يُعدُّ ألم أسفل الظهر من الحالات الشائعة بكثرة، ويصبح أكثر شيوعًا مع تقدم الأشخاص في العمر، حيث يُصيبُ أكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا. وهو أحد أكثر الأَسبَاب شيوعًا لزيارات مراكز الرعاية الصحية. يُعدُّ ألم أسفل الظهر من الحالات المرتفعة التكلفة في مدفوعات الرعاية الصحية، ومدفوعات العجز وإضاعة وقت العمل. ولكن عدد إصابات الظهر في أماكن العمل آخذةٌ في التناقص، ربَّما نتيجة زيادة في وعي الأشخاص للمشكلة، وتحسُّن الإجراءات الوقائيَّة.
تتكون السِّيسَاء (العمود الفقري) من عظام الظهر (الفقرات). وتُغَطَّى الفقراتُ بطبقة رقيقة من الغضروف، وتكون منفصلة وموسّدة بأقراص ممتصة للصدمات مكوَّنة من مادة تشبه الهلام والغضروف. وتُثبّت في موضعها بواسطة الأربطة والعضلات، والتي تشتمل على ما يلي:
تساعد هذه العضلات على تثبيت العمود الفقري. كما تُساعد عضلاتُ البطن التي تمتد من أسفل القفص الصدري إلى الحوض على تثبيت العمود الفقري من خلال دعم محتويات البطن.
ويُطوِّق العمودُ الفقري الحبلَ النُّخاعِيّ (انظر الحبل الشوكي أو النُّخاع و انظر لمحة عامة عن اضطرابات الحبل الشوكي). وعلى امتداد الحبل الشوكي تتفرَّع الأَعصابُ النُّخَاعِيَّة من خلال الفراغات بين الفقرات للاتِّصال بالاعصاب في جميع أنحاء الجسم. ويُسمَّى جزء الأَعصاب النُّخَاعِيَّة القريب من الحبل الشوكي بجذر العصب النُّخاعِيّ. وبسبب موقعها، يمكن أن تنحشرَ جذور الأعصاب النخاعية (تنضغط) عند إصابة العمود الفقري، مما يؤدي إلى حدوث الألم.
يربط العمود الفقري السفلي (القَطَنِيُّ) الصدر بالحوض والساقين، ممَّا يُوفِّر قابلية التحرك- للدوران والالتواء والانحناء. كما أنَّه يُوفِّر القوة للوقوف والمشي و الرفع. وبذلك يُسهم أسفل الظهر في جميع أنشطة الحياة اليومية تقريبًا. يمكن لألم أسفل الظهر أن يَحُدَّ من القيام بالكثير من الأنشطة، ويُقلِّل نوعية الحياة.
الأنواع
تنطوي الأنواعُ الشائعة من آلام الظهر على الألم الموضعي والألم المتشعِّع والأَلَمِ الرَّجيع referred.
يحدث الألم الموضعي في منطقة معينة من أسفل الظهر. وهو النوعُ الأكثر شُيُوعًا لألَم الظَّهر. يكونُ السببُ عادةً حدوث التواء في العضلات أو إجهادها أو نتيجة إصابة أخرى. وقد يكونُ الألمُ ثابتًا وموجعًا، أو يكون في بعض الأحيان متقطِّعًا وحادًّا. كما يمكن الشعور بالألم فجأةً عندما يكون السبب هو الإصابة. قد يتفاقم الألم الموضعي أو يزول بحسب تغيير الوضعيَّة. وقد يحدُث ألمٌ عند لمس أسفل الظهر. ويمكن أن تحدث تشنُّجات في العضلات.
الألم المُتشعِّع هو أَلَمٌ كليل وموجع، ينتقل من أسفل الظهر إلى الساق. وقد يكون مصحوبًا بألم حادّ وشديد. يقتصر الألم عادةً على الجهة الجانبيَّة أو الخلفيَّة من الساق بدلًا من كامل الساق. ويمكن أن ينتقلَ الألم إلى القدم أو يكون مقتصرًا على الركبة. يُشير الألم المتشعِّع عادةً إلى انضغاط جذر العصب الناجم عن اضطرابات، مثل القرص المنفتق أو خشونة المفاصل أو التَّضيُّق الشوكي (انظر انضغاط الحبل الشوكي). يمكن أن يؤدي السعال أو العطس أو الإجهاد أو الانحناء مع إبقاء الساقين مستقيمتين إلى الشعور بالألم. وإذا كان الضغطُ على جذر العصب كبيرًا، أو إذا كان الحبل الشوكي مضغوطًا أيضًا، فقد يكون الألم مصحوبًا بضُعف عضلات الساق أو بإحساسٍ يشبه وخز الدبابيس أو الإبر أو حتى فقدان الإحساس وفقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء (سَلَس).
يُشعَرُبالأَلَمِ الرَّجيع في مكان مختلف عن المكان الحقيقي الذي سبَّبَ الألم (انظر ما هو الألم الرجيع Referred Pain؟)؛ فمثلًا، يشعر بعض المرضى الذين يعانون من أزمة قلبية بالألم في ذراعهم اليسرى. يميل الألم الرَّجيع في أسفل الظهر إلى أن يكون عميقًا وموجعًا، ويصعُب تحديد موقعه بدقَّةٍ. لا تؤدِّي الحركة إلى تفاقم هذا الألم عادةً، خلافًا للألم الذي يحدُث نتيجة الاضطراب العضلي الهيكلي.
الأسباب
تنجم معظمُ آلام الظهر عن اضطرابات في العمود الفقري والعضلات والأربطة والجذور العصبية المحيطة به أو الأقراص بينَ الفقرات. يتعذَّر تحديد سبب واحد في مثل هذه الحالات غالبًا. وأيًا كان السبب، يمكن للكثير من العَوامِل مثل التعب والسّمنة وعدم ممارسة الرياضة أن تؤدي إلى تفاقم آلام الظهر. كما أنَّ حدوثَ أيِّ اضطرابٍ مؤلم في العمود الفقري قد يُسبب شدًّا إنعِكاسِيًّا (تشنجًا) للعضلات المحيطة بالعمود الفقري؛ ويُفاقم هذا التشنج من شدَّة الألم الموجود. وقد يُفاقم الإجهاد آلام أسفل الظهر، ولكن طريقة تسبُّبه في حدوث الألم مازالت غير معروفة.
يكون سببُ ألَم الظَّهر في بعض الأحيان هو اضطرابات خارج العمود الفقري، مثل اضطرابات الكلى والمسالك البولية والسبيل الهضمي والأوعية الدموية.
الأسبابُ الشائعة
السبب الأكثر شُيُوعًا لآلام أسفل الظهر هو
يمكن أن ينجم إجهاد العضلات والتواءات الأربطة عن الرَّفع أو ممارسة الرياضة أو التَّحرُّك بطريقة غير متوقعة (مثل السقوط أو في حادث سيارة). وإضافة إلى رفع وزنٍ ثقيلٍ عن الأرض، قد يكون سببُ الإجهاد والالتواءات هو تلقِّي دفعة من لاعبٍ خصمٍ في كرة القدم أو الالتفاف المُفاجئ عند تسديد الكُرة من وضعيَّة القفز في كرة السلة أو أرجحة المضرب في لعبة البيسبول أو أرجحة المضرب في لعبة الغولف. ومن المرجّح أن تحدث إصابةٌ في أسفل الظهر عندما يكون التكيُّف البدني للشخص ضعيفًا، والعضلات الداعمة للظهر ضعيفة. كما يُسهم إبقاء الجسد في وضعية سيئة ورفع الأوزان بطريقة غير صحيحة وزيادة الوزن والتعب.
تتضمَّن الأَسبَاب الشائعة الأخرى لآلام أسفل الظهر على
تُسبِّبُخشونة المفاصل (التِهابُ المَفصِلِ التَّنَكُّسِيّ) تلَفَ الغضروف الذي يُغطِّي ويحمي الفقرات. ويُعتقد أن هذا الاضطراب يحدُث، بشكلٍ جزئيٍّ على الأقل، بسبب الاهتراء على مدى سنوات. يكون الأشخاصُ الذين يضغطونَ بشكلٍ متكرِّرٍٍ على مفصل واحد أو مجموعة من المَفاصِل أكثرَ عرضة للإصابة بخشونة المفاصل. تتلف الأقراص الفاصلة بين الفقرات، ممَّا يُضيّق المسافات بينها، وبذلك يحدث ضغطٌ على جذور الأعصاب الشوكية غالبًا. يمكن أن تظهر بروزاتٌ غير منتظمة للعظم (مهاميز) على الفقرات وتضغط على جذور العصب الشوكي. يمكن لجميع هذه التغيُّرات أن تُسبب آلام أسفل الظهر وكذلك تيبُّسه.
تحدث الكسور الانضغاطيَّة (الهَرس) عادةً عندما تنقص كثافة العظام بسبب هشاشة العظام التي تحدث مع تقدّم الأشخاص في العمر عادةً. تكون الفقرات عُرضة بشكلٍ خاص لتأثيرات هشاشة العظام. ويمكن أن تكونَ الكسور الانضغاطيَّة (التي تتسبَّبُ في بعض الأحيان بآلام الظهر المفاجئة والشديدة) مصحوبةً بانضغاط جذور الأعصاب الشوكية (التي قد تُسبِّبُ آلام الظَّهر المزمنة). ولكنَّ معظم الكسور الناجمة عن هشاشة العظام تحدث في الجزء العلوي والمتوسِّط من الظهر، وتسبب ألمًا فيهما، وليس في الجزء السفلي من الظهر.
يُمكن أن يُسبِّبَ تمزق أو انفتاق القرص ألمًا أسفل الظهر. ينطوي القرصُ على غطاءٍ صلبٍ و يكون الجزء الدَّاخلي منه رخوًا و يُشبه الهُلام. إذا انحشَرَ القرص فجأة بين الفقرات التي تكون أعلى وأدنى منه (كما هو الحال عند رفع شيء ثقيل)، فقد يتمزق الغطاء (ينفتق)، ممَّا يَتسبَّب في الشُّعور بالألم. يمكن للجزء الداخلي من القرص أن ينحشرَ من خلال موضع التمزّق في الغطاء أو الغلاف، بحيث يبرز جزء من الداخل إلى الخارج (يَنفَتِق). ويمكن لهذا البروز أن يضغطَ ويُهيِّجَ وحتى يُلحق الضَّرر بجذر العصب الشوكي المجاور له، ممَّا يُسبِّبُ المزيد من الألم. كما يُسبِّبُ تمزُّق أو انفتاق القرص ألمًا في العصب الوركي.
القرصُ المُنفَتِق
ما هو عرق النسا؟
التَضَيُّقُ الشوكي القَطَنِيَّ هو تضيُّق القناة الشوكية (التي تمرُّ عبر مركز العمود الفقري وتحتوي على الحبل الشوكي) في أسفل الظهر. وهو سببٌ شائع لآلام أسفل الظهر لدى كبار السن. كما يحدُث التَضَيُّقُ الشَّوكي عند الأشخاص متوسطي العمر الذين وُلِدوا بقناة شوكية ضيقة. وهو ناجمٌ عن اضطراباتٍ مثل خشونة المفاصل وانزلاق الفقار والتهاب المَفاصِل الروماتويدي والتهاب الفَقار اللاصق وداء باجيت العظمي. يمكن أن يُسبِّب التضيق الشوكي ألمًا في العصب الوركي وكذلك ألمًا في أسفل الظهر.
الانزلاق الفقاري هو انزياحٌ جزئي لفقرة في أسفل الظهر. يحدث عادةً عند الأشخاص الذين لديهم عيب خُلُقي شائع في العظم (انحِلاَلُ الفَقار spondylolysis)K والذي يُضعِفُ جزءًا من الفقرة. تتسبَّبُ إصابةٌ بسيطة في كسر جزءٍ من الفقرة عادةً خلال مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ (غالبًا في الرياضيين). ثم تنزلق الفقرة إلى الأمام فوق المستوى الموجود أسفلها؛ فإذا انزلقت بعيدًا، قد يحدُث ألم. كما يمكن أن يحدُث الانزلاق الفقاري عند كبار السن. يكون الأشخاص المُصابون بالانزلاق الفقاري معرَّضين لخطر الإصابة بالتضيُّق الشوكي القطني.
يُعدُّ الألم العضلي الليفي Fibromyalgia (انظر الألم العضلي الليفي) سببًا شائعًا لآلام الجسم، وهو يشتمل في بعض الأحيان على آلام أسفل الظهر. يُسبِّبُ هذا الاضطرابُ ألمًا مزمنًا واسع الانتشار (منتشرًا) في العضلات والأنسجة الرخوة الأخرى في المناطق الواقعة بعيدةً عن أسفل الظهر.
الأَسبَابُ الأقلُّ شيوعًا
تشتمل الأَسبَاب الأقل شيوعًا والخطيرة على
-
حالات العدوى الفقريَّة
-
الأورام الشَّوكيَّة
-
بروز (أُمَّ الدَّم) في الشريان الكبير في البطن (أم الدم الأبهريَّة البطنيَّة)
-
بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل انثقاب القرحة المعديَّة والتهاب الرَّتج والتهاب البنكرياس
-
بعض اضطرابات المسالك البولية، مثل حالات العدوى الكلويَّة وحصيات الكلى وحالات عدوى البروستات
-
بعض الاضطرابات التي تصيب الحوض، مثل الحمل خارج الرحم والدَّاء الالتِهابِي الحَوضِي وسرطان المبيض أو الأعضاء التناسلية الأخرى
تنطوي الأَسبَابُ الأقل شيوعًا غير الخطيرة على الهِربِس النُطاقِي وعدَّة أنواع لالتهاب المَفاصِل، مثل التهاب الفقار اللاصق.
التقييم
يهدف الطبيبُ إلى تحديد الاضطرابات الخطيرة. ونظرًا لأن آلام أسفل الظهر تحدث غالبًا بسبب عددٍ من المشاكل، فقد يتعذَّر تشخيصُ سببٍ واحد. يمكن أن تقتصرَ قدرة الأطبَّاء على معرفة أنَّ السبب هو اضطرابٌ عَضَلِيٌّ هَيكلِيّ غيرُ خطير.
العَلاماتُ التحذيريَّة
تكونُ بعضُ الأَعرَاض والملامح عند الأشخاص الذين يُعانون من ألمٍ في أسفل الظهر مدعاةً للقلق. وهي تتضمَّن ما يلي:
-
تاريخ من الإصابة بالسرطان
-
استمرار الألم لأكثر من ستَّة أسابيع
-
الشُّعور بالاخدرار أو بالضَّعف في إحدى أو كلتا الساقين أو المعاناة من صعوبة في تفريغ المثانة (احتباس البول)، أو فقد السيطرة على المثانة أو الأمعاء (السلس) - أعراض التي تشير إلى تضرُّر الأعصاب
-
الحُمَّى
-
نقص الوَزن
-
الألم الشديد خلال الليل
-
ألمٌ يُصيب الأشخاص الذين بلغت أعمارهم 55 عامًا أو أكثر دون تفسير واضح (مثل الإصابة)
-
استخدام الأدوية التي تثبِّط الجِهاز المَناعيّ أو عدوى فيروس العوز المناعي البشري أو الإيدز AIDS، أو استخدام الأدوية عن طريق الحقن أو الخضوع لجراحة حديثة أو لإصابة بجرحٍ حديث - الحالات التي تزيدُ من خطر العدوى
-
صعوبة التنفُّس أو الشحوب أو خفَّة الرَّأس أو التَّعرُّق المفاجئ أو تسرع ضربات القلب أو فقدان الوعي - الأَعرَاض التي تُشير إلى أُمَّهات الدَّم في الأبهر البطني
-
القيء أو الألم الشديد في البطن أو البراز الأسود أو المُدمَّى ـــــــ الأَعرَاض التي تشيرُ إلى اضطراب في الجهاز الهضمي
-
صعوبة التَّبوُّل أو ظهور الدَّم في البول أو ألم ماغص شديد في أحد الجانبين يُنتشر إلى المنطقة الأُربِيَّة ــــ أَعرَاض تشير إلى اضطراب في المسالك البولية
متى ينبغي مراجعَة الطبيب
يجب أن يُراجعُ الأشخاص الطبيب فورًا إذا كانوا يُعانون من حُمَّى أو من أعراض تشير إلى ضَرَر الأعصاب، أو أُمَّهات الدَّم في الأبهر البطني، أو اضطراب في الجهاز الهضمي أو اضطراب في المسالك البولية. كما يجب على الأشخاص الذين ظهرت عندهم العلامات التحذيريَّة الأخرى أن يراجعوا الطبيب في غضون يوم واحد. وإذا لم يكن الألمُ شديدًا، ولم يكن لدى المرضى أيَّة علامات تحذيرية بخلاف الألم لأكثر من 6 أسابيع، فيمكنهم الانتظار عدةَ أيام قبل زيارَة الطَّبيب.
ما الذي سيقومُ به الطبيب
يقومُ الأطباءُ في البداية بتوجيه بضع أسئلة للاستفسار عن أعراض المريض وتاريخه الطبي؛ ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري. تُشير نتائج فحص الأطبَّاء من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري غالبًا إلى سبب الحالة، وإلى الفحوصات التي قد يحتاج المريضُ إلى القيام بها (انظر جدول: بعضُ أسباب وملامح آلام أسفل الظهر).
يطرح الأطباء أسئلة عن الألم:
يمكن لبعض ميِّزات الألم توفير أدلة على الأَسبَاب المحتملة:
-
يكون الألمُ الذي يحدث عند لمس منطقةٍ، والذي يتفاقم عند تغيير الوضعية أو حمل وزن، ألمًا موضعيًّا عادةً.
-
الألم المقتصر على أحد جانبي الظهر قد لا يشتمل على العمود الفقري.
-
الألم الذي يَنتشر نحو الساق، مثل ألم العصب الوركي، ينجم عن انضغاط جذر أحد الأعصاب الشوكية عادةً.
-
قد يكون الألم المتوسِّط أو الشديد، الذي لا يتأثَّر بالتغيرات في وضعية الظهر وغير المتزامن مع الشعور به عند لمس المنطقة، ألمًا رجيعًا.
-
يمكن أن يشير الألم الذي يكون مستمرًّا وشديدًا ومتفاقمًا بشكلٍ تدريجي ولا يزول مع الراحة، ولاسيَّما إذا أجبر الشخص على البقاء مستيقظًا طوال الليل، إلى وجود إصابة بالسرطان أو بعدوى.
يُركِّز الفَحص السَّريري على العمود الفقري وعلى تقييم الأعصاب حتَّى المنطقة الأُربِيَّة والساقين، للتَّحرِّي عن علامات انضغاط جذر العصب. تنطوي علاماتُ انضغاط جذر العصب على ضُعف إحدى مجموعات العضلات في الساق والمُنعَكَسات غير الطبيعية (تُفحَص من خلال نقر الأوتار التي تقع تحت الركبة وخلف الكاحل)، ونقص الإحساس في منطقة الأُربِيَّة، واحتباس البول وحدوث سلس في البول أو البراز.
قد يطلبُ الأطباءُ من الشخص أن يتحرك بطرق معينة لتحديد نوع الألم؛ فمثلًا، قد يطلبون من الشخص الاستلقاء ثم رفع الساق دون ثني الركبة، ثمَّ الوقوف والانحناء. كما قد يفحص الأطباءُ بطن الشخص للتَّحرِّي عن الشعور بالألم عند جسِّه أو عن وجود كتلة، ولاسيَّما الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا، والذين قد تكون لديهم أُمّ الدَّم الأبهرية. ويقومون بفحص البروستات عند الرجال من خلال إجراء المسِّ الشَّرجي، وفحص الأعضاء التناسليَّة الداخليَّة عند النساء من خلال إجراء فحص الحوض (المسّ المهبلي).
وبتوفُّر معلوماتٍ مُتعلِّقةٍ بالألم والتاريخ الطبي للشخص ونتائج الفحص السريري، قد يتمكن الأطباء من معرفة أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات التي تؤدي إلى معرفة السبب.
بعضُ أسباب وملامح آلام أسفل الظهر
الاختبارات
ليس من الضروري إجراءُ اختباراتٍ عادةً، لأنَّ معظمَ آلام الظهر تنجم عن الإجهاد والالتواءات أو غيرها من الاضطرابات العضلية الهيكلية؛ وتزول في غضون 6 أسابيع. من الضروري إجراء اختبارات التصوير غالبًا في الحالات التالية:
عندما تُظهِر الصورة بالأشعَّة السِّينية لأسفل الظهر العظام فقط. يمكن أن يساعد ذلك على كشف التغيُّرات التنكسية بسبب خشونة المفاصل والكسور الانضغاطيَّة والانزلاق الفقاري والتهاب الفقار المُقسِّط؛ إلأَّ أنَّ التصويرَ بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المُحوسب (CT) يُوفِّر صورًا أشدّ وضوحًا للعظام، حيث يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي بشكلٍ خاص إظهار الأنسجة الرَّخوة (بما في ذلك الأقراص وبعض الأعصاب). يكون التصويرُ بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب ضروريًا عادةً عندما يقوم الأطباء بالتَّحرِّي عن الاضطرابات التي تسبب تغيُّرات دقيقة في العظام، واضطرابات الأنسجة الرخوة. فمثلًا، يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب تأكيد أو استبعاد تشخيص انفتاق القرص والتضيق الشوكي والسرطان، والعدوى عادةً. كما يمكن أن تظهر هذه الاختبارات ما إذا كان يوجد انضغاط للأعصاب.
وعندَ الاشتباه في انضغاط الحبل الشوكي، يَجرِي التصوير بالرنين المغناطيسي على الفور. ولكن، في حالات نادرة، عندما تكون نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي غير واضحة، يكون من الضروري تصوير النخاع (انظر اختباراتُ اضطرابات الدِّماغ والنخاع الشوكي والأعصاب : تَصويرُ النُّخاع Myelography) باستخدام التصوير المقطعي المُحوسَب. وفي حالاتٍ نادرة أيضًا، عند الاشتباه في وجود إصابة بالسرطان أو عدوى، من الضروري استئصال قطعة من النسيج (خزعة). ويتمُّ في بعض الأحيان تَخطيطُ كَهرَبِيَّةِ العَضَل ودراسات التوصيل العصبي (انظر اختباراتُ اضطرابات الدِّماغ والنخاع الشوكي والأعصاب : تَخطيط كَهرَبِيَّةِ العَضَل ودراسات تَوصيلِ العَصَب) لتأكيد وجود وموضع انضغاط جذر العصب، ومدّته وشدّته أحيانًا.
الوقاية
الطريقة الأكثر فعَّالية للوقاية من حدوث آلام أسفل الظهر هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. يمكن للتمارين الهوائية وتمارين تقوية وتمطيط العضلات أن تكونَ مفيدة.
تعمل التمارين الهوائية، مثل السباحة والمشي، على تحسين اللياقة العامة وتقوية العضلات.
يمكن للتمارين النَّوعيَّة المتعلقة بتمطيط وتقوية عضلات البطن والأرداف والظهر (عضلات الجذع) أن تُساعد على توازن العمود الفقري، وتقليل الضغط عن الأقراص التي تُوسِّدُ العمود الفقري والأربطة التي تُثبته في مكانه.
تنطوي تمارينُ تقوية العضلات على إمالة الحوض وشدِّ البطن. وتشتمل تمارين التَّمطيط على تمرين الجلوس مع تمطيط الساقين وتمرين ثني الركبة نحو الصدر. ولكن، قد تزيدُ تمارين التمطيط من شدَّة آلام الظهر عندَ بعض الأشخاص، لذلك ينبغي تأديتها برفق. وكقاعدة عامة، ينبغي إيقاف أيَّة تمارين تُسبب أو تزيد من شدَّة آلام الظهر. ويجب تكرارُ التمارين حتى الشعور بتعبٍ بسيط، وليس شديدًا، في العضلات. ومن الضروري التَّنفُّس في أثناء أداء كلِّ تمرين. ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر استشارة الطبيب قبل البَدء في ممارسة الرياضة.
تمارين رياضيَّة للوقاية من حدوث آلام أسفل الظهر
كما يمكن للتمارين أن تُساعد الأشخاص على الحفاظ على الوزن المرغوب به. تساعد تمارين رفع الأوزان الأشخاصَ على المحافظة على كثافة العظام. وبذلك، يمكن أن تَحُدَّ التمارين الرياضيَّة من خطر حدوث حالتين قد تؤدِّيان إلى آلام أسفل الظهر -- السّمنة وهشاشة العظام.
تؤدي المحافظة على وضعيَّةٍ جيدة في أثناء الوقوف والجلوس إلى خفض الإجهاد عن الظهر. وينبغي تجنّب التراخي. يمكن تعديل ارتفاع مقاعد الكرسي لارتفاع يسمح للأقدام بأن تكون مُسطَّحةً على الأرض، مع ثني الركبتين قليلًا وجزء الظهر السفلي مُستندًا إلى ظهر الكرسي. وإذا كان الكرسي لا يدعم أسفل الظهر، يمكن استعمال وسادة ووضعها خلف أسفل الظهر. يُنصح بالجلوس مع وضع القدمين على الأرض بدلًا من جعل الساقين متصالبتين. ينبغي أن يتجنَّب الأشخاص الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة. وإذا كان تجنُّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة مُتعذِّرًا، فقد يؤدي تغيير الوضعيَّة بشكلٍ متكرِّر إلى تقليل الضغط على الظهر.
يُنصَح بالنوم في وضعٍ مريحٍ على فراشٍ متين. ويمكن للأشخاص الذين ينامون على ظهرهم وضع وسادة تحت ركبهم. ويجب على الأشخاص الذين ينامون على جانبهم استخدام وسادة لدعم رأسهم في وضعيَّة معتدلة (لا بحيث يميلون نحو السرير أو نحو السقف). كما يجب أن يضعوا وسادة أخرى بين ركبهم مع جعل الوركين والركبتين مثنيتين قليلاً.
يُساعد تعلُم رفع الأوزان بشكلٍ صحيح على الوقاية من إصابة الظهر. يجب أن يكونَ الوركان متراصفين مع الكتفين (أي لا يكونان منحرفين نحو أحد الجانبين دون الآخر). ويجب ألَّا يقومَ الأشخاص بالانحناء مع جعل ساقيهم مستقيمتين تقريبًا والتقاط شيءٍ بمدِّ أذرعهم. وبدلًا من ذلك، ينبغي أن يقوموا بثني الوركين والركبتين. يحافظ الانحناء بهذه الطريقة على استقامة الظهر، ويجعل الذراعين أقرب إلى الشيء والمرفقين على الجانب. بعد ذلك، ينبغي تقريبُ الشيء من الجسم والقيام بحمله باستقامة الساقين. وبهذه الطريقة، تقوم الساقان وليس الظهر برفع الشيء. يؤدي رفع الشيء فوق الرأس أو الالتفاف في أثناء الرفع إلى زيادة خطر إصابة الظهر.
كما يوصى بإيقاف التدخين.
المُعالَجة
إذا كان من الممكن تشخيص سبب معين، فينبغي معالجة ذلك الاضطراب؛ على سبيل المثال، تُستخدم المضادَّات الحيوية لعلاج عدوى البروستات. ولكن، لا توجد مُعالَجَة محددة لآلام العضلات والعظام النَّاجمة عن الالتواءات والإجهاد، ولا عن عددٍ من الأَسبَاب العضلية الهيكلية الأخرى. ولكن، يُمكن للكثير من التدابير العامة أن تكون مفيدة. كما يَجرِي استخدام هذه التدابير العامة عادةً عند انضغاط جذر أحد الأعصاب الشوكية.
التَّدابيرُ العامَّة
تنطوي التدابير على
بالنسبة لآلام أسفل الظهر التي حدثت مؤخرًا، تبدأ المعالجة بتجنُّب القيام بالأنشطة التي تضغط على العمود الفقري وتسبب الألم - مثل رفع الأشياء الثقيلة والانحناء. لا تؤدِّي الراحة في السرير إلى تسريع زوال الألم، ويوصي معظم الخبراء بمواصلة النشاط الخفيف؛ فالراحة في السرير، إذا كانت مطلوبة لتخفيف شدَّة الألم، يجب ألَّا تستمرَّ لأكثر من يوم أو يومين؛ حيثُ تُضعف طول فترة الراحة في السرير عضلات القلب وتزيد من التَّيبّس، وبذلك تُفاقِم آلام الظهر وتُطيلُ فترة الشفاء. ولا يكون استعمالُ المشدّات الفقرية والجرُّ مفيدًا. حيث إنَّ الجرَّ قد يُؤخِّر الشفاء.
يُوصى باستخدام دواء الأسيتامينوفين Acetaminophen عادةً لتخفيف شدَّة الآلام، ما لم توجد حالة التهابيَّة؛ فإذا كان الالتهاب موجودًا، يمكن للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية التي تُصرف بوصفة طبية (NSAIDS-انظر المُسكنات غير الأفيونية : مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs) تخفيفُ شدَّة الألم وخفض شدَّة الالتهاب. وإذا كان تأثير الأسيتامينوفين أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية غير كافٍ لتخفيف شدَّة الألم، (انظر المُسكنات الأفيونية) فقد يكون من الضروري استعمال المُسكِّنات الأفيونيَّة المفعول.
وتُستخدم في بعض الأحيان المُرخياتُ العضليَّة، مثل كاريزوبرودول carisoprodol أو سيكلوبنزابرين cyclobenzaprine أو الديازيبام diazepam أو ميتاكسالون metaxalone أو ميثوكاربامول methocarbamol، لتخفيف تشنجات العضلات، ولكن يوجد خلاف حول فائدتها. لا يُنصَحُ باستعمال هذه الأدوية عند كبار السن الذين هم أكثرُ عرضةً لحدوث الآثار الجانبية.
قد يكون تطبيقُ الحرارة أو البرودة مفيدًا(انظر علاج الألم والالتهاب). يُفَضَّل تطبيق البرودة عن الحرارة عادةً خلال أول يومين من الإصابة. ولكن، يجب عدمُ تطبيق كمَّادات الثلج والكمادات الباردة على الجلد مباشرةً؛ حيث إنَّها ينبغي أن تكون مغلقة (بالبلاستيك على سبيل المثال) وتوضَع فوق منشفة أو قطعة قماش. يتمُّ رفع الثلجُ بعد 20 دقيقة، ثمَّ يُعاد تطبيقه لمدة 20 دقيقة على مدى 60 إلى 90 دقيقة. ويمكن تكرار هذه العملية عدّة مرات خلال أوَّل 24 ساعة. ويمكن تطبيقُ الحرارة، وذلك باستخدام كمادة دافئة، بنفس الفترات الزمنية. ونظرًا لأنَّ جلد الظهر قد يكون غيرَ حسَّاسٍ للحرارة، فينبغي استخدام الكمادات الدَّفئة بحذرٍ لتفادي حدوث الحروق. ويجب على الأشخاص عدم تطبيق الكمَّادات الساخنة وقت النوم لتجنُّب خطر النوم مع إبقاء الكمادة على ظهورهم.
قد يُسَرِّع التدليك من شفاء الألم العضلي الهيكلي النَّاجم عن تشنج العضلات أو الإجهاد أو الالتواءات. تشير بعضُ الدراسات إلى أن الوَخز الإبرِيّ قد تكون له فوائد مماثلة، ولكن البعض الآخر يشير إلى ضآلة فائدته أو انعدامها. وقد تؤدي المناورة الفقريَّة، التي يُجريها أختصاصيُّو تقويم العمود الفقري أو بعض الأطباء الآخرين (مثل أطباء الاعتلال العظمي)، إلى تسريع شفاء الألم النَّاجم عن تشنُّج العضلات أو الإجهاد أو الالتواءات. ولكن، يمكن أن توجد مخاطر على الأشخاص المصابين بهشاشة العظام أو بانفتاق القرص.
وبعد أن يزول الألم، يمكن للنشاط الخفيف، حسب ما يوصي به الطبيب أو المعالج الفيزيائي، أن يُسرِّع الشفاء والتَّعافي. يُنصح بإجراء تمارين نوعيَّة عادةً لتقوية وتمطيط الظهر وتقوية العضلات الأساسية للمساعدة على منع آلام الظهر من أن تُصبح مزمنة أو متكررة.
ويجب أن تستمر أو تبدأ التدابير الوقائية الأخرى (المحافظة على الوضعيَّة الجيدة واستخدام فراش متين مع وسائد مرتّبة بشكلٍ مناسب والرَّفع بشكلٍ صحيح وإيقاف التدخين). واستجابةً لهذه التدابير، فإن معظم عوارض ألَم الظَّهر تبرأ خلال عدّة أيام إلى أسبوعين. وبغضِّ النظر عن المعالجة، تُشفى 80-90٪ من هذه العوارض في غضون ستَّة أسابيع.
معالجة الألم المُزمن
لابدَّ من القيام بتدابير إضافيَّة لمعالجة آلام أسفل الظهر المزمنة. يمكن أن تكون ممارسة التمارين الهوائية مفيدة، ويُنصَح بتخفيض الوزن إذا لزم الأمر. يمكن استخدام المُعالجات الأخرى إذا كانت المسكنات غير فعالة.
كما يمكن استخدام التنبيه الكهربائي للعصب عبر الجلد (TENS)انظر معالجات الألم غير الدوائية). يُولِّدُ جهاز التنبيه الكهربائي للعصب عبر الجلد TENS إحساسًا خفيفًا بالوخز، من خلال توليد تيار متذبذب منخفض. يمكن لهذا التيار منع نقل جزءٍ من إحساس الألم من الحبل الشوكي إلى الدماغ. ويمكن تطبيق التيار على المنطقة المؤلمة عدّة مرات في اليوم لمدة 20 دقيقة، عدّة ساعات في كل مرة، وهذا يتوقف على شدة الألم.
وفي بعض الأحيان، يمكن حقن الستيرويدات القشريَّة (مثل ديكساميثازون dexamethasone أو ميثيلبريدنيزولون methylprednisolone)، بالإضافة إلى مخدر موضعي (مثل الليدوكائين lidocaine) بشكلٍ دوري في الحيز فوق الجافية - بين العمود الفقري والطبقة الخارجية من الأنسجة التي تُغطي الحبلَ الشوكي. يكون استعمالُ هذه الحقن أكثر فعالية لتدبير ألم العصب الوركي الناجم عن انفتاق القرص، وليس بسبب التَضَيُّقُ الشوكي القطني؛ إلَّا أنَّ فعاليَّتها تكون مقتصرة على عدَّة أيام إلى عدّة أسابيع عادةً. يكون الهدف الرئيسي من استعماها هو تخفيف الألم إلى الدرجة الكافية التي تُمكِّن من البدء بتطبيق برنامج للتمارين الرياضية، والذي قد يؤدي إلى تخفيف الألم لفترة زمنيَّةٍ طويلة.
المعالجة الجراحيَّة لألَم الظَّهر
إذا كانت الإصابة بانفتاق القرص تُسبِّبُ ألمًا شديدًا أو مزمنًا في العصب الوركي أو تُسبِّبُ الضُّعف أو فقدان الإحساس أو السيطرة على المثانة والأمعاء؛ فقد يكون من الضروري استئصال القرص جراحيًا وأحيانًا جزء من الفقرة (استئصال الصفيحة الفقرية laminectomy). ومن الضروري استعمالُ التخدير العام عادةً. وتتراوح فترة الإقامة في المستشفى بين يومٍ ويومين عادةً. يمكن استخدام تقنيات الجراحة المجهرية في كثيرٍ من الأحيان، وذلك بإجراء شِقٍٍّ صغير واستخدام التخدير الشوكي الموضعي (الذي يقتصر تخديره على جزءٍ مُحدَّدٍ من الجسم) لاستئصال الجزء المنفتق من القرص. ولا تحتاج هذه الطريقة إلى المبيت في المستشفى. ولكن، عندما يكون الشقُ صغيرًا، فقد لا يتمكن الجراح من الرؤية، وبذلك قد لا يستأصل جميع أجزاء القرص المنفتق. وبعد القيام بأحد الإجراءين، يمكن لمعظم الأشخاص استئناف جميع أنشطتهم خلال بضعة أسابيع. ويتعافى أكثر من 90٪ من الأشخاص بشكلٍ كامل.
في حالة التَّضيُّق الشوكي الشديد، يمكن استئصال جزءٍ كبيرٍ من الفقرة جراحيًا لتوسيع القناة الشوكية. ومن الضروري استعمال التخدير العام عادةً. وتتراوح فترة الإقامة في المستشفى بين 4-5 أيام عادةً. يمكن أن يحتاج الأشخاص من 3-4 أشهر قبل أن يتمكنوا من استئناف جميع أنشطتهم. يستردُّ حَوالى ثُلثي الأشخاص عافيتهم بشكلٍ جيدٍ أو بالكامل. أمَّا بالنسبة لمعظم البقية، فإنَّ هذه الجراحة تمنع تفاقم الأَعرَاض.
يمكن إجراء جراحة لدمج الفقرات عندما يكون العمود الفقري غير مستقر (كالذي يحدُث بسبب خشونة المفاصل الشديدة)؛ إلَّا أنَّ الدَّمج يَحُدُّ من الحركة، وقد يؤدي إلى المزيد من الضغط على باقي العمود الفقري.
نقاط رئيسيَّة
-
تُعدُّ آلام أسفل الظهر من الحالات الشَّائعة بكثرة، وهي تنجم عادةً عن اضطراب عضلي هيكلي في العمود الفقري، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل التعب والسمنة وعدم ممارسة الرياضة.
-
ومن النَّادر أن تكون آلام أسفل الظهر خطيرة عند الشباب، ومن غير الضروري عادةً إجراء اختبارٍ ما لم تستمرُّ الأعراض لأسابيع.
-
يجب على الأشخاص الذين ظهرت عندهم علامات تحذيرية أو الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا زيارة الطبيب دون تأخير.
-
يمكن أن تُساعد تقوية عضلات البطن والظهر على الوقاية من الإصابة بالأنواع الأكثر شيوعًا من آلام أسفل الظهر.
-
بالنسبة لمعظم آلام أسفل الظهر، يُعدُّ تجنب الأنشطة التي تضغط على الظهر واستعمال مُسكِّنات الألم وأحيانًا تطبيق الثلج أو الحرارة علاجًا كافيًا.
-
يمكن للراحة في السرير طويلة الأمد والشدّ أن يؤخرا الشفاء.