داءُ الأُسطُوانِيَّات

(عدوى السُرمِيَّة الدُّوَيدِيَّة)

حسبChelsea Marie, PhD, University of Virginia;
William A. Petri, Jr, MD, PhD, University of Virginia School of Medicine
تمت المراجعة من قبلChristina A. Muzny, MD, MSPH, Division of Infectious Diseases, University of Alabama at Birmingham
تمت مراجعته المعدل رجب 1446
v14458970_ar

داء الأسطوانيات هو عدوى تنجُم عن دودة مدورة (خيطية) تُسمى الأسطوانية البرازية (Strongyloides stercoralis).

  • عادةً ما يُصاب الأشخاص عندما يسيرون حفاةً على التربة الملوثة وتخترق اليرقات جلدهم.

  • وفي معظم المصابين بهذا المرض، لا يكون هناك أيُّ أعراض، ولكنَّ بعضهم يشتكون من الطفح الجلدي والسعال والأزيز عندَ التنفُّس، ومن ألَم البَطن والإسهال ونَقص الوَزن.

  • ونادرًا ما تحدث عدوى شَديدة تهدِّد الحياة في الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي بسبب اضطراب ما (مثل السرطان)، أو عند الأشخاص الذين يستخدمون أدوية تثبِّط الجِهازَ المَناعيّ.

  • يضع الأطباءُ تشخيصَ العدوى من خلال إيجاد اليرقات في عَيِّنَة من البراز، أوعن طريق كشف الأجسام المضادة للأسطوانيّة في عَيِّنَة من الدم، وأحيانًا بفحص عَيِّنَة من البلغم بحثًا عن اليرقات، وإجراء تصوير للصدر بالأشعة السينية.

  • يُعالج الأشخاص باستخدام أدوية علاج العدوى بالديدان.

تُصيب الديدان الطفيلية (helminths) الإنسان والحيوانات.هناك 3 أنواع من الديدان الطفيلية: المثقوبات، الشريطيات، والمستديرات (الديدان الخيطية).الأسطوانية البرازية هي دودة مدورة.

داء الأسطوانيات هو أحد أنواع العدوى الرئيسية التي تنتقل عن طريق التربة الملوثة.يُصاب حوالى 614 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بهذه العدوى.

يحدث داءُ الأُسطُوانِيَّات في المناطق الحارَّة والرطبة، والمناطق المدارية، وشبه المدارية، والمناطقُ الريفية في جنوبي الولايات المتحدة.

تُسمَّى الديدان الأُسطُوانِيَّة باسم السرميات الدوديدية أحيانًا.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن العدوى الطفيلية).

انتقال داء الأسطوانيات

تبدأ دورة العدوى بديدان الأسطوانية البالغة التي تعيش في الأمعاء الدقيقة للشخص المصاب.وتُنتِج الإناثُ البيُوضَ التي تفقس وتُطلِق اليرقات.تُطرح معظم هذه اليرقات في مراحلها المبكرة مع براز الشخص إلى التربة.وبعدَ بضعة أيام في التربة، تتخلّق اليرقاتُ إلى شكل يمكن أن يسبِّب العدوى (يُسمى اليرقات خيطية الشكل).إذا لامست اليرقات الجلد العاري أو المكشوف للشخص، فإنها تخترقه.تهاجر اليرقات عبر طرق مختلفة إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تنضج هناك وتصبح ديدانًا بالغة في حوالي أسبوعين.

قد تتخلّق اليرقات في التربة التي لا تتلامس مع البشر إلى ديدان بالغة يمكنها التكاثر لعدّة أجيال قبلَ أن تلامس يرقاتها شخصًا ما.يطلق على هذه الديدان البالغة اسم الديدان البالغة الطليقة.

العدوى الذاتية

يمكن لبعض اليرقات الخيطية الشكل الموجودة في الأمعاء أن تعيد إصابة الشخص بإحدى طريقتين:

  • يمكنها اختراق جدارَ الأمعاء الدقيقة، والانتقال إلى مجرى الدم من جديد مباشرة.

  • ويمكن أن تُطرح في البراز وتدخل جسم الشخص مرة أخرى عن طريق اختراق الجلد حول فتحة الشرج أو جلد الأليتين أو الفخذين.

في كلتا الحالتين، فإنَّ اليرقات الخيطيَّة تسير من خلال مجرى الدَّم إلى الرئتين، ثم إلى الحلق وتعود إلى الأمعاء، وتسبِّب عدوى أخرى.تُسمى هذه العملية بالعدوى الذاتية (autoinfection).

متلازمةُ فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثرة

في حالات نادرة، تحدث عدوى شديدة تسمى متلازمة فرط العدوى لدى الأشخاص الذين أصيبوا حديثاً بعدوى الأسطوانية أو لدى الأشخاص الذين أصيبوا مرة ثانية ولكن لم تظهر عليهم أعراض في المرة الأولى.

تؤثر متلازمة فرط العدوى في الأعضاء التي تشارك في دورة حياة الأسطوانيات الطبيعية (مثل الأمعاء والرئتين والجلد)، وقد تتطور إلى داء الأسطوانيات المنتشر، الذي يمكن أن يؤثر في أعضاء لا تكون عادة جزءاً من دورة حياة الأسطوانيات الطبيعية (مثل الكبد، والقلب، والدماغ، والحبل الشوكي).قد تحمل يرقات الأُسطُوانِيَّة معها البكتيريا من السبيل الهضمي.وعندما تسير اليرقاتُ عبر الجسم، يمكن لهذه البكتيريا أن تسبِّب عدوى في مجرى الدَّم أو الدماغ والسائل الشوكي أو الرئتين أو أعضاء أخرى من الجسم.

عادةً ما يحدث فرط العدوى لدى الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي بسبب اضطراب ما (مثل السرطان) أو بسبب تناولهم لأدوية تثبط الجهاز المناعي (مثل بريدنيزون) أو أدوية تُستخدم لمنع رفض الأعضاء المزروعة أو نقي العظم المزروع.ومع ذلك، فإن فرط العدوى والانتشار يكون أقل شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب العدوى المتقدمة بفيروس عوز المناعة البشري (الإيدز).

قد يتطور لدى الأشخاص المصابين بداء الأسطوانيات غير المشخص فرط العدوى أو داء الأسطوانيات المنتشر إذا تم إعطاؤهم الستيرويدات القشرية لعلاج اضطراب آخر.

أعراض داء الأسطوانيات

لا تظهر أعراض لدى معظم المصابين بعدوى الدودة الخيطية أو السرمية الدويدية.ولكن، عندما تحدث الأَعرَاض، فإنها تشمل الجلد، أو الرئتين، أو السبيل الهضمي، أو مزيجًا من الثلاثة عادةً.

يظهر لدى المصابين بعدوى حادّة طفحٌ جلدي أحمر ومثير للحكّة ناجم عن اليرقات عندَ تحرًّّكها عبرَ الجلد.يحدث الطفح في المكان الذي دخلت فيه اليرقات الجلد.قد يصاب الأشخاص بالسعال عندما تنتقل اليرقات عبر الرئتين والقصبة الهوائية (الرغامى).

قد يعاني الأشخاص الذين لديهم يرقات وديدان بالغة في جهازهم الهضمي من ألم في البطن، وإسهال، وفقدان الشهية.

قد لا تظهر أي أعراض على الأشخاص المصابين بداء الأسطوانيات لفترة طويلة أو قد تظهر عليهم أعراض مثل الطفح الجلدي، والسعال، والأزيز التنفسي، وألم البطن، والإسهال، والإمساك.كما يحدث لديهم نقص غير طبيعي في امتصاص العناصر الغذائيَّة، ممَّا يؤدِّي إلى نَقص الوَزن.

متلازمةُ فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثرة

غالبًا ما تظهر على الأشخاص المصابين بمتلازمة فرط العدوى أو داء الأسطوانيات المنتشر أعراض حادة تؤثر في الرئتين والجهاز الهضمي.تشتمل الأعراضُ الرئويَّة على ضيق شديد في التنفُّس، والسعال المدمى، والفشل التنفّسي.تشتمل أعراضُ السبيل الهضمي على انسداد الأمعاء والنَّزف المعوي والمشاكل الشديدة في امتصاص المغذّيات (سوء الامتصاص).

قد يعاني الأشخاص من من التهاب الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا) أو خراج الدماغ أو التهاب الكبد.

قد تحدث حالات من العَدوَى البكتيرية، مثل عدوى خطيرة في الدم (تجرثم الدم) أو عدوى في تجويف البطن (التهاب الصفاق).

غالبًا ما تكون متلازمة فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتشر مميتة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، حتى لو تمت معالجتهم.

تشخيص داء الأسطوانيات

  • فحص عَيِّنَة من البراز

  • بالنسبة لمتلازمة فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتثر، فحص البراز، وعَيِّنَة من البلغم (القَشَع) وصورة بالأشعة السينية للصدر

  • اختبارات الدَّم لكشف الأجسام المُضادَّة للأسطوانية

ويمكن للأطباء أن يروا يرقات الأسطوانية أحيانًا، عندما يقومون بفحص عَيِّنَة من البراز تحت المجهر.وفي كثير من الأحيان، يجب عليهم فحص عددٍ من العيِّنات.

وللقيام بهذا الإجراء، قد يُدخل الأطباء أنبوب مشاهدة مرنًا (منظارًا داخليًا) من خلال الفم إلى الأمعاء الدقيقة لرؤية الأمعاء الدقيقة وأخذ عينات من الأنسجة الموجودة هناك.يجري تمريرُ أنبوب رفيع من خلال المنظار واستخدامه في شفط عيِّنة من الأنسجة.

عندما يشتبه الأطباء بمتلازمة فرط العدوى أو داء الأسطوانيات المنتشر، فإنهم يفحصون أيضًا عينة من البلغم بحثًا عن اليرقات، ويطلبون صورة للصدر بالأشعة السينية للبحث عن أدلة على العدوى الرئوية.

كما يقوم الأطباء بإجراء فحوص دمويَّة للتَّحرِّي عن الأجسام المضادة للأسطوانيات.(الأجسام المُضادَّة هي بروتيناتٌ يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة في الدفاع ضد العدوى، بما في ذلك الطفيليَّات).ولكن، لا يمكن لهذه الاختبارات التمييز بين العدوى الجديدة والقديمة أو بين عدوى الأسطوانيّة وعدوى الديدان المَمْسودة الأخرى.

تكون كثرة اليوزينيات نتيجة شائعة عند إجراء اختبارات الدم.فرط الحمضات هو زيادة في أعدادها على المستوى الطبيعي؛ والحَمِضات أو اليُوزينيات هي نوع من الكريَّات البيض التي تُمارسُ دورًا مهمًا في استجابة الجسم لردود الفعل التحسُّسية، والربو، والعدوى بالديدان الطفيلية.

قد يفحص الأطباء البراز ويجرون اختبارات دم للأشخاص الذين يحتمل تعرضهم للأسطوانيات للكشف عن داء الأسطوانيات.

علاج داءُ الأُسطُوانِيَّات

  • أدوية مستخدمة لعلاج عدوى الديدان (طاردات الدِّيدان)

يُعالج جميعُ المصابين بداء الأسطوانيّات

بالنسبة إلى معظم حالات داء الأسطوانيات، يعطي الأطباء الأشخاص إيفرمكتين أو، عوضًا عن ذلك، ألبيندازول.تُعرف هذه الأدوية باسم طاردات الديدان، ويجري تناولها عن طريق الفم.

يكون إيفرمكتين أكثر فعالية في شفاء العدوى بالمقارنة مع ألبيندازول.إذا كان الأشخاص المصابون بداء الأسطوانيات قد عاشوا في مناطق في أفريقيا أو سافروا إليها حيث ينتقل دودة مدورة تسمى اللوائية، يتحقق الأطباء ممّا إذا كانوا مصابين بعدوى اللوائية (داء اللوائيات) قبل إعطائهم الإيفرمكتين، لأن الإيفرمكتين يمكن أن يسبب التهابًا خطيرًا في الدماغ (التهاب الدماغ) عند الأشخاص المصابين بداء اللوائيات وداء الأسطوانيات في نفس الوقت.

بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمُتلازمة فرط العدوى أو داء الأسطوانيات المنتثرة، يعطي الأطباء دواء إيفرمِكْتين إلى أن تختفي اليرقات من عينات البلغم والبراز لمدة أسبوعين.تعتبر متلازمة فرط العدوى وداء الأسطوانيات المنتشر من الحالات الطبية الطارئة المهددة للحياة، لذلك يبدأ العلاج فوراً باستخدام إيفرمكتين.

إذا كان الأشخاص يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، فقد يحتاجون إلى أشواط متكررة من الأدوية.

يَجرِي إِعطاءُ المضادَّات الحيوية لعلاج حالات العَدوَى البكتيرية التي قد تكون من مضاعفات داء الأسطوانيّات.

ولمعرفة ما إذا كانت العدوى قد زالت، يقوم الأطباءُ بفحص عيِّنات من البراز بحثًا عن اليَرقات.إذا بقيت يرقات الأسطوانيات في البراز بعد المعالجة، تجري مُعالجة الأشخاص مرَّةً أخرى.

الوقاية من داء الأسطوانيات

تشتمل الوقايةُ من عدوى الأسطوانيّة على ما يلي:

  • استخدام المرافق الصحّية للحمَّامات أو المَراحيض

  • وقاية الجلد من الاتصال المباشر بالتربة في المناطق التي ينتشر فيها داء الأسطوانيات (على سبيل المثال، عن طريق ارتداء الأحذية واستخدام قماش القنب أو أي حاجز آخر عندَ الجلوس على الأرض)

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID