تحدث عدوى الأمعاء بالدودة الشَّريطِيَّة بشكل رئيسي عندما يأكل الشخصُ لحم الخنزير أو السمك أو لحم البقر النيِّئ أو الملوَّث، أو يشرب المياه العذبة الملوَّثة، أو الطَّعَام أو الماء الملوَّث بالنسبة للشَّريطِيَّة القَزَمَة dwarf tapeworm.
شَريطِيَّة البقر Beef Tapeworm
لا تسبِّب الديدانُ الشَّريطِيَّة البَالِغَة، التي تعيش في أمعاء البشر، أي أعراض عادة، ولكن قد تسبِّب ألم البطن والإسهال ونَقص الوَزن.
كما أنَّ الدودة الشَّريطِيَّة في لحم الخنزير pork tapeworm يمكن أن تشكِّل كيسَات في الدماغ وأماكن أخرى في الجسم أيضًا (يسمّى ذلك داء الكيسات المذنَّبة).
وهذه الكيسَاتُ في الدماغ يمكن أن تسبِّبَ أعراضًا مختلفة، مثل الصداع والاختِلاجَات والتَّخليط الذهنِي أو مرضًا شديدًا مهدِّدًا للحياة أحيانًا.
يقوم الأطباءُ بتشخيص العَدوى عن طريق اكتشاف قِطَع الدودة أو بيُوضها في عَيِّنَة من البراز، أو الكيسَات في أماكن أخرى من الجسم، عن طريق التصوير أو الاختبارات الدموية.
كما يمكن أن تستخدمَ الأدوية المُضادَّة للطفيليات، مثل برازيكوانتيل لعلاج العدوى في الأمعاء؛ ويمكن استخدام ألبيندازول أو برازيكوانتيل أيضًا، بالإضافة إلى الكورتيزون، لتخفيف الأَعرَاض الناجمة عن الكيسات في الدماغ.
يمكن أن يساعد الطبخُ الجيِّد للحم الخنزير ولحم البقر وأسماك المياه العذبة على الوقاية من العدوى.
(انظر أيضًا لمحة عامة عن العدوى الطفيلية).
هناك العديد من أنواع الديدان الشَّريطِيَّة يمكن أن تسبِّب العدوى في البشر؛وتشتمل على
الشَّريطِيَّةُ العَزلاَء Taenia saginata (شريطِيَّة البقر)
الشَّريطِيَّةُ الوَحيدَة Taenia solium (شريطِيَّة الخنزير)
الشَّريطِيَّةُ الآسيَوِيَّة Taenia asiatica التي تنتقل عن طريق تناول لحم الخنزير في آسيا (الدودة الشَّريطِيَّة الآسيويَّة)
العَوساءُ العَريضَة Diphyllobothrium latum (شريطِيَّة الأسماك)
المُحَرشَفَةُ القَزَمَة Hymenolepis nana (الشَّريطِيَّة القزمة)
جرى استخدام الصورة بعد موافقة أصحابها Dr. Mae Melvin via the Centers for Disease Control and Prevention Public Health Image Library.
تعيش الديدانُ الشَّريطِيَّة البالغة من الأنواع الأخرى ــ المُشوِكَةُ الحُبَيبِيَّة Echinococcus granulosus والمُشوِكَة العَديدَةُ المَساكِن Echinococcus multilocularis (شَريطِيَّة الكِلاَب) ــ في أمعاء الكلاب أو غيرها من ذوات النَّاب.تصيب هذه الدودة الشَّريطِيَّة البشرَ أحيانًا، ممَّا يتسبَّب بظهور كيساتٍ في الكبد أو غيره من الأعضاء.
تتكوَّن الشريطيّات من ثلاثة أجزاء رئيسيَّة:
الرأس، وهو الجزء الذي يرتبط بالأمعاء
العنق، التي يمكن أن تتجدّد
بقية الدودة، وتتكون من عددٍ من الأجزاء (تسمّى الأسلات proglottids)، وقد تحتوي على بيوض
إذا لم تنجح المعالجة في القضاء على الرأس والعنق، فقد تتشكَّل الدودة بأكملها من جديد.
(From GC Cook, Manson's Tropical Diseases, 20 ed, 1996, WB Saunders, Fig. 74.11; with permission.)
دودة حَياة شَريطِيَّة الخنزير والبقر والأسماك
الديدان الشريطية السمكية والخنزيرية والبقرية هي ديدان كبيرة، مسطّحة، تشبه الشريط، تعيش في أمعاء البشر، ويمكن أن تنمو حتى 15 إلى 30 قدمًا (4.5 إلى 9 أمتار).يعدُّ الإنسان هو المضيفَ النهائي، لأنَ الدودة الشَّريطِيَّة تتزاوج فيها.تَمرُّ قِطَعُ الدودة التي تحمل البيُوضَ (الأَسَلات) إلى البراز.
وإذا لم تَعالج الفضلات البشريَّة ووصلت إلى البيئة، يمكن ابتلاعُ البيُوض من قبل المضيفين الوسطاء intermediate hosts، مثل الخنازير أو الأبقار، أو في حالة الدودة الشَّريطِيَّة للأسماك، قشريَّات المياه العذبة الصغيرة، التي بدورها تُؤكَل من قِبل الأسماك.تفقس البيوضُ وتتحوَّل إلى يرقات في المضيف الوَسيط.تغزو اليرقاتُ جدارَ الأمعاء، وتُحمَل من خِلال مجرى الدَّم إلى العضلات الهيكلية والأنسجة الأخرى، حيث تشكِّل الكيسَات.
ويُصاب البشرُ بالطفيليِّ عن طريق ابتلاع الكيسَات الموجودة في اللحم النيِّئ أو غير المطبوخ أو أنواع معيَّنة من أسماك المياه العذبة.تفقس الكيسَاتُ وتتخلَّق إلى ديدان بالِغة، وتتعلَّق بجدار الأمعاء؛ثم تنمو في الطول، وتبدأ في إنتاج البيوض.
دورةُ حَياة شريطِيَّة لحم الخنزير
|
هل تعلم...
|
دورة حَياة الشريطيَّة القَزَمة
تكون الدودة الشَّريطِيَّة القزمة صغيرة، يصل طولُها إلى 40 ملم فقط.يُصاب البشرُ بالديدان الشَّريطِيَّة القزمة بابتلاع بيوضها، وليس كيسَاتها، مثلما يحدث في عدوى شريطِيَّة الخنزير والبقر.قد توجد البيُوضُ في الطعام أو الماء الملوَّثين بالبراز البشري، أو قد تنتقل إلى الفم بعدَ مخالطة المصابين بالعدوى.وقد يبتلع الأشخاصُ أحيَانًا الحشرات المصابة بالعدوى دون قصد، مثل البراغيث والخنافس، في الحبوب.
تتخلَّق البيوضُ إلى ديدان بالغة تعيش في الأمعاء.وتضع الدودةُ الشَّريطِيَّة البَالِغَة بيوضَها التي تمرّ في البراز.وقد يبتلع شخصٌ آخر أو الشخص نفسه هذه البيُوض، ممَّا يؤدِّي إلى عدوى بجيلٍ جديد من الديدان الشَّريطِيَّة البالغة.
في العدوى التلقائية، تتطور البيوض إلى شكل بالغ، وتُسبّب العدوى حتى من دون أن تغادر الجسم.يُسمى هذا النوع من العدوى بالعدوى الذاتية (autoinfection).يمكن للديدان الشريطية القزمية أن تتراكم بأعداد كبيرة وتسبب الأعراض.
داءُ الكيسات المذنبَّة Cysticercosis
بالنسبة للدودة الشَّريطِيَّة في لحم الخنزير فقط، يمكن للأشخاص الذين يبتلعون البيُوض أن يصبحوا مُضيفين وسطاء (بينما لا يمكن للبشر أن يكونوا مضيفين وسطاء لشريطِيَّة البقر والأسماك).قد يصبح الأشخاصُ مُضيفين وسطاء عندَ حدوث واحد ممّا يلي:
يبتلعون بيوضَ الدودة الشَّريطِيَّة للحم الخنزير في الطعام أو الماء الملوَّث بالبراز البشري.
ينقلون البيُوض إلى فمهم بعدَ مخالطة شخصٍ مصاب أو التعامُل مع الملابس والأثاث الملوَّثين.
يمكن للمصابين بالدودة البالغة في الأمعاء أن يعيدوا إعداءَ أنفسهم عندما يبتلعون البيُوض من برازهم (على سبيل المثال، في الطعام أو الماء الملوَّثين)، أو ربَّما عندما تتحرَّك الأجزاء أو القِطع من الدودة (الأسَلات) التي تحمل البيُوض من الأمعاء إلى المعدة وتُطلِق البيوض (عدوى ذاتية).
وكما هي الحالُ في المضيفين الوسطاء من الحيوانات، تتطوَّر البيوض أو تتخلَّق إلى كراتٍ تحتوي على اليرقات (يرقات الشريطيَّة) عندما تصل إلى الأمعاء.تخترق هذه الكراتُ جدارَ الأمعاء، وتسير إلى الدماغ والعضلات والأعضاء الأخرى، أو الأنسجة تحت الجلد، حيث تشكِّل الكيسَات.وفي البشر، يُسمَّى هذا الشكلُ من المرض داء الكيسَات المذنَّبة cysticercosis.
أعراض عَدوى الدودة الشريطية
على الرغم من أنّ الدودة الشَّريطِيَّة البالغة في الأمعاء لا تسبِّب أي أعراض عادة، لكنَّ بعضَ المَرضَى يشتكون من انزعاج في أعلى البطن، وإسهال، وأعراضٍ أخرى.وفي بعض الأحيان، يمكن للمصابين بالدودة الشريطية أن يشعروا بتحرُّك قطعةٍ من الدودة من خلال الشرج أو أن يروا جزءًا من الدودة الشبيه بالشريط في البراز.وتعدُّ الدودةُ الشَّريطِيَّة القزمَة أكثرَ ميلاً من الديدان الشَّريطِيَّة الأخرى إلى التسبُّب بأعراض بطنية، مثل الغثيان والتقيُّؤ والإسهال وألم البطن ونَقص الشَّهية ونَقص الوَزن.
كما يمكن أن تسبِّب الدودة الشَّريطِيَّة للأسماك فقرَ الدم، لأنها تمتصّ فيتامين B12, الضروري لإنتاج كريّات الدم الحمر.
وتنجم أعراضُ داء الكيسات المذنَّبة عن الكيسَات التي تتشكَّل في الدماغ وغيره من الأعضاء (مثل الحبل الشوكي والكبد والرئتين والعينين).وقد تسبِّب هذه الكيساتُ أَعرَاضًا شديدة، ومهدِّدة للحياة أحيانًا، بعدَ سنوات من الإصابة الأوَّلية بالعدوى، عندما تبدأ الكيسَات في التنكُّس وتسبب الالتهاب.يمكن أن تؤدِّي الكيسَات في الدماغ والأنسجة التي تغطِّي الدماغ (السَّحايا) إلى الصداع، والاختِلاجَات، والتَّخليط الذهنِي، أو غير ذلك من الأعراض العصبيَّة.وفي حالاتٍ نادرة، تظهر الكيسَاتُ في العيون، ممَّا يسبِّب العمى أحيَانًا؛ أو في الحبل الشوكي، ممَّا يَتسبَّب في بعض الأحيان بضعف العضلات أو الشَّلل.
تشخيص عدوى الدودة الشريطية
فحص عَيِّنَة من البِراز بالنسبة لعدوى الأمعاء بالشريطية
لتحرِّي داء الكيسات المذنَّبة، التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، والاختبارات الدموية أحيانًا
يقوم الطبيبُ بتشخيص عدوى الدودة الشَّريطِيَّة المعوية عن طريق إيجاد قِطَع الدودة أو بيوضها في عَيِّنَة من البراز.
في المَرضَى المصابين بداء الكيسات المذنَّبة، يمكن رؤيةُ الكيسَات في الدماغ أو الأنسجة الأخرى باستخدام التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.كما يمكن للاختبارات الدَّموية للأجسام المُضادَّة لشريطِيَّة لحم الخنزير أن تكونَ مفيدةً أيضًا.(الأجسام المُضادَّة هي بروتيناتٌ يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضد أي هجوم، بما في ذلك الطفيليات).يمكن في بعض الأحيان الشعور بالكيسات المتيبِّسة تحت الجلد.
علاج عدوى الدودة الشريطية
بالنسبة للعدوى المعويَّة، برازيكوانتيل أو نيتازوكسانيد (من الأدوية المُضادَّة للطفيليات)
وبالنسبة للأعراض الناجمة عن داء الكيسات المذنبَّة، يُعطى الكورتيزون بأشكاله والأدوية المُضادَّة للطفيليات مع أو من دون إجراء الجراحة أحيَانًا
يُعَالَج المصاب بالشريطيَّة المعويَّة بجرعةٍ واحدة عن طريق الفم من برازيكوانتيل.أمَّا في عدوى الشَّريطِيَّة القزمَة، فيمكن استخدامُ نيتازوكسانيد nitazoxanide بدلًا من ذلك.
معالجة داء الكيسَات المُذنَّبة
تعتمد مُعالجَة داء الكيسات المذنبة على عوامل مختلفة، مثل الأَعرَاض وعدد الكيسَات ومواقعها في الدِّماغ.
ولكن، لا يعَالَج هذا المرضُ عادة إلا إذا كان يشمل الدماغ؛كما يَجرِي إِعطاءُ الستيرويدات القشرية، مثل البريدنيزون، أيضًا للأشخاص الذين يعانون من أعراض بسبب الكيسات في الدماغ.يمكن لهذه الأدوية أن تَحُدَّ من الالتهاب.يُعطى المرضى الذين يعانون من الاختلاجات أدوية مضادة للاختلاجات.يمكن استخدامُ الأدوية المُضادَّة للطفيليات (مثل ألبيندازول أو برازيكوانتيل) لقتل الكيسات الحيّة في الدماغ، ولكن يجري إعطاؤها بعدَ ضبط الأعراض بشكلٍ كافٍ.كما تُعطى الستيرويداتُ القشرية أيضًا مع الأدوية المضادة للطفيليات للتقليل من الالتهاب الناجم عن الكيسات المحتضرة.
لا تستخدم الأدويةُ المُضادَّة للطفيليات لعلاج الكيسَات في العين أو الحبل الشوكي، لأنها يمكن أن تؤدِّي إلى التهاب شديد قد يضرُّ بالأنسجة المجاورة.
وفي بعض الأحيان، تكون الجراحةُ ضرورية ــ على سبيل المثال، عندما تسدُّ الكيسَات أو تعيق تدفُّقَ السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي (السَّائل النخاعي)، أو عندما تسبِّب الكيسَاتُ مشاكلَ في الحبل الشوكي أو العين.
الوقايَةُ من عدوى الدودة الشريطية
خط الدفاع الأوَّل ضد الديدان الشَّريطِيَّة هو:
الطبخ الجيِّد للحوم وأسماك المياه العذبة إلى درجة حرارة تزيد على 145 درجة فهرنهايت (63 درجة مئوية)
إذا كان اللحم مفرومًا، يُوصَى باستخدام درجة حرارة للطهي لا تقلّ عن 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية).
يجب أن تُترَك القطع الكاملة من اللحم لمدة 3 دقائق بعد طهيها قبل تقطيعها أو استهلاكها.لا تحتاج اللحوم المطحونة إلى فترة ترك.
ولذلك، يجب ألاَّ تُقدَّم أسماكُ المياه العذبة بشكل غير مطبوخ (مثل السُوشي)، وينبغي ألاَّ تؤكل إلاَّ بعدَ طهيها، أو تجميدها بشكلٍ صحيح، أو وضعها في محلولٍ ملحي.تؤدي هذه التدابيرُ إلى القضاء على الدودة الشَّريطِيَّة للأسماك.
وفيما يلي طرائق التجميد الموصى بها لأسماك المياه العذبة:
عند -4 درجة فهرنهايت (-20 درجة مئوية) أو أقل لمدّة 7 أيام
عندَ درجة حرارة -31 درجة فهرنهايت (-35 درجة مئوية) أو أقلّ حتى تصبح صلبة، ثم تخزينها عند درجة حرارة -31 درجة فهرنهايت (-35 درجة مئوية) أو أقل لمدة 15 ساعة
عندَ درجة حرارة -31 درجة فهرنهايت (-35 درجة مئوية) أو أقل إلى أن تصبح صلبة، ثم تخزينها عند -4 درجة فهرنهايت (-20 درجة مئوية) أو أقل لمدة 24 ساعة
أمَّا التبخير والتجفيف فلا يقتلان الكيسَات.
ومن خطوط الدفاع الأخرى:
التقييم الدقيق للحوم والأسماك من قِبل مفتِّشين مدرَّبين
تكون الكيسَاتُ مرئيَّة في اللحوم المصابة.
تعترض المعالجةُ المناسبة للفضلات البشرية دورةَ حياة الدودة، وبذلك تساعد على الوقاية من داء الكيسات المذنَّبة وعدوى الديدان الشَّريطِيَّة القزمة.
كما يمكن الوقايةًُ من الدودة الشَّريطِيَّة القزمة عن طريق تجنُّب ما يلي:
الطعام والماء اللذان من المحتمل أن يكونا ملوَّثين بالبراز
الحبوب الملوَّثة بالحشرات المصابة بالعدوى
على سبيل المثال، عندَ السفر إلى البلدان التي من المرجَّح تلوُّثُ الأغذية فيها ببراز الانسان، يجب على الأشخاص غسل أو تقشير أو طهي جميع الخضروات والفواكه النيِّئة باستخدام المياه الصالحة للشرب قبلَ تناول هذه الأطعمة.
كما قد يكون مفيدًا أيضًا غسلُ اليدين بالصابون والماء الدافئ بعد استخدام المرحاض، وبعد تغيير الحفاضات، وقبل إعداد الأطعمة.
