البُكاء

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

يبكي جميع الرُّضَّع والأطفال الصغار كشكلٍ من أشكال التَّواصل.حيث تُعدُّ الطريقة الوحيدة لديهم للتَّعبير عن الحاجة.وبالتالي، تكون معظم حالات البكاء ردَّة فعلٍ على الجوع أو الانِزعَاج (مثل الانزعاج النَّاجم عن ترطيب الحفاضات) أو الخوف أو الانفصال عن الأبوين.يكون مثل هذا البكاء طبيعيًّا ويتوقَّف عند تلبية الاحتياجات عادةً- مثل، عند تغذية الرضع أو حدوث التَّجشُّؤ أو تغيير الحفاض أو الحضن.يميل هذا البكاء إلى أن يحدثَ بشكلٍ أقل ولأوقاتٍ أقصرَ غالبًا بعد بلوغ الأطفال عمرَ 3 أشهر.

يشير مصطلح البكاء المفرط إلى البكاء الذي يستمرُّ بعد محاولة مقدمي الرعاية تلبية الاحتياجات الروتينية أو البكاء الذي يستمرُّ لمدة أطول من المعتاد لطفلٍ مُعيَّن.

أسباب البكاء

لا يوجد اضطرابٌ طبيٌّ مُحدَّدٌ مسؤولٌ عن البكاء المفرط في أكثر من 95% من حالات البكاء.ورغم أنَّ مثلَ هذا البكاء يكون مُجهِدًا للأبوين، فإنَّ الأطفال في نهاية المطاف يهدؤون ويتوقَّفون عن البكاء من تلقاء أنفسهم.

التعب هو أحد الأَسبَاب الشائعة للبكاء عند الرُّضَّع.

يعود سبب بكاء الطفل بين عمر 6 اشهر و3 سنوات خلال الليل غالبًا إلى صعوبة العودة إلى الاستغراق في النوم بعد استيقاظه ليلًا بشكلٍ طبيعي.يَصعبُ على الأطفال العودة إلى النَّوم من تلقاء أنفسهم ولاسيَّما الأطفال الذين اعتادوا على النوم في ظروفٍ معينة مثل الهَز أو استعمال اللَّهَّاية.

ومن الشَّائع أن يشعر الطفل الذي تجاوز عمره 3 سنوات بالخوف خلال الليل.تختلف المخاوف الخاصَّة عادةً باختلاف عمر الطفل ومرحلة نُموِّه العاطفي والجسدي.يبكي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 - 8 سنوات خوفًا في منتصف الليل أحيانًا دون أن يبدو عليهم أنَّهم مُدركون أو قادرون على الشُّعور بالرَّاحة.كما لا توجد عندهم ذاكرة للحلم أو للبكاء عند استيقاظهم صباحًا.تُسمَّى هذه النَّوبات من البكاء بحالات االرُّعب اللَّيلي night terrors.

هل تعلم...

  • لا يوجد اضطرابٌ طبيٌّ مُحدَّدٌ مسؤولٌ عن البكاء المفرط في أكثر من 95% من وقت البكاء.

الاضطرابات الطِّبِّيَّة

يكون سبب البكاء المفرط في أقلِّ من 5% من وقت البكاء ناجمًا عن اضطرابٍ طِبِّي.تكون بعض الاضطرابات مُزعِجة ولكنَّ خطورتها ليست فوريَّة.وتشتمل هذه الأَسبَاب الأقلُّ خطورةً لحدوث البكاء على الارتجاع المَعدي المريئي والتفاف الشعر حول إصبع اليد، أو إصبع القدم، أو القضيب (عاصبة الشعر) وحدوث خدش على سطح العين (سحجة قرنويَّة) والشَّق الشَّرجي وعدوى الأذن الوسطى.

وفي حالاتٍ أقلُّ شيوعًا، يكون الاضطراب الخطير هو السَّبب.وتشتمل هذه الاضطرابات على انسداد الأمعاء النَّاجم عن الانغلاف (انزلاق جزءٍ من الأمعاء ضمن جزءٍ آخر) والانفتال (التواء في الأمعاء) بالإضافة إلى فشل القلب والتهاب السحايا وإصابات الرَّأس التي تُسبِّبُ النَّزف داخل الجمجمة.يُعاني الأطفال المصابون بمثل هذه الاضطرابات الخطيرة غالبًا من أعراضٍ أخرى (مثل القيء أو الحُمَّى)، ممَّا ينبِّه الأهل إلى وجود مشكلةٍ أشدُّ خطورة.إلَّا أنَّ البكاء المُفرِط يكون العلامة الأولى في بعض الأحيان.

يُشير البكاء المفرط إلى المغص الذي ليس له سببٌ محدَّدٌ والذي يستمرُّ 3 ساعات على الأقل يوميًّا لأكثر من 3 أيَّام في الأسبوع ولأكثر من 3 أسابيع.يحدث المغص عادةً عند الرُّضَّع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أسابيع وحتَّى 3 أو 4 أشهر.

تقييم البكاء

يحاول الأطباء تحديد الاضطراب الطِّبِّي الذي قد يُسبِّبُ البكاءَ المستمرَّ عند الرُّضَّع.

العَلامات التَّحذيريَّة

تُثير بعض الأعراض القلق وتشير إلى أنَّ اضطرابًا طبيًّا يُسبِّبُ البكاء:

  • صعوبة الَّتنفُّس

  • كدمات أو تورُّم على الرأس أو على أجزاء أخرى من الجسم

  • حركات غير طبيعيَّة أو نَفضان في أيِّ جزءٍ من الجسم

  • التَّهيُّج الشديد (يُسبِّب التَّعامل أو الحركة الطبيعيَّان البكاء أو الضِّيق)

  • البكاء المُستمر ولاسيَّما إذا كان مترافقًا مع حُمَّى

  • كيس الصفن المحمر و/أو المتورم

  • حدوث حُمَّى عند الرَّضيع الذي لم يتجاوز عمره 8 أسابيع

متى ينبغي مراجعة الطَّبيب

ينبغي تقييم الأطفال من قبل الطبيب مباشرةً إذا كانت لديهم أيُّ علامات تحذير أو إذا كانوا يتقيَّؤون أو إذا توقَّفوا عن تناول الطعام أو إذا لاحظ الآباء تورمًا في البطن أو وجود احمرارٍ أو تورُّمٍ في كيس الصَّفَن أو أيِّ سلوك غير طبيعي (بالإضافة إلى البكاء).

إذا بدا الأطفال طبيعيين في غياب هذه العلامات، فيمكن للوالدين محاولة القيام بتدابير نموذجيَّة مثل التغذية والتجشُّؤ وتغيير الحفاض والحضن.فإذا استمرَّ البكاء بعد هذه التدابير، يجب على الآباء الاتصال بالطبيب.يمكن للطبيب مساعدة الآباء على تحديد مدى سرعة حصول الطِّفل على التَّقييم.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن الأعراض التي يُعاني منها الطِّفل وعن تاريخه الطِّبِّي.ثم يقومون بإجراء الفحص السريري.تُشير نتائج دراستهم للتَّاريخ الطِّبي والفَحص السَّريري إلى سبب البكاء غالبًا وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضَّروري إجراؤها ( انظر جدول: بعض الاضطرابات الطِّبيَّة التي تُسبِّبُ البكاء المُفرِط عند الرُّضَّع والأطفال الصِّغار).يكون الرُّضَّع الذين يُعانون من الحُمَّى مصابين بالعدوى غالبًا، وقد يكون لدى الرُّضَّع الذين يعانون من صعوبةٍ في التَّنفُّس اضطرابٌ في القلب أو في الرئة، ويمكن أن يكون لدى الرُّضَّع الذين يعانون من القيء أو الإسهال أو الإمساك اضطرابٌ هضمي.

ويسأل الأطبَّاء عند استفسارهم عن البكاء الأسئلة التَّالية:

  • متى بدأ المغص؟

  • مدَّة المعاناة منه

  • عدد مرَّات حدوثه

  • مدى ارتباطه بالتَّغذية أو بالتَّبرُّز

  • مدى استجابة الرُّضَّع إلى الجهود الرَّامية إلى تهدئتهم

كما يُسألُ الآباء عن الأحداث الأخيرة التي قد تفسِّر البكاء (مثل التطعيمات والإصابات والأمراض الحديثة)، وعن الأدوية التي تُعطى للرَّضيع.كما يطرح الأطبَّاء أسئلةً لمعرفة مدى ارتباط الوالدين بالرَّضيع وإدارتهم لاحتياجاته.

يُجرى فحصٌ سريريٌّ للتَّحرِّي عن أعراض الاضطرابات التي يمكن أن تُسبِّبَ الانِزعَاج أو الألم.يُدقِّق الأطبَّاء عند فحصهم لعيني الطفل بشكلٍ خاص في وجود سحجةٍ في القرنيَّة، وفي أصابع يديه وقدميه وقضيبه للتَّحرِّي عن وجود عاصبة شعر.

الاختبارات

قد يكون من الضَّروري إجراء اختباراتٍ وفقًا لأعراض الرَّضيع والأَسبَاب التي يشتبه بها الأطباء.إذا كان الفحص الطِّبِّيِّ لا يشير إلى اضطرابٍ خطير، فليس من الضروري إجراء اختباراتٍ عادةً، ولكنَّ الأطباء قد يقومون بجدولة مواعيد مراجعة لإعادة تقييم الرَّضيع.

الجدول

علاج البكاء

يجري علاج أيَّ اضطرابٍ مُعيَّن.فمثلًا، يتمُّ نزع عاصبة الشعر أو قد تُعالَج السَّحجة القرنويَّة من خلال تطبيق مرهم يحتوي على مُضادٍ حَيَويّ.

بالنسبة للرُّضَّع غير المُصابين باضطرابٍ معين، ينبغي على الأبوين أو مقدمي الرعاية مواصلة التَّحرِّي عن أسبابٍ واضحةٍ للبكاء، مثل رطوبة الحفاضات أو الشُّعور بالدِّفء الشديد نتيجة الإفراط في ارتداء الملابس، وتلبية تلك الاحتياجات.ويمكنهم تجربة تطبيق استراتيجيات مختلفة أخرى.فمثلًا، يمكن أن يهدأ الرَّضيع عندما:

  • يتمُّ حمله أو هزَّه بلطفٍ أو التَّربيت عليه

  • الاستماع إلى أصوات لطيفة، مثل صوت المطر أو الأصوات المُنتَجة إلكترونيًّا التي تصدر عن مروحة أو غسَّالة أو المكنسة الكهربائيَّة أو مُجفِّف الشَّعر

  • الرُّكوب في سيارة

  • مَصُّ اللَّهايَّة

  • استعمال حلماتٍ ذات ثقوبٍ أصغر عندما يرضع الرُّضَّع بسرعةٍ كبيرة

  • يتمُّ لفُّه بشكلٍ مريح (مُقمَّط)

  • قيامه بالتَّجشُّؤ

  • القيام بتغذيته (ولكن يجب على الآباء تجنب الإفراط في تغذيته في محاولةٍ لإيقاف البكاء)

عندما يكون سبب البكاء هو التعب، يكون تأثير الكثير من التَّدخُّلات المذكورة سابقًا مقتصرًا على تهدئته لفترةٍ قصيرة حيث يعود إلى البكاء بمجرَّد إيقاف التَّنبيه أو النشاط، ممَّا يزيد من إعياء الطفل.ففي بعض الأحيان تكون الفعاليَّة أكبر من خلال تشجيع الرضيع على الهدوء والنوم الذاتي وذلك بوضعه بشكلٍ روتيني في سريره وهو مستيقظٌ حتى لا يعتمد على والديه أو القيام بحركاتٍ مُعيَّنة أو استعمال بعض الأشياء أو سماع أصوات قبل استغراقه في النَّوم.

يمكن أن تلاحظ الأمهات اللواتي يُرضعن رضاعةً طبيعيَّة أنَّه بعد تناولهنَّ لأطعمة معيَّنة فإنَّ الرَّضيع يبكي بعد الرِّضاعة.ولذلك فعليهنَّ تجنُّب تناول هذه الأطعمة.

وتنتهي فترة التَّسنين في نهاية المطاف، ويقلُّ البكاء الذي يُسبِّبُه مع مرور الوقت.يمكن لمُسكِّنات الألم الخفيفة، مثل أسيتامينوفين أو إيبوبروفين وعضَّاضات التسنين أن تساعد خلال هذه الفترة.ينبغي عدم استعمال منتجات التسنين التي تحتوي على بنزوكايين المُسكن للألم لوجود خطر ظهور تأثير جانبي خطير يسمى ميتهيموغلوبين الدَّم methemoglobinemia.طلبت هيئة الغذاء والدواء (FDA) من الشركات التوقف عن بيع هذه المنتجات من أجل التسنين.

دعم الأبوين

يمكن أن يشعر الأبوان بالإنهاك والإجهاد عندما يبكي الرَّضيع بشكلٍ مفرطٍ من دون سببٍ واضح.وقد يُصابا بالإحباط الشديد في بعض الأحيان إلى درجة إساءة معاملة الطفل.ويمكن للدَّعم العاطفي من الأصدقاء وأفراد الأسرة والجيران والأطباء أن يُساعدهما على مواجهة الحالة.یجب أن يطلب الأبوان أيَّ مساعدةٍ یحتاجونھا (من الأشقاء أو المُساعدين أو مقدِّمي رعایة الأطفال) وأن يتشاركوا مشاعرھم ومخاوفھم مع بعضھم ومع أشخاصٍ داعمین آخرین.إذا شعر الأبوان بالإحباط، فعليهم أخذ استراحةٍ من الرَّضيع أو الطفل الباكي ووضع الطفل أو الرَّضيع في بيئةٍ آمنةٍ لبضع دقائق.ويمكن لمثل هذه الاستراتيجية أن تساعد الأبوان على التكيُّف ومنع إساءة المعاملة.

يمكن للأطباء تقديم معلوماتٍ حول خدمات دعم الآباء الذين يشعرون بالانكسار.

النُّقاط الرئيسيَّة

  • يُعَدُّ البكاء وسيلةً للتَّواصل و هو جزءٌ من التَّطوُّر الطبيعي.

  • تؤدي معرفة وتلبية احتياجات الرَّضيع إلى إيقاف البكاء في كثيرٍ من الأحيان.

  • يقلُّ البكاء عادةً بعد بلوغ الرُّضَّع سنَّ 3 أشهر.

  • تنجم أقلُّ من 5% من حالات البكاء عن سببٍ صحي.

  • إذا كان الأبوان يشعران بالقلق إزاء بكاء الرَّضيع، فيمكنهم الاتصال بالطبيب، الذي يمكنه إرشادهم بخصوص إحضار الرَّضيع للتَّقييم.

  • قد يحتاج الأبوان إلى دعمٍ عندما يبكي الرَّضيع بشكلٍ مفرطٍ دون سببٍ واضحٍ ودون أن يتمكَّنا من تهدئته.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID