جفاف الفم

(جفاف الفم)

حسبBernard J. Hennessy, DDS, Texas A&M University, College of Dentistry
تمت مراجعته رجب 1443

يحدث جفاف الفم بسبب انخفاض أو توقف إفراز اللعاب.يمكن لهذه الحالة أن تُسبب إزعاجاً للمريض، وأن تعيق النطق والبلع، وتجعل ارتداء البدلات السنية أمراً صعباً، وقد تؤدي إلى الإصابة برائحة الفم الكريهة، وتُقلل من نظافة الفم، وتُقلل من مستوى الحموضة فيه، وتزيد من نمو البكتريا، مما يساهم في حدوث النخور السنية.يمكن أن يؤدي جفاف الفم المزمن إلى تسوس الأسنان الشديد و داء المبيضات في الفم.يُعد جفاف الفم من الشكاوى الشائعة عند كبار السن.

أسباب جفاف الفم

يحدث جفاف الفم عندما تضطرب وظيفة الغدد اللعابية فيقل بذلك إنتاج اللعاب.هناك العديد من الأَسبَاب، بما في ذلك التجفاف والتنفس من الفم (انظر جدول بعض أسباب جفاف الفم).

والأَسبَاب الأكثر شيوعاً لجفاف الفم هي:

  • الأدوية

  • تعريض الرأس والرقبة للأشعة السِّينية (كما يحدث في سياق علاج السرطان)

وتُعد الأدوية السبب الأكثر شُيُوعًا بشكل عام.إذ تشير الدراسات إلى أن حَوالى 400 دواء يُصرف بموجب وصفة طبية، بالإضافة إلى العديد من الأدوية التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية تؤدي إلى انخفاض إنتاج اللعاب.وتشمل الفئات الأكثر شُيُوعًا من الأدوية المُسببة لانخفاض إنتاج اللعاب ما يلي:

  • الأدوية التي تمتلك آثاراً مضادة للكولين (حاصرات الأسيتيل كولين)

  • الأدوية المستخدمة في مُعالجَة داء باركنسون

  • عقاقير العلاج الكيميائي للسرطان

هناك العديد من الأدوية شائعة الاستخدام والتي تكون لها تأثيرات مضادّة للكولين.ويُعد جفاف الفم أحد الأعراض الجانبية لهذه الأدوية.

يمكن للعديد من عقاقير العلاج الكِيميائيَّ أن تُسبب جفافاً شَديدًا في الفم، وأن تُسبب تقرحات فموية (التهاب الغشاء المخاطي للفم) عند تناولها.وعادة ما تنتهي هذه المشاكل بعد التوقف عن تناول الأدوية.

ونذكر من الأدوية الشائعة الأخرى التي تسبب جفاف الفم أيضًا بعض خافضات ضغط الدَّم (الأدوية المستخدمة في خفض ضغط الدم المرتفع)، ومضادَّات القلق (الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق)، ومضادَّات الاكتئاب.

وقد أدى استخدام الميثامفيتامين غير القانوني إلى اضطراب يسمى الفم الميثي meth mouth، ويتظاهر بتسوس شديد في الأسنان ناجم عن جفاف الفم المُثار بالميثامفيتامين.ويتفاقم الضرر بسبب صرير وسحل الأسنان الذي يُسببه تناول الدواء، كما يتفاقم بالحرارة الناجمة عن استنشاق الأبخرة الساخنة، ونتيجة ارتفاع الوارد من المشروبات السكرية، وسوء العناية بالصحة الفموية في أثناء استخدام هذا الدواء.يؤدي هذا المزيج من الأَسبَاب إلى تخريب سريعٍ جدًّا للأسنان، ومشاكل أخرى فيها تترك تأثيراتها مدى الحياة.

من جهةٍ أخرى، يُسبب تدخين التبغ عادة تراجعاً في إنتاج اللعاب.

ويمكن للعلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والرقبة أن يضر بشدة بالغدد اللعابية، ويُسبب جفافاً دائمًا في الفم.وحتى الجرعات المنخفضة من الإشعاع يمكن أن تسبب جفافاً مؤقتاً في الفم.

أما الأَسبَاب الأقل شيوعاً من جفاف الفم فتشمل الاضطرابات الجهازية.فعلى سبيل المثال، يكون جفاف الفم حالةً شائعةً جدًّا بين الأشخاص الذين يعانون من مُتلازمة شوغرن Sjögren syndrome.كما يُعاني بعض المصابين بداء السكَّري أو عدوى الإيدز من جفاف الفم.

تقييم جفاف الفم

لا يحتاج جميع الأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم إلى تقييم فوري من قبل الطبيب.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

هناك بعض الأعراض التي تستدعي القلق عند الأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم.وتشتمل على

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي على المرضى الذين تظهر لديهم العلامات التحذيرية مراجعة الطبيب فوراً.بينما ينبغي على المرضى الذين يعانون من نخور سنية معممة زيارة طبيب الأسنان وعلاجها.أما المرضى الذين يعانون من جفاف الفم بدون أي من العلامات التحذيرية آنفة الذكر، ولا يشعرون بأي مشكلة صحية أخرى، فيمكنهم مراجعة الطبيب في غضون أسبوع أو نحو ذلك.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

في البداية سوف يوجه الطبيب للشخص بعض الأسئلة حول الأعراض التي يشتكي منها وتاريخه الطبي.تزيد الأعراض، مثل جفاف العينين أو تهيجهما، أو جفاف الجلد، أو الطفح الجلدي، أو آلام المَفاصِل من احتمال إصابة المريض بمُتلازمة شوغرن.قد يسأل الطبيب أيضًا عما إذا كان المريض قد خضع سابقًا أو يخضع حاليًا لعلاج شعاعي، أو ما إذا كان قد تعرض لرضوض على الرأس أو الرقبة، أو كان مُصاباً بعدوى الفيروس المناعي البَشَري (الإيدز) أو أن لديه عوامل خطر مرتفعل للإصابة به.من الضروري أن يطلع الطبيب على جميع الأدوية التي يتناولها الشخص، وتحري ما إذا كان جفاف الفم ناجمًا عن أحدها.

ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.سوف يُركز الطبيب في البداية على منطقة الفم لمعاينة درجة الجفاف في الفم.إذا كانت درجة جفاف الفم غير واضحة، فقد يعمد الطبيب إلى استخدام خافض اللسان وتطبيقه على باطن الخد لمدة 10 ثوانٍ، ومن ثم إفلاته.في حال سقط خافض اللسان فورا عند إفلاته، فإن ذلك يشير إلى إفراز اللعاب يحدث بصورة طبيعية.أما إذا بقي خافض اللسان في مكانه لبرهة، أو واجه الطبيب صعوبة في تحريره، فسوف يشير ذلك إلى أن إفراز اللعاب لا يجري بصورة طبيعية.كما يمكن اللجوء إلى علامة أحمر الشفاه عند النساء، حيث إن انطباع لون أحمر الشفاه على سطوح الأسنان الأمامية يُعد مؤشراً جيداً على مدى جفاف الفم.

كما يقوم الطبيب بفحص الفم بحثاً عن أيّة قروح ناجمة عن العدوى بالفطريات Candida albicans وفحص الأسنان (على سبيل المثال، للتحري عن أي نخور في مواضع غير اعتيادية).قد يكون تسوس الأسنان الشديد والسريع بشكل غير متوقع علامة على تعاطي المخدرات، وخاصة الميثامفيتامينات.

إن ما يجده الطبيب خلال تحري التاريخ المرضي والفحص السريري غالبًا ما يشير إلى سبب جفاف الفم (انظر جدول بعض أسباب جفاف الفم) ويحدد الاختبارات التي قد يلزم إجراؤها.إذا بدأت الإصابة بجفاف الفم بعد فترة وجيزة من استخدام دواء جديد، فغالبًا ما سيطلب الطبيب من المريض التوقف عن تناول الدواء ومراقبة ما إذا كانت الأعراض ستزول أم لا.

الجدول

الاختبارات

يمكن للطبيب أن يلجأ في بعض الأحيان إلى اختبار وظائف الغدد اللعابية عن طريق قياس تدفق اللعاب (يسمى الاختبار قياس الإلعاب sialometry).ويكون ذلك بالطلب إلى المريض مضغ البارافين أو وضع القليل من حامض الستريك على اللسان لتحفيز إفراز اللعاب، وبعد ذلك يقوم الطيب بجمع اللعاب وقياس كميته.يساعد قياس تدفق اللعاب على تحديد ما إذا كانت حالة جفاف الفم تتحسن أو تتفاقم.

إذا لم يتمكن الطبيب من تحديد سبب جفاف الفم، فغالبًا ما يلجأ لإجراء خزعة جراحية صغيرة من الغدد اللعابية الموجودة على باطن الشفة السفلية لتحري الإصابة بمُتلازمة شوغرن، أو الساركويد، أو الداء النشواني، أو داء السل أو السرطان.ويمكن للطبيب أيضًا تحري إصابة المريض بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.

علاج جفاف الفم

  • يكون ذلك عن طريق علاج السبب، بما في ذلك إيقاف المريض من تناول العقاقير المسببة لجفاف الفم إن كان ذلك ممكناً

  • يمكن في بعض الأحيان وصف أدوية تزيد من إنتاج اللعاب

  • وصف سوائل بديلة عن اللعاب

  • اتباع قواعد النظافة الفموية والعناية بالأسنان بصورة منتظمة

ينبغي علاج سبب جفاف الفم إن كان ذلك ممكناً.وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم الناجم عن تناول أدوية لا يمكن إيقافها أو تبديلها بأدوية أخرى، فيمكن تعديل مواعيد تناولها لتكون في النهار بدلًا من الليل، لأن جفاف الفم ليلاً يزيد أكثر من خطر تسوس الأسنان بالمقارنة مع جفاف الفم نهاراً.وفي حال توفر أشكال سائلة من الصنف الدوائي، فمن الأفضل اعتمادها بدلًا من الحبوب أو الكبسولات.يجب تجنب الأصناف الدوائية التي تحتاج إلى أن توضع تحت اللسان قدر الإمكان.يجب على المرضى شرب كميات وافرة من المياه قبل ابتلاع الكبسولات والأقراص الدوائية أو حتى قبل وضع أقراص النتروغليسرين تحت اللسان.كما ينبغي على المريض تجنب استخدام مزيلات الاحتقان ومضادَّات الهيستامين.

السيطرة على الأَعرَاض

يشتمل علاج أعراض جفاف الفم على الإجراءات التي تهدف إلى:

  • زيادة كمية اللعاب في الفم

  • استبدال اللعاب بسوائل أخرى

  • علاج النخور السنية وإيقاف حدوثها

تشمل الأدوية التي تزيد من إفراز اللعاب كُلاً من سيفيميلين وبيلوكاربين.يُعد الغثيان التأثير الجانبي الرئيسي لدواء سيفيميلين.بينما تشمل الآثار الجانبية الرئيسية لبيلوكاربين كُلاً من التعرق واحمرار الوجه، وطرح كميات كبيرة من البول الرائق (بوال).

يساعد احتساء السوائل غير السكّرية ومضغ العلكة التي تحتوي على مادة الإكسيليتول على تحفيز تدفق اللعاب.كماي يمكن استخدام بدائل للعاب من الصيدلية دون الحاجة إلى وصفة طبية، وهي سوائل تحتوي على مادة كربوكسي ميثيل سيلولوز، أو هيدروكسي إيثيل سيلولوز، أو الغليسرين.

كما يمكن تطبيق الفازلين على الشفتين وفي باطن التعويضات السنية المتحركة لتخفيف جفاف وتشقق وألم ورضّ بطانة الفم.يمكن لأجهزة ترطيب الهواء البارد أن تساعد الأشخاص الذين يتنفسون عن طريق الفم، والذين تسوء أعراضهم في الليل خاصة.

يُعد الالتزام بالنظافة الفموية أمراً ضرورياً.ويجب على المرضى استخدام فرشاة الأسنان (مع معجون أسنان فلورايدي تجاري أو يُصرف بوصفة طبية) والخيط السني بانتظام (بما في ذلك قبل وقت النوم) واستخدام الغسول الفموية الحاوية على الفلوريد بشكل يومي.كما يمكن لمعاجين الأسنان الجديدة المعززة بالكالسيوم والفوسفات أن تقي من الإصابة بالنخور السنية.وينبغي على المرضى زيارة طبيب الأسنان بمعدل أكبر من الأشخاص العاديين، وذلك للحصول على الرعاية السنية الوقائية، وإزالة أية ترسبات كلسية بكتيرية عالقة على الأسنان.من الطرق الفعالة للوقاية من النخور السنية استخدام الواقي الفموي المصمم خصيصاً للمريض والمملوء بمعجون أسنان فلورايدي خاص يُصرف بوصفة طبية لاستخدامه في المنزل، وخاصةً في أثناء الليل.قد يفضِّل المرضى تطبيق معجون الأسنان الفلورايدي الخاص دون استخدام قالب.بالإضافة إلى ذلك، يمكن لطبيب الأسنان تطبيق ورنيش فلوريد الصوديوم بمعدل مرتين إلى أربع مرات في السنة.

يجب على المرضى تجنب الأطعمة والمشروبات السكّرية أو الحمضية، وأية أطعمة مهيجة (غنية بالبهارات أو الفلفل الحار، أو حارة جدًّا أو باردة جداً).كما يجب على المرضى تجنب تناول السكر خاصة قبيل موعد النوم.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن

يكون جفاف الفم أكثر شُيُوعًا بين كبار السن، وهو ما قد يُعزى إلى تناول العديد من الأدوية، وليس إلى الشيخوخة بحد ذاتها.

نقاط رئيسية

  • تُعد الأدوية السبب الأكثر شيوعًا لجفاف الفم، ولكن يمكن لبعض الأمراض (ومثالها الأكثر شيوعًا مُتلازمة شوغرن أو عدوى فيروس العوز المناعي البشري) والمُعالجة الشعاعيَّة أن تسبب جفاف الفم أيضًا.

  • يمكن زيادة تدفق اللعاب عن طريق مضغ العلكة التي تحتوي على الإكسيليتول أو مص الحلوى الخالية من سكر، أو عن طريق تناول بعض الأدوية، أو باستخدام السوائل المُعيضة عن اللعاب.

  • وبما أن خطر النخور السنية يتضاعف لدى الأشخاص الذين يعانون من جفاف الفم، فإن العناية الفموية الدقيقة وتدابير الوقائية الإضافية في المنزل (بما في ذلك الاستخدام اليومي للغسول الفلورايدي الذي يُصرف بدون وصفة طبية أو معجون الأسنان الفلورايدي الذي يصفه طبيب الأسنان)، وتطبيق الفلورايد في عيادة الطبيب تكتسب أهمية خاصة.

للمزيد من المعلومات

نورد فيما يلي مصدرًا باللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. MouthHealthy.org: يوفر هذا المصدر العام معلومات عن صحة الفم، بما في ذلك التغذية والإرشادات حول اختيار المنتجات التي تحمل علامة الموافقة من الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.كما يوفر نصائحٌ حول العثور على طبيب أسنان وكيفية وتوقيت زيارته.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID