ضغط الدم المنخفض

(انخفاض ضغط الدم)

حسبLevi D. Procter, MD, Virginia Commonwealth University School of Medicine
تمت مراجعته ذو القعدة 1443

يُشير مصطلح انخفاض ضغط الدم إلى هبوط ضغط الدم إلى درجة كافية كي تسبب أعراضًا مثل الدوخة والإغماء.يمكن للانخفاض الكبير في ضغط الدم أن يُلحق الضرر بالأعضاء، وهي الحالة التي تُسمى بالصدمة.

  • هناك العديد من الأدوية والاضطرابات التي قد تؤثر في قدرة الجسم على المحافظة على ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية.

  • في حال انخفاض ضغط الدم بدرجة كبيرة، فقد يضطرب عمل الدماغ، ويُصاب الشخص بالإغماء.

يحافظ الجسم في الحالة الاعتيادية على ضغط الدم في الشرايين ضمن مستوى ضيق.في حال ارتفاع ضغط الدم بدرجة كبيرة، فقد تتضرر الأعضاء والأوعية الدموية.كما يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يُسبب تمزق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى النزف، أو غير ذلك من المضاعفات.

في حال انخفاض ضغط الدم بدرجة كبيرة، فقد لا تصل كميات كافية من الدم إلى جميع أنحاء الجسم.ونتيجة لذلك، فإن الخلايا لا تحصل على كميات كافية من الأكسجين والعناصر الغذائية، كما إنها لا تتمكن من التخلص من الفضلات بشكل مناسب.وهكذا، تبدأ وظائف الخلايا المصابة والأعضاء التي تكون فيها بالتعطل.يمكن للانخفاض الشديد في ضغط الدم أن يكون مهددًا للحياة، لأنه قد يؤدي إلى حالة تُعرف بالصدمة، وفيها تتضرر الأعضاء بسبب عدم كفاية التدفق الدموي نحوها.

وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الأصحاء الذين تكون مستويات ضغط الدم لديهم في الحدود الدنيا الطبيعية (عند قياسها في حالة الراحة) يميلون للعيش لفترة أطول من أقرانهم الذين تكون مستويات ضغط الدم لديهم في الحدود العليا الطبيعية.

يمتلك الجسم العديد من الآليات التي تمكنه من إعادة ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي بعد أن يرتفع أو ينخفض في أثناء النشاطات الاعتيادية، مثل ممارسة التمارين الرياضية أو النوم.تتضمن هذه الآليات كلاً من:

  • تغيير قُطر الشرايين الصغيرة (الشُرينات arterioles)، والأوردة بدرجة أقل

  • تغيير كمية الدم التي يضخها القلب نحو أنحاء الجسم (الناتج القلبي cardiac output)

  • تغيير حجم الدم في الأوعية الدموية

  • تغيير وضعية الجسم

تغيير قُطر الشُرينات والأوردة

يسمح النسيج العضلي (العضلات الملساء) الموجودة في جدران الشرينات لهذه الأوعية الدموية أن تتوسع (عندما تسترخي العضلات) أو تتضيق (عندما تتقلص العضلات).كلما تضيقت الشرينات أكثر، كلما ازدادت مقاومتها لجريان الدم، وبالتالي ارتفع ضغط الدم.يزيد تقلص الشرينات من ضغط الدم بسبب الحاجة لضغط أعلى لدفع الدم عبر مساحة أضيق.وعلى العكس من ذلك، فإن توسع الشرينات يُقلل من المقاومة تجاه الجريان الدموي، وبالتالي ينخفض ضغط الدم.يتأثر مدى تضيق أو توسع الشرينات بعدة عوامل:

  • الأعصاب المسؤولة عن انقباض العضلات الملساء في الشُرينات، وبالتالي تناقص قُطر الشُرين

  • الهرمونات التي تصنعها الكلى بشكل رئيسي

  • أنواع محددة من الأدوية

كما تمارس الأوردة دورًا أيضًا في السيطرة على ضغط الدم، على الرغم من أن تأثيرها أقل بكثير من تأثير الشُرينات.يُساعد توسع الأوردة وانقباضها على تحديد كمية الدم التي يمكنها استيعابها (السعة)عندما تنقبض الأوردة، تتناقص سعتها من الدم، مما يسمح لكمية أكبر من الدم بالعودة إلى القلب، حيث يجري ضخها إلى الشرايين.ونتيجة لذلك، يرتفع ضغط الدم.وعلى العكس، عندما تتوسع الأوردة، تزداد سعتها من الدم، مما يسمح لكمية أقل من الدم بالعودة إلى القلب.ونتيجة لذلك، ينخفض ضغط الدم.

تغيير الناتج القلبي

كلما ضخ القلب كمية أكبر من الدم في الدقيقة الواحدة (أي كلما ازداد الناتج القلبي)، كلما ارتفع ضغط الدم - طالما بقيت أقطار الشُرينات ثابتة.تتأثر كمية الدم التي يضخها القلب في كل نبضة بعدة عوامل:

  • مدى سرعة ضربات القلب

  • قوة الانقباضات القلبية

  • كمية الدَّم التي تصل إلى القلب من الأوردة

  • الضغط في الشرايين التي ينبغي على القلب ضخ الدم باتجاهها

  • كفاءة الصمامات القلبية في منع الدم من التسرب نحو الخلف

تغيير حجم الدم

كلما ازداد حجم الدم في الشرايين، كلما ارتفع ضغط الدم - طالما بقيت أقطار الشرايين ثابتة.يتأثر حجم الدم في الشرايين بعدة عوامل:

  • مستويات السوائل الموجودة في الجسم (الإماهة hyrdation)

  • وجود أو عدم وجود تسريب للسوائل من الشرايين الصغيرة جدًا (على سبيل المثال، إذا كانت مستويات البروتينات في الجسم منخفضة بشدة، و/أو إذا تضررت جدران الشرايين الصغيرة، فسوف تتسرب السوائل إلى الأنسجة)

  • كمية السوائل التي تستخلصها الكلى من الدم وتطرحها في البول

  • بعض الأدوية، وخصوصًا مُدرَّات البول (الأدوية التي تساعد الكلى على التخلص من الماء من الجسم)

تغيير وضعية الجسم

قد يتباين ضغط الدم عبر الجسم بسبب التأثير المباشر للجاذبية الأرضية.عندما يكون الشخص بوضعية الوقوف، يكون ضغط الدم في الساقين أعلى من ضغط الدم في الرأس، تماماً كما هو الحال بالنسبة لضغط الماء في أسفل حوض السباحة مقارنة مع سطحه.وعندما يستلقي الشخص، فإن ضغط دمه يميل لأن يصبح متساويًا في جميع أجزاء الجسم.

عندما يقف الشخص، يواجه الدم في أوردة الساقين صعوبة أكبر في الوصول إلى القلب مجددًا.ونتيجة لذلك، تكون لدى القلب كميات أقل من الدم لضخها، وقد ينخفض ضغط الدم مؤقتًا نتيجة لذلك في جميع أنحاء الجسم.عندما يجلس الشخص أو يستلقي، فيمكن لضغط الدم أن يعود بسهولة أكبر إلى القلب، وبالتالي قد يزداد الناتج القلبي ويرتفع ضغط الدم.يمكن لرفع الساقين لمستوى أعلى من مستوى القلب أن يزيد من العائد الدموي إلى القلب، وهو ما يزيد من النتاج القلبي ويرفع ضغط الدم.

مراقبة ضغط الدم والسيطرة عليه

مُستقبلات الضغط baroreceptors هي خلايا متخصصة تقع داخل الشرايين وتعمل كمستشعرات لضغط الدم.تُعد المستقبلات الموجودة في الشرايين الكبيرة للعنق والصدر ذات أهمية خاصة.عندما تتمكن مستقبلات الضغط من اكتشاف تبدل في ضغط الدم، فإنها تحفز الجسم للاستجابة لذلك والحفاظ على ضغط دم ثابت.تحمل الأعصاب الإشارات من هذه المستشعرات ومن الدماغ إلى:

  • القلب، حيث تحفزه الإشارات كي يغير من معدل وقوة النبضات القلبية (مما يُغير من مقدار الدم الذي يضخه).يُعد هذا التغير واحدًا من الاستجابات الأولى، ويساعد على تصحيح ضغط الدم المنخفض بسرعة.

  • الشُرينات، حيث تُحفزها الإشارات لكي تنقبض أو تتوسع (وبالتالي تغيير مقاومة الأوعية الدموية).

  • الأوردة، حيث تُحفزها الإشارات لكي تنقبض أو تتوسع (وبالتالي تغيير سعتها من الدم).

  • الكلى، والتي تُحفزها الإشارات لكي تعدل من كمية السوائل المطروحة (وبالتالي تغيير حجم الدم في الأوعية الدموية) وتعديل مستويات الهرمونات التي تنتجها (وبالتالي تحفيز الشُرينات على الانقباض أو التوسع وتغيير حجم الدم)يستغرق هذا التغير وقتًا أطول لكي تظهر نتائجه، وبالتالي فهو الآلية الأبطأ في الجسم للتحكم بضغط الدم.

على سبيل المثال، في حال إصابة شخص بنزف، ينخفض حجم الدم في الأوعية الدموية، وبالتالي ينخفض ضغط دمه.في مثل هذه الحالات، تقوم المستشعرات بتفعيل عدة عمليات للوقاية من انخفاض ضغط الدم بشكل كبير:

  • يزداد معدَّل ضربات القلب وينبض القلب بقوة أكبر مع كل انقباض، مما يزيد من كمية الدم التي يضخها

  • تتقلَّص الأوردةُ، مما يقلل قدرتها على الاحتفاظ بالدم في الأجزاء الأقل أهمية من الجسم

  • تضيق الشرينات، مما يزيد من مقاومتهما لتدفق الدم

في حال توقف النزف، تتجه السوائل من أنحاء الجسم إلى الأوعية الدموية لكي تبدأ باستعادة حجم الدم وبالتالي رفع ضغطه.تُقلل الكلى من إنتاجها للبول.وبالتالي، فهي تساعد الجسم على احتباس أكبر كمية ممكنة من السوائل لإعادتها إلى الأوعية الدموية.وفي النهاية، يقوم نقي العظام والطحال بإنتاج كريات حمراء جديدة، ويُستعاد الحجم الدموي بشكل كامل.

بأية حال، هناك حدود لقدرة الآليات التي يستخدمها الجسم على مراقبة ضغط الدم والسيطرة عليه.على سبيل المثال، إذا فقد الشخص كمية كبيرة من الدم بسرعة، فلا يمكن للجسم التعويض عنها بسرعة كافية، وبالتالي سوف ينخفض ضغط الدم، وقد تبدأ وظائف الأعضاء بالتعطل (صدمة).

بالإضافة إلى ذلك، فمع تقدم الشخص في السن، تتراجع قدرة جسمه على الاستجابة للتغيرات في ضغط الدم.

أسباب انخفاض ضغط الدم

عادةً ما ينجم انخفاض ضغط الدم عن واحد أو أكثر مما يلي:

  • توسُّع الشرايين الصغيرة (الشُّرَينات)

  • بعض اضطرابات القلب

  • نقصٌ شديدٌ في حجم الدَّم

يمكن أن ينجُم توسع الشُرينات عن:

  • السموم التي تُفرزها البكتيريا في أثناء حالات معينة شديدة من العدوى (صدمة إنتانية، صدمة تسممية)

  • تناول أدوية محددة

  • إصابات الحبل الشوكي، والتي تؤثر في وظيفة الأعصاب المسؤولة عن انقباض الشُرينات

  • ردات الفعل التحسسية (التأق anaphylaxis)

  • أنواع محددة من اضطرابات الغدد الصماء، مثل القصور الكظري

تتضمن اضطرابات القلب المختلفة التي تُعطل قدرة القلب على ضخ الدم وتُقلل الناتج القلبي

كما يمكن لانخفاض حجم الدم الشديد أن ينجم عن

  • التجفاف

  • النزف

  • اضطرابات الكلى

يحدث انخفاض ضغط الدم أيضًا عندما تتعطل وظائف الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية بين الدماغ والقلب والأوعية الدموية بسبب اضطرابات تُدعى الاعتلالات العصبية اللاإرادية autonomic neuropathies.

عندما ينتقل الشخص بسرعة من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف، فسوف ينخفض ضغط الدم في الأوعية الدموية المتجهة إلى الدماغ، مما يؤدي إلى إحساس مؤقت بخفة الرأس أو الوهن.يُدعى ذلك هبوط الضغط الانتصابي orthostatic hypotension.قد يبدو ذلك بشكل أوضح عند الأشخاص المصابين بالتجفاف، أو في الأجواء الدافئة (كما هو الحال عند الخروج من حمام ساخن)، أو عند المصابين بحالات مرضية معينة، أو بعد النهوض من استلقاء أو جلوس طويل.يمكن أن يتسبَّب انخفاض ضغط الدَّم الانتصابي في إغماء الشخص.يستجيب الجسم عند معظم الأشخاص بسرعة عن طريق زيادة ضغط الدم لمنع حدوث الإغماء.

الجدول

أعراض انخفاض ضغط الدم

عندما ينخفض ضغط الدم بدرجة كبيرة، فإن أول عضو تتعطل وظيفته عادةً هو الدماغ.ويعود ذلك إلى أن الدماغ يتوضع في أعلى الجسم، وينبغي على الجريان الدموي أن يقاوم الجاذبية لكي يصل إليه.ولذلك فإن معظم الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم يعانون من دوخة أو خفة رأس، وخاصةً عند الوقوف، ويعانون أحيانًا من إغماء.عندما يُغمى على الشخص ويقع أرضًا، فإن دماغه يُصبح على مستوى قلبه عادةً.ونتيجة لذلك، يمكن للدم أن يتدفق مجددًا نحو الدماغ دون الحاجة لمقاومة الجاذبية، وبالتالي وقاية الدماغ من الأذية الناجمة عن انخفاض التروية الدموية.ولكن، إذا كان ضغط الدم منخفضًا للغاية، فقد لا يحول الإغماء دون حدوث الأذية الدماغية.كما إن الإغماء قد يُسبب إصابات خطيرة للرأس أو الأجزاء الأخرى من الجسم.

يمكن لانخفاض ضغط الدم أن يُسبب من حين لآخر ضيقًا في التنفس أو ألمًا صدريًا بسبب عدم عدم كفاية التروية الدموية لعضلة القلب (ذبحة صدرية).

تبدأ وظائف جميع الأعضاء بالتعطل في حال انخفض ضغط الدم إلى درجة كافية وبقي منخفضًا.تُدعى هذه الحالة بالصدمة shock.

يمكن للاضطراب المُسبب لانخفاض ضغط الدم أن يُسبب العديد من الأعراض الأخرى، والتي من غير الضروري أن تكون ناجمة عن انخفاض ضغط الدم بحد ذاته.على سبيل المثال، يمكن للعدوى أن تُسبب الحمى.

وقد تنجم بعض الأعراض عن محاولة الجسم رفع ضغط الدم المنخفض.على سبيل المثال، عندما تنقبض الشُرينات، تنخفض التروية الدموية للجلد، والقدمين، واليدين.وبالتالي، يمكن لهذه المناطق من الجسم أن تصبح باردة وتأخذ اللون الأزرق.عندما ينبض القلب بسرعة وقوة أكبر، فقد يشعر الشخص بالخفقان palpitations (الإحساس بنبضات القلب).

تشخيص انخفاض ضغط الدم

  • قياس ضغط الدم

  • اختبارات لتحديد السبب

يقيس الطبيب ضغط الدَّم والنبض عندما يكون الشخص في وضعيَّة الاستلقاء لبضع دقائق.إذا لم يكن ضغط الدَّم منخفضًا وكان الشخص على ما يرام، يطلب الطبيبُ من الشخص أن يقف ويُعيد قياس ضغط الدَّم بعد الوقوف مباشرةً، وبعد بضع دقائق من الوقوف.يمكن إجراء اختبارات أخرى لتحديد سبب انخفاض ضغط الدم، مثل:

علاج انخفاض ضغط الدم

  • علاج السبب

  • تسريب السوائل عن طريق الوريد

يقوم الأطباء بمعالجة سبب انخفاض ضغط الدم.كما يقوم غالبًا بإعطاء الشخص سوائل عن طريق الوريد إذا كان قلبه قادرًا على التعامل مع السوائل الزائدة.

واستنادًا إلى سبب الأَعرَاض ، قد يوصي الطبيب بارتداء جوارب ضاغطة مرنة تُغطِّي ربلة الساق والفخذ للمساعدة على دفع الدَّم من الأوردة في الساقين والعودة إلى القلب.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID