لمحة عامة عن إساءة مُعاملة المسنين

(إساءة معاملة كبار السن)

حسب
تمت مراجعته رمضان 1444

تشير إساءةُ معاملة المسنين إلى الإيذاء أو التهديد بإيذاء شخص مسن من قبل شخص آخر.

يمكن أن يتعرَّض كبار السن إلى إساءة المعاملة عن طريق القيام بأشياء مؤذية لهم، أو توجيه كلام مؤذٍ لهم، أو عن طريق منعهم من الوصول إلى أشياء ضرورية لهم.تصبح إساءة المعاملة أكثر تكرارًا وشدة مع مرور الزمن عادةً.يعاني كبار السن الذين تعرضوا إلى سوء معاملة من إصابات، وتراجع الصحة البدنية، وضرر نفسي، وتكرار الإقامة في المستشفى، والخسارات المالية، والوفاة المبكرة في كثير من الأحيان، وذلك بالمقارنة مع كبار السن الذين لا يتعرضون لسوء المعاملة.

يتعرض الآلاف من المسنين لإساءة المعاملة أو الإهمال في الولايات المتحدة كل عام.ويكون مرتكب هذا الفعل أحد أفراد العائلة عادةً، ويكون في معظم الأحيان طفلاً راشدًا يتولَّى رعاية المُسنّ.يقوم مقدمو الرعاية المحترفون أحيَانًا، مثل العاملين في الرعاية الصحية المنزلية أو الموظفين في دور رعاية المسنين وغيرها من المؤسسات، بإساءة معاملة المسنينَ.

في جميع أنحاء العالم، يعاني حوالى شخص من أصل كل 6 أشخاص يعيشون في المجتمع ويبلغون من العمر 60 عامًا أو أكثر من سوء المعاملة.يختبر حَوالى 12٪ من هؤلاء الأشخاص أنواعًا عديدة ومختلفة من سوء المعاملة.

ازدادت التقارير حول إساءة معاملة المسنين في أثناء جائحة كوفيد-19، وربما يعود ذلك إلى زيادة تعرض الضحايا للمعتدين ووجود المزيد من عوامل الضغط النفسي الواقعة على المعتدين بسبب العزلة الاجتماعية، والصعوبات المالية، وتدهور الصحة النفسية.كما كانت معدلات الاعتداء الجسدي والعاطفي أعلى بكثير، وكان الضحايا أكثر عرضة لأشكال عديدة من سوء المعاملة.

ﻏﺎﻟﺒﺎً ما يكون مقدِّمُو الرعاية مرهقين جدًا بسبب متطلبات الرعاية، أو تكون تحضيراتهم أو مواردهم غير مناسبة، أو لا يعلمون ما هُو المتوقَّع منهم.كما قد يصبحون معزولين اجتماعيًا بشكل متزايد، وفي بعض الأحيان يزداد شعورهم بالاستياء ممَّا يجعل إساءة المُعاملة أكثر ميلاً للحدوث.لا ينوي العديد من مقدمي الرعاية إساءة معاملة الشخص، وقد لا يعرف البعض حتى أنهم يقومون بإساءة مُعاملته.

تنطوي الأنواعُ الشائعة من إساءة معاملة المسن على سوء المعاملة الجسدية، والجنسية، والنفسية، والإهمَال، والاضطهاد المالي.تحدث العديد من أشكال الاعتداء بشكل مشترك.

الاعتداء الجسدي هُوَ استخدام القوة لإحداث أذى، أو التهديد بالأذى.ومن الأمثلة على ذلك، الضرب والدفع والهز والقمع والتغذية القسرية.تنطوي المؤشراتُ المحتملة للاعتداء الجسدي على إصابات غير مفسرة أو إصابات لم تجرِ معالجتها بشكل كاف، والحروق الناجمة عن الربط بالحبل، وغير ذلك من علامات الربط بالحبل، والنظارات المكسورة، والخدوش، والجروح، والكدمات.قد يثير رفض مقدم الرعاية السماح لشخص مسنّ بالحصول على وقت بمفرده مع الزوار أو ممارسي الرعاية الصحية المخاوفَ حولَ الاعتداء الجسديّ.

الاعتداء الجنسي هو الاتصال الجنسي مع شخص آخر دون موافقته، أو بالقوة، أو تحت التهديد باستخدام القوة.ومن الأمثلة على ذلك الملامسات في المناطق الحساسة والاغتصاب.قد تشير الكدماتُ حول الثديين والمنطقة التناسلية أو النزف غير المفسر من المهبل أو الشرج إلى الاعتداء الجنسيّ،ولكن، لا يؤدي الاعتداء الجنسي دائمًا إلى حدوث إصابات جسدية.

الاعتداء النفسي هو استخدام كلمات أو أفعال للتسبب في الشدَّة الانفعالية أو الكرب.وقد ينطوي على:

  • إصدار التهديدات والشتائم والأوامر القاسية

  • تجاهل الشخص (على سبيل المثال، عن طريق عدم التحدث إليه لفترة طويلة، أو تجاهل الرد عليه بعد أن يتحدث إليه)

  • مُعاملة المُسنّ مثل طفل، وقد يكون ذلك أحيَانًا بهدف تشجيعه على الاعتماد على مرتكب الفعل

قد يصبح ضحايا الإعتداء النفسي سلبيين ومنعزلين أو يُصابون بالقلق أو الاكتئاب.

الإهمال هُوَ الفشل في تأمين الغذاء أو الأدوية أو النظافة الشخصية أو مُستَلزَمات أخرى.يقوم بعضُ كبار السن بإهمال أنفسهم (إهمال الذات)،ويجري إهمَال آخرين عن طريق مقدِّمي الرعاية.قد يقوم مقدمو الرعاية غير المسؤولين أو المهمِلين بمنع كبار السن من الحصول على مستلزماتهم بشكلٍ متعمدٍ، أو ببساطة عن طريق نسيانها أو إغفالها.تنطوي علاماتُ الإهمال على:

  • نَقص الوَزن بسبب نَقص التَّغذيَة

  • جفاف الجلد والفم بسبب التَجفاف

  • رائحة كريهة ناجمة عن عدم التنظيف بشكلٍ مناسب

  • قرحات الضغط على الردفين أو الكعبين بسبب الجلوس أو الاستلقاء في وضعية واحدة لفترة طويلةٍ من الزمن

  • إغفال وسائل مساعدة ضرورية، مثل النظارات أو مقوِّيات السمع أو أطقم الأسنان

  • إغفال مواعيد زيارة الطبيب أو عدم اصطحابهم لتلقِّي الرعاية عندما تتفاقم الاضطرابات بشكلٍ واضح

لا يُدرك بعض مقدمي الرعاية أن معاملتهم لشخص مسن قد تجاوزت الحدّ من كونها أقلّ مثاليةً لتُصبح حالة إهمال.وقد يفتقر مقدِّمو الرعاية هؤلاء إلى الإحساس بما يشكل الرعاية المناسبة والملائمة، أو قد يكون لديهم مفاهيم مختلفة جدًا عن ما هو التصرف المقبول وما هو التصرف غير المقبول.في بعض الأحيان ينجم الإهمالُ عن ظروف يائسة، مثل الصعوبات المالية، على الرغم من النوايا المثلى لمقدمي الرعاية.ويكُون مقدمو الرعاية المُستعدّون غير قادرين أحيانًا على تقديم الرعاية الكافية بسبب مشاكلهم البدنية الخاصة أو ضعفهم العقلي.فعلى سبيل المثال، قد لا يتمكنون من مساعدة المسن على الاستحمام أو تذكُّر إعطاء دواء له.

الاعتداء المالي هو استغلال ممتلكات الشخص أو أمواله.ويتضمن ذلك

  • الاحتِيال

  • الضغط على المُسنّ لتوزيع أمواله وممتلكاته

  • إدارة أموال شخص مسن بشكل غير مسؤول

قد يُنفق مقدمو الرعاية معظم دخل المُسنّ على أنفسهم ولا يقدمون لهُ إلا الحدّ الأدنى من المال.

يُعد تقييد حرية المسن في اتخاذ القرارات الحياتية المهمة أحيانًا، مثل الأشخاص الذين يمكن الاختلاط معهم وكيف يُمكن إنفاق النقود لسوء المعاملة.

عوامل خطر إساءة معاملة المسنين

يمكن لأي مسن، بغض النظر عن مستوى صحته، أن يتعرض لإساءة المعاملة.ومع ذلك، فإن إساءة المعاملة تكون أكثر ميلاً عندما يكون كبار السن:

  • ضعيفين جسديًا، وذلك بسبب اضطرابات مزمنة تُسبب العجز غالبًا

  • يواجهون مشاكل في القيام بالمهام اليومية

  • يعانون من صعوبة في التواصل

  • معزولون اجتماعيًا

  • يعانون من الخرف، أو تخليط ذهنيّ أو شكل آخر من أشكال التدهور العقلي

كما تكون إساءة المعاملة أكثر ميلاً للحدوث أيضًا عندما يكون مرتكبو هذا الفعل:

  • معتمدين ماليًا على المسنّ أو يعيشون معه

  • يُعاقرون الخمرة أو يتعاطون المخدرات

  • لديهم اضطراب نفسي مثل الفُصَام

  • سبقَ لهم أن مارسوا العُنفَ

  • لديهم شدَّة، مثل المشاكل المالية أو حالة وفاة في الأسرة

  • لديهم نقص في المهارات والموارد، ممَّا يجعل تقديم الرعاية عملاً مُخيّبًا

  • لديهم اضطراب (مثل الخرف) يجعلهم متهيجين أو عنيفين (حتى لو كانوا لُطفاء في السابق)

متى يحصل الاشتباهُ بسوء مُعامَلة المسنين

غالبًا ما تفوت الأطباء والممرضات والعمال الاجتماعيون والأصدقاء وأفراد العائلة علامات سوء المعاملة.قد يكون من الصعب التفريقُ بين هذه العلامات والمشاكل الأخرى.فعلى سبيل المثال، إذا كان المُسنّ يعاني من كسر في عظام الفخذ، فقد لا يتمكن ممارسو الرعاية الصحية من معرفة ما إذا كان السبب هو اعتداء جسديّ أو هشاشة العظام أو السقوط أو كليهما (وهي أسباب أكثر شيوعًا).كما أنَّه إذا كان كبار السنّ يُعانون من التخليط الذهنيّ، فقد لا يجري أخذ شكاويهم على محمل الجد، ولذلك يجري إغفال الإساءة التي تعرَّضوا إليها.

عندما يواجه كبار السن مشاكل معينة أو يقومون بتغيرات معينة، ينبغي على أفراد العائلة والأصدقاء بالإضافة إلى ممارسي الرعاية الصحيَّة أن يُدرِكُوا أنَّ إساءَة المعاملة قد تكُون السببَ.وتنطوي هذه المشاكلُ على التالي:

  • سوء النظافة أو الرائحة الكريهة

  • تقرحات الضغط

  • نَقص الوَزن وجَفاف الفم

  • نظارات أو مُقويات سمع أو أطقم أسنان مفقودة

  • كدَمات عديدة أو كدمات في مناطق لا تتعرض عادةً إلى إصابة بسبب حادثة (مثل الردفين)، أو كدمات على شكل أجسام (مثل إناء أو عُود أو حِزَام)

  • علامات حبال

  • الكسور العظمية

  • خُدوش وجروح

  • قلق أو اكتئاب أو عزلة وسلبية

  • تغيُّرات مالية مُفاجئة (مثل تغيُّرات في وَصيَّة، أو فقدان أموال أو أصول أخرى، أو إضافة أسمَاء إلى البطاقة المصرفية للمُسنّ)

كما قد يشير سلوكُ مقدم الرعاية إلى إساءة المعاملة أيضًا، كما هي الحال في الأمور التالية:

  • عدم السماح للمسنّ بالتحدُّث

  • معاملة المُسنّ مثل طفل

  • إعطاء تفسيرات غير معقولة للإصابات

إذا اشتبه ممارسو الرعاية الصحية في الإساءة، فسوف يقابلون الشخص المسن بمفرده بالإضافة إلى الجاني المحتمل.وقد يقابلون أشخاصًا آخرين يعرفون الشخص المسن، وأحيانًا بمفردهم.

قد يستخدم الممارسون استبيانات مصممة للكشف عن إساءة معاملة المسنين.وقد يطرحون أسئلة عامة حول مشاعر السلامة بالإضافة إلى أسئلة مباشرة حول سوء المعاملة المحتملة.كما يجري الممارسون فحصًا شاملًا للشخص للتَّحرِّي عن علامات سوء المعاملة.قد يكون من الضروري إجراء فحوصات تصويرية واختبارات دموية لتحديد علامات و/أو مضاعفات الاعتداء، وتوثيق الاعتداء عند وجود علامات.

يقوم الممارسون أيضًا بتقييم ظروف كبار السن، بما في ذلك ما يلي:

  • الموارد الاجتماعية والمالية للكشف عن حدوث اعتداء مالي، والمساعدة في تخطيط الإدارة بحيث تتم حماية كبار السن (على سبيل المثال، من خلال وضع ترتيبات معيشية مختلفة أو التعاقد مع مقدم رعاية محترف).

  • الحالة الذهنية

  • المزاج للتَّحرِّي عن الاكتئاب، والقلق، والغضب، والخوف

  • القدرة على القيام بالأنشطة اليومية

  • أية جوانب قصور جسدية تؤثر في الحماية الذاتية

إذا كانت هناك حاجة إلى المساعدة في الأنشطة اليومية، يقوم الممارسون بتحديد ما إذا كان مقدم الرعاية الحالي يمتلك القدرة الكافية عاطفيًا، وماليًا، وذهنيًا للقيام بهذه المهمة.وإلا، فينبغي تكليف شخص جديد بمهمة تقديم الرعاية.

للمزيد من المَعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. المعهد الوطني للشيخوخة: إساءة معاملة المسنين: معلومات وروابط لموارد إضافية لكبار السن ومقدمي الرعاية فيما يتعلق بعلامات إساءة المعاملة، والوقاية منها، وتأثيراتها بعيدة المدى.

  2. المركز الوطني حول إساءة معاملة المسنين (NCEA): إرشادات مقدمة من NCEA، وهو مركز موارد وطنية مكرس للوقاية من سوء معاملة كبار السن، بما في ذلك تقديم النصح، وتوفير الموارد للمتخصصين، والباحثين، والمنافحين، والعائلات

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID