رائحة الفم الكريهة

رائحة الفم الكريهة

حسبBernard J. Hennessy, DDS, Texas A&M University, College of Dentistry
تمت مراجعته رجب 1443

رائحة الفم (أو النَفَس) الكريهة هي الرائحة المزعجة المتكررة أو المستمرة التي تصدر عن فم أو هواء الزفير.

روائح النَفَس الكريهة الأخرى

يمكن لبعض الأمراض أن تؤدي إلى إفراز مواد تظهر رائحتها في نَفَس الشخص، ولكن غالبًا ما تكون هذه الروائح خفيفة ولا تُصنف تحت باب روائح الفم الكريهة.فمثلاً،

  • يمكن للفشل الكبدي أن يمنح التنفس رائحة غريبة (تشبه رائحة الرطوبة، أو الطعم الحلو، وأحيانًا رائحة فاسدة خفيفة تشبه رائحة البيض [الكبريتية]).

  • كما يمكن للفشل الكلوي أن يمنح النًفَس رائحةً شبيهة برائحة البول أو الأمونيا.

  • أما الحالات الشديدة وغير المُعالجة من السكّري فقد تمنح النَفَس رائحة شبيهة برائحة مزيل الأظافر (الأسيتون).

أسباب رائحة الفم الكريهة

تنجم معظم روائح الفم الكريهة عن مشاكل صحية في الفم. جرى سرد أهم الأَسبَاب التي تساهم في نشوء رائحة الفم الكريهة في الجدول بعض أسباب وسمات رائحة الفم الكريهة.

الأَسبَاب الشائعة

إن الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا لرائحة الفم الكريهة هي:

غالبًا ما تنجم رائحة الفم الكريهة عن تغذي أنواع محددة من البكتيريا الفموية على بقايا الطعام في الفم.تقوم هذه البكتيريا بتفكيك (تخمير) جزيئات الطعام إلى مواد ذات رائحة كريهة.تكون هذه البكتريا أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض اللثوية، (مثل التهاب اللثة والتهاب النسج الداعمة للأسنان) والأشخاص الذين لا يتمتعون بصحة فم جيدة.

تؤدي الإصابة بالتهاب النسج الداعمة إلى التهاب وتخريب البُنى والنسج المحيطة بالأسنان والتي توفر لها الدعم، وتنجم هذه الحالة بشكل رئيسي عن تراكم أنواع محددة من البكتريا حول الأسنان.تنمو هذه البكتيريا في عمق الجيوب اللثوية المحيطة بالأسنان.كما يمكن لهذه البكتيريا أن تنمو أيضًا على الجزء الخلفي من اللسان، حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض النسج الداعمة.ويمكن لهذه البكتيريا أيضًا أن تتكاثر بسبب تراجع إنتاج اللعاب (الناجم عن بعض الأمراض أو تناول بعض الأدوية - انظر جفاف الفم) أو انخفاض حموضة اللعاب.

بعد تناول وهضم بعض أصناف الأطعمة (مثل البصل أو الثوم أو البهارات) فإن روائح تلك المواد تنتقل من مجرى الدَّم إلى الرئتين.فتظهر رائحة تلك الأطعمة في هواء الزفير للشخص، وهو ما قد يُسبب الإزعاج للأشخاص المحيطين به.على سبيل المثال، يمكن لرائحة الثوم أن تظهر في هواء الزفير للشخص بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من تناول الثوم، أي بعد فترة طويلة من مغادرتها للفم والمعدة.كما إن النظافة الفموية لا تفيد في إزالة هذه الروائح.

من جهةٍ أخرى، فإن رائحة الفم الكريهة تكون أكثر شيوعًا لدى المدخنين مقارنةً مع غير المدخنين.

الأَسبَاب الأقل شيوعًا

تشمل الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا لرائحة الفم الكريهة:

على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يعتقدون بأن الأمراض المَعِدية المعوية تُسبب رائحة الفم الكريهة، إلا أنها نادرًا ما تكون السبب، وذلك بسبب أن القناة العضلية الواصلة بين الحلق والمعدة (المري) تكون مغلقة في الحالة الاعتيادية.لا تنجم رائحة الفم الكريهة عن سوء الهضم، و لا تعد مؤشرًا على كفاءة أداء الجهاز الهضمي أو الأمعاء.يُصاب بعض الأشخاص في حالات نادرة بحالة تُدعى رتج زنكر Zenker diverticulum، وهو عبارة عن جيب في المري يؤدي إلى تجمع البقايا الطعامية فيه.يمكن للبقايا الطعامية أن تتحلل داخل هذا الجيب وتُسبب انبعاث رائحةً كريهة.يمكن لداء الارتجاع المريئي المَعَدِي (GERD) وسرطان المعدة أن يُسببا رائحة النفس الكريهة.

أما رائحة الفم الكريهة الوهمية فيُطلق عليها اسم رائحة الفم الكريهة ذات المنشأ النفسي (رائحة الفم الكريهة الكاذبة pseudohalitosis).وفي هذه الحالة يعتقد الشخص بأن رائحة فمه كريهة، في الوقت الذي لا تكون فيه كذلك.كثيراً ما تحدث هذه المشكلة عند الأشخاص الذين يميلون إلى المبالغة في الشعور بأجسادهم، أو عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي خطير، مثل الفصام.يعاني بعض الأشخاص من أفكار وسواسية قهرية وإحساس طاغٍ بقذارة البدن، وأن رائحة أفواههم كريهة كذلك.

الجدول

تقييم رائحة الفم الكريهة

نادرا ما تتطلب رائحة الفم الكريهة استشارةً فوريةً للطبيب العام أو طبيب الأسنان.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يمكن لبعض الأَعرَاض والعلامات أن تستدعي القلق.وتشتمل على

  • الحُمَّى

  • بلغم صديدي في الفم أو خروج مفرزات قيحية من الأنف

  • ملاحظة بقع غير طبيعية مرئية أو محسوسة في الفم

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي استشارة الطبيب على الفور في حال الإصابة بالحمى، أو ظهور بلغم صديدي، أو مُفرَزات أنفية، أو الاشتباه باستنشاق جسم غريب.يجب على الأشخاص الذين يكتشفون بقعة غير طبيعية في أفواههم مراجعة طبيب الأسنان في غضون بضعة أيام.

أما الأشخاص الذين يعانون من رائحة الفم الكريهة بدون تلك العلامات التحذيرية، أو الذين لا يشعرون بأن الرائحة تؤثر بأي شكل في صحتهم فيمكنهم استشارة طبيب الأسنان حالما تتيح الفرصة لهم ذلك.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم طبيب الأسنان في البداية بطرح بعض الأسئلة حول الأَعرَاض التي يشتكي منها الشخص وتاريخه الطبي.ثم يقوم بإجراء الفحص السريري.يمكن للفحص السريري ومراجعة التاريخ الطبي للمريض أن يكشف عن سبب رائحة الفم الكريهة، وبالتالي ما الذي يمكن فعله لعلاج الحالة (انظر جدول بعض أسباب وسمات رائحة الفم الكريهة).

يُعد اختبار الشم جزءاً مفيدًا من الفحص السريري يمكن أن يساعد على معرفة ما إذا كانت رائحة الفم الكريهة ناجمة عن الأنف أو عن حالة مرضية في الجيوب أو اضطراب فموي أو اضطراب رئوي.في هذا الاختبار، يقوم الشخص الشخص بإخراج هواء الزفير على بعد حَوالى 10سم من أنف الطبيب، أولًا من خلال الفم مع إغلاق الأنف ثم من خلال الأنف مع إغلاق الفم.إذا كانت الرائحة أكثر سوءاً عند إخراج الهواء من الفم، فغالبًا ما يكون السبب فموياً.أما إذا كانت الرائحة أكثر سوءاً عند إخراج الهواء من خلال الأنف، فغالبًا ما تكون الرائحة ذات منشأ أنفي أو من الجيوب.وإذا كانت الرائحة متشابهة عند إخراج الهواء من الأنف أو الفم، فغالبًا ما تكون الرائحة من جزء آخر من الجسم أو من الرئتين.وإذا لم يتمكن الطبيب من تحديد منشأ الرائحة، فيمكن أن يُجري كشطاً للجزء الخلفي من اللسان بملعقة بلاستيكية.بعد 5 ثوان، يقوم بشم رائحة الملعقة.فإذا ظهرت الرائحة على الملعقة فغالبًا ما تكون المشكلة ناجمة عن البكتيريا الموجودة على سطح اللسان.

الاختبارات

تتوقف الحاجة إلى الاختبارات على ما يجده الأطباء خلال التاريخ والفَحص السَّريري، ولا سيما ما إذا كانت علامات التحذير موجودة.تتوفر لدى بعض الأطباء الاختصاصيين تجهيزات خاصة لاختبار رائحة الفم الكريهة، مثل شاشات الكبريت المحمولة portable sulfur monitors، والاستشراب الغازي gas chromatography، والاختبارات الكيميائية لكشاطات اللسان.نادرا ما تدعو الحاجة لمثل هذه الاختبارات، باستثناء حالات البحوث الطبية.

في حال كانت أعراض الشخص مرتبطة بالمواد التي يتناولها أو يستنشقھا، فقد يقترح الطبيب تجنب تلك المواد لفترة من الوقت ومراقبة ما إذا کانت الأَعرَاض ستختفي أم لا.

علاج رائحة الفم الكريهة

  • معالجة السبب

  • اتباع قواعد النظافة الفموية والعناية بالأسنان بصورة منتظمة

حالما يتأكد تشخيص الحالة، فينبغي علاج أسباب رائحة الفم الكريهة.

إذا كان السبب خارجياً، فينبغي التخلص منه أو تصحيحه.فعلى سبيل المثال، يمكن للشخص التوقف عن تناول الثوم والبصل والأطعمة الأخرى المنتجة للرائحة والتوقف عن التدخين.أما إذا كان السبب فموياً، فينبغي على الشخص زيارة طبيب الأسنان وتخصيص جلسة لتنظيف الأسنان، وعلاج أية نخور أو مشاكل حول سنية.في المنزل، يجب على الأشخاص تحسين روتين نظافة الفم اليومية، ويشمل ذلك استخدام الخيط السني لتنظيف المسافات بين الأسنان، واستخدام فرشاة الأسنان، وتنظيف الجزء العلوي والخلفي من اللسان باستخدام فرشاة الأسنان أو مكشطة اللسان.تتوفر في الأسواق العديد من أنواع غسول الفم والمطهرات الفموية، إلا أن فائدتها ليست كبيرة جداً.لا تدوم آثار معظم هذه المنتجات لأكثر من 20 دقيقة.ينبغي أن يحرص مدمنو الكحول الذين يخضعون لبرامج علاجية من اضطراب استخدام الكحول على استعمال غسول فموية خالية من الكحول.

أما الأشخاص الذين يعانون من رائحة فم كريهة ذات منشأ نفسي فقد يحتاجون إلى استشارة طبيب نفسي.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن

يكون المسنون أكثر عرضة لتعاطي الأدوية التي تسبب جفاف الفم، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدني مستوى نظافة الفم، ومن ثم زيادة احتمال انبعاث رائحة كريهة منه.تعد سرطانات الفم سببًا آخر لرائحة الفم الكريهة، وتصبح أكثر شُيُوعًا مع التقدم في السن أيضًا.بخلاف ذلك، لا يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة برائحة الفم الكريهة.

نقاط رئيسية

  • تنجم معظم حالات رائحة الفم الكريهة عن تخمّر البقايا الطعامية بواسطة البكتيريا في الفم.

  • تنطوي المعالجة المنزلية على تنظيف الأسنان بالفرشاة، والخيط، وتنظيف الأسنان بالفرشاة أو كشطها.

  • إن مفعول غسول الفم لا يدوم طويلا.

  • يمكن للاضطرابات خارج الفم أن تسبب رائحة الفم الكريهة. ولكن غالبًا ما يكون من السهل اكتشاف ذلك السبب استنادا إلى نتائج الفحوص السريرية، سواءً من قبل الطبيب العام أو طبيب الأسنان.

للمزيد من المعلومات

نورد فيما يلي مصدرًا باللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. MouthHealthy.org: يوفر هذا المصدر العام معلومات عن صحة الفم، بما في ذلك التغذية والإرشادات حول اختيار المنتجات التي تحمل علامة الموافقة من الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.كما يوفر نصائحٌ حول العثور على طبيب أسنان وكيفية وتوقيت زيارته.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID