التهاب المَفاصِل الروماتويدي

حسبApostolos Kontzias, MD, Stony Brook University School of Medicine
تمت مراجعته جمادى الأولى 1444

التهابُ المَفاصِل الروماتويدي Rheumatoid arthritis هو التهاب المَفاصِل الالتهابي الذي تكون فيه المَفاصِل، التي تنطوي عادةً على المَفاصِل الموجودة في الأيدي والأقدام، مُلتهبةً، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث تورُّم وألم، وتخرّب المَفاصِل غالبًا.

  • يتسبَّب الجهاز المناعي في حدوث ضررٍ في المَفاصِل والأنسجة الضامة.

  • تصبح المَفاصِل (المَفاصِل الصغيرة الموجودة في الأطراف عادةً) مؤلمةً ومُتيبِّسةً لمدَّة تزيد عن 60 دقيقة بعد الاستيقاظ وبعد فترات الخمول.

  • قد يُعاني المريض من الحمى والشعور بالضَّعف وحدوث أضرارٍ في أعضاءٍ أخرى.

  • يعتمد التَّشخيص على الأَعرَاض بشكلٍ رئيسي، ولكنَّه يستند كذلك إلى الفحوص الدَّمويَّة للعامل الروماتويدي وأضداد الببتيد السيتروليني الحلقي (anti-CCP) وإلى صور الأشعَّة السِّينية.

  • يمكن أن ينطوي العلاج على ممارسة التمارين الرياضيَّة والتجبير واستعمال الأدوية (مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة والأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض والأدوية المثبِّطة للمناعة) والجراحة في بعض الأحيان.

يُصاب حَوالى 1% من سكان العالم بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، بغضِّ النظر عن عرقهم أو مكان إقامتهم أو منشأهم، وتكون نسبة إصابة النساء أكبر بـ 2-3 مرّات من نسبة إصابة الرجال.يبدأ التهاب المَفاصِل الروماتويدي عندَ الذين تتراوح أعمارهم بين 35 - 50 عامًا، ولكنَّه قد يحدث في أيِّ عمر.يمكن أن يحدث اضطرابٌ مماثلٌ لالتهاب المَفاصِل الروماتويدي عند الأطفال.وبذلك يُسمّى المرض التهاب المَفاصِل اليفعي المجهول السَّبب juvenile idiopathic arthritis؛إلَّا أنَّ مآل هذا الالتهاب يكون مختلفًا إلى حدٍّ ما على الأغلب.

ما زال السبب الدقيق لالتهاب المَفاصِل الروماتويدي غير معروف.وهو يُعدُّ من أمراض المناعة الذاتيَّة؛حيث تهاجمُ مُكَوِّنات الجهاز المناعي الأنسجةَ الرَّخوة التي تُبطِّنُ المَفاصِل (النسيج الزليلي) كما يمكنها مهاجمة الأنسجة الضامة في أجزاءٍ أخرى كثيرة من الجسم، مثل الأوعية الدَّمويَّة والرئتين.وفي النهاية، تتآكل الغضاريف والعظام والأربطة في المَفاصِل (تُستهلك)، مُسبِّبةً حدوث تشوُّهٍ وعدم استقرار وتندُّبٍ داخل المَفصِل.تُتدهور المَفاصِل بمعدَّلٍ متفاوت.يمكن أن تؤثِّر الكثير من العَوامِل في نوع المرض، بما في ذلك الاستعداد الوراثي.ويعتقدُ بوجود دورٍ للعوامل البيئيَّة غير المعروفة (مثل حالات العدوى الفيروسيَّة وتدخين السجائر).

تنطوي عواملُ خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي على ما يلي:

  • التدخين

  • السُمنة

  • التغيُّرات في الميكروبيوم (مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في جزء معيَّن من الجسم عادةً، مثل السبيل الهضمي، والفم، والرئتين)

  • أمراض النسج الداعمة للسن (التهاب النسج الداعمة للسن)

هل تعلم...

  • رغم أنَّ بعض المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي قد وجدوا أنَّ بعض الأطعمة يمكن أن تُسبِّبَ حدوث نوبات أو تقي من التهاب المفصل وضرره، إلَّا أنَّه لم يثبت وجود مثل تلك الأطعمة.

أعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي

يمكن أن يُعاني المصابون بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي من الأعراض التالية:

  • أعراض خفيفة نسبيًّا

  • حدوث نوبات بعد فتراتٍ طويلةٍ من الهَدأَة (يكون المرض خلالها غير نشط) في بعض الأحيان

  • تفاقم مستمرّ وشديد للمرض، قد يكون بطيئًا أو سريعًا

يمكن أن يبدأ التهاب المَفاصِل الروماتويدي فجأة، مع حدوث الالتهاب في عددٍ من المَفاصِل في الوقت نفسه.يبدأ الالتهاب بشكلٍ غير ملحوظ في كثيرٍ من الأحيان، حيث يُصيبُ مفاصلَ مختلفة بشكلٍ تدريجي.تكون الإصابة بهذا الالتهاب متناظرة عادةً، حيث يُصيبُ نفس المَفاصِل من جانبي الجسم بنفس الشِّدَّة تقريبًا.يمكن أن يُصابَ أيُّ مفصلٍ بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، ولكنَّ الالتهاب يبدأ في المَفاصِل الصغيرة في معظم الأحيان:

  • اليدين

  • المعصمين

  • أصابع اليد

  • القدمين

  • أصابع القدم

تشتمل المَفاصِلُ المصابة الأخرى عادةً على ما يلي:

  • الركبة

  • الكتفان

  • المرفقان

  • الكاحلان

  • الوركان

كما قد تُصاب الرقبة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي.لا تحدث الإصابة في الجزء السفلي من العمود الفقري وفي مفاصل رؤوس أصابع اليد.

تكون المَفاصِل المُلتهبة مؤلمة عادةً ومتيبِّسة غالبًا، لاسيَّما بعد الاستيقاظ (يستمرُّ هذا التيبُّس لأكثر من 60 دقيقة عادةً) أو بعد فترات الخمول الطويلة.يشعر بعضُ الأشخاص بالتَّعب والضَّعف، وخصوصًا في بداية فترة ما بعد الظهر.يمكن أن تُسبِّب الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي نَقصًا في الشَّهية مع نقص الوَزن والشُّعور بحمَّى منخفضة الدرجة.

تُسبِّبُ المَفاصِل المصابة عادةً شعورًا بالإيلام والدفء مع ازدياد حجمها نتيجة تورُّم الأنسجة الرخوة المُبطِّنة للمفاصل (التهاب الزليل) والسائل داخل المَفصِل (السائل الزليلي) في بعض الأحيان.يمكن أن تصبح المَفاصِل مشوَّهة بسرعة.قد تَثبُتُ المَفاصِل على وضعيَّةٍ واحدة بحيث لا يمكن ثنيها أو فتحها بالكامل، ممَّا يؤدي تقييدِ مجال حركتها.قد تميل الأصابع إلى الانزياح بعض الشيء عن وضعها الطبيعي باتجاه الإصبع الصغير من كلِّ يد، مؤدِّيةً إلى انزلاق الأوتار في الأصابع من مكانها، أو قد تحدث تشوُّهاتٌ أخرى (انظر تشوُّه عنق البجعة وتشوُّه العروة).

عندما تكون الأصابع منحنية بشكلٍ غير طبيعي

يُمكن أن تُؤدِّي بعضُ الاضطرابات، مثل التهاب المَفاصِل الروماتويدي والإصابات، إلى حدوث انحناء في الأصابع بشكلٍ غير طبيعي.بالنسبة إلى التشوّه الشبيه بعنق البجعة، يتقوَّس المفصل في قاعدة الإصبع (ينحني flexes)، ويستقيمُ المَفصِل الأوسط (يمتد) نحو الخارج، وينحني المَفصِل الأبعد إلى الداخل؛وبالنسبة إلى تشوه العروة، ينحني مفصل الإصبع الوسطى إلى الداخل (نحو راحة اليد)، وينحني المفصل الأبعد للإصبع إلى الخارج (بعيدًا عن راحة اليد).

يمكن للمعصمين المتورِّمين أن يقرصا العصب ممَّا يؤدي إلى الشعور باخدرارٍ أو نخزٍ نتيجة الإصابة بمُتلازمة النفق الرسغي.

يمكن أن تتمزَّق الكيسات التي قد تتشكَّل خلف الركبتين المصابتين، ممَّا يُسبِّبُ شعورًا بالألم وتورمًا في الجزء السفلي من السَّاقين.تصل نسبة المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويديَّة الذين لديهم تحدُّبات قاسيَّة (تُسمى العُقيدات الروماتوديَّة) تحت الجلد مباشرةً، والقريبة من مواضع الضَّغط عادةً (كما في الجزء الخلفي من الساعد بالقرب من المرفق)، إلى 30%.

يتسبَّبُ التهاب المَفاصِل الروماتويدي في حدوثِ التهاب الأوعية الدَّمويَّة في حالاتٍ نادرة.يُقلِّلُ التهاب الأوعية الدموية من إمدادات الدَّم إلى الأنسجة، ويمكن أن يُلحقَ ضَرَرًا بالأعصاب أو يُسبِّبَ ظهور قرحاتٍ في الساق.يمكن أن يؤدي التهابُ الأغشية المُغلِّفة للرئتين (غشاء الجنب) أو الكيس المحيط بالقلب (التأمور) أو التهاب وتندُّب الرئتين أو القلب إلى الشعور بألم في الصدر أو ضيق النَّفَس.تظهر عند بعض الأشخاص غددٌ لمفاويَّة مُتورِّمة (تَضَخُّمُ العُقَدِ اللِّمفِيَّة) أو مُتلازمة فيلتي (انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء وتضخُّم الطحال) أو مُتلازمة شوغرن (جفاف الفم والعينين) أو ترقُّق بياض العين (الصُّّلبة) أو احمرار وتهيُّج العيون النَّاجم عن التهاب (التِهابُ ظاهِرِ الصُّلبَة).

كما قد تُصاب عظام الرقبة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، مما يجعل العظام غير مستقرة ويزداد خطر ضغط العظام (انضغاط) على الحبل الشوكي.تُعدُّ إصابة الرقبة شائعةً عند الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي النشط، الذي يُسبِّبُ الصُّدَاع والألم والتيبُّس عادةً، ويترافق أحيانًا مع الألم الذي ينتشر إلى الذراعين أو الساقين.

يكون الأشخاص الذين يعانون من التهاب المَفاصِل الروماتويدي أكثرَ عُرضةً لخطر الإصابة المبكرة بدَاء الشِّريَان التاجي وأمراض العظام، مثل قلة العظم و هشاشة العظام.

التهاب المَفاصِل الروماتويدي
التَشَوُّه الشَبِيه بعُنُقِ البَجعَة
التَشَوُّه الشَبِيه بعُنُقِ البَجعَة
في التشوه الشبيه بعنق البجعة، يأخذ الإصبع شكلاً منحنيًا، يشبه عنق البجعة.

SCIENCE PHOTO LIBRARY

تَشَوُّهُ العُروَة
تَشَوُّهُ العُروَة
تُظهر هذه الصورة تشوه عروة في إصبع البنصر في اليد.

© Springer Science+Business Media

تشوه العروة في سياق الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي
تشوه العروة في سياق الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي
تُظهر هذه الصورة عدة تشوهات عروية في أصابع وإبهامي اليد عند مريضة مصابة بحالة متقدمة من التهاب المفاصل الروماتويدي.

By permission of the publisher.From Matteson E, Mason T: Atlas of Rheumatology.Edited by G Hunder.Philadelphia, Current Medicine, 2005.

العُقيدات الروماتويدية
العُقيدات الروماتويدية
تُظهر هذه الصورة تحدبات حمراء (عُقيدات) تحت جلد الفخذين عند مريضة مُصابة بالتهاب السبلة الشحمية.

DR P.MARAZZI/SCIENCE PHOTO LIBRARY

العُقيدة الروماتويديَّة (اليد)
العُقيدة الروماتويديَّة (اليد)
تُظهر هذه الصورة نتوءًا صلبًا تحت الجلد (العُقيدة الروماتويدية) فوق المَفصِل في يد شخص مُصاب بالتهاب المَفاصِل الروماتو... قراءة المزيد

DR P.MARAZZI/SCIENCE PHOTO LIBRARY

تشخيص التهاب المَفاصِل الروماتويدي

  • فحوص الدَّم

  • التصوير بالأشعة السينية

  • فحص سائل المَفصِل

يَتَّبعُ الأطباء معاييرَ مُحدَّدة عند تقييم إصابة شخصٍ بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، إضافةً إلى النَّمط المُميَّز للأعراض.يشتبه الأطبَّاء في وجود التهاب المَفاصِل الروماتويدي عند معاناة الأشخاص من تورُّمٍ واضحٍ في بطانة أكثر من مفصلٍ غير ناجمٍ عن اضطرابٍ آخر.يُشخِّص الأطبَّاء التهاب المَفاصِل الروماتويدي عند وجود مجموعاتٍ معيَّنةٍ من المعايير التالية:

  • إصابة المَفاصِل التي من الشائع إصابتها بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي

  • ارتفاع مستويات العامل الروماتويدي أو أضداد الببتيد السترولينيّ الحلقيّ في الدَّم أو كليهما

  • ارتفاع مستويات البروتين سي التفاعلي في الدَّم أو سرعة تثفُّل الكريَّات الحمر أو كليهما

  • استمرار الأعراض لمدَّة 6 أسابيع على الأقل

يتحرى الأطباء فحوصات الدَّم لتحديد مستويات العامل الروماتويدي و أضداد الببتيدات السترولينيَّة الحلقيَّة لدى الشخص، بالإضافة إلى مستويات البروتين التفاعلي سي أو سرعة تثفُّل الكريَّات الحمر أو كليهما.كما تُجرى وبشكلٍ دوريٍّ صورٌ بالأشعََّّة السينيَّة للأيدي والمعاصم والمَفاصِل المصابة؛حيث تُظهِرُ صور الأشعَّة السينيَّة التغيُّرات المُميَّزة في المَفاصِل والنَّاجمة عن التهاب المَفاصِل الروماتويدي.ويكشفُ التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو اختبار تصويرٍ آخر، عن حالات تشوُّهات المَفاصِل في مرحلةٍ مبكِّرة، ولكنها ليست ضرورية دائمًا.

كما يمكن للأطباء إدخالُ إبرةٍ في المَفصِل لسحب عَيِّنَة من السَّائِل الزليلي.يُفحصُ السَّائِل لتحديد ما إذا كان متوافقًا مع ملامح الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي واستبعاد الاضطرابات الأخرى التي تُسبِّبُ ظهور أعراضٍ مشابهة لأعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي.يحتاج السَّائِل الزليلي إلى تحليلٍ للتأكُّد من إصابة الشخص بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي ولكن ليس من الضروري إجراؤه دائمًا عندما تتسبب النوبة في تورم المفاصل.

اختبارات الدَّم

يحتوي دم الكثير من المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي على أضدادٍ مُميَّزة، مثل العامل الروماتويدي وأضداد الببتيدات السترولينيَّة الحلقيَّة؛ولكن، لا يعتمد الأطباء على الاختبارات الدموية لتشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي.

حيث يوجد العامل الروماتويدي عند 70٪ من المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي.(كما يمكن العثور على العامل الروماتويدي في عدد من الأمراض الأخرى، مثل السرطانات والذئبة الحمامية المجموعيَّة والتهابات الكبد وبعض حالات العدوى الأخرى. ويمكن أن يوجد العامل الروماتويدي في دم بعض الأشخاص دون أن يكونوا مصابين بأيِّ اضطراب، ولاسيَّما كبار السن).

توجد أضدادُ الببتيدات السترولينيَّة الحلقيَّة عند أكثر من 75٪ من الأشخاص المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، ولكن لا توجد عند غير المصابين بهذا الالتهاب دائمًا تقريبًا.يتنبَّأ وجودُ أضداد الببتيد السيتروليني الحلقي (anti-CCP) والعامل الروماتويدي، وخاصة عند الأشخاص الذين يدخنون السجائر، بأنَّ التهابَ المَفاصِل سيكون أكثرَ شِدَّة.

تكون مستويات بروتين سي التفاعلي مرتفعة غالبًا عند المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي.يكون ارتفاع مستويات البروتين سي التفاعلي (وهو البروتين الذي ينتشر في الدَّم) كبيرًا عندَ وجود التهاب.وقد يعني ارتفاع مستوياته وجودَ نشاطٍ للمرض.

تزداد سرعة تثفُّّل الكريَّات الحمر في الدَّم عند 90٪ من الأشخاص الذين يُعانون من التهاب المَفاصِل الروماتويدي النشيط.إنّ اختبار سرعة تثفُّّل الكريَّات الحمر في الدَّم هو فحصٌ آخر للالتهاب، حيث يقيس سرعة ترسُّب خلايا الدَّم الحمراء في الجزء السفلي من أنبوب اختبارٍ يحتوي على الدَّم.ولكن تحدث زيادات مماثلة لسرعة تثفُّّل الكريَّات الحمر ولمستوى البروتين سي التفاعلي أو لكليهما في الكثير من الاضطرابات الأخرى.يمكن أن يوصي الأطباء بمراقبة سرعة تثفُّّل الكريَّات الحمر أو مستوى البروتين سي التفاعلي للمساعدة على معرفة تطوُّّر نشاط المرض.

يُعاني معظم المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي من فقر دمٍ بسيط (عددٌ غير كافٍ من خلايا الدَّم الحمراء).ولكن من النَّادر أن ينخفضَ عدد خلايا الدم البيضاء إلى مستوى غير طبيعي.تسمَّى حالة المصابِ بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، الذي يعاني من نقصٍ في تعداد الكريَّات البيض وتضخُّمٍ في الطحال، مُتلازمة فلتي felty syndrome.

مآل التهاب المَفاصِل الروماتويدي

لا يمكن التَّنبُّؤ بمسار التهاب المَفاصِل الروماتويدي.تكون سرعة تفاقم الاضطراب أكبر خلال السنوات الست الأولى، وخصوصًا السنة الأولى، ويُصاب 80٪ من الأشخاص غير المُعالَجين بتشوُّهات دائمة في المفاصل في غضون 10 سنوات.يُقلِّل التهاب المَفاصِل الروماتويدي العمر المتوقع من 3 - 7 سنوات.ويعدُّ داءُ القلب (امن أخطار التهاب المَفاصِل الروماتويدي) والعدوى ونزف الجهاز الهضمي من المُضَاعَفات الأكثر شُيُوعًا التي تؤدِّي إلى الوفاة.كما قد يكون للآثار الجانبية للعلاج الدوائي والسرطان والأمراض الكامنة دورٌ في ظهور المضاعفات.يشفى التهابُ المَفاصِل الروماتويدي من تلقاء نفسه في حالاتٍ نادرة.

يُخفِّفُ العلاجُ الأَعرَاضَ عند 75% من الأشخاص.ويصبح 10٪ على الأقل من المصابين بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي مُصابين بإعاقةٍ شديدة رغم التزامهم الكامل بالعلاج.وتنطوي العَوامِل التي تميل إلى التنبُّؤ بمآلٍ أشدّ سوءًا على ما يلي:

  • الأشخاص من العرق الأبيض، أو النساء، أو كِلا العاملين

  • وجود عُقيدات روماتويديَّة

  • تقدُّم الشخص بالسنّ عندَ بدء الاضطراب

  • إصابة 20 مفصل على الأقلّ بالالتهاب

  • كون الشخص من المُدخنين

  • السِّمنة

  • ارتفاع سرعة تثفُّل الكريات الحُمر erythrocyte sedimentation rate ESR

  • وجود مستويات مرتفعة من العامل الروماتويدي في الدَّم أو أضداد الببتيدات السترولينيَّة الحلقيَّة

علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي

  • الأدوية

  • أسلوب الحياة، مثل الراحة والنظام الغذائي وممارسة الرياضة وإيقاف التدخين

  • العلاج الفيزيائي والعلاج المهني

  • الجراحة في بعض الأحيان

تتضمَّن المُعالجَاتُ القيامَ بتدابير بسيطة ومُحافِظة بالإضافة إلى العلاجات الدوائيَّة والجراحيَّة.وتهدف التدابيرُ البسيطة إلى المساعدة على معالجة الأعراض التي يعاني منها الشخص، وتشتمل على الراحة والتغذية الكافية والمُعالجَات الفيزيائية.يجب على المرضى اتِّخاذ التدابير التي تُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل إيقاف التدخين والحصول عند الضرورة على علاجٍ لارتفاع ضغط الدَّم ولارتفاع نسبة الدهون أو الكوليسترول في الدَّم.

الأدوية

نتيجة قيام الأدوية المضادة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض فعليًّا بإبطاء سرعة تفاقم المرض وتخفيف أعراضه، يجب البَدءُ باستعمالها فورَ تشخيص التهاب المَفاصِل الروماتويدي.يمكن الاطِّلاع على الأدوية الأخرى المُستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي من خلال مراجعة أدوية علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي.

الرَّاحة والتَّغذية

قد تكون الراحة التامة في السرير ضرورية في حالات نادرة، حتى ولو لفترة قصيرةإلا أن النوم الجيد مهم، لأن قلة النوم تزيد الألم.

ينبغي توفيرُ الرَّاحة للمفاصل شديدة الالتهاب لأنَّ استعمالها قد يؤدي إلى تفاقم الالتهاب.تساعد فتراتُ الرَّاحة المنتظمة على تخفيف الألم غالبًا، وتُفيد الرَّاحة في الفراش لفترة قصيرة على تخفيف شدَّة النَّوبة الالتهابيَّة في أكثر مراحلها نشاطًا وألمًا.

ويمكن استعمالُ الجبائر لتثبيت وإراحة مفصلٍ واحدٍ أو أكثر، ولكن من الضروري القيام ببعض الحركات المنتظمة للمفاصل لمنع حدوث ضَعفٍ في العضلات القريبة منها و منع تيبُّس المَفاصِل في مكانها.

اتِّباع نظام غذائي صحي منتظم بشكل عام.قد يؤدي اتِّباع نظام غذائي غني بالأسماك (أحماض أوميغا 3 الدهنية) والزيوت النباتية والفقير باللحوم الحمراء إلى تخفيف شدَّة الأَعرَاض بشكلٍ جزئي عند بعض الأشخاص.ويمكن أن تحدث نوبات بعد تناول بعض الأشخاص لأطعمة مُعيَّنة، لذلك ينبغي في هذه الحالة تجنُّب تناول هذه الأطعمة، إلَّا أنَّه من النَّادر حدوث مثل هذه النوبات.ولم يثبت تسبُّب أطعمة مُعيَّنةٍ في حدوث نوبات.وقد اقتُرحَ اتِّباع عدد من الأنظمة الغذائية دون أن تثبُت جدوى أيٍّ منها.يجب تفادي اتِّباع صَرَعات الوجبات الغذائية.

المُعالجَات الفيزيائية

يجب أن تنطوي خطة العلاج إلى جانب استعمال الأدوية لتخفيف شدَّة التهاب المَفاصِل على معالجات غير دوائية، مثل ممارسة التمارين الرياضيَّة والعلاج الفيزيائي (التي تشتمل على التدليك والجرّ والعلاج الحراري العميق) والعلاج المهني (الذي يشتمل على استعمال أجهزة المساعدة الذَّاتيَّة).

ينبغي تمطيطُ المَفاصِل المُلتهبة برفقٍ بحيث لا تبقى ثابتة في وضعيَّةٍ واحدة.قد يكون العلاج الحراري مفيدًا لأنَّ الحرارة تُحسِّنُ وظيفة العضلات من خلال تخفيف تيبُّس وتقلُّص العضلات.ويمكن للشخص الانتظام في ممارسة التمارين الرياضيَّة الفعَّالة مع تراجع الالتهاب، مع مراعاة عدم الإفراط في ممارسة الرياضة إلى درجة الإرهاق.قد تكون ممارسة الرياضة في المياه الدافئة أسهلَ بالنسبة لكثيرٍ من الأشخاص.

ينطوي علاج المَفاصِل المشدودة على القيام بتمارين مكثفة واستعمال الجبائر في بعض الأحيان لتمطيط المَفصِل تدريجيًّا.يمكن تعريض المَفصِل للبرد بهدف تخفيف شدَّة الألم النَّاجم عن التَّفاقم المؤقَّت في أحد المَفاصِل.

يمكن أن يستعمل المصابون بعجزٍ ناجمٍ بسبب التهاب المَفاصِل الروماتويدي عددًا من الأدوات التي تساعدهم على إنجاز نشاطاتهم اليوميَّة؛فمثلًا، يمكن للأحذية التقويميَّة أو الرياضية المُعدَّلة بشكل خاص أن تجعلَ المشي أقلَّ إيلامًا، وتُقلَّل أجهزة المساعدة الذاتية مثل الأذرع القابضة من الحاجة إلى الضغط على اليد بقوة.

الجراحة

قد يكون من الضروري اللجوء إلى العلاج الجراحي عند فشل العلاج الدوائي.كما ينبغي التفكير بالمعالجة الجراحيَّة دائمًا عند وضع الخطَّة العلاجيَّة؛فمثلًا، يحُدُّ تشوُّه الأيدي والأذرع من قدرة الشخص على استعمال العكَّازين خلال فترة إعادة التأهيل ويؤثِّر بشكلٍ خطيرٍ على الركبتين والأقدام، ويُنقِصُ من فوائد جراحة الورك.يجب تحديد الأهداف المقبولة لكل شخص، ويجب مراعاة قدرته على العمل.قد يُجرى إصلاحٌ جراحيٌّ خلال فترة نشاط المرض.

يُعدُّ الاستبدال الجراحي لمفاصل الركبة أو الورك الطريقةَ الأكثر فعاليَّة لاستعادة حركتها ووظيفتها عند تفاقم الإصابة في المَفصِل.كما يمكن استئصال المَفاصِل أو تثبيتها مع بعضها، وخصوصًا في القدم، وذلك لجعل الحركة أقلَّ إيلامًا.ويمكن تثبيتُ الإبهام لتمكين الشخص من مسك الأشياء، كما يمكن تثبيت الفقرات غير الثابتة من أعلى الرقبة لمنعها من الضغط على الحبل الشوكي.

ويوصى بإصلاح المَفصِل من خلال استبداله بمفصلٍ اصطناعي عندما يكون الضرر شديدًا بحيث يحُدُّ من وظيفته.ويُعدُّ الاستبدال الكامل لمفاصل الورك والركبة من أكثر الجراحات التي يستمرُّ نجاحها.

استبدالُ كامل مفصل الورك (استبدال الورك التام)

يجب استبدال كامل مفصل الورك في بعض الأحيان.يتشكَّل مفصل الورك من قمَّة (رأس) عظم الفخذ وسطح الكرة المناسب لرأس عظم الفخذ.ويسمّى هذا الإجراء استبدال كامل الورك total hip replacement أو رأب كامل مفصل الورك total hip arthroplasty.يجري استبدال رأس عظم الفخذ بجزءٍ على شكل كرة (اصطناعيَّة)، مصنوع من المعدن.يكون للجزء الاصطناعي جذعٌ قويٌّ متناسبٌ مع الجزء الداخلي المركزي من عظم الفخذ.يجري استبدال الكرة مع الغلاف المعدني المُبطََّّن بطبقة بلاستيكيَّة متينة.

استبدال الركبة

يمكن استبدالُ مفصل الرُّكبة المتضرر من خشونة المَفاصِل بمفصلٍ اصطناعي.يقوم الجرَّاح بإجراء شقٍّ في الجلد فوق مفصل الركبة المتضرِّر بعد استعمال مخدِّرٍ عام.قد يَجرِي استئصال الرَّضَفة وتمليس نهايات عظم الفخذ والظنبوب بحيث يمكن تركيبُ أجزاء المَفصِل الاصطناعي بسهولةٍ أكبر.يجري إدخال أحد أجزاء المَفصِل الاصطناعي في عظمة الفخذ، بينما يُدخلُ الجزء الآخر في عظم الظنبوب، ثم تُثبَّتُ الأجزاء في مكانها.

أدوية التهاب المَفاصِل الروماتويدي

يكون الهدفُ الرئيسيُّ من العلاج الدَّوائي هو خفض شدَّة الالتهاب والمعالجة الوقائيَّة لمنع التآكل وتقدُّم المرض وفقدان وظيفة المفاصل.

وتنطوي المجموعاتُ الدوائيَّة الرئيسيَّة المُستَعمَلة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي على:

يُستَعملُ عدد من هذه الأدوية بشكلٍ متزامن؛فمثلًا، قد يصف الأطباء اثنين من الأدوية المضادة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض معًا أو الستيرويدات القشريَّة بالإضافة إلى الأدوية المضادة للروماتيزم المُعدِّلة؛إلَّا أنَّ أفضل التَّوليفات الدَّوائيَّة مازالت غير معروفة.لا يجري استعمال العَوامِل الحيويَّة عادةً في توليفةٍ مع عوامل حيويَّة أخرى لأنّ هذه التوليفات تزيد من تكرُّر الإصابة بحالات العدوى.

جميع فئات الأدوية لها آثارٌ جانبيةٌ فد تكون خطيرةٌ يجب التَّحرِّي عنها خلال فترة العلاج.

مضادَّاتُ الالتهاب غير الستيرويديَّة

يمكن استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة في علاج أعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي.لا تؤدي هذه الأدوية إلى منع تفاقم الضرر النَّاجم عن التهاب المَفاصِل الروماتويدي، وباذلك ينبغي عدم اعتباره علاجًا أساسيًّا.( انظر أيضًا جدول الأدوية المستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي).

قد يؤدي استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية إلى تقليل تورُّم المَفاصِل المصابة وتخفيف شدَّة الألم والتيبس.ويمكن استعمالها عن طريق الفم أو تطبيقها مباشرة على الجلد فوق المَفاصِل المؤلمة.يُسبِّبُ التهابُ المَفاصِل الروماتويدي، وخلافًا لخشونة المَفاصِل، حدوث التهابٍ كبير.وبذلك، تتميَّز الأدوية التي تقلِّلُ من شِدَّة الالتهاب، بما فيها مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة، بميِّزةٍ كبيرة مقارنةً بدواءٍ مثل الأسيتامينوفين الذي يُخفِّفُ الألمَ فقط دون أن يُؤثِّرَ في شِدَّة الالتهاب.ولكن، ينبغي تجنّب مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية من قِبَل الأشخاص الذين لديهم تاريخ للإصابة بالقرحاتٍ الهضميَّة، بما فيها قرحة المعدة أو قرحة الاثناعشري - لأنَّ مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تُسبِّبَ اضطرابًا في المعدة ونزف القرحات.قد تؤدي الأدوية المُثبِّطة لمضخَّة البروتون (مثل إيزوميبرازول أو لانسوبرازول أو أوميبرازول أو بانتوبرازول أو رابيبرازول) إلى التقليل من مخاطر الإصابة بقرحاتٍ في المعدة أو الاثناعشري (انظر جدول الأدوية المُستَعملة في علاج الحموضة المعدية).

يمكن أن تشتملَ الآثار الجانبية المُحتملة الأخرى لاستعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية على الشعور بالصُّداع، والتَّخليط الذهنِي، وارتفاع ضغط الدم وتفاقم خلل وظائف الكلى والتَّورُّم وتراجع وظيفة الصُّفَيحات الدَّمويَّة مما يسبب التكدم أو النزف.قد يُعاني المرضى، الذين أُصيبوا بالشرى أو من التهابٍ وتورُّمٍ في الأنف أو من الرَّبو بعد استعمالهم الأسبرين؛ من نفس الأعراض بعد استعمالهم مضادات الالتهاب غير الستيرويديَّة الأخرى.يمكن أن تزيد مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.ويبدو أنَّ الخطرَ يكون أكثرَ شِدَّةً عند استعمال الجرعات القصوى من الدواء ولفتراتٍ زمنيَّة طويلة.

لم يَعُد الأسبرين يُستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي لأنَّ الجرعات الفعَّالة غالبًا ما تكون سامة.

تُصنَّفُ مثبطات سيكلوجيناز (كوكس-2) cyclooxygenase (COX-2) inhibitors (مثل سيليكوكسيب) من مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية التي تتمتَّع بنفس تأثير مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى، ولكنَّ احتمال إلحاقها الضَّرر بالمعدة يكون أقل ولا تؤثر في وظيفة الصفيحات الدموية وتسبب التكدم أو النزف مثل غيرها من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.غير أنَّ استعمالَ الشخص للأسبرين أيضًا يُرجِّح حدوث ضررٍ في المعدة كما هي الحال مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى.وينبغي توخِّي الحذر عند استعمال مثبطات سيكلوجيناز (كوكس-2) وربَّما جميع مضادَّات الالتهاب غير الستيرويَّدية لفتراتٍ طويلة أو من قِبَل الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر حدوث نوبةٍ قلبيَّة وسكتةٍ دماغيَّة.

الأدوية المضادة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض Disease-modifying antirheumatic drugs (DMARDs

تعملُ الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض مثل ميثوتريكسات وهيدروكسي كلوروكين ولفلونوميد وسلفاسالازين على إبطاء تقدُّم التهاب المَفاصِل الروماتويدي؛ وتُستَعمل عند جميع الأشخاص المصابين بهذا الالتهاب تقريبًا؛حيث يُوصي الأطبَّاء باستعمال هذه الأدوية فورَ تشخيص الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي عادةً.يضطرُّ المرضى إلى استعمال الأدوية لأسابيعَ للوصول إلى فعاليَّتها.ورغم انخفاض شدَّة الألم بمضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية، يُرجَّح أن يوصي الطبيب باستعمال الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض، وإلا فقد يتفاقم المرض حتى وإن تراجعت الأَعرَاض.( انظر أيضًا جدول الأدوية المستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي).

تتحسَّن حالة حَوالى 65% من الأشخاص بشكلٍ عام، وتصبح حالة الهدأة الكاملة أكثر شيوعًا.يصبح تفاقم التهاب المَفاصِل بطيئًا عادةً، ولكنَّ الألم قد يستمر.وينبغي أن يُدرك المرضى خطورة الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض وأن يُراقبوا بدقَّة ظهور مؤشِّرات تدلُّ على سُمِّيتها.

قد يكون استعمال تَوليفَاتٍ من الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض أكثرَ فعاليةً من الاستعمال المُنفرَد للأدوية؛فمثلًا، يكون استعمال توليفةٍ من هيدروكسي كلوروكين وسلفاسالازين وميثوتريكسات أكثرَ فعاليةً من استعمال ميثوتريكسات لوحده أو من استعمال الدواءين الآخرين معًا.كما أنَّ استعمال توليفةٍ من العَوامِل الحيويَّة مع الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض يكون أكثر فعاليَّة غالبًا من استعمال دواءٍ واحد أو توليفاتٍ مُعيَّنة من الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض؛فمثلًا، يمكن استعمال ميثوتريكسات في توليفةٍ مع مُثبِّط عامل نخر الورم.

يُستَعمل ميثوتريكسات عن طريق الفم مرَّة واحدة أسبوعيًّا؛حيث يُعدُّ من الأدوية المُضَّادة للالتهاب عند استعماله بجرعاتٍ منخفضة في معالجة التهاب المَفاصِل الروماتويدي.وتكون فعاليَّته قويّة حيث يظهر تأثيره خلال 3-4 أسابيع من بَدء استعماله، ويبدو تأثيره أسرع نسبيًّا مقارنةً بسرعة تأثير الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض.يمكن أن يحدث تندُّبٌ في الكبد، ويمكن اكتشاف هذا التندُّب غالبًا عن طريق المراقبة بالفحوص الدموية الدورية ومعالجته قبل تفاقم الضَّرر.يجب على المرضى الامتناع عن تناول الكحول للحدِّ من خطر تضرُّر الكبد.قد يحدث تثبيط نقي العظم (تثبيط إنتاج خلايا الدَّم الحمراء وخلايا الدَّم البيضاء والصفيحات الدَّموَّية).يجب إجراء اختبار تعداد الدَّم كلُّ 2 إلى 3 أشهر تقريبًا لجميع الأشخاص الذين يستعملون الدواء.ومن النََّادر حدوث التهابٍ في الرئة.كما قد يحدث التهابٌ في الفم مع الشعور بالغثيان.يمكن أن تحدثَ انتكاساتٌ شديدةٌ لالتهاب المَفاصِل بعد إيقاف ميثوتريكسات.قد تؤدي أقراصُ حمض الفوليك إلى تخفيف شدَّة بعض الآثار الجانبية، مثل تقرُّحات الفم.يمكن أن تتضخَّم العُقيدات الروماتويديَّة عندَ استعمال ميثوتريكسات.

يُستَعمل هيدروكسي كلوروكوين عن طريق الفم يوميًّا.تنطوي الآثار الجانبية التي تكون خفيفة عادةً على الطفح الجلدي ووجع العضلات ومشاكل في العيون؛إلَّا أنَّ بعض المشاكل العينيَّة قد تكون دائمة، لذلك ينبغي على الأشخاص الذين يستعملون هيديروكسي كلوروكين أن يفحصوا أعينهم عند اختصاصي العيون قبل بدء العلاج وسنويًّا خلال فترة المعالجة.ينبغي إيقاف استعمال الدواء إذا لم تظهر فائدة استعماله بعد 9 أشهر من بَدء الاستعمال.ولكن، يمكن الاستمرار في استعمال هيدروكسي كلوروكين طالما كان ذلك ضروريًّا.

يُستَعمل لفلونوميد يوميًّا عن طريق الفم، وتكون فوائد استعماله مماثلةً لفوائد استعمال ميثوتريكسات، ولكنَّه أقل احتمالًا للتسبب بتثبيط إنتاج خلايا الدَّم في نقِي العِظام، أو ظهور شذوذات في نتائج اختبارات الكبد، أو التهاب الرئتين (التهاب رئوي).ويمكن استعماله بنفس طريقة استعمال ميثوتريكسات.تكون التأثيراتُ الجانبية الرئيسية هي الطفح الجلدي وخلل في وظيفة الكبد وتساقط الشعر والإسهال، وفي حالاتٍ نادرة يحدث ضررٌ في الأعصاب (اعتلال عصبي).

يُستَعملُ سلفاسالازين في البداية عن طريق الفم، ويمكن أن يُخفِّف شدَّة الأعراض وأن يُبطئ حدوث ضررٍ في المفاصل.كما يمكن استعمال سلفاسالازين عند الأشخاص الذين تكون شدَّة التهاب المَفاصِل الروماتويدي أقل أو بالتزامن مع أدويةٍ أخرى لتعزيز فعاليتها.تجري زيادة الجرعة تدريجيًّا، ويُلاحظ حدوث التَّحسُّن خلال 3 أشهر عادةً.ونتيجةً لاحتمال تسبُّب السلفاسالازين بحدوث نقصٍ كبيرٍ وسريعٍ في عدد الكريَّات البيض (قلَّة العدلات)، لذلك ينبغي إجراء اختباراتٍ دمويَّةٍ بعد أسبوعين من بَدء استعماله، ثمَّ كل 12 أسبوعًا تقريبًا طوال فترة استعمال الدواء.وكما هيَ الحال في بقيَّة الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض، فقد يُسبِّب السلفازين اضطرابًا في المعدة وإسهالًا ومشاكلَ في الكبد واضطراباتً في خلايا الدَّم وطفحًا جلديًّا.عند الذكور، يمكن لدواء سلفاسالازين أن يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وهو أمر قابل للعكس.

الستيرويدات القشريَّة

الستيرويدات القشرية هي من الأدوية المضادَّة للالتهاب القويَّة التي تكبت جهاز المناعة.تُعدُّ الستيرويدات القشريَّة Corticosteroids، مثل بريدنيزون prednisone، الأدويةُ الأشدُّ فعاليَّةً لخفض شدَّة الالتهاب وأعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي في أيِّ مكانٍ من الجسم؛(انظر أيضًا جدول الأدوية المستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي).

ويوجد بعض الخلاف بخصوص فعاليَّة الستيرويدات القشريَّة في إبطاء تقدُّم التهاب المَفاصِل الروماتويدي.بالإضافة إلى أنَّ الاستعمال طويل الأمد للستيرويدات القشرية يؤدي تقريبًا إلى ظهور آثار جانبية دومًا، ومن المحتمل أن تُصيبُ جميع أعضاء الجسم تقريبًا (انظرالستيرويدات القشريَّة: الاستعمالات والتأثيرات الجانبيَّة).ونتيجةً لذلك، يوصي الأطباء بالاستعمال الحَذِر للستيرويدات القشرية على المدى القصير في الحالات التالية:

  • عند بداية تدبير الأعراض الشديدة (إلى أن يبدأ تأثير الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض المُستَعملة)

  • في حال حدوث نوبات شديدةٍ عند وجود إصابةٍ في الكثير من المَفاصِل

كما تُفيدُ في مُعالَجَة التهاباتٍ أخرى غير التهاب المَفاصِل الروماتويدي، مثل، التهاب الأغشية التي تغطي الرئتين (غشاء الجَّنب) أو الكيس المحيط بالقلب (التأمور).

وتُستَعمل تقريبًا أدنى جرعة فعَّالة دائمًا، وذلك لخفض خطر ظهور الآثار الجانبيَّة.وتختلف الأعراضُ التي تظهر نتيجة حقن الستيرويدات القشريَّة في المَفصِل عن الأعراض التي تحدث بعد استعمالها عن طريق الفم أو الوريد.يمكن حقن الستيرويدات القشرية في المَفاصِل المتضررة مباشرةً لتخفيف الألم والتورُّم بسرعةٍ ولمدَّةٍ قصيرة.

يمكن أن يؤدي الاستعمال الطويل الأمد للستيرويدات القشريَّة إلى حدوث زيادة في الوزن، وارتفاع ضغط الدَّم، وإصابة بداء السُّكَّري، وترقق وتكدم الجلد، والزَّرَق ومشاكل أخرى في العين مثل السَّاد، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع العدوى.

الستيرويدات القشريَّة: الاستعمالات والآثار الجانبية

تُعدُّ الستيرويدات القشريَّة أقوى الأدوية المتوفِّرة لخفض شدَّة الالتهاب في الجسم.ويكون استعمالها مفيدًا عند حدوث أيِّ حالة التهابيَّة، بما فيها التهاب المَفاصِل الروماتويدي واضطرابات النسيج الضام الأخرى والتصلُّب المتعدد، وفي حالات الطوارئ مثل تورم الدِّمَاغ النَّاجم عن السرطان ونوبات الرَّبو وردَّات الفعل التحسُّسية الشديدة.يكون استعمال هذه الأدوية مُنقِذًا للحياة في الكثير من الحالات عندما يكون الالتهاب شديدًا.

يمكن استعمال الستيرويدات القشريَّة بالطرق التالية:

  • عن طريق الوريد (وخصوصًا في حالات الطوارئ)

  • تؤخذ عن طريق الفم (فمويًا)

  • تُستَعملُ مباشرة في المنطقة المُلتهبة (موضعيًا، كالقطرات العينيَّة أو الكريمات الجلديَّة على سبيل المثال)

  • مُستَنشَق (كما هي الحال في الأشكال المستنشقة للرئتين، التي تُستَعمَل في علاج اضطرابات مثل الرَّبو وداء الانسداد الرئوي المزمن)

  • حقنًا في العضل

  • حقنًا في المَفصِل

فمثلًا، يمكن استعمال الستيرويدات القشرية في مستحضرات الاستنشاق لعلاج الربو.كما يمكن استعمالها كبخَّاخٍ أنفيٍّ في علاج حمَّى القَش (التهاب الأنف التَّحسُّسي).ويمكن استعمالها كقطراتٍ عينيَّةٍ لعلاج التهاب العين (التهاب عنبيَّة العين).كما يمكن تطبيقها مباشرة على المنطقة المصابة لمعالجة بعض الحالات الجلدية مثل الإكزيمة والصدفيَّة.وقد تُحقَن في المَفاصِل المُلتهبة المُصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي أو باضطرابٍ آخر.

يجري إنتاجُ الستيرويدات القشريَّة صناعيَّا بحيث يكون لها نفس تأثير الكورتيزول (أو الستيرويدات القشرية)، وهو هرمون الستيرويد الذي تُنتجه الطبقة الخارجية (القشرة) من الغدد الكظرية، ولذلك يُسمَّى "ستيرويد قشري". وتكون فعاليَّة الكثير من الستيرويدات القشرية الاصطناعية أكبر من فعالية الكورتيزول، وتكون مدَّة تأثير معظمها أطول.ترتبط الستيرويدات القشريَّة كيميائيًّا، مع اختلاف تأثيراتها، بالستيرويدات الابتنائيَّة (مثل التستوستيرون) التي يُنتجها الجسم والتي يُسيء استعمالها الرياضيُّون في بعض الأحيان.

ومن الأمثلة على الستيرويدات القشريَّة نجد بريدنيزون وديكساميثازون تريامسينولون وبيتاميثازون وبيكلوميثازون وفلونيسوليد وفلوتيكازون.تُعدُّ هذه الأدوية شديدة القوَّة (رغم أنَّ قوَّتها تختلف باختلاف الجرعة المُستعملة).ويُعدُّ الهيدروكورتيزون من الستيرويدات القشريَّة الأقلّ قوَّةً التي تدخل في تركيب الكريمات الجلديَّة التي تُباع دون وصفة طبيَّة.

تقلّل الستيرويدات القشرية من قدرة الجسم على مكافحة العدوى من خلال خفض شدَّة الالتهاب، وذلك عندما يُستعمَل عادةً عن طريق الفم أو الوريد.وبسبب هذا الأثر الجانبي، يَجرِي استعمالها بحذرٍ شديد عند وجود حالات عدوى.قد يتسبّب الاستعمالُ الفموي أو الوريدي في ارتفاع ضغط الدَّم أو تفاقمه، وفشل القلب وداء السُّكَّري والقرحة الهضميَّة وهشاشة العظام.وبذلك، ينبغي أن يكون استعمال الستيرويدات القشريَّة مقتصرًا على الحالات التي تكون فيها فائدة استعمالها أكبر من مخاطرها.

يجب عدم إيقاف استعمال الستيرويدات القشريَّة بشكلٍ مفاجئٍ عند استعمالها فمويًّا أو وريديًّا لمدَّةٍ تتجاوز الأسبوعين؛وذلك لأنَّ الستيرويدات القشريَّة تُثبِّطُ إنتاج الغدّتين الكظريَّتين للكورتيزول ويجب إعطاء الوقت الكافي لعودة هذا الإنتاج.وبذلك يحدث انخفاضٌ تدريجيٌّ للجرعة في نهاية الشوط العلاجي للستيرويدات القشريَّة.ومن الضروري أن يتَّبِّع الشخصُ الذي يستعمل الستيرويدات القشريَّة إرشادات الطبيبِ المُتعلِّقة بالجرعة بمنتهى الدِّقَّة.

يؤدي الاستعمالُ طويل الأمد للستيروئيدات القشرية، وخصوصًا الجرعات المرتفعة المُستعملة عن طريق الفم أو الوريد؛ إلى ظهور الكثير من الآثار الجانبية عادةً، والتي تُصيبُ كلَّ عضوٍ في الجسم تقريبًا.وتشتمل الآثارُ الجانبية الشائعة على حدوث ترقُّقٍ في الجلد مع ظهور علامات التمطُّط والتَّكدُّم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السُّكَّر في الدَّم والإصابة بالسَّاد العيني وانتفاخ الوجه (وجه القمر) والبطن وترقُّق الذراعين والساقين وتأخُّر التئام الجروح وعدم اكتمال النمو عند الأطفال ونقص الكالسيوم في العظام (ممَّا قد يؤدي إلى هشاشة العظام) والجوع وزيادة الوزن وتقلُّب المزاج.وتكون الآثارُ الجانبيَّة النَّاجمة عن استعمال الستيرويدات القشريَّة عن طريق الاستنشاق أو التطبيق المباشرعلى الجلد أقلُّ بكثير من الآثار النَّاجمة عن استعمالها عن طريق الفم أو الوريد أو الحقن.

العَوامِلُ الحيويَّة

العامل البيولوجي هو شيءٌ مصنوعٌ من كائنٍ حي، وعادةً باستخدام خلايا ضمن وسط مخبري.والكثير من العَوامِل الحيويَّة المُستَعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي هي أجسَام مضادَّة.وتشتمل العَوامِلُ الحيويَّة المُستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي على أباتاسيبت، وريتوكسيماب، وعامل نخر الورم (tumor necrosis factor (TNF - الأدوية المثبطة (أداليموماب، وبيغول سيرتوليزوماب، وإيتانرسيبت، وغوليموماب، و إنفليكسيماب)، وحاصر مستقبل إنترلوكين 1 (أناكينرا)، وحاصرات مستقبل انترلوكين-6 (توسيليزوماب وساريلوماب).(انظر أيضًا جدول الأدوية المستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي).

قد تثبِّط العوامل البيولوجيَّة الالتهاب بحيث يمكن تجنُّب استعمال الستيرويدات القشريَّة أو استعمالها بجرعات أقل.ولكن من خلال التَّدخُّل في جهاز المناعة، قد تزيد العوامل البيولوجيَّة من مخاطر العدوى وأنواع معيَّنة من السَّرطان.نظرًا إلى أنَّ العلاج بالعوامل الحيويَّة يزيد من خطر العدوى، فينبغي أن يحصل الأشخاص على جميع التطعيمات الموصى بها قبل البدء بالمُعالَجة (انظر الجدول حماية البالغين من خلال اللقاحات).

إتانيرسيبتو إنفليكسيماب وغوليموماب وبيغول سيرتوليزوماب وأداليموماب هي مثبطات عامل نخر الورم ويمكن أن تكونَ شديدة الفعاليَّة عند الأشخاص الذين لا يستجيبون بشكلٍ كافٍ للميثوتريكسات عند استعماله منفردًا.

  • تُستَعملُ إيتانرسبت مرَّة واحدة أسبوعيًّا عن طريق الحقن تحت الجلد.

  • بينما يُستَعملُ إنفليكسيماب عبر الوريد.بعد استعمال الجرعة الأولى من إنفليكسيماب، يَجرِي استعمال الجرعتين التاليتين في الأسبوعين الثاني والسادس؛ثمَّ يُتابَع استعمال إنفليكسيماب كلَّ 8 أسابيع.

  • يُستَعملُ غوليموباب من خلال الحقن تحت الجلد مرَّةً واحدة كلَّ 4 أسابيع.

  • يُستَعملُ بيغول سيرتوليزوماب من خلال الحقن تحت الجلد.وبعدَ حقن الجرعة الأولى، تُستَعملُ الجرعتان التاليتان في الأسبوعين 2 و 4؛ثمَّ يُستعمل الدواء بفواصل مكوَّنة من أسبوعين أو أربعة أسابيع وفقًا للجرعة.

  • يُحقن أداليموماب تحت الجلد مرَّةً واحدة أسبوعيًّا أو كلَّ أسبوعين.

يُعدُّ عاملُ نخر الورم جزءًا مهمًّا من الجهاز المناعي في الجسم، لذلك فإنَّ تثبيطه يمكن أن يُضعِفَ من قدرة الجسم على مكافحة حالات العدوى، وخصوصًا عدوى السِّل المُنشَّطة.يجب تجنُّب استعمال هذه الأدوية عند الأشخاص الذين يُعانون من حالات عدوى نشيطة وينبغي إيقاف استعمالها قبل إجراء العمليَّات الجراحيَّة الكبرى.يمكن استعمال إتانرسبت وإنفليكسيماب وأداليموماب مع ميثوتريكسات على الأغلب.يجب على المصابين بفشلٍ قلبيٍّ شديد عدم استعمال جرعاتٍ مرتفعة من إنفليكسيماب.

تشتمل التأثيراتُ الجانبية لمثبِّطات عامل نخر الورم على الخطر المُحتمل لإعادة تنشيط العدوى (خُصوصًا داء السل وحالات العدوى الفطريَّة) وسرطانات الجلد غير الورم الميلانيني التهاب الكبد B المُنشَّط.

أناكينرا هو حاصر لمستقبلة الإنترلوكين -1، مما يعني أنَّه يقطع أحد المسارات الكيميائية الرئيسية المشاركة في الالتهاب.يُحقنُ أناكينرا مرَّة واحدة يوميًّا تحت الجلد.ويُعدُّ الألمُ والحِكَّة في موضع الحقن هما الأثرين الجانبيَّين الأكثر شُيُوعًا لهذا الدواء.كما يُعدُّ الإنترلوكين-1 جزءًا من الجِهاز المَناعيّ، لذلك فإنَّ تثبيطه قد يُضعفُ القدرة على مكافحة حالات العدوى.كما يمكن للأناكينرا أن يُثبِّطَ إنتاج خلايا الدَّم البيضاء.ينبغي ألَّا يتزامنَ استعماله مع استعمال مثبِّطات عامل نخر الورم.ويُوصف أقلَّ من غيره من الأدوية غالبًا نظرًا لضرورة استعماله اليومي.

يُعدُّ ريتوكسيماب من العَوامِل الحيويَّة التي تُخفِّض عدد الخلايا الليمفاوية البائية، وهي أحد أنواع خلايا الدَّم البيضاء المسؤولة عن مكافحة الالتهاب والعدوى.يقتصر استعمال ريتوكسيماب عادةً على الأشخاص الذين لم تتحسَّن حالتهم بالشكل الكافي بعدَ استعمالهم ميثوتريكسات ومثبِّط عامل نخر الورم.ويُحقن في الوريد، ويتكون عادةً من جرعتين وريديَّتين بفاصل أسبوعين.ويمكن أن تشتمل الآثارُ الجانبية، كما هي الحال مع غيره من الأدوية المثبِّطة للمناعة، على زيادة خطر الإصابة بحالات العدوى.كما أنَّ استعمال ريتوكسيماب يمكن أن يُسبِّبَ ظهورَ الآثار الجانبيَّة طيلة فترة استعماله، مثل الطفح الجلدي والغثيان وألَم الظَّهر والحِكة وارتفاع ضغط الدَّم أو انخفاضه.ويمكن أن يُسبب ضرراً شديداً للكبد من خلال إعادة تنشيط التهاب الكبد B عند الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بهذا الفيروس.

يمكن للقاح كوفيد-19 أن يكون أقل فعالية عند الأشخاص الذين يستعملون ريتوكسيماب، وقد يكون المآل أسوأ عند الأشخاص الذين يستعملون ريتوكسيماب إذا أصيبوا بكوفيد-19.ولذلك، يحاول الأطباء حاليًا توفير استعمال ريتوكسيماب فقط للأشخاص الذين لم يستجيبوا للأدوية المضادّة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض البيولوجية الأخرى، وأولئك الذين يعانون من بعض الاضطرابات اللمفية والسرطانات.

أباتاسيبت هو عاملٌ حيويٌّ آخر يتداخل في الاتِّصال بين الخلايا التي تُحدِثُ الالتهاب.وتشتمل الآثارُ الجانبية على مشاكل في الرئة والصُّدَاع وزيادة القابليَّة للعدوى وعدوى السَّبيل التنفُّسي العلوي.يستغرق استكمال تسريب الجرعة الأولى من الدواء في الوريد أكثر من 30 دقيقة.يُحقنُ الدواء بعدَ ذلك في الوريد أو تحت الجلد بعد أسبوعين أو أربعة أسابيع من حقن الجرعة الأولى، ثمَّ كل أربعة أسابيع بعد ذلك.

ساريلوماب هو حاصر مستقبلة الإنترلوكين-6، مما يعني أنهَّ يقطع إحدى المسارات الكيميائية الرئيسيَّة المشاركة في الالتهاب.يجري استعمال هذا الدواء عند الذين لم يتلقوا المساعدة أو الذين لا يستطيعون تحمُّل الأدوية المضادَّة للروماتيزم المُعدِّلة للمرض DMARDs.يُسبب دواء ساريلوماب تثبيط إنتاج خلايا الدَّم في نِقي العَظم (قلَّة العَدِلات)، وتثبيط إنتاج الصُّفَيحات الدَّمويَّة في نِقي العَظم (مع زيادة قابليَّة حدوث نزف أحيانًا)، وزيادة إنزيمات الكبد.يُستَعمَل عن طريق الحقن تحت الجلد مرَّة كل أسبوعين.

كما ينتمي توسيليزوماب إلى حاصرات مستقبلة الإنتيرليوكين -6.وهو يُستَعملُ غالبًا في معالجة الأشخاص الذين يستعملون ميثوتريكسات أيضًا.وتشتمل الآثار الجانبية على العدوى (مثل داء السُّل) وتثبيط إنتاج خلايا الدَّم في نِقي العَظم (قلَّة العَدِلات) والتَّأق (ردَّة فعل تحسسُّيَّة مُهدِّدة للحياة) وزيادة إنزيمات الكبد.حيث يُستَعمل وريديًّا كل أربعة أسابيع.قد يكون هناك خطر أعلى بالنسبة للأشخاص المصابين بالتهاب الرتج عند استعمال توسيليزوماب.

مثبطات يانوس كيناز (JAK)

مثبطات يانوس كيناز هي عوامل جزيئية صغيرة تتداخل في الاتصالات بين الخلايا التي تنسِّق الالتهاب من خلال تثبيط الإنزيم JAK.تشتمل مثبطات JAK على توفاسيتينيب، وباريسيتينيب، وأباداسيتينيب.( انظر أيضًا جدول الأدوية المستعملة في علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي).وبما أنَّ المعالجةَ بمثبطات JAK يزيد من خطر العدوى، بما في ذلك عدوى الهربس النطاقي، فيجب أن يكون الأشخاص مطعّمين ضد الهربس النطاقي قبل البدء بالمُعالجة بمُثبطات JAK.

يُستَعمل باريكتينيب عندَ الأشخاص الذين لم يتلقوا المساعدة أو لا يستطيعون تحمُّل مضادَّات عامل نخر الورم.يزيد باريسيتينيب من خطر سرطان الجلدي غير الميلانيني، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدَّم (فرط كوليستيرول الدَّم) وخُثار الوريد العميق (DVT).ويُستعمل مرَّة واحدة يوميًّا عن طريق الفم.

يُستَعمل توفاسيتينيب في علاج المرضى الذين لم تتحسَّن حالتهم بالشكل الكافي عند استعمالهم ميثوتريكسات.يمكن استعمال توفاسيتينيب مع ميثوتريكسات.وتشمل الآثار الجانبية لسرطان الجلد غير الميلانيني على ارتفاع مستويات الكوليسترول.يُستعمل توفاسيتينيب عن طريق الفم مرتين يوميًّا.

يُستعمل أباداسيتينيب عند البالغين الذين يعانون بدرجة متوسطة إلى شديدة من التهاب المَفاصِل الروماتويدي النشط عندما لا يكون استعمال ميثوتريكسات فعالًا إلى درجةٍ كافية.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. مؤسسة التهاب المفاصل: معلومات حول التهاب المَفاصِل الروماتويدي وأنواع أخرى من التهاب المَفاصِل والعلاجات المتوفرة، ونصائح حول نمط الحياة، وموارد أخرى

  2. شبكة دعم التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid Arthritis Support Network

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID