جرعة عالية من لقاح الأنفلونزا خصيصًا للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا وأكثر.يمكن لهذا اللقاح ذو الجرعة العالية أن يحفز استجابة مناعية أقوى لدى كبار السن.

وخلافًا للألم العَرَضي في موضع الحقن، أو حدوث سيلان الأنف بالنسبة للقاح المُستنشق، فإنَّ الآثار الجانبية للقاح نادرة.

في الولايات المتحدة، يحدث التطعيم خلال فصل الخريف، لكي تكون مستويات الأضدَّاد في أعلى مستوياتها خلال أشهر الذروة للأنفلونزا: من تشرين الثاني (نوفمبر) إلى آذار (مارس).بالنسبة لمعظم الأشخاص، يحتاجُ اللقاحُ إلى حوالى أسبوعين حتى يوفر الحماية.بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 8 سنوات ويحصلون على لقاح الأنفلونزا لأول مرة، ينبغي إعطاؤهم جرعتين من اللقاح بفاصل 4 أسابيع على الأقل بينهما.

يمكن إعطاء لقاح الأنفلونزا في نفس وقت إعطاء لقاح كوفيد-10.

الأدويَة المُضادَّة للفيروسات

رغم أنَّ التطعيم هو الطريقة المفضلة للوقاية، إلا أنَّه يمكن لبعض الأشخاص استعمال عددٍ من الأدوية المضادَّة للفيروسات للوقاية من العدوى بفيروس الأنفلونزا.

في أثناء فاشية الأنفلونزا، تُستعمل الأدوية المضادة للفيروسات عند الأشخاص الذين جرى تطعيمهم خلال الأسبوعين السابقين (لأن اللقاح يستغرق أسبوعين حتى يصبح فعَّالاً).وينبغي إيقاف استعمال تلك الأدوية بعد انقضاء أسبوعين على تطعيم الشخص.كما تُستَعملُ هذه الأدوية عند الأشخاص الذين يعانون من حالاتٌ تجعل التطعيم خطرًا أو غيرَ فعَّال.

يمكن استعمال أوسيلتاميفير oseltamivir أو زاناميفير zanamivir.تكون التأثيرات الجانبية لدواء أوسيلتاميفير قليلة.قد يؤدي استعمال زاناميفير إلى تهيُّج الرئتين والتسبب بالأزيز عند المصابين بالرَّبو.

علاج عدوى الأنفلونزا

  • الراحة وشرب الكثير من السوائل

المعالجة الرئيسيَّة للأنفلونزا هي توفير الراحة المناسبة وشرب الكثير من السوائل وتجنُّب القيام بمجهود.وقد يكون بالإمكان استئناف الأنشطة الطبيعية بعد 24-48 ساعة من عودة درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها، ولكن يستغرق تعافي معظم الأشخاص بضعة أيامٍ أخرى.

يمكن للمرضى تدبير الحُمَّى والأوجاع عن طريق استعمال الأسيتامينوفين أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين.وبسبب وجود خطر الإصابة بمُتلازمة راي، ينبغي ألَّا يعطى الأسبرين للأطفال والمراهقين (الذين يبلغون من العمر 18 عامًا أو أقل).يمكن إعطاء الأسيتامينوفين والإيبوبروفين للأطفال عند الضَّرورة.قد تساعد التدابير الأخرى المذكورة في معالجة الزكام، مثل مضادات الاحتقان الأنفيَّة واستنشاق البخار، على تخفيف الأعراض.

كما يمكن لنفس الأدوية المضادَّة للفيروسات التي تُستَعمل للوقاية من العدوى (أوسيلتاميفير، زاناميفير، بالوكسافير، بيراميفير) أن تساعد على معالجة المصابين بالأنفلونزا.إلَّا أنَّ هذه الأدوية لا تكون فعَّالةً إلا إذا تمَّ استعمالها في اليوم الأول أو الثاني من بدء الأعراض، حيث إنَّها تحُدُّ من شدة الأعراض وتختصر مدة الحمى والوقت اللازم للعودة إلى ممارسة النشاطات الطبيعيَّة، ولكنَّ ليس بأكثر من يومٍ واحد تقريبًا.بغض النظر عن ذلك، تكون هذه الأدوية شديدَة الفعاليَّة عند بعض الأشخاص.

يختلف الدواء أو الأدوية المستعمَلة باختلاف نوع فيروس الأنفلونزا المُسبِّب للعدوى.يكون أوسيلتاميفير وبالوكسافير، اللذان يُستَعملُان عن طريق الفم، وزاناميفير، الذي يُستَعمل عن طريق الاستنشاق، أدوية فعالة ضد فيروسات الأنفلونزا من النمطين (A) و(B).ويمكن استخدام أوسيلتاميفير عند أطفال صغار لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة.يمكن استعمال زاناميفير عند البالغين والأطفال بعمر 7 سنوات فما فوق، ويمكن استعمال بالوكسافير عند البالغين والأطفال بعمر 12 سنة فما فوق.يُعطى دواء بيراميفير عن طريق الحقن في الوريد كجرعة وحيدة، ويمكن استخدامه عند البالغين والأطفال الذين يبلغون من العمر سنتين وأكثر، وعند الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل الأدوية التي تُستَعمل عن طريق الفم أو عن طريق الاستنشاق.

في حال حدوث عدوى جرثوميَّة، فقد تُضاف المضادَّات الحيويَّة إلى الخطة العلاجية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID