الاخدرار Numbness

حسبMichael C. Levin, MD, College of Medicine, University of Saskatchewan
تمت مراجعته ذو الحجة 1442

يُشير الاخدرار (الخَدَر، التنميل، النَمَل) numbness إلى فقدان جزئي أو كامل للإحساس.يمكن أن يكونَ من أعراض خلل الوظيفة العصبية.

وقد لا يتمكّن المصابون بالاخدرار من الشعور باللمس الخفيف أو الألم أو درجة الحرارة أو الاهتزاز، أو معرفة مكان أجزاء جسمهم (الإحساس بالوضعيَّة).وعندما لا يعرف الأشخاصُ مكان أجزاء جسمهم، فإنَّهم يواجهون مشاكل في التوازن والتناسق.

يستعمل الكثيرُ من الأشخاص مصطلح الاخدرار بشكلٍ خاطئ عندما يكون لديهم أحاسيس غير طبيعية، مثل النخز أو التَّشويك أو الإحساس المشابه لوخز الدبابيس والإبر، أو عندما يشعرون بضعف أو شلل أحد الأطراف، وربَّما يعود ذلك جزئيًا إلى أنَّ الذين يشعرون بالاخدرار غالبًا ما يعانون من هذه الأعراض والأحاسيس غير الطبيعية أيضًا.ويعتمد وجودُ أعراض أخرى على سبب حدوث الاخدرار.

وإذا كان الاخدرارُ موجودًا منذ وقتٍ طويل، وخصوصًا في القدمين، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل أخرى؛حيثُ قد يواجه المرضى صعوبةً في المشي والقيادة، وقد يكونون أكثرَ عُرضة للسقوط.ويمكن ألَّا يُلاحظوا الإصابة بالعدوى وقروح القدم (تقرُّحات) والإصابات، لأنهم لا يستطيعون الإحساس بالألم أيضًا.وقد يتأخر العلاجُ في مثل هذه الحالات.

مَسلَك أو سبيل الإحساس

حتى تكون أحاسيسُ الشخص طبيعيَّة، يجب على المستقبلات الحسية (النهايات المتخصصة للألياف العصبية الحسية في الجلد) أن تكشف المعلومات داخل الجسم وفي محيطه؛ثمَّ يجب على هذه المستقبلات إرسال إشارة على طول المسار التالي:

  • من خلال الأعصاب الحِسيَّة (الأعصاب من الجلد إلى الحبل الشوكي)

  • من خلال جذور الأعصاب النخاعية، التي تتشكّل باجتماع الأعصاب الحسية في فروع قصيرة سميكة تمرّ عبر الفقرات لتتَّصل بالحبل الشوكي (انظر الشكل كيف يجري تنظيم الحبل الشوكي)

  • صعودًا نحو الحبل الشوكي

  • من خلال جذع الدِّماغ

  • إلى جزء من الدماغ الذي يُدرك ويُفسِّر هذه الإشارات (في المخ)

ينطوي المسارُ أو المسلك بالنسبة لبعض أجزاء الجسم على الضفيرة أو ذيل الفرس cauda equina.

الضفائر هي شبكات من الألياف العصبيَّة الحِسِّيَّة والألياف العصبيَّة الحَركيَّة (التي تحمل إشارات من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات وأجزاء الجسم الأخرى).وفي الضفائر، تجتمع هذه الأليافُ العصبية وتُصنَّف لتخدم منطقة معينة من الجسم؛ثم تتفرّع الألياف من الضفيرة لتصبح أعصابًا محيطية.توجد أربع ضفائر في الجذع.

ذيل الفرس هو حزمة من ألياف جذور الأعصاب الشوكية في الجزء السفلي من الحبل الشوكي.تشبه هذه البنيةُ ذيل الحصان، وهو ما يعنيه اسمها باللغة اللاتينية.وهي توفِّر الإحساسَ بالفخذين والأرداف والأعضاء التناسلية والمنطقة الواقعة بينهم، والتي تسمى منطقة السرج لأنها منطقة الجسم التي تلمس السرج.

أسباب الخَدر

ينجم الاخدرار عن حدوث خللٍ في أحد أجزاء مسار الإحساس، ويكون بسبب حدوث اضطراب أو استعمال دواء عادةً.

يمكن للكثير من الحالات أن تتسبَّبَ في حدوث الاخدرار بطرقٍ مختلفة.فمثلًا، يمكنها أن:

يكون للضغط على أجزاء مختلفة من المسار أسبابٌ مختلفة، اعتمادًا على الجزء المتأثِّر من المسار (انظر جدول بعض أسباب وخصائص الاخدرار)، مثل ما يلي:

تقييم الخدر

يمكن أن تُسبِّبَ الكثيرُ من الاضطرابات حدوث الاخدرار، لذلك يقوم الأطباء بطرح الأسئلة بشكلٍ مُنظَّم، ويركِّزون على الأَسبَاب الأكثر احتمالًا.

العَلاماتُ التَّحذيريَّة

تُثير الأعراضُ التالية قلقَ المصابين بالاخدرار:

  • الاخدرار الذي يبدأ فجأة (خلال دقائق أو ساعات)

  • الضعف الذي يبدأ فجأة أو بسرعة (خلال ساعات أو أيام)

  • الاخدرار أو الضعف الذي ينتشر بسرعةٍ في أنحاء الجسم، ويمتد إلى أجزاء جديدةٍ منه

  • صعوبة التنفُّس

  • الاخدرار في الفخذين والأرداف والأعضاء التناسلية والمنطقة الواقعة بينها (منطقة السرج)، وفقدان السيطرة على المثانة والأمعاء (السلس)

  • الاخدرار في كلا الجانبين دون مستوى معين من الجسم (مثل أسفل منتصف الصدر)

  • الاخدرار في كامل الساق أو الذراع

  • نقص الإحساس بالوجه والجذع

متى ينبغي مراجعَة الطبيب

يجب على الأشخاص الذين ظهرت عندهم علاماتٌ تحذيريَّة الذهاب إلى المستشفى مباشرةً.كما ينبغي على الأشخاص الذين لم تظهر عندهم علامات تحذيريَّة الاتصال بطبيبهم؛حيث يمكن للطبيب تحديد الوقت المناسب لمراجعته اعتمادًا على الأعراض.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يبدأ الأطباءُ بالسؤال عن أجزاء الجسم المُصابة.يشير نمط أجزاء الجسم المصابة بالاخدرار غالبًا إلى الجزء المصاب من مسار العصب:

  • جزء من الطرف: خلل وظيفة الأعصاب المحيطية أو الجذور العصبية الشوكية أحيانًا

  • الذراع والساق على نفس الجانب من الجسم: خلل وظيفي في الدماغ

  • جانبا الجسم دون مستوى معين منه: خلل وظيفي في الحبل الشوكي، مثلما يحدث في التهاب النخاع المستعرض transverse myelitis (الذي يسبِّب التهابًا عبرَ كامل عرض النُّخاع)

  • جانبا الجسم، بشكل رئيسي في اليدين والقدمين: خلل وظيفي متزامن لعددٍ من الأعصاب المحيطية في الجسم (اعتِلاَل الأَعصاب)

ثم يسألُ الأطباء عن الأعراض الأخرى لدى الشخص وعن "التاريخ الطبي".كما يقوم الأطباءٌ بإجراء االفَحص السَّريري.تُشير دراسةُ نتائج التاريخ الطبي والفحص السريري غالبًا إلى السبب، وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح التنميل).

يطلب الأطباءُ من الشخص وصف الاخدرار او التنميل؛ثمَّ قد يطرحون أسئلة محدّدة:

  • متى بدأ الاخدرار؟

  • مدى سرعة بدايته؟

  • ما إذا كان الشخصُ يعاني أيضًا من أعراض أخرى، مثل حالات إحساس غير طبيعيَّة أو الضُّعف أو الشلل أو فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة أو احتباس البول أو مشاكل في الرؤية أو صعوبة البَلْع أو تدهور الوظيفة العقلية

  • ما إذا كان أيّ حدثٍ، مثل الضغط على أحد الأطراف أو التعرُّض لإصابة أو النوم بوضعية غريبة أو الإصابة بالعدوى، يؤدي إلى تحريض الأعراض

تُساعد معرفةُ السرعة التي بدأ بها الاخدرار والأعراض الأخرى الأطباءَ على تحديد نوع الاضطراب.

ويُسألُ الشخصُ عن الأعراض التي قد تُشير إلى السبب؛فعلى سَبيل المثال، يشير ألم الظهر أو الرقبة إلى وجود إصابة بخشونة المفاصل أو بقرصٍ منفتق أو باضطرابٍ آخر يضغط على الحبل الشوكي.

كما يستفسر الأطبَّاءُ عمَّا إذا كان الشخص قد تعرّض لاضطراب يمكن أن يسبب الاخدرار، لاسيَّما داء السكّري ومرض الكلية المزمن وحالات العدوى (مثل العدوى بفَيروس العَوَز المَناعِي البَشَرِي أو داء لايم) أو السكتة الدماغية أو التهاب المَفاصِل.وقد يسأل الأطباءُ عمَّا إذا كان أي من أفراد الأسرة قد عانى من أعراضٍ مشابهة، أو أنَّه مصابٌ باضطرابٍ وراثيٍّ يؤثِّر في الجهاز العصبي.ويستفسرون من الشخص عن استخدامه للأدوية، بما في ذلك الأدوية الترويحية، وحول تعرُّضه المحتمل للسموم.

ينطوي الفحصُ السريري على إجراء تقييمٍ كاملٍ للجهاز العصبي (الفحص العصبي)، مع التركيز على اختبار الإحساس (ما إذا كان الشخص يشعر بالمنبهات بشكلٍ طبيعي، مثل اللمس والحرارة)، بالإضافة إلى المُنعَكَسات ووظيفة العضلات.

الجدول

الاختبارات

ليس من الضروري إجراءُ اختبارات إذا كان التشخيص واضحًا، ولا تشتمل المعالجة إلَّا على تدابير عامة (مثل الراحة أو الجبيرة) - مثلًا، في بعض حالات مُتلازمة النفق الرُّسغي.

وفي حالات أخرى، تُجرى الاختباراتُ بناءً على المكان الذي يعتقد الأطباء أن المشكلة ناجمة عنه:

  • بالنسبة للأعصاب الحسية أو الضفائر أو جذور الأعصاب الشَّوكيَّة: دراسات التوصيل العصبي وتَخطيط كَهرَبِيَّة العَضَل

  • بالنسبة للضفائر: دراسات التوصيل العصبي والتخطيط العضلي الكهربي وأحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بعد حقن عامل التباين في الوريد

  • بالنسبة للدماغ أو الحبل الشوكي: التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو يُجرى التصوير المقطعي المحوسب (CT) إذا كان التصوير بالرنين المغناطيسي غيرَ متوفِّر بسهولة

يُجرى دراسات التوصيل العصبي وتَخطيطُ كَهرَبِيَّة العَضَل في الوقت نفسه غالبًا.وتستخدم دراساتُ التوصيل العصبي أقطابًا كهربائيَّة أو إبرًا صغيرة لتحفيز العصب،ثم يقيس الأطباءُ سرعةَ نقل العصب للإشارات.ولتَخطيط كَهرَبِيَّةِ العَضَل، يجري إدخال إبرة صغيرة في العضلة لتسجيل نشاطها الكهربائي عندما تكون العضلة في وضع الراحة وعند تقلصها.

ثم تُجرى اختباراتٌ أخرى لتحديد اضطراب معين؛فعلى سَبيل المثال، إذا كانت النتائجُ تشير إلى اعتلال الأعصاب، يقوم الأطباء بإجراء فحوصات الدَّم للتَّحرِّي عن أسبابه المختلفة (مثل داء السكّري أو اضطرابات الكلى أو نقص الفيتامينات).

علاج الخَدر

يجري تصحيحُ الحالة التي تُسبب الاخدرار أو معالجتها عندما يكون ذلك ممكنًا.

يمكن أن تُساعدَ التدابير العامة على تخفيف شدَّة الأعراض ومنع حدوث مشاكل إضافية.ومن الضروري اتخاذُ الاحتياطات لمنع حدوث الإصابة، لأنَّ الأشخاصَ الذين يعانون من الاخدرار أقلُّ عرضةً للشعور بالانزعاج؛فإذا كانت أقدامهم خدِرةً، لاسيَّما عند وجود ضُعف في الدورة الدَّموية، فعليهم ارتداء الجوارب والأحذية التي تُناسب أقدامهم، وفحص أحذيتهم إن كان قد علق بها حصى أو مواد خارجية أخرى قبلَ انتعالها.كما يجب على المرضى أن يفحصوا أقدامهم بشكلٍ متكررٍ للتَّحرِّي عن وجود قروح وعلامات للعدوى، مثل الاحمرار.أما إذا كانت الأيدي أو الأصابع خَدِرةً، فيجب أن يكونَ الأشخاصُ حريصين عند التعامل مع الأشياء التي قد تكون ساخنة أو حادة.

وإذا كان الأشخاصُ يواجهون صعوبة في المشي أو فقدان الإحساس بالوضعية (مكان أجزاء جسدهم)، فيمكن للعلاج الفيزيائي أن يساعد على تعلم المشي بأمان أكبر وللوقاية من حوادث السقوط.

يجب أن يُدركَ الأشخاص بأنهم قد يواجهون مشاكل في القيادة، وينبغي عند حدوثها أن يتكلَّموا مع طبيبهم حول المشاكل.

نقاط رئيسيَّة

  • يشير مصطلحُ الاخدرار إلى حدوث فقدان جزئي أو كلِّي للإحساس، يكون مصحوبًا غالبًا بأحاسيس غير طبيعية، مثل النخز.

  • يحدث الاخدرار، الذي له الكثير من الأَسبَاب، عندما يتعطَّل أحد أجزاء المسار القادم من المستقبلات الحسية في الجلد إلى الدِّماغ.

  • إذا ظهرت عندَ الأشخاص أيَّة علامات تحذيريَّة، فيجب أن يراجعوا الطبيب فورًا.

  • يُساعد إعلامُ الأطباء عن أجزاء الجسم المصابة وسرعة ظهور الأعراض على تحديد موقع الخلل وسببه.

  • يبدأ الاختبارُ عادةً بدراسات التوصيل العصبي وتَخطيطُ كَهرَبِيَّة العَضَل عند الاشتباه بوجود إصابة في الأعصاب الحِسِّيَّة أو الضفائر أو جذور الأعصاب الشوكيَّة، أو بالرنين المغناطيسي MRI عندَ الاشتباه بوجود إصابة في الدماغ أو الحبل الشوكي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID