السُّعَالُ لدى البالغين

حسبRebecca Dezube, MD, MHS, Johns Hopkins University
تمت مراجعته صفر 1443

السُّعَالُ هو الطرد المفاجئ والقوي للهواء من الرئتين.وهو أحد الأسباب الأكثر شُيُوعًا لمراجعة الأشخاص للأطباء.وظيفةُ السُّعَال هي تنظيف مجرى التنفس من أي عوالق، وحماية الرئتين من الجسيمات التي جَرَى استنشاقها.يسعل المرضى عن قصد (طوعیًا) أو عفویًا (بشكل لا إرادي).(انظر أيضًا السُّعَال لدى الأطفال).

وتختلف أنواعُ السُّعَال اختلافًا كبيرًا؛حيث يمكن وصف السُّعَال بأنه جاف (غير منتج) أو منتج يُخرج دمًا أو قشعًا (ويسمى البلغم).ويتكون البلغم من خليط من المخاط، والفضلات، والخلايا التي تطردها الرئتانوقد يكون شفافًا رائقًا او أصفر أو أخضر أو ملطَّخًا بالدم.

وقد يجهد المرضى الذين يعانون من السُّعَال الشديد عضلاتِ الأضلاع أو الغضروف، ممَّا يسبِّب ألمًا في الصدر، ولاسيَّما عندما يتنفَّسون أو يتحركون أو يسعلون مَرَّةً أخرى.ويمكن أن يكون السُّعَال مزعجًا جدًا، ويؤثر في النوم.ولكن قد لا يعي الأشخاصُ أو لا يدركون تفاقم السُّعَال الذي يحدث ببطء، كما هي الحال مع المدخِّنين.

أسباب السعال

يحدث السُّعَالُ عندما تتهيَّج المسالك الهوائية.تعتمد الأسبابُ المحتملة للسعال على ما إذا كان السُّعَال قد استمر لمدة أقل من أربعة أسابيع (حادّ) أو أربعة أسابيع فأكثر (مزمن).

الأسبابُ الشائعة

الأسباب الأكثر شيوعًا للسعال الحاد[ هي:

الأسباب الأكثر شيوعًا بالنسبة للسعال المزمن هي:

الأسباب الأقل شيوعًا

الأسباب الأقل شيوعًا للسعال الحاد تشتمل على:

ولكن، عندما يستنشق الأشخاص شيئًا من غير قصد يمكنهم عادةً تمييز سبب السُّعَال المصاحب له، ويخبرون الطبيب ما لم يكونوا مصابين بالخرف أوالسكتة الدماغية أو باضطراب آخر مسبِّب لصعوبة في الذاكرة أوالإدراك أو التواصل.

تشتمل الأسبابُ الأقل شيوعًا للسُّعال المزمن على:

توجد مشكلة في البلع لدى المرضى الذين يعانون من الخرف أو السكتة الدماغية عادةً؛ونتيجة لذلك، يقومون بارتشاف كميات صغيرة من الطعام والشراب أو اللعاب أو محتويات المعدة إلى الرغامى.وهؤلاء الأشخاص قد يرتشفون مرارًا كمياتٍ صغيرة من هذه المواد دون معرفة مقدم الرعاية بذلك، ولهذا يظهر سُعَال مزمن لديهم.

وقد يسبب الربو السُّعَال.ولكن، نادرًا ما يكون العرَض الرئيسي للربو هو السُّعَال بدلاً من الأزيز.وهذا النوع من الربو يدعى الربو المصحوب بالسُّعَال.

تقييم السعال

لا يتطلب كلُّ سعال تقييمًا فوريًّا من قبل الطبيب؛حيث يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقُّع ما سيحصل في أثناء الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

تسبِّب بعضُ الأعراض والخصائص لدى الأشخاص الذين يعانون من السُّعَال قلقًا.وهي تشتمل على:

  • ضيق التنفُّس

  • بصاق الدم

  • نقص الوَزن

  • الحمَّى التي تستمر لفترة أطول من أسبوع

  • عوامل خطر الإصابة بالسل، مثل التعرُّض للتدرُّن أو الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري (HIV)، أو تناول الكورتيزونات أو غيرها من العقاقير التي تثبِّط الجِهاز المَناعيّ

  • عوامل خطر الإصابة بفيروس الإيدز، مثل النشاط الجنسي عالي المخاطر أو استخدام المخدِّرات عن طريق الحقن

متى ينبغي زيارة الطبيب

يجب على المرضى، الذين ظهرت لديهم علامات تحذيريَّة، أن يراجعوا الطبيبَ فورًا، إلا إذا كانت العلامة التحذيرية الوحيدة هي نقص الوَزن.والتأخير لمدة أسبوع أو نحوه ليس أمرًا ضارًا.كما يجب على المرضى الذين استنشقوا شيئًا ما أن يراجعوا الطبيب فورًا.

ويمكن للمرضى الذين يعانون من سعال حاد، ولكن لم تظهر لديهم علامات تحذيرية، أن ينتظروا بضعة أيام لملاحظة ما اذا كان السُّعَال يتوقف أو يصبح أقل حدَّة، وخاصَّة إذا كان لديهم احتقان في الأنف والتهاب في الحلق أيضًا، ممَّا يشير إلى أنَّ السببَ قد يكون عدوى في الجهاز التنفسي العلوي.

أمَّا المرضى الذين يعانون من سعال مزمن، ولكن لم تظهر لهم علامات تحذيرية، فيجب أن يراجعوا الطبيب في مرحلة ما؛ ولكنَّ التأخيرَ لمدة أسبوع أو نحوه في مثل هذه الحالة قد يكون ضارًّا.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم الطبيب في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص، وتاريخه الطبي؛ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.وما يجده الطبيب في تاريخ المريض الطبي والفَحص السريري غالبًا ما يوضح سببَ السُّعَال والاختبارات اللازمة للحالة (انظر جدول بعض أسباب السعال وملامحه).

وقد لا تفيد بعض النتائج الواضحة في التَّشخيص كثيرًا، لأنها يمكن أن تظهرَ في العديد من الاضطرابات التي تسبب السُّعَال؛فعلى سبيل المثال، لا يساعد كون البلغم ذا لونٍ أصفر أو أخضر أو ذا قوام سميك أو رقيق في تمييز العدوى البكتيرية أو الجرثوميَّة عن الأسباب المحتملة الأخرى.وقد يظهر الأزيز مع التهاب الشعب الهوائية (القصبات) أو الربو أو غيرهما من الاضطرابات.ويمكن أن يكونَ الدم المصاحب للسعال ناجمًا عن التهاب الشعب الهوائية أو السل أو سرطان الرئة.

الجدول

الاختبارات

يعتمد إجراءُ تلك الفحوصات على نتائج الفحص السريري ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، ولاسيَّما إذا كانت العلامات التحذيرية موجودة.

وإذا ظهرت لدى الأشخاص أيّ علامات تحذيرية، تشتمل الفحوصات عادةً على:

  • قياس مستويات الأكسجين في الدَّم باستخدام جهاز استشعار يُوضَع على الإصبع (قياس التأكسج النبضي pulse oximetry)

  • أشعة سينية للصدر

تُجرَى اختبارات للجلد، وأشعَّة سينيَّة للصدر، وأحيَانًا تصوير مقطعي للصدر، وفحص وزرع لعيِّنة من القشع (البلغم) بحثًا عن مرض السل، وفحوصات الدم لمرض الإيدز إذا كان الأشخاص قد نقص وزنهم أو لديهم عوامل خطر لهذه الاضطرابات.

أمَّا إذا لم تظهر علامات تحذيرية، فيمكن للأطباء عادة وضع التشخيص على أساس تاريخ المريض الطبي والفَحص السريري، والبدء بالعلاج دون القيام بالاختبارات.يشير الفحوص إلى التشخيص المناسب لدى بعض الأشخاص، ولكن تجرى الاختبارات لتأكيد ذلك (انظر جدول بعض أسباب السعال وملامحه).

وإذا لم يوضّح الفحص سبب السُّعَال، ولم تظهر أي علامات تحذيرية، يقوم العديد من الأطباء بتجريب إعطاء الأشخاص دواء لعلاج أحد هذه الأسباب الثلاثة الشائعة للسعال:

  • توليفة من أحد مضادَّات الهيستامين ومضادَّاتال احتقان، أو رذاذ كورتيكوستيرويد أنفي أو بخاخ أنفي مضاد للفعل الموسكاريني (للتقاطر الأنفي الخلفي)

  • أحد مثبِّطات مضخة البروتون أو حاصرات الهستامين -2 (H2) (لداء الارتجاع المعدي المريئي)

  • موسّع قصبي استنشاقي ستيرويدي قشري أو ناهض لبيتا-2 قصير الأمد (للربو)

لا داعي لإجراء المزيد من الفحوصات إذا كانت هذه الأدوية تخفف من السُّعَال .اما إذا لم يخف السُّعَال، فيقوم الأطباء عادة بإجراء الاختبارات بالترتيب التالي حتى يوضح الفحص التشخيص المناسب:

  • أشعَّة سينيَّة للصدر

  • اختبارات وظائف الرئة للتحقُّق من الربو

  • تصوير مقطعي مُحوسَب للجيوب للتحقق من اضطرابات الجيوب الأنفيَّة

  • وضع جهاز مستشعر للحمض في المريء، للتحقُّق من داء الارتِجاع المَعِدي المَريئي

إذا كان لدى الأشخاص سعال مزمن، يقوم الأطباء بإجراء أشعَّة سينيَّة للصدر عادة.وأمَّا إذا كان السُّعَال مدمَّى، فيقوم الأطباء بإرسال عيِّنة من البلغم للمختبر عادة؛حيث يحاول الفنيُّون استنباتَ البكتيريا في العيِّنة (زرع القشع)، ويستخدمون المجهر للتحقُّق من وجود خلايا سرطانية في العَيِّنَة (دراسة الخلايا).وإذا اشتبه الأطباء عادة بوجود سرطان الرئة (مثلاً عند الأشخاص في منتصف العمر أو كبار السن الذين يدخنون لفترة طويلة، أو الذين نقص وزنهم، أو لديهم أعراض عامة أخرى)، يقومون أيضًا بإجرَاء تصوير مقطعي مُحَوسَب للصدر، وتنظير للقصبات أحيانًا.

علاج السعال

أفضل طريقة لعلاج السُّعَال هي مُعالَجَة الاضطراب الأساسي أو الكامن.فمثلًا ، يمكن استخدامُ المضادَّات الحيوية في الالتهاب الرئوي، كما يمكن استخدام أجهزة الاستنشاق التي تحتوي على أدوية توسِّع مجرى التنفس (موسِّعات الشعب الهوائية أو القصبات) أو استخدام الستيروئيدات القشرية لعلاج داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو الربو.ينبغي عدمُ تثبيط السُّعَال عمومًا، لأنه يمارس دورًا مهمًّا في إخراج البلغم وتنقية مجرى التنفس.ولكن، يمكن القيام بأساليب علاجية أُخرى إذا كان السُّعَال شديدًا، ويسبب اضطرابًا في النوم او له أسباب أخرى.

يوجد أسلوبان أساسيَّان للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من السُّعَال:

  • استخدام مثبِّطات السُّعَال (العلاج المضاد للسعال)، مما يقلِّل من الرغبة في السُّعَال

  • استخدام المقشِّعات الطاردة للبلغم، والتي تهدف إلى ترقيق المخاط الذي يشدّ مجرى التنفس إلى الرئتين، وتجعل المخاطَ أسهلَ طردًا بالسُّعال (ولكنها تفتقد للأدلَّة على فعَّاليتها)

مثبِّطات السُّعَال

تشتمل مثبطات السُّعَال على ما يلي:

  • المواد الأفيونية Opioids

  • دكستروميثورفان Dextromethorphan (دواء مضاد للسعال)

  • بنزوناتات Benzonatate

تثبِّط جميعُ المواد الأفيونية السُّعال، لأنها تقلّل من استجابة مركز السُّعَال في الدماغ.والكوديين هو الأفيون المستخدَم في معظم الأحيان لعلاج السُّعَال.ولكن، قد يسبِّب الكوديين وغيره من مثبطات السُّعَال الأفيونية الغثيانَ والقيء والإمساك، كما يمكن أن يسبِّب الإدمان.ويمكن أن يسبب النعاس أيضًا، خاصَّة عندما يتناول الشخص أدوية أخرى تقلِّل من تركيزه (مثل الكحول، أو المهدئات، أو الأدوية المنومة، أو مضادَّات الاكتئاب، أو مضادَّات الهيستامين).وبذلك، فإنَّ المواد الأفيونية ليست أمنة دائمًا، ولا يصرفها الأطباء عادة الا في الحالات الخاصة، مثل السُّعَال المستمر بالرغم من استخدام معالجَات أخرى والسُّعَال في أثناء النوم.

الدكستروميثورفان هو علاج مرتبط بالكوديين، ولكنه ليس مادة أفيونية فعليًا.كما أنَّه يثبط مركزَ السُّعَال في الدماغ.ويعدُّ الديكستروميثورفان العنصرَ الفعَّال في العديد من المُعالَجَات التي تؤخذ دون وصفة طبية وعلاجات السُّعَال الأخرى بوجود وصفة طبية؛وهو لا يسبِّب الإدمان اذا استخدم بشكل صحيح، ولكنَّه يسبب النعاس قليلاً.ومع ذلك، كثيرًا ما يسيء الناس استخدامه، وخاصة المراهقون، لأنَّ تناول جرعات زائدة منه يعطي شعورًا بالنشوة.ويسبِّب تناولُ جرعة زائدة الهلوسة والتهيُج، ويؤدي إلى الغيبوبة أحيَانًا.ويعدُّ ذلك أمرًا خطيرًا، خاصًة لدى الأشخاص الذين يتعاطون أدوية للاكتئاب تسمَّى مثبِّطات استرداد السيروتونين.

بنزوناتات هو مخدِّر موضعي يُؤخَذ عن طريق الفمويقوم بتخدير المستقبلات الرئويَّة التي تتجاوب مع التمدُّد، وهذا ما يجعل الرئتين أقلّ حساسية للتهيُّج المؤدي للسعال.

ولكن، يجب على بعض الأشخاص، وخاصة الذين يُخرِجون كمية كبيرة من البلغم، أن يحدُّوا من استخدام الأدوية التي تثبِّط السُّعَال.

طاردات البلغم (المقشِّعات)

يوصي بعضُ الأطباء بتناول المقشِّعات (تدعى حالاَّت المخاط أحيانًا) للمساعدة على خلخلة المخاط عن طريق جعل مفرزات الشعب الهوائية أرقّ وأسهل لإخراجها وطرحها.ولا تثبِّط المقشعِّات السُّعَال؛ ولكن، لا توجد في الوقت نفسه براهينُ على فعَّالية هذ الأدوية.وتعدُّ المُعالَجَات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، وتحتوي على الغوافينيسين guaifenesin (دواء طارد للبلغم)، من المقشعات الأكثر شُيُوعًا.

كما يمكن للأشخاص المصابين بالتليُّف الكيسي تناول دواء دورناز ألفا dornase alfa (مستحضر استنشاقي مَأشُوب لديوكسي ريبونوكلياز البشري)، حيث يساعد على ترقيق المخاط المليء بالقيح والناجم عن حالات عدوى الجهاز التنفُّسي المزمنة.ولكن، ليس لهذا الدواء فاعلية عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب الشعب الهوائية المزمن.

ويساعد استنشاقُ المحلول الملحي النظامي أو استنشاق الأسيتيل سيستيين acetylcysteine (لبضعة أيام) في بعض الأحيان على ترقيق المخاط المزعج والسميك جدًّا.

عقاقير أخرى

لمضادَّاتِ الهيستامين، التي تجفِّف مسلك الجهاز التنفُّسي، قيمة ضئيلة أو معدومة في مُعالَجَة السُّعَال، إلاَّ عندما يكون سببُ السُّعَال هو وجود حساسية في الأنف والحلق والقصبة الهوائية الرئيسيَّة (الرُّغامى).أمَّا عندما يكون للسعال أسباب أخرى، مثل التهاب الشعب الهوائية، فيمكن أن يكونَ التأثير المجفِّف بمضادات الهيستامين ضارًّا، حيث يُكثِّف مُفرَزات الجهاز التنفُّسي ويجعل إخراجَها أمرًا صعبًا.

ولا تفيد مضادَّات الاحتقان (مثل فينيل إيفرين phenylephrine)، التي تُخفف من انسداد الأنف، إلاَّ للتخفيف من السُّعَال الذي يسبِّبه التقاطر الأنفي الخلفي فقط.

المُعالجَات الأخرى

لاستنشاق البخار (باستخدام جهاز البخار مثلًا) مفعوله في الحدِّ من السُّعَال.كما يشيع استخدامُ المُعالجَات الموضعية الأخرى أيضًا، مثل قطرات السُّعَال، ولكن لا يوجد دليل قاطع على فعَّالية هذه المعالجات.

نقاط رئيسيَّة

  • تظهر معظمُ حالات السُّعَال بسبب التهابات الجهاز التنفسي البسيطة أو التقاطر الأنفي الخلفي.

  • وتشتمل العَلاماتُ التَّحذيريَّة المصاحبة للسعال على ضيق التنفُّس، والسُّعَال المدمَّى ونقص الوَزن، والحمَّى التي تستمرّ لفترة أطول من أسبوع، وعوامل الخطر للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والسلّ.

  • ويمكن للأطباء عادةً وضع التشخيص بنااءً على نتائج تاريخ المريض الطبي والفَحص السريري.

  • يجب استخدامُ العقاقير (المثبطة للسعال والمقشِّعة) لعلاج السُّعَال عندما تكون الحالة ملائمة فقط؛ فمثلًا يُستعمل مثبِّط السُّعَال عندما يكون شَديدًا أو عندما يوصي الطبيب بذلك فقط.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID