تقضي الأمّ والطفل يومًا أو يومين في المستشفى غالبًا، وهي الفترة التي يتعلم فيها الآباء الجدد كيفية تغذية واستحمام وإلباس الصغير، ويصبحون أكُثر ألفة مع نشاطاته وإشاراته وأصواته؛
وقبلَ خروجهم من المستشفى، يَجرِي تعليم الآباء الجوانب الروتينية للعناية بالحبل السري والختان والجلد والتَّبوُّل والتَّبرُّز والوزن.
الحبل السُّرِّي Umbilical cord
تجري إزالة مشبك الحبل البلاستيكي على الحبل السري في غضون 24 ساعة من بعد الولادة،وينبغي أن تبقى الجدعة نظيفةً وجافَّة.لم يَعُد الأطباء يوصون بتطبيق الكحول أو غيره من المحَاليل المطهرة على الجَّدعة.تسقط الجدعة من تلقاء نفسها في غُضون أسبوع أو أسبوعين،وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن يصاب الحبل السري بعدوى، لذلك ينبغي على الطبيب التحقق من أيَّة علاماتٍ لاحمرارٍ أو تورُّمٍ أو مُفرزات.
الخِتان
يُجرى الختان عادةً، إذا رغب الآباء، خلال الأيام القليلة الأولى من الحياة، وغالبًا قبل خروج المولود من المشفى،ويستنِدُ القرارُ بشأن ختان المولود عادة إلى المعتقدات الدينية للوالدين أو الميول الشخصية.السببُ الطبي الرئيسي للختان هو قلفة ضيقة بشكل غير مألوف تُعيقُ جريان البول.ورغم أنَّ خطر سرطان القضيب وعدوى السبيل البولي يكون منخفضًا عند الذكور المختونين أيضًا، يُمكن التقليل من هذا الخطر عن طريق النظافة الشخصية المناسبة.
تحدث بعضُ المضاعفاتٌ عند نحو 2 إلى 20 ولدًا من كلِّ 1000 ولد، وهي تنطوي عادةً على نزف بسيط أو عدوى موضعية،ولكن، يمكن أن تحدث عدوى خطيرة وتندُّب وفي حالاتٍ نادرةٍ جدًّا، يمكن أن يحدثَ بتر عَرَضيٌّ لطرف القضيب.يحتاج بعض الذكور غير المختونين إلى الختان في وقتٍ لاحق من الحياة.
ينبغي عدمُ إجراء الختان إذا لم يتبوَّل الولد أو كان يُعاني من اضطرابٍ نزفي، أو إذا كان القضيب غيرَ طبيعي بأي شكل من الأشكال، لأنَّه قد يجري استعمال القلفة لأيِّ إصلاحٍ جراحيٍّ تجميلي قد يكون مطلوبًا في وقتٍ لاحق.ينبغي أن يتأخر الختان إذا تناولت الأم أدوية تزيد من خطر النزف خلال فترة الحمل، مثل مضادَّات التخثُّر أو الأسبرين.ينتظر الطبيبُ حتى يجري التخلص من جميع مثل هذه الأدوية من جهاز المولود.
الجِلد
يحدث عند معظمُ الأطفال حديثي الولادة طفح جلدي خفيف في وقت ما في أثناء الأسبوع الأول من بعد الولادة،ويظهر الطفح الجلدي عادةً في مناطق الجسم التي تحتكُّ بالملابس، أي الذراعين والساقين والظهر، ونادرًا على الوجه،ويميلُ الطفح إلى الاختفاء من دون معالجة.يميلُ تطبيق المستحضرات أو المساحيق واستعمال أنواع معطَّرة من الصابون ووضع ملابس داخلية بلاستيكية فوق الحفاظات إلى جعل الطفح يتفاقم، خُصوصًا في الطقس الحارّ.يحدث جفاف وشيءٌ من تقشُّر الجلد بعد أيام قليلة غالبًا، خُصوصًا في الطيَّات على المعصمين والكاحلين.
قد يظهر لون أصفر على جلد المواليد الجدد السليمين (اليرقان) بعد اليوم الأول،ويحدث اليرقان لأن الكبد لديهم يحتاج إلى التحول من أداء وظائفه داخل الرحم إلى أدائها خارج الرحم؛ولكنَّ اليرقان الذي يظهر قبل 24 ساعة من العمر يثير القلق على وجه الخصوص، وقد يشير إلى مشاكل أكثر خطورة.إذا حدث يرقان عند المولود الجديد، يجري الأطباء اختبارًا للدم عادةً لقياس مستوى البيليروبين، وهو الصباغ الرئيسي في الصفراء،وإذا تجاوز مستوى البيليروبين رقمًا معينًا، يبدأ الأطباء العلاج بالضوء، حيث يَجرِي وضع المولود عاريًا تحت أضواء خاصة (أضواء "بيلي")،وقد تكون هناك حاجة لهذه الأضواء لمدة يومين إلى أسبوع.
التبوُّل والتبرُّز
في أوّل يومين، يكون البول عند المولود الجديد مركزًا، وغالبًا ما يحتوي على مواد كيميائية تسمى اليُورات، والتي يمكن أن تجعل لون الحفاظة برتقاليًا أو ورديًا.إذا لم يتبوَّل الطفل حديث الولادة خلال أوَّل 24 ساعة من حياته، يحاول الطبيب معرفة السبب،ويكون التأخيرُ في بدء التبوُّل أكثرَ شُيُوعًا عند الذكور.
يتكوَّن البرازُ الأوَّل من مادة سوداء مُخضرَّةٍ لزجة تسمى العِقي meconium،وينبغي على صغير أن يتبرزَ العِقي خلال 24 ساعة الأولى من بعد الولادة،وإذا لم يحدث هذا، قد يقوم الطبيبُ بإجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة،حيث في بعض الأحيان وعلى سبيل المثال، قد يُسبب عيبٌ خِلقي انسدادًا في الأمعاء.
الوَزن
يفقد معظمُ المواليد الجدد ما يتراوح بين 5 إلى 7٪ من أوزانهم عند الولادة في أثناء الأيام القليلة الأولى من الحياة، ويعود هذا في معظم الأحيان إلى فقدان السائل في البول وإلى خروج العقي أيضًا.تعود أوزانُ المواليد الجدد إلى ما كانت عليه عند الولادة خلال أسبوعين تقريبًا إذا رضعوا من الثدي وخلال 10 أيَّام تقريبًا عند استعمال حليب الأطفال الاصطناعي.بعدَ ذلك، ينبغي أن يكسب الرضيع نَحو 20 إلى 30 غرامًا (1 أونصة) في كل يوم خلال الأشهر القليلة الأولى.ينبغي أن يبلغَ وزن الرَّضيع ضعف وزنه عند الولادة عندما يصبح عمره خمسة أشهر تقريبًا.
الخروجُ من المستشفى
في الولايات المتحدة، يجري إخراج الرُّضَّع من المستشفى في غضون 24 إلى 48 ساعة عادةً،وينبغي أن يخضعَ الرضع الذين جرى إخراجهم من المستشفى في غضون 48 ساعة، إلى فحص من قِبَل الطبيب بعدَ يومين إلى ثلاثة أيام (انظر زيارات الرِّعاية الصحيَّة الوقائيَّة عند الأطفال).يخضع الرضع الذين جرى إخراجهم من المستشفى بعد 48 ساعة إلى فحصٍ في عمر أسبوعين أو أبكر من ذلك إذا كانت لديهم أيَّة مشاكل نوعيَّة (مثل سوء التغذية أو الإمساك أو الإسهال أو اليرقان).
يقُوم طبيب الأطفال بإخراج الرُّضع من المستشفى عادةً،ولكن، قبلَ إخراج الرضيع من المشفى، يُعطَى الآباء معلومات نوعيَّة حول متى ينبغي عليهم الاتصال بعيادة الطبيب؛فمثلًا، ينبغي على الآباء الاتصال بطبيب الأطفال مباشرةً إذا كان لدى الرضيع حُمَّى (ينبغي أخذ درجة الحرارة عن طريق الشرج)، أو ضائقة تنفُّسيَّة أو ضعف في الشَّهية أو قيء صفراوي bilious vomiting (تقيُّؤ مواد صفراء مائلة للأخضر)، أو تغيُّر لون الجلد إلى الأزرَق (زُرقة cyanosis).
عند العودة إلى المنزل، يحتاجُ وجود صغير في كنف العائلة إلى مقدارٍ كبيرٍ من التعديل بالنسبة إلى الجميع،وبالنسبة للعائلة الذين ليس لديها أطفال، قد تكون التغيّرات في أسلوب الحياة كبيرةً،وعند وجود أطفال آخرين، يُمكن تُصبح الغيرة مشكلةً.يمكن أن يُسهِّل إعداد الأطفال الآخرين لاستقبال الصغير الجديد والحرص على الاهتمام بهم وإعطائهم دور في رعاية الصغير جديد، أن يُسهَِّل عمليةَ التَّحوُّل.كما قَد تحتاج الحيوانات الأليفة إلى بعض الاهتمام الإضافي لمساعدتهم على التكيُّف مع الطفل أيضًا.في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إبقاء الحيوانات الأليفة بعيدةً عَن الطفل.
