الإصابات الناجمة عن الصدمات الكهربائية

كثيرًا ما يكون العَرَض الرئيسي للصدمة الكهربائية هو الحرق الجلدي، على الرغم من أنه ليس من الضروري أن تُسبب جميع الصدمات الكهربائية إصابات في الأعضاء الخارجية.يمكن لأذيات التيار الكهربائي مرتفع الفولتاج أن تُسبب حروقًا داخلية كبيرة.وفي حال كان الضرر العضلي كبيرًا، فقد يتورم الطرف بدرجة كبيرة تؤدي إلى انضغاط الشرايين (متلازمة الحيّز compartment syndrome)، وبالتالي انقطاع التروية الدموية عن الطرف.وإذا مر التيار الكهربائي بالقرب من العين، فقد يؤدي إلى الإصابة بالساد العيني.يمكن للساد أن يحدث في غضون أيام من الإصابة أو بعد سنوات لاحقة.في حال تضرر مقدار كبير من العضلات (حالة تُسمى انحلال الربيدات)، تتحرر مادة كيميائية في الدم، هي مايوغلوبين.يمكن للمايوغلوبين أن يُلحق الأذى بالكلى.

إذا قام الطفل الصغير بعض أو مص أسلاك كهربائية، فقد يؤدي ذلك إلى حروق في الفم والشفتين.يمكن لهذه الحروق أن تُسبب تشوهات في الوجه، ومشاكل في نمو الأسنان، والفك، والوجه.ويزداد الخطر فيما لو حدث نزف من أحد شرايين الشفة عند تساقط القشور، وهو ما يحدث عادةً في غضون 5-10 أيام من الإصابة.

يمكن لصدمة كهربائية بسيطة أن تُسبب ألمًا عضليًا، وقد تُسبب تلقصات عضلية بسيطة، أو انتفاضة المصاب، فيسقط على الأرض.يمكن للصدمات الكهربائية الشديدة أن تُسبب اضطرابًا في النظم القلبي يتراوح بين الاضطراب العَرَضي الذي لا يترك تأثيرات لاحقة، والاضطراب المميت.يمكن للصدمات الكهربائية الشديدة أن تُسبب تقلصًا عضليًا شديدًا كافيًا لطرح المصاب أرضًا، والتسبب بخلوع مفصلية، أو كسور عظمية، أو إصابات رضية أخرى.

قد تلحق الأذية بالأعصاب والعظام بعدة طرق، مما قد يُسبب اختلاجات، أو نزفًا دماغيًا، أو نوبات قصيرة من فقدان الذاكرة، أو تبدلات في الشخصية، أو هيجانًا، أو الأرق.يمكن للأضرار الجسدية أو أضرار العمود الفقري أن تُسبب الضعف، والشلل، والخدر، والوخز، والألم المزمن، وعسر الانتصاب (العنانة).

• تقييم الطبيب

يتحرى الطبيب الحروق الجلدية، والكسور العظمية، والخلوع المَفصِلية، وإصابات العمود الفقري، وغيرها من الإصابات.

إن معظم الأشخاص الذين لا يعانون من أيَّة أعراض، وليست لديهم اضطرابات قلبية معروفة، ولم يتعرضوا سوى لمستويات منخفضة من التيار الكهربائي، ولسن حوامل إن كُن نساء، لا يحتاجون إلى اختبارات أو مراقبة.يُجرى تخطيط القلب الكهربائي ECG لمراقبة النظم القلبي عند بعض المصابين.قد يكون من الضروري لبعض المصابين إجراء اختبارات للدَّم والبول.إذا كان المصاب فاقدًا للوعي، فقد تُجرى له اختبارات تَّصوير للدماغ، مثل التصوير المقطعي المحوسب CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.

من الضروري جدًا التوعية حول مخاطر الكهرباء وقواعد استخدامها.التأكد من أن جميع الأجهزة الكهربائية في المنزل بحالة سليمة، ومركّبة بشكل صحيح، وتخضع لصيانة دورية، مما يساعد على الوقاية من الصدمات الكهربائية.ينبغي تمديد الأسلاك الكهربائية وصيانتها من قبل فنيين مختصين.يمكن لواقيات المقابس الكهربائية أن تُقلل من خطر الصدمات الكهربائية عند الأطفال الرضع والصغار.

ينبغي تأريض أي جهاز كهربائي يمكن لمسه بواسطة الجسم.تُعد المقابس الكهربائية الثلاثية الأكثر أمانًا.من الخطر إزالة شوكة التأريض من الفيش الكهربائي الثلاثي لكي يسهل إدخاله في المقابس الثنائية، حيث يزيد ذلك من خطر الصدمة الكهربائية.من المفيد استخدام قاطعات الدارات التي تفصل الدارة الكهربائية عندما يتسرب تيار ضعيف منها (حتى وإن بلغت شدة التيار المتسرب 5 ميلي أمبير)، وذلك في الأماكن الرطبة، مثل المطابخ، والحمامات، والمناطق المشوفة للمطر.

لتجنب الإصابة بالتيار الكهربائي العابر للهواء، ينبغي عدم استخدام السلالم والقضبان المعدنية بجوار خطوط التيار الكهربائي العالي.

• الإنعاش القلبي الرئوي

• معالجة الحروق

ينبغي أولًا إبعاد المصاب عن مصدر التيار الكهربائي.الطريقة الأكثر أمانًا للقيام بذلك هي فصل التيار الكهربائي (عن طريق القاطعة الكهربائية أو فصل الجهاز للصدمة الكهربائية عن مصدر التيار).ينبغي عدم لمس المُصاب ما لم يجرِ فصل التيار الكهربائي.

قد يكون من الصعب تمييز خطوط الكهرباء عالية الفولتاج من خطوط الكهرباء منخفضة الفولتاج، وخاصة في التمديدات الكهربائية الخارجية.لا يمكن فصل التيار الكهربائي عالي الفولتاج إلا من قبل مؤسسة الكهرباء المحلية.وقد سجلت العديد من الإصابات في صفوف المنقذين الذين حاولوا تحرير مُصاب من التيار الكهربائي.

حالما يمكن ملامسة المُصاب بأمان، ينبغي على المنقذ التأكد من العلامات الحيوية للمصاب (التنفس والنبض).إذا كان المُصاب لا يتنفس، وقلبه متوقف عن النبض، فينبغي البدء فورًا بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي CPR.ينبغي طلب الرعاية الإسعافية لأي مُصاب بأذية لا يمكن اعتبارها بسيطة.وبما أن شدة الحروق الكهربائية قد تكون خادعة، فينبغي طلب الرعاية الطبية في حال أي شك بشدة الإصابة.

عادةً ما تُعطى كميات كبيرة من السوائل عن طريق الوريد للمصابين بانحلال الربيدات rhabdomyolysis.

يمكن أن يُعطى حقنة كزاز عند الحاجة.

إذا كانت الإصابة شديدة، فينبغي إعطاء المسكنات للمصاب.

تُعالج الحروق الجلدية بواسطة مراهم علاج الحروق والضمادات المعقمة.يمكن علاج المُصاب بحروق بسيطة في المنزل دون الحاجة للتنويم في المستشفى.إذا كانت الإصابة أكثر شدة، فينبغي إدخال المُصاب إلى المستشفى، أو مركز علاج الحروق في حال توفره.ينبغي أن يمكث الشخص في المستشفى لمدة تتراوح بين 6-12 ساعة في حال حدوث أي من التالي:

• إذا كان معدل النبض القلبي أو إذا كانت نتائج تخطيط القلب الكهربائي غير طبيعية

• إذا ظهرت لدى المصاب أعراض مشاكل قلبية (مثل الألم الصدري أو ضيق التنفس أحيانًا)

• في حال وجود إصابات أخرى شديدة

• إذا كان المُصاب امرأة حاملًا (في معظم الحالات، وليس بالضرورة جميعها)

• إذا كان المُصاب يعاني من مشكلة قلبية معروفة سابقًا (في معظم الحالات، وليس بالضرورة جميعها)

ينبغي إحالة الأطفال الذين عضّوا الأسلاك الكهربائية أو مصّوها إلى اختصاصي تقويم الأسنان، أو جراحة الفكين، أو طبيب جراح متخصص في مثل هذه الإصابات.

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

1. مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، المعهد الوطني للصحة والسلامة المهنية(NIOSH): السلامة الكهربائية: يوفر هذا المصدر المهم لنصائح السلامة في مكان العمل معلومات عن أنواع المخاطر الكهربائية التي يواجهها العمال، وكيفية تخفيفها ومعالجة آثارها.

2. المؤسسة الدولية للسلامة الكهربائية (ESFI): معلومات حول كيفية ضمان السلامة الكهربائية في المنزل ومكان العمل، بما في ذلك معلومات حول كيفية التعرف على العلامات التحذيرية للمخاطر الكهربائية وآخر ما توصلت تم التوصل إليه في مجال تكنولوجيا السلامة.