إيذاء الذات غير الانتحاري

حسبChristine Moutier, MD, American Foundation For Suicide Prevention
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

إيذاء الذات غير الانتحاري (nonsuicidal self-injury ويُرمز له اختصارًا NSSI) هو عملٌ ذاتي يسبِّب الألم أو الضرر السطحي، ولكن ليسَ المقصود منه أن يتسبب بالموت.

وعلى الرغم من أنَّ الأساليبَ التي يستخدمها الأشخاص لإيذاء أنفسهم، مثل قطع أوعية معصميهم بشفرة حلاقة، تتداخل أحيانًا مع أساليب محاولات الانتحار، تكون إصابةُ النفس غير الانتحاريَّة مختلفة، لأنَّ الأشخاص لا ينوون من هذه الأفعال أن تسبِّب الموت.وفي كثير من الأحيان، يقول الأشخاصُ على وجه التحديد إنَّهم لا يحاولون قتلَ أنفسهم.وفي حالاتٍ أخرى، يفترض الأطباءُ أن الأشخاص لا يحاولون فعليًا أن يموتوا عندما يفعلون مرارًا شيئا لا يمكن أن يسبِّب الموت - كأن يحرقوا أنفسهم بالسجائر، على سَبيل المثال.

ولكن، في المرَّة الأولى التي يضرّ الأشخاص فيها بأنفسهم، قد لا يكون من الواضح ما إذا كانوا يريدون فعلاً الموت؛فعلى سَبيل المثال، قد يعتقد الأشخاص أنهم يمكن أن يقتلوا أنفسَهم عن طريق تناول جرعة زائدة من المضادَّات الحيوية أو الفيتامينات، فيتناولون مثل هذه الجرعة، ومن ثمَّ يُدركون أن مثلَ هذه الجرعة غير مؤذية.

ولكن، حتى عندما لا تسبَّب أذيَّة النفس الموت، فإنَّ الأشخاصَ الذين يَسعوَن إلى الإضرار بأنفسهم هم أكثر احتمالاً على المدى الطويل لمحاولة الانتحار أو الانتحار فعلاً.وبذلك، يجب على الأطباء وأفراد الأسرة ألاَّ يستهينوا بإصابة الذات غير الانتحاريَّة.

تنطوي الأمثلةُ الأكثر شُيُوعًا لإيذاء النَّفس غير الانتحاري على:

  • جرح أو طعن الجلد بأداةٍ حادَّةٍ، مثل السكِّين أو موس الحلاقة أو إبرة

  • حرق الجلد، بسيجارة عادةً

تميل إصابة الذات غير الانتحاريَّة إلى البدء في أثناء مرحلة المراهقة المبكِّرة؛وهي أكثر شيوعًا بين المرضى الذين لديهم اضطرابات أخرى، وخاصة اضطراب الشخصية الحدِّي أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الأكل أو اضطرابات تعاطي المواد (بما في ذلك اضطراب تعاطي الكحول) وطيف اضطرابات التوحد.تُعدُّ إصابة النفس غير الانتحاريَّة أكثر شُيُوعًا بعض الشيء عند الفتيات من الأولاد ، في حين السلوك الانتحاري وهو أكثر شُيُوعًا بين البنات أكثر من الأولاد.ولكنَّ معظمَ الناس يتوقَّفون عن إيذاء أنفسهم عندما يكبرون.

وغالبًا ما يصيب الأشخاصُ أنفسَهم مرارًا وتكرارًا في جلسة واحدة، ممَّا يخلق العديدَ من الجروح أو الحروق في نفس الموضِع.يختار الأشخاصُ عادة منطقة مرئية أو يمكن الوصول إليها بسهولة عادة، مثل السَّاعدين أو أمام الفخذين.كما يضرُّون بأنفسهم مرارًا وتكرارًا في العادة، ممَّا يؤدِّي إلى ندبات واسعة من الحوادث السَّابقة.وغالبًا ما يكون هؤلاء منشغلين بالأفكار حولَ الأفعال الضارَّة.

من غير الواضح سبب إصابة الأشخاص بأنفسهم، ولكن قد تكون إصابة الذات

  • التقليل من المشاعر التي تُسبِّب الشدَّة أو المشاعر السلبية

  • طريقة لحلّ الصعوبات الشخصية

  • معاقبة الذات على الأخطاء المتصوَّرة

  • نداء للمساعدة

ولا يعتقد بعضُ الأشخاص أنَّ إصابتهم الذاتية مشكلة، وبذلك يميلون إلى عدم التماس أو قبول المشورة.

تشخيص إيذات الذات غير الانتحاري

  • تقييم الطبيب

أولًا، يفحص الأطباء الشخصَ لتحديد ما إذا كانت أي من الإصابات لديه تحتاج إلى علاج.

لتشخيص إيذاء الذات غير الانتحاري، يجب على الأطباء تحديد ما إذا كان الفعل يهدف إلى التسبّب في الموت (السلوك الانتحاري) أم لا (إيذاء الذات غير الانتحاري).وللقيام بذلك، يعمل الأطباء على تقييم نية الشخص وأسبابه ومزاجه.قد يُصرِّح الأشخاصُ الذين يشاركون في إيذاء الذات غير الانتحاري بأنَّهم يؤذون أنفسَهم للحصول على الراحة من المشاعر السلبية بدلًا من قتل أنفسهم.أو قد يستخدمون مرارًا وتكرارًا طرائقَ من غير المحتمل أن تؤدي إلى الوفاة.ولكن، يمكن للأشخاص الذين ينخرطون في إيذاء النفس محاولة الانتحار.ولذلك يتحدّث الأطباء مع أشخاص آخرين قريبين من الشخص حول التغيرات في مزاج الشخص والضغوط في حياته حتى يتمكنوا من تقييم خطر الانتحار.

وإذا كان الأشخاصُ لا يعتقدون أنَّ إصابتهم الذاتية هي مشكلة، قد يتردَّدون في الحديث عن ذلك.وهكذا، لتقييم الأشخاص الذين أصابوا أنفسَهم أو أضروا بها، يحاول الأطباء أوَّلاً مساعدتهم على التحدُّث عن إصابتهم الذاتية.وللقيام بذلك، يقوم الأطباءُ بتوصيل ما يلي:

  • أنَّهم سمعوا الشخصَ، وأخذوا تجاربه على محمل الجدّ

  • أنَّهم يفهمون كيف يشعر الشخصُ، وكيف يمكن لتلك المشاعر أن تؤدِّي إلى إصابة الذات؛

ثم يحاول الأطباءُ تحديدَ ما يلي:

  • كيف يؤذي الأشخاص أنفسهم، وكم عدد الطرائق المختلفة التي يقومون فيها بإيذاء أنفسهم (على سبيل المثال، هل يحرقون ويجرحون أنفسَهم؟)

  • كم مرة عرَّضوا أنفسَهم للضرر

  • كم من الوقت آذوا فيه أنفسَهم

  • ما الغرضُ من إيذاء أنفسهم

  • ما مدى استعدادهم للمُشارَكة في العلاج

كما يتأكد الأطباءُ أيضًًا من وجود اضطرابات نفسية أخرى، ويحاولون تقديرَ مدى احتمال أن يحاولَ الأشخاص الانتحار.

علاج إيذاء الذات غير الانتحاري

  • أنواع معيَّنة من العلاج النفسي

  • علاج أيّة اضطرابات أخرى موجودة

قد تفيد أنواع معيَّنة من العلاج النفسي الأشخاصَ الذين يؤذون أنفسَهم.وهي تنطوي على

  • العلاج السُّلُوكي المعرفي

  • العلاج السُّلُوكي الحِوَاري Dialectical behavior therapy

  • العلاج الجَماعي لتنظيم المَشاعر

يساعد العلاجُ المعرفي السلوكي الأشخاص على التعرف إلى المشاكل في التفكير، وفهم كيف تؤدِّي هذه المشاكل أو الانحرافات إلى مشاكل في حياتهم.ويفترض ذلك أنَّ كيفيةَ شعور المَرضَى وتصرُّفهم يعتمد على تفسيرهم للتجارب.ومن خلال التعرُّف إلى المعتَقدات والافتراضات الأساسيَّة، يتعلَّم المَرضَى أو الأشخاص التفكيرَ بطرقٍ مختلفة حولَ تجاربهم، والحدَّ من الأَعرَاض، ممَّا يؤدِّي إلى تحسين السُّلوك والمشاعر.

يُوفِّرُ العلاج السُّلُوكي الحِوَاري جلساتٍ أسبوعيةً فردية وجماعية لمدة عام واحد، حيث يكون المعالج متاحًاعلى مدى 24 ساعة في اليوم عن طريق الهاتف.ويعمل المعالج كمدرِّب سلوك.والهدفُ من ذلك هو مساعدةُ الأشخاص على إيجاد طرق أكثر ملاءمة للاستجابة للكَرب - على سبيل المثال، لمقاومة التحريض على التصرُّف بطريقة مدمرة للذات.

ينطوي العلاجُ الجَماعي لتنظيم المَشاعر على 14 أسبوعًا من العلاج الجَماعي (العلاج في مجموعة).فهو يساعد المَرضَى على إدراك وفهم وقبول مشاعرهم.كما يساعد هذا العلاجُ الأشخاصَ على الاستعداد لقبول المشاعر السلبية كجزء من الحياة، ومن ثَمَّ عدم الاستجابة لهذه المشاعر بشكلٍ مكثف جدًّا وبعنف.

لم تَجرِ الموافقة على أية أدوية لعلاج إصابات النفس غير الانتحاريَّة.ولكن يبدو أن بعض مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان الأحدث، والنالتريكسون كانت فعالة لدى بعض الأشخاص.

إذا كان لدى المَرضَى اضطرابات نفسية أخرى (مثل الاكتئاب، أو اضطرابات الأكل، أو اضطراب تعاطي المواد، أو اضطراب الشخصية الحدي)، تجري مُعالَجة هذه الاضطرابات.إذا أمكن، ينبغي إحالةُ الأشخاص إلى ممارس الرعاية الصحية النفسيَّة.وتُعَدّ متابعةُُ المواعيد ضَروريّة.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. Self-Injury & Recovery Resources (SIRR): أُطلِق هذا الموقع من قبل جامعة كورنيل في عام 2003 لمعالجة الظاهرة المتزايدة لإيذاء الذات بين الناشئين والبالغين الشباب، وقام بإنتاج سلسلة من الموارد لتثقيف عامة الناس والمهنيين حول إيذاء الذات غير الانتحاري، وكذلك تقييم وأدوات التعافي للمساعدة على علاج إيذاء الذات غير الانتحاري.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID