داءُ الأُسطُوانِيَّات

(عدوى السُرمِيَّة الدُّوَيدِيَّة Threadworm Infection)

حسبRichard D. Pearson, MD, University of Virginia School of Medicine
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

داءُ الأُسطُوانِيَّات strongyloidiasis هو عدوى تسببها الأُسطُوانِيَّات البِرازِيَّة Strongyloides stercoralis، التي تدخل الجسم عندما يكون الجلد المكشوف على تماس مع التربة الملوَّثة بالدودة.

  • يُصَاب المَرضَى عادة عندما يسيرون حفاةً على التربة الملوَّثة.

  • وفي معظم المصابين بهذا المرض، لا يكون هناك أيُّ أعراض، ولكنَّ بعضهم يشتكون من الطفح الجلدي والسعال والأزيز عندَ التنفُّس، ومن ألَم البَطن والإسهال ونَقص الوَزن.

  • ونادرًا ما تحدث عدوى شَديدة تهدِّد الحياة في الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي بسبب اضطراب ما (مثل السرطان)، أو نتيجة العَقاقير التي تثبِّط الجِهازَ المَناعيّ.

  • يضع الأطباءُ تشخيصَ العدوى من خلال إيجاد اليرقات في عَيِّنَة من البراز، أوعن طريق كشف الأجسام المضادة لـطفيلي الأسطوانيّة في الدم.

  • يُستخدم إيفرمكتين أو ألبيندازول لعِلاج العدوى.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن العدوى الطفيلية).

يحدث داءُ الأُسطُوانِيَّات Strongyloidiasis في المناطق الحارَّة والرطبة، مثل المناطق المدارية وشبه الاستوائية والمناطق الاستوائية، بما في ذلك المناطقُ الريفية في جنوبي الولايات المتحدة.

تُسمَّى الديدان الأُسطُوانِيَّة Strongyloides باسم الدِّيدَان الخَيطِيَّة threadworms أحيانًا.

انتقال الأُسطُوانِيَّات

تعيش الديدان الأُسطُوانِيَّة Strongyloides البالغة في الأمعاء الدقيقة.وتُنتِج الإناثُ البيُوضَ التي تفقس وتُطلِق اليرقات.وتُفرَغ معظمُ اليرقات في البراز.وبعدَ بضعة أيام في التربة، تتخلّق اليرقاتُ إلى شكل يمكن أن يسبِّب العدوى.إذا لامست يرقات الأُسطُوانِيَّة الجلد العاري أو المكشوف للشخص، فإنها تخترقه؛تهاجر اليرقات عبر طرق مختلفة إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تنضج هناك وتصبح ديدانًا بالغة في حوالي أسبوعين.

قد تتخلّق اليرقات التي لا تتلامس مع البشر إلى ديدان بالغة يمكنها التكاثر في التربة لعدّة أجيال قبلَ أن تلامس يرقاتها شخصًا ما.

ويمكن أن تعدي بعضُ اليرقات في الأمعاء الدقيقة الشخصَ من جديد كما يلي:

  • تخترق اليرقات جدارَ الأمعاء الدقيقة، وتنتقل مجرى الدم من جديد مباشرة.

  • أو يجري طرحها في البراز وتخترق الجلد حولَ الشرج أو جلد الأُلَيتين أو الفخذين.

وفي كلتا الحالتين، فإنَّ اليرقات تسير من خلال مجرى الدَّم إلى الرئتين، ثم إلى الحلق وتعود إلى الأمعاء، وتسبِّب عدوى أخرى ــ تُسمَّى العدوى الذاتيَّة autoinfection.

متلازمةُ فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثرة

في حالاتٍ نادرة، تحدث عدوى شديدة (تسمّى متلازمة فرط العدوى hyperinfection) في الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي بسبب اضطراب ما، مثل السرطان أو الأدوية التي تثبِّط الجِهاز المَناعيّ (كابتات المناعة)، مثل بريدنيزون، وغيره من الستيرويدات القشرية، أو العقاقير المستخدَمة لمنع رفض الأعضاء المزروعة أو نقي العظم المزروع.وتحدث هذه المتلازمة أيضًا في المصابين بمرض الإيدز، ولكن بشكل أقلّ بكثير مما يمكن توقُّعه غالبًا.

تُسبِّبُ مُتلازمة فرط العدوى hyperinfection syndrome مرضًا منتشرًا يُصيب الأمعاء، والرئتين، والجلد، وهي أعضاء تشارك في دورة حياة الأسطوانيات الطبيعية، وتتطور بعد ذلك إلى داءُ الأُسطُوانِيَّاتِ المنتثرة، والذي يمكن أن يُؤثِّر في النسج الأخرى التي لا تتأثر عادةً بالأسطوانيات، مثل الأنسجة المغطية للدماغ والنخاع الشوكي (السحايا)، أو الدماغ، أو الكبد، أو أعضاء أخرى.قد تحمل يرقات الأُسطُوانِيَّة معها البكتيريا من السبيل الهضمي.وعندما تسير اليرقاتُ عبر الجسم، يمكن لهذه البكتيريا أن تسبِّب عدوى في مجرى الدَّم أو الدماغ والسائل الشوكي أو الرئتين أو أعضاء أخرى من الجسم.

أعراض داء الأسطوانيات

في معظم الذين يعانون من عدوى الدودة الخيطية أو السُرمِيَّة الدُّوَيدِيَّة لا يكون لديهم أَعرَاض.ولكن، عندما تحدث الأَعرَاض، فإنها تشمل الجلد أو الرئتين أو السبيل الهضمي عادة.

يظهر لدى المصابين بعدوى ذاتية طفحٌ جلدي ناجم عن اليرقات عندَ تحرًّّكها عبرَ الجلد.وغالبًا ما يحدث الطفحُ الجلدي حولَ الشرج.ومع تحرُّك اليرقات، يمكن أن ينتشرَ الطفحُ الجلدي بسرعة إلى الفخذين والأرداف، ممَّا يتسبَّب في حكَّة شديدة.

وقد تسبِّب العدوى الشديدة أعراضًا رئويَّة أو هضمية؛فيشكو بعضُ المَرضَى من السعال والأزيز؛بينما يعاني بعضُهم الآخر من ألَم البَطن والإيلام والإسهال والغثيان والتقيّؤ.وقد يشعرون بنقص الشَّهية.كما يحدث لديهم نقص غير طبيعي في امتصاص العناصر الغذائيَّة، ممَّا يؤدِّي إلى نَقص الوَزن.

متلازمةُ فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثرة

في كثير من الأحيان يكون لدى الأشخاص الذين يُعانون من متلازمة فرط العدوى أعراض شديدة تشمل الرئتين و/أو السبيل الهضمي، والأعضاء التي تشارك في دورة حياة الطفيلي.تشتمل الأعراضُ الرئويَّة على ضيق شديد في التنفُّس، والسعال المدمى، والفشل التنفّسي.تشتمل أعراضُ السبيل الهضمي على انسداد الأمعاء والنَّزف المعوي والمشاكل الشديدة في امتصاص المغذّيات (سوء الامتصاص).

في داء الأسطوانيات المنتثرة، تنتقل العدوى إلى أعضاء أخرى أيضًا.قد يعاني الأشخاص من من التهاب الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا) أو خراج الدماغ أو التهاب الكبد.

قد تحدث حالات من العَدوَى الجُرثومِيَّة، مثل العَدوى الخطيرة في الدَّم (الإنتان) أو عدوى تجويف البطن (التهاب الصفاق)، كمضاعفات لفرط العدوى بالأسطوانيّات Strongyloides.

غالبًا ما يكون فرط العدوى والأمراض المنتثرة مميتة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، حتى لو تمت معالجتهم.

تشخيص داء الأسطوانيات

  • فحص عَيِّنَة من البراز

  • بالنسبة لمتلازمة فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثر، فحص البراز، وعَيِّنَة من البلغم (القَشَع) وصورة بالأشعة السينية للصدر

  • اختبارات الدَّم لكشف كَثرَةُ اليُوزينِيَّات والأجسام المُضادَّة للأسطوانية

ويمكن للأطباء أن يروا يرقات الأسطوانية أحيانًا، عندما يقومون بفحص عَيِّنَة من البراز تحت المجهر.وفي كثير من الأحيان، يجب عليهم فحص عددٍ من العيِّنات.

وللقيام بهذا الإجراء، يَجرِي إدخالُ أنبوب مشاهدة مرن (منظار داخلي) من خلال الفم إلى الأمعاء الدقيقة للحصول على عينة نسيجية.يجري تمريرُ أنبوب رفيع من خلال المنظار واستخدامه في شفط عيِّنة من الأنسجة.يستخدم الأطباءُ المنظار لتحديد مكان أخذ العينات.

عندما يشتبه الاطباءُ بمتلازمة فرط العدوَى hyperinfection، فإنَّهم يفحصون أيضًا عَيِّنَة من البلغم بحثًا عن اليرقات، ويطلبون صورةً للصدر بالأشعَّة السينية للبحث عن أدلَّة على العدوى الرئويَّة.

تكون كثرة اليوزينيات شائعة في اختبارات الدم.فرط الحمضات هو زيادة في أعدادها على المستوى الطبيعي؛ والحَمِضات أو اليُوزينيات هي نوع من الكريَّات البيض التي تُمارسُ دورًا مهمًا في استجابة الجسم لردود الفعل التحسُّسية، والربو، والعدوى بالديدان الطفيلية.

وتُجرى أيضًا اختباراتٌ للدَّم للتحقُّق من وجود الأجسام المُضادَّة للأسطوانيّة عادة.(الأجسام المُضادَّة هي بروتيناتٌ يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضد هجوم ما، بما في ذلك الطفيليَّات).ولكن، لا يمكن لهذه الاختبارات التمييز بين العدوى الجديدة والقديمة أو في بعض الأحيان بين عدوى الأسطوانيّة وعدوى الديدان المَمْسودة الأخرى.

الوقاية من داء الأسطوانيات

تشتمل الوقايةُ من عدوى الأسطوانيّة على ما يلي:

  • استخدام المَراحيض أو الحمَّامات

  • وقاية الجلد من الاتصال المباشر بالتربة في المناطق المصابة بداء الأسطوانيّات (على سبيل المثال، عن طريق ارتداء الأحذية واستخدام قماش القنب أو أي حاجز آخر عندَ الجلوس على الأرض)

علاج داءُ الأُسطُوانِيَّات

  • آيفيرميكتين Ivermectin أو ألبيندازول albendazole

يُعالج جميعُ المصابين بداء الأسطوانيّات

بالنسبة إلى مُعظم حالات داءُ الأُسطُوانِيَّات، يجري استخدام واحد ممّا يلي:

  • إيفرمكتين، مرة واحدة في اليوم لمدّة 1-2 يوم

  • ألبيندازول Albendazole، يُعطى مرّتين في اليوم لمدة 7 أيام

يكون إيفرمكتين أكثر فعالية في شفاء العدوى بالمقارنة مع ألبيندازول.إذا كان الذين يعانون من داء الأُسطُوانِيَّات قد انتقلوا إلى مناطق في أفريقيا تنتشر فيهااللوائيّة، يقوم الأطبَّاء بتحرّي داء اللوائيّات لديهم قبلَ إعطائهم الإيفرمكتين، لأن الإيفرمكتين يمكن أن يسبب التهابًا خطيرًا في الدماغ (التهاب الدماغ) عندَ المصابين بهذا المرض.

بالنسبة إلى مُتلازمة فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثرة، يُعطى إيفرمِكْتين إلى أن يخلو البلغم والبراز من اليرقات لمدة أسبوعين.

إذا كان الأشخاص يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، فقد يحتاجون إلى تناول الأدوية لمدّة طويلة.

إذا كان الأشخاص يُعانون من مرضٍ شديدٍ وغير قادرين على تناول الأدوية عن طريق الفم، يُستَعمَل مستحضرٌ شرجي، أو تحت الجلد أحيانًا (مصمّم لمعالجة الحيوانات).

يَجرِي إِعطاءُ المضادَّات الحيوية لعلاج حالات العَدوَى البكتيرية التي قد تكون من مضاعفات داء الأسطوانيّات.

ولمعرفة ما إذا كانت العدوى قد زالت، يقوم الأطباءُ بفحص عيِّنات من البراز بحثًا عن اليَرقات، أو إجراء اختبارات للدَّم للتأكُّد من انخفاض الأجسام المُضادَّة للدودة.إذا بقيت يرقات الأسطوانيات في البراز بعد المعالجة أو إذا لم تنخفض مستوياتُ الأجسام المُضادَّة لها، تجري مُعالجة الأشخاص مرَّةً أخرى.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID