حمى الجبال الصخرية المبقعة

(حمَّى مبقَّعة؛ حمّى القراد؛ تيفوس القراد)

حسبWilliam A. Petri, Jr, MD, PhD, University of Virginia School of Medicine
تمت مراجعته شعبان 1443

حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة rocky Mountain spotted fever هي عدوى ريكيتسيَّة قاتلة، تنتقل عن طريق قُراد الكلب وقُراد الخشب.وهي تتسبَّب في طفح جلدي وصداع وارتفاع في درجة الحرارة.

  • يُصَاب المَرضى بالعدوى عندما يَلدغهم قراد حامِل للعدوى.

  • يحدث صُداع شَديد وقشعريرة وإرهاق شديد وآلام في العضلات، ويلي ذلك بعدَ بضعة أيام طفحٌ جلدي عادة.

  • ويعدُّ تجنّبُ لدغ القراد أفضلَ وسيلة للوقايَة من العَدوَى.

  • يُعطى المرضى المضادَّات الحيوية على الفور إذا كانوا قد تعرَّضوا للدغة من قبل القراد، وظهرت لديهم أعراضٌ نموذجية.

تنجم حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة عن بكتيريا الريكتسية الريكتسية.الرِيكِتسِيَّاتُ هي نوعٌ من البكتيريا التي لا يمكن أن تعيشَ إلاَّ داخل خلايا الكائنات الحية الأخرى.

ربَّما تكون حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة عدوى الريكتسيَّات الأكثر شُيُوعًا في الولايات المتّحدة.وقد أمكنَ التعرُّفُ إليها لأوَّل مرة في ولايات روكي ماونتن، ولكنَّها تحدث في معظم أنحاء الولايات المتحدة؛وهي أكثر شُيُوعًا في جنوب شرقي وجنوب وسط الولايات المتحدة الأمريكية (ولاية كارولينا الشمالية، أوكلاهوما، أركنساس، تينيسي ميسوري).كما تحدث في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية أيضًا.

تحدث حمّى الجبال الصخرية المبقعة بشكل رئيسي ما بين مارس إلى سبتمبر، عندما تكون حشراتُ القراد البالغة نشيطة، ومن المرجَّح أن يكون الناس في المناطق التي ينتشر فيها القُراد.وفي الولايات الجنوبيَّة، قد يحدث هذا المرضُ على مدار السنة.تكون العدوى أكثر شُيُوعًا بين الأشخاص الذين يقضون الكثيرَ من الوقت في المناطق التي ينتشر فيها القراد وبين الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 15 عامًا.

يُصَاب القرادُ بعدوى الريكيتسيَّات عن طريق تغذِّيه على الثدييات المصابة، لاسيَّما القوارض.كما يمكن لإناث القراد المصابة بالعدوى أن تنقلَ الرِيكِتسِيَّات لذرِّيتها أيضًا.وتنتشر العدوى إلى الأشخاص من خلال لدغات قراد الخشب أو قُراد الكلب.وربما لا تنتقل العدوى بالريكيتسيَّات مباشرة من شخصٍ لآخر.

تعيش الريكيتسيَّات، وتتكاثر في الخلايا المبطِّنة للأوعية الدمويَّة.ومن الشَّائع عادة إصابةُ الأوعية الدموية في الجلد وما تحته، وفي الدماغ والرئتين والقلب والكلى والكبد والطحال.كما قد تُصاب الأوعيةُ الدموية الصغيرة بالانسداد بسبب جلطات الدم.

هل تعلم...

  • أنَّ ما يقرب من ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يُعانون من الأعراض يتذكَّرون تعرُّضهم للدغة القراد.

أعراض حمى الجبال الصخرية المبقعة

تشتمل أعراضُ حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة عادة على صداع شديد وقشعريرة وإرهاق شديد (إعياء) وآلام في العضلات.تبدأ الأَعرَاضُ فجأة بعدَ 3-12 يومًا من لدغة القراد.وكلَّما بدأت الأَعرَاضُ بسرعة كانت العدوى أكثرَ شدَّة.وتظهر حمَّى شديدة في غضون عدَّة أيام، وتستمرّ لمدّة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع في حالات العدوى الشديدة.كما قد يحدث سُعالٌ جاف مُتَقَطِّع أيضًا.ومن الشائع ظهورُ الغثيان والقيء.

وما بين اليومين الأوّل والسادس من الحمَّى، يظهر لدى معظم المصابين طفحٌ جلدي على المعصمين، والراحتين، والكاحلين، والأخمصين، والسَّاعدين.ويمتدّ بسرعة إلى العنق والوجه والإبطين والأرداف والجذع.ويكون الطفحُ الجلدي، في البداية، مسطَّحًا وورديًا، ولكن في وقتٍ لاحق يصبح داكنًا ويرتفع قليلًا عن سطح الجلد.ولكنَّه لا يترافق مع حكَّة.يؤدِّي الماءُ الدافئ - في الحمَّام على سَبيل المثال - إلى جعل الطفح الجلدي أكثرَ وضوحًا.وفي غضون 4 أيام، تظهر مناطق أرجوانيَّة صَغيرة (نمشات) بسبب النزف في الجلد.وإذا كانت العدوى شديدة، قد تتموَّت مناطق من الجلد وتتحوَّل إلى اللون الأسود، ممَّا يشير إلى الغنغرينَة.

ولكن لا يظهر الطفح الجلدي لدى بعض الأشخاص المصابين بحُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة.

ومع تقدُّم هذه العدوى، قد تسبِّب أعراضًا أخرى:

  • التملمُل أو الأرق أو الهَذيان، أو الغيبوبة أحيانًا عندَ إصابة الأوعية الدموية في الدماغ

  • وجع البطن

  • التهاب المَسالِك الهَوائيَّة أو التنفُّسية (الالتهاب الرئوي)

  • تضرُّر القلب

  • فَقر الدم

  • انخفاض ضغط الدَّم الشديد والموت (غير مألوف، وذلك عندما تكون العدوى شَديدة)

تشخيص حمى الجبال الصخرية المبقعة

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات الدَّم وخزعة من موضع الطفح

  • اختبارات الدم

يشتبه الأطباءُ بحُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة في الحالات التالية:

  • العيش في منطقة مشجَّرة في أيّ مكان من نصف الكرة الغربي، أو بالقرب منها

  • ظهور حمَّى وصداع وآلام في العضلات في الربيع والصيف، أو الخريف، بغضِّ النظر عما إذا كان لدى الشخص طفحٌ جلدي أو لدغة من القراد

على الرغم من أن المرض ينتقل عن طريق القراد بشكل دائم، إلا أن حوالى 70٪ من الأشخاص فقط يتذكرون تعرُّضَهم للدغات القراد.

لا بدّ من الاختبارات في حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة Rocky Mountain spotted fever عادة.ولكنَّ الاختباراتُ المتاحة قد لا تكشف البكتيريا على الفور أو تستغرق وقتًا طويلاً لمعالجتها.وهكذا، إذا اشتبه الأطباءُ في حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة، فإنهم يبدأون العلاج عادةً قبل أن يحصلوا على نتائج الاختبار.

ولتأكيد التَّشخيص، يطلب الأطباءُ إجراء مقايسة مناعيَّة تألّقية عادة، وهي تستخدم عَيِّنَة من موضع الطفح الجلدي (خزعة).وبالنسبة لمقايسات المناعيَّة التألّقية، تُوسَم الموادُ الأجنبية التي تنتجها البكتيريا (المستضدَّات) بصبغة متألِّقة fluorescent dye، ممَّا يجعل من الأسهل كشف البكتيريا والتعرُّف إليها.

قد يقُوم الأطباءُ بطلب اختبارات للدَّم تكشف الأجسام المُضادَّة للبكتيريا.ولكن، يمكن لهذه الاختبارات كشف هذه الأجسام المُضادَّة لأوَّل مرَّة بعدَ نَحو 7 إلى 10 أيام فقط من بدء الأَعرَاض.أمَّا اختباراتُ الأجسام المُضادَّة المجراة قبلَ هذا الوقت فقد تكون سلبية.ولذلك يقوم الأطباءُ عادةً بإجراء الاختبار لمرَّتين بفاصل عدة أسابيع للتَّحرِّي عن الزيادة في مستوى الأجسام المضادة.وهكذا، لا تساعد هذه الاختباراتُ الأطباءَ على تشخيص العدوى على الفور بعد أن يصبحَ الشخص مريضًا، ولكن يمكن أن تساعدَ على تأكيد التَّشخيص في وقت لاحق.

الوقاية من حمى الجبال الصخرية المبقعة

لا يوجد لقاحٌ مضاد لحُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة، لذلك يعدُّ تجنُّبُ لدغات القراد وإزالة القراد المرتبط على الفور أفضلَ طرائق الوقاية.

يتضمن منعُ وصول القراد إلى الجلد ما يلي:

  • تجنُّب مناطق انتشار القراد، واتباع اللوحات الإرشاديَّة

  • إدخال السَّراويل في الأحذية أو الجَوارب

  • ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة

  • تطبيق طاردات للحشرات مع ثنائي إيثيل تولواميد DEET على الأسطح الجلدية

يجب أن يُستخدَم DEET بحذر عندَ الأطفال الصغار جدًّا، لأنه جَرَى الإبلاغ عن تفاعلات سامَّة لديهم.يقتل تطبيقُ بيرميثرين Permethrin على الملابس القرادَ بشكل فعَّالوتعدُّ عملياتُ البحث المتكرِّرة عن القراد، وخاصَّة في المناطق المشعَّرة والأطفال، ضروريةً في المناطق الموبوءَة التي تشيع فيها العدوى المنقولة بالقُراد.

يساعد البحثُ المتكرِّر عن القراد الملتصق على الوقايَة من العَدوَى، لأن القراد يجب أن يعلقَ لمدة 24 ساعة وسطيًا لكي ينقل العدوى.يجب إزالة القراد المنحشِر بدقَّة، دون سحقه بين الأصابع، لأنَّ سحقَ القراد قد يؤدِّي إلى انتقال المرض.يجب تجنّب الإمساك بجسم القراد أو عصره؛فبالجرِّ التَّدريجي على الرأس بملقط صغير يُزال القُراد.ويجب مسحُ نقطة الاتصال بالكحول.يعدُّ الفازلين وأعواد الثِّقاب المضاءة، وغيرهما من المهيِّجات، طرائقَ غير فعَّالة لإزالة القراد، بل يجب تجنّب استخدامها.

لا تتوفَّر وسائلُ عمليَّة لتخليص مناطق بأكملها من القراد.ولكن، قد ينخفض عددُ حشرات القراد في المناطق التي تكون شائعة فيها عن طريق جعل البيئة أقل جاذبية للحيوانات التي تحمل القراد؛فعلى سَبيل المثال، يمكن للأشخاص أن يجعلوا المناطق أقل جاذبية للفئران عن طريق إزالة أكوام الخشب وفضلات الأوراق وإزالة الأعشاب الطويلة وتنظيفها بالفرشاة حول المنازل، وخصوصًا حولَ مناطق اللعب؛حيث يمكن للفئران أن تختبئ وتعشش في مثل هذه الأماكن.

علاج حمى الجبال الصخرية المبقعة

  • المضادَّات الحيوية

يصف الأطباءُ على الفور المضادَّات الحيوية إذا كانوا يشتبهون في حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة على أساس الأَعرَاض، واحتمال التعرُّض لحشرات القراد المصابة بالعدوى ــ حتى عندما لا تكون نتائجُ الاختبارات قد توفَّرت بعد.لقد قلَّل العلاجُ المبكِّر بالمضادَّات الحيوية من معدَّل الوَفَيات من 20٪ إلى 5٪.

يُستخدم دوكسيسيكلين عادة.وهو يُعطى عن طريق الفم عندما تكون العدوى خفيفة، وعن طريق الوريد عندما تكون أكثرَ شدَّة.يأخذ المرضى المضادَّ الحيوي حتى يتحسَّنوا، ولا يعود لديهم حمَّى لمدة 24 إلى 48 ساعة، ولكن يجب أخذُه لمدة 7 أيام على الأقلّ؛

غير أنَّ الطبيبَ لا يصف المضادَّات الحيوية عادة للأشخاص الذين تعرَّضوا للدغة القراد، ولكن لم تظهر لديهم أعراض.وبدلاً من ذلك، قد يطلب منهم أن يبلِّغوا فورًا عن أي أعراض.

ينبغي على النساء الحوامل مناقشة أطبائهم بخصوص المخاطر والفوائد المحتملة من استعمال دوكسيسايكلين لعلاج حمى الجبال الصخرية المبقعة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID