التهابُ الملتحمة عند حديثي الولادة

غالبًا ما يكون التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة ناجمًا عن عدوى.يُمكن أن تنجُمَ هذه العدوى عن بكتيريا أو فيروسات.

إذا كانت بكتيريا مُعيَّنة موجودة في مهبل المرأة، يمكن أن تنتقل إلى الوليد في أثناء المخاض والولادة.وتشتمل هذه البكتيريا على: المتدثِّرة والعقدية الرئوية Streptococcus pneumoniae، والمستدمية النزلية Haemophilus influenzae والنيسيرية البنّية Neisseria gonorrhoeae وغيرها.

إذا كانت المرأة الحامل مصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط (HSV)، فقد تنتقل إلى المولود في أثناء المخاض والولادة (انظر أيضًا عدوى فيروس الهربس البسيط عند حديثي الولادة).

قد يحدث التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة أيضًا نتيجة رد فعل تجاه قطرات العين أو المرهم الذي يتلقاه حديثو الولادة للوقاية من العدوى.ويسمى هذا التفاعل التهاب الملتحمة الكيميائي.

تختلف أعراضُ هذا الداء استنادًا إلى موضع العدوى.

عادةً ما يبدأ التهاب الملتحمة الناجم عن بكتيريا المتدثرة بعد 5 إلى 14 يومًا من الولادة.حيث يحدث عند حديثي الولادة تورُّمٌ في الأجفان وخروج مُفرزات مائيَّة من العينين تحتوي على كمياتٍ متزايدة من القيح.يمكن أن تكون العدوى شديدةً جدًّا أحيانًا.

عادةً ما يبدأ التهاب الملتحمة الناجم عن بكتيريا النيسرية البنية بعد 2 إلى 5 أيام من الولادة.حيث يُعاني حديثو الولادة من التهابٍ شديدٍ في الأجفان ومن خروج مفرزاتٍ من القيح من العينين.وقد يؤدي إهمال المعالجة إلى ظهور تقرحات في القرنية وقد يؤدي إلى العَمى.

التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة

إخفاء التفاصيل

تُظهر هذه الصورة التهاب ملتحمة عند طفل حديث الولادة يتميز بالتهاب حاد في الأجفان وإفرازات قيحية.

DR M.A.ANSARY/SCIENCE PHOTO LIBRARY

يبدأ التهاب الملتحمة الناجم عن بكتيريا أخرى بعد 4 أيام إلى عدة أسابيع من الولادة.

يكون التهاب الملتحمة النَّاجم عن فيروس الهربس البسيط نادر الحدوث ولكنه قد يكون خطيرًا للغاية .

يبدأ التهاب الملتحمة الناجم عن المواد الكيميائية عادةً في غضون 6 إلى 8 ساعات من وضع القطرات في العين، ويزول من تلقاء نفسه في غضون 2-4 أيام.

• اختبار مُفرَزات (نجيج) العين

يقيّم الطبيب الأعراض ومظهر العينين لدى الوليد.

قد يجري إرسال عيِّنات للمفرزات من العين المصابة إلى المختبر للتعرُّف إلى الكائن الحيّ المُعدي.

• المضادَّات الحيوية أو المضادات الفيروسية.

بالنسبة إلى التهاب الملتحمة الناجم عن المتدثّرة Chlamydia، يُعطى المضاد الحيوي إريثروميسين أو أزيثروميسين عبر الفم.

أمّا بالنسبة إلى التهاب الملتحمة الناجم عن النيسرية البنية النيسرية البنية، فيجري إدخال حديثي الولادة إلى المستشفى، ويُعطَون المضادَّ الحيوي سِفْترياكسون أو سيفوتاكسيم عبر الوريد أو الحقن في العضل.يقوم الأطباء بمراقبتهم لمعرفة ما إذا كانت العدوى ستتطور في أجزاء أخرى من الجسم.

وأمّا بالنسبة إلى التهاب الملتحمة الناجم عن بكتيريا أخرى فيجري تطبيق المراهم التي تحتوي على بوليميكسين وباسيتراسين، أو إريثروميسين، أو تتراسيكلين.

في حالة التهاب الملتحمة الناجم عن فيروس الهربس البسيط، يُعطى حديثو الولادة دواء أسيكلوفير المضاد للفيروسات عن طريق الفم وقطرات العين التي تحتوي على دواء آخر مضاد للفيروسات يسمى تريفلوريدين أو هلام للعين يحتوي على دواء آخر مضاد للفيروسات يسمى غانسيكلوفير.

في الولايات المتحدة، يُوضع مرهم إريثروميسين بشكل روتيني في كل من عيني حديث الولادة بعد ولادته للوقاية من التهاب الملتحمة الناجم عن النيسرية البنية.وفي بلدان أخرى، يمكن استخدام نترات الفضة أو التتراسيكلين أو يود البوفيدون أيضًا.

كما قد تمنع قطرات العين التي تحتوي على يود بوفيدون التهاب الملتحمة الناجم عن المتدثرة.

يجب أن يحصلَ حديثو الولادة من النساء اللواتي لديهنَّ داء السيلان غير المعالج على حقنة واحدة من المضاد الحيوي سِفْترياكسون ceftriaxone حتى إذا لم يصبن بمرض بعد.على النقيض من ذلك، عادةً ما تتم مراقبة حديثي الولادة لنساء مصابات بالمتدثرة من قبل الأطباء ولا يُعطون المضادات الحيوية إلا إذا ظهرت عليهم الأعراض.

يمكن للنساء الحوامل اللواتي يعانين في أثناء المخاض من نوبة نشطة لعدوى فيروس الهربس البسيط التناسلي (تقرحات أو بثور مرئية) أو لديهن أعراض تشير إلى اقتراب حدوث نوبة (مثل الوخز أو الحرقة في الأعضاء التناسلية) أن تجرى لهن عملية قيصرية لمنع انتقال الفيروس إلى المولود.

قد تُعطى النساء الحوامل اللواتي أصبن سابقًا بعدوى الهربس التناسلي مضادات الفيروسات بدءًا من الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل لمنع انتقال الفيروس إلى حديثي الولادة.