حالات عدوى الجهاز العصبي المركزي الفيروسيَّة عند الأطفال

حسبBrenda L. Tesini, MD, University of Rochester School of Medicine and Dentistry
تمت مراجعته ذو القعدة 1444

يتكون الجهازُ العصبي المركزي من الدماغ والحبل الشوكي.يمكن لحالات عدوى الجهاز العصبي المركزي أن تكون شديدة الخطورة.يُصيبُ التهاب السحايا الأغشية المُحيطة بالدِّماغ والحبل النَّخاعي.يُصيبُ التهاب الدِّماغِ الدِّماغَ في حدِّ ذاته.

  • تنجم حالات عدوى الجهاز العصبي المركزي عن فيروساتٍ يمكن أن تُسبِّبَ التهاب السَّحايا والتهاب الدِّماغ.

  • تبدأ الأعراض عادةً بالحُمَّى ويمكن أن تتقدَّم إلى التَّهيُّج، ورفض تناول الطَّعام، والصُّدَاع، وتيبس الرَّقبة وأحيَانًا الاختِلاجَات.

  • يعتمد تشخيص حالات عدوى الجهاز العصبي المركزي الفيروسيَّة على البَزل النُّخاعي.

  • يكون استعمال الأدوية المُضادَّة للفيروسات غيَر فعَّالٍ بالنسبة لمعظم الفيروسات التي تُسبِّبُ حالات عدوى الجهاز العصبي المركزيَّة، لذلك يحتاج الأطفال إلى الحصول على تدابير داعمة (مثل استعمال أدويةٍ لضبط الحُمَّى والألم وشرب الكثير من السوائل).

  • تكون الكثير من حالات العدوى خفيفة، ولكنَّ بقيَّة الحالات تكون شديدةً وقد تؤدِّي إلى الوفاة.

تشتمل الفيروسات التي تسبب حالات العدوى في الجهاز العصبي المركزي (الدِّماغ والحبل النخاعي) كلًا من الفيروسات الهربسيَّة (انظر أيضًا حالات عدوى فيروس الهربس البسيط) والفيروسات المنقولة بالمفصليات، والفَيروسَات الكُوكساكِيَّة، والفَيروسَات الإيكُوِيَّة والفيروسات المعويَّة.

تُصيبُ بعض حالات العدوى هذه السَّحايا بشكلٍ رئيسي (الأنسجة التي تغطي الدِّماغ والحبل النخاعي) وتسبب التهاب السَّحايا.يُسمَّى التهاب السَّحايا الفيروسي أحيانًا بالتهاب السَّحايا العقيم.كما قد ينجم التهاب السحايا عن العدوى ببكتيريا (انظر التهاب السحايا البكتيري الحاد).

بينما تُصيب الالتهابات الفيروسيَّة الأخرى الدِّماغ بشكلٍ رَئيسيَ وتُسمَّى الحالة التهاب الدِّماغ.تُسمَّى حالات العدوى التي تُصيبُ كلًًّا من السحايا والدِّماغ بالتِهاب السَّحايا والدِّماغ.

تكون الإصابة بالتهاب السحايا أكثرُ شُيُوعًا بين الأطفال مقارنةً بالإصابة بالتهاب الدِّماغ.

يمكن للفيروسات أن تؤثِّر في الجهاز العصبي المركزي بطريقتين:

  • يمكنها أن تسبب العدوى مباشرةً في الدماغ والحبل الشوكي وأن تدمر خلاياهما.

  • يمكن لبعض حالات العدوى الفيروسيَّة في أماكن أخرى من الجسم أن تؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المحيطة بالأعصاب وأن تُلحقَ الضَّرر بها.

يلتقط الأطفال حالات العدوى الفيروسية في الجهاز العصبي المركزي من خلال طرقٍ مختلفة.يمكن أن يصابَ حديثو الولادة بعدوى فيروس الهربس من خلال اتِّصالهم بالمُفرزات المصابة بالعدوى في قناة الولادة (انظر عدوى فيروس الهربس البسيط (HSV) عند الأطفال حديثي الولادة).كما تُلتَقط حالات العدوى الفيروسيَّة الأخرى من خلال تنفُُّّس الهواء المُلوَّث بقطراتٍ تحتوي على فيروس قام بنثرها زفير شخصٍ مصابٍ بالعدوى.وتُلتَقط حالات العدوى بالفَيروسَةُ المَنقولَةُ بِالمَفصِلِيَّات من خلال لدغات الحشرات المُصابة بالعدوى.

قد يحدث في بعض الأحيان بعد عدوى فيروسية أن يُصاب الأطفال بالتهاب الأعصاب في الدماغ والنخاع الشوكي الذي يُسمى التهاب الدماغ والنخاع التالي للعدوى أو التِهاب الدِّماغِ والنُّخاعِ المُنتَثِرُ الحادّ.يؤدي هذا الاضطراب عادةً إلى ظهور أعراض مثل الحمى، والصداع، والغثيان، والقيء بعد بضعة أسابيع من تعافي الأطفال من العدوى الفيروسية الأولية.

أعراض العدوى الفيروسية في الجهاز العصبي المركزي عند الأطفال

تشبه أعراض التهاب السحايا الفيروسي والتهاب الدماغ عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين الأعراض عند البالغين، وتتضمن: الحُمَّى، والسعال، وآلام العضلات، والقيء، ونَقص الشَّهية، والصُّدَاع، تليها أعراض التهاب السحايا (الصُّدَاع، والحُمَّى، وتيبُّس الرقبة) أو التهاب الدماغ (الحُمَّى، أو الصداع، أو تغيُّرات الشخصية، أو التَّخليط الذهنِي، أو الاختلاجات، أو الشلل أو الخدر والنعاس).

يؤدي عدم قدرة الرُّضَّع على التَّواصل المباشر إلى جعل فهم أعراضهم صعبًا.ولكنَّ الرُّضَّعَ المُصابين بحالات عدوى الجهاز العصبي المركزي يُعانون عادةً من بعض الأعراض المُوَضَّحة لاحقًا.

تبدأ حالات عدوى الجهاز العصبي المركزي الفيروسيَّة عند حديثي الولادة والرُّضَّع بحدوث حُمَّى عادةً.قد لا يُعاني حديثو الولادة من أيِّ أعراضٍ أخرى وقد لا يبدو عليهم المرض في البداية.حيث يصبح الرُّضَّع الذين تزيد أعمارهم عن شهر أو نحو ذلك مُتهيِّجين عادةً ويَصعُبُ إرضاؤهم ويرفضون تناول الطعام.يُعدُّ القيء من الأعراض الشائعة الحدوث.تبرز بقعة رخوة على رأس الطفل حديث الولادة (اليافوخ) عندما يكون حديث الولادة منتصبًا في بعض الأحيان، ممَّا يُشير إلى وجود زيادةٍ في الضَّغط على الدِّماغ.ونتيجةً لتفاقم التَّهيُّج النَّاجم عن التهاب السَّحايا عند الحركة، فقد يزداد بكاء الطفل المصاب بالتهاب السحايا بدلًا من أن يهدأ عند حمله وهزِّه.يحدث عند بعض الرُّضَّع بكاءٌ غريبٌ ذو نبرة حادة.

يعاني الرُّضَّع المصابون بالتهاب الدماغ غالبًا من اختلاجاتٍ أو من غيرها من الحركات غير الطَّبيعيَّة.يمكن أن يصبح الرُّضَّع المُصابون بالتهاب الدِّماغ الشديد خاملين ويدخلون في غيبوبة ثمَّ يتوفَّون.

يمكن أن تؤدِّيالعدوى بفيروس الهربس البسيط ، والتي غالبًا ما تتركز في أحد أجزاء الدماغ؛ إلى حدوث إختِلاجَاتٍ أو ضَعفٍ يقتصر ظهوره على أحد أجزاء الجسم .كما قد يعاني الرَّضيع المُصاب بالتهاب الدِّماغ النَّاجم عن العدوى بفيروس الهربس البسيط من طفحٍ جلديٍّ على الجلد أو في العينين أو في الفم.يتكوَّن الطَّفح الجلديُّ من بقعٍ حمراءَ مع بثورٍ مملوءة بسائل والتي تتقشَّر بشِدَّة أو تندمل قبل الشفاء (انظر عدوى فيروس الهربس البسيط (HSV) عند الأطفال حديثي الولادة).

يمكن أن يتسبَّبَالتِهابُ الدِّماغِ والنُّخاعِ التَّالِي للعَدوَى في حدوث الكثير من المشاكل العصبية، وذلك بحسب جزء الدِّماغ المُتضرِّر.قد يعاني الأطفال من ضَعفٍ في الذراع أو الساق أو الرؤية أو من نقصٍ في السَّمَع أو صعوبة المشي أو من تغيُّرٍ في السُّلُوك أو إعاقة فكريَّة أو اختلاجات مُتكرِّرة.يمكن ملاحظة بعض هذه الأَعرَاض مباشرةً.قد لا تتمُّ ملاحظة أعراضٍ أخرى إلَّا لاحقًا، كما يحدث مثلًا عند خضوع الطفل لاختباراتٍ روتينيَّة للسمع، و/أو الرؤية، و/أو الذَّكاء.تزول الأَعرَاض مع مرور الوقت غالبًا، ولكنَّها تستمرُّ في بعض الأحيان.

لمحة عامة عن العدوى الفيروسية في الجهاز العصبي المركزي عند الأطفال

  • البزل الشَّوكي (البزل القَطني)

يُساور الأطباء القلق من احتمال وجود إصابةٍ بالتهاب السَّحايا أو التهاب الدِّماغ عند كلِّ حديث ولادة مصابٍ بالحُمَّى، وكذلك عند الرُّضَّع الأكبر سنًا والأطفال والمراهقين الذين يُعانون من الحُمَّى والتَّهيُّج أو لا يتصرفون بشكلٍ طبيعي.

يستدعي تشخيص التهاب السحايا أو التهاب الدِّماغ، قيام الأطباء بإجراء البَزل النُّخاعي (البزل القطني) للحصول على السَّائِل النخاعي (السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي) وتحليله في المختبر.في حالات العدوى الفيروسيَّة، يزداد عدد الكريَّات البيض في السَّائل النُّخاعي مع ملاحظة عدم احتوائه على بكتيريا.تتوفَّر طرق اختبار التفاعلَ السلسلي للبوليميراز لكشف فيروسات الهربس والفيروسات المعويَّة في السَّائل النُّخاعي بسرعةٍ أكبر.

قد تُجرى اختباراتٌ دموية للتَّحرِّي عن أضداد ضدِّ الفيروسات في عيناتٍ من السائل النُّخاعي، ولكنَّ استكمال هذه الاختبارات يحتاج عدَّة أيَّام.

يمكن استعمال اختبار موجات الدِّماغ (تَخطيطُ كَهرَبِيَّةِ الدِّماغ) للمساعدة على تشخيص التهاب الدِّماغ النَّاجم عن فيروس الهربس.

قد يساعد التصوير بالرَّنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المُحوسَب على تأكيد التَّشخيص ولاسيَّما في حالات التِهابُ الدِّماغِ والنُّخاعِ التَّالِي للعَدوَى.

هل تعلم...

  • لا يمكن استخدام المضادَّات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية، ولكن يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج بعض حالات العدوى الفيروسية.

علاج العدوى الفيروسية في الجهاز العصبي المركزي عند الأطفال

  • المحافظة على راحة الرَّضيع

  • استعمال أدوية لتدبير الحُمَّى أو الاختِلاجَات

  • لمعالجة التِهاب الدِّماغِ والنُّخاعِ التَّالِي للعَدوَى، يتمُّ استعمال الستيرويدات القشريَّة أو غيرها من الأدوية

تقتصر حاجة معظم الأطفال على الرِّعاية الدَّاعمة.أي أنَّهم يحتاجون إلى المحافظة على الدِّفء وشرب الكثير من السوائل واستعمال الأدوية لعلاج أيَّ حالة حُمَّى أو اختلاج.

يكون استعمال الأدوية المُضادَّة للفيروسات غيرَ فعَّالٍ في معالجة معظم حالات عدوى الجهاز العصبي المركزي.إلَّا أنَّه يمكن مُعالَجَة حالات العدوى النَّاجمة عن فيروس الهربس البسيط من خلال استعمال الأسيكلوفير عن طريق الوريد.

قد يعالَج التِهابُ الدِّماغِ والنُّخاعِ التَّالِي للعَدوَى بالستيرويدات القشريَّةالتي تُعطى عن طريق الوريد وتبادل البلاسما أو الغلوبولين المناعي.يُعطى الغلوبولين المناعي عن طريق الوريد ويتكون من أجسام مُضادَّة أُخذت من دم أشخاص لديهم جهاز مناعيّ طبيعي.

مآل العدوى الفيروسية في الجهاز العصبي المركزي عند الأطفال

يختلف المآل بشكلٍ كبيرٍ باختلاف نوع العدوى.تكون الكثير من أنواع التهاب السَّحايا الفيروسي والتهاب الدماغ خفيفةً، و يتعافى الطِّفل بسرعةٍ وبشكلٍ كامل.بينما توجد أنواعٌ أخرى شديدة.

حيث إنَّ عدوى الدِّماغ بفيروس الهربس البسيط تكون شديدة الخطورة بشكلٍ خاص.بدُون المعالجة، يُتوفى حوالى 50% من حديثي الولادة المُصابين بفيروس الهربس البسيط.ويعاني أكثر من نصف أولئك الذين ينجون من مشاكل عصبية شديدة.وإذا اشتملت عدوى فيروس الهربس غير المُعالَجة أجزاءً أخرى من الجسم بالإضافة إلى الدِّماغ، فإنَّ مُعدَّل الوفيَّات يصل إلى 85٪.تؤدي المعالجة باستخدام الأسيكلوفير إلى خفض معدل الوفيات وزيادة نسبة الأطفال الذين ينمون بشكل طبيعي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID