لمحة عامّة عن الصُّدَاع

حسبStephen D. Silberstein, MD, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته رمضان 1444

الصُّدَاعُ هو ألم في أي جزء من الرأس، بما في ذلك فروةُ الرأس وأعلى العنق والوجه وداخل الرأس.يُعدُ الصُّدَاعُ أحدَ أكثر الأَسبَاب شيوعًا لزيارة الطبيب،

وهوَ يؤثرُ في القدرة على العمل والقيام بالمهام اليوميّة.يُعاني بعضُ الأشخاص من صداع متكرّر،بينما من النادر جدًا أن يُعاني آخرون منه.

أسباب الصداع

على الرغم من أنَّ الصُّدَاعَ يمكن أن يكونَ مؤلمًا ومزعجًا، إلا أنه نادرًا ما ينجم عن حالة خطيرة.يمكن تقسيمُ الصُّدَاع إلى نوعين:

  • الصُّدَاع الأوّلي Primary headaches: لا ينجُم عن اضطراب آخر

  • الصُّدَاع الثانوي Secondary headaches: ينجُم عن اضطراب آخر

وتتضمَّن اضطرابات الصداع الأوَّلية

أشكال الصُّدَاع الناجمة عن ألم العصب الثُّلاَثِي التَّوائِم المستقلّ trigeminal autonomic cephalgias نادرة.

قد ينجم الصُّدَاعُ الثانوي عن اضطراباتٍ في الدماغ أو العينين أو الأنف أو الحلق أو الجيوب أو الأسنان أو الفكين أو الأذنين او العنق أو بسبب اضطراب جهازي systemic.

الأَسبَابُ الشائعة

أكثر سببين شائعين للصداع هما من النوع الأوليّ:

الأَسبَابُ الأقل شيوعًا

في حالات أقلّ، ينجم الصداعُ عن اضطراب صداع أوليّ أقل شيوعًا يسمّى الصُّدَاع العنقودي، أو عن واحد من عددٍ من اضطرابات الصداع الثانويّ (انظر جدول بعض أسباب وملامح الصّداع).تكون بعضُ اضطرابات الصُّدَاع الثانوي خطيرة، خُصوصًا تلك التي تُصيب الدماغ، مثل التهاب السحايا meningitis، أو ورم في الدماغ أو النزف داخل الدماغ (نزف داخل المخ intracerebral hemorrhage).

يمكن أن تُسبِّبَ الحُمى الصُّدَاع، وذلك مثلما تستطيع أنواع كثيرة من العدوى التي لا تُصيب الدماغ على وجه التحديد؛وتنطوي مثلُ هذه الحالات من العدوى على داء لايم، وحُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة Rocky Mountain spotted fever والأنفلونزا.

كما أنّه من الشائع أن يحدُثَ الصُّدَاعُ عندما يتوقف الأشخاصُ عن تناول الكافيين أو أخذ مسكنات الألم analgesics بعدَ استخدامها لفترة طويلة (يُسمّى صداع الاستخدام المفرط للأدوية).

وعلى عكس ما يعتقده معظم الأشخاص، لا يسبب إجهاد العينين وارتفاع ضغط الدم (باستثناء ارتفاع ضغط الدم الشديد) الصداعَ عادةً.

تقييم الصداع

يُركِّز الأطباءُ على :

  • تحديد ما إذا كان للصداع سببٌ آخر (أي ما إذا كان صداعًا ثانويًا)،

  • التحقق من الأعراض التي تشير إلى أن الصُّدَاع ناجم عن اضطراب خطير.

وإذا لم يَجرِ تحديد أي سبب، يقومُ الأطباءُ بالتركيز على التعرّف إلى نوع الصُّدَاع الأولي الموجود.

العَلاماتُ التحذيريَّة

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يُعانون من الصُّدَاع، هناك سِمات معيَّنة تستدعي القلق:

  • التغيّرات في الإحساس أو الرؤية أو الضعف المفاجئ أو فقدان التناسُق أو الاختلاجات أو صعوبة التحدّث أو فهم الكلام، أو التغيّرات في مستويات الوعي مثل النعاس أو التخليط الذهني (مما يُشيرُ إلى اضطراب في الدماغ)

  • الحمّى وتيبُّس الرقبة الذي يجعل خفض الذقن إلى الصدر مؤلمًا وأحيانًا مستحيلًا

  • صداع مفاجئ وشديد جدًا (صُداع رعديّ thunderclap headache)

  • مضض tenderness في الصدغ (عند تمشيط الشعر مثلًا) أو ألم في الفك عندَ المضغ

  • وجود سرطان أو اضطراب يضعف الجِهاز المَناعيّ (اضطِراب العَوَزِ المَناعِيّ) مثل الإيدز

  • استخدام دواء يُثبط الجهاز المناعي (كابت للمناعة)

  • أعرَاض تؤثِّر في الجسم كله، مثل الحُمَّى أو نَقص الوَزن

  • صُداع يتفاقم تدريجيًا (في تواتره أو شدَّته)

  • احمرار العينين والهالات التي تُشاهد حولَ الأضواء

  • ارتفاع ضغط شديد في الدم

  • صدَاع يبدأ بعد عمر 50 عامًا

متى ينبغي زيَارة الطبيب

ينبغي على المرضى، الذين ظهرت لديهم أيَّة علامة تحذيرية، زيارة الطبيب مباشرةً.قد يشير وجودُ علامة تحذيرية إلى أن الصُّدَاع يمكن أن يكونَ ناجمًا عن اضطراب خطير، مثل:

  • صُّدَاع شديد مع حمّى وتيبس في الرقبة: التهاب السحايا ـــ عدوى مهدّدة للحياة في الحيز المملوء بالسائل بين النسج التي تغطّي الدماغ والحبل النخاعي (السحايا)

  • صداع رعدي: نزف تحت العنكبوتية (نزف داخل السحايا) ، والذي غالبًا ما ينجم عن تمزّق أم الدّم

  • مضض (إيلام) في الصدغ، خصوصًا عندَ كبار السنّ الذين نقص وزنهم ولديهم آلام في العضلات: التِهاب الشِّريانِ ذو الخَلايا العَرطَلَة Giant cell arteritis

  • الصُّدَاع عندَ المصابين بالسرطان أو ضعف الجهاز المناعي (بسبب اضطراب أو دواء): التهاب السحايا أو انتشار السرطان إلى الدماغ

  • احمرار العينين والهالات التي تُرى حول الأضواء: الزَّرَق Glaucoma، الذي إذا لم يعالج، يؤدي إلى فقدان للرؤية غير قابل للشفاء

إذا كان الأشخاص الذين ليست لديهم أية من الأَعرَاض أو السمات المذكورة آنفًا قد بدؤوا يعانون من صداع يختلف عن أي صداع سبق أن تعرضوا إليه من قبل، أو إذا أصبح الصداع المعتاد شديدًا بشكلٍ غير مألوف، فيجب عليهم الاتصال بطبيبهم؛واستناداً إلى أعراضهم الأخرى، قد ينصح الطبيبُ بأخذ مسكّن أو يطلب منهم القدوم لتقييم حالتهم.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يقوم الطبيبُ في البداية بتوجيه أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي.ثم يقوم بإجراء الفحص السريري.وغالبًا يُشيرُ ما يكتشفه الأطباء من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري إلى سبب الألم وإلى الفحوصات التي قد يحتاج إليها المريضُ (انظر جدول بعض أسباب وملامح الصُّداع).

يسألُ الأطباءُ عن سِمات الصُّدَاع:

  • كم مرّة يحدث

  • كم من الوقت يستمرّ

  • موضع الألم

  • شدّة الألم

  • كيف يبدو الألم (على سبيل المثال، ما إذا كان نابضًا أو كليلًا أو مثل سكّين)

  • ما إذا كانت هناك أية أعراض تترافق معه

  • المدّة التي يستغرقها الصُّدَاع المفاجئ للوصول إلى أقصى شدَّة

  • ما الذي يُسببُ الصُّدَاع (على سبيل المثال، ما إذا كان يحدث فقط عند الوقوف)، وما الذي يُفاقمهُ، وما الذي يُخفّفه

قد تنطوي الأسئلة الأخرى:

  • ما إذا تعرّض الأشخاص لصُداعٍ من قبل

  • ما إذا كان الصُّدَاع يتكرّر؛ وإذا كان الأمر كذلك، متى بدأ وما هو عدد المرات التي يحدُث فيها

  • ما إذا كان الصُّدَاعُ الحالي هو نفسه أم مختلفًا عن الصُّدَاع السابق

كما يسأل الأطباءُ أيضًا عن عوامل الخطر للصداع،وهي تنطوي على:

  • ما إذا كان الأشخاص يتناولون أو توقفوا عن تناول بعض الأدوية أو المواد (وخاصةً تناول الكثير من الكافيين أو التوقف عنه)

  • ما إذا كان لديهم اضطراب قد يسبّب الصُّدَاع

  • ما إن كان أحد أفراد العائلة مُصابًا بالصُّدَاع الشديد

  • ما إذا تعرّضوا لإصابةٍ في الرأس مؤخرًا

  • ما إذا خضعوا للبزل القطني مؤخرًا

يمكن أن يفكّر المرضى في كيفية الإجابة عن الأسئلة آنفًا وكتابة الإجابات قبلَ الذهاب إلى الطبيب؛يطلب الأطباء أحيانًا من الأشخاص الإجابة عن استبيان حول الصُّدَاع بحيث يغطي معظم الأسئلة ذات الصلة.قد يقوم الأشخاص بإكمال الاستبيان قبل زيارة الطبيب ويحضُرون النتائج معهم.يمكن لإحضار هذه النتائج مكتوبة أن يوفّر الوقت ويساعد على توجيه التقييم.

يقوم الأطباءُ بفحص سريري عام،وهو يُركز على الرأس والعنق والدماغ والحبل الشوكي ووظائف الأعصاب (الفحص العصبي neurologic examination).كما يقوم الطبيبُ بإجراء فحص عيني أحيانًا.

الاختبارات

معظم الأشخاص لا يحتاجون إلى اختبارات؛ولكن إذا اشتبه الأطباءُ باضطرابٍ خطير، تُجرى تلك الاختبارات.بالنسبة لبعض الاضطرابات المشتبه فيها، تُجرى الاختبارات في أقرب وقتٍ ممكن،وفي حالات أخرى، يمكن إجراءُ الاختبارات في غضون يوم أو أكثر.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) و/أو تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (وهو ما يوفر صورًا تفصيلية للأوعية الدموية)،وفي حال كان التصوير بالرنين المغناطيسي غير متاح أو مضاد استطباب، فيمكن إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT) في أقرب وقت ممكن إذا كان لدى الأشخاص

  • صداع رعدي thunderclap headache

  • تغيّرات في مستويات الوعي، مثل النعاس أو التَّخليط الذهنِي

  • حمّى وتيبّس في الرقبة يجعل خفض الذقن إلى الصدر مؤلمًا وأحيانًا مستحيلًا

  • تورّم في العصب البصري (وذمة حُلَيمِيَّة)، يُكشَف بفحص العين باستخدام المنظار العيني

  • أَعرَاض تشير إلى استجابة جسدية خطيرة للعدوى (الإنتان sepsis)، مثل نوع معين من الطفح الجلدي أو الصدمة

  • أَعرَاض تشير إلى اضطراب دمَاغي، مثل التغيّرات في الإحساس أو الرؤية (بما في ذلك الرؤية المزدوجة) أو الضعف المفاجئ أو فقدان التناسُق أو الاختِلاجَات أو صعوبة التحدُث أو فهم الكلام

  • إصابة في الرأس تسبّب الصُّدَاع وفقدان الوعي

إذا كان الأشخاص يُعانون من الصداع الرعدي، فيُجرى تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (أو التصوير المقطعي المحوسب) على الفور.

يُجرى التصويرُ بالرنين المغناطيسي خلال يوم أو ما يُقارب اليوم إذا كان الأشخاص يُعانونَ من حالات مثل:

  • السرطان

  • ضعف جِهَاز المَناعَة (بسبب اضطراب ما مثل الإيدز أو أحد الأدوية)

يُجرى التصويرُ بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المُحوسب (في حال كان التصوير بالرنين المغناطيسي غير متوفر أو كان مضاد استطباب) في غضون أيام قليلة إذا كان الأشخاص يُعانونَ من مظاهر معينة أخرى مثل:

  • الصُّدَاع الذي يبدأ بعد عمر 50 عامًا

  • الرؤية المزدوجة

  • صداع جديد يتفاقم عندما يستيقظ الشخص في الصباح أو يوقظه من النوم

  • زيادة في تكرار أو مدَّة أو شدّة الصُّدَاع المزمن

يُجرى البزل النخاعي أو القطني عادةً إذا:

يقوم الأطباءُ عادة بالتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي قبل إجراء البزل النخاعي إذا اعتقدوا أن الضغط داخل الجمجمة قد يكون مرتفعًا، بسبب كتلة (مثل الورم أو الخراج أو الورم الدموي) على سبيل المثال.يمكن أن يكون البزلُ النخاعي خطيرًا إذا كان الضغط داخل الجمجمة مرتفعًا.عندَ سحب السَّائِل الشوكي بوجود زيادة في الضغط داخل الجمجمة، قد تنجرّ أجزاء من الدماغ إلى الأسفل فجأةً؛وإذا جَرَى الضغط على هذه الأجزاء من خلال الفتحات الصغيرة في النسج التي تفصل الدماغ إلى أحياز، فإن ذلك يؤدي إلى اضطراب يهدّد الحياة يُسمَّى انفتاق الدماغ .

تُجرى اختبارات أخرى في غضون ساعات أو أيام، وذلك استنادًا إلى نتائج الفحص والأَسبَاب المُشتبه فيها.

الجدول

علاج الصُّدَاع

تستنِدُ مُعالَجة الصداع إلى السبب،

وإذا كان الصُّدَاعُ هو صداع التوتر أو إذا كان مصحوبًا بعدوى فيروسية بسيطة، يمكن للأشخاص أخذ الأسيتامينوفين أو أحد مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتسكين الألم.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن: الصداع

إذا بدأ الصُّدَاع بعد عمر 50 عامًا، يفترض الأطباء عادةً أنه ناجم عن اضطراب آخر حتى يثبت العكس.تكون اضطراباتٌ عديدة تُسبّب الصُّدَاع، مثل التِهاب الشِّريانِ ذي الخَلايا العَرطَلَة وأورام الدماغ والورم الدموي تحت الجافية (الذي قد يحدُث بسبب حوادث السقوط)، أكثر شُيوعًا عند كبار السنّ.

قد تكون مُعالَجَة الصُّدَاع محدودةً عند كبار السن،فهم أكثر ميلًا للاضطرابات التي تحول دُون أن يأخذوا بعضَ الأدوية المستخدمة لعلاج الصُّدَاع النصفي والصُّدَاع العنقودي (أدوية التريبتان وثنائي هيدروأرغوتامين - انظر جدول بعض الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الشقيقة).تنطوي هذه الاضطراباتُ على الذبحة ودَاء الشِّريَان التاجي وارتفاع ضغط الدَّم غير المضبوط.

إذا احتاج كبارُ السنّ إلى معالجة الصداع بأدويةٍ يُمكن أن تجعلهم يشعرون بالنعاس، فينبغي مراقبتهم عن كثب.

نقاط رئيسيَّة

  • معظم حالات الصُّدَاع ليس لها سبب خطير، خُصوصًا إذا بدأ الصُّدَاع في سن مبكرة، وإذا لم يتغير مع مرور الوقت، وكانت نتائج الفحص طبيعية. 

  • في حالة حدوث الصُّداع بشكل متكرّر أو في حالة وجود العلامات التحذيرية، ينبغي للأشخاص مراجعة الطبيب. 

  • معظم حالات الصُّدَاع لا تتطل~ب الاختبار.

  • يمكن للأطباء عادة تحديد نوع أو سبب الصُّدَاع استنادًا إلى التاريخ الطبي والأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري.

  • إذا اشتبه الأطباءُ في أن السببَ هو اضطراب خطير (مثل النزف أو العدوى)، يستخدمون التصوير بالرنين المغناطيسي عادةً، وغالبًا ما يُجرى بشكل فوري. 

  • إذا اشتبه الأطباءُ بالتهاب السَّحايا، أو التهاب الدماغ، أو النزف تحت العنكبوتية، فيُجرون البزل النخاعي، عادةً بعد إجراء التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد المشاكل التي تزيد من خطر ارتفاع الضغط داخل القحف.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID