يمكن أن يتعرَّض كبار السن إلى إساءة المعاملة عن طريق القيام بأشياء مؤذية لهم، أو توجيه كلام مؤذٍ لهم، أو عن طريق منعهم من الوصول إلى أشياء ضرورية لهم. تصبح إساءة المعاملة أكثر تكرارًا وشدة مع مرور الزمن عادةً.
في كل عام في الولايات المتحدة، يتعرض الآلاف من المسنين لإساءة المعاملة أو الإهمال. ويكون مرتكب هذا الفعل أحد أفراد العائلة عادةً، ويكون في معظم الأحيان طفلاً راشدًا يتولَّى رعاية المُسنّ. يقوم مقدمو الرعاية المحترفون أحيَانًا، مثل العاملين في الرعاية الصحية المنزلية أو الموظفين في دور رعاية المسنين وغيرها من المؤسسات، بإساءة معاملة المسنينَ.
ﻏﺎﻟﺒﺎً ما يكون مقدِّمُو الرعاية مرهقين جدًا بسبب متطلبات الرعاية، أو تكون تحضيراتهم أو مواردهم غير مناسبة، أو لا يعلمون ما هُو المتوقَّع منهم. كما قد يصبحون معزولين اجتماعيًا بشكل متزايد، وفي بعض الأحيان يزداد شعورهم بالاستياء ممَّا يجعل إساءة المُعاملة أكثر ميلاً للحدوث. لا ينوي العديد من مقدمي الرعاية إساءة معاملة الشخص، وقد لا يعرف البعض حتى أنهم يقومون بإساءة مُعاملته.
تنطوي الأنواعُ الشائعة من إساءة معاملة المسن على سوء المعاملة الجسدية والجنسية والنفسية والإهمَال وسوء المعاملة الماليَّة.
الاعتداء الجسدي هُوَ استخدام القوة لإحداث أذى أو التهديد بالأذى، ومن الأمثلة على ذلك، الضرب والدفع والهز والقمع والتغذية القسرية. تنطوي المؤشراتُ المحتملة للاعتداء الجسدي على إصابات غير مفسرة أو إصابات لم تجرِ معالجتها بشكل كاف والحروق الناجمة عن الربط بالحبل، وغير ذلك من علامات الربط بالحبل والنظارات المكسورة والخدوش والجروح والكدمات. قد يثير رفض مقدم الرعاية السماح لشخص كبير السن بالحصول على وقت بمفرده مع الزوار أو ممارسي الرعاية الصحية المخاوفَ حولَ الاعتداء الجسديّ.
الاعتداء الجنسي هو الاتصال الجنسي من دون موافقة أو بالقوة أو التهديد باستخدام القوة، ومن الأمثلة على ذلك المُداعبة الحميمية والاغتصاب. قد تشير الكدماتُ حول الثديين والمنطقة التناسلية أو النزف غير المفسر من المهبل أو الشرج إلى الاعتداء الجنسيّ، ولكن، لا يؤدي الاعتداء الجنسي دائمًا إلى حدوث إصابات جسدية.
الاعتداء النفسي هو استخدام كلمات أو أفعال للتسبب في الشدَّة الانفعالية أو الكرب، وقد ينطوي على:
قد يصبح ضحايا الإعتداء النفسي سلبيين ومنعزلين أو يُصابون بالقلق أو الاكتئاب.
الإهمال هُوَ الفشل في تأمين الغذاء أو الأدوية أو النظافة الشخصية أو مُستَلزَمات أخرى. يقوم بعضُ كبار السن بإهمال أنفسهم (يُسمَّى إهمال الذات)، ويجري إهمَال الآخرين عن طريق مقدِّمي الرعاية. قد يقوم مقدمو الرعاية غير المسؤولين أو المهمِلين بمنع كبار السن من الحصول على مستلزماتهم بشكلٍ متعمدٍ، أو ببساطة عن طريق نسيانها أو إغفالها. تنطوي علاماتُ الإهمال على:
-
نَقص الوَزن بسبب نَقص التَّغذيَة
-
جفاف الجلد والفم بسبب التَجفاف
-
رائحة كريهة ناجمة عن عدم التنظيف بشكلٍ مناسب
-
قرحات الضغط على الردفين أو الكعبين بسبب الجلوس أو الاستلقاء في وضعية واحدة لفترة طويلةٍ من الزمن
-
إغفال وسائل مساعدة ضرورية، مثل النظارات أو مقوِّيات السمع أو أطقم الأسنان
-
إغفال مواعيد زيارة الطبيب أو عدم الأخذ لتلقِّي الرعاية عندما تتفاقم الاضطرابات بشكلٍ واضح
لا يُدرك بعض مقدمي الرعاية أن معاملتهم لشخص مسن قد تجاوزت الحدّ من كونها أقلّ مثاليةً لتُصبح حالة إهمال، وقد يفتقر مقدِّمو الرعاية هؤلاء إلى الإحساس بما يشكل الرعاية المناسبة والملائمة، أو قد يكون لديهم مفاهيم مختلفة جدًا عن ما هو التصرف المقبول وما هو التصرف غير المقبول. في بعض الأحيان ينجم الإهمالُ عن ظروف يائسة، مثل الصعوبات المالية، على الرغم من النوايا المثلى لمقدمي الرعاية، ويكُون مقدمو الرعاية المُستعدّون غير قادرين أحيانًا على تقديم الرعاية الكافية بسبب مشاكلهم البدنية الخاصة أو ضعفهم العقلي؛ فعلى سبيل المثال، قد لا يتمكنون من مساعدة المسن على الاستحمام أو تذكُّر إعطاء دواء له.
الاعتداء المالي هو استغلال ممتلكات الشخص أو أمواله. وهو ينطوي على:
قد يُنفق مقدمو الرعاية معظم دخل المُسنّ على أنفسهم ولا يقدمون لهُ إلا الحدّ الأدنى من مبلغٍ من المال.
يُعد تقييد حرية المسن في اتخاذ القرارات الحياتية المهمة أحيانًا، مثل الأشخاص الذين يمكن الاختلاط معهم وكيف يُمكن إنفاق النقود، شكلاً مُخاتلاً أكثر لسوء المعاملة.
عواملُ الخطر
يمكن إساءة معاملة أي شخص مسن بغضِّ النظر عن صحته، ومع ذلك، فإن إساءة المعاملة تكون أكثر ميلاً عندما يكون كبار السن:
كما تكون إساءة المعاملة أكثر ميلاً للحدوث أيضًا عندما يكون مرتكبو هذا الفعل:
-
معتمدين ماليًا على المسنّ أو يعيشون معه
-
يُعاقرون الخمرة أو يتعاطون المخدرات
-
لديهم اضطراب نفسي مثل الفُصَام
-
سبقَ لهم أن مارسوا العُنفَ
-
لديهم شدَّة، مثل المشاكل المالية أو حالة وفاة في الأسرة
-
لديهم نقص في المهارات والموارد، ممَّا يجعل الرعاية محبطةً
-
لديهم اضطراب (مثل الخرف) يجعلهم مهتاجين أو عنيفين (حتى لو كانوا لُطفاء في السابق)
علاماتُ سوء المُعاَملة
غالبًا ما لا يتعرف الأطباء والممرضات والعمال الاجتماعيون والأصدقاء وأفراد العائلة إلى علامات سوء المعاملة، وقد يكون من الصعب التفريقُ بين العلامات والمشاكل الأخرى؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان المُسنّ يعاني من كسر في عظام الفخذ، فقد لا يتمكن ممارسو الرعاية الصحية من معرفة ما إذا كان السبب هو اعتداء جسديّ أو هشاشة العظام أو السقوط أو كليهما (وهي أسباب أكثر شيوعًا). كما أنَّه إذا كان كبار السنّ يُعانون من التخليط الذهنيّ، فقد لا يجري أخذ شكاويهم على محمل الجد، ولذلك يجري إغفال الإساءة التي تعرَّضوا إليها.
للمزيد من المَعلومات
-
دليل إساءة المُعاملة لدور المُسنِّين Nursing Home Abuse Guide