السُّعال عند الأطفال

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

يساعد السُّعال على إزالة المواد من المَسالِك الهَوائيَّة ويمنع انتقالها إلى الرئتين.يمكن أن تكون هذه المواد جُسيماتٌ جرى استنشاقها أو مواد من الرئتين أو من المسالك الهوائيَّة.ويُعدُّ القَشع sputum (ويُسمَّى البلغم phlegm أيضًا -وهو مزيجٌ من المخاط والفضلات والخلايا المطروحة من الرئتين) هو المادة الأكثر شيوعًا التي تخرج عند السُّعال من الرِّئتين والمسالك الهوائيَّة.ولكنَّ السُّعال يؤدي إلى خروج الدَّم في بعض الأحيان.ويُعدُّ السُّعال الذي يُخرِج إحدى المادَّتين مُنتِجًا.يقوم الأطفال الأكبر سنًّا (والبالغين) بإخراج المواد من الجسم عند سعالهم عادةً، ولكنَّ الأطفالَ الأصغرَ سنًّا يبتلعونها عادةً.لا تحمل بعض حالات السُّعال أيَّ شيءٍ نحو الخارج.وهي تُعَدّ جافَّةً أو غيرَ مُنتِجة.

يُعدُّ السُّعال أحد الأسباب الأكثر شيوعًا التي تجعل الآباء يصطحبون أطفالهم إلى مُقدِّم الرِّعاية الصِّحيَّة.

(انظر أيضًا السُّعال عند البالغين).

أسباب السُّعال عند الأطفال

تعتمد الأَسبَاب المحتملة للسعال على ما إذا كان السُّعال قد استمرَّ لفترةٍ أقل من 4 أسابيع (حاد) أو 4 أسابيع أو أكثرَ من ذلك (مزمن).

الأسباب الشَّائعة

السبب الأكثر شيوعًا للسعال الحاد هو:

الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا للسعال المزمن هي:

الأَسبَابُ الأقلُّ شيوعًا

كما قد ينجم السُّعال الحاد عن وجود جسمٍ أجنبيٍّ (مثل قطعة من نقود أو قطعة من لعبة) تمَّ استنشاقها إلى الرئتين (شفط) أو قد تحدث حالات عدوى تنفُّسيَّة في حالاتٍ أقلُّ شيوعًا مثل الالتهاب الرِّئوي أو الشَّاهوق (السُّعال الدِّيكي) أو داء السُّل.

وقد ينجم السُّعال المزمن عن شفط جسمٍ أجنبيٍّ أو عن اضطراباتٍ وراثيَّة مثل التَّليُّف الكيسي أو عن خلل حَركي هَدَبي أوَّلي، وهو عيب خِلقي في المَسالِك الهَوائيَّة أو الرئتين، أو عن اضطرابات التهابيَّة تشمل المَسالِك الهَوائيَّة أو الرئتين أو قد تكون مرتبطة بالشِّدَّة النَّفسيَّة (المعروف أيضًا بسُعال العادة أو السُّعال النَّفسي المنشأ).

تقييم السعال عند الأطفال

لا تحتاج كلُّ حالة سُعال إلى تقييمٍ فوريٍّ من قِبَل الطَّبيب.يمكن أن تؤدي معرفة الأَعرَاض التي قد تشير إلى سببٍ خطيرٍ إلى مساعدة الآباء على اتخاذ قرارٍ بشأن الحاجة إلى الاتصال بالطبيب.

العَلامات التَّحذيريَّة

تُعدُّ الأَعرَاض التَّالية سببًا وجيهًا للقلق:

  • تحوُّل لون الشفتين أو الجلد إلى الأزرق (الازرقاق cyanosis)

  • ضجيج صوتي مرتفع (صرير stridor) عند قيام الطفل بالشَّهيق

  • صعوبة في التنفُّس

  • يبدو المرض على مظهر الطِّفل

  • نوبات تشنجية من السُعال المُتكرِّر الذي لا يمكن السيطرة عليه، يليه شهيق ذو نبرة حادة (أصوات شبيهة بالشَّهقة)

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب اصطحاب الأطفال الذين لديهم علامات تحذيريَّة إلى الطبيب أو قسم الطوارئ على الفور، كما ينبغي اصطحاب الأطفال الذين يعتقد آباءهم أنهَّم قد استنشقوا جسمًا أجنبيًّا.بينما إذا لم يكن لدى الأطفال علامات تحذير ولكنَّهم يُعانون من سعالٍ مُتكرِّر نُباحيٍّ أو خشن، فيجب على الآباء الاتصال بالطبيب.يرغب الأطبَّاء عادةً في فحص هؤلاء الأطفال في غضون يوم أو نحو ذلك، وذلك وفقًا لأعمارهم وأعراضٍ أخرى (مثل الحُمَّى) والتَّاريخ الطبي (وخصوصًا تاريخ من اضطرابات الرئة، مثل الرَّبو أو التَّليُّف الكيسي).وبخلاف ذلك فقد لا يحتاج الأطفال الأصِحَّاء الذين يُعانون من السُّعال في بعض الأحيان مع ظهور أعراض نزلة بردٍ نموذجيَّة (مثل سيلان الأنف) إلى مراجعة الطبيب.

ويجب أن يقوم الطبيب بفحص الأطفال الذين يعانون من السُّعال المزمن وعدم وجود علامات تحذير، ولكنَّ تأخير الفحص من بضعة أيامٍ إلى أسبوع لا يُسبِّبُ ضررًا بشكل عام.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن أعراض الطفل وعن تاريخه الصِّحِّي.ثمَّ يقومون بإجراء الفحص السريري.تُشير نتائج دراستهم للتاريخ الصِّحِّي والفَحص السَّريري غالبًا إلى سبب حدوث السُّعال وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضَّروري إجراؤها ( انظر جدول: بعض أسباب وملامح السُّعال عند الأطفال).

تُساعد المعلومات المُتعلِّقة بالسُّعال الطبيبَ على تحديد سببه.لذلك، فقد يستفسرُ الطبيب عن:

  • في أيِّ وقتٍ من اليوم يحدث السُّعال؟

  • ما هي العَوامِل - مثل الهواء البارد أو وضعيَّة الجسم أو التَّكلُّم أو تناول الطَّعام أو شرب السَّوائل أو ممارسة الرِّياضة - التي تُثير أو تُخفِّفُ السعال؟

  • ماذا يُشبه صوت السُّعال؟

  • هل بدأت الأَعرَاض فجأةً أم بشكلٍ تدريجي؟

  • ما هي الأَعرَاض الأخرى عند الطفل؟

  • هل يخرج بلغمٌ أو دمٌ عند السعال؟

يمكن أن يكون السُّعال اللَّيليُّ ناجمًا عن الرَّبو أو عن تقاطر أَنفِيٍّ خَلفِيّ.ينجم السُّعال في بداية النَّوم وعند الاستيقاظ صباحًا عن التهاب الجيوب (التهاب الجيوب) عادةً.يكون السُّعال في منتصف الليل أكثر ارتباطًا بالرَّبو.ويُشير السُّعال النُّباحي إلى الإصابة بالخانوق أو أحيانًا إلى السعال المتبقي من عدوى الجهاز التَّنفُّسي العُلوي الفيروسيَّة.ويُشير السُّعال الذي يبدأ عند الطفل بشكلٍ مفاجئٍ دون ظهور أعراضٍ أخرى إلى احتمال استنشاق جسمٍ أجنبيٍّ.وخلافًا لما يعتقده الكثير من الأشخاص، فإن كون البلغم بلون أصفر أو أخضر أو سميكًا أو رقيقًا، لا يساعد على تمييز العدوى البكتيرية عن الأسباب الأخرى.

عندما يتراوح عمر الأطفال بين 6 أشهر و6 سنوات، يتمُّ الاستفسار من الأهل عن إمكانية ابتلاع جسمٍ أجنبيٍّ (مثل لعبة صغيرة) أو أطعمة صغيرة وناعمة وصُلبة (مثل الفول السوداني أو العنب).كما يستفسرُ الأطباء عمَّا إذا كان الطفل قد أُصيبَ بأيِّ حالة عدوى تنفسيَّة حديثة أو نوباتٌ مُتكرِّرة من الالتهاب الرِّئوي أو الحساسيَّة أو الرَّبو أو تعرُّضه لداء السِّل أو لغيره من حالات العدوى، كما قد يحدث في أثناء السَّفر إلى بعض البلدان.

ويُجرى الفَحص السَّريري.وللتَّحرِّي عن المشاكل التَّنفُّسيَّة، يقوم الأطباء بمراقبة صدر الطفل والاستماع إليه من خلال سمَّاعة الطبيب ونقره.كما يتحرَّى الأطبَّاء عن أعراض نزلة البرد وتورُّم العُقَد اللِّمفِية وألَم البَطن.

الجدول

الاختبارات

قد يكون من الضَّروري إجراء اختباراتٍ وفقًا للأعراض والأسباب التي يشتبه بها الأطبَّاء.بالنسبة للأطفال الذين لديهم علامات الإنذار، يقيس الأطباء عادةً تركيز الأكسجين في الدَّم باستعمال جهاز استشعار التشبُّع clip-on sensor (قياس التأكسُّج النَّبضي) ويأخذون صورة بالأشعة السينيَّة للصدر.كما تُجرى هذه الاختبارات عند الأطفال الذين يُعانون من سعالٍ مزمن أو عند تفاقم السُّعال.كما قد يقوم الأطبَّاء بإجراء اختباراتٍ أخرى وفقًا لنتائج دراستهم للتَّاريخ الصِّحِّي والفَحص السَّريري( انظر جدول: بعض أسباب وملامح السُّعال عند الأطفال).

أمَّا بالنسبة للأطفال الذين ليست لديهم علامات تحذيريَّة، فمن النَّادر إجراء اختباراتٍ إذا استمر السُّعال لمدَّة 4 أسابيع أو أقل مع وجود أعراض الزُّكام.ففي مثل هذه الحالات، يكون السَّبب هو عدوى فيروسيَّة عادةً.ولكن قد يُجرى الاختبار في حال وجود عدوى مثل كوفيد -19 في إحدى المدارس أو مراكز الرعاية النهارية.

كما قد لا يكون من الضَّروري إجراء اختباراتٍ إذا أشارت الأعراض بقوَّةٍ إلى السَّبب.وفي مثل هذه الحالات، قد يبدأ الأطباء ببساطة بمعالجة السبب المُفترَض.ولكنَّ استمرار الأعراض رغم استعمال المعالجة يدفع إلى إجراء الاختبارات غالبًا.

علاج السعال عند الأطفال

تُركِّز معالجة السُّعال على مُعالَجَة السَّبب (مثل، المضادَّات الحيويَّة للالتهاب الرئوي الجرثومي أو مضادَّات الهيستامين للتقاطر الأَنفِيٌّ الخَلفِيّ التَّحسُّسي).

وللتَّخفيف من أعراض السُّعال، يُنصَح الآباء غالبًا باستعمال المُعالجَات المنزلية مثل تهيئة الظروف لاستنشاق الطفل الهواء الرطب (مثل استعمال البخار الصادر عن المِبخَرة أو إجراء حمَّام ساخن) وشرب الكثير من السوائل.ورغم أنَّ هذه العلاجات غير ضارة، إلا أنَّه يتوفَّر القليل من الأدلة العلمية على أنَّها تُحدِثُ أيَّ فرقٍ في شعور الأطفال بالتحسن.ولكن، يمكن إعطاء العسل (إما بشكله الصرف أو المخفف في سائل) للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام بهدف تخفيف السعال.

من النَّادر وصف استعمال الأدوية الكابتة للسُّعال (مثل ديكستروميتورفان والكودين) عند الأطفال.يُعَدُّ السُّعال وسيلةً هامة في الجسم لطرح المُفرَزات من المَسالِك الهَوائيَّة.كما قد يكون لهذه الأدوية آثارٌ جانبيَّة، مثل التَّخليط الذهنِي والتَّهدئة، ويتوفَّر عدد قليل من الأدلة التي تؤكِّد أنَّها تساعد الأطفال على الشُّعور بتحسُّن أو على التَّعافي بسرعةٍ أكبر.لا يُوصى عادةً باستخدام المُقشِّعات التي يُفترَضُ أنَّها تُرقِّقَ وتُليِّنَ المخاط (ممَّا يُسهِّل إخراجه) عند الأطفال.

النُّقاط الرئيسية

  • يمكن تحديد سبب السُّعال وفقًا لنتائج فَحص الطَّبيب عادةً.

  • عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و6 سنوات، ينبغي مراعاة احتمال وجود جسم أجنبي في المَسالِك الهَوائيَّة.

  • يتمُّ تصوير الصَّدر بالأشعَّة السِّينية إذا كان لدى الأطفال علامات تحذيريَّة أو استمرَّ السُّعال لأكثر من 4 أسابيع.

  • يُوصى بعدم استعمال كابتات السُّعال أو المُقشِّعات عادةً، ولكن قد يُعطى العسل للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID