التَاريخ الطبي والفَحص السَّريري للقلب واضطرابات الأوعية الدموية

حسبThomas Cascino, MD, MSc, Michigan Medicine, University of Michigan;
Michael J. Shea, MD, Michigan Medicine at the University of Michigan
تمت مراجعته ذو القعدة 1442

يمكن أن يشير التاريخ الطبي والفَحص السَّريري إلى أنَّ الشخص لديه اضطراب في القلب أو الأوعية الدموية، يتطلب اختباراتٍ إضافيةً لوضع التشخيص الدقيق.

التاريخ الطبِّي

عندما يحصل الأطباءُ على "التاريخ الطبي"، يطلبون من الأشخاص شرح "قصَّة "ما يزعجهم؛فيَسألون أولاً عن الأَعرَاض.إذا كان هناك ألم في الصدر، أو ضيق في التنفُّس، أو شعور بتسرُّع أو عدم انتظام ضربات القلب (الخفقان)، أو غشي أو دوخة أو تورُّم (وذمة) في الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن، فإنَّ ذلك قد يشير إلى وجود اضطراب في القلب.

وهناك أعراض أخرى قد تكون ناتجة عن اضطراب في القلب، وهي أكثر عمومية، مثل الحُمى أو الضعف أو التعب أو فقدان الشهية، أو الشعور العام بالمرض أو الانزعاج (الشعور بالضيق) ولكن لها أسباب أخرى كثيرة.

كما قد يوحي الإحساس بالألم، أو التنميل، أو بتشنُّجات في عضلات الساق بوجود داء الشرايين المُحيطيَّة الذي يُصيب الشرايين في الذراعين والساقين والجذع (باستثناء تلك التي تروِّي القلب).

وبعدَ ذلك، يَسأل الأطباء عن

  • أي تاريخ طبي سابق لأمراض القلب والأوعية الدموية أو ضغط الدم المرتفع أوداء السكري أو ارتفاع الكوليسترول

  • وعن ما إذا كان الشخص كثير الجلوس أم نشيطًا

  • وعن الأَعرَاض التي تحدث خلال الجهد أو التمارين الرياضية، وتختفي بالخلود للراحة

  • وعن استخدام الأدوية (التي تتضمن الأدوية التي يتطلب صرفها وصفة طبية، و/أو الأدوية التي لا يتطلب صرفها وصفة طبية، و/أو العقاقير الترويحية) والكحول، والتبغ

  • وعن التاريخ العَائلي للاضطرابات التي تصيب القلب أو الأوعية الدموية

الفحص السَّريري

يمكن للأطباء، في أثناء الفَحص السَّريري، تحرِّي ما يلي:

  • الَوزن والمظهر العام

  • العلامات الحيوية (مثل درجة الحرارة، ومعدل التنفُّس، وضغط الدم)

  • العينان

  • الأوردة في الرَقبة

  • أصوات القلب والرئتين

  • النبض

  • الساقان والكاحلان للبحث عن وجود أيِّ علامات للتورُّم

  • الجلد

ويبحث الأطباء عن الشحوب أو التعرُّق أو النعاس، حيث قد يكون ذلك من المؤشرات الخفيَّة على اضطرابات القلب.كما يُلاحَظ المزاج العام والشعور بالعافية، واللذان قد يتأثَّران باضطرابات القلب أيضًا.

ويَجرِي تقييمُ لون الجلد، لأن الشحوب أو التلوُّن بالأزرق أو الأرجواني (الزُّرقة) قد تشير إلى انخفاض مستوى خلايا الدَّم الحمراء (فقر الدم) أو عدم كفاية تدفُّق الدم.وقد تشير هذه النتائجُ أيضا إلى أنَّ الجلد لا يتلقى ما يكفي من الأكسجين من الدَّم بسبب وجود اضطراب في الرئة، أو فشل القلب، أو مشاكل الدورة الدموية المختلفة.

ويجري جَسُّ النبض في شرايين الرقبة، وتحت الذراعين، وفي المرفقين والمعصمين، وفي البطن، وفي الفخذ، وفي الركبتين، وفي الكاحلين والقدمين، لتقييم ما إذا كان تدفق الدَّم كافيًا ومتساويًا في جانبي الجسم؛حيث قد يشير وجود أي خلل إلى اضطراب في القلب أو الأوعية الدموية.

كما يجري فحصالأوردة في الرقبة بعدَ أن يستلقي الشخص مع رفع الجزء العلوي من الجسم حتى زاوية 45 درجة.وتُفحَص هذه الأوردة لأنها ترتبط مباشرة بالأذين الأيمن (الحجرة العلويَّة للقلب التي تتلقَّى الدَّم المستنفد من الأكسجين من الجسم)، ويعطي ذلك مؤشرًا على حجم وضغط الدَّم الذي يدخل إلى الجانب الأيمن من القلب.تُشير أوردة الرقبة المتوسِّعة بشدّة إلى وجود ضغط مرتفع بشكل غير طبيعي في الجانب الأيمن من القلب.

ويتحقَّق الأطباء من وجود تورُّم (وذمة) بسبب تراكم السوائل في الأنسجة تحت الجلد عن طريق ضغط أصابعهم على الجلد فوقَ الكاحلين أو الساقين، وأسفل الظهر أحيَانًا.يمكن أن تنجم الوذمة عن: فشل القلب أو اضطرابات أخرى، مثل أمراض الكلى أو الكبد.

يجري فحص العينين لأنَّ الغشاءَ الحسَّاس للضوء على السطح الداخلي للعينين (الشبكية) هو المكان الوحيد الذي يمكن للأطباء أن يروا من خلاله الأوردة والشرايين مباشرةً؛حيث يستخدم الأطبّاء منظار العين لرؤية الأوعية الدموية في شبكية العين.إنّ وجودَ شُذوذات واضحة في شبكية العين هو أمرٌ شائع بين الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدَّم، والسكري، وتصلُّب الشرايين، وحالات العَدوَى الجُرثومِيَّة في صمامات القلب (التهاب الشغاف).

كما يراقب الأطباء الصدر لتحديد ما إذا كان معدل التنفُّس والحركات طبيعيين.ومن خلال قرع الصدر بالأصابع، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كانت الرئتان مليئتين الهواء، وهذا أمر طبيعي، أم تحتويان على سوائل (انصباب الجنب)، وهذا أمر غير طبيعي وقد يكون ناجمًا عن فشل القلب وبعض الاضطرابات الرئويّة.كما يساعد القرعُ أيضًا في تحديد ما إذا كان الكيس الذي يغلِّف القلب (التأمور) يحتوي على سائل.

ويستمع الأطباءُ إلى أصوات التنفُّس باستخدام سمَّاعة الطبيب؛فوجودُ أصوات طقطقة أو فرقعة يشير إلى أنَّ هناك سوائل داخل الرئتين يسبِّبها فشل القلب.

وعن طريق وضع إحدى اليدين على صدر الشخص، يمكن للأطباء أن يشعروا بالموضع الذي تكون ضربة القلب فيه أقوى أو يجسُّوه، وبذلك يمكن تحديدُ ما إذا كان القلب متضخمًا.كما يمكن أيضًا تحديد نوعية وقوة تقلصات خلال كلّ نبضة قلبيَّة.وفي بعض الأحيان، يسبِّب تدفق الدَّم غير الطبيعي والمضطرب داخل الأوعية أو بين حجرات القلب ما يُدعى الهَرير thrill (ويُسمَّى بالارتعاش) الذي يمكن الشعورُ به في أطراف الأصابع أو بالكَف (راحة اليَد).

كما يمكن للأطباء سماع الأصوات الممِّيزة الناجمة عن فتح وإغلاق صمامات القلب، وذلك من خلال الاستماع القلب باستخدام سمَّاعة الطبيب.تؤدِّي شذوذاتُ الصِّمامات والبنى القلبيَّة إلى اضطرب تدفُّق الدَّم، والذي يسبب أصواتًا مميزة تسمى النفخات القلبية murmurs.يحدث تدفُّق الدَّم المضطرب عادةً عندما يتحرك الدَّم من خلال صمامات ضيقة أو عندما يكون هناك تسريب في الصمامات.ولكن، ليس كلُّ اضطرابات القلب تسبِّب النفخات القلبية، وليس كلُّ النفخات القلبية تشير إلى وجود اضطراب في القلب؛فعلى سَبيل المثال، يكون لدى النساء الحوامل نفخة قلبية بسبب الزيادة الطبيعية في تدفُّق الدم عادةً.كما أنَّ النفخات القلبيَّة غير المؤذية شائعة بين الرضَّع والأطفال، بسبب التدفُّق السريع للدم من خلال بنية قلوبهم الأصغر حجمًا.وكلَّما تصلَّبت جدران الأوعية الدموية، والصمامات، والأنسجة الأخرى تدريجيًا لدى كبار السن، أصبح تدفُّق الدم بشكل مضطرب، حتى عند عدم وجود اضطراب خطير في القلب.وقد يسمع الأطباء أيضًا أصوات طقطقة أو قلقلة وفرقعة (صكَّة) عندما يفتح أحد الصمامات غير الطبيعيَّة.وغالبًا ما يُسمَع نظم الخبب (صوت يشبه تخبيب الحصان)، بسبب واحد أو اثنين من أصوات القلب الإضافية لدى الأشخاص المصابين بـ فشل القلب.

ومن خلال وضع السمَّاعة الطبية على الشرايين والأوردة في أماكن أخرى من الجسم، يمكن أن يسمع الأطباء أصوات تدفق الدَّم المضطرب (أصوات لَغَط bruits).وقد تكون أصواتُ القلب الشاذة هذه ناجمة عن تضيُّق الأوعية الدموية، أو زيادة تدفق الدم، أو وجود اتِّصال غير طبيعي بين أحد الشرايين والأوردة (الناسور الشرياني الوريدي).

يتحسَّس الأطباء البطن لتحديد ما إذا كان هناك تضخُّم في الكبد؛وقد يشير التضخُّمُ إلى أن الدَّم متجمِّع أو متراكم في الأوردة الرئيسية المؤدِّية إلى القلب.كما يحدث تورُّم البطن الذي بسبب تراكم السوائل، ممَّا قد يشير إلى فشل القلب.يتحقَّق الطبيبُ من النبض، ويحدد عرض الشريان الأورطي (الأبهري) البطني، عن طريق الضغط بلطف على البطن.

مراقبة ضغط الدَّم المستمرّ المتنقل (المنزلي)

إذا كان تشخيص ارتفاع ضغط الدَّم موضع شك (على سبيل المثال، إذا كانت القياسات المأخوذة في العيادة تختلف كثيرًا)، يمكن للأطباء أن يُوصوا باستخدام جهاز مراقبة ضغط الدَّم على مدار 24 ساعة.ويكون جهاز المراقبة بشكل جهاز محمول يعمل بالبطارية، يرتديه المريض على الورك، وهو مرتبط بكمِّ مقياس ضغط الدم الذي يرتديه المريض على الذراع.ويسجِّل هذا الجهاز بشكل متكرر ضغط الدَّم طوالَ النهار والليل على مدار 24 أو 48 ساعة.تحدِّد القراءات ما إذا كان ارتفاع ضغط الدَّم موجودًا، كما تحدِّد مدى شدة ضغط الدم أيضًا.

كما يوصي الأطباء أيضا مرضاهم الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدَّم في كثيرٍ من الأحيان بمراقبة ضغط دمهم في المنزل.فقد تساعد المراقبة الذاتيَّة على تحفيز الأشخاص على اتِّباع توصيات الطبيب المُتعلِّقة بالمعالجة.أحد الخيارات لمراقبة ضغط الدم في المنزل هو المراقبة غير المكلفة لضغط الدم في المنزل.ويكون جهاز المراقبة بشكل جهاز محمول يعمل بالبطارية، يرتديه الأشخاص لقياس ضغط الدم بسهولة. وهو مرتبط بكمِّ مقياس ضغط الدم الذي يرتديه الشخص حولَ المعصم أو أعلى الذراع.على الرغم من أن أجهزة المراقبة هذه ليست دقيقة عادةً مثل الأجهزة المستخدمة في عيادة الطبيب ، إلا أنها تمكن الأشخاص من مراقبة ضغط دمهم بشكل أكثر تواترًا ، وتسهيل تعديل الأدوية من قبل الطبيب.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID