عُسر الهضم

(عُسر الهضم)

حسبJonathan Gotfried, MD, Lewis Katz School of Medicine at Temple University
تمت مراجعته جمادى الثانية 1443

عُسر الهضم هو ألم أو انزعاج في الجزء العلوي من البطن.كما قد يصف الأشخاص الإحساس بأنَّه الشعور بوجود غازات أو بالامتلاء أو بشعور قاضم أو حارق.وقد يحدث الشُّعور بالامتلاء بعد تناول وجبة صغيرة (الشِبَع المبكر) أو بالامتلاء المفرط بعد تناول وجبة عاديَّة (الامتلاء بعد الأكل) أو لا تكون له علاقة بوجبات الطعام.لمزيد من المعلومات حول الانزعاج الشديد في البطن، انظر الألم البطني الحاد.

ونتيجةً لجهل سبب عُسر الهضم وللانزعاج الخفيف الذي يُسبِّبه عادةً، لا يسعى الكثير من الأشخاص إلى طلب المساعدة الطبيَّة رغم وجوده (أو يأتي ويذهب) منذ مدَّة طويلة.يُعدُّ عُسر الهضم أكثر من إحساس مفاجئ وملحوظ (حاد) في بعض الأحيان؟.

ووفقًا لسبب حدوث عُسر الهضم، قد يُعاني الأشخاص من أعراضٍ أخرى مثل ضَعف الشهيَّة والغثيان والإمساك والإسهال وتكوُّن الغازات والتَّجشُّؤ.يؤدي تناول الطَّعام إلى تفاقم الأعراض عند بعض الأشخاص.بينما يؤدي تناول أشخاصٍ آخرين للطعام إلى تخفيف شدَّة الأَعرَاض.

أسباب عُسر الهضم

توجد أسباب كثيرة لحدوث عُسر الهضم، والتي، رغم الاستعمال الشَّائع لمصطلح "عُسر الهضم"، لا تشتمل على وجود مشكلة في هضم الطعام.

قد يحدث عُسر الهضم الحاد لفترة وجيزة بعد تناول

  • وجبة كبيرة

  • الكحول

  • بعض الأدوية المُهيِّجة (مثل بيسفوسفونات أو الإريثروميسين أو الحديد أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة)

كما قد يقتصر شعور بعض الأشخاص الذين يعانون من نوبة قلبية أو من ذبحة صدرية غير مستقرة (إقفار الشريان التاجي) على عُسر الهضم، بدلًا من ألم الصَّدر ( انظر ألَم الظَّهر أو الصَّدر).

وتشتمل الأَسبَاب الشائعة لحدوث عُسر الهضم المتكرِّر على ما يلي:

تأخُّر إفراغ المعدة هي حالةٌ يبقى فيها الطعام في المعدة لفترةٍ زمنيَّةٍ طويلةٍ بشكل غير طبيعي.ينجم التفريغ المتأخر عادةً عن وجود اضطرابٍ (مثل داء السُّكَّري أو اضطراب النسيج الضام أو اضطراب عصبي) يُؤثِّر في أعصاب السَّبيل الهضمي.

لا يُسبِّبُ القلق في حدِّ ذاته حدوثَ عُسرَ الهضم.إلَّا أنَّ القلقَ قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم عُسر الهضم من خلال زيادة قلق الشخص حول الأحاسيس غير المَألوفَة أو المُزعجة، بحيث يصبح الانِزعَاج البسيط محزنًا بشكلٍ كبير.

لا يجد الأطباء عند الكثير من الأشخاص أيَّ شذوذاتٍ في أثناء الفَحص السَّريري أو بعد تحرِّي المريء والمعدة من خلال أنبوب مشاهدةٍ مرن (التنظير الدَّاخلي العلوي) أو بعد إجراء فحوصات التصوير أو المختبر.في مثل هذه الحالات والتي تُسمَّى عُسر الهضم غير القرحي (عُسر هضم وظيفي)، يمكن أن تكون أعراض الشخص ناجمةًً عن زيادة الحساسية للأحاسيس في المعدة أو لتقلُّصات الأمعاء.

تقييم عسر الهضم

لا تحتاج كلُّ نوبةٍ من عُسر الهضم إلى تقييمٍ فوريٍّ من الطبيب.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى ضرورة مراجعة الطبيب وتوقُّع ما سيحصل أثناء التقييم.

العَلامات التَّحذيريَّة

تكون بعض الأَعرَاض والملامح مثيرةً للقلق عند الأشخاص الذين يعانون من عُسر الهضم.وهي تنطوي على ما يلي:

  • ضيق النَّفَس أو التَّعرق أو تسرع مُعدَّل ضربات القلب المُصاحب لنوبةٍ من عُسر الهضم

  • نَقص الشَّهية (فقد الشَّهية)

  • الغثيان أو القيء

  • نقص الوَزن

  • دم في البراز

  • صعوبة البلع (عُسر البلع) أو الألم مع البلع (بلع مؤلم)

  • عسر الهضم الذي يستمرُّ رغم المعالجة بالأدوية مثل مُثبِّطات مضخَّة البروتون

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على الأشخاص الذين يعانون من نوبةٍ واحدةٍ مفاجئة من عسر الهضم مراجعة الطَّبيب مباشرةً وخصوصًا إذا ترافقت أعراضهم مع الشُّعور بضيقٍ في النَّفَس أو تعرُّق أو تسرُّع معدَّل ضربات القلب.فقد يكون أولئك الأشخاص مصابين بإقفارٍ تاجيٍّ حاد.بينما قد يكون لدى الأشخاص الذين يُعانون من عسر الهضم المزمن الذي يحدث عندما يُرهقون أنفسهم والذي يزول عند الرَّاحة؛ إصابةٌ بذبحة وعليهم مراجعة الطبيب في غضون أيَّام.

يجب على الأشخاص المصابين بعُسر الهضم وبعلامةٍ أو أكثر من علامات التحذير الأخرى أن يُراجعوا الطبيبَ خلال بضعة أيام إلى أسبوع.ويحتاج الأشخاص الذين يعانون من عُسر الهضم المُتكرِّر دون وجود أيِّ علامات تحذيريَّة إلى مراجعة الطبيب في وقتٍ ما، إلَّا أنَّ تأخيرها لمدة أسبوع تقريبًا لا يتسبَّب في حدوث ضرر.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن أعراض الشخص وعن تاريخه الصِّحي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.تُشير المعلومات التي يحصلون عليها من مراجعة التاريخ الصحِّي والفَحص السَّريري غالبًا إلى سبب عُسر الهضم وإلى الفحوصات التي قد يكون من الضروري إجراؤها ( انظر جدول: بعض أسباب وسمات عُسر الهضم).

ويُركِّز التاريخ الصحي على الوصول إلى وصفٍ واضحٍ للأعراض، بما فيها معرفة ما إذا كانت مفاجئة أو مزمنة.ويحتاج الأطباء إلى معرفة توقيت وعدد مرَّات تكرُّر الحالة ووجود صعوبة في البلع وعمَّا إذا كانت الأَعرَاض لا تظهر إلَّا بعد تناول الطعام أو الكحول أو استعمال أدوية مُعيَّنة.كما يحتاج الأطباء إلى معرفة العَوامِل التي تُفاقم الأَعرَاض (خصوصًا بذل الجهد وتناول بعض الأطعمة أو الكحول) أو تُخَفِّفُها (خصوصًا تناول الطعام أو استعمال مضادَّات الحموضة).

ويستفسر الأطباء كذلك عن الأعراض الهضميَّة مثل نَقص الشَّهية والغثيان والقيء وتقيؤ الدَّم (قيء الدَّم) ونَقص الوَزن وعن البراز إن كان مُدمَّىً أو أسود.وتنطوي الأَعرَاض الأخرى على ضيق النَّفس والتَّعرُّق.

ويحتاج الأطبَّاء إلى معرفة ما إذا كان قد جرى تشخيص اضطرابٍ في الجهاز الهضمي أو القلب أو وجود أيِّ عوامل خطر على القلب (مثل ارتفاع ضغط الدَّم أو ارتفاع مستوى الكولستيرول في الدَّم) ونتائج الاختبارات السابقة التي أُجريَت والعلاجات التي جُرِّبت.

لا يُوفِّر الفَحص السَّريري أدلَّةً على تشخيصٍ مُعيَّن عادةً.إلَّا أنَّ الأطبَّاء يتحرُّون عن علامات الأمراض المزمنة، مثل الجلد الشديد الشُّحوب أو ضمور العضلات أو الأنسجة الدِّهنيَّة (دَنَف) أو اصفرار العينين والجلد (اليرقان).كما يقومون بإجراء فحصٍ للمستقيم للتَّحرِّي عن وجود أيِّ دم.ومن المرجَّح أن يوصي الأطباء بإجراء اختباراتٍ للأشخاص الذين لديهم مثل هذه النتائج غير الطَّبيعيَّة.

الجدول

الاختبارات

تنطوي الاختبارات المحتملة على ما يلي:

  • التنظير الدَّاخلي العلوي

  • الاختبارات الدَّمويَّة

يقوم الأطباء عادةً بفحص المريء والمعدة من خلال أنبوبٍ مرن (التنظير الدَّاخلي العلوي) عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والأشخاص الأصغر سنًّا الذين تظهر عندهم علاماتٍ تحذيرية نتيجةً لوجود خطر الإصابة بالسرطان.يُعالَجُ الأشخاص الأصغر سنًّا والذين لا يُعانون من أعراضٍ سوى عُسر الهضم غالبًا باستعمال أدويةٍ حاجبة للحمض.يُجري الأطبَّاء تنظيرًا داخليًّا عادةً عند فشل هذا العلاج.

يجب على المرضى الذين يعانون من أعراض الإقفار التَّاجي الحاد، ولاسيَّما الذين لديهم عوامل خطر مراجعة قسم الطوارئ لإجراء تقييمٍ فوري، والذي ينبغي أن ينطوي على تخطيط كهربيَّة القلب واختبارات دمويَّة للتَّحرِّي عن الأضرار التي أصابت خلايا عضلة القلب.

كما ينبغي إجراء اختبارات دمويَّة للأشخاص الذين يعانون من أعراض مزمنة غير نوعيَّة.ويوصي الأطبَّاء بإجراء اختباراتٍ إضافية (مثل دراسات التصوير أو التنظير الداخلي) إذا كانت نتائج الاختبارات الدَّمويَّة غير طبيعية.حيث يوصي بعض الأطباء بالتَّحرِّي عن العدوى ببكتيريا الملويَّة البوابيَّة Helicobacter pylori من خلال اختبار التنفُّس أو اختبار عَيِّنَة من البراز.

ويُجري الأطباء دراساتٍ لقياس الضَّغط المريئي ودرجة الحموضة (الحموضة) للأشخاص الذين استمرَّت عندهم أعراض الارتجاع بعد أن خضعوا للتنظير الدَّاخلي العلوي واستعملوا مُثبِّطًا لمضخة البروتون لمدة تتراوح بين 4 - 8 أسابيع.

يُكتَشف وجود حالاتٍ شاذَّة في أثناء الاختبارات في بعض الأحيان (مثل التهاب المعدة أو الارتجاع المَعدي المريئي) لا تتسبَّب في حدوث عُسر الهضم.ولا يصل الأطبَّاء إلى هذه النتيجة إلَّا بعد زوال الاضطراب واستمرار أعراض عُسر الهضم.

علاج عُسر الهضم

أفضل طريقةٍ لعلاج عُسر الهضم هي مُعالَجَة أيِّ اضطراباتٍ كامنة.ويُراقَبُ الأشخاصُ الذين لا يُعانون من اضطراباتٍ مُميَّزة للاطمئنان عن حالتهم.

يُحاول الأطبَّاء معالجة الأشخاص الذين لا تبدو عندهم علامات الإصابة باضطرابٍ معيَّن من خلال استعمال الأدوية الحاصرة لإنتاج الحمض (مثل مُثبِّطات مضخة البروتون أو حاصرات الهستامين 2 [H2]) أو الأدوية التي تسيطر على القرحة من خلال زيادة كمية المخاط في المعدة (عوامل واقية خلويَّة).وبدلًا من ذلك، قد يوصي الأطبَّاء باستعمال دواءٍ يساعد على تنبيه حركة عضلات السَّبيل الهضمي (أدوية مُنشِّطة لحركة المعدة والأمعاء - مثل ميتوكلوبراميد وإريثروميسين).وقد يوصي الأطبَّاء باستعمال مضادَّات الاكتئاب عند بعض الأشخاص.

النِّقاط الرئيسية

  • قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الانزعاج الشديد من "الغاز" في الجزء العلوي من البطن أو الصدر إصابةٌٌ بإقفار تاجي حاد.

  • يحتاجالمرضى الذين ظهرت عندهم علاماتٌ تحذيريَّة أو تجاوزت أعمارهم 60 عامًا إلى إجراء تنظيرٍ داخلي.

  • يُعالَج الأشخاص الذين لم تظهر عندهم علامات تحذيريَّة ولم تتجاوز أعمارهم 60 عامًا باستعمال الأدوية الحاصرة للحمض.

  • يحتاج الأشخاص الذين لم تتحسَّن أعراضهم خلال 4 - 8 أسابيع إلى المزيد من التقييم.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID