لمحة عامة عن الكسور

حسبDanielle Campagne, MD, University of California, San Francisco
تمت مراجعته جمادى الأولى 1444

الكسر هو تصدع أو انفصال لجزء من العظم.تنجم معظم الكسور عن قوة تُطبق على العظم.

  • وغالبًا ما تكون نتيجة السقوط أو تلقي ضربة مُباشرة على العظم.

  • يُسبب الجزء المُصاب الألمَ (خُصوصًا عند استخدامه)، ويكون متورماً عادةً، وقد يتكدَّم، أو يبدو مشوهًا، أو منحنيًا، أو في غير موضعه.

  • كما قد يترافق ذلك بوجود إصاباتٌ أخرى سابقًا أو ظهورها لاحقًا، مثل الضرر في الأوعية الدَّموية والأعصاب، ومُتلازمة الحيِّز، والعَدوى، والمشاكل المفصلية بعيدة المدى.

  • يستطيع الأطباءُ في بعض الأحيان تشخيصَ الكسور استنادًا إلى الأعراض والظروف التي تُسبب الإصابة، ونتائج الفَحص السَّريري، وعادةً ما يحتاج الأمر إلى التصوير بالأشعَّة السِّينية.

  • تلتئمُ معظمُ الكسور بشكل جيد، ولا تُسبب سوى القليل من المشاكل، ولكن تختلف المدة التي يحتاج إليه الالتئام استنادًا إلى العديد من العوامل، مثل عمر الشخص، ونوع الإصابة، وشدَتها، والاضطرابات الأخرى الموجودة.

  • تستنِدُ معالجة الكسور إلى نوع الكسر وشدته، وقد تتضمن استخدام مسكنات الألم، وإجراءات الوِقاية Protection والراحة Rest وتطبيق الثلج Ice وتطبيق الضغط Compression ورفع الجزء المُصاب Elevation (يُشار إليها اختصارًا بـ PRICE)، والمناورات أو الإجراءات لإعادة الأجزاء المكسورة إلى موضعها الطبيعي (الردّ)، وتثبيت الجزء المصاب (على سبيل المثال، بالجبيرة)، والجراحة احيانًا.

تُعد العظام جزءًا من الجهاز العضلي الهيكلي، الذي يشمل أيضًا العضلات والأنسجة التي تربط بينها (الأربطة، والأوتار، وغيرها من الأنسجة الضامة، التي تُسمَّى الأنسجة الرخوة).تمنح هذه البُنى التشريحية الجسم شكله، وتجعله مستقرًا، وقادرًا على الحركة.

بالإضافة إلى الكسور، يمكن أن تتعرَّض أنسجة الجهاز العضلي الهيكلي إلى الضرر بالطرق التالية:

  • قد تنفصل العظام المكونة للمفصل عن بعضها بشكل كامل (تُسمَّى الحالة الخلع)، أو تتغير مواضعها بشكلٍ جزئيّ فقط (تُسمَّى الحالة الخلع الجزئيّ).

  • ويمكن أن تتمزَّق الأَربِطَة التي تربط عظمًا بآخر (التواء).

  • وقد تتمزق العضلات (شدّ).

  • يمكن أن تتمزَّق الأوتار التي تربط العضلة بالعظم (تمزُّق).

وتسمى حالات الالتواء، والشد، وتمزُّق الأوتار بإصابات الأنسجة الرخوة.

تختلف حالاتُ الكسور (وغيرها من إصابات العضلات والعظام) بشكلٍ كبير من ناحية الشدَّة والمُعالجة المطلوبة.فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتراوح الكسور بين كسر صغير يُمكن إغفاله بسهولة في عظم في القدم، إلى كسرٍ كبيرٍ في الحوض يُشكِّلُ تهديدًا للحياة.

قد تؤدي الكسور إلى تهتُّك الجلد (تُسمى الكسور المفتوحة) أو لا تُؤدِّي إلى ذلك (تسمّى الكسور المغلقة).

كما قد تؤدي الإصابة التي تتسبب في كسر عظم إلى ضررٍ خطير في النسج الأخرى أيضًا، بما في ذلك الجلدُ والأعصاب والأوعية الدموية والعضلات والأعضاء؛ويمكن أن تُعقِّدَ هذه الإصابات من مُعالَجَة الكسر أو تُسبب مشاكل مؤقَّتة أو دائمة.

في معظم الأحيان، تُصيب الكسور الأطراف، ولكن يمكن أن تحدث في عظام أي جزء من الجسم، مثل:

كيف تشفى الكسور العظمية

عندما تتعرّض معظم النسج، مثل نُسج الجلد والعضلات والأعضاء الداخلية، إلى الإصابة، فإنها تُصلِح نفسها عن طريق إنتاج نسيجٍ تندبيّ ليحل محل النُّسج المصابة.يبدو النسيج الندبي مختلفًا عن النسج الطبيعية غالبًا أو يُؤثر في وظيفتها بطريقةٍ ما.في المقابل، تلتئم العظام عن طريق إنتاج نسيج عظميّ حقيقي.

عندما يلتئم العظم ذاتيًا بعد الكسر، فقد يكون من غير الممكن تحديد موضع الكسر لاحقًا.حتى العظام التي تعرضت إلى التفتت، غالبًا ما يمكن إصلاحها واستعادة وظائفها الطبيعية عند معالجتها بالشكل المناسب.

تعتمد سرعة شفاء العظام على عمر الشخص والاضطرابات الأخرى الموجودة.على سبيل المثال، تتعافى الكسور عند الأطفال بسرعة أكبر بكثير من البالغين.في حين تُبطئ الاضطرابات التي تؤثر في الجريان الدموي (مثل داء السكري وداء الشرايين المحيطية من سرعة الشفاء.

تتعافى الكسور على ثلاث مراحل متداخلة:

  • الالتهاب

  • الإصلاح

  • إعادة التشكيل، أو القَولبَة

في المرحلة الالتهابية: يبدأ الالتئام بعد الكسر مباشرةً.تنتقل خلايا الجهاز المناعي إلى المنطقة المصابة، لإزالة النسيج التالف، وشظايا العظم، والدم الذي تسرّب من الأوعية الدموية المتمزقة.

تطلق الخلايا المناعية مواد تجذب المزيد من الخلايا المناعية، وتزيد من تدفق الدَّم إلى المنطقة، وتسبب دخُول المزيد من السوائل إلى المنطقة المُتضررة.ونتيجة لذلك، تصبح المنطقة حول الكسر ملتهبة، وحمراء، ومتورمة، وتسبب الألم عند الجس.

تبلغ العملية الالتهابية ذروتها في بضعة أيام، لكنها تحتاجُ إلى أسابيع حتى تهدأ.تُسبب هذه العملية معظمَ الألم الذي يشعر به الأشخاص بعد فترة قصيرة من حدوث كسر.

خلال هذه المرحلة ومرحلة الإصلاح، غالبًا ما يحتاج الجزء المكسور إلى منعه من الحركة (التثبيت)، باستخدام جبيرة أو وشاح.

تبدأ مرحلة الإصلاح في غضون أيام من الإصابة، وتستمر لفترةٍ تتراوح بين أسابيع إلى أشهُر.يجري تصنيع عظم جديد (يُسمَّى الدشبذ callus) لإصلاح الكسر.في البداية، لا يحتوي هذا العظم الجديد، الذي يُسمَّى الدشبذ الخارجي، على أي كالسيوم (معدن يُعطي العظم قوته وكثافته).يكون هذا العظم الجديد لينًا ومطاطياً.ولذلك يمكن أن يتضرر بسهولة، وقَد يسمح للعظم الذي يلتئم بأن ينزلق خارج موضعه (ينزاح أو يتبدَّل displaced).كما لا يُمكن مُشاهدته بالأشعَّة السِّينية أيضًا.

تنطوي مرحلة إعادة التشكيل أو القولبة على تفكيك العظم، وإعادة بنائه، واستعادته إلى حالته السابقة.تستغرق إعادة التصميم عدة أشهر.يترسَّب الكالسيوم في الدشبذ، الذي يصبح أكثر صلابة وقوَّة، ويُصبح من السهل مشاهدته في الأشعة السينية، وتجري استعادة شكل العظم الطبيعي وبنيته.

في أثناء هذه المرحلة، يمكن أن يبدأ الشخص تدريجيًا باستخدام الجزء المصاب بشكل طبيعي.ينبغي على الشخص استئناف نشاطاته الطبيعية تدريجيًا وأن يزيد تدريجيًا من كمية الجهد أو الوزن التي يطبقها على الجزء المصاب.

أسباب الكُسور

تُعد الرضوض trauma السبب الأكثر شُيُوعًا لمشاكل الجهاز العضليّ الهيكليّ.تشتمل الرضوض على:

  • القوَّة المُباشرة، مثلما يحدث عندَ السقوط أو في حوادث السيارات

  • القوة المعتدلة المتكررة، كما قد يحدث عند عدائي المسافات الطويلة أو عند الجنود الذين يسيرون بحمولة ثقيلة على ظهورهم (تسمى هذه الكسور كسور الإجهاد)

تعتمد شدَّة الكسر بشكلٍ جزئيّ على شدَّة القوَّة التي يتعرض إليها الجسم.فعلى سبيل المثال، عادةً ما يُؤدي السقوط على أرضٍ مستويةٍ إلى كسور بسيطة، ولكن يُمكن يُسبب السقوط من مبنى مرتفع كسورًا شديدةً في عددٍ من العظام.

تحدث بعضُ الإصابات في أثناء ممارسة أنوع معيَّنة من الرياضة (انظر الإصابات الرياضية).

يمكن لبعض الاضطرابات أن تُضعف العظام.وتشمل

  • أنواع مُعيَّنة من العدوى

  • أورام العظام (والتي قد تكون سرطانية أو غير سرطانية)، بما في ذلك السرطانات التي انتشرت من مكان آخر في الجسم إلى العظام (سرطانات نقيلية)

  • تخلخل العظام

يكون المرضى الذين يعانون من أحد هذه الاضطرابات أكثر ميلاً للإصابة بكسر عظمي حتَّى إذا كانت القوَّة التي تعرَّضوا إليها خفيفةً فقط.تسمى مثل هذه الكسور بالكسور الأمراضية.

أعراض الكُسور

يكون العرض الأكثر وُضوحًا للكسور هُوَ

  • الألم

حيث يحدث الألم في الجزء المُصاب خُصوصًا عندما يحاول الشخص وضع وزن الجسم عليه أو استخدامه.ويشعر المريض بالألم عند جسّ المنطقة حول الكسر.تنطوي الأَعرَاضُ الأخرى على:

  • التورُّم

  • ملاحظة جزء مُشوه أو منحنٍ أو في غير موضعه

  • التكدُّم أو الخلع

  • عدم القدرة على استخدام الجزء المُصَاب بشكل طبيعي

  • من المحتمل فقدان الإحساس (خدر أو أحاسيس غير طبيعية)

تُسبِّبُ الكسور التَّورُّم عادةً، إلَّا أنَّ التورُّم قد يستغرق ساعاتٍ حتى يحدث، ويكون طفيفًا جدًّا في بعض أنواع الكسور.

قد تحدث تشنجات عضلية عندما تحاول العضلات حول المنطقة المصابة تثبيت عظم مكسور في مكانه، مما يتسبب في ألمٍ إضافيّ.

تظهر الكدمات عندما يحدُث النزف تحت الجلد.وقد يأتي الدم من الأوعية الدموية في عظم مكسور أو في النُّسُج المحيطة.في البداية، تكُون الكدمةُ أرجوانية اللون، ثُمَّ تأخذ تدريجيًا لونًا أخضر وأصفر مع تفكك الدَّم وإعادة امتصاصه مرةً أخرى إلى الجسم.يُمكن أن يتحركَ الدم إلى مسافة بعيدة جدًّا عن مكان الكسر، ويُسبب كدمةً كبيرةً أو كدمةً على مسافةٍ ما مِن مكان الإصابة.قد تحتاج إعادة إمتصاص الدَّم إلى بضعة أسابيع،ويمكن أن يسبب الدم ألمًا مؤقتًا وتيبسًا في البنى المحيطة.فعلى سبيل المثال، يمكن أن تُؤدِّي الكسور في الكتف إلى تكدُّم الذراع بأكملها، وتُسبب ألمًا في المرفق والرسغ.

غالبًا ما يمنع الألم، بالإضافة إلى الكسر نفسه، الشخص من تحريك الجزء المكسور بشكل طبيعي.

نظرًا إلى أنَّ تحريك الجزء المصاب مؤلم للغاية، فلا يرغب بعض الأشخاص في تحريكه أو يكونون غير قادرين على فعل ذلك.إذا كان الأشخاص (مثل الأطفال الصغار أو كبار السن) لا يستطيعون الكلام، فإن رفض تحريك جزء من الجسم قد يكون العلامة الوحيدة على حدوث كسر.ولكن لا تحُول بعض الكسور دُون أن يقوم الأشخاص بتحريك الجزء المُصاب،ولا تعني القدرة على تحريك جزء مُصاب أنه لا يوجد كسر.

مضاعفات الكسور

يمكن أن تترافقَ الكسور مع مشاكل أخرى أو تُؤدِّي إليها (المُضَاعَفات)،ولكن من غير المألوف أن تحدثَ مُضاعفات خطيرة؛ويزداد خطرُ المُضَاعَفات الخطيرة إذا تمزّق الجلد أو حدث ضرر في الأوعية الدموية أو الأعصاب.

تحدث بعضُ المُضَاعَفات (مثل الضرر في الأوعية الدموية والأعصاب، ومُتلازمة الحيِّز، والانصِمام الدهنيّ fat embolism، والعَدوى) في أثناء الساعات أو الأيام الأولى من بعد الإصابة،وتحدث مضاعفات أخرى (مثل مشاكل في المَفاصِل والالتئام) مع مرور الزمن.

الضررُ في الأوعية الدموية

تُسبِّبُ العديد من الكسور والإصابات الأخرى العضلية الهيكلية نزفًا ملحوظًا حول مكان الإصابة.ومن النادر أن يكونَ النزف داخل الجسم (النزف الداخلي) أو من جروح مفتوحة (النزف الخارجي) كبيرًا بما يكفي لإحداث انخفاض في ضغط الدَّم يهدد الحياة (الصدمة).فعلى سبيل المثال، قد تحدُث الصدمة عندما تتسبب كسور عظم الفخذ أو الحوض في نزف داخلي شديد.إذا كان الشخصُ يأخذ دواءً للوقاية من تشكُّل جلطات الدَّم (مضاد للتخثر)، يمكن أن تُؤدِّي الإصابات البسيطة نسبيًا إلى نزفٍ شديدٍ.

يُمكن أن يُؤثِّرَ الخلع في الورك أو الركبة في التروية الدموية للساق.وبذلك، فإن النُّسج في الساق قد لا تحصل على كمية كافية من الدَّم (نقص التروية) وقد تموت (النَخَر).في حال موت نسبة معينة من النسج، ربما ينبغي بتر جزء من الساق.في بعض الأحيان يمكن لكسور المرفق أو العضد أن تؤثر في التروية الدموية للسَّاعد، ممَّا يَتسبَّب في مشاكل مماثلة.قد لا تُسبب العرقلة في التروية الدموية أية أعراض إلى أن تمرّ ساعات عديدة بعد الإصابة.

أذية الأعصاب

في بعض الأحيان تتمطَّط الأعصاب أو تتكدَّم أو تنهرس عندما يحدث كسر في العظم.ويمكن أن تؤدي ضربة مُباشرة إلى كدمة أو إلى انهراس أحد الأعصاب؛ولكن، تلتئمُ هذه الإصابات عادةً من تلقاء نفسها على مدى أسابيع وأشهُر وسنوات، وذلك استنادًا إلى شدَّة الإصابة.لا تلتئمُ بعض إصابات الأعصَاب بشكلٍ كاملٍ أبدًا؛

وفي حالاتٍ نادرةٍ تتمزَّق الأعصاب، وأحيانًا بسبب الشظايا العظمية الحادَّة.تكون الأعصاب أكثر ميلاً للتمزُّق عندما يتمزَّق الجلد.لا تلتئم الأعصاب الممزقة من تلقاء نفسها، وقد تحتاج إلى إصلاحها عن طريق الجراحة.

الصمة الرئوية

الانصِمامٌ الرئوي (أو الصمة الرئوية) pulmonary embolism هو المُضاعفة الشديدة الأكثر شُيوعًا للكسور الخطيرة في الورك أو الحوض؛ويحدث عندما تتشكل جلطة دموية في الوريد، وتنفصل (تصبح صمة embolus)، وتنتقل إلى رئةٍ وتسدُّ شرياناً فيها.نتيجة لذلك، قد لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين.

يزيد الكسر في الورك من خطر الانصِمام الرئوي بشكلٍ كبيرٍ لأنه ينطوي على:

  • إصابة في الساق، وهي المنطقة التي تتشكل فيها مُعظم الجلطات التي تُسبب الانصمام الرئويّ

  • عدم الحركة القسري (الاضطرار إلى البقاء في السرير) لساعات أو أيام، ممّا يؤدي إلى إبطاء التروية الدموية، وبذلك يمنح الجلطات فرصة لتتشكَّل

  • تورم حول الكسر، ممّا يؤدي أيضًا إلى إبطاء تدفق الدم في الشرايين

يكون الانصمام الرئويّ سبب الوفاة عند حوالى ثلث الأشخاص الذين يُتوفون بعد كسرٍ في الحوض.يكون الانصمام الرئوي أقل شيوعًا بكثير عندما يحدث كسر في الساق، وهو نادر جدًّا عندما يحدث كسر في الذراع.

الانصِمَام الدهنيّ

من النادر أن يحدُث الانصِمام الدهنيّ fat embolism.يمكن أن يحدُث عندما تنكسر العظام الطويلة (مثل عظم الفخذ) ويتحرر الدهن من داخلها (النقي marrow).قد ينتقل الدهن عبر الأوردة، ويدخل في الرئتين، ويُؤدي إلى انسداد وعاء دمويّ فيهما، مُسببًا الانصمام الرئوي.ونتيجة لذلك، لا يحصل الجسمُ على كمية كافية من الأكسجين وقد يحدث ضيق في التنفس وألم في الصدر عند الأشخاص.وقد يصبح التنفس سريعًا وسطحيًا، كما قد يُصبح الجلد مبقعاً أو بلون أزرق.

مُتلازمةُ الحيِّز

من النادر حدوث مُتلازمة الحيِّز compartment syndrome.على سبيل المثال، قد تحدُث هذه المتلازمة عندما يحدث تورُّم كبير في العضلات المُصابة بعد كسر في إحدى الساقين او الذراعين.ونظرًا إلى أنَّ التورم يُسبب ضغطًا على الأوعية الدموية القريبة، يحدث ضعف أو انسداد في التروية الدموية إلى الطرف المُصاب،ونتيجة لذلك، قد تتضرر النُّسج في الطرف أو تموت، وقد يحتاج الأطباء إلى بترِ العُضو.إذا لم يتلقَّ المريض مُعالجةً فورية، فقد تكون هذه المتلازمة مميتة.يزداد احتمال الإصابة بمتلازمة الحيز عندَ المصابين بأنواع معينة من كُسور الساق، أو أنوع معينة من كسور الذراع، أو كسر لِيسفَرانك Lisfranc fracture (وهو أحد أنواع كسور القدم).

العدوى

إذا حدث تمزق في الجلد عندما ينكسر عظم، قد تحدث عَدوى في الجرح، وقد تنتقل إلى العظم (تُسمَّى التِهابُ العَظمِ والنِّقي osteomyelitis ومن الصعب جدًّا أن يحدث شفاؤه).

مشاكلُ المَفاصِل

عادةً ما تُسبب الكسور التي تمتد إلى داخل المَفصِل ضررًا في الغضاريف المتوضعة على نهايات العظام المُكونة للمَفصِل (تسمى سُطوح المفصل)،في الحالة الطبيعية، يُمكِّنُ هذا النسيج الأملس والمتين والواقي المَفاصِل من التحرك بسلاسة.يميل الغضروف المتضرر إلى التندُّب، مما يسبب الفصال العظميّ الذي يجعل المَفاصِل متيبسةً ويحد من نطاق حركتها.من المرجح بشكلٍ خاص أن يحدث تيبُّس في الركبة والمرفق والكتف من بعد الإصابة، خُصوصًا عند كبار السنّ.

يحتاج المرضى عادةً إلى العلاج الطبيعيّ للوقاية من التيبُّس وللمُساعدة على حركة المفصل بشكلٍ طبيعيّ قدر الإمكَان.وغالبا ما تكون هناك حاجة إلى الجراحة لإصلاح الغضروف المتضرر.بعدَ هذه الجراحة، يكون الغضروف أقل ميلاً للتندُّب؛ وإذا حدث تندب، فإنه يميل إلى أن يكون أقلّ شدَّةً.

يمكن لبعض الكسور أن تجعل المَفصِل غير مستقر، مما يزيد من خطر تكرار الإصابات والفصال العظمي.ويمكن أن تُساعد المُعالجة المُناسبة والتي تنطوي غالبًا على الجبيرة على الوِقاية من المشاكل الدائمة.

الأطراف غير المتوازنة

إذا تعرضت صفيحة النمو في الساق للكسر عند الطفل، فقد لا تنمو الساق المصابة بشكل طبيعي، وقد تكون أقصر من الساق الأخرى.تكون صَفائح النُّمُوّ، والمكوّنة من غضاريف، مسؤولة عن زيادة طول العظام إلى أن يبلغ الطفل طوله الكامل.إذا لم يأتِ الكسر على صفيحة النمو، فقد يحفز نمو العظام من موضع الكسر نفسه.وإذا حفز النمو بالفعل، فقد يزداد طول الساق المكسورة أكثر من اللازم وتصبح أطول من الساق الأخرى.

أما عند البالغين، ققد تؤدي الجراحة لإصلاح عظم الفخذ إلى جعل إحدى الساقين أطول من الأخرى.

مشاكلُ الالتئام

في بعض الأحيان لا تنمو العظام المكسورة من جديد مع بعضها بعضًا مثلما هُوَ مُتوقَّع.وبالتالي فقَد

  • لا تنمو من جديد مع بعضها بعضًا (تُسمَّى المُشكلة عدم الالتحام nonunion)

  • تنمو من جديد مع بعضها بعضًا ببطء شديد (تُسمَّى المُشكلة الالتحام المتأخر)

  • تنمو من جديد في موضع خاطئ (تُسمَّى المشكلة سُوء الالتحام malunion)

تكُون هذه المشاكل أكثر ميلاً للحدوث عندما:

  • لا تجري المُحافظة على العظام قريبةً من بعضها بعضًا، ولا يجري الإبقاء عليها ثابتةً (بمعنى أنها لا تُثبت بجبيرة أو وشاح).

  • يحدث اضطراب في التروية الدموية.

يُمكن أن تعمل اضطرابات معيَّنة، مثل السكّري وداء الأوعية المحيطية وأدوية مُعيَّنة مثل الستيرويدات القشرية، على تأخير الالتئام أو التأثير فيه.

النَخَرُ العَظمِيّ

عندما تضعف التروية الدموية إلى العظم، قد يموت جزء من العظم مما يؤدي إلى النخر العظميّ osteonecrosis.وتكون إصابات مُعيَّنة (مثل بعض كسور العظم الزرقي وكسور الورك التي تنزاح فيها العظام المكسورة من مواضعها)، أكثر ميلاً للتسبب في النخر العظميّ.

تشخيص الكسور

  • تقييم الطبيب

  • الأشعَّة السِّينية للتعرف إلى الكُسور

  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب في بعض الأحيان

إذا كان الأشخاص يعتقدون أنَّهم تعرضوا إلى كسر عظمي، فينبغي عليهم التوجه إلى قسم الطوارئ أو اصطحابهم إليه.تتضمن الاستثناءات المحتملة بعض الإصابات في أصابع القدم أو رؤوس الأصابع.

كما ينبغي نقل المرضى أيضاً إلى قسم الطوارئ، في سيارة إسعاف غالبًا، إذا كان أي من الآتي ينطبق عليهم:

  • المشكلة خطيرة بشكلٍ واضح (على سبيل المثال، إذا كانت ناجمة عن حادث اصطدام سيارة أو إذا كان الأشخاص لا يستطيعون استخدام الجزء المتضرر من الجسم).

  • وجود عدَّة إصابات.

  • وجود أعراض اختلاطات، على سبيل المثال، عند فقدان الإحساس في جزء الجسم المصاب، أو عدم القدرة على تحريك الجزء المصاب بشكل طبيعي، أو الشعور بأن الجلد بارد أو يتحول إلى اللون الأزرق، أو كان الجزء المصاب ضعيفًا.

  • عدم القدرة على وضعَ وزن الجسم على العضو المُصاب.

  • الشعور بعدم استقرار المفصل.

إذا كانت الإصابات ناجمةً عن حادث خطير، فإن الأولوية الأكثر أهمية للطبيب هي:

  • التحقق من الإصابات والمُضَاعَفات الخطيرة، مثل جرح مفتوح وضَرَر في الأعصاب وفقدان ملحوظ للدم وضعف التروية الدموية ومُتلازمة الحيِّز

على سبيل المثال، يقوم الطبيب بما يلي:

  • قياس ضغط الدم: يكون ضغط الدم منخفضًا عند المصابين الذين فقدوا الكثير من الدم.

  • فحص النبض ولون ودرجة حرارة الجلد: قد يشير غياب أو ضعف نبضات القلب، وشحوب الجلد وبرودته إلى اضطراب الجريان الدَّموي.تعني هذه الأعراض تضرر الشريان أو حدوث متلازمة الحيز

  • التحقَّق من الإحساس في الجلد للتحقق ما إذا كان الشخص يشعر بشكلٍ طبيعي: يسأل الطبيب الشخص ما إذا كانت لديه أحاسيس غير طبيعية، مثل وخز الإبر، أو التنميل، أو الخدر.تشير الأحاسيس غير الطبيعية إلى تعرض الأعصاب إلى ضرر.

إذا كانت أية من هذه الإصابات والمُضَاعَفات موجودة، يُعالجها الطبيب حسب الحاجة، ثم يواصل التقييم.

وَصف الإصابة

يطلب الطبيب من الشخصِ (أو الشاهد) وصف ما حَدث،غالبًا ما لا يتذكر الشخص كيف حدثت الإصابة أو يعجز عن وصفها بدقة.تُساعدُ معرفة كيفية حدوث الإصابة الأطباءَ على تحديد نوعيتها.فعلى سبيل المثال، إذا أفادَ الشخصُ عن حدوث طقطقة أو فرقعة، فقد يكون السبب كسرًا (أو إصابة في رباط أو وَتر).كما يسأل الطبيب عن اتجاه الشد الذي تعرضت إليه المفاصل في أثناء الإصابة.يمكن لهذه المعلومات أن تساعد الطبيب على تحديد أي العظام والبنى التشريحية الأخرى التي تعرضت للضرر.

كما يسأل الطبيب أيضًا متى بدأ الألم، وما هي شدته:

  • إذا بدأ مباشرة بعد الإصابة، فقد يكون السبب كَسرًا أو التواء شديدين.

  • أمَّا إذا بدأ الألم بعد ساعات إلى أيام، فإن الإصابة تكون بسيطةً عادة.

  • وإذا كان الألم أكثر شدةً ممَّا هُوَ متوقَّع للإصابة أو إذا كان الألم يتفاقم بثباتٍ في أثناء الساعات الأولى من بعد الإصابة، فقد تكون مُتلازمة الحَيِّزِ حدثت أو حدث ضعف في التروية الدموية.

الفحص السريري

ينطوي الفحصُ السَّريري على الآتي (حسب الأولوية):

  • التحرّي عن ضرر في وعاءٍ دموي بالقرب من الجزء المصاب من الجسم، على سبيل المثال، عن طريق فحص النبض ودرجة حرارة الجلد ولونه

  • التحري عن ضرر في الأعصاب (على سبيل المثال، تحرِّي الإحساس) بالقرب من الجزء المصاب

  • فَحص الجزء المصاب وتحريكه

  • فَحص المَفاصِل فوق وتحت الجزء المصاب

يتحسَّس الأطباء الجزء المصاب برفق لتحديد ما إذا كانت العظام مكسورةً أو في غير موضعها، وما إذا كان جسّ المنطقة يُسبب الألم.كما يتحرَّى الطبيب عن التورم والتكدُّم أيضًا.إذا لم يحدث تورم في غضون عدة ساعات بعد الإصابة، فمن غير المحتمل حدوث كسر.

يسأل الطبيب الشخص ما إذا كان قادرًا على استخدام الجزء المُصاب، ووضع وزن الجسم عليه، وتحريكه.

يقوم الطبيب باختبار استقرار المَفصِل عن طريق تحريكه برفق؛ ولكن عند احتمال وجود كسر، فسوف يستخدم الأشعَّة السِّينية أولًا لتحديد ما إذا كان تحريك المَفصِل آمنًا.يتحرَّى الطبيب عن أصوات صرير أو فرقعة عند تحريك الجزء المصاب.قد تشير هذه الأصوات إلى وجود كسر.

كما يفحص الطبيب المَفصِل فوق وتحت المَفصِل المصاب أيضًا، ويتحرى الإصابات في الأربطة، والأوتار، والعضلات.

إذا كان الألم أو تشنُّج العضلات يُؤثران في الفحص، فقد يُعطّى الشخص مُسكنًا للألم أو مرخيًا للعضلات عن طريق الفم أو من خلال حقنة، أو قد يجري حقن مخدر موضعي في المنطقة المُصابة.أو قد يتم تثبيت الجزء المصاب إلى أن تتوقف التشنجات، لبضعة أيام عادةً، ثم يجري فحصه.

الاختبارات

تنطوي اختبارات التصوير المستخدمة لتشخيص الكسور على:

  • التصوير بالأشعة السينية

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

  • التصوير المقطعي المحوسب (CT)

تُعدُّ الأشعة السينية الاختبار الأكثر أهمية، والذي يكون عادةً الأوَّل والوحيد لتشخيص الكسور.

ولكن، قد لا يحتاجُ الأطباء إلى الأشعَّة السِّينية دائمًا، وذلك بحسب جزء الجسم المُصاب، وماهية الإصابة المحتملة.فعلى سبيل المثال، إذا كانت ستجري مُعالجة جزء مُصاب من الجسم (مثل أصابع القدم، باستثناء الإصبع الكبيرة) بنفس الطريقة بغض النظر عما إذا كانت مكسورة أم لا، فلن تكون هناك حاجة إلى الأشعَّة السِّينية عادةً.

يجري أخذ الأشعَّة السينية من زاويتين عادةً لإظهار كيفية تراصُف أجزاء العظم المكسور.قد لا تظهر هذه الأشعة السينية الروتينية الكُسور الصغيرة عندما تبقى قطع العظم المكسور في مكانها (أي أنها لا تتفتت إلى أجزاء).تُسمى هذه الكسور بالكسور الخَفِيّةزولذلك يجري أحيانًا أخذ صور إضافية بالاشعة السينية من زوايا مختلفة.في بعض الأحيان، ينتظر الأطباء بضعة أيام أو حتى أسابيع لأخذ صورة بالأشعة السينية، وذلك لأن بعض الكسور الخفية مثل كسور الأضلاع، و كسور الإجهاد، وكسور العظم الزورقي في المعصم، تظهر في الأشعَّة السِّينية فقط بعد أن يبدأ الكسر بالالتئام ويترسَّب الكالسيوم في العظم الجديد.

عندما لا تُظهر الأشعَّة السِّينية وجود كسر، مع استمرار اشتباه الطبيب بحدوثه، فقد يقوم بتطبيق جبيرة وإعادة فحص المُصاب بعد بضعة أيام.إذا بقيت الأعراض غير مؤكدة، فقد يطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية.قد يكون من الأسهل رؤية الكسور في الأشعَّة السِّينية بعد فترة من حدوث الشفاء.

إذا أظهرت الأشعَّة السِّينية كسرًا في عظم يبدو غير طبيعيّ (على سبيل المثال، إذا كانت مناطق العظم تبدو رقيقة بشكل غير اعتيادي)، فمن المحتمل أن الكسر حدث لأنَّ مرضًا (مثل هشاشة أو تَخَلخُل العظام) جعلَ العظم ضعيفًا.

قد يستخدمُ الأطباءُ التصوير المقطعيّ المُحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسيّ عندما:

  • تُشيرُ نتائج الفحص بوضوح إلى وجود كسر، ولكن الأشعَّة السِّينية لا تظهره.

  • يحتاج الاختصاصي إلى مزيد من الصور التفصيلية للكسر لتحديد أفضل طريقة لمعالجته.

كما قد يستخدمُ الأطباءُ التصوير المقطعي المُحوسَب والتصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا للحُصول على المزيد من التفاصيل حول الكسر بشكل أكبر ممَّا تظهره صور الأشعَّة السِّينية الروتينية.يمكن أن يُظهر التصوير المقطعي المحوسب التفاصيل الدقيقة لسطح مفصل مكسور ومناطق للكسر مُغطَّاة بعظمٍ غير متضرر.يمُكن أن يُبيِّن التصوير المقطعي المحوسب، لاسيما التصوير بالرنين المغناطيسي النُّسجَ الرخوة التي لا تبدو ظاهرةً في التصوير بالأشعة السينية عادةً.يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي النُّسجَ حول العظم، وبذلك يساعد على التحرِّي عن إصابة في الأوتار والأربطة والغضاريف والعضلات القريبة؛ويمكن أن يُظهر التغيرات الناجمة عن السرطان؛كما يظهر الإصابةَ (التورُّم أو التكدُّم) في داخل العظم أيضًا، وبذلك يُمكِّنُ الطبيب من التحري عن الكسور الصغيرة قبل أن تظهر في الأشعَّة السِّينية.

يمكن إجراء اختبارات أخرى للتحري عن الإصابات ذات الصلة:

  • تصوير الأوعية Angiography (الأشعَّة السِّينية أو التصوير المقطعي المُحوسَب بعد حقن مادة ظليلة ضمن الشرايين بحيث يمكن رؤيتها على صور الأشعة السينية) للتحري عن أوعية دموية متضررة

  • دراسات التوصيل العصبي للتحري عن الأعصاب المتضررة

أنواعُ الكُسور

تُمكِّنُ الفُحوصات التصويرية الأطباءَ من التعرُّف إلى نوع الكَسر ووصفه بشكلٍ دقيقٍ.

الجدول

بعضُ أنواع الكسور

علاج الكسور

  • معالجة المُضَاعَفات الخطيرة

  • مُسكِّنات الألم

  • الوِقاية والراحة والثلج وتطبيق الضغط ورفع الجزء المُصاب (PRICE)

  • إعادة تراصُف (ردّ) الأجزاء التي تكون في غير موضعها

  • التثبيت، بواسطة جبيرة عادة

  • إجراء الجراحة في بعض الأحيان

تُعالج الكسور والإصابات والمضاعفات الخطيرة ذات الصلة على الفور، إن وجدت (على سبيل المثال الصدمة أو متلازمة الحيز).بدون المعالجة السريعة، قد تتفاقم هذه الإصابات وتصبح مؤلمةً أكثر، وتزيد من احتمال فقدان وظيفة الجزء المعني من الجسم.يُمكن أن تُؤدِّي هذه المشاكل إلى مشاكل خطيرة أو حتى الوفاة.

إذا اعتقد الشخص أن لديه كسرًا أو إصابة خطيرة أخرى، ينبغي عليه الذهاب إلى قسم الطوارئ أو اصطحابه إليه من شخص آخر.وإذا لم يكُن قادرًا على المشي أو لديه إصابات عديدة، ينبغي عليه الذهاب بسيارة إسعاف.إلى أن يتمكَّن المريضُ من الحصول على مساعدة طبية، ينبغي عليه القيام بما يلي:

  • تثبيت الطرف المُصاب وعدم تحريكه ودعمه بجبيرة مؤقتة، أو وشاح، أو وِسَادة

  • رفع الطرف المُصاب فوق مستوى القلب إن أمكن، وذلك للحدّ من التورم

  • تطبيق الثلج (بعد وضعه ضمن منشفة أو قطعة قماش) للسيطرة على الألم والتورم

معالجَةُ الأطفال

تُعالج الكسور عند الأطفال بطريقةٍ مختلفةٍ غالبًا عن معالجة الكسور عند البالغين، وذلك لأن عظام الأطفال تكون أصغر وأكثر مرونةً وأقل قابلية للتفتت، ولا تزال في مرحلة النمو.تشفى كسورُ الأطفال بشكل أسرع وأفضل بكثير مما يحدث بالنسبة إلى الكسور عند البالغين،وبعد عدة سنوات من حدوث معظم الكسور في الأطفال، يمكن أن يبدو العظم طبيعيًا تقريبًا عندَ تصويره بالأشعة السينية.

بالنسبة إلى الأطفال، غالبا ما يفضل الأطباء المعالجة باستخدام الجَبيرَة على الجراحة وذلك للأسباب التالية:

  • يحدث تيبُّس أقل عند الأطفال بعدَ وضع الجبيرة، وذلك بالمقارنة مع البالغين.

  • يكون الأطفال أكثر ميلاً للقدرة على التحرك بشكل طبيعي بعد استخدام الجبيرة.

  • يمكن للجراحة القريبة من المَفصِل أن تسبب ضَرَرًا في جزء العظم الذي يُمكِّنُ الأطفال من النمو (صفيحة النمو).

معالجةُ الإصابات الخطيرة

يتحقق الأطباء في قسم الطوارئ من الإصابات التي تحتاجُ إلى مُعالجة فورية.

وإذا كان الجلد متمزقًا، فيجري تنظيفُ الجرح أيضًا، وذلك بعدَ استخدام مخدر موضعيّ في المنطقة المُصابة عادةً، ويُغطى بضماد معقم.بالإضافة إلى ذلك، يعطى الشخص المصاب لقاحًا للوقاية من الكزاز ومضادَّات حيوية للوقاية من العَدوَى.

وللتأكد من وصول التروية الدموية إلى الجزء المُصاب، يقوم الأطباء بإصلاح الشرايين المتضررة جراحيًا، إلا إذا كانت هذه الشرايين صغيرة ولم يتأثر تدفق الدم بها.

كما يجري إصلاح الأعصاب المقطوعة جراحيًا أيضًا، ولكن يمكن تأجيل هذه الجراحة إلى عدة أيام بعد الإصابة إذا لزم الأمر.إذا كان هناك تكدُّم أو ضرر في الأعصاب، فقد تشفى من تلقاء نفسها.

مُسكِّنات الألم

يُعالج الألم في أقرب وقت ممكن، ويكون ذلك عادةً باستخدام مسكنات الألم الأفيونية و/أو الأسيتامينوفين أو مادة مخدرة يجري حقنها في الأعصاب في المنطقة (الإحصار العصبي).يمنع الإحصار العصبي الأعصابَ من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.

لا يُنصح أحيانًا باستخدام الأسبرين وغيره من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) بسبب خطر النزف.ولكن، إذا لم يُخطط لعمل جراحي، فيمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

Price، وهي اختصار يعني الحماية Protection والرَّاحة Rest وتطبيق الجليد Ice وتطبيق الضَّغط Compression ورفع العضو المصاب Elevation

يُشير اختصار PRICE إلى مجموع الإجراءات التالية

  • الحماية Protection

  • الراحة Rest

  • تطبيق الجليد Ice

  • تطبيق الضغط Compression

  • رفع الجزء المُصاب Elevation

إذا كان لدى الشخص الذي يعاني من كسرٍ إصاباتٌ في الأنسجة الرخوة أيضًا، فقد يستفيد من إجراء PRICE.ويُستخدم إجراء PRICE في علاج العضلات والأربطة والأوتار المُصابة.

تُساعد الوِقاية على الحيلولة دُون وقوع المزيد من الإصابات التي يمكن أن تُفاقم من الإصابة الأصلية،قد تنطوي على الحدّ من استخدام الجزء المصاب، و/أو تجنب تطبيق وزن عليه، و/أو استخدام العكازات، و/أو ارتداء وشاح أو جبيرة.

تُساعد الراحة على الوقاية من حدوث المزيد من الإصابات، وقد تُسرّع الشفاء.

يقلل الثلج وتطبيق الضغط من التورم والألم،حيث يجري وضع الثلج في كيس من البلاستيك أو منشفة أو قطعة قماش ويُطبَّق لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة في كل مرة، وذلك بقدر ما يُمكن في أثناء أول 24 إلى 48 ساعةً.يجري تطبيق الضغط على الإصابة باستخدَام ضماد مَرِنٍ عادةً.

يُساعِدُ رفع الطرف المصاب على تصريف السوائل من مكان الإصابة، ومن ثمّ يُقلل من التورم.ولذلك، يجري رفع الطرف المصاب فوق مستوى القلب لأوَّل يومين،

وبعدَ مرور 48 ساعة، يستطيع الأشخاص تطبيق الحرارة بشكل دوري (على سبيل المثال، باستخدام كمادة ساخنة) لمدة 15 إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة.قَد تُخفف الحرارة من الألم،ولكن من غير الواضح ما إذا كان استخدام الحرارة أو الثلج هُو الأفضل، وما قد يعمل بشكلٍ هُوَ الأفضل قد يختلفُ من شخصٍ إلى آخر.

الردّ reduction

ينبغي إعادة العظام المكسورة إلى موضعها الطبيعي غالبًا (إعادة االتراصف أو الردّ)؛فعلى سبيل المثال، يكُون الردّ ضروريًا في الحالات التالية:

  • إذا انفصلت قطع العظم المكسُور عن بعضها.

  • إذا لم تعُد قطع العظم المكسور متراصفةً بشكلٍ طبيعيّ.

لا تحتاج بعض الكُسور عندَ الأطفال إلى إعادة ترصيفها، لأن العظم الذي لا يزال ينمو، يمكنه تصحيح نفسه.

وعندَ الإمكان، يستخدمُ الأطباءُ الردَّ من دون جراحة (يُسمَّى الردّ المغلق) بطريقة يدوية، عن طريق تحريك القطع العظمية المكسورة إلى موضعها.بعد أن يقومَ الأطباءُ بالردّ، يستخدمون الأشعَّة السِّينية لتحديد ما إذا كانت العظام المكسورة في موضعها الطبيعي؛

وينبغي إعادة ترصيف بعض الإصابات جِراحيًا (يُسمى الرد المفتوح).

نظرًا إلى أنَّ الرد يكون مؤلمًا عادةً، يُعطَى الأشخاص مُسكِّنات للألم و/أو المُهدِّئات، و/أو التخدير قبل الإجراء.تستنِدُ أنواع الأدوية المستخدمة إلى مدى شدَّة الإصابة وكيفية القيام بالردّ:

  • الرد المُغلَق للكسور البسيطة (مثل كُسور أصابع اليد أو اصابع القدَم): قد يكون كل ما يحتاج اليه الأمر مخدرًا موضعيًا، مثل الليدوكائين الذي يجري حقنه بالقرب من الجزء المصاب.

  • الرد المغلق للكسور الرئيسية (مثل كُسور الذراع أو الكتف أو الساق): قد يُعطى المرضى مهدِّئات ومسكنات الألم عن طريق الوريد،وقد يجعلهم المُهدِّئ في حالة نعاس، ولكنهم يبقون مستيقظين.كما قَد يُعطَون أيضًا مخدرًا موضعيًا عن طريق الحقن؛فعلى سبيل المثال، إذا كانت الحالة خلعًا في الكتف، فقد يجري حقن الليدوكائين في مفصل الكتف.

  • الرد المفتوح: يجري إعطاء المرضى مخدرًا عامًا عن طريق الحقن أو من خلال قناع الوجه، مما يجعلهم يفقدون الوعي؛ويستخدِمُ الأطباءُ عادةً هذا الإجراء في غرفة العمليات.

التَّثبيت Immobilization

بعدَ إعادة تراصُف قطع العظام، ينبغي عدم تحريك مكان الإصابة (تثبيتها)،

ويجري استخدام الجبيرة أو الوِشَاح عادةً من بعد الرد المغلَق لكسرٍ.

وغالبًا ما تُستخدم معدَّاتٍ مثل المسامير والبراغي والقضبان والصفائح في أثناء الرد المفتوح للكسر؛ويسمى هذا الإجراء الرد المفتوح والتثبيت الداخلي (ORIF).

يُساعِدُ التثبيت على تقليل الألم وعلى الالتئام عن طريق الوقاية من حدوث المزيد من الإصابة في النُّسُج المحيطة.إذا حدث كسر في عظم الساق أو الذراع، فقد يساعد التثبيت على الوِقاية من الانصِمام الدهني.يكون التثبيت مفيدًا لمعظم الكسور المتوسِّطة أو الشديدة.يجري تثبيت المَفاصِل على جانبي الكسر معًا.

وإذا استمرّ التثبيتُ فترة طويلة جدًّا (على سبيل المثال، لأكثر من بضعة أسابيع عندَ البالغين الشباب)، قد يتيبَّس المفصل وبشكلٍ دائمٍ أحيانًا، وقد تُصبح العضلات قصيرة (مما يُسبب تقفُّعات أو ضمور).كما قد تحدث جلطات الدَّم.يُمكن أن تحدثَ مثل هذه المشاكل بسرعة، ويمكن أن تصبح التقفُّعَات دائمة عند كبار السنّ عادةً،ولذلك يشجع الأطباء على الحركة بمجرد أن يلتئم الكسر؛كما أنهم يميلون أيضًا إلى استخدام المُعالجَات التي تُمكِّنُ كبار السن من المشي في أقرب وقت ممكن (مثل الإصلاح الجراحي لكسر الورك)، بدلًا من المُعالَجات التي تحتاج إلى التثبيت لفترة طويلة (مثل الراحة في الفراش أو الجبيرة).

يمكن للمعالجين الفيزيائيين تقديم النصح للأشخاص حول ما يمكنهم فعله في أثناء تثبيت الجزء المصاب للحفاظ على أكبر قدر ممكن من القوة ، ونطاق الحركة ، والوظيفة.بعد انتهاء التثبيت ، يمكن للمعالجين الفيزيائيين مساعدة الأشخاص على القيام بتمارين لتقوية واستقرار الجزء المصاب.يمكن لهذه التمارين أن تساعد على الوقاية من الإصابات والضعف في المستقبل.

يستنِدُ ما إذا كانت هناك حاجة إلى التثبيت، وأي طريقة تُستخدم، إلى نوع الكسر.

يجري تثبيت مُعظَم الكسور عن طريق الجبيرة أو الوشاح إلى أن تلتئم؛ومن دُون التثبيت، تميل النهايات المكسورة إلى التحرك ويُصبِحُ الالتئام أبطأ، وقد لا تنمُو العظام مع بعضها بعضًا.إذا كانت العظام المكسورة منزاحةً أو غير مرتصفة بشكل صحيح، فينبغي عادةً إعادة ترصيفها قبل تثبيتها.

نلجأ إلى استخدامالجبائر عادةً في الإصابات التي ينبغي تثبيتها لأسابيع؛

ولتطبيق الجبيرة، يقوم الأطباء بلف الجزء المصاب بقطعة قماش، ثم يضعون طبقة من مادة قطنية ناعمة لوِقاية الجلد من الضغط والاحتكاك؛وفوق هذه الحشوة، يقوم الأطباء بلفّ ضمادات قطنية مبللة مملوءة بالجبس أو شرائط من الألياف الزجاجية تُصبح صلبةً عندما تجفّ.يُستخدَم الجبس غالبًا لتثبيت العظام المكسورة التي انفصلت، وذلك لأنَّه يتقولَب بشكل جيد، وهو أقل ميلاً لأن يحتكّ مع الجسم.تعدّ جبائر الألياف الزجاجية أقوى وأخف وزنًا، وتستمر فترة أطوَل.يخفّ التورُّم بعد أسبوعٍ أو أكثر؛ثُمَّ يمكن استبدال جبيرة الجبس أحيانًا بجبيرةٍ من الألياف الزجاجية لتناسب الطرف بشكل مُريحٍ أكثر.

يجري إعطاء المرضى الذين يحتاجون إلى جبيرة تعليمات خاصة للاعتناء بها؛وإذا لم يجر الاعتناء بالجبيرة بطريقة صحيحة، يمكن أن تحدث مشاكل؛فعلى سبيل المثال، إذا أصبحت الجبيرة رطبةً، قد تصبح الحشوة الواقية تحتها رطبةً، وقد يكون تجفيفها بالكامل مستحيلاً؛ونتيجة لذلك، يمكن أن يُصبح الجلد لينًا، ويتشقق وقد تتشكل القرحات.كما أنَّه في حال أصبحت الجبيرة رطبةً أيضًا، فقد تتفكَّك وتُصبح عديمة الفائدة في وقاية المنطقة المُصابة وتثبيتها.

يطلب الأطباءُ من الأشخاص الحفاظ على الجبيرة مرتفعة قدر الإمكان على مستوى القلب أو فوقه، خُصوصًا في الساعات الـ 24 إلى 48 الأولى.كما ينبغي عليهم أيضًا أن يثنوا أصابع اليد ويمدّدوها أو أن يقوموا بهزَّها بشكلٍ منتظمٍ.تساعد هذه الاستراتيجيات على تصريف الدَّم من الطرف المصاب، وبذلك تقي من التورُّم.

إذا سببت الجبيرة ألمًا مستمرًا أو متفاقمًا، أو بدت ضيقة بشكل مفرط، أو سببت خدرًا جديدًا أو ضعفًا، فيجب على الشخص الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى قسم الطوارئ على الفور.وقد تكون هذه الأَعرَاض نتيجة حدوث قرحة الضغط أو متلازمة الحيِّز.في مثل هذه الحالات، قد يُضطر الأطباءُ إلى إزالة الجبيرة وتطبيق واحدةٍ أخرى.

يمكن استخدامُ جبيرة لتثبيت بعض الكسور، خُصوصًا إذا احتاجت هذه الحالات إلى التثبيت لبضعة أيَّامٍ أو أقل.تسمح الجبائر للأشخاص بتطبيق الثلج.

والجبيرة هي لوح طويل وضيق من الجبس أو الألياف الزجاجية أو الألمنيوم يجري تطبيقه مع لفافة أو شريطٍ مرنٍ.نظراً إلى أنَّ اللوح لا يُطوِّقُ الطرف بشكلٍ كاملٍ، فهناك مجال لبعض التمدد في حالة تورم المنطقة المصابة.ولذلك لا تزيد الجبيرة من خطر الإصابة بمُتلازمة الحيِّز.يجري استخدام الجبيرة لتثبيت بعض الجروح التي تحتاجُ في نهاية المطاف إلى استخدامها إلى أن يزول مُعظَم التورّم.

بالنسبة إلى كُسور الأصابع، من الشائع استخدام جبائر الألمنيوم التي تكُون مبطنة بالرغوة.

يُمكن أن تُؤمِّنَ الجبيرة في حد ذاتها الدعم والراحة الكافيين للعديد من كسور المرفق والكتف؛ويساعد وزن الذراع الذي يشدّ نحو الأسفل على الحفاظ على ارتصاف العديد من كسور الكتف.يمكن أن يكون الوشاح مفيدًا عندما يكون للتثبيت الكامل تأثيرات غير مرغوب فيها.فعلى سبيل المثال، إذا جرى تثبيت الكتف بشكلٍ كامل، فإن النُّسج حول المَفصِل قد تصبح متيبسةً، وفي بعض الأحيان خلال أيام، مما يمنع الكتف من الحركة (تُسمى الكتف المتجمدة).يحدُّ الوشاح من حركة الكتف والمرفق، ولكن يسمح بحركة اليد.

قد يجري استخدام الحزام، وهو قطعة من القماش أو شريط، مع وشاح لوقاية الذراع من التأرجح للخارج، خُصوصًا في الليل.يجري لف الحزام حول الظهر وفوق الجزء المصاب.

بالنسبة إلى الراحة في السرير، والتي تكون ضرورية أحيانًا للكسور (مثل بعض كسور العمود الفقري أو الحوض)، يمكن أن تسبب مشاكل، بما في ذلك جلطات الدم وانخفاض اللياقة البدنية العامة (زوال التكيُّف deconditioning).وبذلك، لا يُنصَح بالاستراحة في السرير على نطاق واسع.

هل تعلم...

  • إذا سببت الجبيرة ألمًا مستمرًا أو متفاقمًا، أو بدت ضيقة بشكل مفرط، أو سببت خدرًا جديدًا أو ضعفًا، فيجب على الشخص الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى قسم الطوارئ على الفور.

الاعتناء بالجبيرة

  • عندَ الاستحمام، ينبغي وضع الجبيرة في كيس بلاستيكي وإغلاق الجزء العلوي بعناية باستخدام أشرطة مطاطية أو شريط لاصق أو استخدام غطاء مقاوم للماء مصمم لتغطية الجبيرة.وتتوفر مثل هذه الاغطية في الأسوَاق، وهي سهلة الاستخدَام، ويُمكن الاعتماد عليها بشكلٍ كبيرٍ.إذا أصبحت الجبيرة رطبةً، قد تحتفظ الحشوة تحتها بالرطوبة؛ولذلك، يُمكن استخدام مجفف الشعر للتخلّص من بعض الرطوبة،أو ينبغي تغيير الجبيرة للوقاية من تشقق الجلد.

  • ينبغي عَدمُ إدخال أي شيء في الجبيرة (على سبيل المثال، للقيام بالحكّ).

  • ينبغي تفحُّصُ الجلد حول الجبيرة كل يوم، كما ينبغي إبلاغ الطبيب عن أية منطقة حمراء أو مؤلمة.

  • ينبغي تفحُّص حواف الجبيرة كل يوم، وعند الإحساس بأنَّها أصبحت خشنةً، ينبغي وضع شريط لاصقٍ ناعمٍ أو منديل ورقيّ أو قطعة قماش أو مادة ناعمةٍ أخرى لتعمل مثل حشوة لحواف الجبيرة ولتحول دُون أن تُسبب إصابة للجلد.

  • عندَ الراحة، ينبغي تحريك الطرف المُصاب الذي عليه الجبيرة بحذر، وربما عن طريق وضعه على وسادة صغيرة، وذلك للوقاية من ان تخترق حواف الجبيرة الجلدَ.

  • ينبغي رفع الجبيرة بانتظام وفقًا لتعليمات الطبيب وذلك للسيطرة على التورم.

  • ينبغي الاتصالُ بالطبيب فورًا إذا تسببت الجبيرة في ألم متواصل أو شعر المريض بأنها مشدودة جدًا.قد تنجُم هذه الأَعرَاض عن قرحات الضغط أو التورُّم، وهي حالات قد تحتاج إلى إزالة الجبيرة فورًا.

  • ينبغي الاتصال بالطبيب إذا كانت تنبعث رائحة من الجبيرة أو إذا حدثت حُمَّى،فقد تُشيرُ هذه الأَعرَاض إلى وجود عدوى.

  • ينبغي الاتصالُ بالطبيب إذا كانت الجبيرة تُسبب تفاقمًا للألم أو خدرًا جديدًا أو ضعفًا،فقد تشير هذه الأَعرَاض إلى مُتلازمة الحيز.

التقنياتُ الشائعة لتثبيت المفصل

الجراحة

ينبغي احياناً ردّ الكُسور وإصلاحها جِراحيًا، كما هي الحال بالنسبة إلى الكسور التالية:

  • الكسور المفتوحة: نظرًا إلى تشقق الجلد، يمكن أن تدخل البكتيريا والأوساخ إلى الجسم.وينبغي على الأطباء تنظيف المنطقة المحيطة بالكسر بعناية لإزالة جميع آثار الأوساخ.فالقيام بذلك يُقلل من خطر العدوى.

  • الكسور المنزاحة التي لا يُمكن أن تتراصف أو يجري الحفاظ عليها متراصفةً عن طريق الردّ المُغلَق: عندما تنزاح قطعة من العظم أو عندما يعترض وتر الطريق، قد لا يتمكَّن الأطباء من إعادة تراصف العظام المكسورة بطريقة يدوية من الخارج (الردّ المُغلق)؛أو يمكن إعادة ترصيف الكسر باستخدام الرد المغلق، ولكن العضلات تشدّ على قطع العظم وتحول دُون بقائها في موضعها.

  • الكسور السطحية في المفاصل: تمتد هذه الكسور إلى مفصل، وتُسبب كسرًا في الغضروف في نهايات العظام في المَفصِل.لوقاية الأشخاص من الإصابة بالتهاب المَفاصِل في وقت لاحق، ينبغي على الأطباء إعادة ترصيف الغضروف المكسور بشكلٍ مثالي ما أمكن.ويمكن أن تكون عملية إعادة الترصيف أكثر دقة عندما تُجرى عن طريق الجراحة.

  • الكسور المرضية في عظمٍ أصبح ضعيفًا بسبب السرطان: قد لا يحدث التئام طبيعيّ للعظم الذي أضعفه السرطان بعد حدوث كسرٍ؛وقد تَكون هناك حاجة إلى الجراحة للوقاية من انزياح قطع العظم،كما أنّ تثبيتَ المَفصِل جِراحيًا يقلل من الألم أيضًا، ويمكّن الأشخاص من استخدام المَفصِل بسرعة أكبر.

  • الكسور التي تُعرف بأنها تحتاجُ إلى الجراحة: من المعروف أن أنواعًا معينة من الكسور تلتئم بسرعة أكبر (مثل كسور الورك وعظم الفخذ)، ويكون مآلها أفضل عندما يجري إصلاحها جراحيًا.

  • الكسور التي تحتاج إلى فترة طويلة من التثبيت أو الراحة في السرير: تُساعد الجراحة على تقليل المدة التي ينبغي على الأشخاص فيها البقاء في السرير؛فعلى سبيل المثال، تُمكِّنُ الجراحة الأشخاص الذين أصيبوا بكسر في الحوض من مغادرة الفراش والبدء في المشي بعد العملية مباشرة، وفي كثير من الأحيان في اليوم الأول من بعد الجراحة (بمساعدة المشاية).

  • الكسور المعقدة أو المصحوبة بمضاعفات: قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة لعلاج إصابات معينة تحدث مع الكسر، مثل الشرايين المتضررة أو الأعصاب المقطوعة.

بالنسبة إلى الرد المفتوح مع التثبيت الداخلي، تُستخدم الجراحة لاستعادة الشكل والتراصف الأصليين للعظام؛وتستخدم الأشعَّة السِّينية لمساعدة الجراحين على مشاهدة كيفية تراصف العظام.بعد إجراء شق لكشف الكسر، يستخدم الجراح أدوات خاصة ليقوم بترصيف قطع العظم؛وبعد ذلك، يجري تثبيتُ القطع في مكانها باستخدام مجموعة من الأسلاك المعدنية والمسامير والبراغي والقضبان والصفائح؛فعلى سبيل المثال، قد يجري تشكيل الصفائح المعدنية حسب الحاجة وتعلق على الجزء الخارجي من العظم بواسطة البراغي.قد يجري إدخال قضبان معدنية من أحد طرفي العظم إلى داخله (النقيّ)،ويجري صُنع هذه المعدات من الفولاذ المقاوم للصدأ أو من سبيكة معدنية عالية القوة أو التيتانيوم.لا تتداخل المعدَّات التي جرى صنعها في آخر 15 إلى 20 عامًا الماضية في المغانط القوية المستخدمة مع التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)ومعظم هذه المعدات لا تُطلق أجهزة الأنذار في المطارات.يجري الإبقاءُ على بعض هذه المعدات في مكانها بشكلٍ دائمٍ، وتجري إزالة بعضها بعد أن يلتئم الكسر.

قد تكون هناك حاجة إلى استبدال المفصل (رَأبُ المَفصِل)، وعادةً عندما يُسبب الكسر ضرراً شديدًا للنهاية العلوية في عَظم الفَخِذ، وهو جزء من مفصل الورك، أو في عظم العَضُد، وهو جزء من مفصل الكتف.

بالنسبة إلى الطعم العظميّ، يستخدم الأطباء قطعًا من العظم مأخوذة من جزء آخر من الجسم (مثل الحوض).يمكن القيامُ بهذا الإجراء مباشرةً إذا كانت الفجوة بين قطع العظم كبيرة جدًا،ويمكن القيام فيه لاحقًا إذا تباطأ الالتئام (الانجبار الآجِل) أو توقف (عدم الانجبار).

إعادة تأهيل الكسور ومآلها

تلتئم معظمُ الإصابات بشكل جيد، وتؤدي إلى مشاكل قليلة،ولكن لا يلتئم بعضها بشكلٍ كاملٍ حتى إذا جرى تشخيصها ومُعالجتها بشكلٍ مناسبٍ.

تتراوح مدَّة شفاء الكسر من أسابيع إلى أشهُر، وذلك استنادًا إلى

  • نوع الكسر

  • موضع الكسر

  • عمر الشخص

  • وجود اضطرابات قد تؤخر الشفاء

على سبيل المثال، تلتئم إصابات الأطفال بشكلٍ أسرع بكثير من البالغين، وتعمل بعض الاضطرابات (بما فيها الاضطرابات التي تؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية، مثل السكري وداء الأوعية المحيطية)، على إبطاء الالتئام.

يشعر المرضى ببعض الانزعاج عادةً في أثناء ممارسة النشاطات حتى بعد أن تلتئم الكسور بما يكفي للسماح لهم بوضع وزنه الجسم بالكامل على الجزء المصاب.فعلى سبيل المثال، بعد حوالى شهرين، قد يكون المعصم المكسور قويًا بما يكفي لاستخدامه،ولكن يكون العظم لا يزال في مرحلة إعادة التشكيل؛ولذلك، قد يكون الإمساك بقوة باستخدام الرسغ مؤلمًا لمدة تصل إلى عام.يلاحظ بعض الأشخاص أن الجزءَ المصاب يصبح مؤلمًا ومتيبسًا أكثر عندما يكون الطقس باردًا.

يُؤدي عدم الحركة إلى أن تُصبح المفاصل متيبسةً، وتضعف العضلات وتنكمش نظرًا إلى عدم استخدامها.إذا جرى تثبيتُ أحد الأطراف في جبيرة، فإن المَفصِل المصاب يصبح أكثر تيبساً كل أسبوع، وفي نهاية المطاف يصبح الأشخاص غير قادرين على تمديد وثني الطرف بشكلٍ كاملٍ،ويُمكن أن تحدُثَ مثل هذه المشاكل بسرعة وتُصبِح دائمةً، وذلك عند كبار السنّ عادةً.بعدَ استخدام جبيرة طويلة للساق (من أعلى الفخذ إلى أصابع القدم) لبضعة أسابيع، تنكمش العضلات بشكلٍ كبيرٍ عادةً إلى درجة أن الشخصَ يستطيع إدخال يده في الحيِّز الذي كان في السابق ضيقًا بين الجبيرة والفخذ؛وعندما تجري إزالة الجبيرة، تكون العضلات ضعيفة جدًا وتبدو أصغر بشكل ملحوظ.

للوقاية أو التقليل من التيبُّس ومُساعدة الأشخاص على الحفاظ على قوة العضلات، قد يوصي الأطباء بجراحة الرد المفتوح مع التثبيت الداخلي (open reduction and internal fixation [ORIF]) لأنه بعد الجراحة، يكون الأشخاص قادرين على تحريك الجزء المصاب في وقتٍ قريبٍ نسبيًا.كما قد يوصي الأطباء بالتمارين اليومية أيضًا، بما في ذلك تمارين نطاق الحركة وتمارين تقوية العضلات.يستطيع الأشخاص تمرين بقية الجسم في أثناء التئام الكسر.

وبعد أن تلتئم الكسر بشكلٍ مناسبٍ، يمكن إزالة الجبيرة ويستطيع الأشخاص البدء في تمرين الطرف المُصَاب،وعند ممارسة التمارين، ينبغي عليهم الانتباه إلى كيفية الإحساس بالطرف المُصاب وتجنّب ممارسة الرياضة بقوة.إذا كانت العضلاتُ ضعيفة جدًا إلى درجة أن الأشخاص لا يستطيعون تمرينها، أو إذا كان مثل هذا التمرين يمكن أن يُسبب انفصال عظم مكسور من جديد، يقوم المُعالج بتحريك أطراف الأشخاص (يسمى التمرين اللافاعل—انظر الشكل زيادة نطاق حركة الكتفين).ولكن، في نهاية المطاف، ولاستعادة القوَّة الكاملة لطرفٍ مُصاب، ينبغي على الأشخاص تحريك عضلاتهم بأنفسهم (يُسمَّى التمرين الفعَّال).

أضواء على الشيخوخة: إصابات العضلات والعظام والنُّسُج الأخرى

يكون الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا أكثر ميلاً للكسور العظمية، وذلك للأسباب التالية:

  • قد يكون لديهم تَخَلخُلُ أو هشاشة العظام، مما يجعل الكسور أكثر ميلاً.

  • يمكن لبعض التغيرات الطبيعية المرتبطة بالعمر في التوازن والرؤية والإحساس (في القدمين بشكلٍ رئيسيّ)، وفي قوة العضلات، والسيطرة على ضغط الدم، أن تجعل كبارَ السنّ أكثر ميلاً للسقوط.يميل ضغط الدَّم عند كبار السنّ إلى الانخفاض بشكل مفرط عند الجلوس أو النهوض، مما يُسبب الدوخة أو خفة الرأس.

  • يكون كبار السنّ أقل قدرة على حماية أنفسهم في أثناء السقوط.

  • كما يكون كبار السنّ أكثر ميلاً لأن تظهر لديهم تأثيرات جانبية للأدوية (مثل النعاس وفقدان التوازن والدوخة)، مما قد يجعل السقوط أكثر احتمالاً.

وبالنسبة إليهم، غالبًا ما تصيب الكسور نهايات العظام الطويلة، مثل عظام الساعدين والعضد والساق والفخذ.كما تكون كسورُ الحوض والعمود الفقري والرسغ شائعة أيضًا بينهم.

بالنسبة إلى كبار السن، غالبًا ما يكون التعافي أكثر تعقيدًا وأبطأ مما هو عليه لدى الشباب، وذلك لأنَّ

  • الشفاء عند كبار السنّ يكون أبطأ عادةً بالمُقارنة مع البالغين اليافعين.

  • لأنَّ القوة الإجمالية تكون أقلّ عند كبار السنّ عادةً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرونة والتوازن بالمقارنة مع اليافعين.لذلك يكون التعويض عن هذه المشاكل التي يسببها الكسرأصعب، وتكون العودة إلى النشاطات اليومية أكثر صعوبة.

  • عندما يكون الأشخاص من كبار السن في حالة خمول أو جرى تثبيت حركتهم (عن طريق الجبائر الراحة في الفراش)، فإنهم يفقدون النسيج العضلي بسرعة أكثر من البالغين اليافعين، وبذلك يمكن أن يؤدي التثبيت إلى ضعف العضلات.في بعض الأحيان تصبح العضلات أقصر بشكل دائم، ويتشكل نسيج ندبيّ في النسج حول المَفصِل مثل الأربطة والأوتار،وتُؤدي هذه الحالة التي تُسمَّى تقفعات المفصل إلى الحدّ من حركته.

  • يكُون كبار السن أكثر ميلاً لأن تكون لديهم اضطرابات أخرى (مثل التهاب المَفاصِل أو ضعف الدورة الدموية)، مما يُمكن أن يُؤثِّر في الشفاء أو يُبطئ الالتئام؛

وحتى الكسور البسيطة يمكن أن تُؤثر بشكل كبير في قدرة كبار السن على القيام بنشاطاتهم اليومية العادية ، مثل الأكل وارتداء الملابس والاستحمام وحتى المشي، خصوصًا إذا كانوا يستخدمون المشَّاية قبل الإصابة.

التثبيت: يُعدُّ تثبيت الحركة مُشكلةً خاصَّة عند كبار السنّ،

حيث يكون هذا التثبيت لديهم أكثر ميلاً لأن يُسبب:

تحدُث قرحات الضغط عندما تنقطع التروية الدموية عن منطقة من الجسم أو تضعف بشكلٍ كبيرٍ؛وبالنسبة إلى كبار السنّ، قد تكون التروية الدموية ضعيفةً بالأصل.عندما يستقر وزن طرف مُصاب على الجبيرة، يزداد ضعف التروية الدموية وقد تتشكل قرحات الضغط،وإذا كانت هناك حاجة إلى الراحة في السرير، يمكن أن تحدث قرحات الضغط في المناطق التي يُلامس فيها الجلد السرير؛ينبغي تفحُّص هذه المناطق بعناية للتحري عن أية علامة لتشقق الجلد.

نظرًا إلى أن تثبيتَ الحركة يكون أكثر ميلاً للتسبب في مشاكل عند كبار السنّ، فإن مُعالَجة الكسور تُركِّزُ على مساعدة كبار السن على العودة إلى ممارسة النشاطات اليومية في أسرع وقت ممكن بدلاً من التأكد من تراصُف العظام بشكلٍ كاملٍ في موضع الكسر.

للتقليل من الفترة الزمنية التي يجري فيها تثبيت الأشخاص ولمُساعدتهم على العودة إلى ممارسة نشاطاتهم اليومية في أقرب وقت، يستخدم الأطباء بشكلٍ متزايدٍ الجراحة لإصلاح أو استبدال الورك المكسور.يَطلب الأطباءُ من المرضى التحرك والمشي (بمساعدة المشاية عادةً)، وذلك غالبًا في أوَّل يومٍ من بعد الجراحة.كما يبدأ العلاج الفيزيائي أيضًا (كما هو الحال بعد كسر الورك).إذا لم تجرِ معالجة كسور الورك جراحيًا، فإنها تحتاج إلى أشهر من التثبيت في السرير قبل أن يُصبِح الأشخاص أقوياء بما يكفي لتحمل وزن الجسم.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID