فقدان الرؤية المفاجئ

حسبChristopher J. Brady, MD, Wilmer Eye Institute, Retina Division, Johns Hopkins University School of Medicine
تمت مراجعته شوّال 1442

يُعد فقدان الرؤية مفاجئًا إذا تطور في غضون بضع دقائق إلى بضعة أيام.قد يُؤثِّر في عين واحدة أو كلتا العينين، في جزء من مجال الرؤية أو في كامله.قد يبدو فقدان جزء صغير فقط من مجال الرؤية (نتيجة انفصال الشبكية المحدود على سبيل المثال) وكأنه تشوش في الرؤية.قد تترافق الحالة بأعراض أخرى، مثل الألم العيني، وذلك بحسب سبب فقدان البصر.

نظرة داخل العين

الأسباب

يُعزى فقدان الرؤية المفاجئ إلى ثلاثة أسباب عامة:

  • تغيّم البنى التشرحية العينية التي تكون شفافة في الحالة الطبيعية

  • تشوهات شبكية العين (البنية الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين)

  • تشوهات الأعصاب التي تحمل الإشارات العصبية البصرية من العين إلى الدماغ (العصب البصري والمسارات البصرية)

يعبر الضوء من خلال عدة بنى شفافة قبل أن يصل إلى شبكية العين وتقرؤه.حيث يمر الضوء أولًا عبر القرنية (الطبقة الرائقة التي تقع أمام القزحية والحدقة)، ثم العدسة، ثم الخِلط الزجاجي (المادة الهلامية التي تملأ مقلة العين).قد ينجم فقدان الرؤية عن أي عائق يمنع الضوء من المرور عبر إحدى هذه البنى التشريحية (مثل وجود قرحة في القرنية أو نزف في الخِلط الزجاجي) أو يمنع نقل الإشارات العصبية من مؤخرة العين إلى الدماغ.

إن معظم الاضطرابات التي تسبب فقدانًا كاملًا للرؤية عندما تُصيب العين بأكملها، قد تسبب فقدانًا جزئيًأ في الرؤية عندما تُصيب العين في جزء محدد منها فقط.

عند تضرَر المسارات البصرية

تنتقل الإشارات العصبية على طول العصب البصري من كل عين.يلتقي العصبان البصريان في نقطة التصالب البصري.وهنا، ينقسم العصب البصري القادم من كل عين إلى نصفين، يعبر نصف الألياف العصبية من كل جانب إلى الجانب الآخر.وبسبب هذا التشريح، يستقبل الدماغ المعلومات البصرية لكلا المجالين البصريين الأيمن والأيسر من كلا العصبين البصريين الأيمن والأيسر.تسبب الأضرار التي تلحق بالعين أو المسار البصري أنواع مختلفة من فقدان البصر اعتمادا على مكان حدوث الضرر.

الأَسبَاب الشائعة

إن الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا للفقدان المفاجئ وغير المؤلم للرؤية هي

قد ينجم انسداد الشريان الشبكي المفاجئ عن خثرة دموية أو انفصال جزء صغير من مادة تصلبية عصيدية ثم انتقلت في الشريان.ويمكن بنفس الأسلوب أن ينسد الشريان المؤدي إلى العصب البصري، كما يمكن أن ينسد أيضًا بسبب التهاب (كالذي يحدث في سياق التهاب الشرايين الصدغية ذو الخلايا العرطلة).قد تتشكل خثرة دموية في الوريد الشبكي وتسده، وخاصة عند كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدَّم أو السكّري.كما يواجه المصابين بالسكّري خطر النزف في الزجاجي.

يمكن في بعض الأحيان أن تكون البداية المفاجئة للأعراض هي الإدراك المفاجئ لها في الحقيقة، بعد فترة طويلة من عدم إدراك المريض لها.على سبيل المثال، قد يعاني الشخص من تراجع القدرة البصرية في عين واحدة لفترة طويلة دون أن يلاحظ ذلك (ربما نتيجة الإصابة بساد عيني كثيف)، ثم يلاحظه فجأة عند تغطية العين السليمة.

الأَسبَاب الأقل شيوعًا

تشمل الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا لفقدان الرؤية المفاجئ (انظر جدول الفقدان المفاجئ للرؤية) كلاً من السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة (TIA)، والزرق الحاد، وانفصال الشبكية، والتهاب البنى التشريحية في الجزء الأمامي من العين بين القرنية والعدسة (التهاب العنبية الأمامي، ويسمى أحيانًا التهاب العنبية)، وبعض أنواع العدوى في شبكية العين، والنزف داخل الشبكية كاختلاط للتنكس البقعي المرتبط بالتقدم بالعمر.

كيف ولماذا يحدث العمى

يمكن لأي شيء يمنع وصول الضوء من الوسط المحيط إلى الجزء الخلفي من العين أو يعيق انتقال الإشارات العصبية من الجزء الخلفي من العين إلى الدماغ، أن يؤثر في القدرة على الرؤية.في الولايات المتحدة الأميركية، يُعرّف العمى القانوني بأنه الحصول على درجة 20/200 أو أقل في اختبار حدة البصر للعين الأفضل عند الشخص، حتى بعد محاولة تصحيح البصر باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، أو أنه انحسار زاوية الرؤية إلى ما دون 20 درجة في المجال البصري للعين الأفضل.وفي إطار هذا التعريف، يمكن للكثير من الأشخاص الذين يصنّفون على أنهم عميانٌ من الناحية القانونية تمييز الأشكال والظلال، ولكن ليس بتفاصيلها.

يمكن أن يحدث العمى في الظروف والحالات التالية:

عدم وصول الضوء إلى شبكية العين.

  • تضرر القرنية الناجم عن العدوى، مثل التهاب القرنية والملتحمة بالهربس، أو العدوى الناجمة عن الإفراط في ارتداء العدسات اللاصقة الزائدة، والذي يؤدِّي إلى حدوث ندبة عاتمة على القرنية

  • الأضرار التي تلحق بالقرنية والناجمة عن عوز الفيتامين A (تليّن القرنية)، والذي يسبب جفاف العين ويؤدي إلى حدوث ندبة عاتمة على القرنية (حالة نادرة في الدول المتقدمة)

  • الأضرار التي تلحق بالقرنية والناجمة عن إصابة شديدة تؤدي إلى ندبة عاتمة على القرنية

  • الساد العيني cataract، الذي يسبب تراجع وضوح العدسة

الأشعَّة الضوئية لا تتركز على شبكية العين بشكل صحيح.

  • التركّز غير الدقيق للأشعة الضوئية على شبكية العين (أخطاء الانكسار) والتي لا يمكن تصحيحها بشكل كامل باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة (مثل من أنواع معينة من الساد العيني)

عجز الشبكية عن استشعار الضوء بشكل طبيعي.

  • انفصال الشبكية

  • داء السكري

  • التنكس البقعي macular degeneration

  • التهاب الشبكية الصباغي retinitis pigmentosa

  • عدم كفاية الوارد الدَّموي إلى شبكية العين بسبب انسداد الشريان أو الوريد الشبكي، والذي قد ينجم عن التهاب جدران الأوعية الدموية (كما يحدث في سياق الإصابة بالتهاب الشريان ذو الخلايا العرطلة giant cell arteritis)، أو بسبب جلطة دموية انتقلت إلى العين من مكان آخر (مثل الشريان السباتي في الرقبة)

  • عدوى في شبكية العين (بالمقوسة الغوندية Toxoplasma أو الفطريات)

عدم وصول الإشارات العصبية من شبكية العين إلى الدماغ بشكل طبيعي.

  • اضطرابات تؤثِّر في العصب البصري أو مساراته داخل الدماغ، مثل أورام الدماغ، والسكتات الدماغية، والعدوى، والتصلُّب المتعدِّد

  • الزَرَق، ارتفاع ضغط العين Glaucoma

  • (التهاب العصب البصري)

عدم قدرة الدماغ على تفسير المعلومات الواصلة من العين.

  • الاضطرابات التي تؤثِّر في مناطق الدماغ المسؤولة عن تفسير الإشارات البصرية (القشرة البصرية visual cortex)، مثل السكتات الدماغية والأورام

الجدول

التقييم

يُعد الفقدان المفاجئ للرؤية حالة طارئة.وإن معظم أسبابه تكون خطيرة.

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي على جميع الأشخاص الذين يعانون من فقدان مفاجئ للرؤية زيارة طبيب العيون واستشارته، أو التوجه إلى قسم الطوارئ على الفور.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يوجه الطبيب في البداية بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.من شأن ما يجده الطبيب في أثناء الفَحص السَّريري وتحري التاريخ الطبي للمريض أن يُشير غالبًا إلى سبب الفقدان المفاجئ للرؤية، ويُحدد الاختبارات التي قد يحتاج إلى القيام بها (انظر الجدول الفقدان المفاجئ للرؤية ).

سوف يطلب الطبيب من الشخص أن يخبره متى حدث فقدان الرؤية، وكيفية حدوثه، وما إذا كان قد يتفاقم أو لا.كما سيسأل الطبيب المريض ما إذا كان فقدان البصر يؤثِّر في عين واحدة أو كلتا العينين، وما إذا كان فقدان البصر في كامل مجال الرؤية أم في جزء محدد منه فقط.سوف يسأل الطبيب أيضًا عن الأعراض البصرية الأخرى، مثل رؤية أجسام طافية أو أضواء ساطعة أو هالات حول الأضواء أو خطوط متعرجة في الحقل البصري، أو يعاني من خلل في رؤية الألوان، أو ألم في العين.كما سوف يسأل الطبيب عن الأَعرَاض التي لا تتعلق بالعينين، ويتحرى عوامل الخطر للاضطرابات التي قد تسبب مشاكل عينية.

على الرغم من أن الفَحص السَّريري سوف يركز على العينين، إلا أن الطبيب قد يُجري أيضًا فَحصًا عامًا.

ولفحص العين، سوف يقوم الطبيب أولًا باختبار حدة البصر من خلال الطلب من الشخص قراءة الحروف على مخطط معلق على الجدار، تارةً عند إغلاق إحدى العينين والنظر بالأخرى، وتارةً عند النظر بكلتا العينين.سوف يتحرى الطبيب أيضًا استجابة الحدقتين للضوء، ومدى قدرة العين على تتبع جسم متحرك.كما قد يختبر الطبيب قدرة المريض على رؤية الألوان.وقد يفَحص الطَّبيب عيني وجفون المريض باستخدام المصباح الشِّقّي (أداة تمكن الطبيب من فحص العين تحت التكبير العالي) وقياس الضغط في العين.وسوف يقوم الطبيب، بعد تطبيق بضع قطرات لتوسيع الحدقة، بفحص شبكية العين بشكل شامل باستخدام المصباح الشِّقّي أو باستخدام مصباح يُعلق على الرأس ويمر ضوءه من خلال أداة محمولة باليد.

الاختبارات

يساعد وجود أو عدم وجود الألم على اختصار قائمة الأَسبَاب المحتملة لفقدان الرؤية المفاجئ إلى حد كبير (انظر جدول الفقدان المفاجئ للرؤية).إذا عادت الرؤية بسرعة من تلقاء نفسها، فإن الإسباب الأكثر احتمالًا هي النوبة الإقفارية العابرة، وصداع الشقيقة العيني.

كثيرًا ما توفر نتائج الفحص العيني معلومات كافية للأطباء لتشخيص سبب فقدان الرؤية.قد يكون من الضروري في بعض الأحيان إجراء اختبارات محددة بناءً على الحالة المرضية المشتبه بها.تُعد الاختبارات التالية ذات أهمية خاصة:

  • التصوير بتخطيط الصدى إذا لم يتمكن الطبيب من معاينة الشبكية بوضوح من خلال الفحص العيني.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي المعزز بالغادولينيوم للحجاج و/أو الدماغ عند بعض الأشخاص الذين يعانون من آلام في العين وأَعرَاض محددة أخرى، وعندما يلاحظ الطبيب تورم العصب البصري في أثناء الفحص العيني.

  • سرعة تثفل الكريات الحمراء ESR ومستوى البروتين C التفاعلي (اختباران دمويان يقيسان مستوى الالتهاب في الجسم بشكل غير مباشر)، وحساب تعداد الصُّفَيحات الدَّمويَّة في بعض الأحيان، وخاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ويشكون من الصُّدَاع .

المُعالجَة

يُعالج الاضطراب الذي يسبب فقدان الرؤية في أسرع وقت ممكن، على الرغم من أن العلاج قد لا يفيد في الحفاظ على الرؤية أو استعادتها.ولكن، العلاج الفوري قد يقلل من خطر نفس المرض على العين الأخرى.

أضواء على الشيخوخة: فقدان الرؤية عند كبار السن

غالبًا ما ينجم عدم وضوح الرؤية عند كبار السن عن تغيم عدسة العين (الساد العيني)، أو ضَرَر في العصب البصري (كما يحدث في الزرق)، أو ضرر في شبكية العين (كما يحدث في التنكس البقعي المرتبط بالعمر و اعتلال الشبكية السكّري).ومن الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا لفقدان الرؤية عند كبار السن انسداد أحد الأوعية الدموية المغذية للعين.غالبًا ما تؤدي اضطرابات الجفون إلى تغيير مظهر العين، إلا أنها لا تسبب فقدان البصر عادةً، وقد تُسبب الإزعَاج.كما يمكن لتدلِّي الجفنين الشديد أن يؤثر في الرؤية أيضًا.

ومهما كان سبب فقدان البصر، فإن أي تغير في الرؤية يمكن أن يؤثر سلبًا في نوعية حياة المُسنّ، وقد يؤثر بشكل غير مباشر على صحته.فعلى سبيل المثال، قد يكون ضعف البصر سببًا في حوادث المرور أو حوادث السقوط.كما يمكن لنقص الرؤية أن يكون مأساويًا بشكل خاص لكبار السن الذين يعانون من مشاكل أخرى أيضًا، مثل ضعف التوازن ونقص السمع.وفي مثل هذه الحالات، قد يؤدي فقدان البصر إلى إصابة خطيرة وقد يُقلل من قدرة الشخص على القيام بمهامه اليومية.

النقاط الرئيسية

  • الفقدان المفاجئ للرؤية هو حالة طارئة، لذلك ينبغي على الأشخاص الذين يصابون به التوجه مباشرة إلى المستشفى.

  • إن وجود أو عدم وجود الألم يساعد على تحديد الأَسبَاب الأكثر احتمالًا للإصابة.

  • إذا عادت الرؤية بسرعة من تلقاء نفسها، فإن النوبة الإقفارية العبارة والصُّدَاع النصفي في العين من الأَسبَاب الأكثر احتمالًا للإصابة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID