النماء النفسي عند المراهقين

حسبSarah M. Bagley, MD, MSc, Boston University Chobanian & Avedisian School of Medicine
تمت المراجعة من قبلAlicia R. Pekarsky, MD, State University of New York Upstate Medical University, Upstate Golisano Children's Hospital
تمت مراجعته المعدل جمادى الأولى 1446
v94700077_ar

في أثناء مرحلة المراهقة، يكبر الأطفال ليصبحوا بالغين يافعين ويبدؤون بالاستقلال عن الأهل.ويمرُّون بتغيُّرات بدنية، وإدراكية، واجتماعية، وعاطفية واضحة.ولكنَّ السبيل إلى ما بعد البلوغ ليس خطًّا مستقيمًا.لا يصبح المراهقون شبيهين بالبالغين بشكل أكثر فأكثر ببساطة وانتظام مع مرور الزمن،بل يكون سلوكهم متناوبًا بين التَّصرُّف كبالغين والتَّصرُّف مثل الأطفال.مع نموِّ المراهقين، يُمضون تدريجيًا المزيد من الوقت في التَّصرُّف كبالغين، ووقتًا أقل في التصرف كأطفال.ويُمكن لتوجيه المراهقين في أثناء هذه الفترة الصعبة من النمو أن يشكل تحديًا للآباء.

النماء الإدراكي عند المراهقين

يشير مصطلح "معرفي" إلى ما هو متعلق بالعمليات الذهنية التي تساهم في التعلم، والتفكير، والاستنتاج، وفهم الأشياء.مع نمو الأطفال، تصبح عملياتهم المعرفية أكثر تطوراً.

كما يؤثر النمو المعرفي أيضًا في الطريقة التي ينظر بها المراهقون إلى الحياة ويمضون فيها.في مرحلة مبكرة من المراهقة، يبدأ الطفل بتكوين قدرة على التفكير المُجرَّد والمنطقيّ،يُؤدِّي هذا الإلمام المُتزايد إلى تعزيز إدراك الذات عند الطفل وقدرته على أن يعكس ذاته الحقيقيَّة،ونظرًا إلى حدوث الكثير من التغيُّرات البدنية الملحوظة خلال مرحلة المراهقة، يتحوَّل هذا الإدراك للذات إلى وعي ذاتي غالبًا، ويُصاحبه شعور بعدم البراعة.كثيرًا ما كما ينشغل المراهق أيضًا بمظهره البدني وجاذبيَّته مع حساسيَّة متزايدة تجاه الاختلافات عن أقرانه.كما تتأثر هذه المشاعر أيضًا بالتوقعات والضغوط الاجتماعية.

خلال مرحلة المراهقة المتوسطة، تُصبح مسألة اتخاذ القرارات حول المستقبل المهني عبئًا متزايدًا على كاهل المراهقين، ولا يكون عند معظم المراهقين هدفٌ محدَّدٌ وواضح، رغم أنَّهم يُدركون تدريجيًّا مجالات اهتمامهم وموهبتهم.ينبغي أن يكون الآباء على درايةٍ بقدرات المراهق ومساعدته على وضع أهدافٍ واقعيَّة.

كما يطبق المراهقون قدراتهم التَّأمُّليَّة الجديدة على القضايا الأخلاقيَّة.عادةً ما يفهم الأطفال في مُقتَبل المُراهَقَة الصوابَ والخطأ على أنَّهما ثابتان ومُطلَقان.غالبًا ما يتساءل المراهقون عن معايير السلوك وقد يرفضون العادات والقيم التقليدية، مما قد يثير استياء الوالدين.من الناحية المثالية، يُتوَّج هذا الانعكاس بتطوير واستبطان المُراهق لقانونه الأخلاقي الخاص به.

مشاكل المدرسة عندَ المراهقين

أحد الأماكن التي تساهم بشكل كبير في التطور المعرفي هي المدرسة.تشكل المدرسةُ جزءًا كبيرًا من وجود المراهقين،غالبًا ما تؤثر الصعوبات في أي مجال من مجالات الحياة تقريبًا على السلوك الاجتماعي للمراهق وأدائه الأكاديمي في المدرسة.

قد تنطوي المشاكلُ المدرسية الخاصة على

  • الخوف من الذهاب إلى المدرسة

  • تجنب المدرسة

  • ترك المدرسة

  • ضعف التحصيل الدراسي

يمكن للخوف من الذهاب إلى المدرسة أن يكون معممًا أو مرتبطًا بشخص معين (معلم أو طالب آخر—انظر التنمر) أو بحدث في المدرسة (مثل حصة التربية البدنية).قد يعاني المراهق من أعراضٍ جسدية، مثل ألم البطن، أو قد يرفض ببساطة الذهاب إلى المدرسة.ينبغي على موظفي المدرسة وأفراد الأسرة أن يحاولوا فهم ومعالجة السبب، وتشجيع المراهق على الذهاب إلى المدرسة.

يكون المراهقون الذين يتغيبون عن الدراسة بشكلٍ متكررٍ أو يتركون المدرسة قد اتخذوا قرارًا واعيًا بالتغيّب عنها.ويكون التحصيلُ الأكاديمي عند هؤلاء المراهقين ضعيفًا بشكلٍ عامّ، ويكون نجاحهم أو مستوى الرضا لديهم بالنسبة إلى النشاطات المتعلقة بالمدرسة بسيطًا؛

ينبغي توعية المراهقين الذين يواجهون خطر ترك المدرسة حولَ الخيارات التعليمية الأخرى، مثل التدريب المهني، ودرجات الدراسات العليا المُكافِئة (GED)، والبرامج البديلة.

قد تنجم مشاكلُ المدرسة في أثناء سنوات المراهقة عن توليفةٍ من:

في بعض الأحيان، تحدث مشاكل مدرسية إذا لم يكن المراهق في الصف أو المجموعة المدرسية المناسبة، وخاصة المراهقين الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو إعاقة ذهنية خفيفة لم يتم التعرف عليها في وقت مبكر من الحياة.

يمكن لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) واضطرابات التعلم، التي تبدأ عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، أن تستمر في التسبب بمشاكل مدرسية للمراهقين.في بعض الأحيان، يجري التعرف إلى هذه الاضطرابات لأول مرة في أثناء مرحلة المراهقة، حيث يصبح العمل المدرسي أكثر صعوبة.

بشكلٍ عام، ينبغي أن يخضعَ المراهقون الذين يعانون من مشاكل مدرسية ملحوظة إلى تقييم تعليمي كامل وتقييم للصحّة النفسية،قد تستدعي الحاجة اللجوء إلى مُدرب محترف للمساعدة على دعم المشاركة في المدرسة.

تَجري مُعالجة المشاكل المحددة حسب الحاجة، ويجري توفير الدعم العام والتشجيع.كما يمكن أيضًا أن تكون التغييرات في بيئة التعلم، وأحيانًا الأدوية، مفيدة جدًا للمراهقين الذين يُواجهون المشاكل.

يتطلب قانون Individuals with Disabilities Education Act (IDEA) الفيدرالي من المدارس تقييم وتوفير الخدمات المناسبة للطلاب الذين لديهم صعوبات في التعلم، وغيرهم ممن لا يحافظون على قدراتهم الأكاديمية، وذلك من خلال توفير خطط تعليمية فردية.

النماء العاطفي عند المراهقين

في أثناء فترة المراهقة، تنمو وتنضج مناطق الدماغ التي تضبط الانفعالات،وتتميَّز هذه المرحلة بنوبات تبدو عفويَّة يُمكنها أن تُشكِّلَ تَحديًا للآباء والمدرِّسين الذين غالبًا ما يتلقُّون وطأة الأمر.يتعلَّم المراهقون بشكلٍ تدريجي كبح الأفكار والأفعال غير المناسبة، واستبدالها بسلوكيَّاتٍ مُوجَّهة نحو هدف.

ويمكن أن يُشكِّلَ التواصل تحدِّيًا مع قيام الآباء والمراهقون بإعادة البحث في علاقتهم.ويبرُز جميع هذه التَّحدِّيات عندما تواجه العائلات حالات أخرى من الشدَّة أو يواجه الآباءُ صعوباتٍ انفعالية خاصَّةٍ بهم، لأنَّ المراهقين يستمرون في الحاجة إلى الأُبوَّة والأمومة.

يستطيع الأطباءُ المساعدة على فتح خطوط التواصل من خلال تقديم نصائح معقولة، وعمليَّة، وداعمة للمراهقين والآباء.

تطوّر الاستقلالية عند المراهقين

في أثناء مرحلة المراهقة، من المهم جدًا التركيز على تطوير الاستقلالية.حيث تستحوذ تساؤلات مثل "من أنا، إلى أين أنا ذاهب، وكيف أتعامل مع كل هؤلاء الأشخاص في حياتي؟" على اهتمام معظم المراهقين بشكل متكرر.توفر هذه الفترة من النمو فرصًا للمراهقين لتعلم كيف يعتنون بصحتهم ويتبنون سلوكيات صحية، وكثيرًا ما تنطوي على سلوكيات تتضمن المجازفة أو احتمال التعرض للمخاطر الصحية.

قد تتعارض رغبة المراهق الطبيعية في السعي إلى المزيد من الحرية مع غريزة الآباء لحماية أطفالهم من الضرر، مما يؤدي إلى الصراع.يشيعُ الإحباط الناجم عن محاولة النمو في الكثير من الاتجاهات،

يكون المراهقون أكثر استقلالية من ذي قبل عندما كانوا أطفالًا صغارًا، ولذلك كثيرًا ما يعجز البالغون عن السيطرة عليهم جسديًا.في هذه الظروف، يجري تحديدُ سلوك المراهقين من خلال تقديرهم الشخصي، والذي لا يكون ناضجًا بعد.يقوم الآباء بالتوجيه بدلًا من الضبط المُباشر لأفعال أبنائهم المراهقين.

ولعل إحدى الطرق التي يمارس المراهقون من خلالها هذه الاستقلالية هي مناقشة جدوى القواعد والتعليمات، أو تحديها، أو حتى مخالفتها بشكل صريح.تُعد المجازفات واختبار القدرات والحدود أفعالاً طبيعية في أثناء المراهقة.على سبيل المثال، يبدأ الكثير من المراهقين في الانخراط في سلوكيَّاتٍ متهورة، مثل القيادة السريعة.كما يبدأ الكثير منهم في تجربة ممارسة الجنس، وقد ينخرط بعضهم في ممارساتٍ جنسيَّةٍ محفوفةٍ بالمخاطر.قد ينخرط بعض المراهقين في استهلاك الكحول والمخدرات.يَرى الخبراء أنَّ هذه السُّلُوكيَّات تحدُث بشكل جزئيّ لأن المراهق يميلُ إلى المبالغة في تقدير قدراته الذَّاتيَّة استعدادًا منه لمغادرة المنزل،كما أظهرت أيضًا دراسات أجريت على الجهاز العصبي أنَّ أجزاء الدماغ التي تكبح الاندفاعات لا تكون ناضجةً بشكلٍ كامل إلى بداية البلوغ.

ينبغي على الآباء/الأوصياء واختصاصيي الرعاية الصحية التفريق بين الأخطاء العرضية للحكم، التي تكون متوقعة لدى هذه الفئة العمرية، وبين نمط سوء السلوك الذي يحتاج إلى تداخل اختصاصي.فعلى سَبيل المثال، تكون مشاكل شرب الكحول بشكل منتظَمٍ والنوبات المتكررة من المُشاجرات، والتغيب عن المدرسة من دون أذن، والسرقة، ملحوظةً بشكلٍ أكثر بالمقارنة مع الحوادث المنعزلة لنفس النشاطات.إذا كانت ثمة مشكلة سلوكية تعيق القدرات الوظيفية للمراهق، فإن العلامات التحذيرية تشمل تدهور الأداء في المدرسة والهروب من المنزل.وممّا يثير القلق بشكل خاص المراهقون الذين يتسببون في إصابات خطيرة لأنفسهم أو للآخرين أو يستخدمون سلاحًا في المُشاجرات.

كما أنّ المراهقين الذين يشعرون بالحنان والدعم من والديهم والذين يعبر آباؤهم عن توقعات واضحة فيما يتعلق بسلوك أبنائهم ويُظهِرون بيئة مضبوطة متناسقة ومراقبةً، يكونون أقل ميلاً لمواجهة مشاكل خطيرة.

أنماط التربية الأبوية في فترة المراهقة

من الشائع حدوث خلافات بين الأهل والمراهقين.وفي هذه الحالات قد تكون السيطرة هي المشكلة الرئيسية.يرغب المراهقون بالشعور بأنهم يستطيعون اتخاذ قرارات حول حياتهم أو المساهمة فيها، ويخشى الآباء من السماح لأطفالهم باتخاذ قرارات سيئة.في هذه الحالات، قد يستفيد الجميعُ من تركيز الآباء جهودهم على تصرفاتِ المراهقين (مثل الالتحاق بالمدرسة والالتزام بالمسؤوليات المنزلية) بدلًا من التركيز على التعبيرات (مثل اللباس وتسريحة الشعر والترفيه المفضل).

هناك أربعة أنماط رئيسية للتربية الأبوية:

  • المسؤولة

  • الاستبدادية

  • المتساهلة

  • غير المبالية

إن الأبوَّة المسؤولة هي أسلوب من أساليب الأبوة يشارك فيه الأطفال في وضع توقعات الأسرة وقواعدها.من المرجح أن يشجع هذا النمط من الأبوة على تطور سلوكيات ناضجة لأنه ينطوي على وضع حدود، وهو أمر مهم لنمو المراهقين على نحو سليم.

تستخدم الأبوة المسؤولة نظاماً من الامتيازات المتدرجة، حيث يُمنح المراهقون في البداية مستويات بسيطة من المسؤولية، مثل رعاية حيوان أليف أو القيام بالأعمال المنزلية أو شراء الملابس أو تزيين غرفتهم، أو إدارة المصروف.إذا كان المراهقون يتعاملون مع هذه المسؤولية أو الامتياز بشكلٍ جيد خلال فترة من الزمن، يُوافق الآباء على منحهم المزيد من المسؤوليات والامتيازات، مثل الخروج مع الأصدقاء من دون الآباء الوالدين وقيادة السيارة.على النقيض من ذلك، يؤدي سوء الحكم أو قلَّة المسؤولية إلى فقدان الامتيازات.يتطلب كل امتياز جديد مراقبة دقيقة من قبل الآباء للتأكد من امتثال المراهقين للقواعد المتفق عليها.

تُعرف الأبوة الاستبداية بقلة مرونتها.يضع الآباء والأمهات قواعد ويتوقعون إطاعتها من قبل الأطفال، ويتخذوا قرارات بحد أدنى من تدخل الأطفال فيها.يكون هناك القليل من المرونة في التفاوض، ويكون التواصل باتجاه واحد، أي أن الآباء لا يستمعون إلى أطفالهم.

تُعرف الأبوة المتساهلة بأنها شيء من المرونة ولكن مع تقليل التوقعات، ووضع الآباء للقليل من الحدود.على الرغم من أن هذا الأسلوب قد يفضي إلى تعلم الأطفال للاستكشاف وتحمل المزيد من المخاطر، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى اكتساب عادات سلبية عند الأطفال، وذلك لأن الآباء المتساهلين لا يقدمون الكثير من التوجيه أو الإرشاد.

تُعرف الأبوة غير المبالية بأنها تنطوي على درجة عالية من المرونة.على الرغم من أن الآباء غير المبالين قد يضمنون حصول أطفالهم على احتياجاتهم الأساسية (مثل الطعام، والمأوى، والملبس)، إلا أنهم لا يتدخلون فيما هو أبعد من ذلك.هناك العديد من الأسباب التي تجعل الآباء غير مبالين أو غير معنيين، وقد يعود ذلك أحيانًا إلى أنَّ بعض الآباء يمضون معظم أوقاتهم في تأمين الموارد المالية للعائلة.

النماء الاجتماعي عند المراهقين

تُعدُّ الأسرة مركزَ الحياة الاجتماعية للأطفال،وفي أثناء فترة المراهقة، تبدأ مجموعة الأقران في الحلول محلّ الأسرة كمركز اجتماعي أوَّلي للطفل.غالبًا ما يجري تكوين مجموعات الأقران بسبب الفروقات في اللباس والمظهر والسلوك والهوايات والاهتمامات، وخصائص أخرى قد تبدو عميقةً أو تافهةً بالنسبة للغرباء.في البداية، تكون مجموعات الأقران من نفس الجنس، ولكنها عادةً ما تُصبح مختلطة في وقتٍ لاحقٍ من مرحلة المراهقة،وتُولِي هذه المجموعات أهميةً للمراهقين، لأنها توفِّرُ مصداقية للخيارات المبدئية للمراهق ودعمًا في المواقف المسببة للشدَّة.

قد تظهر عند المراهقين الذين يجدون أنفسهم من دون مجموعةٍ من الأقران مشاعر عارمة في كونهم مختلفين ومُغايرين،ورغم أنَّه لا توجد تأثيرات دائمة لهذه المشاعر، إلَّا أنها قد تفاقم احتمال حدوث مشاكل في الصحة النفسية، وفي حالات نادرة، حدوث سلوك معادٍ للمجتمع.وعلى العكس من ذلك، يمكن لمجموعة الأقران أن تكتشب أهمية شديدة، مما يؤدي أيضًا إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر ناجمة عن ضغط الأقران أو الخوف من الاستبعاد أو الهجر.

للمزيد من المعلومات

نورد فيما يلي مصدرًا باللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. Individuals with Disabilities Education Act (IDEA):قانون تعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة (IDEA): معلومات شاملة حول كيفية قيام قانون تعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة (IDEA) بتوفير التعليم العام للأطفال المؤهلين ذوي الإعاقة، وضمان التعليم الخاص والخدمات ذات الصلة لهؤلاء الأطفال

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID